🌺زوجة الشهداء🌺
الصحابية الجليلة رضي الله عنها وارضاها عاتكة بنت زيد ابن عمرو بن نفيل العدوية القرشية ،هي أخت سعيد بن زيد رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة.
ولدت وترعرعت في مكة واشتهرت بين نساء قريش بالبلاغة والفصاحة ورجاحة العقل أسلمت وهاجرت مع النبي الى المدينة المنورة ،عُرفت بالجمال والكمال خَلْقًا وخلُقا وعقلا ورأيًا.
من المسلمات العابدات كانت حافظة للقرآن كما كانت شاعرة مجيدة. تتمتع بجمال باهر، ولكنها كانت حيية تقية. تزوجت أربعة من الصحابة، استشهدوا جميعًا فى سبيل الله
تزوجت عبد الله بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهم وارضاهم جميعا وتيم بحبها وكان شديد التعلق بها حتى انشغل عن كثير من أمور التجارة والمعاش وفي يوم من الايام لم يحضر للمسجد للصلاة فلاحظ والده ابا بكر الصديق ذلك فأمره بطلاقها، وعزم عليه بذلك فلم يسعه أن يخالف أمره ، فطلقها واحدة وقال:
يقولون طلقها وخيم مكانهـا
مقيماً تمني النفس أحلام نائم
وإن فراقي أهل بيتي جميعهم
على كره منى لإحدى العظائم
غير أن عبد الله تألم أشد الألم لفراق زوجه حتى أثر فيه ذلك، وسمعه والده ذات ليلة وهو يصلي فوق سطح بيته يذكرها بقوله : 🌸لها خُلُق جَزْلٌ ورأى ومنطِــــقُ وخَلْقٌ مصـــونٌ فى حياءٍ ومُصَدَّقُ
فلم أر مثلى طلق اليوم مثلهـــا ولا مثلهــا فى غير شــيء تُطَلَّقُ 🌸
فحن قلب والده ، وعرف تعلقه بعاتكة فرقّ له لشدة حبه لها فأذن له أن يراجعها، فارتجعها، وقال حين راجعها:
ليهنك أني لا أرى فيك سخطة
وأنك قد حلت عليك المحاسن
فإنك ممن زين الله أمـــره
وليس لما قد زين الله شائـن
وقد كان خبر عبد الله بعد ذلك أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الطائف، فرمي بسهم فاصابه واستشهد بعدها حزنت عليه كثيرا وانشدت فيه مرثية خالدة فقالت:
رزيت بخير الناس بعد نبيهـم
وبعد أبي بكر وما كان قصرا
فآليت لا تنفك عيني سخينــة
عليك ولا ينفك جلدي أغبـرا
مدى الدهر ما غنت حمامة أيكة
وما طر الليل الصباح المنورا
فالله عيناً من رأى مثل لهفتـي
أكر وأحمى في الجهاد وأصبرا
إذا شرعت فيه الأسنة خاضها
إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا
وبعد وفاة عبد الله تقدم لخطبتها عدد كبير من الصحابة الا انها امتنعت عن الزواج لمدة ثلاث سنوات بعدها تقدم لخطبتها زيد بن الخطاب ولكنه استشهد قبل الزواج بها
وبعدها تزوجت عاتكة من عمر بن الخطاب، سنة اثنتي عشرة من الهجرة وفي ليلة زفافها منه سمعت شعر عبد الله يلقى امامها فبكت بكاءا شديدا ورفضت ان يدخل بها عمر بن الخطاب لعده شهور ولكن ما ان هم بتطليقها اتت صحابية وتكلمت معها فارسلت في طلبه ودخل بها بعدها ، فاحتلت عنده مكانة رفيعة، واقتبست كثيراً من علمه وزهده، وعندما قتل رضي الله عنه بخنجر أبي لؤلؤة المجوسي قامت عاتكة ترثيه وتقول:
عين جودي بعبرة ونحيـــب
لا تملي على الإمام النجيـب
قل لأهل الضراء والبؤس موتوا
قد سقته المنون كأس شعوب
ثم تزوجت عاتكة بعد عمر من الزبير بن العوام – رضي الله عنه – عاشت معه إلى أن نال الشهادة فرثته قائلة:
غدر ابن جرموز بفارس بهمة
يوم اللقاء وكان غير معـرد
ياعمرو لو نبهته لوجدتـــه
لا طائشاً رعش البنان ولا اليد
ثكلتك أمك إن ظفرت بمثلــه
فيما مضى مما تروح وتغتدي
كم غمــرة خاضـها لم تثنه
عنها طرادك يا ابن فقع الفدفد
والله ربك إن قتلت لمسلمــاً
حلت عليك عقـوبة المتعمـد
ورثى لحالها علي بن ابي طالب كرم الله وجهه فتقدم لخطبتها فرفضت فسالها عن السبب فقالت أخاف ان تقتل مما دفع علي بن أبي طالب إلى القول: (من أحب الشهادة الحاضرة فليتزوج عاتكة).
توفيت عاتكة في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه – سنة إحدى وأربعين.
الى هنا انتهت قصة زوجة الشهداء رضي الله عنهم وارضاهم
يتبع…..
نلتقي في قصة جديدة مع امراة اخرى خلد اسمها في التاريخ وكانت رائدة في سماء الاسلام
رمضان كريم للجميع تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال