🌺صاحبة أول خيمة طبية في التاريخ🌺
فى التاريخ الإسلامى قصص كثيرة مبهرة عن النساء، ولكن لا يتم تداولها، سواء عن عمد أو عن سهو، لأن معرفتها، من الممكن ستعيد النظر فى كثير مما يقال على أنه من الدين أو من الشريعة.
من هذه القصص قصة السيدة رفيدة بنت سعد الأنصارية رضي الله عنها وارضاها ، أول طبيبة فى الجراحات الدقيقة، وصاحبة الخيمة الطبية الأولى فى التاريخ، أو بمعنى معاصر «أول مستشفى ميدانى»، وعندها علم فى الطب والدواء، الطبيبة رُفيدة من كريمات النساء، من الصحابيات الفاضلات، بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، واشتركت في غزوتَيْ الخندق وخَيْبر، وكانت رضي الله عنها قارئة، كاتبة، وصاحبة ثروة واسعة، حيث كانت تنفق على عملها هذا من حُرِّ مالها، وخالص ثروتها،
متطوعة بالجهد والمال في سبيل الله.
سماها ابن سعد كعيبة،فقال كعيبة بنت سعد الأسلمية.
وهى سيدة أنصارية ككثير من نساء الأنصار المتعلمات المتنورات، حتى إن السيدة عائشة مدحتهن فقالت: «نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَار،ِ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِى الدِّينِ».
لأنهن كنَّ قويات جداً عارفات حقوقهن ويطالبن بها ولا يمنعهن أى شىء، لا حياء ولا ضغط مجتمع. ببساطة كده وبلغة العصر «نسويات مناصرات لحقوق المرأة».
فكانت تتعلم العلوم الطبية وكانت تنفق على عملها من حُرِّ مالها وخالص ثروتها، متطوعة بالجهد والمال لخدمة مجتمعها فى سبيل الله.
استهوتها مهنة التطبيب والمداواة، وتفوّقت فى ذلك حتى اشتُهر عنها، وعُرفت بين الناس قاطبة،ووصلت سمعتها لأماكن كثيرة.
وكان يطلق عليها «الفدائية» لأنها كانت تدخل أرض المعركة، تحمل الجرحى وتسعف المصابين وتشجع المجاهدين. «رفيدة» أقامت خيمة طبية بدءاً من يوم «أُحد»، كانت تستضيف الجرحى، تضمِّد جراحاتهم، وتُسعفهم، وتسهر على راحتهم، وتواسيهم.
وكانت تخرج فى الغزوات، وتنقل معها خيمتها بكل متطلباتها وأدواتها واحتياجاتها فوق ظهور الجمال.
تنصب خيمتها المجهزة فى معسكر المسلمين، تشاركها ثم تُقيمها بإزاء معسكر المسلمين، تشاركها العمل الصحابيات رضوان الله عليهن، لهذا تُعتبر خيمة رفيدة رغم بدائيتها أول مستشفى ميداني.
مستشفى رُفيدة، كما تواتر، (تواتر يعنى حكايات انتقلت عن أناس متعددين موضع ثقة)، أقيم لها خيمة خاصة وبارزة ملحقة بمسجد النبى صلى الله عليه وسلم بصورة دائمة كمستشفى لعلاج المرضى والمصابين بجروح.
وعلّمت ودرّبت فريقاً من الممرضات وقسمتهن إلى مجموعات لرعاية المرضى ليلاً ونهاراً،أي إنها وضعت نظام تطبيب وتمريض يشبه الأنظمة الحديثة. ولم يكن عمل رفيدة مقتصرًا على الغزوات فقط، بل عَمِلت أيضًا في وقت السِّلم تُعاون وتُواسي كل محتاج؛ وكانت أول سيدة تعمل في نظام أشبه ما يكون بنظام المستشفيات في وقتنا.
هل كانت أول طبيبة فى الإسلام وفقط؟
لا، رفيدة أيضاً عُرفت وذاع صيتها بين معاصريها فى فن الجراحة، لهذا السبب اختارها الرسول صلى الله عليه وسلم لعلاج سعد بن معاذ رضى الله عنه.
كانت تداوى الجرحى وتشرف بنفسها على خدمة من كان به جرح أو مرض من المسلمين.
ولقد ذكر الإمام ابن حجر العسقلانى فى كتابه «الإصابة فى تمييز الصحابة» كيف أن رفيدة عندما رأت انغراس السهم فى صدر سعد تصرفت بحكمة ووعي فأسرعت بإيقاف النزيف، ولكنها أبقت السهم فى صدره لأنها كانت تعلم أنها إذا سحبته أو أخرجته سيُحدث نزيفاً لا يتوقف من مكان الإصابة.
ورد فى «الإصابة» أن ابن إسحاق ذكر رفيدة فى قصة سعد بن معاذ لما أصيب بالخندق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوه فى خيمة رفيدة التى فى المسجد حتى أعوده من قريب».
يعنى الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقل إن «المرأةلا تصلح ، ولا قلبها ضعيف وعاطفية إنما أكّد ضرورة نقله لخيمة رفيدة الطبية لكفاءتها».
وتقديراً من النبى صلى الله عليه وسلم لدور رفيدة ومجهودها فى الحرب، كان يُعطى رفيدة حصة مقاتل، فقد ذكر أبوعمر عن الواقدى أنها شهدت «خيبر» مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسهم لها سهم رجل
الى هنا تنتهي قصة اول طبيبة في الاسلام نلتقي في فصل جديد ان شاء الله