recent
جديدنا

رائدات الاسلام الفصل الرابع

Wisso

 


🌺الصادقة الصابرة🌺



صاحبة هذه السيرة العطرة، واحدة من المسلمات اللاتي حظين بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم، ورافقن الرسالة النبوية الشريفة، منذ أشرقت أنوارها في المدينة المنورة، ففي ثنايا بيتها فاحت روائح الطيب في (طيبة) الطيبة فانتشر فيها الإسلام، فكانت خيرًا وبركة على أرجاء المعمورة.

نعم، ففي هذا الجو الإيماني العظيم، وفي ظل التقوى نشأت هذه الصحابية الجليلة، ونهلت من معين الإسلام الصافي النقي، فأعطت الكثير الكثير، فكانت أماً لشهيدين عظيمين، وبطلين مباركين من أبطال الإسلام.

فهي أم حارس رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم بدر، وحامل راية الأنصار أيضاً، وواحد من مجلس شورى النبي صلى الله عليه وسلم يومذاك.
وابنها هذا هو الصديق الثاني بعد سيدنا أبي بكر رضي الله عنه، وخليفة رسول الله على المدينة في غزوة بواط، إنها أم الأبطال، أم سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمان لموته هي كبشة بنت رافع بن معاوية بن عبيد الأنصارية الخدرية، واحدة من النساء الفاضلات اللاتي قدمن الخير في جميع المجالات، وهي واحدة ممن شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدق، ودعا لها بالخير والأجر العظيم.

كانت كبشة قد تزوجت معاذ بن النعمان الأشهلي فولدت له سعد بن معاذ وعمروًا وإياسًا وأوسًا وعقرب وأم حزام بني معاذ بن النعمان. في سجل الأوائل.

أسلمت كبشة وكانت اول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم من نساء الأنصار وكان لها كبير الأثر في تاريخ الإسلام. وسعدت بنعمة الإيمان سعادة عظيمة، بل ازدادت سعادتها عندما أضحت دارها وقرًا ومكانًا لسفير رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير رضي الله عنه ، وكم كان سرور أم سعد عظيمًا حينما ترامى إلى سمعها قول النبي صلى الله عليه وسلم يذكر دارها ودور الأنصار بخير، فقال (خير دور الأنصار بنو النّجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير).

سجّل التاريخ لأم سعد صفات وفضائل كريمة، ومواقف إيمانية تشير إلى مكانة النبي العظيم في نفسها، وتقديم الابناء شهداء في سبيل الله سبحانه وتعالى.
وأما في غزوة أحد فقد خرجت أم سعد رضي الله عنها مع من خرج من النساء ينظرن إلى سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن وردت الأخبار إلى المدينة باستشهاد عدد من المسلمين، وكان من بين الشهداء ابنها عمرو بن معاذ رضي الله عنه.
ولكن هذه الصحابية الجليلة كانت ترجو سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبلت بسرعة نحو أرض المعركة، فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم سالمًا، حمدت الله، وقالت أما إذا رأيتك سالمًا فقد أشوتِ (أي هانت) المصيبة، فعزَّاها النبي صلى الله عليه وسلم بابنهاعمرو. وبشرها بان عرش الرحمان قد اهتز عرش الرحمان لموته والمعنى انتعش العرش وحاملوه فرحًا بقدوم روحه رضي الله عنه ، وفي هذا دليل علوّ مقامه ورفيع مكانته 

قال الله تعالى (الذين صبروا وعلى ربّهم يتوكلون)، هذه الصحابية الفاضلة ضربت أروع ءايات الصبر والتوكل في تاريخ النساء، وكانت تحث على مرضاة ربها، ومرضاة نبيه، وتؤثر محبة رسول الله على كل غال ونفيس من مال وولد، لقد صبرت عندما استشهد ولدها عمرو وأخوه سعد رضي الله عنهما. 
يتبع … 
الى هنا تنتهي قصتنا موعدنا يتجدد في فصل جديد  غدا ان شاء الله استودعكم  الله الذي لا تضيع ودائعه 


google-playkhamsatmostaqltradent