رواية "ومَا مَلَكَت أَيمَانُهُم"
بقلم أمل محمد الكاشف
"اغلقي وشاحك على وجهك جيدًا"
تعجبت من تلحف وجهه ورأسه برابطة قطنية قائلة له
"لما وضعتها لا توجد رياح حتى الشمس غير عمودية اليوم كي تخشى أشعتها"
أومأ برأسه وهو ينظر للسماء
"حسنًا ومع ذلك علينا أن نحتاط كي لا يتغير الطقس فجأة ونصاب بالبرد قبل حضورنا الحفل"
تحركت بجانبه لتدخل المدينة مندهشة من إطلاقه سراح الحصان الخاص به، أشارت بخوف نحو ابتعاده و سرعة انطلاقه
"يا للهول كيف سنمسك به؟"
ابتسم دون ان ترى وجهه المخبأ في اللفافة القطنية، تحركت بجانبه مغلقة الوشاح على وجهها تاركة عينها اليمنى فقط لترى الطريق.
مد بخطواته الواسعة حتى وصل لمنصة بائع فساتين تشبه التي ترتديها الاميرات بالقصر، تحدث البائع وهو ينظر لحالتهم
"أخرجنا صداقتنا قبل عدة أيام "
تحدث الرجل بقوة وثقة
"نحن بحاجة لمساعدتك في شراء فستان خاص لا اريده منفوخًا كما لا داعي لكثرة المشغولات اللامعة عليه أريده مناسب لحجاب الرأس الذي سأشتريه منك"
نظر البائع لحالتهم من جديد رافضًا البيع لهم
نظر البائع لحالتهم من جديد رافضًا البيع لهم
"لا يوجد لدينا فساتين للبيع"
رد الرجل بغضب
"كيف لا يوجد ونحن لا نستطيع التقدم للداخل من كثرة معروضات البيع. لا داعي لتعبك سأختار بنفسي"
رفض البائع من جديد قائلا
"لا يمكنك شرائهم بأثمانهم الباهظة، عملنا عليهم لمدة عام كامل بالتحديد من بعد حفل العامة في السنة الماضية، أتيت برسام خاص عالي الشأن استطاع حضور الحفل الملكي ومشاهدة فساتين الاميرات والنبلاء لطبعها داخل ذاكرته وينقل تفاصيلها على عدة لوحات اشتريتهم منه بمبلغ كبير كي اخيط نسخ مشابهة لهم"
رد الرجل بغضب
"كيف لا يوجد ونحن لا نستطيع التقدم للداخل من كثرة معروضات البيع. لا داعي لتعبك سأختار بنفسي"
رفض البائع من جديد قائلا
"لا يمكنك شرائهم بأثمانهم الباهظة، عملنا عليهم لمدة عام كامل بالتحديد من بعد حفل العامة في السنة الماضية، أتيت برسام خاص عالي الشأن استطاع حضور الحفل الملكي ومشاهدة فساتين الاميرات والنبلاء لطبعها داخل ذاكرته وينقل تفاصيلها على عدة لوحات اشتريتهم منه بمبلغ كبير كي اخيط نسخ مشابهة لهم"
ابتسم ليقول :
"اقدر جهدك واحييك عليه فمن أراد التميز والنجاح عليه الاجتهاد، حسنا سأدفع ما تريد حتى وان كان باهظ السعر"
اقتربت منه بصوتها الخافت
"لا داعي لكل ذلك اريده بسيط يكفي ان يكون غير منهك أو يكثره الرقع، كان اخي يشتري لي من بائع الملابس المستعملة يمكننا أن نجد لديهم ما يناسبني"
نظر نحو تعبير وجه البائع بنظره نحوهم مستمعًا لباقي حديثها
"لا داعي لدفع مبالغ كبيرة، كما أنني اخبرتك بالطريق انا غير مهيئة لحضور الحفل فما الداعي لدفع كل هذه المبالغ، سأنتظرك بالجناح الخاص بك حتى ينتهي الحفل و نعود بعدها للكوخ وحينها لا حاجة لنا بالفستان"
وقف مقابلها مقترب منها وهو ينظر للفساتين "ألم تثر اعجابك. من المؤكد انكِ تمنيتِ ارتدائها لولا حديث صاحبها عن سعرها الباهظ"
امتلأت عينيها بالدموع مجيبة بصوت فضح مشاعرها رغم قوته
"سأرتدي بالجنة ما هو أجمل وأفضل منها، انه وعد الله الحق للصابرين. لا تخدع عينك بألوانهم واختلاف وجهاتهم فكم من أناس ظننا انهم جيدون وظهر بعدها عكس ذلك، لنشتري ما يناسب حالتنا وحاجاتنا واحتفظ أنت بنقودك"
تحدث البائع مقاطع حديثهم
"يمكنكم التحدث بعيدًا عن واجهة متجري"
تأثر بكلماتها نظر لعينيها بعمق مبتلع ريقه المحتقن موجه حديثه للبائع
"حسنًا اعطنا حاجتنا ولك ما تريد من النقود"
و بازدراء ونبرة غاضبة تحدث البائع
"هيا ابتعدوا عن مكاني لا يوجد لدي بيع لكم حتى وإن دفعت أضعاف سعره، هل ترى أنني مجنون كي اهدر تاريخ شهرتي مع أشخاص مثلكم. والله إن علم زبائني من صفوة المدينة شرائك لملابس تشبه ملابسهم سيقاطعون بضاعتي "
تحركت وهي تسحبه من ذراعه خوفًا من إخراج غضبه الذي ظهرت بوادره عليه قائلة
"لا ترد عليه. كما أنه محق أسمعت كم فعل ودفع لأجل أن يتميز، كيف لك أن تغضب عليه وهو محق. هل أنا أهل لذلك. لكل مقام مقال بالاخير انا ملك سيدي وهذه بضاعة خُصصت لنبلاء المدينة"
حرك رأسه بغضب مستدير للخلف كي ينظر للبائع ومتجره بغضب كبير ثم عاد وأكمل سيره متوعدًا
"سأعرفه مع من يتحدث، سأجعله يتمنى البيع لكِ دون ان اقبل"
اجابته لتهون عليه
"يتمنى البيع لي! أنسيت من أنا"
نظرت للأمام متحدثة بصوت حزين
"يأتي العيد بغير موعده ان تعطرت ملابسي المتهالكة بعطر شجرة الياسمين بفصل الربيع، رغم كل ما عانيته إلا انني لا زلت افرح بالملابس التي يشتريها لي أخي عند عودته من سفره. اعلم انها مستعملة ومن المؤكد عدم خلوها من العيوب إلا أنني كنت افرح وكأني طفلة صغيرة. انتظر قدوم الليل حتى ارتديها كلها واحدة تلو الاخرى"
خالط الحزن الفرح بنبرتها
"انفصل عن الوعي واكاد ان أسقط من شدة النعاس والألم جراء كثرة الأعمال والمهام طوال اليوم ومع ذلك لا انام حتى انهي تبديلهم"
وبغضب مد نظره للخلف مرة أخرى حيث جهة متجر البائع لتضع يدها على ذراعه محاولة تهوين الامر اكثر عليه حين علت ضحكتها لترن بإذنه وهي تحدثه بخجلها
"في يوم من الأيام نمت أرضا وانا لم اكمل ارتداء الفستان وبعدها استيقظت على نفس الحالة بمنتصف الليل لأضحك على حالي، كان من المفترض ان اصعد على فراشي ولكني لم افعل ذلك وقفت لأكمل ارتداء باقي الفساتين كالمجنونة، اعتقد كان عمري إثنى عشر عامًا أو أقل قليلا، أتى اخي بعد بقائه لثلاث أيام بعيدًا عن المزرعة وكانت هذه أول سفرة يتركني خلفه في المزرعة وحدي، عليك ان تُذكرني عند عودتنا كي أحكي لك عن هذه الأيام التي قضيتها وانا اتحامى خلف المواشي والأغنام وأسفل التبن طوال الليل حتى تشرق الشمس لم انم الا بقدر اغمائي من شدة الإرهاق ومع ذلك اصريت على قياس ورؤية الفساتين علي ،فور وصوله بمنتصف الليل"
نظر لعيونها ومحاولتها لاحتواء غضبه كما تفعل دائما فهذا شيء ليس بجديد عليها حتى اصبح يظهر غضبه ببعض الأحيان كي يرى اهتمامها وضحكها وسرعة احاديثها التي تصدمه بها في كل مرة، تعتقد انها تضحكه و تخرجه مما هو به دون أن تعلم ما تفعله داخل قلبه من تألم وحزن على ما تحملته.
رأت امرأة مسنة مفترشة الأرض بملابس للبيع، سحبته قائلة
"اعتقد اننا وجدنا ما نريده"
استقبلتهم المرأة بوجه مبتسم وكلمات جميلة محاولة تحلية بضاعتها بأعينهم قائلة
"إنها شبيهة بالزي الملكي انظروا لجمالها والوانها"
سألتها بابتسامة جميلة ظهرت للعلن حين فتحت وشاحها بحديثها
"هل يوجد لديكِ ملابس مستعملة، اريدها بمظهر جيد حتى وإن كان بها عيوب"
راقب لطف معاملتها مع المرأة المسنة ورد الاخرى عليها بقول
"سأعطيكِ مما لا أعطي منه إلا للزبائن المميزين لدي على وعد منكِ أن تعودي للشراء من بضاعتي"
تحركت بكبر سنها لتقف ذاهبة لعربة خشبية بدائية الصنع تحمل عليها بضاعتها وتدفعها أمامها كي تبيع بأكثر من مكان.
أخرجت منها حقائب من القماش فتحتها مشيرة لها ان تقترب، لا زال يراقب حالة وجهها وسرعة تلبيتها لنداء المرأة وكأنه يرى امامه تلك الطفلة الفرحة التي كانت تحكي عنها قبل قليل، اقترب هو أيضا ليستمع للمرأة وهي تقول
"أنه لابنة كبار نبلاء المدينة ليس به قطع او عيب "
وبلهفة وفرح وإعجاب بالفستان سألتها
"كم سعره؟"
رد هو
" سأدفع ثمنه أيا كان المهم ان يكون مناسب بالطول …"
قاطعته المرأة طامعة ببيع بضاعتها
"مناسب لا تقلق"
فاجأتهم بسؤالها
"هل يمكنني تجربته؟"
نظر حولهم لتجيب المرأة
"ان اردتي يمكنك الدخول لهذا المنزل المهجور لقد فعلتها سيدة من قبلك"
وافقت على الفور واخذته منها لتسرع نحو المنزل المهجور، اوقفها ليدخل هو أولا كي يتأكد من خلو المنزل.
وبعد ثواني معدودة حدثتها المرأة
"هنيئا لكِ .."
لم تكمل المرأة حديثها حتى عاد مشيرا لها أن تسرع بتبديل ملابسها.
انتظر اطمئنانه على دخولها وذهب للمرأة ليعطيها اكثر مما طلبت لتسعد عيونها وتدعو له ان يبارك له في زوجته وان يقر عينيه بخيرها والذرية الصالحة المصلحة في الأرض
" جعل الله ذريتكم فتحًا ونصرًا لأمتنا، لتروا من تحت أقدامهم العزة"
اغلق لحافة وجهه جيدًا مبتعدًا عن المرأة وهو يتعجب مما قالت له، اقترب من المنزل منتظر خروجها الذي تأخر ناداها عدة مرات مكرر
قاطعته المرأة طامعة ببيع بضاعتها
"مناسب لا تقلق"
فاجأتهم بسؤالها
"هل يمكنني تجربته؟"
نظر حولهم لتجيب المرأة
"ان اردتي يمكنك الدخول لهذا المنزل المهجور لقد فعلتها سيدة من قبلك"
وافقت على الفور واخذته منها لتسرع نحو المنزل المهجور، اوقفها ليدخل هو أولا كي يتأكد من خلو المنزل.
وبعد ثواني معدودة حدثتها المرأة
"هنيئا لكِ .."
لم تكمل المرأة حديثها حتى عاد مشيرا لها أن تسرع بتبديل ملابسها.
انتظر اطمئنانه على دخولها وذهب للمرأة ليعطيها اكثر مما طلبت لتسعد عيونها وتدعو له ان يبارك له في زوجته وان يقر عينيه بخيرها والذرية الصالحة المصلحة في الأرض
" جعل الله ذريتكم فتحًا ونصرًا لأمتنا، لتروا من تحت أقدامهم العزة"
اغلق لحافة وجهه جيدًا مبتعدًا عن المرأة وهو يتعجب مما قالت له، اقترب من المنزل منتظر خروجها الذي تأخر ناداها عدة مرات مكرر
"أين أنتِ تأخرنا كثيرًا"
خرجت محتضنة قطة صغيرة بيدها تحنو عليها
خرجت محتضنة قطة صغيرة بيدها تحنو عليها
"انظر ماذا وجدت بالداخل"
تحدثت المرأة من الخلف
"أصبحتي كالنبلاء. استحق ان اخذ ملابسك القديمة دون مال"
رفعت نظرها عليه لتجده مطيل نظره الثابت عليها، اقتربت قائلة
"هل يمكننا اخذها ونحن بطريق عودتنا"
أومأ برأسه وهو يأخذ من على ذراعها الملابس القديمة ليعطيها للمرأة المسنة مزيدًا عليهم ثلاث قطع ذهبية طار عقلها فور رؤيتها لهم بحوزتها.
راقبت حالتهم وهي تقترب منهم لتسمع المزيد من الأدعية الجميلة الصالحة التي أغدقت المرأة عليهم بها.
أشار لها برأسه كي تتحرك معه تاركين المرأة خلفهم، انحنت لتترك القطة بالأرض لولا منعه لها
"لتأتي معنا أخشى أن لا تجديها عند عودتك"
فرحت اكثر لدرجة اهتز جسدها و رغرغت عينيها لها، تحركت نحوه رافعة الوشاح عليها كي تغطي نفسها من جديد مخبئة هذه المرة القطة الصغيرة بحضنها لتضمها داخلها بقوة فرحها.
حثها على أعتاب القصر أن ترفع وشاحها وتلقي به جانبًا، ورفع يده ليرفع ما يخفي وجهه ورأسه بها
جمعت الوشاح و وضعت القطة داخله، وافق على الوضع دون أن يتحدث.
بدأ دخوله القوي بخطوات ثابتة وظهر مستقيم ورأس مرفوع، أسرعت خلفه
"ما بك مسرعًا وكأنك اصبحت الأمير سيف الدين حقًا"
اقبل الحرس الملكي عليهم ليبتعد عنها كي يكون في استقبالهم وحده مستمع لحديثهم
"مولاي اهلا بك، هل حضرتكم بخير. قلقنا بشأن الأخبار ودعونا الله ان يحفظك لنا"
أخذهم مبتعد اكثر عنها
"عن أي أخبار تتحدثون؟، ألم تصلك رسائل القصر لقد أطلقنا ثلاث حمامات محملين برسائل تطالبك بالخروج الفوري والعودة للقصر. كما أرسل السلطان الجيش الملكي صباح اليوم كي يؤمنوا وصولكم للقصر"
تحدثت المرأة من الخلف
"أصبحتي كالنبلاء. استحق ان اخذ ملابسك القديمة دون مال"
رفعت نظرها عليه لتجده مطيل نظره الثابت عليها، اقتربت قائلة
"هل يمكننا اخذها ونحن بطريق عودتنا"
أومأ برأسه وهو يأخذ من على ذراعها الملابس القديمة ليعطيها للمرأة المسنة مزيدًا عليهم ثلاث قطع ذهبية طار عقلها فور رؤيتها لهم بحوزتها.
راقبت حالتهم وهي تقترب منهم لتسمع المزيد من الأدعية الجميلة الصالحة التي أغدقت المرأة عليهم بها.
أشار لها برأسه كي تتحرك معه تاركين المرأة خلفهم، انحنت لتترك القطة بالأرض لولا منعه لها
"لتأتي معنا أخشى أن لا تجديها عند عودتك"
فرحت اكثر لدرجة اهتز جسدها و رغرغت عينيها لها، تحركت نحوه رافعة الوشاح عليها كي تغطي نفسها من جديد مخبئة هذه المرة القطة الصغيرة بحضنها لتضمها داخلها بقوة فرحها.
حثها على أعتاب القصر أن ترفع وشاحها وتلقي به جانبًا، ورفع يده ليرفع ما يخفي وجهه ورأسه بها
جمعت الوشاح و وضعت القطة داخله، وافق على الوضع دون أن يتحدث.
بدأ دخوله القوي بخطوات ثابتة وظهر مستقيم ورأس مرفوع، أسرعت خلفه
"ما بك مسرعًا وكأنك اصبحت الأمير سيف الدين حقًا"
اقبل الحرس الملكي عليهم ليبتعد عنها كي يكون في استقبالهم وحده مستمع لحديثهم
"مولاي اهلا بك، هل حضرتكم بخير. قلقنا بشأن الأخبار ودعونا الله ان يحفظك لنا"
أخذهم مبتعد اكثر عنها
"عن أي أخبار تتحدثون؟، ألم تصلك رسائل القصر لقد أطلقنا ثلاث حمامات محملين برسائل تطالبك بالخروج الفوري والعودة للقصر. كما أرسل السلطان الجيش الملكي صباح اليوم كي يؤمنوا وصولكم للقصر"
حك لحيته ناظرا نحوها قائلا
"اهتموا بها حتى أعود"
سأله أحدهم
"هل نبقي عليها خارج القصر"
نظر نحوه نظرة قوية جعلته يتراجع عن سؤاله
"أمرك يا مولاي"
تعجبت مما تراه دون أن تستمع لحديثهم، همت لتسرع خلفه لولا وقوف الحرس أمامها معيقين سيرها
"تفضلي معنا لاستضافتك في الحرملك"
نظرت نحو من اختفى اثره عن عينيها بحزن قائلة داخلها
"هل كنت تشتاق للقائها لهذه الدرجة "
نظرت لايديهم وهم يشيرون لها كي تعطيهم القطة وهم يقولون
"لا يمكنك دخول الحرملك بها"
احتضنت القطة بحضنها رافضة ان تعطيها لهم، تحدث احدهم
"اتركها لها وهم بالداخل يعرفون كيفية التعامل معها"
زاد خوفها وقلقها وارتجاف قدميها كما فقدت الرؤية أمامها من كثرة غيوم عينيها وحزن قلبها وهي تدخل بوابة قسم الحرملك.
استلمتها حافظة كبيرة المسؤولين عن الحرملك وهي تحمل دفتر بيدها متسائلة عن الاسم لتقول لها
"حفصة…"
تراجعت بسرعة قائلة
"صوفيا"
تحدثت حافظة
"لا فرق لدينا المهم أن تثبتي أحدهما"
ردت مساعدة حافظة من جوارهم
"فلتكن صوفيا لا داعي أن تكون باسم مولاتي"
كُتب اسمها لتسمع حافظة وهي تقول بعدها
"رقم ثلاثمائة وستون، الساتر السابع والتسعون الفراش الثلاث من جهة اليمين"
سألت المساعدة
"واين ستبقى جيزام"
اجابتها ياسمين إحدى مساعدات حافظة
"زاد مرضها وتم التحفظ عليها بمكان خارج القصر كي لا تُمرض غيرها"
اقتربت بهار مسؤولة الخدم لتأخذ منها القطة وهي تخبرها انها من الممنوعات، اعطتها لها بصمت غرقت به وكأنها خرساء مدت عينيها نحو الفتيات الجالسات أرضا يتحدثون مع بعضهم، اقتربت آمنه المختصة باستلام الفتيات الجديدة لاعدادهم وتنظيفهم وتعليمهم ما لهم وما عليهم فاتحة دفترها لتسجل به الرقم والاسم ومكان النوم قائلة
"من الجيد مجيئك فنحن بحاجة لفتيات اضافيات بقسم غسيل الملابس"
تحدثت بهار
"ولكني بحاجة لأكثر من واحدة عليكم توفير النقص بأقرب وقت"
اومات حافظة رأسها
"لنقلل إذا اعداد الأقسام الأخرى لنوفر لكِ كفايتك"
التفتت نحو الصوت العالي مستمعة له
"هيا تحركوا لتكملوا عملكم انتهت استراحة منتصف اليوم ليعد كل منكم لعمله لا أريد من أحدكم أي تقصير كي لا يتم مجازاته بآخر اليوم"
اغمضت عينيها لوهلة اطاعت بعدها أوامر آمنة المسؤولة عن الفتيات الجدد وهي تسير خلفها بهذا الحزن الذي اكتساها دون سبب واضح فأيا كان الوضع الجديد فهو افضل بكثير من حياتها السابقة.
وصلا سويًا لمكان الحمامات المشتركة، فتحت خزانة كبيرة لتخرج منها مناشف بيضاء و وضعتهم على طاولة رخامية مستطيلة بطول غرفة الحمامات الكبيرة ثم تحركت لتأخذ ملابس جديدة بلون رمال الصحراء قائلة
"المناشف للاستحمام بها، وهذه الملابس للنوم سترتدينها ليلًا بعد كل استحمام ممنوع منعًا باتًا النوم بدون أن تغتسلي انه من قوانين السلامة العامة"
نظرت للساعة وقالت
"لا زال الوقت مبكر لهذه الملابس سأعطيك فستانين ستكون خاصة بكِ، ترتدي واحدا منهم فور استيقاظك واستحمامك والاخر عند حاجتك لتبديله، لا يمكنك ارتداء نفس الملابس ليومين متتاليين، اليوم الاول لوصولك لا عمل لكِ به ولكن من يوم غد سيبدأ عملك بقسم غسيل الملابس هناك ستعلمين ما عليكِ فعله، نعم عليكِ ان ترفعي الحجاب من على رأسك"
رفعت يدها ممسكة بحجابها مستمعة لتكملة حديث آمنة
"لا يتجرأ رجل بمد عينه تجاه قسم الحرملك وليس فقط الاقتراب من أبوابه الكبيرة المغلقة، في حين تم مشاركتك في الحفلات الملكية أو ما شابه سيتم تجهيزك وتغطيتك من أعلى رأسك حتى نهاية قامتك العلوية، ويتم هذا باستخدام ما يناسب زيك بهذا الوقت"
اترككِ الان لتبدئي بالاستحمام لكِ الوقت الذي تريدينه وفقًا لأنه يومك الأول ولا عمل لكِ به، تتكلف سندس بإعادتك إلى مكانك فور انتهائك ستجدينها بالخارج فور فتح الباب.
يتبع ..
إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا.