recent
جديدنا

رائدات الاسلام الفصل الثالث عشر

Wisso

 


🌺خادمة الدعوة وقاتلة الروم🌺


منذ أن بزغ فجر الإسلام ليحرر الإنسان من العبودية لغير الله عرفت مسيرته الخيرة نساء عظيمات خلدهن التاريخ بما قدمن من تضحيات، وما سجلن من مواقف مشرفة كان لها أثرها في انتشار رسالة الحق في ربوع العالم .


رحلتنا اليوم مع امرأة تحمل سجلاً حافلاً بالعطاء والوفاء والإخلاص، سيرتها حميدة ومسيرتها مجيدة، عاشت بين أهل الوفاء والفداء، وعلا مقامها بين المناضلين الشرفاء، وأسهمت بنصيب وافر في التسامي بمكانة المرأة المسلمة .

أنعم الله عليها بأحمد الصفات، وأفضل الخصال، فأصبحت رمزاً للتضحية والفداء، ومثلاً في الإخلاص والوفاء . . في وقت المحن والملمات تجدها صابرة محتسبة، وفي زمن الجهاد والغزوات هي فارسة منتصرة .

إنها المؤمنة العفيفة والصحابية الجليلة العابدة المجاهدة: أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومية وخالها هو سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنهم جميعا وارضاهم . 


قبل إسلامها كانت من أشد المعادين للإسلام هي وزوجها عكرمة بن أبى جهل الذي خاض الكثير من المعارك ضد الإسلام، بل شاركت هي نفسها في غزوة أحد ضد المسلمين لتشد من أذر الرجال. وبعد فتح مكة أسلمت ام حكيم ووالدها  وبايعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن زوجها كان لا يزال على كفره وهرب إلى اليمن. سعت هذه الزوجة الوفية المخلصة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تطلب منه العفو عن زوجها إن عاد مسلمًا، فأعطاها النبي الأمان وأخبرها أنه صفح عنه، فتهلّل وجهها فاندفعت هذه المرأة القوية المحبة، ولم تيأس من اللحاق بزوجها وإعادته ليملأ قلبه بنور الإيمان، فخرجت في طلبه تبحث عنه وقد هرب إلى اليمن فأدركته فى ساحل من السواحل وقد ركب البحر فجعلت تصيح إليه وتقول: "يابن عم، جئتك من أوصل الناس، وأبر الناس، وخير الناس!، لا تهلك نفسك!، وقد استأمنت لك فأمنك"، فرد عليها: "أنت فعلت ذلك"، فقالت: "نعم أنا كلمته فأمنك".

فرجع عكرمة معها، وتقدم الى رسول الله الذي  رأى نور الإسلام في وجهه، فقام إليه وعانقه وقال: "مرحباً بالراكب المهاجر"  فجلس بين يديه فأعلن اسلامه 


قاتل عكرمة رضي الله عنه دفاعاً عن دين الله حتى استشهد في معركة اليرموك التي حقق فيها المسلمون نصراً مؤزراً على الروم بعد أن أبدى بطولة نادرة في المعركة .


حزنت عليه الزوجة المخلصة، ولأن زوجات الشهداء لا بد من إكرامهن والسهر على راحتهن وتخفيف المعاناة عنهن فقد أقنعت صحابيات فضليات أم حكيم بأن تقبل الزواج من الرجل الذي تقدم لخطبتها بعد اكتمال عدتها وهو "خالد بن سعيد بن العاص" أحد أبطال الإسلام وأحد السابقين إلى دين الله .

وما إن عقد عليها حتى نادى منادي الجهاد، فقالت له: "لو تأخرت حتى يهزم أعداء الله" . فقال لها: إنه يشعر بأن الأجل قريب، وأنه سيلقى وجه ربه في هذه الغزوة فأذنت له فدخل بها في خيمة نصبت لهما وللأسف لم يدم هذا الزواج إلا ليلة واحدة، فقد أقبلت جيوش الروم، فخرج العريس الجديد لهم وظل يقاتلهم ببسالة حتى استشهد في سبيل الله.

كانت مهمة أم حكيم في ساحة القتال هي سقيا الجنود، ومداواة الجراح فلما رأت ما وقع لزوجها  وعلمت باستشهاده نزعت عمود خيمتها التي تزوجت بها في الامس وشدت عليها ملابسها ، وانطلقت تقاتل به، قتال الأبطال وقتلت من جنود الروم سبعة رجال، وأدخلت بشجاعتها الرعب في قلوب الأعداء، ورفعت معنويات فرسان الإسلام، حتى أحرزوا النصر المبين. 


وظلت أم حكيم رضي الله عنها مجاهدة وصابرة ومحتسبة،  اعجب امير المؤمنين عمر بن الخطاب بشجاعتها واخلاصها ووفائها وتقدم للزواج منها وتزوجها، وعاشت معه فترة قصيرة، وتوفيت بعد ولادتها لابنتها فاطمة بنت عمر بن الخطاب، فنالت درجة الشهداء لأنها ماتت في فترة النفاس، وقد عرفت بأنها زوجة لثلاثة من الشهداء وهم: عكرمة وخالد بن سعيد بن العاص وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين .


الى هنا تنتهي قصة هذه المرأة الوفية المخلصة لقاءنا يتجدد مع امرأة اخرى خلدت اسمها في التاريخ بحروف من ذهب 



google-playkhamsatmostaqltradent