recent
جديدنا

احكي يا شهرزاد الفصل السابع والثلاثون

 احكي يا شهرزاد

بقلم أمل محمد الكاشف


لا زالت الأيام المباركة تتوالى بالخيرات، ليلة تسلم مقاليد البركة لليلة التي تواليها ليقرب الشهر على الانتهاء.


 و بأحد هذه الليالي الأخيرة اتصل البدري بعد رجوعه من العمل بتوتة ليطمئن عليها اجابه باهي بعد أن تبادلوا السلام  قائلا:

 " أمي نائمة الآن". 


رد البدري بوجهه الباسم:

 " تمام سأتصل بها بوقت لاحق لا تزعجوها  واتركوها لتنام جيدًا، من الواضح أنكما ارهقتموها اليوم بشكل زائد".  


تحدث باهي مدافعًا عن نفسه:

  "  ليس لنا ذنب سقطت وحدها قبل الفطار، طلب منها جدي قطع صيامها ولكنها رفضت".



استقام البدري بجلسته مذعورًا:

 " بسم الله الرحمن الرحيم كيف سقطت هل فقدت وعيها".



تحدث باهي بوجهه الصغير:

 " لا لم تفقد وعيها دار رأسها وسقطت هكذا قالت لجدتي". 


لم يفهم البدري من الطفل وضع امه أغلق معه واتصل على البغدادي ليطمئن منه.


طال رد البغدادي عليه حين انتظر خروجه من المسجد، عاود الاتصال به قائلا:

 " اعتذر يا ابني تأخرت في المسجد اليوم، طمني عليك هل أنت بخير".


_ " تقبل الله منك صالح الأعمال. كنت أظن أنك بالمنزل ولم تسمع الهاتف لهذا كررت الاتصال أكثر من مرة لا تؤاخذني، عندما أخبرني باهي بمرض أمه قلقت واردت أن اطمئن منك عليها ما بها؟، لماذا سقطت فجأة؟". 


رد البغدادي برضا:

 "الحمدلله على كل شيء، لا يوجد ما يخيف لا تقلق، بالأصل كانت مجهدة منذ عدة أيام رأسها تدور وجسدها يرتجف بعد الفطور، ذهبت للطبيب طلب منها فحوصات وبعدها تبين أن لديها نقص كبير في نسبة الحديد بالدم، ماذا افعل أقول لها كلي طعامك انهي لحمتك لا يمكنك الصيام بهذا الشكل وهي تتهرب وتتحجج انها ستعود بعد صلاة التراويح لتكمل، ولكنها لا تعود ولا شيء حتى السحور بآخر أيام كنا نطعمها الزبادي بالغصب".


حزن البدري متسائلا:

 " هل حدث كل هذا وليس لدي علم؟، اتصل كل يوم لأطمئن وتجيب هي بخير وجميعنا جيدون". 


اجابه بغدادي بنبرة حزنه:

"وهل جديد عليها!، تفعل هذا معنا أيضا، توته هادئة وطيبة القلب ولا تحب أن تخيف احد او تحزنه عليها، تخبئ تعبها وحزنها عن الجميع  كي لا تحملنا همها". 


تحدث البدري بضيق:

" لولا ان لدي أعمال وحسابات مهمة عليّ أن أنهيها قبل نهاية رمضان كنت أتيت إليكم". 


_" لا داعي لقدومك يا بني أنا سأتولى الأمر من بعد الآن، فإن أردت صيام آخر أيام بالشهر الفضيل فعليها أن تأكل بشكل جيد جدا". 


رد البدري قائلا بحزم:

 " لا يمكنها الصيام بهذه الحالة. فلتفطر لم يتبقى سوى اربع أيام لتفطر وتعوضهم بأيام أخرى الله سبحانه وتعالى أعطاها رخصة بهذا". 


ابتسم بغدادي بجوابه عليه:

 " أنت لا تعلم مع من وقعت لقد أكرمني الله بإثنتان عقلهما أصلب من الحديد الصلب، أن قالوا لا. لن يستطيع أحد تغيير قولهم وخاصة بأمور كهذه، ولكن كما قلت لك لا تقلق اقتربت من المنزل سأطعمها بيدي حتى تنهي طعامها كله".


انهى البغدادي المكالمة الهاتفية وهو يطمئن البدري ويؤكد على عدم ضرورة سفره وقدومه.



لم يطمئن قلبه ظل عقله مشغول بها حتى عاد ليتصل بوالدها بعد أقل من ساعة متسائلا:

"هل استيقظت من نومها".



 _" لا والله يا ابني رفضت أمك أمال أن اوقظها وقالت اتركوها تأخذ كفايتها من النوم". 


رد البدري بجدية:

" تواصلت مع صديق لي يعمل طبيبًا  في معمل للتحاليل الطبية وأشار عليّ ان نركب لها محلول مغذي ونضيف إليه بعض المقويات لقد كتبها لي سأرسلها لك كي تشتريها من الصيدلية وتطلب منهم أن يأتوا معك للمنزل كي يوصله بالوريد"  


وافق بغدادي على الفكرة قائلا:

 " هذا أفضل حل ارسل لي المطلوب لأنزل واشتريه على الفور". 


 رفضت أمال ما قرروه خائفة على ابنتها من أي خطأ مهني، قائلة:

 " إما أن تذهب للمشفى لتركبه هناك أم لا تركبه نهائي".

 


عادت شهرزاد مع شريف بسرعة قلقها على اختها، اعطى شريف أمال الحق فيما قالته  وأصر على اصطحاب توته للمسشفى وخاصة انها لا زالت غير قادرة على صلب رأسها وجلوسها المستقيم.


ليتم تركيب محلول مغذي لفاطمة فور ذهابهم لوجود نسب الضغط منخفضة بشكل كبير.


 تحدث شريف بصوت منخفض  وهو ينظر لشهرزاد:

 " اعوذ بالله أصبحت أكره الذهاب للمستشفيات، لا استطيع نسيان وضع مرضك و تألمك، ولكن الحق يقال جميعهم أهون من يوم اذرف الدم من انفك أعوذ بالله اللهم لا تعدها أيام".


ابتسمت شهرزاد بحزن قائلة:

 " نعم وانا تذكرت تلك الأيام بمجرد دخولي المشفى، كم حزنت وبكيت وتحملت".


رد قائلا:

 " ضاق صدري الآن دعينا نغير الحديث وندعو الله أن يهبنا الصحة والعافية ما دمنا أحياء نرزق".


أمنت على دعائه وهي تنظر نحو أختها التي كانت نائمة على الفراش الطبي بعيدا عنهم، فلم يسمح حجم الغرفة وما بداخلها من مرضى لدخولهم.



اكتفوا بالوقوف أمام الباب ينظرون نحوها منتظرين انتهاء المحلول المدعم بالفيتامينات.


حزن البدري أكثر حين علم بذهابهم للمشفى متمنيًا لو كان معهم وبجانبها، لم تتح الفرصة له أن يحدثها عند عودتها للنوم من جديد لتعتذر شهرزاد له قائلة:

 " حقًا انها بخير لا تقلق نامت فور عودتنا لترتاح فقط ومن المحتمل عدم صيامها إن استطعنا طبعا". 


هز البدري رأسه قائلا:

 " جميعكم يخيفني، هل يقال للعريس عقاب وتعذيب ولم يقدر عليها أحد". 


ضحكت شهرزاد بجوابها:

 " الصراحة راحة أنت تعلم أننا برمضان و الكذب حرام". 


ابتسم البدري وهو يستمع لأمال:

 " تفضل يا حبيبي اعلم أنك تحبها، سبحان الله تمنيت أن تكون معنا وتأكل منها وجاء النصيب صحة وعافية على قلبك يا بني".


امتلأ قلبه بالغيرة قائلا:

 " جاع داخلي عند سماعي حديث الخالة أمال عن طعامها الشهي". 


ردت شهرزاد لتزيد غيرته:

 " سبحان مُألف القلوب وكأنه هو ولدها ولسنا نحن لو الأمر بيدها لقطعت من نصيبنا لتعطيه". 


ابتلع البدري ريقه قائلا:

 " أتساءل ما كان ينتظره اليوم من نصيب؟". 


تحدثت شهرزاد قائلة:

 " أقول لنفسي لا تخبريه كي لا تتعشم وخاصة ان شريف قرب أن ينهيه دون أن يرف له جفن ولا حتى يفكر بخطيبته هل هي جائعة أم لا".


سعل شريف وهو يضحك ساحبًا منها الهاتف ليتحدث مع البدري قائلا:

" هل اتفقتم عليّ ما بكم؟، هل تغارون مني لهذه الدرجة؟".


ضحك البدري بصوت عالي قائلا:

 " لا غيرة ماذا!، صحة لك تغذى جيدًا كي لا تخيب أملنا بك، أنت تعلم اقتراب العيد والزواج يحتاج لصحة وعافية". 


ابتسم وجه شريف وهو ينظر لعروسته مجيبًا:

 " لا تخاف عليّ أمي أمال تهتم بي جيدًا حتى اقول لك ضاع عليك طاجن ورق عنب بالكوارع و ملوخية باللحمة البلدي لم  ولن تأكل مثلها بأي مكان آخر". 


اقتربت شهرزاد وسحبت الطاجن من أمامه ممسكة بأصابع ورق عنب قائلة:

 " والله معك حق الرائحة وحدها تكفي لإشباعي".


أخذت قطعة من الخبز و وضعتها في الملوخية ثم بفمها متلذذة بطعمها داعية أن يديم الله أمها عليهم.


ابتلع البدري ريقه قائلا:

 " استهدوا بالله بالراحة عليّ، اقسم انه اقترب عزمي على السفر إليكم كي أأكل مما تأكلون". 


نظر شريف لأمال متسائلا:

 " هل ستحضرين له مثله أن أتى!". 


أخذت أمال الهاتف من شريف لتتحدث للبدري كي تعطيه وعد انها ستكرره له عند مجيئه لهم الأسبوع القادم. 


تحدث البدري بجدية ليوصيها على توته وسحورها حتى أنه حثها على إقناعها بعدم الصيام لترد أمها عليه:

 " والله حتى بأحلامي لم أتوقع حدوث هذا". 


اجابها البدري مازحا:

 " وكأن عليّ ان اهرب قبل وقوع الفأس بالرأس". 


ضحك الجميع على ما قاله، لتمر ساعات الليل بعدها مشرقة شمس يوم جديد استيقظت توته بوضع أفضل من يوم أمس.


لم تتوقع ان يتصل بها بهذا الوقت المبكر، حدثته بصوتها الهادئ المنخفض خوفًا ان توقظ أحد حولها.


_"وأخيرا سمعنا صوتك، كيف حالك هل اصبحتي بخير؟ ، قلقت عليكِ، هل تناولتي سحورك بشكل جيد؟، أم أنكِ لم تصومي؟، وكيف لا تصومي والجميع أجمع أمس على عدم استطاعته السيطرة عليكِ وفرض ما لم ترتضي به؟".


ظل يتحدث بسرعة ولهفة حتى انتبه على صمتها، ليعتذر منها بسعادته:

" أطلت اسالتي دون ان انتظر جوابك، ما عساني أفعل قلقت عليكِ".


ردت عليه بامتنان ورضا:

"شكرا لك، أخبروني عن قلقك واهتمامك، اعتذر عن كل ذلك ولكنني بخير، حتى تناولت سحوري بشكل كافي كما وعدوك".


ابتسم وجهه قائلا:

"من الواضح أنني كنت ضيف خفيف الظل على مائدة سحوركم الليلة، ولكني وحدي هذه المرة فأنا لا أظن شريف….


قاطعته بضحكة جميلة هادئة، تحدثت بها بتلقائية:

"لا لم يكن موجود كان الحديث عنك فقط وعن وعد أمي بتحضير طاجن ورق العنب وملوخية لك فور مجيئك".


فرح من حديثها متسائلا بصوت حنون:

" هل حقًا اصبحتي بخير؟".


_" نعم لا تقلق، حتى تبقى القليل لأيقظ شهرزاد كي نخرج لشراء باقي المستلزمات".


رفض طالبًا منها ان تبقى اليوم بالمنزل لأجل صحتها راجيًا إياها ان تستمع لحديثه وان لا ترده بأول طلب له فهو علم كم هي عنيدة ورغم ذلك أراد أن يختبر حظه معها.


كان ينتظر مراجعتها له برفضها او عنادها بحجة انها أصبحت بخير أو ضرورة ما سيذهبون إليه، ولكنه وجدها تجيب عليه:

"معك حق سأبقى اليوم بالمنزل وتذهب شهرزاد مع أمي لينهوا ما تبقى، أخشى أن يعود تعبي ولم أكمل صيام ما تبقى من رمضان، فليرضى الله عنا أهم من أي شيء آخر".



خرجت فرحته على هيئة دعاء كبير:

"بارك الله لكِ في عقلك وصحتك وكل ما تملكيه، وحفظك لنا جميعا".



_" اللهم امين يارب العالمين ولك بالمثل واكثر".



رد عليها برضا كبير:

"سأغلق الأن كي لا تملين منا وتتهربين من الرد علينا على أن أعود لاتصل بكِ مرة أخرى".


ردت باحترام كبير:

"العفو منك حضرتك تقدر تتصل بأي وقت".


أراد ان يطلب منها الكف عن قول حضرتك ولكنه لم يستطيع حتى شعر أنها ستكون زائدة

عن الحد، شكرها مغلق بعدها الهاتف قائلا لنفسه:

"دعنا نسير بخطوات ثابتة كي لا نشبه الأخر".



توالت الاتصالات وازداد الاهتمام من جهة البدري لتمضي عدة أيام أعلنت بعدها دار الإفتاء أن غدًا الموافق الأول من شوال.


ابتهج باهي وهادي فرحًا بقدوم العيد وقرب انتقالهم للعيش مع عمهم وأولاده، اتصل شريف بخطيبته التي أسرت قلبه وعقله:

 " الحمدلله الذي أتم عليّ نعمة عقلي حتى أديت فرضي ولكن لا تضغطي ولا تثقي بأن اتحكم بعقلي اكثر من هذا".


صمتت شهرزاد بخجل، أكمل شريف:

"  غدا سيكون أجمل أيام عمري لا أستطيع ان أصف لكِ ما اشعر به وكأني بعالم غير العالم، انظر للساعة منتظرًا مرورها بسرعة حتى استمع للمأذون وهو يقول بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير". 


وبينما هما يضحكان كانت توته مستلقية على فراشها كي ترتاح قليلا بعد أخذ والدها أبنائها ليشتري لهم حلويات وبلالين ملونة  وهم يستمتعون بأجواء الاحتفال وفرحة العيد بشوارع مصر المحروسة.


رن هاتفها لينير شاشته الظلام من حولها تحركت جالسة على الفراش لترد عليه بصوتها الذي غلبه نومه:

  " السلام عليكم".


ابتسم وجهه قائلا:

 " لا زال الوقت مبكر للنوم، كنت اعلم ان العادة بعد إعلان المفتي قدوم العيد يستنفر النساء بالمتاجر لشراء الحلوى وباقي طلبات العيد  والبعض الآخر يسرع بترتيبات المنزل وتنظيفه،  آخر شيء كنت اتوقعه وجودك نائمة". 



استندت بظهرها على وسادتها قائلة:

 " أنت محق ولكن أمي رفعت سجاد المنزل بجانب أغراض شهرزاد التي لا زالت في كل مكان، كما تعلم لأجل زفافها وكتب كتابها غدًا".


قاطعها قبل أن تكمل، قائلا:

 " رغم إنني سعيد لهما وخاصة إعجابي الكبير من الغائها لحفل الحناء والتمطيط بين الزفاف وعقد القران إلا كان عليكِ ان تتحدثي بصفة المثنى وكأنهم فقط من سيكتبون الكتاب ويتزوجوا". 


اغمضت عينيها محاولة رسم البسمة على شفتيها مجيبة عليه:

"  نعم أنت محق ولكن فرحتي بزواجها لا تقدر بثمن، أتمنى من الله أن يكتب لهما السعادة دوما".


_" آمين آمين ولنا أيضا ان شاءالله، اتصلت لأخبرك أننا سنخرج للطريق بعد ساعة على الأكثر أخي سيد ومحسن سيخرجون معي اما عمي وأولاده اخبرونا انهم سيرتبون أمورهم على أن يصلون على الموعد في النادي مباشرة".


ردت عليه قائلة:

" لا داعي لإجهادهم الطريق طويل ونحن في العيد يكفي أن تأتي أنت والأولاد". 


قاطعها من جديد:

 " الأصول أصول يا بنت الحلال. حتى انه ناقص، إن كان هنا بالبلد لكان مزدحمًا أضعافًا مضاعفة، الاهل لبعضهم في الفرح والحزن".


_" أن أردت فلنؤجله إلى ما بعد فرح شهرزاد كي تستمتعوا بالعيد ومن ثم… 


أجابها مسرعا برده:

 " أقول لكِ سنتحرك بعد ساعة وأنتِ تقولين نؤجله؟، أم إنكِ لم تشتري فستانك حتى الآن". 


خجلت منه قائلة على استحياء:

 " وهل ستتركني أمي دون ان اشتريه، ولكني بصراحة لا أريد ارتدائه سأكتفي بفستاني السابق ذلك الذي ارتديته لمرة واحدة بفرح ناهدة ومن بعدها لم اقترب منه".


تحدث بوجه اختفى من أعلاه الفرحة:

" فليبقى فستانك الجديد أيًا كان وضعه، و أيضا من الجيد ان حديثنا وصل لهذه النقطة كي اتحدث معك بشيء حساس أتمنى لو تفهمتي عليّ دون أن تحزني أو تعارضي، حاولت ان اتحدث به في زيارتي الأخيرة لكم ولكني رفضت كي لا تحزني مني".

 


تساءلت بفضول عن ما يريد قوله ليجيبها قائلا:

" لا اريد أن ترتدي ملابسك السابقة وكل ما ينتمي لهذه الحقبة من بعد الآن، فليصبح كله جديد كصفحتنا الجديدة معًا". 


وبدون اعتراض أجابته:

" كما تريد بالأصل تحدثت أنا وأمي بهذا الموضوع، ولأن فستان ناهدة لم أرتديه إلا بهذه المناسبة فكرت أن أكرر ارتدائه لأن الذي اختارته أمي زائد عن الحد". 


ابتسم مجيبا عليها برضا:

" لا يوجد زياده انا واثق باختيار خالتي".


صمتت، ليكمل هو بتساؤل:

 " أين الأولاد لا صوت لهم".


_" أخذهم أبي وخرج ليكمل متطلبات العيد ويريهم أجواء الفرح بالخارج".

  


ابتهج وجهه حين استمع لباقي حديثها:

" حضرت ملابس سلمى وفارس كما اخبرتك".


_" من الجيد أنني وافقتك على هذا المقترح،  فرح فارس بشكل كبير وخاصة أنه وإخوته سيرتدون نفس الشيء". 


ردت عليه:

 " ذهبت وأبدلت فستان سلمى الذي أرسلت لك صورته بفستان آخر، لا أعرف حين عدت للمنزل تغيرت نظرتي به وشعرت انه كبير عليها، حتى شهرزاد وافقتني الرأي  إن شاء الله سيعجبها الآخر". 


_" سلمت يداكِ من المؤكد انهم سيفرحون بهم، وأخيرًا لم أغرق وانشغل بهذه الأمور ككل مرة  شكرا لكِ".


 لا زالت شهرزاد في غرفتها تتحدث مع شريف عن ترتيبات الغد، دخلت زيزي على ابنها الغرفة متسائلة: 

" هل شهرزاد هي من معك". 


رد شريف قائلا:

 " نعم هي هل تريدين شيء يا امي؟".


" لا اعتقدت أنها نسرين، تمام حين تتحدث مع الأخرى مررها لي أريد أن أتحدث معها".


تحدثت شهرزاد عبر الهاتف متسائلة:

  " من نسرين؟، شريف من نسرين التي تتحدث امك عنها؟". 


نظر شريف لأمه باستنكار قائلا:

 " أعتقد أن هناك شيء خاطئ هل اختلطت الأسماء عليكِ". 


بنفس اللحظة دخل أمين عليهم وهو يقول لابنه:

 " هل نسرين هي من معك ألم تشبع من الحديث معها وأيضا ألم تتناولا فطوركما سويا". 


اشتعلت الغيرة بقلب شهرزاد قائلة بنبرة حادة:

 "هل أفطرت معها؟" 


أصبح لا يفهم عليهم ينظر لهاتفه تارة  وينظر لوالديه تارة أخرى قائلا لهم:

 " وحدوا الله الوضع لا يحتمل المزاح". 


ضحك أمين لتأخذ زيزي الهاتف منه قائلة:

 " كنت أتوقع أن تسيطري عليه بشكل أكبر،  يعني إن كان يتحدث معك الآن ويفطر مع نسرين قبل ساعات فماذا سيفعل بعد الزواج". 


ردت شهرزاد بقلق:

" من تكون أنا لم أفهم شيئا؟".


سحب شريف الهاتف من أمه قائلا لها:

 " أنا لا اصدقكم ماذا تقولون كفوا عن المزاح من فضلكم والله ستصدق وينقلب الأمر عليّ". 


اخذ أمين الهاتف سائلا شهرزاد بنبرة مزاح:

 " اخبريني يا بنتي من نسرين هذه؟". 


ضحك وجه شهرزاد بعد ان اكتظ من غيرتها قائلة:

 " انها احدى أبطال قصة الف ليلة وليلة سمحت لها أن تذهب لتؤنس وحدة خطيبي بأوقات انشغالي". 


ضحك أمين و زيزي على ردها ومسايرتها لهم،  تحدث شريف لهم:  

" هل تلعبون بي".


ردت أمه بقوة:

 " عليها ان تثق بك حتى وإن اكد الجميع عكس ما تعلمه".


ضحك على نفسه قائلا:

 " تثق بمن! تبقى القليل على أن أصدق خروجي وحديثي مع نسرين وكأني أسير بنومي".


رد أمين غامزًا:

 " هذا يعني أنك تحلم بنسرين في نومك!".


ضحك الجميع حتى شهرزاد التي شاركتهم لعبتهم قائلة:

 " من الواضح أنه توجب عليّ الانسحاب وترك الساحة لنسرين قبل يوم غد".


قرر ان يلعب معهم قائلا لمن ملكت روحه:

 " تشكري يا روحي أعلم أن قلبك الكبير لا يستطيع احتكاري لأجله فقط، ستفرح نسرين بقرارك هذا".


وبنبرة تحذيرية أجابته:

 " شريف!، لا تمزح". 


هرب أمين وهو يضحك:

 " تم الأمر الآن سأهرب انا". 


ضحكت زيزي قائلة لزوجها:

" لا تتركني خلفك".


 ثم نظرت لشريف لتكمل:

 " أكد عليها ان لا تسهر كي لا ترهق عينيها".

 

وبعد أن ابتعدت زيزي خطوات تذكرت امر ما عادت لتسحب الهاتف من يد ابنها لتتحدث وهي تخرج من الغرفة متسائلة:

 " هل وضعتي ماسك الماء الدافئ والخيار على عينيكِ كما قلت لكِ". 


نظر شريف نحو الباب وهو يحدث نفسه بوجه مبتسم:

"سبحان مبدل الأحوال"


خرجت ناهدة من غرفتها بعيونها الحزينة تراقب فرحة البدري وانشغاله باتصالات المباركة للعيد وقرب عقد زواجه.


نادى على احد الفتيات طالبًا منها ان تصعد لترتب بعض الأغراض التي تم شراءها صباح اليوم.


تحدثت جميلة من جوارها قائلة داخلها دون صوت:

" سبحان مبدل الأحوال بالأمس كان مرغم عليها رافضا زواجها، واليوم.. وكأنه شاب يفرح بقرب زواجه لأول مرة ... ليس هذا وحسب فوالله ما خرج هذا التجديد والاهتمام والابتهاج الذي يعلو وجهه لا من قلب عاشق".

يتبع ..


إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا. 




منها "رواية حياتي" 



رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف ..

author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

7 تعليقات
إرسال تعليق
  • غير معرف20 نوفمبر 2024 في 12:44 م

    روعاتك يالولو ما اجمل صباحك حبيبتي ❤

    حذف التعليق
    • غير معرف20 نوفمبر 2024 في 3:06 م

      الغيرة والحسد أكثر شيء مؤذي بالحياة روعه تسلم ايدك حبيبتي

      حذف التعليق
      • Rim kalfaoui photo
        Rim kalfaoui22 نوفمبر 2024 في 3:33 م

        ما أجملها من لحظات كل من شريف وشهرزاد وعائلته ههههههه
        نرجع لتوته والبدري بدأت الأجواء تلين واستعداد لتكوين عيلة جميله

        حذف التعليق
        • غير معرف24 نوفمبر 2024 في 10:54 م

          رووووعة حبيبتي لولو تسلم ايدك ❤️❤️❤️❤️

          حذف التعليق
          • Amany Ahmed photo
            Amany Ahmed27 نوفمبر 2024 في 10:12 م

            البدرى مسكين صعبان عليا موقف صعب بجد وسبحان الله الرجل بيكون فرحان حتى فى زواجه الثانى اما الانثى بيكون فرحتها ممزوجة بالخوف والقلق طبيعة من الله سبحانة وتعالى ربنا ييسر للجميع

            حذف التعليق
            • Amany Ahmed photo
              Amany Ahmed27 نوفمبر 2024 في 10:15 م

              حاسة ان جميلة هبلة بينضحك عليها بالساهل وكمان ما عندها قوة ملاحظة خاااالص هى بتصدق اى كلام او تفسير من الحرباية ناهدة وكمان المفروض لو طيبة تسكت وماتولعها مع ان الحرباية ناهدة والعة لوحدهاااااا

              حذف التعليق
              • Amany Ahmed photo
                Amany Ahmed27 نوفمبر 2024 في 10:16 م

                ربنا ينجينا من كيد شياطين الانس والجن اللهم امين

                حذف التعليق
                google-playkhamsatmostaqltradent