recent
جديدنا

احكي يا شهرزاد الفصل الثلاثون

احكي يا شهرزاد

بقلم أمل محمد الكاشف

الحب ضيف لا يعرف الضعيف من القوي، لا يفرق بين الغني و الفقير، تعتقد نفسك بعيدًا عنه لتتفاجأ  باختراقه لقلبك  دون أن ينتظر إذنًا منك، تنهار قوانينك ومفاهيمك و قوتك أمامه لتصبح أسيرًا لتلك النبضات التي تعلو مسرعة بمجرد سماع صوته، لمح وجهه، تذكر طيفه، تثلج أناملك المرتجفة بقربه، ضيف غير محرم  الوقوع به أو الشعور به أن تم توظيفه بما يرضي الله، إن جاءك هذا الضيف بالحلال فلا تفرط به ولا تفرض قواك عليه اترك نفسك لتنعم بما أحل الله لتسعد بنعيم ما  شرعه الله لك

     " وجعل بينكم مودة ورحمة".


استيقظت شهرزاد على نغمة هاتفها بموسيقى احكي يا شهرزاد، نظرت لاسم المتصل على الشاشة وهي تتحرك لتجلس على الفراش مجيبة عليه: " السلام عليكم".


رد شريف:

" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وسعادته وكرمه".


ابتسم وجهها متسائلة:

 " هل رأيتني بحلمك لا زال الوقت مبكرا". 


_" لا لم أحلم بكِ فكيف سأحلم وأنا لم أنم حتى الآن".

 

 ردت عليه بقلق:

" ولماذا لم تنم هل مرضت أم أن والداك..".


رد ليطمئنها عليهم:

" جميعنا بخير أنا فقط لم استطع النوم حين رفض قلبي وعقلي ان يتركوني أنام".

 

تحركت ونزلت من على الفراش قائلة:

 " من الواضح أنك لا تريد مني إجابة".


رد شريف بوجه مبتسم:

" تمام فهمنا نحن بفترة خطوبة ولا يمكننا التحدث بهذا الشكل ولكن عليكِ ان تعديني بتعويضي عن كل هذه الردود مستقبلا".

 

و بتلقائية اجابته:

 " أعدك إن توقفت عن إحراجي".


سألها بفضول:

"  اخبريني ماذا ستفعلين الآن لأفعل مثلك".


اتسعت عينيها فور نظره للساعة قائلة:  

" كان علي أن أضع اللحم على الموقد لينضج على راحته، اغلق بسرعة لأضعه قبل ان تستيقظ أمي لقد وعدتها بضبط المنبه ومساعدتها".


ضحك شريف قائلا:

 " هل رأيتي عروسة بصباح خطوبتها تخبر عريسها بوضع اللحم على الموقد وخاصة بعد سؤالي و رغبتي ان نقوم بنفس العمل".


_" أعتذر منك عليّ أن أغلق بسرعة أنت لا تعلم حال أمال عند غضبها".


اغلق وهو يضحك على حالتهم قائلا لنفسه:

 " هل نسير بخطوات متسارعة،  وضع اللحم على النار واشتري حليب للأطفال ولا تنسى أخذ كيس القمامة بيدك وأنت ذاهب للخارج".


 ضحك شريف اكثر قائلا:

 " لا لن يحدث كل هذا نحن مختلفون السلطانة شهرزاد شرف الدين البغدادي لا تشبه غيرها".


أغمض عينيه ليحلم أنه على ساحل البحر ينظر لها وهي تأتيه من بعيد راكضة بوجهها الفرح قائلة له:

 " شريف أنا حامل". 

فرح هو ويحتضنها بقوة سعادتها، رفعها ودار بها على شاطئ البحر معلنًا للجميع: " أحبك".


علت ضحكاتهما التي مرت بسرعة مع مرور الأيام وقدوم الأطفال واحد تلو الاخر ليمتلئ المنزل بألعاب وأصوات وأغراض الأطفال، دخل شريف الصالون ليجد أمه وأبيه يطعمون الأولاد وهم يشاهدون الأغاني الكرتونية بصوت عالي،  ذهب ليبحث عن زوجته ليجدها ترضع طفلها وبجانبها تنام طفلتها الأخرى متحدثة له فور رؤيته:

 " لماذا تأخرت  يا شيفوا هل شراء السمك يستوجب كل هذا الوقت".


لم يرد عليها من مفاجأته لتكمل كلامها بعد ان أنهت ارضاع طفلها:

 " تذكرت عليك إلقاء القمامة التي نسيتها خلفك، سامحني يا شيفوا لم استطيع دخول المطبخ وهي به الرائحة تأتيني إلى هنا،  أنت تعلم خمس أطفال بهذا السن الصغير".


تحدث شريف بصوته المتعب الشبه باكي قائلا:

 " تمام سأذهب كي ألقيها على الفور وأنا من يتساءل عن سر هذه الرائحة".


دخل شريف المطبخ وهو يغلق أنفه بمناديل ورقية ممسكا بمن لاعت معدته برائحتها مسرعا لإلقائها بالقمامة العمومية متخلصًا منها منزلا يده من على أنفه ليتنفس الهواء قائلا:

" لقد تمت المهمة الحمد لله".

 

لم ينهي كلمته حتى تفاجأ بسيارة مسرعة تنثر على جانبيها المياه المتجمعة من الأمطار والطين الذي أغرقه وأفقده صوابه.


 استيقظ شريف من حلمه الفزع قائلا:

 " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ما الذي رأيته".


نظر لملابسه وغرفته  ليتأكد انه حلم وانه لا زال شهريار حياته المنعمة، أخذ نفس عميق أخرجه بهدوء قائلا:

" لا أريد أطفال ".

 

ضحك وجهه متسائلا:

" من شيفوا هذا، لا إله إلا الله بماذا حلمت أنا، هل كل هذا لأجل وضعها اللحم على الموقد".


فتح هاتفه ليجد أصدقائه قد ارسلوا له فيديوهات جديدة تم تسجيلها من هواتفها في الخطوبة بالأمس، فتحها ليشاهدها بوجهه الفرح، كان أكثر ما يبهج قلبه نظرات حبيبته وخجلها من اقترابه لها فهناك فيديو قد سجل اقترابه منها وهو يهمس لها بجانب أذنها.


 ابتسم شريف غارق بجمال فزعها وابتعادها عنه وهي ترفع كتفها بالقرب من أذنها رافضة اقترابه بوجهها الجميل، عاد لمشاهدة الفيديو اكثر من مرة ليستمتع بوجهها وعيونها اللامعة الخجلة، أرسله لها كاتبا اسفله:

 " هل خجلتي أم انكِ تتدغدغين من أذنك لا اعرف هل فهمتي ما اقصده أم لا فهناك من يشعر بكهرباء فور اقتراب أحد من اذنه هل أنتِ منهم".


كزت شهرزاد على أسنانها لتحد من ابتسامتها الواسعة كاتبة ردها عليه:

 " من الواضح أنك تستمتع بعدم الرد عليك، استمر اكتب ما تريد دون أن تأخذ إجابة". 


_" هل تفكرين بالأطفال فور زواجنا؟".


ابتسمت كاتبة: " ومن أين خرج هذا الآن".


ضحك كاتبًا:

" اخشى أن ننجب سريعًا ويأتي من يضيع حقي بالاستمتاع بحبيبتي". 


كتبت له:

 " الأطفال نعمة من الله لا يمكننا ابغضاها أو نكرانها كي لا نحرم منها ونعود لنبكي عليها،  ولكن علينا أن نبحث عن حال للتغلب على مشاكلهم ككثرة البكاء وطلبهم الطعام بكل وقت و قلب موازين الحياة". 


_" وكيف سنفعلها؟ بهذه الحالة نحتاج إلى روبوت وليس أطفال طبيعيون".

 

كتبت له:

 " لدي خطة سنخطف ابن البدري ونأخذ جيناته الوراثية لنحقن بها أطفالنا".

 

ضحك شريف كاتبًا:

 "وماذا إن خرجت تلك الجينات كابنته الصغيرة، نسيت اسمها". 


ردت كاتبة:

" لا اريد ان اجاملك ولكن الحق يقال و ما أوله نور آخره بنور، في هذه الحالة سأخلعك واترككم لتستمتعوا بحياتكم سويا حفاظًا شبابي من أن أصاب بالضغط والسكري بهذا العمر".


ضحك شريف كاتبًا لها:

 " لا تقلقي ولا تفكري بجينات غيري سيكونون أطفال عاقلين مهذبين حتى انهم لا يبكون قبل أن نأذن لهم بهذا".


ضحكت بشكل هستيري كاتبة:

 " لننظم لهم يومين بالأسبوع يبكون ويصرخون حتى يخرجوا ما بداخلهم ونكمل بعدها من جديد".


كتب بنفس ضحكه:

 " بهذه الحالة سأصمم لهذه الأيام غرفة صغيرة مظلمة بها عازل للصوت لندخلهم بها ونغلق عليهم حتى انتهائهم".

 

_" انتظر لماذا خفت الان والله أنني اشفقت عليهم من الآن فإن كان هذا حالنا قبل الزواج فماذا سنفعل بعد الإنجاب".


ضحك اكثر كاتبا:

 " اقسم انني أيضا خفت من نفسي ما هذه الروح الشريرة التي خرجت منا".


علا صوت أمال مناديه على ابنتها التي تركتهم وجلست تضحك مع عريسها عبر رسائل الواتس اب.



 خرج شريف من غرفته بحالته السعيدة وقلبه الطائر من فرحته لينضم لوالديه بالشرفة الكبيرة فاتحا هاتفه ليرسل لهم الفيديوهات والصور ليسعدوا هم أيضا بمشاهدتهم لها.


 سألته زيزي عن موعد خروج الصور وفيديوهات المصور الخاص ليخبرها قائلا:

" ليس قبل ثلاث أو أربع أيام على الأقل". 


مضى الوقت بهذا الجمال ليذهبوا لموعد الغداء في منزل بغدادي الذي استقبلهم بالترحيب والتهليل، خرجت عروستهم بفستانها الجميل لتسلم عليهم مقتربة من شهريار الطائر من فرحته قائلة بخجل:  " أهلا بكم".

 

لم يرد عليها من شروده برؤيتها بجانبه ليزيدها بحالته هذه خجلا و صمتا.


تحدثت مديحة قائلة:

 " ها قد أتينا بدون فطور كما طلبتم منا، ولكنكم ستأتون إلينا بهذه الحالة يوم الجمعة المقبلة حتى يكون سيف قد عاد من رحلته".


لم يسمح ناجي برفضهم لدعوتهم لمنزلهم حتى أنه رفض أن يأكل قبل أخذه وعدا من بغدادي بهذا.


تحدث أمين ردًا عليهم قائلا:

 " والجمعة التي تليها في منزلنا إن شاء الله". 


فتحت الأحاديث والمواضيع العائلية لتأتي سيرة سيف وعروسته تدخلت توته قائلة:

 " ماشاء الله عروسته جميلة وهادئة كنت اعتقد انها صغيرة ولكني صدمت انها بعمر الأربعة والعشرين".


ردت مديحة بفرح قائلة:

" نعم هي كذلك بالإضافة لطيب وصفاء قلبها الحمدلله الذي أكرمه بها". 


رد ناجي:

 " والله الفتاة مظلومة معه تفعل كل ما يريده وزيادة يكفي أن يرضى وابني كثير الدلال لم يكن كذلك ولكن من يجد الدلال ولا يتدلل".


رد شريف بضحك قائلا:

"الأكثر ظلمًا هو انا عندما يتصل بي ويخبرني انه يتناول طعامه على فراش غرفته من يد زوجته".


 نظر لشهرزاد بسرعة أكمل بها:

 " أريد نفس الأداء سأتناول على فراشي ومن يدك وأرسل له صوري".


خجلت مما قاله ليزيدها والده حين قال:

 " ركزي يا بنتي ومن يدك يعني انه سيصبح شهريار حقًا".

 

خفضت شهرزاد نظرها بخجلها لتقف أمها قائلة:

 " هيا يا بنات  لنحضر المائدة كي لا يبرد الطعام".



تحركت شهرزاد ومن بعدها فاطمة خلف امهما التي قالت فور دخولها المطبخ:

 " ادفع نصف عمري وأراكِ وأنتِ تأكلينه بيدك وعلى الفراش أيضا".

 

ضحكت توته على رد شهرزاد على أمها حين قالت:

" ولماذا اطعمه بيدي هل قطعت يده أم وضعها بمتحف الشمع؟.


تحدثت توته بصوت منخفض:

 " علينا أن نشتري غطاء سميك تضعيه فوق الفراش قبل ان تضعي صينية الطعام كي لا يتسخ البقية و تضطرين لتبديلهم كل يوم".

 

ردت عليهم بقوة 

 " والله أنكم تحلمون لن افعلها، سيأكل وحده وبمكان الطعام، وإلا سأبقى بمنزل أبي معززة مكرمة".


ردت أمها بضحك:

" لا إله إلا الله كلما غضبت منه تعاقبنا نحن، لا يا بنتي عليكِ ان تختاري عقاب آخر له وليس لنا".


تم وضع الطعام على المائدة وقف البغدادي داعيًا الضيوف أن يتفضلوا ليبدأوا طعامهم.


 

تحرك الجميع نحوه ليجلسوا على مقاعدهم ما عدا العريس الذي ظل واقفا يراقب جلوس الجميع حتى سنحت له الفرصة ان يجلس بجانبها فور جلوسها لتتفاجأ توته بأخذه لمقعدها قائلة:

 " سأتغاضى لأجل خاطر عريسنا". 


وتحركت لتجلس بجانب والدها الذي تحرك وجلس بجانب أمين بالمكان المفترض أنه كان من نصيب العريس.


لم تجلس أمال لتأكل من كثرة اهتمامها بضيوفها و وضع الأطعمة المختلفة الشهية أمامهم حتى انها لم تعطي لشهريار فرصة بأن يتدلل على عروسته بطلب أي شيء منها بل العكس كان هو والجميع يتذمرون من كثرة ما وضع بأطباقهم.


انتهى الجميع من تناول اطباقهم دون تذمر أو ضغط عليهم فجمال مذاق الأطعمة الشهية جعلتهم صامتون يأكلون باستمتاع فقط.



تحركوا و وقفوا بأماكنهم وهم يشكرون أمال على حسن وجمال طبخها.


نظرت شهرزاد نحوهم لتجدهم منشغلين بالحديث مع أمها وأبيها، أمسكت شوكة الطعام وأخذت اصبع ملفوف الفطير باللحم واستعدت لتخفض رأسها كي تأكله لولا أن أسرع شريف وتناوله هو من شوكتها قائلا: " الآن تم الأمر".

 

نظرت مندهشة من فعلته ضحك توته قائلة بصوت منخفض:  " بل الآن بدأ".


تحركت بالأطباق الفارغة نحو المطبخ، أخذت شهرزاد قطعة من لحم البط لتأكلها ولكنه كرر ما فعله لتقول له بصوت منخفض:

 " ألم تشبع بعد؟".


 نظر لها بعينيه اللامعة:

" من يدك لها طعم آخر".


 أجابته بسرعة مدافعة عن نفسها:

 " ولكنك فعلتها فجأة أنا لم أرد هذا".

 

تحدث ليرد عليها:

" أجمل اللحظات التي نعيشها تحدث بحياتنا فجأة دون ترتيب".


أخذت طبقها وطبق مجاور له لتذهب بهم للمطبخ، تحدث وهو يمر من جانبها ملبيا نداء والدها لغسل يده قائلا:

 " عيناي عليكِ سأكلها من شوكتك وإن كنتِ وحدك".


ابتسمت وتحركت نحو المطبخ لتسرع في نقل باقي الاطباق مع اختها وامها.


جلس البغدادي بالصالون وهو يفتح هاتفه ليتصل على رقم قائلا فور إجابة المتصل عليه:

 "السلام عليكم، اتصل بك من بعد صلاة الفجر لماذا لم ترد قلقت عليك".

 


رد البدري:

 "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، اعتذر كنت نائمًا ولم استمع لصوت الهاتف".


تساءل البغدادي:

" أما زلت بالقاهرة!، لماذا لم تقل كنت جئت وتناولت طعامك معنا، لعله خير ننتظر هيا تعال الخير كثير والحمدلله".


انزل البدري كأس الشاي ليضعه على المكتب بعد أن رشف منه قائلا:

 " الشكر لك صاحب كرم،  وأيضا كيف سأتي وأنا بالصعيد حتى أني أشرب الشاي بمكتبي".


رد البغدادي باستغراب قائلا:

 " الصعيد! ومتى عدت ونمت وذهبت إلى العمل ماشاء الله عليك يا بني كيف فعلتها".


ابتسم البدري مجيبًا عليه:

" اعتدنا على المسؤوليات وكيفية التنسيق بينهم لا تقلق نحن بخير".


أنهى البغدادي المكالمة متمنيًا له يوم عمل موفق وجمعة مباركة.


ثم نظر بعدها لأمين قائلا:

 " رجل حقيقي كل يوم يعلو بنظري عن اليوم الذي سبقه".


ظل البغدادي يحكي لهم عن عادات الصعيد بالميراث والأراضي وحكمة هذا الشاب بالتحكم والعدل بزمام أمور العائلة.


استمع الجميع للبغدادي ما عدا العروسين الذين انشغلا بمشاهدة الصور والفيديوهات التي أتتهم من هواتف الأهل والأصدقاء.


ضحك شريف وهو يحدثها بصوت منخفض:

 " انه الفيديو الأحب والأفضل بالنسبة إلي انظري لتعلمي كم خاف قلبك وذعر علي والله إن مت الآن سأموت مرتاح القلب".


تأثرت شهرزاد قائلة بقلب انقبض مما سمعت: "أعوذ بالله بعد الشر لا تعيدها مرة أخرى".


_" نعم أنتِ محقة بقولك هناك أمور لا يكتفي التعبير عنها باللسان فقط، فإن لم تكن ملموسة فمن المستحيل أن يشعر بها القلب وإن ترددت امامك طول الوقت".


خجلت قائلة:

 " أنا لم افهم عليك تمام خفت من سقوطك وتأذيك هذا فقط لا تكبر الأمر".


خرجت توته من جهة المطبخ حاملة بيدها أكواب النسكافية بالكريمة والشكولاتة،  ومن خلفها أمال وهي تحمل بيدها حلوى الجاتوه.


تحركت شهرزاد لتضع الطاولات الصغيرة أمام الضيوف ومن ثم تساعد اختها وامها بتوزيع الضيافة، تحدث أمين:

 " رغم أن شكله مغري ولكني سأكتفي بالنسكافية فقط يكفينا ما أكلناه".


رد ناجي عليه قائلا:

" لا تخجلهم تناوله وصم لنهاية الأسبوع".


ضحكت مديحة مؤكدة على كلام زوجها:

 " والله يستحقون أن نخرب نظامنا الغذائي لأجلهم ماشاء الله كل شيء معد بعناية ومهارة كبيرة سلمت يداكن".


ردت زيزي متسائلة:

" وهل عروستنا مثل أمها وأختها  بالطبخ والحلويات؟".


ابتسم شريف بخبث علمه حقيقة ما وقع به، ردت أمال بالنيابة عن ابنتها التي ألجمها السؤال:

 " ألم نقول بالأمثال أبن الوز عوام، مستحيل لابن الوز أن يغرق دون سباحة وهكذا هن وحيداتي لا يمكنهن الفشل بأمر ابدعت امهم به".


ضحك بغدادي معقبا على ما قالته زوجته:

" ومن سيطول رأس أم الوز من بعد الآن".


ثم أكمل بجدية:

  " أمال معروفة بالعائلة بطعامها الجميل الشهي كان والدي يقولان لها إن لم تفعلي بحياتك سوى الطعام فأنتِ نجحتي، وبفضل الله فاطمة أبنتي مثل أمها بل وابدعت في تحضير الحلويات كما رأيتم واعجبكم".


قاطعته بدهشة مديحة قائلا:

 " لا تقولوا انها من حضر الكيك وزينه".

 

خافت أمال على ابنتها تحدثت بسرعة:

 " ماشاء الله، الله أكبر ألم نقل لكم أنها ابدعت بالحلويات، استيقظت قبل الفجر لتحضر الكيك وتزينه كي لا يعيقنا ونحن نحضر الطبخ والاطعمة الأخرى".


انحنى أمين للأمام قليلا أخذ طبقه من أعلى الطاولة الصغيرة مرة أخرى قائلا:

 "وجب عليّ إكماله احترامًا لمجهودها واهتمامها في تحضيره". 


ردت زيزي بانبهار:

"أنت محق يا أمين حقا سلمت يداها خسارة هذه الموهبة تقتصر على المنزل دون الخروج للعلن"

 

قالتها ناظرة لتوته لتكمل:

" عليكِ ان تدرسي أمر مشروع الحلوى سيكون لكِ مستقبل رفيع بهذا المجال وأنا سأساعدك باختيار مكان المشروع والديكورات الحديثة اللافتة للانتباه".


ردت مديحة قائلة:

 " صدقتي يا زيزي ابحثي لها عن مكان بجانب متجرك ونخبر الأهل والأصدقاء عن جمال صنع يدها ليذهبوا ويشتروا منها".


ردت توته بضحك:

 " الله فكرة جميلة، ولكنِ من أين سأجد كل هذا الوقت لإعداد كميات كبيرة متنوعة للبيع".


رد ناجي عليها: 

 " وهل تظنين انكِ ستعملين بيدك، هناك عمال ستبحثين عنهم و تختاريهم بمقاييس نظافتهم ومهاراتهم بجانب معدات عجن وخفق كبيرة لتحضير الكميات المطلوبة بوقت قصير وبالطبع بجانب الأفران الكبيرة التي تتسع لخبز كل هذا مرة واحدة".


اومأ بغدادي رأسه قائلا:

 "فكرة جميلة يا بنتي أنتِ تستحقينها، فكري جيدا بأمر المشروع و اغتنمي شبابك ومهارتك".


تحدثت شهرزاد قائلة:

" العمل جميل سيشعرك بذاتك وقدراتك على الإنتاج ومساعدة الغير، حتى بعملك هذا ستدخلين السرور على بيوت كثيرة وأنا أولهم فما أجمل أن أجد أجمل ما تصنعيه أمامي واختار منه براحتي دون أن اخشى انتهائه".


ضحك الجميع لترد زيزي عليها:

 " ولكن عليكِ ان تنتبهي لوزنك كي لا تحزني وأنتِ تختارين بدلة العرس".


سألت مديحة بفضول قائلة:

 " اخبريني يا شهرزاد بأيهما تبدعين أكثر الطبخ كأمك أم الحلوى كأختك".


ابتسم شريف من جديد لتضحك هي بخجل قائلة: " إبداعي الحقيقي يكمن بما يخطهُ قلمي بأحداث قصصي وخواطري، أحلم أن يأتي يوم واحقق حلمي بفتح دار نشر كبيرة تجمع كبار الأدباء ومن يملكون الموهبة الحقيقة بكتابة الأدب العربي، سيكون بمقر الدار مكتبة كبيرة أجمع بها كل الكتب المميزة ذات القيمة الروحية العالية لتكون منارة لمحبي القراءة والادب العربي كما ألحق بها ندوات يومية بحضور أساتذة الأدب وتدريبات لغوية ونصية لمن يرغب بإتقان وتعلم هذا السحر الخيالي".


 تحمست شهرزاد لتتقدم بجلستها على المقعد وهي تكمل:

 " تخيلوا معي مكان كبير يحيطه الكتب من كل جهة، مزين بطاولات هندسية الشكل مزودة باستندات صغيرة لحمل الكتب، قاعة مدرجة جانبية يعلو صوت الأساتذة والمبدعين بها، يستمتع الزائرين برؤية المطابع وهي تنتج الكتب كما تنتج ماكينات غزل القطن والحرير الذهبي، من كثرة حلمي فكرت أن أضيف جانب لمبدعي الرسم والنحت ليكمل غذاء الروح بألوانه المختلفة".


نظر شريف لخطيبته قائلا:

 " بكل مرة تثبتين لي ان نظرتي الأولى لم تخطئ بكِ".


 ثم نظر لأهله فاتحًا يده ليشير عليها قائلا:

 " أيها الأهل الكرام هذه هي شريكة حياتي ومستقبلي و نجاحي أقدمها لكم بكل فخر واعتزاز".


رد أمين بنبرة ساخرة مخفضة قائلا:

" ما جمع إلا ما وفق طنجرة و وجدت غطاءها".


ضحك بغدادي على ما قاله أمين ليرد عليه بنفس نبرة صوته الذي لم يسمعه سواهم:

 " حسبي الله ونعم الوكيل يا خسارة تعب السنين".

 

علت ضحكاتهم فجأة دون أن يقولا لأحد عن سببها ساترين على أبنائهم. 


ليأتي يوم جديد بجامعة الأدب العربي انهى شريف عمله وخرج من قاعة المحاضرات باحثًا عن خطيبته ليعطيها بعض الأوراق الخاصة بها، رآها تخرج من مكتب أستاذ نديم اقترب منها وهو يعطيها الأوراق قائلا:

 " اعتذر ان تأخرت عليكِ". 


_" لا عليك أجلت تقديمه للغد سأذهب لأستاذة  أماني بالحسابات ومن ثم سأخرج هل تريد مني شيء".


ابتسم لها قائلا:

 " وأنا أيضا ذاهب لأستاذة أماني هيا بنا".


وفتح ذراعه أمامها لتضع يدها عليه كي يسيرا بشكل متشابك.


نظرت شهرزاد لذراعه متسائلة:

 " ماذا تعني بهذا".


_" هيا ضعي يدك لنذهب إليها دون تأخير".


ابتسمت بردها: " تعجبني ثقتك الكبيرة بنفسك". 


شكرها قائلا:

 " هيا فلنفعلها داخل الحرم الجامعي فهي حلال".

 


_" وبشرع من هذا؟" 


 ابتسم شريف وهو ينظر لعينيها قائلا:

" بشرع قلب غارق ببحور حبك". 


تحركت شهرزاد لتسير مبتعدة عنه:

" والله ستجعلني أطلب نقلي لمكان آخر، أصبحت أخشى من الاستمرار بهذا الوضع".


تحرك خلفها وهو يسألها:

 " هل خشيتي على أسوار قلعتك بأن تخونك وتفتح أبوابها أمامي مستسلمة لنداء قلبي".


وبضحك اجابته:

 " يا ربي نجني من نداء قلبي فإن استمعت لما يقوله لي سأخسر عملي أنا وهو".


 توالت الأيام بجمالها وسعادتها لينتهي العام الدراسي بشكل كامل.


قررت توته أن تعود للصعيد مرة أخرى لتقضي وقت أطول مما سبقه كما وعدت فهمية.


 كانت بهذا الوقت قد بحثت ودرست فكرة مشروعها الجديد الذي غير من حالتها واخرجها من حزنها و وحدتها.

 

فرح الجميع بوصول فاطمة للصعيد ذهبت ناهدة رغمًا عنها عدة زيارات أجبرت فيهم أن لا تحزن زوجة اخيها ولا حتى بنظرة واحدة. 


ارسل البدري أبنائه لمنزل عمه كي يسعدوا مع أولاد مدحت رحمة الله عليه دون ذهابه الذي ثقل على قلبه بعد ان لمس تعلقه وتحرك قلبه تجاهها حينما أصبحت ضيفة بأحلامه.


مانع نفسه كي لا يتخطى حدوده وحرمة أخيه المتوفي فإن كانت ترغب بالبقاء على ذكراه فلا أحد يمكنه مراجعتها حتى ولو بالأحلام. 


فرح بقدومها للصعيد وحزن من حالته المتخبطة ليختار الهرب والابتعاد عن محيط منزل فهمية طوال وقت الزيارة.


ليأتي ما لم يتوقعه حين اتصلت به فاطمة بعد صلاة الجمعة ليتفاجأ البدري باسمها يظهر على شاشة هاتفه، لم يصدق بأول الأمر تحرك مبتعدًا عن إخوته وأولاد عمومته وهو ينظر للهاتف دون رد..


كررت اتصالها ليزداد هو ارتباكًا وتخبطًا عائدًا لأحلامه وما أصبح يسكن قلبه تجاهها، ابتلع ريقه ونظر حوله ليرفع هاتفه مجيبًا بصوت قوي أراد بهِ تخبئة ما في قلبه:

 " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتمنى أن تكون أموركم بخير".


ردت فاطمة بصوتها الذي سحره من أول لقاء لتخفق قلبه، قائلة:

" بخير الحمدلله اعتذر ان ازعجت حضرتك".


وبنفس صوت قوته التي حافظ عليها أمام نظرات واقتراب إخوته منه تحدث البدري قائلا:

" لا يوجد إزعاج تفضلي كيف يمكنني مساعدتك".


استغربت توته من جفائه وتحدثه بهذه النبرة القوية لترد عليه قائلة:

 " كنت أريد أن أتحدث مع حضرتك بأمر خاص، اتخذت القرار به وأردت ان أخبرك عنه، فكرت كثيرًا ودرست الوضع ورأيت انه الأنسب لي ولحياتي المستقبلية، أنا لا زلت بأول العمر ولا يمكنني الاستمرار في حياتي بهذا الشكل، بالأخير سيتأثر الأولاد بحزني و وحدتي".


ازدادت ضربات قلبه حين توقع عقله ما يخشاه قلبه، تحدث مقاطعًا حديثها بحدة وقوة قائلا:

  " أنا مشغول الآن لنكمل حديثنا بوقت لاحق".


_"اعتذر لإزعاجك تمام سأغلق الآن ولكن إن تفضلت عليّ أريد التحدث معك بأقرب فرصة قبل سفري وأخذ خطوات جادة حقيقية بهذا الأمر".


رد عليها متهربًا منها:

" يمكنك اخبار ناهدة وهي ستخبرني بما تريدين السلام عليكم".


اغلق هاتفه ليأتيه سؤال سيد له:

" بقولك ناهدة ازداد فضولي لمعرفة من كان على الهاتف ولماذا غضبت عليه لهذا الحد".


نظر البدري لأخيه قائلا:

 " أنا لم أغضب على أحد".


رد محسن عليه:

 "أخي لماذا تنكر؟، هذا ما رأيناه كنت تتحدث بحدة وغلاظة ومن ثم بقوة غاضبة".


تحرك البدري بغضبه قائلا:

 " تهيأ لكم أنا لم أغضب اغلقوا هذا الحديث، سأذهب لعثمان بالأرض الشمالية لأحصل منه الإيراد وأعود".


تحدث أخاه سيد قائلا:

 " ألم تقل لي قبل الصلاة أن أذهب له كي تعود لتجلس مع الأولاد".

 

تذكر البدري ليقول لهم بغضب أكبر:

 " ما بك تحاسبني على الكلمة، سأذهب الآن تذكرت بعض الحسابات أريد أن اطمأن عليها بنفسي، انتبهوا للأولاد ولا تحزنوهم".


تحرك وصعد سيارته مبتعد عنهم بسرعة غير مألوفة عليه، تحث محسن قائلا:

  " حتما ولابد أن غضبه هذا متعلق بمكالمته الأخيرة".

 

اقترب سيد برده:

" لا تحتاج لتفكير الأمر واضح وضوح الشمس".



اعتقد البدري انها تتصل به لأجل زواجها من شخص رأته مناسبًا لها ولحياتها في القاهرة، ولذلك تخبط وضاق صدره ونغص قلبه وهو يتذكرها بين يديه وبجانبه.


صدم موقد السيارة بمعصمه الذي لم يتجرأ على لمسه وهو مستيقظ قط، تذكر تحدثه معها وضحكها مع الأولاد يوم رؤيته لجمالها بالأبيض ونيته في حرمانها من ارتدائه مجددًا.


أوقف سيارته أمام مزرعته الشمالية بسرعة غضبه ليقف العمال ناظرين نحوه منتظرين قدومه الذي طال قبل نزوله من سيارته.


…..


ضاق صدر فاطمة معاتبة على نفسها الاتصال به قائلة:

 " لماذا تتصلين به؟، ما دخله هو بمشروعك وحياتك؟ ماذا كنتِ تتوقعين! قالتها أمي من قبل سيبتعد ويتغير فور زواجه".


صمتت لتتذكر حديث ناهدة عن زواج البدري واختياره عروسة صغيرة لم تكمل عامها السابع عشر جميلة وذكية بالإضافة لإنها بكر لم يلمسها يد أو عين من قبل.


 عوجت فمها بغضبها قائلة:

 " لم أتوقع تغيره بهذه السرعة رجل بسنه وحكمته يركض خلف طفلة ماذا يفكر نفسه هل تدور الدنيا حوله،  ويتغير بسرعة أيضا ذهب كلامه بالهواء ان كنتِ نصيبي أو لا فأنا مسؤول عنكم بأي أمر تحتاجون إليه،  نعم رأينا صدقك من أول الحكاية غضب وتهرب".

 

شردت فاطمة وهي تربط الأحداث ببعضها قائلة:

" هل اخبرته فهمية عن الموضوع واتفقا ان تمثل عليّ رضاها بمقابل ان يقف هو أمامي رافضا مشروعي".


تحدثت لنفسها بقوة وضيق قائلة:

 " لا يحق له الرفض أنا لم اتصل لاستأذن منه انا فقط اردت ان اقدر اهتمامه وابلغه بما سأفعل، لستُ بحاجة لنقود ولا إمضاء معاليه".


ظلت توته صامتة حتى بعد أن أدت فريضة صلاة العصر، ليأتيها فارس قبل ان تقوم من على سجادة الصلاة ليخبرها أن أباه ينتظرها بالمجلس الخارجي عند الشجرة الكبيرة ليتحدثا.


تنهدت بضيق قائلة:

 " هل أتيت يا حبيبي كان إخوتك ينتظرونك، هيا اذهب أنت والعب معهم وأنا سأخرج له بعد قليل".


تحركت توتة لتقف خالعها من عليها سيدال الصلاة لترتدي بعدها عباءتها وحجابها الأسود.


ثم خرجت لمقابلته حاملة بصدرها جميع ما تعلمته من اختها عن حقها بالحياة واتخاذ القرارات المصيرية لها ولأولادها وأن لا تسمح لأحد أن يفرض عليها رأيه فهي حرة ما دامت لا تؤذي أحد ولا تضر بمصلحة أولادها. 


اقتربت بوجهها الغاضب وعيونها التي رفضت النظر له نحوه، استغرب من حالتها قائلا فور اقترابها ودخولها التربيعة الخشبية: 

" جئت لأجل ما تريدين قوله تفضلي استمع لكِ".


فاجأته بردها الحاد:

 " شكرا لتعبك و قدومك إلينا يا ليتك اتصلت قبلها لأبلغك انه لا داعي لهذا".


رفع نظره ليجدها تتحدث بقوة وهي تنظر للجهة الجانبية، حزن من نفسه قائلا:

 " أعتذر منكِ إن غضبت وتحدث بسرعة يعني يحدث هذا حين لآخر".


قاطعته بحدة قائلة:

" لا تعتذر لم يحدث شيء للاعتذار، بالأذن منك سأذهب لأرى ماما فهمية".


وقف بسرعة متسائلا:

" وماذا عن الأمر الذي حدثتيني عنه؟، ها أنا جئت لاستمع لك واعلم من هو حتى نسأل عنه ونطمئن مع من ستعيش أم أولادنا وما هو وضعهم داخل هذا الزواج الذي لا نعلم من أين خرج لنا الآن".


نظرت له بعيون قوية مندهشة مما قال، مجيبة:

 " زواج!!، عن أي زواج تتحدث أنا لم أتصل بك لأحدثك عن زواج ولا أفكر بهذا الامر من الأساس، ولكن من الواضح أن عروستك ذات السبع عشر سنة هي من جعلك تفكر بأن الجميع يبحث عن نفس الغرض".


تحركت لتخرج من تكعيبة المجلس، أسرع هو بخطواته التي لم يتجرأ بها على الاقتراب منها قائلا بصوت أشبه باندهاشها:

 " عروستك!!،  و سبع عشر؟، هل تسخرين مني؟".


ردت فاطمة بضيق وعصبية قائلة:

" أعتذر ان تعديت حدودي أنا لا أحب أن أتدخل بالأمور الشخصية لأي أحد إن اردت ان تتزوج فهذا حقك الطبيعي ولكنها خرجت مني حين غضبت من قولك زواج".


أخذ نفسه من أعماق ضيقه مخرجه وهو يخلع عباءته من على اكتافه ليضعها جانبا ثم رتب بعدها حالة قميصه قائلا لها بهدوء:

  "اجلسي قليلا لنتحدث".

 

عاندت معه رافضة أن لتجلس معه، تحرك ليقترب منها قبل ان تهم بخروجها رفعًا العكاز الخشبي ليسد به مخرج التكعيبة أمامها قائلا:

 " دقائق فقط لنتحدث واذهبي بعدها".


نظرت لعكازه ثم أدارت رأسها لتنظر لوجهه بجانبها الأيمن، أعاد البدري طلبه منها قائلا:

" فلنتحدث أولا ومن ثم اذهبي ان اردتي".


        _" لا اريد شكرًا لك، بالأذن".

         تحدث البدري بسرعة ضربات قلبه المتسارعة:
        "اجلسي يا بنت الحلال، لا تصغري عقلك".

        كانت تريد ان ترد وتسأله هل انا من يصغر عقله ام زواجك من طفلة صغيرة هو 
      العقل الصغير بحد ذاته ولكنها لم تفعلها لوضعه ومكانته الكبيرة بقلوب الجميع وكونه         المسؤول عن أولادها والعائلة.

رابط مجمع القصة

يتبع ..

إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا. 



منها "رواية حياتي" 


رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف ..

author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

8 تعليقات
إرسال تعليق
  • غير معرف13 نوفمبر 2024 في 6:48 م

    حبيبتي تسلم ايدكي

    حذف التعليق
    • غير معرف13 نوفمبر 2024 في 6:57 م

      وااااااااااااو الحلقة رائعة حبيبتي لولو تسلم ايدك 👏👏👏👏❤️❤️❤️❤️

      حذف التعليق
      • غير معرف13 نوفمبر 2024 في 7:04 م

        ماشااااء الله يااموله ربنا يكرمك يارب حبيبتى بالتوفيق ❤️❤️❤️❤️

        حذف التعليق
        • غير معرف13 نوفمبر 2024 في 10:12 م

          تبارك الله من نجاح لنجاح

          حذف التعليق
          • غير معرف13 نوفمبر 2024 في 10:44 م

            ماشاءالله عليكي ربنا يوفقك يا رب ❤️

            حذف التعليق
            • Rim kalfaoui photo
              Rim kalfaoui13 نوفمبر 2024 في 11:32 م

              حلقة جميلة ولمه رائعة كانت للضيافة عيلة شريف بس مشاهد توته والبدري قليلة جدا جدا

              حذف التعليق
              • غير معرف14 نوفمبر 2024 في 2:24 ص

                روعه تسلم ايدك حبيبتي

                حذف التعليق
                • Amany Ahmed photo
                  Amany Ahmed23 نوفمبر 2024 في 1:19 ص

                  اعقلى يااا فاطمة هو انت لسة بتصدقى كلام المؤرفة ناهدة دى مصيبة وخرابة بيوت وبتحرق دم الفيل ابو زلومة
                  منها لله نفسى اشوفها مضروبة علقة موووت

                  حذف التعليق
                  google-playkhamsatmostaqltradent