recent
جديدنا

انها غيوم الحياة الفصل التاسع

                   رواية "إنها غيوم الحياة"

                           بقلم أمل محمد الكاشف



 

حمل ابنته وتركها على وضعها قائلا قبل ذهابه 

"لم اضغط عليكِ فكري على مهل ونحن بانتظارك "

 عادت لمنزلها بحالتها الغريبة دخلت غرفتها دون التحدث مع احد، غضب مصطفى متحدث مع امه

" اقترب نفاذ صبري، ما هذا السوء ترد السلام اقل شيء، ألم يكفيها صمتها طوال الطريق"

ردت امها دون رضا

" اتركها بحالها وقل لي هل اشتريت لي اللحم والدجاج المتبل"

تذكر مصطفى طلبات والدته وضع يده على جبهته

" وهل بقي لي عقل امام صمتها والتحدث معها دون رد، اقسم اقترب ضربي لها في وسط الطريق، لا تقلقي سأشتريه بعد انتهاء العمل وسيكون منظف ومقطع ومتبل كما تحلمين، والان سأذهب قبل أن يتصل صادق ويعلق بياقتي"

 مرت عدة ساعات على عودتها وهي كما هي على حالتها المرتجفة وضيقها وتأكيدها على استحالة حدوث أمر كهذا، فكرت بحلمها بالعودة لأنقرة والبحث عن ابنتها، تسألت كيف سترتبط بزوج دون اخباره عن وضع حملها و وجود طفلة ضائعة، ماذا ان رفض تقبل ابنتها بعد ايجادها وعودتها لحضنها، صمتت ولم تخبر أحد بالأمر على أن تنهيه  بنفسها في أقرب وقت، صدم أركان امه حين اعلمها بإفصاحه عن طلبه من حياة، ردت نازلي بقوة غضبها

" ستندم اقسم انك ستندم، انها البداية انتظر لترى ما حذرتك منه، ولكني سأقولها لك من الان لا تستنجد بي حين يفضح الامر وتجد نفسك بموضع المتهم اما أن تحاسب واما ان تترك حضانة ابنتك"

سخر أركان من تخوف امه

"وكأنني خطفت الطفلة، لا تقلقي ان حدث ما تقوليه سندفع أكثر، حينها ستكون زوجتي سنزيد من المجوهرات والهدايا الثمينة حتى تعمى عينيها، كما عميت أعين عائلتها"

ردت أمه بقلق

" ولكنها مختلفة لن تقبل بالهدايا وما تقوله ان علمت بالخدعة وانك نفس الرجل الذي تزوجها ثم أخذ طفلتها من حضنها بلعبة مع عائلتها دون رحمة"


دقق النظر محاولا فهم تعابير نازلي و نبرتها الجديدة عليه متسائلا

" ما بكِ، لما كل هذا الخوف، ومن أين اتيتي بكل هذه الثقة بها، حسنا علمنا انها مختلفة ولكنها ليست مثالية لا تنتظري ان يخرج من عائلات كهذه أشخاص يحاربون لأجل مبادئهم كثيراً، الا ما ندر سنجد شيء نغلق فمها واعينها به ،كما اننا لم نصل لهذه النقطة اتركينا من تخوفك وانظري نظرة إيجابية، هي أم طفلتي الحقيقية، ستتنعم آيلا بحياة هادئة مستقرة، سيهدئ داخلها وتشفى جروحها دون تدخل احد، أنتِ لم تري حالتها بجانبها كُسر فؤادي وانا أراها تنتظر الدور كي تحتضن أمها، والأكثر دفعها للأطفال بعيدا عن حضن أمها كي لا يشاركوها به، اقسم ان قلبها تعرف عليها، نحن لم نرى طفلتنا بهذه الحالة مع احد غريب من قبل"

جلست نازلي واضعة يدها على جبهتها متذكرة أخاها وهو يؤمنها على أولاده ويضعهم امانة بعنقها، رفعت رأسها وقد استاءت حالتها أكثر اقترب أركان منها مكمل حديثه محاولا كسب رضاها

" لأجل آيلا لأجل سعادتها، حان وقت عودتها لأمها، فلتطمئن بالحضن الذي بحثت عنه منذ ولادتها، لتعود لحضن يحبها ويخاف عليها ويحميها من ظلام الأيام" 

دخل سراج عليهم وهو يقول

"من المؤكد انك تقصدني انا بهذا الحضن" 

التفت لأخيه بصدمة وجوده في الغرفة، رفعت نازلي رأسها مستمعة لسراج 

" ما بكما لماذا تنظران هكذا، إم أنني جئت بوقت غير مناسب"

ابتعلت نازلي ريقها واقفة بعدها بقوة

" اسأل أخوك ليخبرك وبعدها ستعلم إجابتك وحدك" 

اقتربت من الباب 

" رأسي تؤلمني سأرتاح بغرفتي لا اريد لاحد ان يزعجني" 

غمز سراج لأخيه متسائلا ما الخطب، رفع أركان راسه متحدثا بصوت ضعيف

" لا عليك انه الوضع عندما يختلط العمل بالحياة في المنزل" 

بدأ يوم جديد في المدرسة حاولت حياة الابتعاد عن آيلا وعدم حملها والاهتمام بها كما اعتادت، وصل أركان ليضع ابنته في امانة معلمتها وهو ينظر بوجهها "لا داعي  لتأمينك عليها فأنا اعلم انها بقلبك" 

وتحرك ليذهب لشركته وهو يلوح لطفلته التي استدارت فور ابتعاد ابيها ورفعت يدها كي تحملها معلمتها. 

تعالت أنفاسها وتوترت امام عينيها الصغيرة، اقتربت و وضعت يدها على ظهرها لتحركها بجانبها حتى اوصلتها لمكانها "هيا أجلسي ولا تتحركي " هربت نحو باب الفصل تستقبل باقي الطلاب وعيونها على من انفصلت عن دنياها متعلقة بها وحدها تتعقبها أينما ذهبت، تمنت حياة ان تبكي الطفلة وتعترض على اجلاسها بمكانها، أو تحوم حولها مع الأصدقاء رافضة العزلة، أو حتى تقترب منها لتعود عن قرارها وتحملها بين يديها كما كان يعاتبها ويطالبها قلبها، وبعد صراع دام لحصتين اقتربت منها 

"لماذا انتِ جالسة اذهبي والعبي مع اصحابك" 

تحركت آيلا و عينيها لم تسقط عن معلمتها جاءت تقترب منها لتجدها تبتعد وتأمرها ان تذهب بين اصحابها لترتب معهم القطع، وقفت جانبا تنظر للألعاب وتسمع الضحكات دون رد، رفعت نظرها من جديد نحو معلمتها التي اقتربت لتمسكها وتجلسها على طاولة الألعاب وتعطيها القطع 

" هيا افعلي مثلهم لا تنظري نحوي، عليكِ ترتيبها قبلهم" 

تألمت حياة باستجابة الطفلة لها وعدم النظر نحوها حتى انها نامت بالحصة الرابعة، احترق قلبها ولامت  نفسها "كيف لم انتبه لتعلقها بي، كيف ارتكبت هذا الذنب بها" 

وصل سراج للفصل متحججا برؤية ابنة اخيه، ابتسمت بوجهه

" اهلا وسهلا بحضرتك"

ابتهج وجهه لرؤيتها اخيرا بادلها السلام ومن بعده سألها عن حالتها و وضع العمل معها حتى وصلا لحلقات البرنامج، صدمته بقولها

"اعتذر منك ولكني لم اتابعه بالأمس كنت مجهدة ونمت بوقت مبكر لهذا..." 

مثل عليها حزنه حين قطب حاجبيه ومد فمه "هل النوم أهم مني"

تعجبت من قوله وحالته صمتت ليضحك ويقول "امزح طبعا نوم العافية لكِ، لا تحزني يمكنني إعادة الحلقة كاملة لكِ ما رأيك" 

ابتسمت مجددا على استحياء

"شكرا لك سأحضرها عند عودتي"

نظر بعينيه باحثا عن طفلتهم

" أين هي وكيف ابتعدت عنكِ بهذه السهولة" 

حرنت من جديد ملتفته خلفها نحو نوم آيلا، تقدم سراج نحو وردته متعجبا من نومها

" غريبة ألم نتخطى مرحلة النوم بمنتصف الصباح، ام انه عاد إليها ونحن لا نعلم"

ردت حياة "اليوم فقط اقصد انه لم يعد لعله استثنائي، سهرت أمس معكم، أو خرجت ولعبت كثيرا حتى تأخر الوقت ولم تكتفي من نومها أو..." 

قاطعها سراج بتعجب "هل تتحدثين عن منزلنا" وضحك مكملا "لا يوجد سهر او خروج ولا حتى أطفال متقاربين بالعمر معها، هل تصدقين أن   روتين منزلنا لم يخترق مند قديم الأزل، ما نستيقظ به ننام به"

ردت حياة عليه

" لا يمكن لطفلة عيش مناخ كهذا ستتقوقع على نفسها ويصعب عليها ان تندمج مع غيرها" 

أومأ سراج براسه 

" نعم هذا ما حدث بالفعل اصبحت هادئة وصامتة اغلب الوقت ولكني أسعى لأخرجها من هذا و العب معها واصطحبها للعمل والتحدث معها كثيرا"

وبفضول سألته عن والد ايلا، ضحك وهو يجيبها

" اخي لا وقت لديه من الشركة لدعوات العمل للاتصالات التي لا تنتهي، ولكن للأمانة يحاول ان يفرغ منها ليلحق بها قبل نومها و الاستيقاظ باكرا ليفطر معها ويصطحبها للمدرسة كتعويض لها"

استيقظت ايلا على صوت عمها تحركت ورفعت يدها ليحملها واضعة رأسها على كتفه وهي تحنو على ظاهره سابحه بنومها، استغرب من حالتها تحدث إليها دون ان تستجيب رافضة فتح عينها او تركه، سأل سراج عن سبب حالتها

" هل احزنها احد الطلاب"

أجابته المعلمة بحركة رأسها النافية و عينيها الثابت على الطفلة، أخذها عمها معه بعد أن رفضت تركه بشكل قاطع، حزنت حياة واصبحت تعطي نفسها الحق بما فعلته

"لأجلها، لا يمكنها التعلق بي، ماذا ان تم انتقالي من المدرسة، ماذا ان عدت لأنقرة كما احلم، ماذا ان وجدت ضالتي واختفيت من عالم الجميع، لا يمكنني عيش ذنب ظلمها" 

اندمجت مع الطلاب والاهتمام بهم وهي تدرسهم وتلعبهم حتى أتى موعد الرحيل، لم تتوقع حياة رؤيتها لوالد آيلا بهذا اليوم ارتبكت اكثر من كل مرة خفضت عينيها حتى اقترب منها بوجهه المبتسم

" مساء الخير، ما الاخبار كيف مر يومك"

خجلت من نبرته الجديدة في الحديث ظلت صامتة دون أي إجابة حتى سألها عن ابنته، رفعت نظرها 

"أخذها عمها بمنتصف اليوم" 

تعجب أركان وضاق صدره من مجيئ اخيه للمدرسة، اعتذر منها بلباقة كبيرة

 "لم أكن أعلم اعتذر ان أزعجتك، سأذهب انا ان لم تأمريني بشيء"

تمالكت نفسها لتتحدث اخيرا

"اعتذر بحق ابنتك" 

استغرب من حديثها وحالتها التي اقتربت على البكاء مستمعا لباقي حديثها

" لم الاحظ تقربنا وتعلقنا بهذا الشكل، اعلم انه ذنبي ما كان علي ان...." 

قاطعها قبل أن تكمل

" من الجيد اقترابكم وتعلقها بكِ، تغيرت ابنتي واختلف حالها من بعد ارتباطها بكِ" 

ردت بصوت اختناقها 

"من الخطأ تعلقها بي لهذا الحد ماذا ان سافرت وابتعدت" 

ترجاها بصدق 

"لا تفعليها، لا يمكنك تركها بعد أن وجدتك، لا تحرميها من حنانك وقربك منها"

اختنقت اكثر حتى سقطت دمعة صغيرة 

"لا يمكنني فعلها، اعلم أنني احزنتها مني اليوم، حاولت أن اجعلها تعتاد على بعدي وتندمج مع الأطفال بدوني، رفضت حملها بصعوبة، ولكني حقا لم أستطع تحمل ذنبها"

قاطعها من جديد بسؤاله

" وهل اندمجت" 

تساقطت دموعها 

" من فضلك لا تضغط عليّ انا ايضا احببتها وتعلقت بها ولكني لا اريد ان اظلمها لهذا عليها ان تعتاد، عرض الأمس منتهي بالنسبة لي انا لم افكر بالارتباط بهذا الوقت اعتذر بشدة وأرجو تفهمك... " 

زفر بكلماته الحزينة وعيونه المتأثرة بحالتها وحالة ابنته

" لن تعتاد ولن تعتادي لقد وجدت ضالتها بكِ، رجاءً لا تبتعدي عنها ولا تحرميها مما كانت تبحث عنه منذ ولادتها"

اقترب منها خطوات مكملا

" عاشت ابنتي طفولة سيئة، اربع سنوات جاهدت بكسب قلب أمها، اربع سنوات حاربت لأجل حقها بنعتها أمي، اربع سنوات كانت تنتظر بهم ان تشعر بحضنها و حنانها دون ان تجدهم، تعذبت وتقوقعت داخل نفسها حتى اصبحت طفلة مختلفة عن كل الأطفال، هل تصدقين ترك اجدادها لها ليس هذا وحسب بل وحملوها ذنب مرض امها" 

ازدادت دموعها

" ماذا تقول كيف حرمتها من قول أمي وكيف لم تحتضنها اربع سنوات وايضا ما ذنبها بمرض امها"

رد أركان بحزن كبير حين تذكر سما 

" كانت شخص جيد ومحبوب حتى وصلت آيلا وبدأ الاكتئاب يمتلكها شيئا فشيئا حتى ماتت بسببه، دفعت آيلا ذنب ليس بذنبها، نحن من اذنبنا حينا تسرعنا بخطوات الإنجاب دون اتفاق ودي، هي ليس لها ذنب بكل هذا، انها كما تريها كالملاك هادئة مطيعة تخاف ان تحزن احد او تعصي كلماته، ماذا كان سيحدث ان احتضنتها وتقبلتها ماذا كان سيحدث ان....... "

تحرك أركان وخرج من المدرسة بعد أن ازداد تأثرا واختناقا وصدقا حيث  كاد ان يخرج كل ما بقلبه في لحظة تملكه ذنبه بحق  ابنته

جلست حياة على المقعد لتبكي بقوة وقهر محتضنة نفسها وكأنه كان يخبرها انه وجد ابنتها معذبة محرومة من كلمة امي او حنانها، ضمت نفسها وهي تراها دون غطاء ترتجف من برد الشتاء، بكت اكثر وهي تراها مشردة في الشوارع دون مأوى، وقف أركان ليستنشق الهواء البارد النقي ليهدئ نفسه به وهو لا يصدق ما خرج منه، وضع يده على جبهته وهو يتذكر تحذير امه له، كان يعلم انها محقة ولكنه لم يستطع حمل ذنب ابنته اكثر من ذلك، خطى عدة خطوات للجانب الايسر رافعا هاتفه ليتصل بأخيه متحدثا بغضب 

"لماذا اخذتها بمنتصف الوقت، ودون ان تخبرني ايضا"

أجاب سراج بغضبه الذي عبئ صدره من حالة الطفلة

"قبل أن تحاسبني عليك أن تحاسب نفسك نسيت ابنتك واصبحت تقضي يومك بجانب يارا اما بالشركة او بالسهر لوقت متأخر، عادت الطفلة لنومها الصباحي وتقوقعها وعدم تحدثها، ام انك احزنتها اليوم، أخبرني ماذا حدث لتعود لحالها الأولى"

اغلق أركان "انا قادم"

تقدم نحو سيارته ليتذكر امر حياة، عاد ليدخل المدرسة وكأنه سيأخذها للمنزل ليبقيها بجانب ابنته دون حركة لمكان اخر، اصطدم مصطفى برؤيته لأركان أمامه، تراجع خطوات أراد بها الهرب من المواجهة.

اشتدت نظرات أركان نحوه وكأنه سيفترسه، أشار له ان يصعد سيارته وعاد بخطواته نحوها ليصعد بها قبله، تسمر مصطفى بخوفه ثابتا بمكانه منفصلا عن من حوله حتى أنفاسه انفصلت عنه من شدة رعبه، اغلق أركان باب سيارته بقوة مشيرا بها ان يقترب الاخر وينفذ الامر الصامت، تحرك بخطواته المتخبطة ليصعد  بارتجاف وعيون منخفضة، قاد سيارته مبتعدا عن بوابة المدرسة أوقفها فجأة ليصدم مقودها بيده صائحا بغضبه

"ماذا تفعلون بالقرب منا"

تهته وتلعثم وقطع بكلماته

 "تركنا أنقرة كما... كما"

نظر له بقوة " لا أعلم ان كان لديكم علم بقربها من ابنتي ام لا، بكل الحالات لا يهمني بالأصل لدينا من الملفات والفيديوهات ما يجعلكم تنتهون بالسجون ان سولت لكم انفسكم الاقتراب واللعب معنا"

اقسم مصطفى على عدم علمه بقربهم منهم و وعده ان يأخذ عائلته ويبتعد عنهم دون ان يروهم مجدداً، كان وضع ارتجافه وصوته المتقطع اكبر دليل على عدم معرفته لقربهم حقا

تحدث أركان ليصدمه

" بالأمس عرضت على اختك الزواج واليوم تمنعت ورفضت، والان عليك أن تتم امر هذا الزواج دون ان يعلم احد صلتنا السابقة ومن بعدها تأخذ أخاك وامك وتختفون من على سطح الكوكب لا اريد رؤيتك تحت اقدامي مجددا"

لم يستوعب عقله ما يسمعه كرر

"هل سيادتكم تريدون الزواج من أختي، يعني أختي حياة أنت الآن"

قاطعه بغضبه

" تحققت أمنياتكم وسنتزوج ما رأيك هل جميل، نعم وما أجمل من ذلك نسب وحسب واموال، ولكن لا تحلم وتطمع كثيرا اقسم بالله ان رأيتك تحت اقدامي بعد اتمام الزواج سأنهيك انت وعائلتك ومن قبلكم اختك حتى ينتهي الامر، ستذهب  وتخبرها أنني أتيت وطلبتها منك، تقنعها او تجبرها لا فرق لدي سيتم الزواج بأقرب وقت أريدها الاسبوع القادم بمنزلي"

أومأ راسه عدة مرات بخوف وارتجاف خارجا من السيارة كما أمره سيده الذي تحرك بسرعة قيادته الغاضبة فور نزوله، تسارعت أنفاسه انحنى واضعا يديه على ركبتيه كي يهدئ من حالته وقف من جديد ناظرا خلفه مردداً، اي زواج هل كنت أرى كابوسا ام كان هو حقا بماذا يعني يتزوجها ولماذا، انتفض بمكانه فور علو رنين هاتفه، سمى الله وأخرج هاتفه ليفتحه مستمعا

"مصطفى أين أنت ذهب الجميع وبقيت انا بجانب بوابة المدرسة"

التقط أنفاسه مجددًا متحدثا بهدوء فاجأها به

"لا تقلقي يا حلوتي انا قادم إليكِ السيارة على الجهة اليمنى انتظريني بجوارها حتى اتيكِ"

اغلقت الهاتف وهي تحدث نفسها

"حلوتي!؟ هل شرب بمنتصف اليوم، ام سقط على رأسه قطر"

ترقبت قدومه حتى ازدادت عجبا من حالته الهادئة وشروده طوال الطريق، وفور وصولهم أسرعت بدخولها المنزل قبله، ناداها صادق فور رؤيته لها

" لا مهرب اليوم، اشتريت الشواء لنا جميعا هيا اغسلي يدك واقتربي"

نظرت لمصطفى الذي تحدث بصوته الضعيف الهادئ فور دخوله

" اتركها براحتها، ضعوا لها طعامها بغرفتها حتى تتناول وقتما تشاء" 

صدم الجميع من حالته ودخوله الغرفة ليرتاح دون ان يشاركهم الطعام، اتصلت يارا باركان لتطالبه ان يغير رأيه وينضم إليها بسهرة الأصدقاء، وضع يده على ظهر ابنته

يحنو عليها "لا تضغطي علي احتاج للراحة اليوم وغدا سأخرج معك"

تدللت عليه بقولها" اعتدت على السهر معك ماذا سأفعل بدونك"

اغمض عينيه متذكرا امر زواجه وما لا علم لها به، سألته يارا عن وضع ابنته هل نامت

نظر لحضنه مجيبا عليها

"نعم منذ زمن هي لا تحب السهر"

عادت لتضغط عليه ان يأتي معها لسهرة الأصدقاء دون ان يتأخروا وذكرته بأمر سفرها الذي سيطول لمدة أسبوعين بعيدا عنه، تنهد بضيق وافق بعده متأملا ان يريح قلبه بخروجه بجانبها.

اغلقت الهاتف وهي تنظر لأبيها

" تم الامر سيأتي للسهرة"

تحدث هاشم

" اختك كانت اشطر منكِ بأسقاطه السريع، تمكثين بجانبه عدة شهور من غير وعد او تحديد مدى علاقته بكِ، توقعت ان تضعيه خاتم بأصبعك منذ الشهر الأول ولكن من الواضح اننا سننتظر سنوات حتى  تأتي لنا بخبرهم"

امتلأ قلبها من الغيرة مجددا

" من جديد هي من جديد، لا يوجد بعينك غيرها"

ظلت تنظر له بضيق وصمت، وظل هو منشغلا باتصالاته وخططه التي لا يستطيع القيام بها طوال النهار بسبب تمثيله لمرضه.

كادت حمدية ان تقرع الطبول وتطرق على الدفوف فرحا بعودة الطفلة لحضن امها بجانب الثراء الذي سينعمون به بعد أن اضاعوا أموالهم في الخسائر المكررة، صدمها مصطفى

"لا تحلمي كثيرا اقسم ان رأيتي وجهه وعيونه المخيفة ما كنتي فرحتي او طمعتي بالمزيد، علينا أن نقنعها بالزواج والهروب من المدينة بعدها لنبتعد عن أقدامهم والا سندخل جميعنا السجن او نذهب للعالم الاخر" 

ابتسمت حميدية بنصر علا فرحته بصوتها

"فلنبتعد سنة اثنان خمس، يتزوجان وينجبا بدل الطفل عشرة وحينها لن يستطيع فصلنا عنهم وان اجتمع هو ونفوذه وماله، كيف سيسجن نسبه الجديد، دعك من ابتعادنا واخبرني كيف ستقنع حياة بالزواج ولماذا لم تخبرنا، توقعت انها تنتظر منقذها كي تهرب من تضيقك عليها"

حذرها مصطفى" أمي "

اجابته بغير رضا" حسنا صمتنا، فكر كيف سنقنعها ولا تنسى امر صادق، عليك أن تفكر برفضها و وقوفه معها أمامنا "

تحدث مصطفى بعيون ثاقبة

" ليبتعد قليلا حتى يتزوجا"

بقلق اجابته

" كيف يبتعد " 

رد مصطفى على أمه ليخيفها 

" اتركيها علي سأخفيه عن وجوهنا حتى نزوجها وننتقل" 

عادت بسؤالها الجديد

"ابني كيف سننتقل واعمالكم هنا"

فكر قليلا مجيبا

" نطالبه بتعويضنا او لا يعوضنا المهم ان ننتقل ونبتعد  عن اذاهم" 

شرد مصطفى ليتذكر دخول أركان المستودع عليهم بقوة مخيفة يضرب واحد ويلقي بالأخر أرضا حتى اقترب من مجموعة مقيدة افرغ بهم سلاحه دون ان يرف له جفن مهددًا كل الموجودين بنهاية كهذه عند اقل خطأ يقترفونه.

قضت حياة يوم آخر مرهق ومحزن وهي في اجهاد داخلي لا تعلم سببه بالإضافة لشعور غريب تملكها خليط من الخوف والألم والقلق والضيق، لا زالت نظرات ايلا تأكل بقلبها تعاتب نفسها على احزانها تارة وتؤكد على صحة ما فعلته تارة أخرى، رغم ان برنامجها المحبب بدأ في موعده الا ان حالتها لم تسمح لها بسماعه عكس السابق كانت تهرب من حزنها وهمها له.

وبصباح العطلة تفاجأت حياة بحديث أخيها مصطفى عن عريس أتى لمصنعه طالبا يدها، تغيرت ملامح وجهها متلفظة برفضها السريع دون ان تسأل عنه، تحدثت حمدية انتظري يا بنتي من هذا العريس لنتعرف عليه.

رد مصطفى على امه وهو ينظر لأخيه

"ليس واحد بل اثنان وسبقهم رجل رفضته قبل أن ينهي طلبه، لا يمكننا التفريط بغاليتنا بسهولة، علينا أن نأمنها عند من يحميها ويحافظ عليها والأهم يسعدها ويعوضها ما مرت به"

تسائل صادق عن الآخرين ليرد مصطفى "شاب بمقتبل حياته يعمل بشركة كهرباء والده عميل لدينا، والاخر ابن بقال المنطقة الشاب تعليمه متوسط وحالته جيدة"

انتظر مصطفى ان تتحدث اخته وتخبرهم بنفسها عن عريسها المميز ولكنها ظلت صامتة منتظرة خروجهم من الغرفة، غضب صادق هذه المرة طالبا منها التحدث معهم  فلا يمكنها الاستمرار بهذا الصمت المميت لقلوبهم. 

قالها صادق وخرج من الغرفة ليقف مصطفى مدافعا عن اخته تاركها لراحتها وخرج 

تعجبت من جديد وكأنه شخص آخر مختلف تماما عن الذي يغضب ويوبخ ويضغط عليها باستمرار دون شفقة. 

ذهبت نازلي للشركة وهي غاضبة على ما يريده أركان وما ينساق خلفه بسهر الليالي ، دخلت المكتب  فجأة لتتراجع يارا عن أركان الذي وقف مرحبا بأمه. 

انتظرت نازلي بقائهم وحدهم لتتحدث

"ماذا تريد انت، هل أقسمت على انهائنا" 

وقف بضيق 

"ماذا فعلت مجددا هيا اخبريني لنرى أين خطئي هذه المرة" 

اقتربت امه مخفضة صوتها 

"تريد الزواج من واحدة وتسعى وراء أخرى وخصيمنا متربص لأصغر خطأ يعصفنا به" 

استهزأ أركان بحديث امه متحدثا دون اعتبار له

"ومن خصيمنا هذه المرة، اياكِ ان تضعي هؤلاء الحثالة خصم لنا اقسم اذهب لمنزلهم انهي عليهم جميعا لأريحك واريح رأسي منكم" 

تحدثت نازلي لتوبخه 

"منذ متى اصبحت بهذا الغباء والهراء، ان اردت ان انهيهم كنت انهيتهم قبل ست سنوات، اتحدث عن هاشم تسير بلا هدف ولا رابط مطمئن لمرضه "

تغيرت نبرته متحدثا بغضب

" لا تضغطي على هذا الغبي اكثر من ذلك حتى لا يخرج عن النسق الذي حوصر به"

اقتربت من المكتب اكثر 

"هاشم يمثل علينا، يدبر أمرا جللا يقصفنا به، والا لماذا لم يعلن عن شفائه، ما الذي يجبره على البقاء في فراشه طوال الوقت"

اقترب من امه

" كيف يمثل علينا ألم يخبروكِ رجالك بسوء وضعه وحالته التي اشبهت الفراش الذي ينام عليه"

ردت امه 

" نعم ولا زال يمثل، لم يكتشفوه أشباه الرجال، اكتشف أمره طبيب أرسلته لمعرفة مدى تطور الحالة وهل يتحسن ام يتراجع ويسوء لننصدم بتحسن الحالة وقرب شفائه التام، هاشم يخطط لأمر كبير اقسم انه يصمت ليدمرنا"

رد على امه 

" اهدئي نحن اوقفنا اعمالنا بهذه الفترة، لم يتبقى سوى صفقة العمر بالشهر المقبل وبعدها سنتوقف تماما لعدة سنوات، اتركيه ليمثل وكأننا لا نعلم شيء عنه نحافظ على سرية الصفقة نضرب الضربة ونؤمن أنفسنا ونترك الساحة بعدها، يكفي هذا التوتر والمشاحنات لنتركه ينسى أمرنا واسمنا وبعدها نرى هل نعود ام نكتفي بشركتنا"

لم تصدق يارا ما سمعته اغلقت جهاز التصنت الصغير واسرعت بالخروج من الشركة ذاهبة لمنفذ بيع لحوم مجمدة اشترت منه عدة اطباق متنوعة مقتربة من قسم الحساب لتعطي للرجل ورقة تتوسط الأموال قائلة

" بسرعة من فضلك انا على عجلة من امري لا يمكنني التأخير للضرورة"

خرجت من المنفذ ليسرع الرجل بأخذ اذن من الإدارة وخرج على عجل ليوصل الرسالة لهاشم

"تم اكتشاف أمرك، اصبحت تعلم بشفائك احترس ممن حولك، علينا أن نتحدث باقرب وقت لأهمية ما لدي". 

ذهب أركان ليارا ولم يجدها، اتصل بها 

" خرجت ولم اعد اليوم اشعر بتعب بسيط اعتذر منك" 

أخبرها انه سيأتي لمنزلها ليجلسا سويا فهو يشعر بضيق ولا يعرف اين سيذهب وحده، رفضت يارا مقابلته وخاصة بعد تذكرها أمر زواجه الذي انصدمت منه تهربت متحججة بألمها ورغبتها بالبقاء وحدها هذا اليوم. 

اغلقت الهاتف قبل تذمره وهي حزينة على فشلها بكسب قلبه كما فعلت اختها الاذكى والأجمل والمميزة بكل شيء كما يقول والدها دائما

خرج مصطفى ليسهر مع أصحابه متفاجأ بسحبه وادخاله في سيارة مظللة وجد أركان ينتظره داخلها 

تحدث على الفور 

"أركان بيه ماذا حدث هل أخطأت في شيء" 

لم يهتم لحديثه

"إلى أين وصلت، هل اتفقتم" 

تحدث مصطفى بصوته المهزوز

"صادق يشكل عقبة أمامنا سيقف بوجهي انا الان امهد لها وسأرتب رحلة لصادق خارج المدينة حتى ننهي الزواج" وضحك 

نظر أركان للرجل الذي خلفه ليتم إخراج مصطفى من السيارة دون رد، زاد خوفه وهو ينظر لابتعاد السيارة عنه، نظر حوله ليتأكد من فراغ المكان

لم يتوقع مصطفى باليوم التالي اقتحام الشرطة للمصنع كي يوقفوا صادق على ذمة قضية الاتجار بسلع غير مرخصة، انصدم أكثر حين أتته رسالة نصية

 "تم الامر الساحة فارغة لك اما أن تفي بوعدك واما ان تلحق به او يكون مصيرك اسوء"

القى بهاتفه على المكتب واضعا يديه على رأسه 

"بلاء رأسي لا أعلم متى سينتهي عذابنا بعبئك، لنسرع كي نتنعم بهذا اليوم" 

سقط الخبر على حمدية ليهز قلبها توقعت ان مصطفى وراء حبس اخيه ولكنه أخبرها  الحقيقة المُرة وما ينتظرهم اكثر منه ان لم تقبل حياة بالزواج منه. 

و عدها ان يعيده بعد عدة ايام تتزوج حياة ويطلب من أركان الإفراج عنه مقابل تركهم المدينة وامدادهم بأموال إضافية يبدأوا بها حياتهم الجديدة هناك. 

كانت ردة فعل حياة غريبة رغم حزنها على أخيها الطيب الا انها لم تنسى ما فعله بها ولم تنسى سوءهم عندما اجتمعوا على ظلم ابنتها "لم يتم توقيفه وهو مظلوم ان أخطأ فليتحمل نتيجة خطئه، الجميع سيدفع ثمن سوءه"

من حسن حظ الصغيرة عوضها بعمها الحنون في ظل ما هي به من وحدة وفراغ عاطفي قبل المادي ، اهتم سراج بوردته طوال ايام العطلة التي كانت مدتها اربع ايام متتالية حين اقترنت بأعياد قومية اخذها لمدينة الألعاب واشترى لها حلوى وسكاكر مما تحب وعاد بها للمنزل" انتهت عطلتنا لنبدل ملابسك كي تنامي على الفور، لتستيقظي مبكرا ونذهب سويا  للمدرسة، ألم تشتاقي لمعلمتك" 

لم ترد الطفلة سألها مرة أخرى وهو يكمل "لنذهب بالغد ونرى اشتياقك بشكل عملي" 

استقبلهم أركان بوجهه المبتسم انحنى وحمل ابنته وهو يقبلها ويسألها عن نزهتها الجميلة، تحدث سراج "كانت ممتعة للغاية ولكن ان اردت تفاصيل عليك أن تأتي معنا بالمرة المقبلة كي ترى بنفسك"، وغمز للصغيرة "أليس كذلك" 

قبل ابنته مرة أخرى وقال" نعم لنأتي اذا"

تحدث سراج "بالمناسبة عليّ عمل صباح الغد بوقت مبكر لا داعي لاستيقاظك وذهابك للمدرسة انا سأتولى الامر"

رفض أركان بقوة واصر على إرسال ابنته للمدرسة بواسطته وتحرك مستأذنا منه كي يساعدها بتبديل ملابسها وقراءة القصة لها قبل نومها

رد سراج باندهاش "تقرأ القصة لها! ؟" 

ابتسم أركان من جديد" نعم لنقرأها اليوم عوضا عنك"

 ذهب نحو قبلتهم وهو يحدث ابنته ويضحكها دون ان يهتم بأخيه الذي وقف صامتا بالخلف يشعر بشيء غريب وخاصة عند هروب الجميع حين يصل حديثه للمعلمة حياة، اخذ أركان القصة وتحرك بابنته نحو الفراش قائلا" لتفتح قصة أخرى على اليوتيوب هناك الكثير أجمل منها" وضعها بحضنه وفتح قصة من اختياره على الهاتف وتمدد جانبها لينام على الفور قبل أن يطمئن على نومها. 

باليوم التالي استيقظ أركان منتبها على ارتفاع حرارة ابنته، قلق بقدر حبه لها وأسرع ليغسل وجهها ويداها بخوف، استنفر من بالمنزل لمرض الصغيرة،. عتبت نازلي على سراج مؤكدة على انتقال العدوى للطفلة بسبب نزهتهم. 

ذهبت حياة للمدرسة وهي بحيرة من أمرها جزء منها يشتاق للطفلة التي لا تذهب من فكرها طوال عطلتهم، والجزء الاخر يؤكد على ضرورة ابتعادها عنها لقرب هروبها في رحلة بحث طويلة تعيد بها ابنتها. 

اتتها نجلاء متسائلة عن مسكن لتتفاجا بحالتها الشاردة، فتحت حياة حقيبتها واعطتها المسكن. 

ورغم ألم رأسها شعرت بغرابة بامرها، ضغطت عليها لتتفاجأ بقولها "ظلمتها معي ابتعدت عنها ولأنها حساسة وتتأثر بسرعة حزنت مني وظلت صامتة طوال اليوم، كنت سأصالحها اليوم دون ان اعلقها بي ولكنها لم تأتي" 

استغربت نجلاء من اختناق حياة وامتلاء عينيها بالدموع، اقتربت منها و وضعت يدها على ذراعها مسائلة بصوت حنون

"دعكِ من الطفلة واخبريني ما بكِ، ما هذه الحالة"

اختنقت بحالتها الغريبة 

" لا أعرف اشعر بضيق في صدري، رغم اتخاذي القرار واخباره به"

اغمضت نجلاء عينيها وفتحتها بألم

"انتظري عن أي قرار تتحدثين" 

و بوجهها المقتضب اجابت متحدثة بحدة

"طلب والد ايلا مني الزواج ولكني رفضت وانتهى، ولهذا احاول ابعادها عني حتى لا تتعلق وتتأثر بعد ذلك" 

رفعت نجلاء السبابة بوجه حياة

" انتظري أركان بيه تقدم لطلبك للزواج وانتِ بعقلك المفقود رفضتيه" 

دافعت عن نفسها

"قراري نهائي انا لست مهيئة للزواج الان كما أنه متزوج من قبل ومعه طفلة، جميع صفاته لا تناسب ما أحلم به"

رفعت نجلاء يدها وضعتها على رأسها وهي تتألم أكثر "انتظري  المسكن يسير بدمي ليهدأ ألمي وغضبي وعملي وأعود إليكِ، لا تتهربي انتظريني"

جاءها مصطفى بوقت مبكر عن موعد الانصراف واشترى لها الحلويات و سندوتشات شاورما، سألته حياة بحزن" ما هذه الحالة هل يوجد اخبار جديدة على صادق" 

ضحك مصطفى 

"نعم عدة ايام فقط ونجده وسطنا من جديد والا لماذا أنا بهذه الحالة، هيا افتحي الشاورما لي ولكِ لناكل بطريقنا، استجابت له وبدأت تشاركه الطعام لأجل جوعها الكبير ليس بجديد عليها فهي تنسى نفسها لدرجة بقائها ليومين دون طعام تشرب ماء ومشروبات دافئة دون ان تنتبه لاحتياج جسدها للطعام. 

شبعت مكتفية بشطيرة واحدة فقط صدمت بعدها بقول أخيها "كثر طالبينك أتاني عريس اليوم لا يرفض شباب ومميزات وثراء ودنيا ولا بالأحلام، كما أن لديه طفلة جميلة يقول انها متعلقة بكِ ولأجل هذا يريد إكمال وجهة عائلته بكِ" 

وصل سراج للمنزل توجه نحو غرفة وردته ليطمئن عليها قبل أن يبدل ملابسه ويذهب كضيف شرف ببرنامج تلفزيوني أراد أن يقدمه لجمهوره على أنه وجه شبابي متألق ومحبوب" 

وقبل ذهابه لغرفة الطفلة سمع حديث اخيه لأمه 

"نعم اسمع ما أقوله سأتزوجها لأجل ابنتي، تعلقت بها، 

قلوبهم اجتمعت، وجدت بها الحضن الحنون التي بحثت عنه دوما، لن اظلمها لاجل اي حسابات، يكفيها ظلما بهذا الحد لن أحملها ضريبة اخطائنا، لن أتراجع لا تحاولي مجددا سأتزوج بحياة وأأتي بها لمنزلها  لأجلها، يكفي ان ارى سعادتها وهي تختصها طوال اليوم لنفسها دون شركاء، امي رجاءً لا تقفي بوجهي لنعيش حياة هادئة ان كان على أحد  تحمل نتيجة قرارات تعسفية سريعة سنكون نحن وليس هي "

ردد السلام مفصحا عن وجوده، نظرا نحوه متفاجئين به مجددا مسح أركان فمه وعنقه ناظرا لأخيه الذي تسائل

" اعتذر ان سمعت حديثكم دون تعمد، ولكني لم أفهم بشكل جيد، هل قررت الزواج من يارا لأجل استقرار حياتك" ثم نظر لأمه مكملا" وان كان كذلك لما الاعتراض وانتِ من دعم هذه العلاقة منذ البداية" 

تلجمت نازلي بحديثها فكرت ان تصدمه بهوية العروس كي يقف امام اخيه وبنفس الوقت تراجعت كي لا تخسر أركان. 

وفي ظل تلجمها وترددها تقدم أركان نحو اخيه قائلا

" نعم سأتزوج لأجل ابنتي حان وقت استقراري العائلي"

ابتسم وجه سراج وهمَ ليحتضن اخيه كي يبارك له لولا سماعه اسم حياة   حين اكمل أركان حديثه

"سأتزوج بمعلمة ابنتي أستاذة حياة" 

تغيرت ملامح وجه سراج من صدمته وطامته الكبرى.


يتبع ..

 ‎إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا.



انها غيوم الحياة الفصل التاسع
Wisso

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  • غير معرف10 ديسمبر 2024 في 1:13 ص

    جميل تسلم ايدك حبيبتي

    حذف التعليق
    • Rim kalfaoui photo
      Rim kalfaoui12 ديسمبر 2024 في 6:52 م

      حلقة مؤلمة ومؤثرة من تخبط حياة والظلم عيلتها كالعادة وزاد على همها أركان الاناني حتي لو كان لأجل ابنتها كلهم ظلموها من الناحيه دي للأسف مازلوا يكذبون ويتسلطون عليها

      حذف التعليق
      google-playkhamsatmostaqltradent