"إنها غيوم الحياة"
بقلم أمل محمد الكاشف
صُدم سراج مما سمعه، ألتفت خلفه نحو الباب ليقترب منه خطوات كي يتأكد من خلو الممر من أي أذان غيرهم، ليعود بعدها بنظره الذي أبى أن يُرفع عن الطفلة التي تمسكها وتحتضنها قائلا على حذر أكبر "هل أحزنكِ أخي؟"
بكت أكثر
" يا ليته بهذا القدر الذي يجعلني أشعر بالكون حولي لأحزن وأفرح واندم واعاتب"
اخفض عينيه الرافضة النظر بعينيها متحدثا بصوت شاركها حزنها
"منذ أن رأيتك بأول مرة وأنا أتعجب واتسائل عن هذا الأمر الجلل الذي قسم فؤادك وجعل عينيك و وجهك مغيم به طول الوقت، الغريب انه حتى بليلة عرسك لم يترك الغيم وجهك لأشعر بقرب العواصف والرعد والبرق المصاحب بالامطار و الفيضانات"
مسحت دموعها
"ألم تقل لنا بالماضي ان كسر القلوب من أشد الأمراض التي يصاب بها الإنسان"
ازداد تساقط دموعها بشكل لا إرادي وهي تستمع لحديثه
"كيف لشخص أن يكسرك ويتركك بعد كل هذا الحب الذي يظهر بعينيكِ بعد الفراق"
قربت الطفلة من قلبها و وجهها
"نعم فهو حب لا يشبه أي حب، فطرة الله التي وضعت بقلوبنا رحمة ولطف وجبر"
اقترب منها بأضعف لحظاتها محاولا فهم ما تقوله
" ان أردتي يمكنني مساعدتك"
صمت لوهلة أراد بها أن يضع الملح على الجرح مكملا
"بشكل أخوي، يعني ان اردتي المساعدة يمكنكِ إفراغ ما بقلبك لعلي استطيع مداواته لتعيشي حياتك الجديدة على النحو الذي تستحقيه"
صمت مجددا محاولا السيطرة على ضيق قلبه الذي يرفض ما يقوله مكملا
"لا أعرف هل لديكِ علم أم لا، بجانب اهتمامي بالادب وفن الالقاء وممارسته وحبي الكبير للكتابة إلا أن حقيقة دراستي لعلم النفس وتميزي فيه لازال يشغل قلبي وعقلي، بالاصل هما جزءان لا يتجزآن من بعضهما، فلولا دراستي لعلم النفس وتعمقي به ما استطعت التعايش مع أصحاب المحن و الأقدار الثقيلة"
اومأت برأسها لتؤكد معرفتها بما يقول، ابتسم وجهه
"هذا يعني أنكِ تنامين وتستيقظين بصفحتي"
ابتسمت بدون روح او صوت ليكمل هو "اعتقد ان جرحك غير متعلق بأشخاص احببتيهم وخذلوكِ كعلاقة حب وما شابه، مشكلتك اما عقدة متعلقة بالطفولة أو ببداية الشباب"
نظر لعينيها المخفضة نظرة طويلة وعميقة متحدثا بقلق بعدها
"هل تعرضتي للاعتداء أو...؟.. "
صُدم من عدم اعطائها أي ردة فعل معارضة أو مدافعة عن هذا التفسير فمن الطبيعي عندما تضرب الحقيقة في وجوه ضحايا الاعتداء أن يبكوا بقهر واما ان ينفوا بقوة تؤكد ما حدث لهم، وإن كان العكس يسخرون ويضحكون دون اهتمام يكفي ان ينفوا بشكل هادئ يدل على عدم تعرضهم له، ولكنها لم تعطي ردة فعل سوى عدة كلمات خرجت من قلبها المجروح
"لا أعرف، من الممكن أن يكون هكذا أو أكبر، نعم أكبر واثقل، فليس الاعتداء هو أكبر الأقدار السيئة فهناك من يتمنى أن تنتهي قصته بقدر الاعتداء فقط"
اسرع نحو الممر لينظر قلقا من سماع أي أحد لما تقوله، استدار لينظر نحوها متسائلا بنبرة صوته التي حاول جاهدا ان تكون ثابتة متزنة على خلاف ما يشعر به
"هل تم الاعتداء عليكِ حقاً!"
وبلحظة ضياع وضعف وحزن و تواجدها بمكان وحياة لا تنتمي لها اجابته
"نعم تعرضت لاعتداء كبير ممنهج لعدة مرات مارسوه علي دون رحمة دعسوا على قلبي وروحي حتى فقدت الشعور بهم، سلبوني الحياة وأنا على قيدها، تمنيت الموت وانا اخاف من تحقيق أمنيتي فكيف سأموت قبل الاطمئنان.. "
تحركت لتترك الطفلة على فراشها لتركض بعدها لغرفتها، رفضت ان تحررها من قبضة يديها الصغيرة ظلت آيلا متعلقة بها دافنة وجهها بحضنها لتضطر أن تأخذها معها هاربة لجناحها الخاص مغلقة الباب خلفها لتنام على الفراش وهي تبكي بحرقة ونار، شاركتها الطفلة بكائها دون أن تفتح عينيها وكأنها تخاف مما ستراه، حركت يديها لتحنو على معلمتها التي ازدادت سوءا بهذه اليد الحنونة والعيون الصغيرة الباكية، من لطف الله أن افرغ عليهما النوم والسكينة وهما محتضنين متشابكتين ، لم يتحرك سراج من مكانه ظل ثابتا منصدما مما سمعه، احتقن بحزنه وضيقه وكثرة أسئلته هل اخاه يعلم بتعرضها للاعتداء ام لا، هل علمه وقبوله سبب زواجهم السريع، ومن أين علم شيء كهذا، تحرك الاخير ليذهب لغرفته وهو لا زال يتسائل كيف يمثل اخاه السعادة والحب مع شخص مدمر لهذه الدرجة، دخل غرفته ليجلس على مقعده الهزاز مكمل حديثه مع نفسه
"من المؤكد محاولاتها الهروب من مشكلتها والعيش بحياة جديدة، نعم مثلت معه السعادة التي أشعلت نار الذكريات كلما اقترب منها ومارس معها ما تجرعت ألمه....."
لم يستطع تكملة حديثه الروحي صامتا بقلب همس
"نعم وهذا ما زاد سوءها واضطرابها"
غربت الشمس وأضاءت السماء بنور القمر والنجوم من حوله، عاد أركان بجانب والدته للمنزل وهو مجهد متعب لا يتحمل توبيخها على تأخيره وإهماله لزوجته.
دخل غرفته وهو مستغرب من حالة احتضانها لابنته فرح لرؤية هذا المشهد أمامه، ابدل ملابسه وصعد على فراشه مقتربا منهما واضعا يده على ابنته برضا وسعادة كبيرة.
و بلقائه التلفزيوني الأول قدمته الاعلامية من خلال شاشة برنامجها الشهير
"معنا اليوم طبيب القلوب وفتى أحلام الفتيات"
ضحك سراج لتسأله الإعلامية
"هل نقول الإعلامي أم الأديب أم الطبيب احترت بالتقديم"
أجابها بضحكة خفيفة
"ألم يكفيكم فتى أحلام الفتيات"
بادلته الضحكه مكملة
"سيداتي أنساتي و سادتي معنا اليوم أديب عصري قريب لقلب كل الشباب، طبيب نفسي يداوي جروح والم المجروحين، ويقوي من عزم الضعفاء، لم تخلو حلقات برنامجه الإذاعي من حث الشباب على المثابرة والنجاح والبدأ من جديد كلما تعثروا، كما أنه انضم قريبا للكتابة بإحدى الصحف المحلية، من المؤكد أنكم تعرفتم عليه بل انتظرتموه طوال اليوم، لن أطيل عليكم، دعونا نرحب بالاديب سراج اوزدمير"
علت صفقات الجمهور الصغير المتواجد بالاستوديو، وضع يده على صدره خافضا رأسه قليلا
"اهلا بكِ سيدتي"
ونظر نحو الجمع مرحباً بهم
"اهلا بكم جميعاً"
دار حوار شبابي رائع لم يهتم او يتابعه أحد من عائلته، بعد انشغال نازلي بالتخلص من هاشم الذي أفقدهم فرصة توريدات مهمة للمصالح الحكومية، وهي فرصة ينتظرونها ليضمنوا ثبات السيولة والوضع، حدثت نفسها "لا يوجد خيار آخر لنتخلص منه أيا كانت العقبات بعدها"
أتصلت بالمعلم بيراق لتجده ازداد سوءا بازدياد مرضه، أراد أن يوصلها بصديق له يساعدها ويساندها حتى يعود هو للساحة ولكنها رفضت تخوفا من اتساع دائرة التعرف عليها بعد أن حاربت ببعدها واختفائها كي ينساها الجميع، أنهت اتصالها لترد على اتصال آخر مستمعة للمتصل
"علمنا مكانه الجديد، منزل صغير بحي قديم يذهب له وهو متخفي بزي رجل عجوز وزوجته وأولاده"
ردت عليه
"تعني رجاله؟"
أكد على حديثها
"نعم ثلاث رجال من الحراسة القوية، لا يتركوه بالدخول والخروج"
اشتدت نظراتها وهي تكز على طرف شفتيها قائلة داخلها
"ممتاز فليبقى مكانه حتى ننهي أمره"
وقبل نهاية اللقاء الممتع سألته المذيعة
"لم أسال عن حياتك الشخصية و وجود شريك للقلب ام لا زال ينبض وحده، ولكني سأسأل ماذا يعني الحب لسراج اوزدمير الإنسان"
ابتسم مجيبا
"سراج الإنسان لا يختلف كثيرا عن الإعلامي والأديب والطبيب جميعنا شخص واحد، اشعر بالرضا حين أحقق هذه المعادلة الصعبة"
ردت الإعلامية
"نعم وهذا ما جعلنا نحبك، ولكنك لم تجب على سؤالي بعد، لا تنسى الجميع ينتظر جوابك على احر من الجمر"
ضحك ليبدأ حديثه بعدها
"الحب هو ان تجد ضالتك بعين من تحب، تجد نفسك من أول لقاء ونظرة لتصبح أسير بشباكه، تشعر أن هناك شيء مختلف يربطك به، بأول الأمر يمكن أن يكون تفاهم أو انسجام أو رغبة بالبقاء بجانبه أطول وقت ممكن وبعدها سيتطور مفصحا عن نفسه، الحب الحقيقي هو ان ترى العالم بوجهه والطمئنينة بقربه، ان تجد بفرحه وابتسامته قوت يومك و وقودك لتحمل عبئ الحياة التي تعيشها معه وكأنه حياة كاملة لك"
ابتسمت الإعلامية بعينيها الدامعة تأثرا مما سمعت
"ولكن برأيك هل حب كهذا لا زال موجود بحياتنا!"
تحرك على مقعده محاولًا المحافظة على طبقة رنين صوته الثابت
"نعم موجود ان بحثنا عنه في المكان الصحيح سنجده وبكثرة"
طلب احد المشتركين بالاستديو أن يتحدث متسائلا
"هل تؤمن بالحب بعد الكره والمشاجرات"
ابتسم سراج له
"نستطيع أن نحب بأي حال مدام بالقلب نبض، ولكن كي لا نجرح او نندم علينا أن نعلم متى وكيف نحب بل علينا أن نوجه حبنا بالطريق اللائق به كي يكبر وينضج ويثمر عنه ما يرضيك، النضج والرشد والسيطرة على أنفسنا من أسباب نجاح الحب والأهم من كل ذلك أن يكون الحب بالاطار الأخلاقي المجتمعي و بالرباط والميثاق الغليظ"
طلبت فتاة التحدث لتقول
"ما فهمته أن الحب يكمن بالزواج والرابط الاجتماعي العائلي، هذا يعني ان حضرتك لا تؤمن بحب الشباب والدراسة والعمل، هل علي ان اكبح مشاعر واعطل اعدادات قلبي حتى اتزوج"
ضحك بعض الشباب ليشاركهم سراج ضحكهم
"شعرت للحظة أنني بورشة صيانة السيارات"
زاد ضحك الجميع ليتحدث سراج بصدق
"تسعين بالمئة من حب الدراسة والعمل وكل ما يشبههم لا يكتمل وان وصل لأقصى حدوده، تنظر لهم تعتقد انهم المثال الأكبر و الأعظم بالحب وإذ فجأة تنصدم بانفصالهم وبعدها تشويه كلا منهم الاخر او انهم يكملون حياتهم وكأنهم لم يتعرفوا على بعض من قبل وهذا ما يؤذي القلب ويصيبه بجروح مهما تعديتها او تظاهرت بقوة النسيان وإكمال حياتك بنجاح ستجد نفسك تتذكر وتتألم كلما تذكرت تلك الأيام او حدث امر مشابه يعيدك لها، بالمناسبة كسر القلوب ليس بسهل فهو يؤثر فعليا بالقلب ويضعف من حالته ويجعله عرضة للأمراض، وهذا ما اكتشفه العلماء بتأثر أنسجة القلب وتقطعها بالحزن، ما أردت قوله أن الحب الحقيقي الجميل المرضي والشافي للقلوب هو من يزينه الرباط القوي الأخلاقي الاجتماعي إن أحببت بقوة ستجد نفسك تهب المحب حياتك وعمرك كله"
دمعت الإعلامية واختنقت بقولها
"وماذا ان تركك وتزوج غيرك أمام عينيك دون ان يرفق بقلبك ومشاعرك"
أخذ نفسا طويلا متحدثا بعده
"حينها علينا أن نبحث عن الخطأ او النقص الذي ارتكبه احد الطرفين بحق الاخر، عدم تواجد تشابه أو توافق أو حس مشترك بينهما يؤدي لما تقولين، أو لربما أيضا لم يكن حبا بالأساس"
اختنق بآخر كلماته ورد قلبه الذي نبض بقوة ألمه معلناً انه كان حبا صادقا وفيا
عاد لمنزله حاملا حزنه وألمه بقلبه، فبرغم جمال الحلقة وضحكه الجميل بها إلا أنه عاد لحزنه بمجرد انتهائها وعودته لمنزله، رفع نظره صوب نافذة شرفتهم العلوية ليجدها مغلقة الأبواب والإضاءة، دخل صومعته من باب شرفته الخارجي جلس على مقعده الهزاز ليتحرك عليه بهدوء ليسترخي وينسى به عبئ لا ينسى بالاسترخاء.
في مسجد صغير على الطريق العام كان على سجادة صلاته يبكي ويستغفر ربه بقلب لازال نادما باكيا على ما اقترفه من ذنوب وكبائر، مسح وجهه ولحيته البيضاء ممسك بمسبحته ليردد الذكر محاولًا إطفاء نار قلبه وخوفه من ربه.
وبيوم عطلة جديد استيقظت حياة لتجد آيلا في حضن ابيها بجوارها، ظلت تنظر نحوه وهي تتأمل وجهه كأنها تتعرف عليه من جديد، تحركت مبتعدة عن يده التي تحاوطها بنومهم لتبدأ يومها وتبدل ملابسها قبل استيقاظهم، فاجأها أركان بحديثه لها وهم يتناولون الفطور
"ما رأيك أن نقضي يومنا بالخارج، اشتاقت ابنتي للتنزه بمدينة الألعاب"
فرحت آيلا رافعة ذراعيها لتفرح حياة لفرحة الصغيرة شاردة بوجهها الصغير المضيء، أنهى سراج تناوله لطعامه و وقف "عافية لكم"
حدثته امه
"نسيت أن أسألك عن موعد استضافتك بالبرنامج متى سيكون"
تدخل أركان بحديث امه
"اتمنى ان يكون بايام العطلة حتى نسهر جميعنا عليه"
رد عليهم ليخبرهم بصوت معاتب لاضاعتهم للموعد وعدم الاهتمام به، بادرت بحديثها الحزين لترد عليه
"ليلة أمس؟، خسارة لو علمت موعده كنت انتظرته"
نظرت نازلي وأركان نحوها لتقابل نظرتهم بردها
"أعتدت على متابعة برنامج على أوتار الحياة بالراديو منذ كنت في الجامعة تعرفت عليه صدفة من خلال صديقتي، أشعر بفراغ كبير وضيق من بعد توقفه"
سحب أركان يدها ليقبلها متحدثا بوجهه الذي يظهر عكس ما بداخله
" لا تحزني سيعود إلينا قريبا بعمل تلفزيوني كبير"
فرحت وهي تنظر لسراج
"مبروك لم اكن اعلم بذلك"
شكرها وتحرك بصمته ليذهب لغرفته، نظرت نازلي لاركان بصمت أكملت به فطورها، ليكمل هو ايضا بصمت وضيق حيال ما فعلته زوجته وكأنه سيحرم عليها التحدث مع أخيه.
وقفت حياة ليسرع أركان بنظره نحوها معتقدا بعقله الصغير انها ذاهبة خلف أخيه، استغربت من قوة نظراته و وجهه المندهش قائلة
"هل تريد شيء"
رد عليها تجهزي سريعا لنخرج على الفور، استجابت له وتجهزت ليخرجا
أمام عينيه، فتح أركان باب سيارته الأمامي لزوجته ليجلسها بعد أن أمن مجلس ابنته بالخلف وتحرك لخارج محيط المنزل، ظل سراج ينظر خلفهم وعقله يفكر بتلك الضحية كيف تم اغتصابها ومن أي جهة وهل اخوه يعلم بذلك ام لم تصارحه، هل حزنها بسبب عدم مصارحة زوجها، جلس على مكتبه الصغير فاتحا أمامه جهاز اللاب توب ليبدأ عمله وتحضيرات البرنامج الجديد في محاولة منه للهروب من تفكيره.
كان يوما لطيفا مزين بفرحة وضحكات آيلا وهي ترفرف بين أجنحة والديها الحقيقين تذهب لهذا وتتدلل على الآخر، ركبا القطار الصغير بجانبها مغلقين أحزمة الأمان عليهم رفع أركان ذراعه وحاوط زوجته المحتضنة لآيلا بسعادة كبيرة، تحرك القطار واصبح يميل بهم يمينا ويسارا ليزيد أركان من ميلانه عليهم وهو يلعب ابنته ويضحكها، لم تخلو النزهة من احتضانه لحياة اكثر من مرة وتقبيله لها من وجنتها ويدها كما يفعل مع ابنته، ورغم استغرابها من حالته وكيفية تعامله معها وكأنها صديقة او اخت او بأوقات كالصغيرة إلا أنها كانت فرحة بالسعادة التي احاطتهم، انهكت طاقة آيلا باللعب والدوران بين الألعاب، جلسوا بمطعم مدينة الألعاب ليتناولوا البرجر والبطاطس المحمرة، اصبح يطعم ابنته بيده حتى لا تنام دون طعام، وبين اهتمامه بإنهاء طعامها قبل نومها الذي اقترب كثيرا لم يقصر بإطعام حياة التي فتحت فمها بصمت وخجل لتأكل من يده حتى شبعت، لم يتوقع أركان ما شعر به من سعادة بنزهة ارادها لاجل ابنته ورسم صورة سعيدة لعائلته امام اخيه ليجد نفسه أسعد من الجميع بها، فاصوات قهقهات ابنته وارتطامها باحضانهم جعلته يشعر بالرضا الكبير حيال زواجه من أمها الحقيقية، وبعد نوم ايلا وانتظارهم للقهوة تحدثت حياة
"اعتذر منك اعلم أنني سألتك منذ يومين ولكني اريد.."
قاطعها بسرعة
"لا تعتذري ابدا افعلي ما تريدين وتحدثي واعيدي ما تريدين إعادته دون خجل، ان كنتي تسألين عن وضع ابنتك فلا تقلقي انا لم أنسى لقد اعطيتك وعد بهذا، ولكن عليكِ ان تعلمي خطورة وصعوبة الوضع، تواصلت مع أحد الأصدقاء له باع كبير بالمجال الطبي في انقرة واخبرته عن ما حدث لكِ قبل ستة سنوات بأحد المستشفيات، تفاجأ وغضب و وعدني ان يبحث عن اسمك في أرشيف المستشفيات القريبة من منطقة أولوس القديمة و بالتوقيت الليلي الذي ذهبتي به، وبمجرد وصوله لاسمك وموعد دخولك سيبدأ باقي الإجراءات بمعرفة طاقم الأطباء الذي كان متواجدا في ذلك الوقت، ومن منهم المختص بقسم العمليات لنحصر الدائرة عليهم وبعدها نلجأ لعرض أصواتهم عليكِ، بما انكِ تقولين لم انسى صوته ابدا فمن المؤكد تعرفك عليه، كنت اتمنى ان نشاهد الكاميرات الخاصة بذلك اليوم والساعة ولكن من الصعب تواجدها بعد كل هذه الأعوام"، ضحك أركان مكملا
"رغم انه لم نتمكن من التعرف عليكِ بسبب فرق الحجم كما حدث معي... "
قطم حديثه من صدمته ارتشف قدر كبير من قهوته حرق سقف حلقه دون أن يخرج صوت أو ملامح تدل على احتراقه، استغربت من كم المعلومات التي يحملها متسائلة داخلها
" متى اخبره مصطفى بكل هذه التفاصيل"
تذكرت حديثه عن بيع اخوتها الطفلة وأخذهم مقابل كبير أمامها،
وبهدوء كبير شربت قهوتها ويدها الأخرى تدور على دوامة شعر آيلا النائمة بحضنها، ارتاح قلبه لعدم انتباهها لما قاله مع ذلك أراد أن يطمئن اكثر قائلا
"طبعا تقولين من أين علمت وضع الحجم الكبير بالسابق" ضحك محاولا إخفاء توتره
"يشكر مصطفى لم يخفي عني اي تفاصيل أملا في الوصول لطفلتك كي يريح ضميره"
اومات براسها وهي تسمع سؤاله
"أين هما لماذا لم نراهم من بعد حفل الزفاف حتى الاتصالات لم أرى تواصل بينكم، أم أنه يحدث بغيابي"
خيم الحزن على وجهها والدموع بعينيها متحدثة
"لم يحدث بيننا أي اتصال، حدث ما كانوا ينتظرون، تخلصوا مني وارتاحوا من ثقلي، بالاصل لم يعد بيننا رباط من بعد مافعلوه بي"
تحدث أركان على حذر
"هم عائلتك بالاخير وكما رأيت انهم نادمون حزينون، يعني يمكن للشخص ان يرتكب الخطأ ولكن ألا يكفي الندم لنغفر له"
تحدثت كبركان ثائر انفجر بوجهه فجأة
" اغفر لهم؟!، وهل ما فعلوه ذنب يغتفر؟!"
نظر ليدها التي ضمت آيلا لحضنها أكثر وهي تكمل
" أخذوا طفلتي من بين يدي، استغلوا ضعفي وعجزي ليحرموني منها، لست وحدي بل ويحرمونها مني، لا أحد يعلم ما عايشت بعيدا عني، هل حزنت، ضربت، عذبت، قهرت، بردت، جاعت، بكت، لا أحد يعلم بأي يد وقعت اي مشاعر تمارس بحقها"
تأثر بحديثها و عينيها التي كانت تتحدث بدموعها قبل لسانها، كان يراقب جوارحها وهي تضم ابنتها نحو قلبها لتداوي الألم الذي تشعر به، ظل صامتا يراقب ما تسبب فيه من ألم وجرح طوال سنين، فكان وضعها كالذي اقترب من دمل منتفخ بمجرد لمسه فتح وفاض بجراحه وآلامه وعذابه.
عادوا لمنزلهم بوضعهم الصامت الحزين عكس ما كانوا عليه أثناء دورانهم بين الألعاب، وأثناء توجه حياة نحو غرفة آيلا لتنويمها بفراشها توجه أركان لعكس قبلتها باحثا عن أمه ليجدها بغرفة المكتب تترأس مكانها الدائم وهي تنظر امامها بعيون شاردة، حدثها فور دخوله
"هل أبحرت سفننا"
انتبهت لوجوده قائلة
"ابحرت منذ سنوات نسعى ان لا تقف او ينحني شراعها بصعوبة كبيرة"
استغرب من ردها ليسألها عن حالتها لتجيبه
"خسرنا اليوم العم بيراق علم من الأعلام القوية بالسوق، وهذا لا ينبأ بالخير، موت أحدهم هو فتح دفاتره السرية واللعب بها من قبل من لا نعرفه"
تساءل من هذا العلم ولماذا لم يسمع عن وفاته، ردت بحزنها
"في مجالنا هذا يكتب الأسماء المعادية و المقربة و المساندة والمساعدة، كما يكتب الأسرار المدفونه بدفاتر لا يعلم بمكانها سوى شخص واحد مقرب منه وغالبا ما يكون من صلبه حين يتوفى هذا الشخص تفتح الصحف وتقرأ الأسرار دون ان نعلم مع من سنلعب هذه المرة هل يشبه الذي سبقه ام ان انه أسوأ"
سخر أركان وقال بضحك
" ولماذا لا علم لي بدفترك السري حتى الآن"
نظرت له بقوة ليغير حديثه
" من هذا الرجل وكيف سنتعامل معه، اعطيني تفاصيل أكثر عنه كي اعرف كيف اتصرف معه ونتعرف على وريث أسراره"
ردت عليه
"اتركه لي وركز انت بأمر هاشم اقترب نفاذ صبري "
تحدث أركان بثقة وثبات
"كله تحت السيطرة لا تقلقي اتركيه عليّ"
غضبت على ثقته العمياء وبروده صدمت بيدها على المكتب
"انت لا تعلم مع من تلعب، ما بك ماذا حدث لك وكأنك شخص مختلف عليّ، اين ذهبت قوتك بفتك المخطأ وكل من يتربص بنا، أين وجهك الذي يخافه رجالك"
رد بنبرة اغضبتها عليه
"أرسلته لرحلة استرخاء ونقاهة لا تقلقي سأعيده قريبا، لا تنسي أنني عريس وأريد الاستمتاع بحياتي مع حياتي"
وقفت بقوة " أنا لا أمزح معك "
سقط الهاتف أرضا تحركت بغضبها لتنحني لأخذه، تعثرت وغضبت اكثر حتى علق طرف ملابسها بشيء غريب، تحرك ليساعدها
"انتِ هكذا دوما تغضبين دون حق، اخبرتك أنني أعمل جاهدا بهذا الامر ومنتبه اكثر من كل مرة حتى أعدك أنني سابهرك بانهائي له واعطائي الجميع درس قوي لمن يسول له عقله أن يتحدانا"
تفاجأ باصبع السبابة على فمها كي تصمته وهي تنظر بقوة نحو دائرة صغيرة بالأسفل، اقترب منها أكثر لينظر مكان اشارتها له بعين اتسعت من المفاجأة، تحدثت نازلي
"اعلم انك ستفشل ككل مرة عوضنا على الله بشركتنا و أعمالنا"
لا زالت تحذره من الحديث مكملة
" سأذهب لأنام لا يمكنني تحملك أكثر من ذلك"
أخذته معها للخارج و عينيها تدور بكل مكان ظلت تفكر أين يتحدثان حتى أخذته لخارج المنزل بمنتصف محيطه بعيد عن الأشجار واي حوائط قائلة
"أرأيت بعينك إلى أين وصلت قوة خصمك"
تحدث بغضب مخيف
" من الذي تجرأ بفعلها"
ردت عليه بصوتها المنخفض
"سنعرف هذا ايضا ولكن من الآن علينا أن نكون حذرين ان وصلوا لمكتب منزلنا فمن المؤكد ان الشركة ملغمة بأعينهم واذانهم لنحذر منهم اي حديث بالعمل سيكون خارج الشركة والمنزل بأماكن مفتوحة مختلفة"
توعد بغضبه
"أقسم انه سيندم على ذلك، هو ومن تعامل معه"
ابتسمت امه
"واخيرا رأينا هذا الوجه، عملنا صعب علينا أن نتخلص منه باقرب وقت، أوقفنا كل شيء لأجل عقله الطائش حتى صفقة العمر لا نستطيع إتمامها نؤجل بموعدها تخوفا منه وظهر أن تخوفنا بموضعه "
رد على امه
"بهذا الشكل كانت ستكون ضربة العمر، من المهم أن نعلم الان صاحب جهاز التنصت"
ردت امه وهي تنظر نحو شرفة سراج المضاءة
" أنت تعلم انه ليس بهذه السهولة الكاميرات تحتاج لخبير وسرية كبيرة لفتحها دون ان يلاحظ احد، يومين على الأكثر لنعلم من الذي تجرأ علينا أي خطوة سريعة سنخسر كثيرا"
لم تكن الليلة كما رسم أركان وخطط لقضائها مع عروسته، عاد للغرفة ليجدها نائمة تحرك ليجري عدة اتصالات بصوت خفضه كي لا يصل لأحد، انتبهت حياة لوجوده فتحت عينيها بتخفي متعجبة من حالته.
انتهى اليوم ليبدأ يوم جديد ركضت آيلا هاربة من يد معلمتها كي لا تعطيها الهاتف، علت ضحكتها وهي رافضة إعطائه لها.
امسكتها بفرح لتأخذ منها الهاتف معيدة كلماتها
"ألم ننهي أمر اللعب على الهواتف"
ردت بصوتها الصغير
"اريد ان العب لمرة واحدة"
قبلتها فرحة بانطلاق لسانها بالتحدث بجمل أطول من السابق قائلة
"لنتعلم القراءة اولا ومن ثم الألعاب، وايضا علينا أن نعود للمدرسة الأسبوع المقبل يكفينا غياب اقترب من الشهر وأكثر، هيا اذهبي واحضري القصص وحقيبتك المدرسية لنتعلم سويا ونصنع الأنشطة الجميلة"
فرحت ايلا واعطتها الهاتف واسرعت للخارج، حاولت حياة اغلاق اللعبة التي أبت أن تغلق بسهولة دون ان تنجح، ظلت تحاول حتى تعطلت اعدادات الهاتف للحظات استطاعت بعدها غلق اللعبة ليفتح بالخطأ امامها الاستديو على صورة جميلة تجمع أركان بابنته، ابتسم وجهها واخذها فضولها لتشاهد المزيد من الصور منصدمة بوجود زوجها بحضن فتاة أخرى بأكثر من وضعية غير لائقة، ورغم معرفتها بشكل زوجته الأولى من الصور المتواجدة بغرفة ايلا إلا انها انخدعت بالوجه في أول الأمر، كبرت الصورة لتتأكد من وجهها بعينيها المتسعة التي تذكرت تواجد صاحبة الصور بحفل زفافهم، نظرت لتاريخ الصور لتجد منهم بعد زواجهم، قلبت سريعا في الصور الأقدم لتجد الكثير منهم ولكنهم أقل جرأة وتقرب من الاحدث، خافت ان ترسلهم من هاتفه لهاتفها كي لا يكشف معرفتها بهم، فتحت هاتفها لتلتقط صور عديدة لأكثر من وضع وتقربها مهتمة بإظهار التاريخ مع الصورة، عادت آيلا بحقيبتها وهي متحمسة أغلقت حياة الهواتف بيدها المرتجفة و أنفاسها المتسارعة لتعطي الصغيرة هاتف ابيها من جديد قائلة
"ألعبي به حتى أعود لكِ"
وتحركت نحو الحمام مغلقة على نفسها بعقل لا يستطيع هضم ما رآه، فتحت هاتفها من جديد لتشاهد جرمهم وتواريخهم التي كانت تؤكد الخيانة بعد زواجهم، وضعت يدها على بطنها التي ألمتها متذكرة أمر اختفائه بليلة الزفاف مع ذهاب هذه الفتاة بجانب تركه لها بحجة الاعتياد عليه، زادت حالتها السيئة وهي تتذكر ضحكه بنومه الغريب العميق، جلست على حافة البانيو تمسح دموعها متذكرة استيقاظها بالأمس لتجده يتحدث على هاتفه بصوت منخفض.
ساءت حالتها بزيادة تقلصات معدتها وألم رأسها، رفضت التجمع معهم على الفطور
"سأطلب شاي دافئ يريح معدتي"
تحدث أركان امام اخيه
"هل سيأتي أخ لآيلا قريبا يا ترى!"
وبنظرات فارغة من النبض نظرت نحوه مطولا وهي تستمع لحديثه مع ابنته "سيأتي لكِ اخ قريبا"
لم تستطع التحدث او التعبير عن أي ردود سيئة او حسنة من اندهاشها ومفاجأتها وعدم استيعابها لما رأته بالصباح، لاحظ سراج حالتها الغريبة وتسمرها بمكانها دون أي حركة، من الغريب فرح أركان بما يقوله حتى أعجب به وأراد تحقيقه، حالفه حظه بعدم ذهابه ليارا أمس وهذا ما رحمه من مشروبها الذي يفقده طاقته واي رغبة بزوجته التي أكلها بنظراته وكأنه اليوم فقط رآها وشعر بوجودها، أعلن عدم ذهابه للعمل لتتعجب امه متسائلة عن السبب، ليجيبها
"لأجل الاهتمام بعروستي المريضة"
غمز لها ليزيدها سوءا وضيقا، تحرك سراج
"تأخرت عن موعدي المهم"
وقف أركان
"وانا ايضا تأخرت كثيرا"
وامسك يدها ليوقفها ويقربها له، تضايقت أمه مما يفعله هامسة لنفسها
"هل فقد عقله، أقسم أنك بحاجة لصفعة قوية تعيد ادراجك لموضعها"
ذهب سراج لتتحدث امه بصوت مسموع
" لنؤجل أمر الإجازة للغد، لدينا عمل مهم علينا انهائه"
اخذ نفسا عميق بنظرات علقت على عروسته قائلا
"حسنا ولكني سأتاخر بذهابي حتى أطمئن عليها"
تحدثت حياة بصوتها الملغم بضيقها واختناقها وألمها
" انا بخير اذهب انت لعملك كي لا تتأخر عليه"
اقترب وقبل يدها لينتفض قلبها رفضا لاقترابه منها وسماعها لصوته القريب منها
"ولماذا لم ارى هذا الخير"
اخفض صوته هامسا لها
"لنذهب لغرفتنا كي اتأكد بنفسي من هذا الخير"
تركتهم نازلي وتحركت لغرفتها
"حسنا كما تريد ساكمل تجهزي وأخرج انا ومن ثم ألحق بي، لا تتأخر احتاجك بأمر مهم"
اوما براسه وضحكته الغريبة
"سأحاول ولكني لن اضمن لكِ هذا"
استدارت امه لتنظر له بقوة جعلته يقول
"حسنا امزح معك لن اتاخر"
تحركت نازلي نحو غرفتها ليقترب هو من عروسته
"هيا لنرتاح بغرفتنا"
امسك يدها وشبكها بذراعه متجهين نحو جناحهم
" من الجيد انشغال آيلا مع مربيتها"
تسارعت ضربات قلبها واختنقت بانفاسها المتسارعة وتقلصاتها التي ازدادت كلما اقتربت من جناحهم.
اتصل دكتور يزن بسراج ليستشيره بأمر حالة مرضية صامتة، ضحك وهو يرد "ولم تجد سواي لتستشيره أخشى أن يؤثر ابتعادي عن المجال على مطلبك، من الأفضل أن تتواصل مع طبيب ممارس للمهنة والأفضل أن تذهب الحالة له وتتحدث بنفسها ليراها ويقيمها"
رد يزن عليه
" ولكنك تظلم نفسك، اقسم انك تمارس دراستك على جميع الشباب كل يوم، سراج لا تفصل حياتك العملية عن مجال دراستك، فلولاها ما كنت استطعت التواصل معهم ولمس قلوبهم ومساعدتهم"
اجابه بجدية
" أنت محق ولكني لم امارسها بشكل خاص على مرضى مصابين بعدة أمراض كما تخبرني انت، انصحك ان تتوجه بها لطبيب متمكن بهذه الحالات خصيصا ليساعدها بتخطي ازمتها وبعدها ستتفاجئ بتعافيها من مرضها العضوي بدرجة كبيرة جدا إن لم يكن كاملا، لان الامراض النفسيه تؤثر وتزيد من اعراض الامراض العضوية"
أكد يزن على ما سمعه حتى أنه استشاره بأفضل الأطباء على الساحة حولهم، ليفيده سراج بطبيب كبير في السن ولكنه جيد جدا بهذا الاختصاص
أنهوا المكالمة بعد أن أوصاه أن يوصل السلام لخطيبته نجلاء، وبتلقائية رد عليه يزن
" وأنت أيضا أرسل لأختنا حياة السلام"
اغلق الهاتف وهو شارد بحزنه
مدونا بالأوراق التي أمامه
"العلاقة بين الامراض النفسية و العضوية"
اغمض عينيه لوهلة وكأنه يراها أمامه امسك قلمه ليكتب من جديد
"حين تكثر الاعباء والضيق يزداد المرض النفسي ويتملك صاحبه، تستسلم الروح لسجانها لتصبح أسيرته، تتغاضى عن أخطائه وعيوبه، تستجيب لاحلامه وآماله، متأمله بإيجاد قبلتها بجانبه، تحاول نسيان الماضي والاقدار السيئة داخل احضانه، تتعذب بما يجول بخاطرها و ذاكرتها دون التفوه والاعتراض، تستسلم وتستسلم حد الضعف والهزلان والانتهاء، تنتهي انفاسك وتموت روحك وانتِ غارقة بغيومك"
اتسعت عيون نازلي وهي تنظر لهاتفها قائلة بقوة
"هل كنتِ أنتِ كل هذه الفترة"
وقع الفأس بالرأس وأصيب صاحبه بعقر داره، ازداد الالم وضاقت الحياة وما بيدها سوى مناجاة ربها
"ان لم يكن بك علي غضب فلا ابالي"
يتبع ..
إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا.