recent
جديدنا

رواية حياتي الفصل الواحد والعشرون والأخير

رواية حياتي 

بقلم أمل محمد الكاشف 



لحظات كالحلم عاشتها أوزجي دون أن تستوعب ما حدث، نظرت لوجه عارف بوجه اخترقه النور بعد الظلام الذي عاشته لشهور. رُسمت الابتسامة على وجهها من جديد كما امتلأت عيناها بالدموع فور تأكدها من حقيقة ما تراه.

انتابها خليط من الفرحة والدهشة والشكر لربها الواحد المنان الذي استجاب دعاء المضطر إذا دعاه، اقتربت وسط زحام الأطباء لتمسك يده بكل ما أوتيت من حب وشوق وشعور بعودة روحها إلى الحياة، لم تكن تلك اللحظة مجرد عودة زوج للحياة فقط، بل كانت عودة الأمل في عودة قلبها للنبض مجددًا.

تم استدعاء دكتور فرمان وسط فرحة كبيرة من طاقم المناوبة، استنكار الطبيب وجود أوزجي  بهذا الوقت المتأخر من الليل فور مجيئه للغرفة.


اقترب لفحص عارف بنفسه طالبًا بعدها تحويله لقسم الأشعة لأجراء فحص شامل عليه. 


من الواضح انه لم يستعد وعيه كاملا وأنه ما زال تحت و وطئ نومته الطويلة، تم تحويله لقسم الاشعة بهذا الوقت المتأخر وسط تعتيم على خبر استيقاظه من ثبات طويل، لم يعطوا الأطباء أي معلومات لزوجته قبل ظهور نتائج الفحوصات. 


لتبقى هي في غرفته ساجدة لله أرضا تناجيه كي يَمّنُ عليها بكمال شفائه، ظلت تبكي وهي تدعوه وتناجيه ان يعيده لها من جديد. 


مرت لحظات صعبة حابسة للأنفاس اهون بكثير مما سبقها حين دق الأمل باب قلبها ليزدهر من جديد، فبرغم رحيل ملامح وجهها الجميل وبرغم خسارتها نصف وزنها لتصبح غير قادرة على السير بدون أدوية ومحاليل طبية إلا أن فرحتها التي ظهرت على وجهها وهي تبكي رافعة يدها للسماء راجية الله ان يعيده لها قد أزهرت وجهها. 


لم تنزل يدها ولم تكف عن دعائها وسجودها حتى عادت دكتورة نظلي تبحث عنها لتزف لها البشرى بعودة زوجها واستيقاظه من نومته الطويلة بشكل كامل وبدون اضرار. 


عاد عارف لغرفته مره أخرى بعد إجراء الفحوصات والكشف الكامل عليه، ثبتوا الفراش المتحرك في مكانه وهم يضعون له محاليل طبية مفعمة بالفيتامينات والمقويات.


نظر إليها فور اقترابها منه وهو يكاد لا يعرفها، ينظر مطولا لهذا الوجه الذي يقف أمامه مبتهجًا وكأنه يحاول تذكر من يشبه.


ألقت نفسها في حضنه تبكي فرحًا بعودته  بالوقت الذي فقد الجميع الأمل إلا هي. 


عاد عارف ولكنه كان مجهد بغير طاقته السابقة 

خاف قلبها عند استقامتها من حضنه لتجده قد عاد لنومه.


 أخبرها الأطباء وطمئنوها بطبيعة وضعه فهو شخص اعتاد على النوم والثبات لوقت طويل، واحتمالية استمرار وضعه على هذا النحو لأيام واسابيع وشهور واردة حتى يعود لسابق عهده شيئا فشيئا.


وصل الخبر لعائلته اجتمعوا وآتوا بالصباح المبكر فرحين بعودته إليهم. 



بدأت ذاكرته تعود إليه رويدًا رويدًا مع مرور الساعات، ينظر بعينيه الصامتة للوجوه باستغراب كبير فزوجته ليست بزوجته وأسماء ليست بأسماء، فلقد أنهكهم الحزن لدرجة لم يستطع التعرف عليهم من النظرة الأولى وخاصة وجه غافر الفرح بعودته بشكل لم يسبق من قبل فحتى وهو طفل لم يتلقى حنان او نظرات كهذه النظرات الحنونة الصادقة، عوضًا عن معاناة أسماء من أثر الجلطة و اعوجاج بسيط لا زال موجود في وجهها وفمها.


لم تتركه أوزجي بليلته الأولى بعد استعادته لوعيه، جلست بجواره مستندة برأسها على الفراش بجانب كتفه مبحرة بأحلامها معه.


أستيقظ  في منتصف الليل ليجدها بجانبه، أكثر ما  كان يثير انتباهه وشفقته حالة وجهها الغريب متسائلا:  "كيف وصلت لهذه المرحلة". 


حرك يده ببطء راغبًا في ملامسة وجهها،  لينجح بأول تحريك لجوارحه دون مساعدة من أحد له.


سرعان ما استيقظ قلب أوزجي المشتاق لهذه اللمسات الحنونة، نظر لعينيها الدامعة مستمعًا لصوتها المحمل بعبء ما مرت به من صعوبات قائلة له:

" عادت روحي إلي". 


حاول ان يتحرك أكثر ليضمها بعدما تأثر بدموعها ولكنه لم يستطع فعلها، تفاجأ بها وهي تصعد لفراشه كالشهور الماضية دافنة راسها بحضنه قائلة له:

 " لا تتركني رجاءً لا تتركنا".



ضمها عارف بصعوبة طاقته هزيلة وعيونه التي اذرفت بضعة دمعات قبل استسلامه للنوم مرة أخرى.


أصبح التحسن ملحوظ بعد يومين من استيقاظه نتيجة تكثيف الأدوية و الفيتامينات والمنشطات التي تحتاج لها اجهزته من أجل استعادة صحته وطاقته كما بدأوا بإدخال الطعام بشكل تدريجي لتسريع إعادة الطاقة لجسم.


ضمها إليه ليقبل رأسها بحزن كبير على وضعها وهو يحدثها قائلا: 

" لماذا تركتي نفسك لهذا الحد؟". 


تمنت لو يمكنها أخباره بأمر حملها وقرب تحقيق حلم الابوة وتكوين عائلة سعيدة ولكنها لم تفعلها جراء تحذير الأطباء من المفاجأت. 


صمتت ناظرة له بوجه مبتسم وعيون مشتاقة 

تحدث مرة أخرى بصوته الذي أصبح منخفضًا هزيل قائلا:

" اعدكِ أنني سأعوضكِ عن تلك الأيام التي اوصلتكِ لهذه الحالة". 


ابتسمت أوزجي بحب كبير:

" نعم عليك فعل رغم أنك بدأت بهذا منذ لحظة استيقاظك". 



 _" هل اشتقتي لهذه الدرجة". 


عادت دموعها من جديد مقتربة منه كي تحتضنه وتضمه داخلها بقوة خيرًا من ألف تعبير وشرح.


 

تألم من يديها:

  " بهدوء. بهدوء".


دخلت دكتورة ناظلي الغرفة بوجهها المبتسم كي تفحص عارف وهي تقص عليه ما فعلته زوجته بهم فترة مرضه حتى كادت أن تفقدهم وظيفتهم. 


ابتسمت أوزجي ممسكة بهاتفها الذي لم يهدأ رنينه مستأذنه منهم لترد على والدتها.



انتظرت ناظلي خروجها من الغرفة لتكمل حديثها مع عارف أثناء الفحص وكتابتها لقياسات الأجهزة قائلة:

" من النادر ان تجد قلبان يتعلقان بك لهذه الدرجة، لهذا كن حريص على الحفاظ عليهما".



لم يفهم عارف صيغة المثنى التي أصبح الجميع يتحدث بها، لاحظ تكرار دخولها الحمام لتتقيء بين الحين والآخر طالبًا منها الذهاب لطبيب كي تطمئن على نفسها.

 


عادت لتجلس على المقعد المجاور له وهي اكثر ارهاقا و تثاقل تتألم لم تستطع الرد على اسئلته المتتالية من قلقه عليها مكتفية فقط بقول:

 "سأكون بخير لا تقلق"

 و وضعت رأسها على الفراش لترتاح قليلا.


حرك يده ليحن على رأسها لتنام أوزجي بجانبه فور ارتياحها لشعورها بحنانه.



دخل دكتور فرمان عليهم الغرفة بعد وقت قصير  قائلا بوجهه الضاحك:

" ألم تسأمي من هذه النومة".


راقب عارف عيون أوزجي الدامعة وهي تشكر الطبيب على اهتمامه، تحدث فرمان ناظرًا تجاه عارف قائلا:

" أعلم أنها كانت أوقات صعبة مررتم بها ولكنِ اثق انكم ستعوضون هذه الأيام بأيام اجمل". 


بدأ فرمان بالنظر للتقرير ونسب القياسات والأجهزة قائلا:

" الشكر لله هناك تحسن ملحوظ، هذا يعني أننا سنودعك قريبا" 


ابتسم عارف شاكرًا لهم اهتمامهم قائلا بعدها بصوت قلق وحزين حيال زوجته:

 " أشعر وكأنها مريضة تتقيأ اكثر من مره باليوم وتجهد بحركتها، كنت اريد اجراء فحوصات شاملة لها كي يطمئن داخلي". 


ابتسم فرمان برده عليه:

 " لا تحتاج لفحوصات بالأصل كانت تفعلها بشكل مستمر خلال الفترة الماضية، ولكن ما دمت  استيقظت واستعدت ذاكرتك بشكل جيدة عليك أن تسألها ما هو السبب الرئيسي لوصولها لهذه الحالة".



غمز فرمان له تاركًا الغرفة بعدها ليرى باقي المرضى، تعجب من حديثه ناظرًا لسرعة انشغالها بالهاتف وخروجها وهي تتحدث على المتصل عائدة بعدها للغرف بجانب والديها الذين وصلوا للتو من سفرهم.


 تحرك عارف ببطء ليجلس على فراشه مبتسما بوجوههم، فرح  الجميع لرؤيته اقترب العم صالح من عارف بضحكة عالية واحتضنه بقوة داخله قائلا:

" كنت أعلم أنك لن تتركنا ..".


كما اقترب سفر أيضا قائلا:

"من الجيد انك عدت لتجرب ما انا به، كنت خائفا ان تذهب وتترك الرحلات ذكرى خلفك".


احتضن عارف وقبل رأسه، هامسًا بصوت مسموع:

 "برغم كل مكائدك بي إلا أنني اشتقت إليك".  


ضحك الجميع عليه ليرد عارف عليه بصوت هادئ وعين غامزة قائلا:

 " وهل تظن ما حدث سيجعلني أكف عن الاستمتاع برحلاتي". 


مد يده تجاه زوجته لتقترب بهدوء ممسكة يده ليكمل حديثه:

 " بل سأزيد من تجولي واستمتاعي ومن يغار يفعل مثلي".


ضحك الجميع علمًا ان ضحك سفر هذه المرة كان اعلى وبشكل مختلف وكأنه يشمت به. 


استغرب عارف منه دون أن  يفهم مقصد سفر الذي أكمل قائلا:

" لنرى عندما يشرف ولي العهد ماذا ستفعل، بالأصل لم يتبقى وقت كبير على اخذ حقي منك والاستمتاع بهذا الشعور".


   فرك سفر يديه ببعضها وهو ينظر له نظره متشفية بوجه مبتسم.


ضحكت نعمة الله واقتربت منه لتقبل رأسه وهي تحسن حالة شعره القصير جالسة بجانبه تحنو بيدها على كتفه قائلة: 

 " بهدوء وكأنكم اجتمعتم عليه". 


ابتسم عارف قائلا:

" بارك الله لكما في اطفالكم ورزقنا الله قريبًا هذه النعمة". 


 ما زال مجهد يتحدث بصوت ضعيف، نظر الجميع لبعضهم البعض بصمت قاطعته نعمة الله  قائلة:

" والله سينفجر داخلي لم استطع عدم اخباره".


ابتسم عارف لوجه الأم الحنونة لمعرفته تعابير هذا الوجه جيدا، فكان يراه كلما ارادت اخباره عن سر تحولت لهذه الحالة.


تحدث صالح ليغير الحديث قائلا:

" سمعت انك ستترك المشفى اليوم". 


تحدثت أوزجي قائلة:

 " نعم الشكر لله ننتظر فقط بعض التقارير وسنخرج بعدها".


بهذا الوقت وهذا الجو العائلي الجميل جاء مأمور الشرطة للغرفة ومن خلفه أسماء هانم، من 

الواضح أنه حان الوقت لمعرفة عارف الحقيقة. 


دخل دكتور فرمان وطلب من الجميع إخلاء الغرفة للسماح للشرطة بالقيام بعملها. 


رد المأمور قائلا:

 " لن يطول الأمر سنتحدث قليلا وبعدها نترككم لراحتكم".


نظرت أوزجي للمأمور قائلة:

 " هل يمكنني البقاء بجانبه". 


وافق المأمور ليتحرك البقية للخارج، أخبرهم عارف انه كان ذاهب لحضور حفل عرض الأزياء الخاص بزوجته وتفاجأ بما حدث دون رؤية أحد،  شرح لهم كيف ضغطوا عليه قبل يوم العرض ولكنه لم يتوقع خطورة الامر او وصوله لهذه المرحلة.


تحدث المأمور لعارف مباركًا له سلامته وعودته من حافة الموت مشدد على ضرورة إبلاغ الشرطة بالحالات المتشابهة لحمايتهم. 


انتهت جلسة اخذ أفادت عارف على خير، خرج المأمور بهدوء لتجلس أسماء بجواره كي تتحدث إليه،  سبقها دكتور فرمان بحديثه مع عارف قائلا:

 " ما ستسمعه الآن ثقيل ولكن يجب عليك معرفته قبل خروجك من المشفى كي نتدخل بشكل سريع. اول شيء اعتذر لحضوري معكم بجلسة خاصة كهذه،  ثاني شيء إن شعرت بأي أعراض أو أي شيء عليك ابلاغي او يكفي ان تنظر لي". 


قلق عارف ناظرًا لوجه أسماء قائلا:

"ماذا حدث مجددا هل كان فخ منهم أم انهم انتصروا عليكِ هذه المرة، أهذا سبب ما انتِ عليه الان".


رد فرمان ليجيب عليه:

"تعرضت أسماء هانم لجلطة قوية على اثر سماعها للتشخيص الأول الخاص بك لا يمكن لأحد ان يشرح للمريض او المصاب صدق وصعوبة هذه اللحظات الأولى، من الجيد ان انهياراتهم وصلت بهم لهذه الحالة فقط".


بدأت أسماء حديثها دون أن تعطي لعارف مساحة للرد على الطبيب قائلة:

 " اعلم انك لن تسامحني بعد سماعك لما سأقوله، ولكني فعلتها لأجلك، كان جميعه لأجلك من البداية". 


بكت أسماء ليقترب فرمان طالبًا منها ان تهدأ حفاظا على صحتها وعلى عارف الذي تحرك ليجلس على الفراش مقتربًا منها بإنزال أرجله لأسفل ناظرًا عيونها الباكية قائلا:

" لا يمكن ما تقوليه، أنتِ اخر شخص يمكنني التخلي عنه بهذه الحياة، أنتِ تعلمين قدرك بقلبي". 


هزت أسماء رأسها بالنفي دون النظر له قائلة:

 " ولكنك إن علمت انني سبب ما عايشته في طفولتك وشبابك لن اظل كما تقول".


استغرب عارف مما تقول متسائلا:

 "و كيف ستكونين السبب في ما عايشته مستحيل هذا، كيف وأنتِ من كان بجانبي طيلة هذه السنوات".

 


تحدثت بصوت ضعيف ولسان يثقله المرض آثار الجلطة قائلة:

 " كانت توأمي من يرنا من بعيد لا يستطيع تفريقنا من شدة الشبه بيننا، ولكنها كانت الأفضل فهي دومًا تسعى لتحصل على أعلى العلامات الدراسية ولهذا لتصبح من أوائل صفها عبر سنوات دراستها، حتى حصلت على المرتبة الأولى في الجامعة لتحظى بعروض وظيفية اكثر من رائعة، فبرغم سوء وضعنا المادي و المجتمعي اذ كنا نعيش بمكان شبه آدمي إلا أنها نجحت بانتشالنا من هذه المعيشة واستئجار منزل أفضل من منزلنا لتبدأ حياتنا بالازدهار قليلا". 


كنت انا بوقتها اعمل بمطعم بيتزا، تعلقت اختي في احد الأيام بابن مدير الشركة التي تعمل بها حذرتها كثيرا من خطورة الامر وأن هؤلاء البشر ليس بقلوبهم رحمة سيأخذون ما يريدون ويتركوها كالحمام المذبوح.


ولكنها لم تستمع لي كانت تثق بحبه وبقلبه، ليستمر حبهم إلى سنتين متتاليين. 


كل يوم تعود من عملها مبتهجة تحكي لي عن غافر وقلب غافر وما اشتره لها وما فعله لأجلها حتى أصبحت أيقن أنه مختلف عنهم. 


 ساعدنا غافر كثيرا بعلاج أبي وارتفاع حياتنا المعاشية والاهتمام بدفنه وعملها،  ولم يتبقى لهم سوى الزواج جاء غافر وطلبها من أبي وقتها كانت فرحتنا بهذا اليوم لا تعطى لأحد. 


وافق أبي لحبه الكبير لغافر فهو رجلا بكل معنى الكلمة". 


قاطعها عارف متسائلا بوجه يحمل الكثير من علامات الاستفهام، قائلا:

" من هي دفنه وعن أي حب تتحدثين؟". 


أكملت أسماء حديثها قائلة:

" اتفق غافر مع أبي بفتح أمر الخطبة مع والده ومن ثم سيعود إلينا كي نبدأ بمراسم الزفاف، لو ترى كم سعادته بهذا اليوم لكنت توقعت انه سيتم الزواج بغضون أسبوع على الأكثر". 


ولكننا تفاجئنا بوجوب سفر غافر لإدارة بعض الأعمال في سويسرا، اضطر للسفر  ووعدنا انه سيعود بأقرب وقت لإكمال ما ترك ناقصًا كما اتفق مع والده، وهنا سمح أبي لغافر أن يضع خاتمه بيد دفنه حتى رجوعه'.


رفعت أسماء يدها كي تمسح دموعها التي ملئت وجهها وهي تقول:

" كان اسعد يوم في حياتنا العائلية، بقي غافر في منزلنا حتى الصباح لتكون دفنه آخر من تودعه قبل سفره، إلى هنا كان كل شيء جميل ولكننا تفاجأنا بعد سفر غافر بساعات بسيارات سوداء كبيرة تحاوط منزلنا الصغير، نزل والد غافر واخوه الأكبر ساهر والأصغر عامر ودخلوا منزلنا ومن وراءهم رجال حراسة كثر،  رحب أبي بهم رغم أعينهم التي تشع نارا. لتبدأ حياتنا المأساوية منذ هذه اللحظة التي أجبرت اختي على الزواج من ساهر دون أوراق رسمية فقط بعقد شيخ وإجبار الجميع على عدم الكلام و تهديدنا بصحة أبي، بجانب ديون مفتعلة ستدخل دفنه السجن على خلفيتها وتوقيعها على أوراق لمشاريع مخالفة وغيرها الكثير، مما اضطر ابي للموافقة وترك ابنته الغالية بهذا الشكل وكأنه ألقى بها لكلاب الشوارع، أصبحت دفنه جارية في منزل غافر الذي اختاره بمكان بعيد عن الأنظار، تجرعت أختي بهذا المنزل جميع أنواع العذاب والضرب والإهانة حتى أصبحت شاهدة على علاقاته النسائية في منزلها يدخل عليها بامرأة واوقات أخرى اثنان ليختلي بهما بغرفتها، وعند معارضتها كانت تأخذ من الضرب والإهانة ما يفقدها وعيها، والأكثر اجبارها على خدمة من يأتون معه،  لتزداد مأساتها ومأساة عائلتنا، توفي أبي اثر عدم تحمله لهذا الوضع ووقوفه صامتًا بالأصل كان مريضًا بالقلب لهذا وفاته بعد ما حدث كانت متوقعة، ولكننا لم نتوقع وفاة والدتنا المفاجئ أثر جلطة قوية حين لم يتحمل فؤادها كل هذا العبء ورؤيتها لابنتها تذبل وتدمر امام اعينها دون كلام". 


ابتلع عارف ريقه وتحرك ليقف بصعوبة دوران رأسه قائلا:

" أهذا سبب كره عمي لي، هل انتقم مني لما فعله ابي بكم".


لم يستطع عارف الوقوف أكثر رغم إسناد أوزجي له، جلس مرة أخرى قائلا:

 " ولكني ظننت أنكِ بصفي، لقد رأيتكِ بصفي دائما تدافعين عني وتدعميني".


تدخل فرمان لتهدئة عارف وحثه على الصمت والعودة للتسطح على الفراش كي يتحمل ما يسمعه، وبالفعل عاد عارف واستلقى ناظرًا لوجه زوجة عمه منتظر المزيد من الحقائق، لتكمل أسماء قائلة:

 " عاد غافر من سفرته التي طالت لمدة أربعة أشهر دون تواصل، أتى فور وصوله من المطار إلينا محمل بالهدايا  ليتفاجأ بقسوة الحقيقة المّرة القاسية". 


حاول كثيرا على الأقل ليخلصها مما هي فيه، وقف بوجه ابيه واخيه ولكن دون جدوى.


مع الأسف كانوا متجبرين فاسدين بأرض الله لا يخافون شيء بمالهم ونفوذهم وقوتهم يسخرون كل من حولهم لحمايتهم وخدمتهم وتنفيذ أوامرهم.


وعد والده ان لا يتزوجها بشرط ان يتركوها ولكنهم رفضوا حتى هذا القسم الكبير على قلب غافر بهذا السن والوقت، أعلن غافر انه المسؤول عن الديون وما وقعت عليه أختي من أوراق بغير وجه حق، ليتفاجأ بأبيه وهو يحرمه من أمواله ويصفر ارصدته كاتبًا كل ثروات العائلة باسم ساهر. 


حاول كثيرا أن يأخذ دفنه ليهربها لأي مدينة أخرى ولكنها بهذا الوقت اكتشفت حملها في طفلها الأول والوحيد، حتى انه تعدى وقت أي فكرة بالإجهاض بعد مرور أربعة شهور من القهر والذل فقدت بهم الشعور بأي شيء، كنا نعيش القصص المخيفة عن حياة أهل الثراء والمافيا والعالم الأسود على أرض الواقع، كسرنا بوفاة أبي ومن بعدها امي بجانب حياتها الصعبة ما جعل منها شخص آخر اقترب من فقدان عقله لا تركيز ولا كلام ولا شيء، كبر بطنها يوم بعد يوم لتتمسك به كأنه شعاعها المضيء بظل حياتها المظلمة بعد ان كانت ترغب بإجهاضه كي لا تأتي من هذا الفاجر بطفل تظلمه معه.


ظل غافر بجانبها يساندها دون معرفة أخيه لهذا كان هو أكثر من شهد على ظلم أبيه وأخيه، كاد ان يتحول لقاتل حين يرى آثار الضرب على جسدها بكل صباح،  وبيوم امتلئ داخل غافر فأصبح لا يتحمل ليقرر إجبارها على السفر معه واخذي انا أيضا لان تركي معناه انتهائي اتفقنا على كل شيء ولم نكن نتوقع ان يسبقنا قدر الله و يعيق سفرنا بسبب ليلة حمراء رذيلة تم حرق اختي بطنجرة الطعام ببطنها حين رفضت أن تشاركهم متعتهم وفجرهم، فكيف لها ان تشارك ثلاث فتيات بزوجها بنفس الوقت وأيضا وهي بشهرها السابع، ساءت حالتها ونزفها واستنجادها بغافر الذي كان شاهدا على تلفظها أنفاسها الأخيرة وهي تأمنه على ابنها عارف".


تحرك فرمان و وقف بقلق بجانب عارف الذي اتسعت عيناه من الصدمة، طالبه الطبيب بضرورة تمالك أعصابه كما حذره من خطر التهور والغضب فلولا قلقهم حيال خروجه ومعرفة ذلك من الأخبار بالخارج ما كانوا اخبروه بهذا.


ولكنه لم يتحمل قلبه ما سمعه من ظلم لتبدأ عينيه بالبكاء الصامت، تعمدت أسماء عدم النظر نحوه كي تستطيع استكمال سرد ما تحملته لسنوات قائلة:

 " لم يتعدى على وفاة اختي الخمسة شهور، كان  قد توفي بهم والد غافر بحادث سير مروع مدبر في يوم زواج ساهر من احدى فتيات الوسط الخاص بهم حتى يتمكن من الحاق نسب عارف لها، جاء غافر وطلب مني الزواج لأنني أشبه أختي دفنه وأيضا لأنه لم يستطع نسيان ما فعلوه به ولم يستطيع الحفاظ على امانتها فكان داخله مملوء ومتخبط بشكل كبير طغى على فطرته التي لا تشبههم وجعل منه رجل مختلف تماما عن الذي عاشرناه ولمسنا طيب قلبه، كره طفل  أخيه يومًا بعد يوم، كان ساهر سببا كبير في هذا أيضا كلما ضغط عليه وذكره بحبيبته ورفع ابنه الصغير ذو الأشهر عليه، لتظلم بصيرته ويحمل أخيه وابن أخيه سبب تغيره وضياعه وموت حبيبته دفنة، لم استطيع اعادته من هذا الطريق خاصة بعد ظلم ابيهم وجعل كل ما يمتلكونه بيد ساهر يعطف عليهم به كلما طاعوه، ومن يومها أصبحت انا بجانبك أكمل ما تتركه أمك الوهمية ناقصًا، وبعد فترة اهتمت هي بالسهر وحياتها بجانب زوجها وأصبحت انا من يكبرك بجانب دفنه، تحملت الكثير وتصديت لوجه غافر الذي اصبح شخص اخر يعمي عينه الانتقام واسترداد حقوقه وأمواله ومظلمته، ولكنه بكل مرة كان يتراجع عن اذيتك باخر لحظة فهي لم تتركه في أحلامه، وقفت امامه في يوم من الأيام و هددته بالانفصال كونه السبب بترك من تدعى امك للمنزل على أثر فخ قذر وتعرضك بعدها لأزمة نفسية لبقائك وحيدًا، ولكني علمت لاحقا انه فعلها من أجلك حتى لا تكون شاهدا على محادثاتها الليلية مع الرجال"


صمتت أسماء ماسحه فمها وعينيها، ناظرة لعيون عارف الثابتة عليها قائلة:

"اعلم انني مخطئة، واعلم انه ظلمك كثيرًا، واعلم أنك برغم كل هذا أصبحت أبن بار ناجح كوالدتك، كما اعلم أن فضل ما انت به هو دعائها لك فهل يرد الله دعاء المظلوم" 


وقفت أسماء هانم والدموع تغرق وجهها من جديد قائلة:

 " لا اريد منك مسامحة لي او له ولكننا نريد ان تسعد بحياتك فأنت أكثر من يستحق هذا".  


تحركت وخرجت من الغرفة لتتركه خلفها مصدومًا لا يصدق ما سمعه.


وبعد ساعات من إخضاع عارف للمراقبة والاطمئنان عليه وعلى فحوصاته تم إخراجه من المستشفى محملًا بقائمة تحذيرات كثيرة أهمها عدم تعرضه لأي مشاكل او ضغوطات حتى يستعيد عافيته.


............... 


عاد لمنزله مسّتقر على فراشه وهو تحت تأثير الصدمة المؤلمة، ليصبح شاردًا حزينًا صامتًا اغلب الوقت. 


حاولت أوزجي وعائلتها إخراجه مما هو فيه حتى نسيا امر حمل زوجته، فمن يرى عينيه وصمت يخشى ان يضيف عليه أي جديد خيرا كان ام شرا.


ليمر عدة أيام آخرين عادت عائلة أوزجي لبلدتهم وهم حزينين متفاجئين تاركين ابنتهم بجانب زوجها ترعاه وتهون عليه صدمته. 



خرجت من الحمام مرتدية البرنس الأبيض والمنشفة على رأسها بعد حمام دافئ اسرعت بأخذه قبل استيقاظه.


ارتدت فستان قطني ناعمة مزود بكسر كثيره أعلى البطن، خرجت من غرفة تبديل الملابس وهي واضعه يدها على بطنها بفرح انتفاخها بشكل زائد، او بمعنى أدق لانها اول مرة تدقق بحجمها وارتفاعها بهذا الصفاء الذهني.



اغمض عارف عينيه وفتحهما بوجهها المبتسم المجهد فاتحًا لها ذراعيه كي تقترب وتدخل في حضنه، تمايلت في مكانها قائلة

 " ليس بهذه السهولة". 


ابتسم وهمَ ليتحرك من مكانه لولا دوران رأسه وقلة جهده، اسرعت باقترابها والدخول في حضنه قائلة: "ولكن عليك ان تتذكر حديث الطبيب". 


ابتسم وجهه قائلا:

" حتى لو أردت لم أنجح، اعتقد حدث هذا بسبب سفر انا اعلم  جيدًا عينه التي تقسم كل شيء تدخل بها، ولكن عليه أن يصبر ليرى سأجعل زوجته تتركه وتذهب لمنزل أبيها شهرا كاملا".


ابتسمت أوزجي قائلة: 

" لا تقل هذا حفظهم الله من شر الحزن". 


ضحك عارف مقبل رأسها في حضنه:

" أحلال له وحرام علي؟، انظري الى دعائه ماذا فعل بي أليس مؤسف على شبابي".  


ضحكت أوزجي محتضناه بقوة خوفها من خسارته وفرحتها من عودته، ابتسم من جديد قائلا لها:

" وأنت ِ أيضا فرحة من أجل هذا، انتظروا قليلا سأخذك لرحلة طويلة يطير عقلك وعقل الجميع بها حتى ستتركه زوجته كما قلت لكِ، يحاول مصالحتها وارضائها شهرًا كاملا فلا يستطيع".


 (😂😂😂عاد توم وجيري من جديد) 


ضحكت أوزجي مجيبة عليه بعد تفكير لم يدم لثواني:

" ولكنه قال لك لقد استجاب الله دعائه وأصبحت بالمصيدة لا يمكنك فعل كل ما يخطر لك".


ضحك عارف قائلا بثقة:

" ما كان هذا الآن هل اصبحتي تتحدثين مثله، أم أنك حقًا فرحه بوضع وعدم استطاعتي الاستمتاع بوقتي مع زوجتي". 


ضحكت أوزجي حتى رن صوت ضحكاتها جدران الغرفة وهي تتحرك لتستقيم بجلوسها بجواره واضعة يده اسفل بطنها قائلة:

" كيف فرحة حتى سأقول لك أنني حزنت عليك من الان، فولي العهد قرر أن يلغي لك كل الأحلام المستقبلية". 


هز رأسه متسائلا:

 " ماذا تقصدين بولي العهد حقًا اصبحتي تتحدثين مثله". 


أراد أن يسمعها منها قبل ان يفرح رغم ان وجهه امتلا بفرحته بمجرد تخيله حدوثه. 


امسكت أوزجي يده وحركتها على بطنها، لم يتعجب من حالتها ناظرًا لبطنها التي شك بها وبكثرة تكرار زلات اللسان امامه.


 هزت أوزجي رأسها وهي تحرك يدها على يده قائلة اعتقد:

" انه هنا تمامًا تحت موضع يدك كان يكبر وهو ينتظر معي شفائك يعينني ويصبرني قاسمًا لي ان ابيه الحنون مستحيل ان يتركنا وحدنا".  


استقام عارف وهو لا يصدق ما سمع نظر ليده ثم نظر لها باندهاش متسائلا:

 " هل أنتِ حامل حقًا ام تمزحين معي؟".  


هزت أوزجي رأسها بعينيها المملؤة بالدموع قائلة:

 " اقتربت دخولي شهري الخامس وأنت لا علم لك". 



لم تتوقع هذه القوة التي خرجت من فرحته ليحتضنها ويقبلها وهو يضحك ويضحك بصوت عالي لا يصدق أنه سيحقق حلمه. 


بحث عن هاتفه حوله ليجري اتصالا اعتقد اوزجي انه سيتحدث مع عائلتها او سفر ولكنها تعجب من بدأ حديثه قائلا بتلقائية كبيرة:

"سأصبح أب يا أمي، سأصبح أم.. أقصد أب".


بكت أسماء من فرحته حتى عاق بكائها بينها وبين تكملة المكالمة التي انتهت بغضون ثواني حضن عارف زوجته بعدها، لم يصدق أحد انه سيتعافى و يسترد قوته بمجرد سماعه لهذا الخبر مغتنم فرصة وجود حبيبته بحضنه وطفله في منتصفهما ليقول بفرحته اللامعة بعينيه:

 " هل تعلمين أنه محق هذه المرة، لهذا علينا اغتنام كل لحظة قبل ان يحدث ما دعاه". 


كانت هذه آخر كلمات سمعت  قبل ان يتحول حديثهم لضحك وفرح وسعادة للقلوب الجميلة.



مرت الأيام والأسابيع ليستعيد عارف صحته شيئا فشيئا حتى أصبح بأفضل حال يتمكن من السير ومواصلة يومه دون اللجوء للفراش. 


حاول تعويض زوجته عن ما مرت به أيام مرضه، اهتم بطعامها أولا فأصبح لا يهدأ له بال حتى يطعمها بيده ليس إلى ان تشبع بل حتى الى ان يقتنع هو انه كافي لها ولطفله. 


استعادت أوزجي صحتها من جديد في شهور حملها الأخيرة، تم دمج شركة أوزجي مع شركة عارف القديمة "جوتشي" بعد ما تنازل غافر عن نصيبه له كهدية رمزية فور استرداده لوعيه من نومته الطويلة. 


 

اصطحب عارف أوزجي بعد شهر من خروجه من المشفى ذاهبًا لأكثر مكان كان يهرب منه،  

تفاجأ الجميع بوقوفه أمامهم  ظنوا أنه جاء ليكمل ما ترك ناقصًا وأن يوبخهم على كل ما عاشه في ماضيه. 


لم تستطيع أسماء الوقوف أمامه والنظر بوجهه، تحدث غافر بصوت مهتز:

" لم أكن أعلم أنني سأعيش هذا اليوم، ولكن من الجيد أنني عايشته ليكون جزء من تسديد ديوني الدنيوية تفضل يا بني اخرج ما بقلبك".


اقتربت الممرضة المختصة برعاية أسماء وغافر لتعطي كلا منهما دواءه.


اخذت أسماء القرص الصغير ووضعته اسفل لسانه هاربة بوجهها كي لا يرى دموعها.


اقترب الطفل القوي الرحيم من خالته جاثيًا على قدميه امام مقعدها واضعا يديه على ركبتيها قائلا: "ألم تشتاقين لرؤية سندك".


اهتز قلبها بمجرد اقترابه وسماعها لصوته الحنون مالت لتأخذه بحضنها وهي تهتز بدموعها.


أوقفوا عن فعل ذلك كما حذرت الممرضة عارف بخطورة ما يفعله كي لا تصاب بجلطة ثالثة تؤدي بصحتها للسوء أكثر.


خرج من حضن خالته ماسحًا دموعها بيده الحنونة شاكرها أمام الجميع على كل ما فعلته من اجله طوال السنوات الماضية قائلا وهو ينظر بأم عينيها:

"كنتِ لي خير ام ورفيق وداعم وسند على مر السنين وها أنا قد عدت لاقف بجانبك واكون خير سند قوي لكِ كما تمنيتي طوال حياتك".


تعجب حين التفت لبكاء عمه بالجوار، تحدث من مكانه ممسك بيد خالته قائلا لعمه:

" فكرت كثيرًا فيما ماضي وتيقنت ان لولا وقوفك بجانبي والاهتمام بتعليمي واغداقك عليّ بالأموال والسيارات وكل ما اردت دون حساب ما كنت سأصبح الان جوتشي أنباي، ففي حين ابتعاد والدي تاركًا لكم فتات ثروة كبيرة كنت أنت من يقف بجانبي".


تحدث غافر قائلا:

"كان واجبي بكل الأحوال أنت ابن العائلة وذكرى غالية على قلوبنا".



اقتربت دفنة بطفلها من عارف لتعطيه له قائلة: "أنظر إليه لترى طفولتك به".


فرح بوجود الصغير في حضنه أخذه جالسًا على المقعد المجاور من خالته يسألها:

"هل كنت جميل لهذه الدرجة بصغري".


رفعت أسماء يدها لتضعها على كتفه القريب منها قائلة:

"كنت جميل لدرجة انني أرى قلبك بعيناك دومًا".


تساءل عارف عن فاتح وهو يترقب تغير وجوه العائلة، نظر أوزجي لدفنه وهي تعلم حقيقة انفصالهم.


تحدث غافر قائلا:

" وهذا أيضا موجود الم اقل لك دفعنا حسابتنا بالدنيا كي لا نتعرقل بها في الاخرة، تم انفصاله عن ابنتي وابتعاده عنا".


لم يزيد تساؤلاته كي لا يضغط على قلوبهم التي تفصح بوجوههم عن ما تحمله من الآلام.


تحدثت دفنه قائلة:

" أصبح صاحب أكبر سلسلة مطاعم، كما أصبح منعم بثروة زوجته الجديدة مع اختلاف بسيط  اشتراطها  بكتابته كل ما يمتلك باسمها كي تضمن تواجده واستمراره بجانبها".


نظرت دفنه لاوزجي لتكمل حديثها:

" خرج انها مختلفة عن جنس النساء وما يشعرون به،  فبرغم معرفتها ومشاهدتها لخياناته المستمرة إلا أنها كانت تختلف عنا  حين تفسر الخيانة على أنها تجديد للحياة وتسلية ومتعة فقط، وهذا ما جعله يتعذب لرؤية تواجدها بأحضان الأصدقاء والاستمتاع معهم بالقبلات الحميمة من باب التسلية بهذا القدر فقط كما سمعنا،  لم أتوقع تحمله وصمته على هذا لأجل المال ولكنني علمت انه يفعل المستحيل لها كي لا تتمتع  ولا تتسلى مع غيره ليصبح بهذا الأمر أسيرا لها ولأموالها، الحمدلله الذي نجانا منه فما أقبح هذه الحياة التي تعاش دون روح، يشعر انه امتلك دنياه وحياته ولكنه بالأصل فقد نفسه وروحه وسعادته الحقيقية". 


تحدث غافر معقبًا على حديث زوجته الملغم بحزنها، قائلا:

"ألم يقولون الآباء مطبعة الأبناء، والده أيضا كان شاهد على ظلم أم عارف ولم يتحدث بل كان يشاركهم في جميع ظلمهم وفسادهم دون اعتراض، باع الجميع لكسب أبي والتمتع بتحقيق الأحلام التي ذهبت فور وفاة أبي وتأكدنا من كتابة كل الثروة لساهر".


هز غافر راسه بحزن قائلا:

"حتى ثريا عانت من الخيانات ولكن الحق يقال كانت مرة والثانية ظلمًا".


تحدث عارف لعمه:

" بالمناسبة تحدثت مع محامي كبير وطلبت منه تقسيم ورث ابي على النحو الذي يرضي الله عنا".


قاطعه غافر رافضًا استرجاع المال له، ليكمل عارف قائلا:

"حدثني والد أوزجي حين لجأت إليه لأخذ النصيحة وأكد عليّ ضرورة  إعادة الأموال لأصحابها كي يرضى الله عنا جميعًا"


صمت للحظات تحدث بها:

"مع الأسف كنت اعلم بوضع فاتح وأردت أن استمع وأتأكد منكم، ولهذا سيكون نصيب عمي عامر من نصيب حفيده عارف لا يقترب احد منه حتى يكبر ويصبح قادر على التصرف به".


وجد غافر الفرصة ليتحدث مع عارف كي يوصيه على زوجته وابنته فهو بصدد العودة الى  رحلة علاج طويلة لربما تكون الأخيرة.



استقر عارف بهذا اليوم في القصر بناء على طلب غافر قضاء يومه معهم، وأيضا لأجل رغبته بالبقاء أكبر قدر بجانب خالته كي يستمع منها عن أمه لعل هذه القصص تشفي جروح قلبه.



حاولت دفنة الانفراد بهِ مرة أخرى حين خرج للحديقة كي يجري اتصالا مهمًا،  أبدت له الندم والاعتذار عن ما صدر منها متمنية لو عاد الزمان بها.


قاطع حديثها قائلا:

"لا اعرف هل اطلب منك السماح على الحياة الباردة التي كنا نعيشها سويًا، ام اشكرك على ما فعلتيه وجعلتيني به أعيش اجمل أيام حياتي وانا بجانب حبيبتي ننتظر قدوم طفلنا الأول بحب وشوق، اعلم ان جميع ما عايشناه هو قدر الله ومشيئته لنا لذلك أنا سعيد بحياتي الجديدة وأتمنى ان تجدي لكِ حياة حقيقية سعيدة لكِ ولطفلك وأنا متأكد من أنكِ ستنجحين في ذلك فلن يهدر الله الخير الكبير الذي فعلته خالتي طوال حياتها".


 

كان الكلام صادما وصريحا وموجعا على قلب دفنه ولكنه مفرحا على قلب زوجته التي سمعت اطراف حديثهما من جانب شرفة الطابق العلوي الدرج لتطير من فرحتها وثقتها بمن امتلك قلبها.



……..


عادا لمنزلهم من جديد ليكملا حياتهما من حيث توقفا، مهتمين بالعمل والنجاح المستمر.




جاء موعد ولادة أوزجي ليعيش الأب الحنون مشاعر جديدة على قلبه فور حمله لابنته عقب ولادتها، كانت أصدق وأعمق اللحظات التي عاشها عارف داخل غرفة العمليات حيث تجلت في قلبه مزيج من مشاعر الفرح، الحب، والرهبة، ضم ملاكه الصغير إلى صدره شاعرًا بتسارع دقات قلبه، التي اصطحابها الدمع في عينيه وهو ينظر إلى ملامحها البريئة متعهدًا بحمايتها ورعايتها وان يكون ملجأ لها مدى الحياة، شرفت دفنه الصغيرة حبيبة والديها وعوضهم لأيامهم الصعبة الحياة. 


كان اختياره الاسم عائدًا لتخليد ذكرى أمه الذي أصبح يتشرف بها على عكس ماضيه.



حزنت دفنه لمعرفتها انتهاء حلمها بعودتهم وانتهاء اي مشاعر بينهما كونه اختار الاسم بهذه الجرأة.


لم يمضي على ولادة دفنه شهور قليلة تلقت العائلة بعدها خبر وفاة غافر بعد جرعة علاج لم يتحملها قلبه.


حزن عارف عليه حزن كبير عميق، استقبل جثمان عمه في المطار بنفسه بجانب وقوفه لأخذ العزاء به في لحظة مليئة بالمشاعر المتداخلة التي يصعب وصفها.


التف حول خالته وابنة عمه وهو يسترجع صوت عمه وحديثه الأخير باخر مكالمة هاتفية يوصيه عليهم طالبا منه ان لا يفرط بالأمانة كما فرط هو بأمانته وجعله يعيش حياة صعبة.


وقف لتلقي العزاء ومشاهد غافر في طفولته تمر امام عينيه يحاول التماسك وإظهار القوة ولكن حزنه كان واضحا على وجهه.



طلبت أسماء منه الانتقال إلى المنزل الكبير ليعيشا جميعا معا ولكنه رفض تمامًا أن يترك منزله الذي شهد على نجاحه وسعادته.



وهنا اضطرت أسماء بأغلاق المنزل الكبير و امتلاكها منزلًا مناسبًا لها هي وابنتها يكون قريبا من منزل عارف.

 


وقد حدث حين دفع عارف مبلغ كبير مغري لشراء منزل صغير مكون من طابقين يبعد عن منزله عدة أمتار كي يكون خير حافظًا وراعيًا لخالته.



مرت الشهور حتى اقتربت على مرور سنتين بعد وفاة غافر، ظهر على أسماء التحسن الملموس أثناء ذهابها بكل اناقتها لحضور حفل الأزياء الكبير والأول بعد استعادة جوتشي كامل صحته وعودة أوزجي للعمل بعد أشهر طويلة من ولادتها لدفنه الصغيرة. 


كان بمثابة عودة الروح للمصمم الشهير جوتشي الذي كالمعتاد نجح في تحقيق حلمه،  تألقت أوزجي بما اختصها زوجها به بشكل مختلف حين أضيفت هذه المرة  بعض التفاصيل فأصبحت ليست وحدها من يختصها بتصاميمه.


ارتدت أوزجي هي وابنتها ذات العامين نفس الفستان والتصميم، ظهر جوتشي  للجمهور وهو يحمل ابنته الجميلة التي من حكمت الأقدار ان تكون شبيهه لامه وخالته ومن بعدهم ابنة خالته ذات الشعر المائل للأحمر.


تحرك على الشريط الأحمر بجانب حوريته حتى وصلا لمنتصفه، رفع عارف يده وهو ممسك بيد حورية البحر الأسود رفعها لأعلى ملوحًا بها لجمهور الزائرين. 


لتنتهي بهذه اللحظة وبهذا الوجه الفرح الناجح قصة اجمل زوجين 


عارف&أوزجي  'أوزجوتش'


قبل الختام..

 أود اعلامكم بوجود بعض المقتطفات الصغيرة والقصيرة سيتم نشرها في مواعيد القصة الثابتة.


أتذكر كانوا اثنان او ثلاث مقتطفات على الأكثر، واحد منهم يجمع بين رواية حياتي ورواية واجعل لي من قلبك موطنا رومانسي على كوميدي في أجمل وأرق  كلمات كتبتها وسطرتها بقلبي كوني شخص يعشق البدايات التي تظل لها قيمة كبيرة في عمق قلوبنا لا يستطيع أي شيء وان كان أفضل منها اخذ مكانها.


وفي ختام هذه الرحلة التي جمعت قلوبنا ما بين مشاهد الرواية وأحداثها القوية، أود أن أعبر عن امتناني العميق لكل متابعينا الأوفياء الذين لم يترددوا للحظة في الإبحار معي بهذا العالم  الذي نسجناه سويًا.


شكرًا لكل من منحني وقته ليقرأ، ويفكر، ويكتب المنشورات ويتفاعل مع فصول الرواية، كلماتكم وتشجيعكم وحبكم كانوا الدافع الأكبر لي دائما وابدًا.


أتمنى أن أكون لامست قلوبكم وتركت بصمة في ذاكرتكم من خلال رواية حياتي التي وددت أن أبرز بها أهمية العائلة والسلبيات العنيفة التي تؤثر على الأبناء في الصغر وتصاحبهم في الكبر بجانب أهمية السعي للنجاح والتفوق والتميز وسط كل الظروف رافعين شعار لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس بجانب أهمية الأخلاق والقيم لعيش حياة مستقرة سعيدة، ولهذا سلطت الضوء على أهمية الأسرة في حياة كل فردًا بها، فهي ليست فقط مكان للإقامة بل هي مدرسة للحياة يتعلم بها الأبناء ما يجعلهم قادرين على عيش حياتهم كأفراد ناجحين متزنين حالمين بمستقبل أفضل، فالحب والاهتمام والاحتواء والدعم النفسي بالعائلة ليس رفاهية بل ضرورة لبناء أجيال قادرة على صنع مستقبل أفضل.


( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا )


اللهم اجعلنا آباء وأمهات صالحين اتقياء.


 أترككم بكل حب وتقدير وامتنان إلى لقاء قريب نبحر معًا عوالم أخرى تمتلئ بالأحلام والأمل.


دمتم بخير وسعادة.


يتبع..

الى حين نشر المقتطفات الجديدة ندعوكم لقراءة قصننا الجديدة المكتملة منها والحصرية لمدونة على أوتار الحياة.


سأترك لكم رابط فصول جميع الروايات على المدونة بمجرد الضغط عليه ستصلون لمرادكم.


author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

30 تعليقًا
إرسال تعليق
  • غير معرف15 نوفمبر 2024 في 2:33 م

    يانهار ملوش ملامح ايه ده

    حذف التعليق
    • غير معرف15 نوفمبر 2024 في 2:48 م

      😔😔😔😔😔
      لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم
      هناء رحال

      حذف التعليق
      • غير معرف15 نوفمبر 2024 في 2:50 م

        ايه دااا الالم 😥😥😥😥😥

        حذف التعليق
        • غير معرف15 نوفمبر 2024 في 2:51 م

          🥹💔💔💔💔💔

          حذف التعليق
          • غير معرف15 نوفمبر 2024 في 2:52 م

            منتظرين حلقه على 🔥🔥🔥

            حذف التعليق
            • غير معرف15 نوفمبر 2024 في 2:55 م

              بانتظارك كل يوم ادخل اشوف لا تتأخري بعد الكلام الأحداث الخطيرة دى إعداد شوقنا برافو اموله رائعه

              حذف التعليق
              • منال محمد15 نوفمبر 2024 في 3:16 م

                ربنا يعينك ويوفقك ويقويكي يارب حبيبت قلبي ومنتظرينك

                حذف التعليق
                • غير معرف15 نوفمبر 2024 في 4:35 م

                  لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم الظلم ظلمات يوم القيامة 😭😭😭😭 دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب صعبان عليا حالهم وما مرت به تلك الأم

                  حذف التعليق
                  • غير معرف15 نوفمبر 2024 في 5:49 م

                    روعه تسلم ايدك حبيبتي بألانتظار ومتحمسين جدا ❤️❤️

                    حذف التعليق
                    • غير معرف15 نوفمبر 2024 في 10:15 م

                      روعة سلمت اناملك حبيبتي

                      حذف التعليق
                      • غير معرف15 نوفمبر 2024 في 10:22 م

                        بارك الله فى يد لا ينتهى ابداعها
                        تسلم الأيادي يا لولو نهايه فوق الروعه

                        حذف التعليق
                        • منال محمد photo
                          منال محمد15 نوفمبر 2024 في 10:43 م

                          فعلا لا يأس مع الحياة ولا حياه مع اليأس احسنتي وابدعتي ودايما متفوقه علي ذاتك الروايه قمه في الجمال ومليءه بالعبر وختامها كان شافي ووافي لقلوبنا واعجابنا ببناء الاسره والحس علي الترابط والحب ابدعتي لولو ومنتظره واجعل لي من قلبك موطنا لاني اشتقت اليها

                          حذف التعليق
                          • غير معرف16 نوفمبر 2024 في 2:36 ص

                            تسلم ايدك يالولو ابدعتى فى الحلقه. الف شكر على الروايه الجميله

                            حذف التعليق
                          • فاطمه السعيد16 نوفمبر 2024 في 12:13 ص

                            تسلم ايدك يالولو جميله جدا

                            حذف التعليق
                            • غير معرف16 نوفمبر 2024 في 12:23 ص

                              انا هكتب ايه بعد الابداع الي قرأتو هلأ فعلااا بيعجز اللسان وبيعجز القلب والعقل عن وصف ابداعك يا امل خساره انو رواياتك ما بتتصدررر كل معارض الكتب لان تستاهلي بجداره انك تكوني معروفة بابداعك دا 👍🏻👏🏻👏🏻👏🏻اتمنالك التوفيق بمسيرتك حبيبتي 😘😘🧚🏻🥹

                              حذف التعليق
                              • غير معرف16 نوفمبر 2024 في 12:23 ص

                                ابدعتى ياقلبى

                                حذف التعليق
                                • غير معرف16 نوفمبر 2024 في 12:23 ص

                                  نهاية تليق بابطال الرواية احسنتي 🫰👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻

                                  حذف التعليق
                                  • غير معرف16 نوفمبر 2024 في 12:27 ص

                                    شامووووو الك ولاحساسك العالي دا انتي عملتي فينه حاجه عجيبه انا بسرح مع الفقرات وبنسى كل حاجه جنبي بكون بس بعالم الشخصيات الي توصفيها 👏🏻👏🏻انبسطت من كل حاجه واتمنى البنوتات بياخذو العبره من وراء سردك للمنعطفات الحياة 🧡شكرا ليكي من الاعماق 😍

                                    حذف التعليق
                                    • غير معرف16 نوفمبر 2024 في 1:57 ص

                                      إنتهت قصة من أجمل القصص التى قرأتها،سلمت أناملك ياأمل

                                      حذف التعليق
                                      • غير معرف16 نوفمبر 2024 في 2:22 ص

                                        حين قرات مقولتك لا يأس مع الحياة ولا حياة مع الياس اتضح لي اننا مجبرون على تسيير انفسنا واتخادنا لقرارات تسهل لنا استمرار الحياة بشكل افضل رغم كل الصعوبات التي تواجهنا إلا اننا نستمر من حيت توقفنا
                                        لما نقول العائلة يعني الدفئ الحضن السند الحب الرحمة مواجهة الحياة يدا بيد لهذا وجود العائلة شيء رائع جدا
                                        شكرا لك حبيبتي على كل المجهودات المبدولة من أجل إيصال كل ماهو جميل لنا شكرا جزيلا مرة اخرى حبيبتي أمولة والى اللقاء في رواية جديدة تجمعنا

                                        حذف التعليق
                                        • غير معرف16 نوفمبر 2024 في 10:39 ص

                                          تسلم ايدك حبيبتي ابدعتي كالعادة

                                          حذف التعليق
                                          • Rim kalfaoui photo
                                            Rim kalfaoui16 نوفمبر 2024 في 3:43 م

                                            للأسف انتهت رواية قلبي وحبي للمشاهدها والحوارات التي كانت رائعة جدا وممتعة في بعض الاحيان وفي بعض منها أحزان وقهر لأبطال ولكن تبقي الرواية التي شملت كل شيء قدره لهم رب العالمين
                                            ومع سحر كلمات لولو ووصفها لكل شخصية تجعلك تدمن على قرأءتها مرة وثانيا وثالث لاخخخخخخ
                                            فعلا رواية حياتي كلها روووووعه أحببت كل تفصيله فيها وكل سرد للأحداث بإبداء وتميز يسلم ايديك يا لولو واتمني لك دايما الأفضل والنجاح وكل الشكر والتقدير والاحترام

                                            حذف التعليق
                                            • Basma Fakhri photo
                                              Basma Fakhri17 نوفمبر 2024 في 9:51 م

                                              تسلم ايدك روعه

                                              حذف التعليق
                                              • Saga Emam✨ photo
                                                Saga Emam✨19 نوفمبر 2024 في 9:56 م

                                                شعور محزن لما تودع رواياتك المفضلة🥲💔

                                                حذف التعليق
                                                • Saga Emam✨ photo
                                                  Saga Emam✨19 نوفمبر 2024 في 10:33 م

                                                  ايه كمية الظلم و السوء ذي يلي في ساهر و أبوه 😳لاحول ولا قوة الا بالله
                                                  و انا بقراء تقطع قلبي على دفنه و ما مرت به😭😭
                                                  و ما كفاهم ذا كله اظلموا حياة طفل صغير 😭

                                                  حذف التعليق
                                                  • Saga Emam✨ photo
                                                    Saga Emam✨19 نوفمبر 2024 في 10:34 م

                                                    حبيت النهاية كثيررر🥹🥹🩷🩷🩷🩷
                                                    و اخيرا السعادة دقت أبوابهم 🩷🥹🥹🥹🥹

                                                    حذف التعليق
                                                    • Saga Emam✨ photo
                                                      Saga Emam✨19 نوفمبر 2024 في 10:35 م

                                                      تأثرت كثير بمشهد النهاية 🥹 و كأن مشاهد البدايات أتت امامي و كيف كانت مسيرتهم مع بعض 🥹 كيف بدأت و كيف انتهت

                                                      حذف التعليق
                                                      • Saga Emam✨ photo
                                                        Saga Emam✨19 نوفمبر 2024 في 10:37 م

                                                        قصه حياتي من اجمل القصص 🥹🩷 و الأقرب لقلبي
                                                        خفيفة و قصيرة لكن أحداثها عميقة و قوية بنفس الوقت تترك أثر في القارئ🩷

                                                        حذف التعليق
                                                        • Saga Emam✨ photo
                                                          Saga Emam✨19 نوفمبر 2024 في 10:37 م

                                                          منتظرين جديدك بكل شوق و حب 🩷🩷🫂
                                                          تسلم ايدك يا لولو 🤭🩷🌸

                                                          حذف التعليق
                                                          • Saga Emam✨ photo
                                                            Saga Emam✨19 نوفمبر 2024 في 10:39 م

                                                            المقتطفات الجميلة 💃🏼💃🏼💃🏼💃🏼
                                                            احلى خبر اسمعه🤭💃🏼💃🏼
                                                            مقتطف مشترك بين و تجعل لي من قلبك موطنا و حياتي😍😍
                                                            اشتقنا لروايتنا المفضلة واجعل لي من قلبك موطنا 🥹🩷

                                                            حذف التعليق
                                                            google-playkhamsatmostaqltradent