recent
جديدنا

رائدات الاسلام الفصل السابع

Wisso

 


🌺المجاهدة الصبور والمربية النصوح🌺


من هذه السيدة الجزلة الرزان التي كان يحسب لها الرجال الف حساب؟ من هذه الصحابية الباسلة والمرأة الحازمة   لنبحر معنا كي نتعرف عليها عن قرب 

       

هي امرأةٌ نادرة، ليست كمعظم النساء، امرأة تمثِّل نموذجاً خاصاً من بين النساء، فهي امرأة حازمة، وصحابية مختلفة قدَّمتْ للمسلمين أول فارسٍ سلَّ سيفاً في سبيل الله بعد أن أنشأته تنشئةً سليمة .


هي صفية بنت عبد المطلب  القرشية الهاشمية" ، أبنة زعيم  قريش وسيدها وهي عمة النبي صلى الله عليه وسلم وشقيقة حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء  


كانت في الجاهلية زوجة الحارث  ، اخو أبو سفيان فمات عنها ، فتزوجها العوام بن خويلد فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة ، أسلمت صفية قديما وهاجرت الى المدينة ، وكانت أول مسلمة قتلت يهوديا ، وكانت قد قاتلت يوم أحد.

كانت صفية رضي الله عنها من السابقات إلى الإيمان بالله والانضمام إلى ركب المؤمنين لقد بايع الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابيات على الإسلام وما مست يده يد امرأة منهن ، وكانت عمته صفية رضي الله عنها معهن ، فكان لبيعتها أثر واضح فى حياتها ، بإيمانها بالله ورسوله ، ومعروفها لزوجها ، وحفاظها على نفسها ، والأمانة والاخلاص فى القول والعمل.


ولم تكن صفية - رضي الله عنها - لتنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول أيام إسلامها ، لما نزل قوله تعالى: "وأنذر عشيرتك الأقربين" قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "يا فاطمة بنت محمد ، يا صفية بنت عبد المطلب ، يا بني عبد المطلب ، لا أملك لكم من الله شيئا ، سلوني من مالي ما شئتم" فخصها بالذكر كما خص ابنته فاطمة أحب الناس إليه.

أما أدبها فكانت رضي الله عنها أديبة واعظة فاضلة وقالت في الفخر: 

نحن حفرنا للحجيج زمزم.

سقيا نبي الله في المحرم.

وكانت صفية رضي الله عنها مثلا في التربية ، فقد ربت ولدها الزبير على الخشونة والبأس ، والفروسية والحرب ، ودفعته إلى اقتحام الأخطار ، والتعامل مع المصاعب ، وجعلت لعبه فى بري السهام وإصلاح القسى (الأقواس) ، ودأبت على أن تقذفه في كل مخوفة ، وتقحمه في كل خطر اقحاما ، فاذا رأته أحجم أو تردد ، ضربته ضربا مبرحا ، حتى إنها عوتبت في ذلك من قبل أحد أعمامه ، عندما قال لها ما هكذا يضرب الولد ، إنك تضربينه ضرب مبغضة ، لا ضرب أم ؟، فردت عليه شعرا: 

من قال قد أبغضته فقد كذب.

وانما أضربه لكي يلب

(أى يصبح لبيبا ، فهيما ، ذكيا) ويهزم الجيش ويأتي بالسلب.

وبهذه التربية أصبح الزبير من حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت كلما لقيت ولدها الزبير تثبته بهذه الكلمات الرائعات: اثبت يا بني.. إن أحق من آزرت وعضدت ابن خالك ، والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا (دافعنا) عنه. وكان قلبها مع ابن أخيها ، وكثيرا ما كانت تنهر أخاها أبا لهب إذا عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو آذاه.

وكانت رضي الله عنها من المهاجرات الأوائل إلى المدينة المنورة واشتركت مع الصحابيات المؤمنات فى بيعة النساء ، فكان لبيعتها أثر واضح فى حياتها ، فكانت قدوة للنساء من بعدها.

وشاركت - رضي الله عنها - فى معركة أحد ، عندما خرجت مع جند المسلمين ، في ثلة من النساء جهادا في سبيل الله ، فكانت تنقل الماء ، وتروي العطاشى ، وتبرى السهام ، وتصلح القسى ، فلما رأت النبي عليه الصلاة والسلام ، قد انكشف واضطرب المسلمون ، ألقت السقاء ، وانتزعت من يد أحد المنهزمين رمحه ، ومضت تشق به الصفوف ، وتضرب بسنانه وجوه الفارين وتقول لهم موبخة: "يا ويحكم.. انهزمتم عن رسول الله". فلما رآها النبي عليه الصلاة والسلام ، مقبلة عليه خشي عليها أن ترى أخاها حمزة وهو صريع ، وقد مثل به المشركون أبشع تمثيل ولم تسكن مشاعرها، إلا بعد أن رأت النبي عليه الصلاة والسلام سليماً معافى, قالت: يا رسول الله، كل مصيبةً بعدك تهون.

   فأشار إلى ابنها الزبير قائلا: "يا أمي إليك - أى ابتعدى - يا أمي إليك". فردت صفية بغضب: "تنح عني لا أم لك". فرد عليها الزبير: "إن رسول الله يأمرك أن ترجعي". قالت: "ولم ، إنه قد بلغني أنه مُثِّل بأخي ، وذلك في الله. فالتفت إليه النبي الكريم وقال له: خل سبيلها يا زبير.. فخلى سبيلها".

ولما وضعت المعركة أوزارها ، وقفت صفية وهي في الستين من عمرها على أخيها حمزة ورأت ذلك المنظر الشنيع ، فاستغفرت له وجعلت تقول: "إن ذلك في الله ، ولقد رضيت بقضاء الله ، والله لأصبرن ، ولاحتسبن إن شاء الله".


وفي غزوة الخندق كان لها موقف لا مثيل له فى تاريخ النساء ، فحين خرج الرسول صلى الله عليه وسلم لقتال عدوه فى معركة الأحزاب (الخندق).. وقام بوضع الصبيان ونساء المسلمين وأزواجه في (فارع) حصن حسان بن ثابت ، وبينما كان المسلمون يرابطون على حوافِّ الخندق، في مواجهة قريش، وأحلافها، وقد شغلوا عن النساء والذراري بمنازلة العدو، فأبصرتْ صفيةُ رضي الله عنها وارضاها  شبحاً يتحرَّك في عتمة الفجر، فأرهفتْ له السمع، وأحدَّتْ إليه البصر، فإذا هو يهوديٌ أقبل على الحصن، وجعل يَطوف به، متحسساً أخباره، متجسساً على مَن فيه، فأدركتْ أنه عينٌ لبني قومه، جاء ليَعلم أفي الحصن رجالٌ يدافعون عمن فيه، أم أنه لا يضمّ بين جدرانه إلا النساء والأطفال ؟ فإذا علم هذا اليهودي المتجسس أنّ هذا الحصن لا يضمّ إلا نساءً وأطفالاً، داهموا هذا الحصن، وسبَوْا النساء والذراري، فقد نقضوا عهدهم مع النبي عند ذلك بادرت إلى خمارها، فلفَّته على رأسها، وعمدت إلى ثيابها فشدَّتها على وسطها، وأخذت عموداً على عاتقها، ونزلت إلى باب الحصن، فشقَّته في أناةٍ وحذقٍ، وجعلت ترقب من خلاله عدو الله في يقظةٍ وحذر، حتى إذا أيقنت أنه غدا في موقفٍ يُمَكِّنها منه، حملت عليه حملةً حازمةً صارمةً، وضربته بالعمود على رأسه، فطرحته أرضاً، ثم عززتْ الضربة الأولى بثانيةٍ وثالثة، حتى أجهزت عليه، وأخمدتْ أنفاسه بين جنبيه، وبادرتْ إليه ، فاحتزّتْ رأسه بسكين كانت معها، وقذفت بالرأس من أعلى الحصن، فطفق يتدحرج على سفوحه، حتى استقر بين أيدي اليهود، الذين كانوا يتربَّصون في أسفله، فلما رأى اليهود رأس صاحبهم، قال بعضهم لبعضٍ: قد علمنا أن محمدًا لم يكن ليترك النساء والأطفال وحدهم، من غير حماةٍ، ثم عادوا أدراجهم.


 وقد كان لهذا الفعل المجيد من عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أثر عميق في حفظ اطفال المسلمين ونسائهم . (وبذلك كانت أول امرأة مسلمة تقتل رجلا فى سبيل الله).

روت عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث وعاشت بعد رسول الله إلى خلافة أبي بكر وتوفيت رضي الله عنها في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة عشرين هجرية ، ولها من العمر ثلاث وسبعون سنة ، ودفنت في البقيع .

رضي الله عنها وأرضاها ، فقد كانت مثال المرأة المسلمة المطيعة لله ولرسوله ، وجمعنا وإياها فى جنات الخلد في الفردوس الأعلى إن شاء الله تعالى الى هنا تنتهي قصتنا نجدد لقاءنا غدا مع امراة اخرى خلدت اسمها في التاريخ 


رائدات الاسلام الفصل السابع
Wisso

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  • غير معرف8 مارس 2025 في 12:21 ص

    بسم الله ماشاء الله
    رضى الله عنهم أجمعين يارب رضي الله عنها وأرضاها
    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
    جزاكم الله خيرا الدارين اللهم امين يارب العالمين وجمعنا الله فى الجنة ان شاء الله
    منال قاسم

    حذف التعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent