احكي يا شهرزاد
بقلم أمل محمد الكاشف
استيقظ البدري قبل شروق شمس يوم جميل على شعور غريب انتفض من مكانه حين تأكد منه، جلس غاضبًا رافعًا الغطاء من عليه هو وابنته قائلا:
" ما الذي فعلتيه؟".
بكت الطفلة وهي مغمضة العينين ليقف ناظرًا إلى قميصه و الفراش المبلل قائلا:
" حسبي الله وجدتي الوقت المناسب لتفعليها".
وضع يده على جبهته بغضب اصمتها به قائلا:
" اصمتي لاصفعك على وجهك الآن، لا اريد سماع صوتك، ما هذا سامحك الله".
خافت الطفلة منه صمتت بعيون تجمعت الدموع بها، فتح هاتفه لينظر للساعة محدثا نفسه:
" ماذا أفعل الآن يا ربي".
تحرك وهو يكمل حديثه لابنته بوجهه المقتطب:
" لا تتحركي و لا تصدري صوت حتى أعود إليكِ، سانزل لأجلب ملابسنا من السيارة".
ثم نظر للفراش المبلل معاتبًا نفسه:
" كان عليّ أن أفكر بهذا بعد كل ما شربته بالحفل".
زفر بغضبه لتبكي الطفلة بصوت منخفض خوفا من حالة والدها ولنعساها وهي بهذه الحالة.
خرج من الغرفة دون أن يغلق بابها فاتحًا باب المنزل بهدوء كبير تخوفا من إيقاظه لأهله، وضع حذاء ابنه حاجزا بين الباب وحلقه كي لا يُغلق أثناء نزوله، لم يفكر ببكائها العالي بمجرد خروجه من المنزل عاد متفاجئ بسماع صوتها يأتيه من جهة الحمام نظر للفراش ليجد الغطاء مرفوع من عليه فهم الأمر حين وجد باب الغرفة الاخرى مفتوحًا.
طرق بلطف على باب الحمام متحدثًا بصوت منخفض:
" اتركيها لي، ستوقظ الجميع علينا".
فتحت توتة الباب وهي تلف المنشفة الكبيرة على الطفلة قائلة:
" لم يتبقى شيء حممتها بشكل سريع".
أخذها من يدها وهو يغضب على الطفلة قائلا بحدة:
" اصمتي لا اريد سماع صوتك".
قطعت الطفلة صوتها، تحرك بها للصالون واضعها على المقعد فاتحًا الحقيبة مخرجًا منها فستان قطني بسيط ألبسه لها قبل أن يسقط من عليها المنشفة ثم أعطاها الجزء الأسفل من ملابسها الداخلية مشيرًا للغرفة بعينه.
تحركت الطفلة لترتديه بالغرفة دون بكاء او اعتراض، تعجبت توته من حفاظه على حياء ابنته وتعليمه لها ان ترتدي ملابسها الخاصة بدونه.
نظر البدري لفاطمة قائلا:
" اعتذر لما حدث حتى بأول تعليمها لم تفعلها ولكنهم بالأخير أطفال ننتظر منهم كل شيء".
_" لا تعتذر، حدث لكثرة شرابهم للعصير حتى افكر بان أيقظ الأولاد ليدخلوا الحمام".
أومأ برأسه قائلا:
" نعم سيكون أفضل لهم، وانا استأذن منكِ عليّ ان اذهب للمنزل كي اتحمم وابدل ملابسي لا يمكنني البقاء بهذا الوضع".
نظرت لمكان البلل على ملابسه وهي تتحدث بصوتها الجميل:
" لا داعي لذهابك يمكننا تدبير….
اجابها بسرعة:
" معي ملابسي الحمد لله أنني معتاد على التنقل بهم وإلا كان الامر اصبح اكثر سوءً".
نظر بغضب لحالته من جديد، ابتسم وجهها وهي تجيبه:
" لا تخف اشترت أمي بعض الهدايا لأجلك، هذا يعني أنك ستجد ما تريده بكل الأحوال".
مازحها برده قائلا:
" اشتم رائحة شماتة بالهواء، هل اسعدك ما حدث بي".
ازداد تبسمها وهي تنفي بحركة وجهها:
" سقطت به قبلك لا تقلق".
اجابها بفرحته:
" كما تريدين سأدخل لاستحمام لا داعي لذهابنا لأي مكان".
تحرك من جديد ليخرج ملابسه كي يتوجه للحمام بوجه سعيد بحالتها وتجاوبها معه من جديد.
نظرت فاطمة داخل غرفة شهرزاد باحثة عن الطفلة التي تأخرت بعودتها لتجدها نائمة بوقفتها مستنده على الفراش.
اشفقت عليها اقتربت منها وحملتها بحضنها لتضعها بجانب فارس كي تكمل نومها براحة أكبر.
تحركت للمطبخ وهي تفكر هل تحضر له الشاي ام الفطور، نظرت للفاكهة متسائلة هل سيأكل منها إن قطعت له بهذا الوقت.
سمعت صوت خروجه من الحمام تحركت نحوه لتسأله دون مقدمات:
" هل أحضر لك الشاي والفطور".
ابتسم بوجهها وهو يحسن من حالة شعره قائلا:
" بالعادة لا آكل ولا أشرب بهذا الوقت، ولكن ان اردتي ان نتناول شيء سويًا فلا مانع لدي افعلي ما تريديه".
ردت على استحياء:
" لا اريد ان اضغط عليك، وأنا ايضا لا ااكل بهذا الوقت ولكني ساكل شيء بسيط كي لا يزداد انخفاض ضغطي وأعود بعده لنومي".
تحركت بخجلها لتدخل المطبخ، أراد استغلال وضع نوم الجميع و وجودهما وحدهما قائلا بصوت منخفض:
"حسنًا وأنا سأحضر لي الشاي بجانبك".
صُدمت مما قال و رؤيتها له على أعتاب المطبخ قائلة:
" يمكنني تحضيره لك".
_" لا تنشغلي بي".
نظرت لحالة المطبخ معتذرة عن عدم اهتمامهم بترتيبه في آخر وخاصة اليوم.
ابتسم وجهه قائلا:
" هيا اسرعي من تحضير الطعام لنفسك قبل أن يستيقظوا عليكي".
لم تجد خبز متبقي، ظلت تبحث دون أن تجد، أخرجت علبة بسكوت وكعك العيد لتضعها على الطاولة الصغيرة جالسة على المقعد المجاور لشعورها بانخفاض ضغطتها فعليًا، قائلة:
"لنكتفي بتناول البسكوت".
سكب الشاي بالكؤوس مقتربًا من الطاولة ليضع خاصتها أمامها جالسًا على المقعد المقابل لها قائلا:
" هل يمكنني مشاركتك طعامك".
ابتسمت برحب مقربه العلبة منه كي يأكل معها، لاحظ إجهادها فهي لم تصر على تحضير الشاي و وضع الكعك بالاطباق.
أنهت توته كاس الشاي قائلة:
" شكرا لك سلمت يداك".
تحدث ليمازحها:
"ولكنها ستبقى بيننا كي لا تضيع الهيبة".
_"هل من العيب لديكم مساعدة الزوج للزوجة".
أجابها بعينيه الفرحين:
"ما كان لنبي الله خاتم النبيين والصديقين والصالحين أن يفعل عيبًا قط".
_"عليه افضل الصلاة والسلام"
علا صوت اذان الفجر:
"الله أكبر الله أكبر".
وقفت فاطمة قائلة:
" لنصلي الفجر وننام بعدها".
اجابها بعينيه الثابتة عليها:
" هل نصلي سويًا".
ابتلعت ريقها وهي تومئ برأسها:
" تمام سأتوضأ أولا ومن ثم آتي إليك".
_" من المؤكد أنها عادت لنومها فلا صوت لها".
ابتسمت بجوابها عليه:
" نعم نامت و وضعتها بجانب فارس، كان عليك أن تكون أقل شدة عليها".
رد البدري بفرح:
" لا تقلقي ستأخذ حقها مني فور استيقاظه، والآن هيا ادخلي و توضئي كي نصلي قبل أن يستيقظ والديكِ على أصواتنا".
دخل غرفة الأولاد وهو ينظر لأرجائها شاردًا بالفستان الأبيض الذي كان معلقًا على مقبض النافذة بجانب الذهبي الذي طار عقله بجماله عليها قائلا:
"ماذا سنفعل معها جميع ما ترتديه يصبح جميلا".
وصلت للغرفة بسرعة لم يتوقعها، تحركت لتقف بالصف الذي خلفه نظر لها قائلا:
" عليكِ ان تقتربي، الزوجة تسبق الزوج بقدر قدم واحدة فقط".
تساءلت:
" هل يجوز ان نصلي بهذا القرب".
فرح قلبه بسؤالها كونهما سيختصا هذه المشاعر لهما فقط، مجيبًا عليها:
" سمعتها من شيخ بخطبة الجمعة كان من رحمة الله أنه جعل الزوج يأم بزوجته وهي بجواره لتتولد بينهم المودة والرحمة وتتألف قلوبهم وتتصافى كلما كبروا و ركعوا وسجدوا" .
وأمام صمتها وعينيها المخفضة أكمل قائلا:
" هيا لنبدأ قبل الشروق".
وقف بمكانه رافعًا يده قائلا: 'الله أكبر'
تحركت و وقفت مكان اشارته لها ليبدأ بتلاوة الفاتحة ومن بعدها بدأ بتلاوة
" أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ* وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ* الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ* وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ* فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا* فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ* وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب".
أكمل الصلاة مسلما يمينًا و يسارًا رافعًا كفيه ليدعو قائلا:
" اللهم إنا نسألك الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله ما علمنا به وما لم نعلم، اللهم إنا نسألك بما سألك به عبدك ونبيك محمد ونعوذ بك مما استعاذ به عبدك ونبيك محمد، اللهم حسن اقدارنا وألف قلوبنا وأصلح ذات سرورنا انك على كل شيء قدير".
آمنت توتة على دعائه، نظر إليها ليبدأ حديثه قبل أن تتحرك قائلا:
" لا أريد أن أضغط عليكِ ولكنِ غير مرتاح ببقائي هنا لعدة أيام وايضا لا اريد العودة للبلد وحدي، لهذا اريد منكِ ان تفكري من جديد وتأتي معي لنبدأ حياتنا وأن كان مشكلتك بالاعتياد فلنعتاد ونحن بجانب بعضنا مع الأولاد فأنا لا أرى البعد فكرة جيدة للاعتياد".
_" انا غير مهيأة للسفر عليّ أن أذهب لشهرزاد كي أبارك لها، وهناك بعض الاغراض كما رأيت بالصالون علينا ان نذهب ونرتبها في منزلها قبل سفري، كما أنني لم أحضر نفسي لهذا اعني انه كان علي شراء بعض الملابس والاغراض الجديدة لي كما طلبت أنت مني، تركتها حتى ننتهي من زفاف شهرزاد وانهي انا طلباتي بعدها على مهل".
ابتسم لها والمكر تجمع بوجنتيه قائلا:
" على بركة الله فلنذهب بعد الفطور لشراء احتياجاتك وبعد المغرب نذهب لمباركة شهرزاد حتى علينا أن نختار سويًا هدية تليق بهم قبل زيارتهم ومن ثم نذهب للمطار".
اتسعت عينيها قائلة:
" كيف سنشتري جميعها بيوم واحد وايضا اليوم عيد والجميع باجازة".
_" اتركيها عليّ لا داعي لشراء كل شيء اليوم نشتري الضروري ومن ثم نذهب للبلد واشتري لكِ كل ما تحلمين به وزيادة يكفي أن تكوني راضية عنا".
ترددت بكلماتها التي خرجت أخيرًا منها:
" انا بصراحة في حاجة للوقت".
ابتسم لها من جديد ليطمئنها:
" أشعر بما تقوليه واعطيكِ الحق به لتأخذي وقتك الكافي بجانبي لا داعي لكل هذا الخوف يا بنت الحلال، اقسم لكِ أنني سأفعل أقصى ما لدي كي تتجاوزي هذه المرحلة، سنكون معا يد بيد".
مد البدري نظره نحو الأولاد بنومهم قائلا:
" انظري إليهم كيف سنفرقهم بعد أن اجتمعوا".
ابتسم وجهها ولمعت عينيها وهي تنظر على الأولاد، تحرك ليقف مكملا حديثه:
" هيا انهضي لتنامي أنتِ ايضا وأنا سأخرج لانام على الاريكة بالصالون إن لم يكن لديكم مانع بهذا".
ردت عليه بصوت جميل:
" ولكنها صغيرة وقصيرة".
صمت لتنظر هي على الأريكة الخلفية قائلة على استحياء:
"ان اردت يمكنك النوم على الفراش كما ترى حجمه الكبير أثر جمع الاثنان ببعضهم، سأنام انا بجانب باهى وانت على الطرف الآخر بجانب سلمى"
_" لا أريد أن أضايقك من اول يوم".
خفضت عينيها قائلة:
" كما قلت أنت قبل قليل لنعتاد من الآن".
تحمس البدري قائلا:
"حسنا أنتِ محقة ولنضع هادي وفارس عكس الاتجاه كي تصبح المساحة اكبر".
تحركت على استحياء كي تنفذ ما قاله دون كلام، اسرع هو ايضا ليضع فارس بجانب هادي مستلقيًا بعدها بسعادته على الفراش فرحًا راضًا بوصولهم لهذه النتيجة من أول يوم، ناظرًا لها وهي تتمدد على استحياء بجانب باهي، ظل ينظر لها حتى عاد لنومه، أما هي فكان لها نصيب الأسد بالنظر نحوه بعد نومه محدثة نفسها:
" هل تسرعت يا ترى، ام أنني فعلت الصواب لي و لأولادي".
شردت بوجهها المبتسم متذكرة حين مد يده واطعمها البطاطس المقرمشة قبل أن تأكلها سلمى وتنهي نصيبه كاملا.
اغمضت عينيها لتكمل تذكر اهتمامه بها طوال ساعات الحفل ونظراته التي لم تسقط من عليها حتى وهم متفرقين، نامت هي ايضا ليبدأ صباح جميل.
فاجأ شريف عروسته بتذاكر سفرهم، دمعت عينيها وهي لا تصدق ان حلمها تحقق، اقتربت منه ليضمها إليه وهو يحاوطها بيديه ويقبل رأسها المقتربة من فمه قائلا:
" وهل تحلم زوجتي الحبيبة ولا أفي لها حلمها".
_ " ولماذا كل هذه التكاليف ألم نتفق ان نذهب إليها بعد ربحنا من حلم حياتنا".
اجابها مقبلا رأسها من جديد:
" وهذا ايضا سيحدث لا اكذب عليكِ انها هدية امي وابي لنا، انا فقط غيرت المكان واخترت روما لحبك وأمنيتك بزيارتها".
اهتزت من جديد:
" لا أصدق حتى الآن".
فتحت التأشيرة لتنظر للتاريخ منصدمة بما قرأته، ضحك قائلا:
" نعم علينا أن نجهز حقائبنا بسرعة لا وقت لدينا".
_" انا لم أخبر اهلي".
ضمها بحضنه قائلا:
" سأرسل للجميع صورنا ونحن على متن الطائرة لتكون مفاجأة لهم".
اغمضت عينيها بسعادة كبيرة:
" أنا لا أصدق حتى الآن".
طار العروسين لروما وسط مفاجأة للجميع بصورهم، كما طار البدري وعائلته الكبيرة بعد ان فاجأت أمال ابنتها بحقيقة الأغراض التي بالصالون والغرف فلم تكن فاطمة على علم أنهم جميعًا عائدون إليها هي لا شهرزاد كما كانوا يضحكون عليها.
أستأجر البدري سيارة كبيرة لنقل الحقائب كي تلحق بهم، وبعد عدة ساعات وفي وقت متأخر من الليل تحدث البدري:
" بسم الله الرحمن الرحيم".
قالها فور دخوله غرفته ورؤيته للملاك الأبيض أمامه، خفضت فاطمة عينيها خجلًا من نظراته وحالته مغلقة فتحة روب الثوب الابيض الحريري ذو الاطار اللامع قائلة:
" هل نام الأولاد".
قالتها لتغيير من هيئته وحالة عيونه الثابتة عليها، استدار بنصف قامته العليا لينظر خلفه نحو الباب وهو يحك مؤخرة رأسه.
أخذ نفسا عميقا محاولًا به تهدئة ضربات قلبه الفرحة عائدا لينظر لها مجددا مبتلعًا ريقه الغزير طارحًا سؤالًا على سؤالها قائلا:
" هل نام الأولاد!".
وصلتها اجابتها بنبرة صوته وحالته الغريبة لترد عليه بدهشة وتساؤل:
"ألم تأتي للتو من غرفهم، أم أنك كنت منشغلا بالاسفل".
تحركت خطوات أرادت بهم الهرب وهي تكمل حديثها:
"لا عليك سأذهب لأراهم واطمئن عليهم".
و عند اقتراب سيرها منه فتح ذراعه كالسد بوجه هروبها وهو يميل على اذنها بطبول قلبه المحب قائلا بصوته الذي بالكاد خرج منه:
" لا تتعبي روحك اطمئني نام جميعهم بسلام فرحين بما وعدتهم به".
كان من الأولى سؤالها له عن وعده لهم، ولكن خجلها من اقترابه الذي أوشك على التلامس جعلها مرتبكة بجسد يرجف خوفًا وترقب مما ينتظره.
خطر على بالها مهرب آخر حين نظرت لطقم نومه على الفراش قائلة:
" عليك أن تبدل ملابسك".
توقعت ابتعاده وانزال يده المعلقة كالسد أمامها ملبيًا ما قالته دون أن تفكر لانقلاب حاله وتملكها لقلبه وروحه المشتاقة لها.
أصبح بجانبها أصم لا يسمع سوى نبضات قلبه المتسارعة، أبكم لا ينطق لسانه من شدة جمال ما يراه، اعمى لا يرى إلا الضوء الساطع من جمال ثوبها الأبيض فهل يجوز للقمر المضيئ أن يتحلى بالابيض.
حدث ما توقعت فاطمة تأخيره بأول ليلة حين التف ذراعه على خصرها ضامها إليه ليكسر بها أسوار قلعته الحصينة معلنًا تتويجها اليوم ملكة على عرشه.
اغمض عينيه وهو يغمر رأسه وسط منحى رأسها ملبيًا نداء قلبه وروحه و فؤادة، ودع كبير العرابية العزوبية والوحدة والتعطش لإيجاد الذات، وكأنه شاب لم يدخل دنيا من قبل وأي دنيا أجمل من دنيا يملئها الحب الحقيقي.
أبحر بعالمه السحري الخيالي مستمتعًا بما ملكت يمينه، وبنهاية الرحلة الخيالية فتح عينيه ليرفعها بوجهها المقابل لوجهه متفاجئ باغلاقها القوي لعينيها الباكية.
اغلق عينه وفتحها محاولا استعادة عقله لفهم ما يراه تنحى ليصبح جانبها على الفراش، اسرعت برفع غطائها عليها مستديرة لجهتها المعاكسة له هاربة بوجهها من نظراته المتسعة مكملة بكائها الصامت.
ابتعدت تاركه خلفها من أسقطته فجأة بهاوية لم يُقدر عمقها، أصبح كالذي تجرع ماء البحر المالح بعد ان شبع من عذب نهره، تحرك ونام على ظهره ناظرًا للأعلى بصمت كبير نام به لينهي ليلة تمنى بها أن لو لم يفتح عينيه ولا يسقط قط .
يتبع .. إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا. منها "رواية حياتي" رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف ..