🌺صاحبة اغلى مهر في التاريخ والاسلام 🌺
هي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام، اختلف في اسمها فقيل: سهلة، وقيل: رميلة، وقيل: رميثة، وقيل: مليكة. وتُلقَّب بالغميصاء أو الرميصاء. وقد أسلمت مع السابقين إلى الإسلام من الأنصار.وهي ام الصحابي الجليل وخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم انس بن مالك رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم
عاشت في بداية حياتها كغيرها من الفتيات في الجاهلية قبل مجيء الإسلام، كانت امرأة جميلة ، عاقلة ، شريفة مما اطمع بها الرجال من حولها وكان اول الطامعين بها وأحقهم ابن عمها مالك بن النضر فتزوجت منه ، فلما جاء الله بالإسلام، وظهرت شمسه في الأفق،واستجابت وفود من الأنصار وطرق الاسلام مسامعها حتى اذعن قلبها لهذا الدين الجديد وأسلمت مع السابقين إلى الإسلام،وتزامنت هاته الفترة مع مولد ابنها انس بن مالك فكانت تناغي ذاك الغلام الصغير وتقول : لا اله الا الله محمد رسول الله وقد وعرضت الإسلام على زوجها مالك بن النضر، فغضب عليها وخاصة عند سماعه لكلماته فقد كانت تغيضه فنهاها مرة بعد مرة وقال لها لا تفسدي الغلام فتجيبه وتقول: انما أ أدبه وأهدبه هذه كلمات لا تفسده مرة بعد مرة تصاعد الحوار بينهما وهددها بهجره لها حاولت معه لكنه لم يلقي لها اذنا وكان قد عشّش الشيطان في رأسه، فلم يقبل هدى الله، ولم يستطع أن يقاوم الدعوة؛ لأن المدينة صارت دار إسلام، فخرج إلى الشام فهلك هناك. وما ان سمعت بالخبر حزنت حزنين الاول حزن على فراق ابن العم ، الزوج العشير وابو الولد اما الحزن الثاني انه انتقل الى ربه ولم يسلم
ومن ثَمَّ فاختيار أم سليم الأنصارية -رضي الله عنها- الإسلام على زوجها في ذلك الوقت المبكر ينبئ عن عزيمة أكيدة، وإيمان راسخ في وقت كان الاعتماد في تدبير البيت والمعاش وغير ذلك من أمور الحياة على الرجل، ولم تكن المرأة قبيل مجيء الإسلام تساوي شيئًا، فكونها أخذت هذا القرار من الانفصال بسبب الإسلام عن زوجها الذي في نظرها يعتبر كل شيء في ذلك الوقت، فيه دلالة على ما تمتاز به هذه المرأة المسلمة من الثبات على المبدأ مهما كلفها من متاعب. وعاهدت نفسها في تلك الساعة انها لن تفطم ابنها انسا حتى يترك ثديها وحده اكراما لأبيه وأن لا تتزوج بعده حتى يزوجها ابنه وكان ذلك
وما ان بلغ الولد عشر سنين وبعد مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة مهاجرا وبدأت الناس في اهداء النبي الهدايا فنظرت ام سليم ماذا اهدي رسول الله بماذا اتقرب الى الله بمحبته بإكرامه فلم ترى عندها أثمن من ابنها الوحيد أنس حملته وذهبت به الى النبي عليه افضل الصلاة والسلام وقالت: يارسول الله لم يبقى امرؤ من الانصار والمهاجرين الا وقد اكرمك وأحببت أن أكرمك بهذا الغلام خادما لك فأخذه النبي صلي الله عليه وسلم قبله واحسن اكرامه عشر سنين ولطالما دعى له ورفق به وعلمه فشب انس وبلغ مبلغ الرجال فطمع رجل يدعى ابا طلحة الانصاري بالزواج من امه حاول ان يغريها بالمال لكنها ابت حاول ان يتودد اليها وابت كذلك ثم اسفر لها بوضوح عن تعلقه بها فقالت : يا ابا طلحة مثلك لا يرد ولكن انت مشرك وانا مسلمة ولا تحل لي فقال ساعطيك مهرا من الذهب والفضة ما تشائين فقالت : مهري أن تسلم فعن أنس قال: «خطب أبو طلحة أم سليم -رضي الله عنها- قبل أن يسلم فقالت: أما إني فيك لراغبة، وما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم فذاك مهري، لا أسأل غيره». فأسلم وتزوجها أبو طلحة .فكانت بذلك أول امرأة جعلت مهرها إسلام زوجها، ولم يتكرر في التاريخ مثله فصارت سببًا في دخول أبي طلحة في الإسلام، فحازت بذلك على الفضيلة التي وعد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من أن يكون لك حُمْر النَّعَم».
لها مواقف كثيرة دالة على قوة صبرها وحكمتها وعقلها الراجح ، فلما مات ولدها ابو عمير من أبي طلحة، ولم يكن أبوه بالبيت، قالت :لا تخبوا ابا طلحة حتى أكون أنا فأخبره وقامت أم سليم وغسلته وكفنته عليه ، فلما عاد زوجها وضعت بين يديه طعاماً فأكل، ثم تطيّبت له فأصاب منها، فقالت: يا أبا طلحة، ماذا تقول في آل فلان الذين أودعوا وديعة عند آل فلان، وأبوا أن يردوها؟ فقال أبو طلحة: ليس لهم ذلك، إن الوديعة مؤداة إلى أهلها، فقالت: فإن الله أخذ وديعته منا، فاسترجع، وذهب إلى النبي وشكا له زوجته، فقال له صلى الله عليه وسلم داعياً: «بارك الله لكما في ليلتكما»، فرزقهما الله عشرة من الذكور كلهم حفظوا القرآن. قلبها عامر بحب الله ورسوله، فكانت رمزاً للشجاعة وشاركت النبي صلى الله عليه وسلم غزواته، وناصرته، ففي إحدى الغزوات حزمت الغميصاء خنجراً على وسطها وكانت حاملاً، فسألها النبي صلى الله عليه وسلم: «ما تصنعين به يا أم سليم؟» قالت: يا رسول الله، أتخذ ذلك الخنجر إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه وأقتل هؤلاء الذين يفرون عنك، فقال: «يا أم سليم إن الله قد كفى وأحسن»، وكان صلى الله عليه وسلم يحيطها برعايته وإكرامه، ويقول: {إني أرحمها، توفي أخوها معي}
تبشيرها بالجنة :فقد روى البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي : «رَأَيْتُنِى دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ وَسَمِعْتُ خَشَفَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا بِلاَلٌ. وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: لِعُمَرَ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ». فقال عمر: بأبي وأمي يا رسول الله، أعليك أغار؟!
من اشهر اقوالها :
قالت أم سليم -رضي الله عنها- لما سمعت بقتل عثمان رضي الله عنه: :"أما إنه لم يحلبوا بعده إلا دمًا".
توفيت هاته المرأة التي اتسمت بالشجاعة والصبر والقوة في حدود الأربعين في خلافة معاوية رضي الله عنه، فرضي الله عن أم سليم وأرضاها. ورحم الله الرميصاء نجم من نجوم السماء بطلتنا التي كانت بحكمتها وعقلها ودينها كلمة السر لسعادة اولادها
كانت مثال يحتدى به كام وزوجة فهنيئا لام سليم مهرها الذي سطر تاريخا يتداول على الألسن ويكفيها تشريفا ان يقول المسلمون : ماسمعنا قط بمهر قط كان اكرم من مهر ام سُليم
الى هنا تنتهي قصتنا نلتقي في فصل جديد مع امراة اخرى نقشت اسمها على جدران التاريخ