recent
جديدنا

انها غيوم الحياة الفصل الأول

            رواية "إنها غيوم الحياة"

                           بقلم أمل محمد الكاشف 



أضاءت شمس الصباح وأشرقت على حواري وأزقة أولوس القديمة ببنيانها المتهالك بعمر تلك المنطقة الأثرية في العاصمة التركية أنقرة ،تخللت أشعة النور الازقة دون أن تضيء قلوب من سكنوا جحورها، و بإحدى تلك المباني القديمة المتهالكة من فقرها وقفت الأم حمدية تترقب وصول ضيفتها من ثنايا اخشاب نافذة منزلهم حتى وجدت سيارة كبيرة فاخرة تصف أمامهم.

أسرعت بفتح بابها واستقبال ضيفتهم وهي تراقب ضفتي الطريق ،دخلت نازلي هانم بنظراتها الغير راضية عن حالة الأثاث الأقل من القليلة لتجلس على أطراف الاريكة القديمة بانتصاب وشموخ وقوة لتبدأ حديثها السريع الآمر وهي تقول "ليتم الزواج لشهر واحد فقط ومن ثم تعود ابنتك لكِ ،ننتظر عدة أسابيع ان حدث الحمل سنكمل بالمتفق عليه وإن لم يحدث ستخضع الفتاة لعملية تلقيح اصطناعي داخل رحمها كي نسرع الأمر ونأخذ طفلنا وأنتم تأخذون أموالكم و مرادكم"

تحدثت الأم حمدية بضعف وانكسار قائلة "وماذا عن مصطفى متى سيتم التنازل عن القضية وإخراجه من محبسه"

وقفت نازلي هانم بشموخها قائلة "فور استلامي الطفل واتمام الطلاق سيبدأ محامينا الخاص بإنهاء المطلوب"

ردت الأم بصوتها الراجي وهي تقف منحنية الكتفين "تسعة أشهر وقت كبير علينا، نحن لن نتحمل بعده عنا كل هذا الوقت ، وايضا كيف سأفسر لأخيها الثاني ما سيحدث أنتِ لا تعرفينه من المستحيل قبوله لوضع كهذا ،أنني بحاجة لابني مصطفى كي يقنع اخته بالزواج ويدبر أمر افتراقهم بعد الحمل حتى تسليمكم الطفل واخبار حياة بوفاته ، لا يمكنني فعل كل ذلك وحدي ،كما انه العائل الوحيد لي انا وابنتي المسكينة ،من سيجري علينا ليطعمنا ويسقينا بخلاف علاجي وعلاج أخته ،حدثني صادق أنه يُرتب أموره ليعود ويستقر معنا في غياب أخيه وبهذه الحالة لن أستطيع وعدك باتفاق ولا طفل"

فكرت نازلي لثواني متحدثة بعدها "رغم أن المنزل الجديد و المبلغ الكبير الذي سيوضع بحسابكم بعد استلام الطفل لن يجعلك بحاجة لصادق أو مصطفى ،إلا أنكِ محقة فتدبير الوضع بشكل هادئ لمدة تسعة أشهر أمر ليس بهين ،اتركيني أتدبر الأمر"

استجمعت الام حمدية قوتها بعد ان تخلت عن ضعفها وخوفها قائلة "أريد أن يخرج أبني مصطفى قبل عقد الزواج ليعينني على إقناع حياة بالزواج في هذا السن وقبل إكمال دراستها وايضا ليعينني عليها بعد عودتها منكسرة الخاطر ،اعتذر لا استطيع ان اعدك بشيء مضمون بدونه كما أنه يعلم بالاتفاق واعطاكم وعدا بإتمامه" 

وبضيق ردت نازلي هانم لتقول "هل نسيتي ما فعله إبنك بشركتنا ،أم نسيتي أمر المواد المخدرة التي كانت ستودي باسم شركتنا للجحيم"

رقت نبرة صوت حمدية وهي تترجاها أن تخرج لها ابنها وبالمقابل سينفذون كل ما يريدون ،حتى أنهم بعد تسليم الطفل سيختفون من مدينة انقرة بشكل كامل ولن يروا وجههم مرة أخرى.

وقفت نازلي لتقول "حسنا كما قلت لكِ دعيني أفكر بالأمر ،ولكني أؤكد عليكِ خلو عرقكم من الأمراض الوراثية وما شابه"

ردت حمدية بسرعة وخوف "لا يوجد شيء وراثي ،اعطيتك ملفها الطبي هي فقط تحتاج لعملية كي تزيل آثار ارتطام رأسها وبعض العلاجات البسيطة ل.."

لم تنتظر نازلي لسماع باقي حديث الأم من شدة اختناقها برائحة الرطوبة العالية بالمنزل ،تحركت بقوة ورأس مرفوعة ونفس مفعمة بالتكبر نحو مخرج الباب ومن خلفها الأم الضعيفة التي لا حول ولا قوة لها وهي تقول "نعم رأيته أامل أن لا يكون هناك ما تخفيه عنا حتى لا اظلم دنياكم وانهي ذكراكم"، رن جرس الباب قبل اقترابهما منه ،قطعت نازلي حديثها بينما تقدمت الأم لترى من عين الباب من الطارق لتجدها ابنتها حياة ،ارتبكت قائلة بصوت منخفض "عادت بوقت مبكر"

تحدثت نازلي قائلة دون خوف "لا تقلقي سأقف أنا بالجوار دون صوت وعند دخولها سأخرج وقبل اغلاقك الباب"

أومأت الأم برأسها مستجيبة لحديث سيدتها مسرعة بفتح الباب وهي تحدث ابنتها "مع من أتيتي لا زال الوقت مبكر على موعد عودتك"

وبعصا حديدية تقدمت حياة وهي تجس طريقها ناظرة للإمام قائلة "لم تأتي المحفظة وطلبت صديقتي منها الاستئذان فخرجت معها لتوصلني بطريقها"

علقت نظرات الأم على نازلي هانم  وهي تتسحب على اطراف اقدامها بخطوات كادت ان لا تتساقط على سطح الأرض من شدة حذرها ،خرجت لتغلق الام الباب بعدها قائلة براحة وحزن "حمدلله على السلامة يا حبيبتي ،من الجيد رجوعك مبكرا مللت وأردت أن أخرج للتجول وشراء الخضار والفواكه ما رأيك"

تحدثت حياة بفرح قائلة "يا له من خبر جميل هذه هي أمي القوية لنخرج ونشتري ما تريدين يكفي أن تكوني سعيدة"

ردت الأم بحزن قائلة "أي سعادة مصطفى يواجه مصيره المجهول"

مدت حياة يدها تجاه صوت أمها مقتربة منها وهي تنظر للفضاء قائلة "اخي لم يخطأ هم من اقحموه بهذا السوء لا تخافي سيكشف الله الظلم عنه و يخرج لنا قريبا"

وضعت الأم يدها على ظهر ابنتها لتحنو عليها بحزن تحدثت به "كم تملكين روح جميلة وقلب ابيض صافي لا يعرف سوى الخير للجميع"

ابتسمت حياة بوجهها السمح فرحة بمدح أمها بها.


في منزل عائلة أوزدمير رفضت سما قرار نازلي هانم أم زوجها قائلة "ألم تقولي أنه سيكون زواج صوري فقط لأجل العملية ولكي يكون الابن مشروع ،لماذا غيرتي حديثك الآن ومن أين اتيتِ بأمر إتمام الزواج بأول ليلة"

تحدثت نازلي بانتصار مخفي "ليس الأمر بيدي انه شرطهم لإتمام الزواج والاتفاق عليه ،وإلا كيف سيقنعون الفتاة أنها حامل دون زواج حقيقي وأيضا ستلد طفل لا حق لها بحضنه أو تربيته"

وبقوة غضبها تحدثت سما "لندفع أكثر إذن، زيدي من عروضك لهم كي يقبلوا أو لنغير العائلة ونرى غيرها هناك الكثيرون ممن ينتظرون بيع انفسهم لاجل حفنة مال وليس بيع أطفالهم فقط"

حركت سما نظرها ليشمل زوجها وأمه مكملة قائلة بنبرة تحذير وقوة منتصبة "ليضع الجميع هذا بعقله انا لن اقبل بتسليم زوجي لغيري ولو لساعة واحدة وليس ليلة فقط"

وتحركت بطقمها الأحمر المتطاير على جسدها الممشوق وقوتها المعهودة لتخرج من الصالون الكبير متوجهة لغرفتها ،تحدث أركان من بعد ذهاب زوجته قائلا لأمه "وأنا أيضا لا أقبل بقضاء ليلة مع فتاة لا أعرفها وبعدها اتهرب ثم أتركها بحجج واهية"

ردت أمه لتزين الأمر بعينيه قائلة بصوت ضعيف "هل يجد الإنسان فرصة كبيرة كهذه ويتركها دون اغتنام وأيضا الفتاة صغيرة ،وجميلة ،ذات بشرة ناعمة ،للأمانة ليست صاحبة جسد ممشوق كزوجتك ولا بياض كبياض بشرتها ولكنها جميلة تأخذ قلبك من أول نظرة لها ،بجانب أنها كفيفة ،بهذا القدر ستسعد بها وتتركها دون تأنيب ضمير ،ستجعلها تهنئ في حياتها ليس بليلة فقط بل لعدة ليالي إن أردت أنت ذلك ،خذ بيدها واذهبا لألمانيا أو أمريكا أمكث بالفندق ما أردت من ليالي جميلة هنيئة كفترة نقاهة للقلب وصفاء للعقل تستعيد بها قوتك وتجدد طاقتك ،أنا أثق أنها لن تنسى لياليكم هذه طيلة حياتها"

 ابتسم أركان بدلال تحدث به "ومن اين اتيتِ بكل هذه الثقة؟"

بادلته أمه الابتسامة غامزة بإحدى عينيها وهي تقول "عيب عليك وكيف لا أثق وأنت أسدي ،ألم ترى زوجتك ،لم تقبل مشاركتك مع غيرها حتى لليلة واحدة فهي أكثر من يعلم قدرك بهذه الأمور"

علت ضحكة أركان مقتربا من أمه وهو يحك شاربه الخفيف محدثها بصوته المبتهج "أرى أنكِ اخترتيها باحترافية كبيرة"

لمعت عيني أمه بفرحة انتصارها على زوجته سما وكسر أنفها المتكبر قائلة "جهز نفسك لحمل وريث عائلة اوزدمير الأول ،أنا أثق بك ،حتى اقول لك من الآن سيتم مرادنا بأول ليلة"

بالجهة الاخرى من المنزل الكبير وقفت سما في شرفة غرفتها وهي تحدث أبيها قائلة "أرأيت ما فعلته كنت أعلم أنها تحضر لي ما يفاجئني و يعصف بي، هذا ما خشيته واخبرتك به، لا أريد الاستقرار بمنزلها سأعود لكندا مرة أخرى ،أبي لا تطلب مني العيش وأنا اترقب بأي فخ سأقع وبأي مكيدة سأنتهي"

رد السيد هاشم أوغلو بنبرة استغرابه "أنا لا أعلم من أين تأتين بكل هذه المخاوف ،وأين سأكون أنا وهي توقعك وتنهيكِ ،أخبرتك من قبل عودتك مهمة لأجل تولي زوجك أعمال الشركة ولأجل أن تحفظي مكانك في المنزل ،وايضا لا يمكنكِ الاعتراض على أمر الزواج أنتِ مجبرة على خوض التجربة ،سيولد الطفل ويحمل كنية العائلة ،سيُكتب باسمك ماذا تريدين أكثر من ذلك ،أم سننتظر زواج سراج ليأتي هو بولي العهد الذي سيجمع كل شيء من حولنا''


اغمضت سما عينيها بحزن قائلة "أبي رجاءً لا تضغط عليٌ أكثر من ذلك يكفيني ما أنا به ،مشكلتي بالإنجاب ليست ذنبا عليٌ التكفير عنه وأيضا أنا لم اعترض على إجراء العملية دون زواج ،كما أنني متأكدة أنها لا تهتم بشرعية الطفل من عدمه جميعنا نعلم ما بداخلها من سوء ،لهذا لا تكن أنت أيضا وسيلة  يضغطون بها عليّ ،أنت من أجبرتني على الزواج منه والعيش معه بشرط السفر والابتعاد عن الجميع والآن وبعد ان لبيتُ كل أحلامك لا تنتظر مني أن أُكسر أمامها، لن أقبل أن يقضي زوجي دقائق مع غيري وان كلفني هذا تركي له ولمنزله والتخلي عن كنيتهم ،أنا جادة الأمر لك من بعد الآن"

اغلقت الهاتف دون أن تنتظر الرد من أبيها ناظرة بحزن وضربات قلب متسارعة لسيارة سراج وهي تدخل بوابة منزلهم الكبير ،أسرعت بهروبها للداخل واضعة يدها على قلبها متحدثة داخلها "كيف سأتحمل عبئ العيش وأنا أنتظر خروجه بوجهي في كل وقت وحين"

اغمضت عينيها لتتذكر وجهه المبتسم بوجهها وكلماته العذبة ،تألمت بذكريات حبهم الصامت ،حدثت نفسها بحسرة وضيق "لما فعلت هذا بي ياأبي لما أحرقتني واحرقت قلبي معي"

جلست على مقعد مرآتها وهي تنظر لنفسها بشرود متذكرة " يوم زيارة عائلة اوزدمير لمنزلهم وفرحتها الكبيرة بتحقيق حلمها بالارتباط من سراج الذي يبادلها مشاعر محبة صادقة ،لم تسعها الفرحة بيومها وبحماسها حملت صينية القهوة وخرجت لهم وهي مرتدية فستانها النيلي تبحث عنه بوجهها السعيد لتنصدم من عدم وجوده ،كادت أن تبكي وامها تشير لها نحو أركان وتقول "تقدمي يا عمري واعطي عريسك قهوته" صمتت أمام مفاجأتها وصدمتها ،كانت تنظر للجميع برغبة كبيرة في الصراخ والرفض ،أنهى أركان قهوته بفرح و وضع فنجان القهوة بالصينية ثم وضع بجانبه وردة حمراء أخرجها من جيب جاكيته الداخلي ،لم تجد حينها سوى الصمت وإكمال مراسم الخطبة ووضع الخواتم وعيونها تبحث عنه بين الضيوف حتى جاء لمسامعها خبر سفره للخارج ملبي حلمه في التطوير والنجاح ،وهنا تدمر حلمها وآمالها وهي مجبرة على إكمال الزواج من خطيبها المميز كما كان يصفه أباها.

تحركت سما لتقف بشموخ وقوة حدثت نفسها بها "لحسن الحظ أنه تم بهذا الشكل  ،أركان  من أحبني وتقدم للفوز بي ،لا داعي لهروبي مجددا ،أبي محق انه منزلي وقريبا سأصبح صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة به ،سأسحق هذه الساحرة الشريرة وانهي ذكراها من الوجود"

دخل أركان على زوجته الغرفة وهو يراقب حالتها، فتح أزرار أساور قميصه الذي أخرجه بعدها من رابطة حزام خصره فاتحا لباقي ازاره بصمت ،تحدثت سما من الخلف قائلة "أرى أنك أعجبت بأمر العروس من الآن"

أدار رأسه لينظر نحوها وهو يكمل ارتداء بيجامته السوداء اللامعة ،تحدثت من جديد رافعة أصبع السبابة بوجهه "أنا لم ولن أقبل بشيء كهذا ،أحذرك من الوقوف بصف أمك أمامي"

أمسك اصبعها وقبله قائلا بهيام "تقولين أنكِ لن تفرطي بي لغيرك"

ردت عليه بنبرة تذمرها "أركان أنا لا أمزح"

قبلها من وجنتها قائلا "وأنا لا أمزح أمام جمالك وسحرك الخاطف لقلبي"


 نظرت نازلي نحو ابنها سراج قائلة "لمن نحن مدينون بعودتك المبكرة"

ابتسم  وهو يرد عليها "مساء الخير يا أمي، كيف حالك؟"

جلس بجانبها وهو يرد عليها   "حتى أنني تأخرت بعودتي ،بالطبع ستنسي الجميع أمام عودة أركان"

ضحكت أمه بفرح قائلة "نعم الشكر لله وأخيرا اقتنع وعاد من منفاه"

بادلها سراج الضحك وقال "وكأنه كان بآخر العالم ،ألم يذهب لأجل مباشرة الأعمال بالخارج"

تحدثت أمه برضا "نعم ولكن شركتنا هنا بحاجة أكبر له لهذا كانت عودتة الكاملة مهمة ،فأنت تتذمر دائما على الأعمال الإدارية ولا تحبها من صغرك ،هل اقول لك وهي  لا تحبك ايضا"

ضحكا لتكمل الأم كلامها "روحي كم لك موهبة كبيرة قيمة تفيد وتصل بها للجميع وانت بمكان واحد ،وكأنك خلقت لتكون سراجا بسماء محبيك"


في غرفتها الصغيرة بجوف الليل سجدت حياة سجدة طويلة تناجي ربها أن يرفع عنها ما هي به وأن ينير دنياها من جديد ،علت أصوات عراك مخيف خارج منزلهم ،انتفضت خوفاً وفزعاً واضعة يديها على أذنيها متذكرة صوت أبيها وشجاره مع أمها واخويها ،أغمضت عينيها بشدة رغم عدم اختلاف النتيجة ففي كلتا الحالتين لم ترى أمامها سوى الظلام، اهتزت أكتافها وهي تتذكر وقوفها أمام أبيها لتتلقى بعض الضربات المبرحة عن جسد أمها الذي أنهكه التعنيف والإهانة اليومية حين يعود ليلاً غائبا عن الوعي بسبب مشروبه ويصبح كالمجنون فور دخوله المنزل ورؤيته لزوجته ،ارتجف جسدها  وهي تتذكر ارتطامها بجدران وأثاث منزلهم الفقير ،فعلتها لعدة مرات بل ولعدة شهور كانت كلما تلقت ضربة جديدة جاهدت و وقفت بصعوبة لتعود مدافعة عن أمها خوفا من أن تخسرها باحدى تلك الضربات لتطير من جديد فاقدة وعيها لوهلة متحسسة بيدها حولها لتجد نفسها مستلقية بجانب حلق الباب الذي لم تعد تراه صارخة بعدها بهلع شديد  لتقول "أنا لا أرى أمامي ،أمي أنا لا أبصر أمامي"

وعلى صوت خوفها ومناداتها على أمها دخلت حمدية الغرفة وهي تبرك بجناحيها عليها لتحتضنها وتهدئ منها "لا تخافي أنتِ معي ،أنهم يتعاركون بالخارج فقط  ،لن يستطيعوا الوصول إلينا ،لا تخافي لن يستطع أحد أذيتك وانتِ معي" 

هدأت حياة شيئاً فشيئا مع هدوء الأصوات وابتعادها عن اذانها.


حزنت الأم على حالة ابنتها الوحيدة متذكرة هي أيضا وضع زوجها السكير واظلامه لحياتهم بكل ليلة حتى أختفى بأحد الليالي ولم يروه مجددا.

تحركت وهي ممسكة بأبنتها لتقف بها وترشدها لفراشها الذي حفظت مكانه، رفعت الأم الغطاء لتجلس إبنتها التي استلقت مسلمة أمرها للنوم المبكر رافعة عليها الغطاء وهي تميل لتقبلها من جبهتها قائلة بصوت حزين "ان الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ،لن يضيعك الله يا بنيتي ،سيكرمك ،ويعوضك ،لا تحزني سيعود النور لعينيكِ ،ستشفين من كل جروحك و اسقامك"

خرجت الأم من الغرفة مغلقة الباب خلفها متوجهة لمقعد متهالك  لتجلس عليه وهي حزينة متثاقلة بحملها والقرار الذي اتخذته لإنقاذ عائلتها الصغيرة من الفقر والشتات قائلة لنفسها "لا تحزني ،سيكرمنا الله ،أعلم أنه ليس بأمر سهل عليكِ ،ولكني بجانبك وسأظل بجانبك حتى آخر يوم بحياتي لن أترككِ لتعيشي بظلامك ومرضك كثيراً ،ليس بيدنا شيء لنفعله ،نحن مجبرين لا مخيرين ،لأجل شباب أخيكِ وعودة صادق"

نظرت الأم لأرجاء المنزل المتهالك الفقير وهي تقول بحزن "لنعيش حياة آدمية كباقي خلق الله"

لم تفكر الأم بابنتها وكم الظلم الذي ستلقيه عليها لأجل أحلامها وأمنياتها دون رحمة بقلب من خاطرت بروحها فداءها ،استمرت بخطواتها وعينيها متعلقة بيوم خروجها من هذا الحي الفقير لتبدأ حياة منعمة كالتي تعيشها نازلي وما شابهها ،لم تفكر الأم للحظة أن الظلم الذي ستغرق وحيدتها به أشد من فقرهم بل وأشد من حد السيف على الرقاب، كالسم الذي يجري بالعروق ليُفتِكَ بصاحبه ويجعله يتجرع مرارته و يتغرغر بقهره حتى يُنغزُ القلب بصداه ،ولهذا حذر الله من ظلم البشر و وضع عقاب وقصاص كبير لمن يظلم في الدنيا والآخرة ،ورغم ذلك العقاب المخيف إلا أننا نجد بعض الناس تتجرد من معاني الإنسانية وهم ينظرون للحياة بنظرة معاكسة مبنية على المصالح الشخصية والأحقاد النفسية ليأخذوا ما لا يحق لهم ،كي يصلوا لغايتهم وهدفهم على أدراج أعناق من يحبونه ،غضوا البصر عن قوله سبحانه وتعالى في حديثه القدسي "يا عبادي إني حَرمتُ الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا"، وعن قول رسولنا الكريم "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة"

حذرنا الله ورسوله من الظلم لأن عاقبته وخيمة كما أنه ينزع البركة ويقلل الخير ويصيب بالأمراض والأوجاع والآفات لصاحبه فإياكم والظلم حتى وإن كان غير متعمد ،ولا يصدر إلا من النفوس اللئيمة السيئة فمن أراد التعفف خشي ظلم الناس ،أدعوا الله أن لا تكونوا من الظالمين فربما نظلم ونحن لا ندري ونعلم أن ما نفعله ونقوله ظلم كبير على أحبتنا.

أبشعُ ما يمر به الإنسان أن يُظلم بأيدي من أحبهم و وثق بهم ،فالظلم وحده أهون على النفس من أن يجتمع مع الخذلان نتجرعه من كأس مكسور حوافه تُقطع شرايين فؤادنا ،ليخاصم نومنا  رغم السحب الملغمة بالأمطار الحزينة داخلها، فقدت العينين قدرتها على البكاء حين تولى القلب مهام قنواتها الدمعية رفقا وشفقة عليها.

مرت عدة شهور تأخر بها إتمام الاتفاقية لرفض سما ما تحاول نازلي و زوجها إقناعها به حين قال لها "أرغب بطفل سليم معافى بطريقة طبيعية دون اللجوء الى عمليات وكأني استأجر رحمًا "  ،تعنتت سما برفضها ليرضخ أركان في نهاية المطاف ملبياً لمطلبها بشرط أن تتقبل الطفل بعد ولادته وان تضعه موضع طفلها الحقيقي ليكون لهما سندا بحياتهما ،صمتت سما وهي تفكر بطلبه فمع كثرة مشاجراتها السابقة واصراره على اتمام زواجه من تلك الفتاة جعلتها ترفض الفكرة بشكل كامل قائلة لهم "لن أقبل أن أكون أمًا لطفل غريب".

انتظر أركان رد سما الذي أتاه بالايجاب المغلف بالخوف مما ينتظرها، ليتم ترتيب نازلي للوضع مع عائلة حياة والاتفاق على اليوم المنتظر محتفظة بقرار ابنها الجديد لنفسها متأملة في اقناعه باتمام الزواج من حياة دون أن يخبر  زوجته الرسمية بما سيحدث حتى أنها رتبت رحلة لكندا ظاهرها عمل طارئ وباطنها ان يطير العروسين الى هناك بعد مباركة الشيخ زواجهم الغير رسمي،بهذا  اليوم الموعود استقبلت حياة يومها بفرحة كبيرة طرقت قلبها الصغير لتنير فؤادها المظلم مستبشرة ببداية الخيرات واستجابة الدعوات، قامت من فراشها وهي تستمع لصوت فرحة أمها بخروج أخيها مصطفى من السجن ،وقفت وهي تمد يدها للأمام تتحسس خطواتها حتى تصل لجدارها المجاور للفراش أخذت عصاها التي تتكئ عليها وترشدها لطريقها دون سقوط أو تعثر لابد من حدوثه رغم حيطتها.

خرجت من الغرفة بوجهها الفرح وصوتها الحنون تنادي على أخيها بدموع فرحتها "مصطفى"

اقترب أخاها  منها واحتضنها بفرح كبير وهو يستنشق هواء الحرية ،اتصلت الأم بابنها صادق وهي تقول "انظر لعدل السماء لقد خرج أخاك من محبسه الشكر لله، الشكر لله"

سألها صادق بفرحة واستغراب كبير "كيف حدث هذا وماذا عن الحكم؟٠

ردت أمه وقالت "سقط الحكم بظهور الجاني الحقيقي ،اقول لك تم إخلاء سبيله وهو بيننا الآن"

اقترب مصطفى ليأخذ الهاتف من أمه متحدثا مع أخيه بفرحة كبيرة ،اطمئن صادق وقال لأمه وأخيه "من الجيد خروجك ،أتيت بالوقت الصحيح، كنت أتآكل ببعدي عنهم وعدم استطاعتي الوقوف مع امي وحياة بيوم كهذا"

حدثه مصطفى وقال "لا تقلق الأمر عندي من بعد الآن ،الشاب جيد أتاني وأنا في السجن ولمست معدنه الطيب ،كما انه يمتلك قلب كبير كقلب اختنا"

فرحت حياة بما تسمعه دون أن ترى وجه أمها الحزين على فرحتها هذه.

مرت ساعات الصباح الأولى  بسعادة حياة الكبيرة ومظاهر الفرح الذي رسمه مصطفى على المنزل حين زينه بالانوار التي نشرت بكل أرجاء المنزل وعلى نوافذه الخارجية.

دخلت الأم على ابنتها الغرفة لتبلغها باتفاق أخيها مصطفى مع عريسها أن يباركا الخطبة بعقد قرآن لدى شيخ مبارك سيأتي إليهم ليبارك ليلتهم ،ومن ثم يتزوجان  عبر دائرة العدل بآخر الشهر المقبل ،قلقت حياة وخافت مما سمعته فهي لم تتعرف عليه ولم تجلس معه حتى ،تحدث مصطفى من الجوار وهو يقول بقوة "ألا تثقين بنا ،نحن جلسنا وسمعنا الرجل سيأخذك زوجة ثانية على زوجته كي ينجب أطفال منكِ ،الأمر لا يستدعي تدللكِ"

بكت حياة من صدمتها قائلة "كيف متزوج أنا لم أعلم بهذا ،أم أنه كبير في السن"

نفت أمها كبر سنه قائلة لها "تتزوجان الليلة وتذهبين معه لمنزله لتعيشا سوياً لمدة شهر ،ادعو الله ان يكون لكِ حظ من نسله حتى يحظى أبنائك بثروته وثرائه"

حذر مصطفى أمه مما يسقط به لسانها ،رفضت حياة أن تتزوج من ذلك الرجل المختلف تماما عن الشاب الذي حدثوها عنه قائلة لأمها "وكيف سأتزوج وأذهب معه دون أوراق رسمية ،وأيضا وهو متزوج من غيري ،كيف وأنا انتظر الخطبة لاتحدث معه وفهم طبيعة شخصيته وكيفية تفاهمنا و تحاورنا مع بعضنا البعض ،حتى أنني حلمت بمساعدته لي في إجراء العملية قبل الزواج"

رد مصطفى بكلماته القاسية "ماذا تظنين نفسك ،ألم يكفيكِ قبوله بكِ وانتِ بهذه الحالة من أين أتيتِ بثقة نجاح عمليتك ،أم أنك كنتِ تنتظرين شابا ثريا يتقبل وضعك ويأخذك على حصانه الأبيض ليطير بكِ في عالم الخرافات"

بكت حياة لتأخذها أمها في حضنها وهي تحنو عليها غاضبة بعيونها على ابنها وأمرته أن يكف عن الكلام ويخرج من الغرفة.

توسلت حياة لأمها كي ترفض هذا الزواج فهي غير مستعدة له وأيضا كيف ستتزوج بهذه الطريقة ،صدمتها أمها بقولها "كما أخبرتك سابقا الرجل معدنه أصيل وذو جاه ومال كثير"

اخفضت الأم صوتها وكأنها تحذر أن يسمعها أحد وكأن مصطفى ليس معهم بالغرفة قائلة "لا تحزني من اخيكِ وضعي نفسك بمكانه ،هذا الرجل من دفع دينه وجعل الناس يتنازلون عن دعوتهم القضائية وهو أيضا من أتى بأكبر محامين لإخراج اخيكِ من سجنه ،وأيضا.."

صمتت الأم الكاذبة المضللة لتسألها حياة بصوت بكائها "وأيضا ماذا؟"

أكملت الام "لا يمكنك الرفض فإما أن تتزوجا وإما أن يعود اخاكِ للحجز مرة أخرى"

بكت حياة وأظلم قلبها بظلام عينيها مستسلمة للأمر الواقع الذي فرض عليها وخاصة بعد أن دخل مصطفى غرفتها ليهددها بتعنيفها وإحراق روحها وحياتها إن لم توافق على زواجها، بكت بكثرة ليعدها بإجراء العملية لها كي يعود لها بصرها ،كما وعدها بأن ينصلح حاله ويفتح بالأموال التي سيأخذها مصنع كبير للأحذية ليعود صادق ويعملوا جميعا معا حتى يتحسن وضعهم المادي ،ردت حياة بدموعها المتساقطة كشلالات النهر "كيف سأتزوج برجل كبير ،ومتزوج قبلي ،كيف سأتعامل واتفاهم معه"

حدثها بكذبه ليقول "وعدنا الرجل أن تكوني معززة مكرمة، يخدمكِ الجميع وانتِ تنعمين بخيره تأكلين افضل أكل وتشربين أفضل شرب وتلبسين الحرير المنعم ،تربين أولادك وتكبيرهم بكنف أباهم"   

ردت حياة وقالت "لا أريد كل هذا ،أنا أرغب بإكمال تعليمي وتحقيق حلمي بأن يكون لي عملي الخاص"

وبغضب قوي امسكها أخاها من شعرها المتكور خلف رأسها قائلا "لا تجعليني أفقد صوابي ،وكأنكِ لستِ بعمياء وصاحبة وزن كالدرفيل الأزرق''.

بكت من جديد وهي تقول "سأقوم بإجراء العملية واتعالج من الهرمونات المضطربة جميع الأطباء أخبرونا أنه أمر عارض وسأعود لحياتي ،أخي لا تلقي بي للنار دون رحمة فكر بي"

شدد من قبضة يده على شعرها "بل أنتِ فكري بنا وبالخير الذي سيعم علينا وعليكِ ،سنتزوج ،سيصبح لدينا املاك ، ستضحك الدنيا بوجهنا، لن أسمح لكِ بتضييع هذه الفرصة الذهبية من يدينا"


ردت عليه بقوة ضعفها وقلة حيلتها "هل ستبيعني لأجل المال!" 

صفعها على وجهها بقوة جعلتها تتأوه ألما فوق ألمها ،صرخت الام باسم ابنتها محتضنة لها وهي تتألم على حالتها ،انتظرت خروج مصطفى من الغرفة بعد اصداره لفرمان الزواج عشية الليلة ،وخرجت من خلفه لتسحبه وتدخله غرفتها مغلقة الباب عليهم ،استدار مصطفى ليبرر لأمه فعلته ليجد يد أمه تسقط على وجهه لتصفعه  وتنهره على ما فعله بأخته وذكره لتفاصيل ليس لها اهمية ، ليسلب عقلها بنبرة صوته التي يعرف جيدا تأثيرها على قلبها الضعيف المحب له شارحا لها نيته الطيبة فهو لا يريد لقلب أخته أن يتعلق ويحزن على شاب جيد فلتعلم أنه ليس كما تحلم لأجل أن لا تحزن بعد انفصالهم، واسترسل بشرحه للخيرات التي ستتنعم بها حياة قبل الجميع فسوف يقومون بعلاجها وإجراء العملية كما وعد أمه أن يدخلها الجامعة التي كان يعترض عليها سابقاً.

صمتت الأم بعد ان أخذت عهداً منه أن يعالج أخته ويسمح لها بإكمال تعليمها في الجامعة لتصبح معلمة كما تحلم وتتمنى.


مرت عدة ساعات كانت الأم تنزف ألما على ابنتها وما ينتظرها بالمجهول فهي بدم بارد في سبيل الأموال والحفاظ على ولدها الذي سمته سندها وظهرها بالحياة باعت ابنتها بأبخس الأثمان .


وقبل موعد عقد القران اتصلت نازلي هانم بهم لتخبرهم بالأوامر والقرارات الاخيرة قائلة "سيكون الزواج شكلي دون أن يجتمعا، سيتم اعطائها دواء يجعلها تتألم من تقلصات بطنها المفاجأة ستجبروها على التحمل ، سيأتي  الشيخ ليعقد زواجهم وبعدها سيجري كل شيء كما خطط له فسيارة الاسعاف والمشفى وغرفة العمليات جميعهم ينتظرون رهن اشارتنا لبدأ عملهم"

اتسعت عين الأم من المفاجأة لينصدم مصطفى هو أيضا مما سمعه لم تترك نازلي لهم الخيار فالسجن والضياع بانتظارهم إن تراجعوا.

تزينت الشابة بفستان أخبروها أنه أبيض اللون وجلست تنتظر قدوم الشيخ الذي سيعقد نهاية حلمها وأملها أن يكون لها حظا من اسمها 

بدأ بطنها يؤلمها شيئا فشيئا حتى زاد عليها ،أخبرتها أمها إنه من التوتر صبرت على الألم الذي أصبح يقطع داخلها دون الانتباه لمن حولها تستمع للشيخ وهو يسألها عن قبولها الزواج من عدمه وتسمع أخاها يعطي للجميع حجج لحالة وجهها المتألم ،اجابتهم بنعم أوافق وهي بعقر بئرها المظلم تتلوى من ألامها الروحية قبل الجسدية ،ازدادت الامها أكثر لدرجة لم تجعلها تستمع لباقي أجواء عقد القران ولا لصوت زوجها الذي تعمد أن يكون منخفضا حتى تم الزواج بل حتى سقطت بعده مغشيا عليها ليتم نقلها للمشفى الخاص عن طريق سيارة إسعاف كانت تنتظر رهن الإشارة، وجدت حياة نفسها مجبرة دخول عملية لإزالة الزائدة قبل انفجارها ،خرجت حياة من العملية بآلام أسفل بطنها دون جرح أو آثار للعملية ،حدثتها الام بكلام الطبيب الذي قرر بآخر وقت وبعد إعطائها البنج الكامل ان الأمر لايستوجب إجراء العملية.

 مرت عدة أيام سألت حياة فيهم عن زوجها وماذا حدث معه وإن كان أتى معهم للمشفى أم لا ،اجابها مصطفى بهذا الوقت أنه حزن ورفض اجراءها العملية  ولكنه وقف أمامه و وافق على دخولها للعملية لأجل مصلحتها ،وهنا تركهم ولم يأتي او يتصل من بعدها ،اخذت حياة كلام أخيها شاهدا على تخوفها وما كانت تخبرهم عنه قبل أن يجبروها على هذا ،ردت أمها وقالت بجدية وحزم "أنتِ محقة لا يمكنني أن اعطيكِ لرجل كهذا لا يخاف عليكِ و وقف ضد سلامتك"

غيرت حمدية نبرة صوتها لتصبح باندهاش مكملة "الإنسان يقلق يخاف ولكنه لوح ثلج لم يتأثر وبالاخير رفض العملية"

ردت حياة وهي شاردة بتخيلاتها قائلة "ولكني أشعر وكأني قمت بعملية ، الممرضتان كانتا  يتحدثان بجانبي عن شيء كهذا لم أفهم قصدهم ،حتى الطبيب حدثهم أن يطمئنوا علي ولا يحركوني بأول يومين"

نفت أمها سريعا ما تقوله ابنتها التي سألتها ان كان غير ذلك فلماذا تجبروني على عدم الحركة وأخذ أدوية كثيرة بأوقات مختلفة، ارتبكت الأم ناظرة لابنها الذي تحدث قائلا "لأجل عدم تكرار ما حدث مرة أخرى، تمام لم تجرى العملية ولكن عليكِ أن تعالجي السبب الذي ادى لتضخم الزائدة والمها الموجع يومها"

صدقت حياة عائلتها ورضخت لهم وهي سعيدة باهتمامهم الكبير بها

وبعد مرور شهر على حادثة نقل حياة للمشفى عاد صادق من سفره ليستقر مع عائلته بعد أن تم تسريحه من عمله ،ليكون له نصيب من المفاجأة والصدمة التي حلت على رأس عائلتهم حين استمر وزاد تعب حياة مما جعله يشفق عليها ويذهب ليحضر طبيبا للمنزل اياً كان الثمن ،ليعود مصطفى وأمه من الخارج منصدمين بوجود الطبيب وتحدثه معهم معلنا حمل حياة وأنه السبب في تألمها وما تشعر به.

اتسعت عيني صادق وهو ينظر لاخته المصدومة الذي رفضت تصديق ما يقال مُصرة أنها بكر ولم يمسسها بشر قط.

يتبع ..

 ‎إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا.


انها غيوم الحياة الفصل الأول
Wisso

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  • غير معرف2 ديسمبر 2024 في 1:20 ص

    تسلم ايدك حبيبتي

    حذف التعليق
    • Rim kalfaoui photo
      Rim kalfaoui3 ديسمبر 2024 في 2:01 م

      وبدأنا في رواية جديدة للأسف هذه القصة مؤلمة ومؤثرة بشكل لا يوصف طلم الاهل واستدراج ابنتهم الكفيفة لعمل عملية رخيصة لأجل المال بكل حقد هم وأهل أركان المتعجرفين والذين قلوبهم سلبت منها الرحمة خاصة امها واخوها مصطفي ما عندهم انسانية ورفق بابنتها ولا هو باخته الكفيفة مسكينة حياه كانت عماء عيونها جرء ضرب والدها وهي تدافع عن امها نعم امها الظالمة والتي أحبت المال عن معاتات حياة للأسف في هذه الروايه أجد نفسي منصدمه من قلب العيلة الرخيصه لجني المال ومن عيلة الرخم أركان وأمه الشريرة

      حذف التعليق
      google-playkhamsatmostaqltradent