recent
جديدنا

رائدات الاسلام الفصل السادس عشر

Wisso

 


🌺الصحابية التي أسرى بالرسول من بيتها في رحلة الاسراء والمعراج🌺


في بيت النبوة كان هناك شخصيات تخلد ذكرها لمواقفها الجليلة والمؤثرة في تاريخ الأمة الإسلامية، ومن تلك الشخصيات السيدة "أم هانئ"  ابنة عم النبي –ﷺ-، وأخت الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

اسمها فاختة بنت أبي طالب وقيل هند،  وهي من إحدى ذوات  الرأي والأدب الجم في قريش  وفي الجاهلية كان قد خطبها النبي صلى الله عليه وسلم لكن ابوها كان قد وعد بها هبيرة بن أبي وهب فظفر بها  فولدت له  أربعة من الأبناء 


وفي يوم فتح مكة أسلمت "أم هانئ"، ولكن زوجها هبيرة لم يُسلم، وفر إلى نجران وتفرق بينها وبين زوجها الذي لم يسلم فتركته واعتكفت على رعاية أبنائها .

فتقدم  الرسول صلى الله عليه وسلم لخطبتها ثانية بعد الاسلام فقالت :

والله إنى كنت لأحبك فى الجاهلية فكيف فى الإسلام. ولكننى امرأة مُصبية (أى عندها صبيان) وأكره أن يؤذوك".. نوع فريد من المحبة يعبر عنها رد "أم هانئ" حين تقدم النبى الكريم لخطبتها بعد أن أسلمت 


شرف عظيم ومنزلة كبيرة وهي منزلة "أم المؤمنين" ضحت بها "أم هانئ" رغم محبتها للنبى ولكنها حين تقدم لخطبتها لم تفكر فى الشرف العظيم الذي تناله، وإنما فكرت في النبى الكريم حين يصبح زوجًا لها من جهة وفي أطفالها من جهة أخرى.


وذكر "محمد إبراهيم سليم" فى كتابه "نساء حول الرسول" أنه روى عن أم هانئ أنها قالت حين تقدم الرسول لخطبتها "يا رسول الله.. لأنت أحب إلى من سمعى وبصرى، وحق الزوج عظيم. فأخشى إن أقبلت على زوجي أن أضيع بعض شأنى وولدى وإن أقبلت على ولدى أن أضيع حق الزوج، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم فيها الحديث الذى رواه البخارى "نساء قريش خير نساء ركبن الإبل: أحناه على طفل، وأرعاه على زوج فى ذات يده ولو علمت أن مريم ابنة عمران ركبت الإبل ما فضلت عليها أحدًا".


اتصفت بالإخلاص وتميزت بالخُلق الحسن، لها مكانة عند النبي، دافعت عنه وناصرته، شهدت معه غزوتي أُحد والخندق.


إلا أن الله لم يحرم "أم هانئ" المكانة العظيمة أيضًا فكانت واحدة من النساء اللائى حزن لقب "راوية الحديث" وروت عن النبى 46 حديثًا، كما أسرى بالنبى ليلة الإسراء والمعراج من بيتها، حيث روى أن الرسول حين عاد من "ثقيف" حزينًا لإعراض أهلها عن دين الله توجه لزيارتها ثم بات عندها فكانت حادثة الإسراء والمعراج. أكرمها باختيار منزلها والمبيت عندها بعد عودته حزيناً من الطائف، لإعراض أهلها عن دين الله، فجاءت معجزة الإسراء والمعراج، وقد قيل: «ما ذُكِرَ الإسراء والمعراج إلا وذُكِرَ معه اسم أم هانئ»، وورد عنها قولها: «ما أُسري برسول الله إلا وهو في بيتي، نام عندنا في تلك الليلة، فصلى العشاء الآخرة، ثم نام ونمنا، فلما كان قبيل الفجر أيقظنا رسول الله وقال: يا أم هانئ لقد صلَّيتُ معكم العشاء الآخرة، ثم جئتُ بيت المقدس فصلَّيتُ فيه، ثم صليت صلاة الغداة معكم الآن»، وقام ليخرج، فأخذتُ بطرف ردائه، فقلت له: إني أذكرك الله، أنك إنْ تأتي قومك يكّذِبونك، قال: «واللَّه لأحدثنّهُمُوه»، وقلت لجارية لي حبشية: اتبعي رسول الله حتى تسمعي ما يقول للناس، وما يقولون له، فلما خرج رسول الله إلى الناس أخبرهم، فتعجبوا، فذكر لهم دلائل وعلامات على صدق ما يقول. 

عُرفت بشجاعتها، تجير الخائف وتؤمن المروع، أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دم الحارث بن هشام المخزومي بسبب عداوته للإسلام، فاستجار بها ابن هشام يوم الفتح فأجارته أم هانئ، فغضب أخوها علي بن أبي طالب وأراد قتله، فذهبت إلى النبي، وقالت: يا رسول الله، زعم ابن أمي أنه قاتل رجلاً قد أجرته، فقال صلى الله عليه وسلم: «قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ».


الى هنا تنتهي قصة هذه المرأة الخلوقة الشجاعة التي آثرت ابناءها وضحت بلقب ام المؤمنين رضي الله عنها وارضاها يتجدد لقاءنا في فصل  جديد مع شخصية أخرى خلدت اسمها في التاريخ بخيوط من ذهب 


google-playkhamsatmostaqltradent