recent
جديدنا

رواية حياتي الفصل العشرون.


 رواية حياتي

بقلم أمل محمد الكاشف


دوي صفير سرينة سيارات الإسعاف يعلو 

 أمام مدخل المشفى فور وصولهم إليها.


تم انزال كل من أوزجي وزوجها المصمم الشهير جوتشي أنباي لإدخالهم بسرعة تجاه مدخل الطوارئ.


انتشر خبر إصابة جوتشي أنباي أمام صالة عرض الديفلي الخاص بزوجته بسرعة كبيرة عبر صفحات التواصل لتصل سيارة غافر للمشفى بعد دخولهم بدقائق قليلة.. 


ركضت أسماء لتدخل المستشفى وهي تبكي، تضع يدها على وجهها كي تتهرب من كاميرات الصحفيين. 


عكس غافر الذي كان يسير متكأً على ابنته التي كانت بحاجة  لمن تتكأ عليه. 


كما وصل فاتح وثريا هانم للمشفى من بعدهما، دخلت ثريا سريعا دون الرد على الصحفيين على عكس فاتح الذي وقف بوجه حزين قائلا:

 " ليس لدينا ما نصرح به الآن، سنخبركم بمستجدات الأمور اول بأول ولكن عليكم أن تكثروا الدعاء لهم لتخطي هذه الفاجعة الموجعة".



صُدمت أسماء من حديث الطبيب الذي آتاهم بقوة اقسمت قلوبهم، صرخت بوجه غافر: 

"لن اتنازل عن حقه هذه المرة، أقسم لك أنني لم ولن اتنازل عن حقه، سأنفصل عنك وعن عائلتك التي لم  منها إلا السوء والهم والحزن، اقسم ان أصابه مكروه لن أتردد للحظة  عن أخذ ثأره من كل العائلة" 


تفاجأ الجميع ببكائها وصراخها بهذه الطريقة بوجه غافر الذي تحول لرجل ضعيف يبكي ويقسم لها ان ليس له يد بما حدث.


جاءت الشرطة لأخذ أقوال العائلة الأولية ولكنهم لم يخرجوا بشيء مفيد فلا أحد يعرف ما حدث مع عارف.


خرج الطبيب من غرفة العناية المركزة متحدثًا للشرطة التي كانت تنتظره قائلا: 

" هناك عدة إصابات بمناطق مختلفة بالبطن صدر عنها مخاطر كبيرة على أعضائه الداخلية" 


وضعت أسماء يدها على الحائط محاولة الوقوف على قدميها دون سقوط.


سأله الشرطي هل الإصابة خطيرة ليهز الطبيب رأسه قائلا:

 " الجميع يعمل جاهدًا للسيطرة على النزف كي نستطيع تشخيص الحالة".


 اعتذر الطبيب منهم وتحرك ليعود مره أخرى لداخل غرفة العناية، 


استعادت أوزجي وعيها بعد أن سيطروا على ضغطها المنخفض من خلال إعطائها سيروم طبي مشبع بحقن فيتامينات ومقويات تساعدها على تحمل دوران رأسها. 


تحركت من مكانها لتخرج من الغرفة حين سمعت صراخ وأصوات ليست بغريبة عليها في الخارج. 


وجدت ثريا تصرخ بوجه أسماء كي تجعلها تصمت وتكف عن إلقاء الاتهامات على عافر. 


نظرت نحوهم باستغراب تحاول هضم ما سمعته من تهدد وتواعد من جديد. 


 رآها فاتح من بعيد اقترب منها قائلا:

 " لماذا تحركتِ وحدك مازلنا لا نعلم ما بكِ...". 


كانت وكأنها لم تستمع له تنظر نحو تجمع العائلة وهي تقول:

 " أين عارف. أين هو. ما بهِ هل أصابه مكروه؟". 


أتته الفرصة على طبق من ذهب، تحدث دون رحمة قائلا:

 " سيصبح بخير لا تقلقي برغم كل ما اخبرنا الأطباء به إلا أننا متأكدين من صموده ومحاربته من أجل الحياة".


لم تستطع أوزجي التنفس بعد ما سمعته فهي لم تعلم بخبر إصابة زوجها إلا بهذه اللحظة لتسقط مرة أخرى مغشيًا عليها.


استمرت اللحظات الصعبة الموجعة، الجميع يبكي بحزن شديد لدرجة تأثر فاتح وتحرك قلبه من وطأ ما هم.


الجميع يترقب أخبار جديدة تطمئنهم على عارف، جاءت الشرطة مرة اخرى لتأخذ اقوال أوزجي الأولية.


استقامت بجلستها على المقاعد المجاورة للعناية ناظرة جهة غافر مطولًا، وهنا سقطت أسماء جالسة على المقعد المقابل لها باكية من جديد فمن يرى نظرات أوزجي يتأكد من تورط غافر  بالحادثة.


ولكن حدث ما لم ينتظره الجميع حين تحدثت قائلة:

" تعرض زوجي لضغط وتهديد من قبل مافيا صالات القمار، كنت اعتقد انه أنهى الامر كما اخبرني ولكن يبدوا انه قالها لأجل أن يطمئنني فقط "


 وبصوت بكائها روت أوزجي تفاصيل اتصالات امه وضغطها عليه بالبكاء حتى اوجعته وجعلته يعيش لحظات صعبة بآخر أسابيع قبل الحادث.


 


شهدت الشرطة وجميع من كان في المكان على أسماء وهي تهتز بقوة تجرعها الألم والحزن وعدم تحملها الصمت أكثر من ذلك، صارخة بأعلى صوتها:

" هي ليست أمه هذه العاهرة ليست أمه". 


أنهار غافر ببكائه مجددًا وهو يستمع لحديث زوجته التي أكملت قائلة:

 " هو ابن أختي، توفت أمه وهي تنجبه، ظلمه جده وابيه حين أتوا بامرأة أخرى وجعلوها أمه بأوراق مزورة، أنهوا حياة اختي ومن بعدها حياة صغيرها، هي ليست أمه، هو ابن غاليتي هو ابن أختي دفنة".


خرجت أسماء عن السيطرة بعد أن طار عقلها من شدة حزنها لتصدم الجميع بحديثها للشرطة واعترافها انها خالته الشرعية.


لم تشفع حالة أسماء عند أوزجي التي رفعت صوتها وهي تلومها على صمتها كل هذه السنوات

"كيف تحملتي رؤيته يُعذب بذنب ليس له يد به، كيف صمتي وتركتيه يعيش طفولة سيئة وحياة صعبة لهذه الدرجة ام أنك شريكة معهم في إظلام حياته، هل زواجك من رجل ثري سببا في صمتك على ظلمه"



راقب فاتح وأمه صمت غافر وأسماء أمام توبيخ واتهامات اوزجي وهم مذهولين لا يصدقون ما يقال أمامهم.

 


لم تكف اوزجي عن صراخها بوجههم الا بعد هرولة الجميع نحو دفنة التي سقطت على كتف ثريا وهي جالسة في مكانها بعد ارتفع ضغطها بشكل زائد عن الحد ليحقنها الأطباء بالمهدئات خوفًا على سلامة طفلها. 


لا زال الوضع سيء ومتوتر الجميع حزين ومنهار ما عدا فاتح وثريا كان حزنهم ظاهر على وجوههم دون انهيار تام كالباقين.


راقب غافر باب غرفة العناية بقلق تأخر طبيبه الخاص عن الخروج ليطمئن قلوبهم  عليه. 


فكان قد استدعى اكثر من طبيب للمشفى الكبيرة الخاصة كي يتدخلوا لإنقاذ عارف رغم وجود طقم مميز من الأطباء لا يستهان به في هذه المشفى الخاصة وعلى وجه التحديد ذلك الطبيب الذي كان أكثرهم علمًا، خبرة، شهرة في مجال جراحة الطوارئ وكأنه طبيب معجزة كما ينعته الجميع.

 


وبعد وقت طويل خرج دكتور فرمان كبير أطباء المشفى ومن خلفه اثنان من مساعديه ليشرح للعائلة وضع المصاب.


 اقترب مأمور الشرطة كما تجمعت العائلة حولهم ليبدأ الطبيب حديثه قائلا الموجة للمأمور قائلا:

" لا أظن أننا نتعامل مع أشخاص محترفين كما أبلغتني، هذا ما تبين لنا ورأيناه بالفحوصات فجميع الإصابات كانت بشكل عشوائي متفرق وهذا ما يحدث بحالة اطلاق نار عشوائي بدون تخطيط". 


تدخلت أسماء لتتحدث بصوت مرتجف قائلة:

 " هل سيعيش؟".


اخفض المساعدين رؤوسهم خلف الطبيب حزنًا على وضع العائلة، نظر فرمان لها قائلا:

" نعتذر منكم، كان بودنا أن نطمئنكم ونريح قلوبكم ولو قليلًا ولكن الشفافية ومصارحة أهل المرضى من أحد سياسات المشفى الصارمة". 


تدخلت أوزجي لتسأل بعصبيه وصوت عالي قائلة: " تحدث ما وضع زوجي؟". 


صمت دكتور فرمان ثواني معدودة تحدث بعدها بنبرة سريعة قائلا

" تدخلنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكن حجم الأضرار أكبر من قدرتنا الطبية، بجانب وجود نزف شديد يمنعنا من إدخاله إلى العمليات، مع الأسف المصاب تأثر بالنزف لدرجة أدت لتوقف قلبه مرتين بفترة قصيرة، قمنا بالتدخل السريع وإنعاش قلبه ليعود للنبض بكفاءة من قبل.

 لأجل كل ما سبق يستحيل دخوله العملية بهذا الوضع، اعتذر لقول ذلك ولكن علي ان أقوله… كونوا مستعدين بأي لحظة تعازينا لكم بسلامة رؤوسكم" 


تحرك الطبيب مبتعد عنهم ومن خلفه مساعديه الذين كانوا يراجعونه في حديثه ومصارحته الزائدة عن الحد مع أهل المصاب. 


سقطت أسماء أرضًا عندما رفض عقلها وقلبها استيعاب حديث الطبيب، أسرع الفريق الطبي نحوها من جديد، تحدث مساعد الدكتور يدعى عليّ بشكل سريع ومتكرر للدكتور فرمان قائلا:

" كما قلت لا يمكنك مصارحتهم، انت من كان يقول لنا لا يمكننا المصارحة بهذا الشكل، لقد فعلت عكس ما قلته لنا، أنت مخطئ".




صرخ بوجههُ دكتور فرمان قائلا:

 " علللللي اصمتتت". 


تعجب فاتح من وجود شخص هكذا في المستشفى، وعندما طلب استبعاده عن زوجة عمه اخبروه انه 'الطبيب المعجزة'، ازداد فاتح دهشة وتعجب مما قيل له من نجاح وتميز هذا الطبيب الذي يظهر عليه مرض التوحد بشكل كبير جدا.


تم حمل أسماء بواسطة الحامل الطبي  لسرعة اسعافها، تم إدخالها غرفة العناية إثر تعرضها لجلطة دماغية أثرت على نصفها الأيمن و وجهها ويدها وأرجلها على اثرها. 


أما اوزجي فما زالت تترجى دكتور عليّ ان ينقذ زوجها ليس لأجلها بل تبكي وتتوسل إليه لأجل طفلها، لكنه برغم قدراته النادرة وشهرته العالية فهو حقا طبيب معجزة إلا أنه وقف عاجزًا امام حالة جوتشي، لذلك ظل يتهرب منها قائلا بنبرة حديثه المضطرب: 

" يضعون له أكياس دم إضافية كلما احتاج لهذا، الأجهزة لا تعمل بشكل كامل، لا يمكننا إخضاعه لعملية وقلبه بهذه الحالة، تعازينا لكم.. تعازينا لكم". 


تهرب من وجهها الباكي وعيونها الراجية وتوسلها له أن ينقذ روحها، كانت آهات بكائها تدوي بأذنه كلما تحرك بالمشفى يأتي بوجهه صورتها وهي منهارة تتحدث بصعوبة من شدة حزنها و تعبها.


من يرى ذلك الطبيب وهو يدور حول نفسه متهربًا من وضعها ولقائها يعلم جيدا كم هي بحالة مزرية.


كان من المتوقع ان تكون اول واحدة تسقط  عند سماع كلام الأطباء ولكنها ظلت متماسكة قوية برغم حالتها المزرية وعيونها الحمراء اللذان اقتربا على الاغلاق من كثرة انتفاخهم و ارتجاف جسدها الذي يظهر على يدها و شفتيها حتى تلعثمها وهي تتحدث.


 لم تترك طبيب ولا مدير إلا ولجأت إليه كي ينقذ زوجها حتى اصبح الأطباء جميعهم يتهربون من رؤية ألمها بأهات بكائها.

 


وصل العم  صالح وسفر ونعمة الله للمشفى يبحثون عن ابنتهم وهم بحاله حزينة مصدومين بالأخبار بحثوا عنها ولم يجدوها. 


كان كل طبيب يدلهم أنه رآها آخر مرة بغرفة طبيب اخر،  لم يتوقع أحد دخولها الغير رسمي بواسطة دكتور عليّ كي ترى زوجها بعد ان ضغطت على قلبه الرحيم ليكن من سوء حظها معايشتها لحظات توقف قلبه للمرة الثالثة.

 


صرخت منادية عليه كي يعود لهما، نادت على اسمه وهي تقول:

 "لأجل طفلك، لا يمكنك تركنا، تحمل لأجله انت وعدتني لا يمكنك التخلي عنا". 


اخرجوها بسرعة وتم التدخل لإنقاذ عارف لتسقط بين يدي أمها باكية صارخة بقلب يهز الوجدان.. 


ما زال غافر يحاول جمع أكبر قدر من الأطباء المميزين ليأتوا و يفحصوا حالة عارف لشعوره بالإثم بحق تقصيره بأمانتها ولظهور مدى تعلقه بشخص عارف.


اقترب فاتح من عمه طلبًا منه التحدث بشيء مهم، لم يستطع غافر التحرك معه ليجلس فاتح بجواره قائلا بصوت منخفض:

 " ليرزقنا الله شفائه التام، ولكن بهذا الوقت علينا ان نجري بعض الإجراءات السريعة..". 


نظر له غافر مستغربا لحديثه قائلا:

 " انا لم افهم عليك". 


أكمل فاتح قائلا:

 " جميعنا علمنا مؤخرًا  بأمر كتابة عمي ساهر كل ما يملك في تركيا وما من أموال طائلة بحسابات سويسرا ابلغني المحامي انها مسألة وقت ليتم تحويلها جميعها إلى حساب عارف،  اشعر وكأن الفرصة قد جاءتنا الآن لاسترجاع حقوقنا من ثروة عمي ساهر اعني بهذا حقك  وحق أبي في ميراث جدي كاملا".



اغمض غافر عينيه حزنًا قائلا:

" وماذا تريدنا ان نفعل بهذا الوضع، هل أخذ توقيع منه للتنازل عن أمواله وهو ينازع الموت". 


رد فاتح بسرعة قائلا:

" استغفر الله فليحفظه الله، ولكن علينا أن نجعل زوجته توقع على عدة أوراق لأجل إجراءات المشفى ومن ضمنهم هذه الورقة ستكون بشكل متخفي وسط الأوراق، إجراء روتيني نحفظ به ميراثنا ومن ثم نعطيها حقها نحن لسنا سيئين لهذه الدرجة". 


أخذ غافر الورقة من فاتح وهو متألم يتنفس بصعوبة، نظر بالورقة لتتسع اعينه حين وجدها وثيقة تنازل من أوزجي عن حقها بكل شيء يخص زوجها. 


نظر غافر بحزن اكثر نحو فاتح قائلا:

" منذ متى أصبحت بهذا السوء، أم أنني اكتشفت هذا متأخرًا". 


صُدم فاتح بكلام عمه له ليرد قائلا:

 " ليس سوء أنت علمتني أن اغتنام الفرص بأصعب أوقاتنا فلا يمكننا أن نتأثر بما يدور حولنا دون التفكير بمصلحتنا".



بكى غافر قائلا:

 " حتى أنت أصبحت ضحية هذا الانتقام، حتى انت حاولت ان اجعلك اقوى مني، ولكني لم اكن أعلم أنني اخسرك". 


مزق غافر الورقة وهو يكمل حديثه معه قائلا:

 " من الان وصاعدًا سنعيد ترتيب اوراقنا، سنسعى جميعا للحفاظ على العائلة او ما تبقى منها". 


تحدث فاتح غاضبًا بوجه هادئ يمثل خوفه على العائلة قائلا:

" عمي عليك فعل هذا لأجل عائلتنا، نسترجع أموالنا وبعدها نرى ماذا سنفعل".

 


تحدث غافر معه بقوة:

 " لا تفكر بهذا الامر، ستبقى الأموال لدى عارف وزوجته وابنه من بعده مهما كانت النتائج" 


غضب فاتح رافضًا ما سمع تاركًا عمه بحجة الذهاب لإحدى الأطباء للاطمئنان على وضع عارف.


ذهب غافر بعد مرور وقت قصير للجلوس بجانب أوزجي التي كانت بحضن أمها تتجرع آلامها محذرًا إياها  أن لا تعطي توقيعها على أي ورقة أو مستند يقدم لها أيا كان أهميته. 


تعجب الجميع من دموعه وحديثه حتى انه وعدها ان يفعل أي شيء لأجل انقاذ زوجها وعودته لها ولطفله. 


استمر الوضع بهذا السوء حتى قرر دكتور عليّ إجراء العملية لعارف برغم شدة خطورتها.


 كان استمرار رجاء أوزجي وترجيها له أن ينقذ زوجها لأجل طفله سبب كبير في قراره بأن  يخوض التجربة مهما كلف هذا من نتائج على مستوى مسيرته الطبية. 


جاء كبير الأطباء مذعورًا عندما سمع قيام دكتور عليّ بالتدخل الطبي دون إذن او موافقة هيئة الأطباء المشرفة على حالة عارف.


 ولأن جوتشي شخصية معروفة ولها وضعها هو وعائلته فاصبح الامر اكثر قلقًا مما جعل الجميع يتوجه لقسم العمليات لمنع عليّ عن ما يفعله ولكنهم انصدموا ببدأ العملية واستحالة العودة عن  التداخل الجراحي الذي بالحقيقة هو القرار الاسلم حين تمكن دكتور عليّ السيطرة على النزف من الشريان الرئيسي الذي كان يهدد حياة عارف وتذهب به للموت المحقق. 



شارك عدة أطباء عند رؤيتهم نجاح دكتور عليّ بالسيطرة على النزف في العملية وعلى رأسهم أستاذه الدكتور فرمان حيث ان عملية كانت معقدة فمثل هذه العمليات تحتاج لجهد فريق كامل، تستمر لعدة ساعات وتقام  بسرية تامة للخوف  على سمعة المشفى في حال فشل مثل هذا الإجراء الموسع.


لقد شاءت قدرة الله ان يتوقف النزف و يستقبل عارف اكثر من نصف دمه الذي فقده أثر تعرضه للحادث.


اطمئنوا الأطباء وتجدد عندهم الأمل حين بدأت الأجهزة تعطي إشارات جيدة بنسب القلب والضغط  وبعد عشر ساعات متواصلة من العمل المستمر داخل غرفة العمليات  نجح الأطباء في ترقيع الشريان الأبهر و رفع جزء من الطحال وجزء بسيط من الأمعاء لإصابتها.

 كما ان الإصابة وصلت للحجاب الحاجز لتخدش القلب من الأسفل.


مما تطلب استدعاء فريق جراحة القلب بشكل عاجل ليعمل معهم بنفس الوقت لإنقاذ عارف في عملية نوعية نادرة رفعت فيما بعد من سمعة وقدر المشفى و ظلت إدارة المشفى تتباهى بفريقها الطبيب لفترة طويلة.

( شكر خاص  للدكتورة الهام الزبيدي على معلوماتها الطبية الثمينة) 


خرج الجميع من العملية وهم فرحين ليذهب دكتور فرمان وبجانبه مساعدة الطبيب المعجزة دكتور عليّ ليخبر عائلته انه تم السيطرة على النزف بشكل نهائي والاطمئنان على وضع أعضائه وقلبه على الأقل بالوقت الحالي. 


فرح الجميع ودعت نعمة الله كثيرا لأجل دكتور عليّ وتدخله السريع لإنقاذ عارف، اما أوزجي فكان بكاءها المفرح وهي تنظر لدكتور عليّ كافي لشكره.


 تحدث دكتور فرمان مرة أخرى شارحًا أنه وبرغم نجاح العملية إلا انه لم يتعدى مرحلة الخطر وأن الساعات القادمة ستكون مهمة جدا بتحديد مصير قلبه الذي اقلقهم توقفه لأكثر من مرة. 


سألته أوزجي وهي تردد دعاءً في شفتيها المرتجفتين هل سيعود لنا؟ 


تحدث دكتور فرمان قائلا:

"في حالات النزف الشديد نحن نقلق حيال ان يكون المخ قد تأثر بنقص الدم وهذا لن يظهر إلا بعد عدة أيام نحن سنضطر الان لوضعه تحت التخدير القسري وعلى أجهزة الإنعاش لضمان عدم عودة النزف مجددًا، ومن بعدها سنتوقف عن تخديره ونرى إذا عاد للتنفس تلقائيا أم لا ، وأيضا ان أصبحت مؤشراته جيدة سيتجدد لدينا الامل و نتوقع نتائج إيجابية".


ظلت العائلة بحالة تأهب طوال الأيام الثلاث التي تلت العملية،  ليمروا بدون مضاعفات أو نتائج عكسية،  تم الاطمئنان على حالة قلبه ليتم بعدها إيقاف التخدير عنه ومن ثم تم إبلاغ العائلة انهم سينتظرون استيقاظه وحده.


ولكن مع الأسف لم يستيقظ جوتشي ليكون ما توقعه الدكتور فرمان صحيحًا. 


فهو توقع إمكانية عدم استيقاظه مرة أخرى رغم مؤشرات دماغه وفحوصاته جميعها تدل انه ما زال هناك أمل ان يستيقظ لوحده في أي لحظة. 


(شكر خاص  للدكتورة الهام الزبيدي على المعلومات الطيبة المميزة في هذا الفصل) 


صعب وثقل تصديق وضع جوتشي والتعايش معها فكونه داخل غيبوبة من الصعب العودة منها سريعا أن لم يكن مستحيل أثر على الجميع بشكل سيء وخاصة زوجته. 



مرت الأيام العصيبة بهذه الوتيرة، تلقت أسماء  العلاج الطبيعي لكي تستطيع استرجاع  حالتها الطبيعية وتمكنها من تحريك يدها و قدمها. 


اقتربت دفنة من شهر ولادتها وهي بحالة سيئة فلقد مرت آخر شهور بصعوبة بسبب ارتفاع الضغط المستمر. 



اما غافر فظل يذهب يوميًا لقبر دفنة أم عارف  يعتذر منها ويترجى مسامحتها له لما فعله.

 


فهو لم يتوقع و لم يرد أن ينهيه بهذا الشكل، كان يبكي على قبرها قائلا:

 " أعمى الانتقام عيوني، تغيرت وعصفت وتماديت عندما أخذت ثأري من طفل صغير لا ذنب له، لم استطيع تخطي شر أبيه وظلمه لنا، ظلمه في شبابي وكبري، لم استطيع تخطي فكرة خسارتي لكِ اثناء ولادته". 


جاء موعد ولادة دفنه ليبحث الجميع عن فاتح دون جدوى وكأنه اختفى من الوجود. 


فبينما هي تجاهد لأجل ولادة ابنها كان هو يهتم باوزلام بعد معرفتهم خبر حملها الذي جعله 

 يطير مرفرفا من السعادة. 


رفضت أوزلام أن تبقي الطفل، قررت اجهاضه فور علمها بالحمل وقف فاتح امامها يحاول إقناعها قائلا:

" لن اسمح لكِ انه نتاج حبنا وفرحتنا وسعادتنا"


ولكنها رفضت ان تنجب طفلا دون زواج لتتفاجأ به يعدها بزواجهم قبل اكتمال حملها وتشريف طفلها صاحب المال والثروة والجاه فهو بالنسبة لفاتح كنزه الثمين.


حتى انه وعدها ان يعلنوا عن علاقتهم بعد ولادة دفنة وإثبات الطفل على اسمه و استرجاع أمواله من ورث عمه ساهر الذي سلبه منه. 


رفضت أوزلام خوضه حرب ضد عائلته وهي توعده بتعويضه تلك الأموال يكفي فقط ان يترك زوجته بعد ولادتها ليستمتعوا هم بحياتهم وطفلهم سويًا، نتج عن هذا الاتفاق تجاهل فاتح لدفنة وعمه غافر الذي هزل من مرضه وحزنه.



فحتى عدم حضوره الولادة والوقوف بجانب زوجته أصبح دون مبرر، أتى عارف الصغير للحياة، اتى شبيه عارف بالملامح للحياة، فدفنة ليست فقط ابنة عمه ولكنها ابنة خالته أخت أمه التوأم، هذا الرباط القوي من جميع الأطراف جعلتها تنجب طفلها الأول شبيها بعارف وكأنه نسخة مصغرة منه.


كانت العائلة تخرج صور عارف بصغره لتقارنها بحفيدهم وهم لا يصدقون التشابه بينهم.


رفض فاتح تسمية الطفل بإسم عارف وتحجج انه يعلم حزنهم عليه ولكن يمكنهم تسميته جوتشي كي ينظر دائما للنجاح. 


رفضت دفنة أولا ومن بعدها جميع أفراد العائلة الذين اجتمعوا على تسميته عارف أنباي وكأن الله شاء بأقداره أن يخرج عارف جديد للحياة.  


زاد هذا من حزن أوزجي التي شعرت أن زوجها الوحيد الذي خرج خاسرًا من هذه العائلة فبرغم مقاومته ومجاهدته  للعيش بسعادة مكرمًا منعمًا بجو عائلي دافئ يعوضه مرارة الأيام  إلا انه سقط بفخ هذه المؤامرات ليكون ضحية الخداع. 


……….


طالت المدة وانشغل الجميع بحياتهم إلا أوزجي التي لم تترك زوجها ابدا وكأنها انتقلت للعيش بالمشفى. 


فبرغم بقاء أمها السيدة نعمة الله في منزل ابنتها طوال هذه المدة، إلا أنها لم تستطع تمرير يوم دون ان تذهب لزوجها تتحدث معه وتترجاه ان يعود لهم،  تضع يده على بطنها مكان طفله ليشعر به كي لا يتركه بسهولة. 


مر ثلاثة شهور بهذا الوضع المأساوي فكلما زاد الوقت كلما اكد الأطباء استعدادهم لأي وضع يستجد. 


نقل غافر دفنة والدة عارف الحقيقية  لمقابر العائلة معلنًا للصحف بشكل رسمي أنها زوجة أخيه وأم المصمم الشهير جوتشي.


كما هيأ مكانا له بجانبها قبل ان يهيئ لابنها قائلا لها:  " سآتي أنا بجانبكِ قبله".


دخلت نعمة الله الغرفة مناديه على ابنتها كي يتناولان طعامهما، لتجدها كالمعتاد واضعة ملابس عارف وهو طفل على فراشها وبجانبهم قطاره الخشبي تحتضنهم باكية على الذكريات.

 


جلست نعمة الله بجانبها لتأخذها بحضنها وهي تهون عليها وتحثها على الرضا بالأقدار وإن الله اكرمها بقطعة منه داخلها سيكبر ويعوضها عن أبيه.


ازداد بكاء أوزجي وحزنها وانهيارها المستمر فمن يراها مستحيل ان يعتقد انها هي، غيرها الحزن واضعف بنيتها من ملامح وجهها لتصبح شخصًا اخر تماما كهيكل يسير على قدميه. 


تم القاء القبض على المدعية أسيل عمران هي ورجل كان يدعى شمعان لأفتعالهم الخطط والضغط على المجني عليه عارف أنباي وتهديده و محاولة قتله بالنهاية حتى سقوطه بهذه الحالة.


مع الأسف لم تكن مافيا ولا أي شيء من هذا القبيل، كانت فقط تمثيلية خيالية ممن يدعونها والدته كي تأخذ منه الأموال بعد موت أبيه فهي على علم بتحول ثروة ساهر لابنه قبل الجميع، اتفقت مع عشيقها الجديد حالمين باستغلال قلبه الحنون واستنزاف ثرواته لصالح نزواتهم، ومع تصدي عارف لهم وعدم اعطائهم ما يريدون تم تهديده بصورة سيئة كان المراد فقط تهديده ولكن حدث ما حدث بعد شرب الرجل كم زائد عن الحد صدر عنه طلقات عشوائية دون تركيز.



عادت أوزجي للعمل في شركتها مرة أخرى تحت مسمى اوزجوتش كما حلما، بعد انقطاع من قبلها هي والعائلة كلها عن ممارسة أعمالهم.



 تذهب لزوجها كل صباح قبل ذهابها للعمل وتعود مرة أخرى في المساء لتطمئن عليه وتحكي له عن يومها.


 تحدثه عن كل شيء وكأنه جالس امامها ويسمعها حتى انها ببعض الأوقات تلقي عليه بعض النكات و تنظر له بعيونها الباكية بانتظار رده المضحك عليها كما تعودت من قبل.

 


تقرب ألب منها ومن عائلتها، قدم لها يد المساعدة معتقدًا انه يهون عليها ولكنه لا يعلم انه يقلب الذكريات الأليمة فقط.


وما أسوأ تلك الذكريات التي تتجمع عليها لتقطع بقلبها، تم اكتشاف علاقة أوزلام بفاتح بعدما أصبحوا يخرجون سويًا دون خوف أو اعتبار لأحد.


نتج عن هذا طلاقه من دفنة دون تصدي احد له فلقد اختار فاتح الوقت الصحيح ليترك العائلة ويحقق مراده، فمن جهة أسماء ما زالت تخضع للعلاج كي تستطيع استعادة كلامها وحركتها. 


ومن جهة أخرى غافر الذي أصبح أكثر مرضًا و شيخوخة بهذه الفترة التي لم تتعدى الأربع شهور. 


لم يكتفي فاتح بترك زوجته وابنه وعائلته بهذا الوضع فقط، ليزيد على هذا قيامه بفرح يشبه الأحلام لم يقام بتركيا بل أقيم بأفخم فنادق إيطاليا شهرة وتاريخ حقق به أحلامه وكأنه توج ملكًا على رؤوس عائلة أوزلام. 


أما ثريا وبرغم معارضتها للأمر ببداية الأمر وبرغم حزنها على عارف الطفل الكبير الذي عايش الجميع مأساته الطفولية وهو صامت إلا أنها انجرفت مع رياح الثروة والاضواء. 


لتصبح سلطانة القصور بجانب أم أوزلام التي رفعتها عاليًا بجانبها وسط الطبقة المخملية. 


رفضت أوزجي تحويل أموال عارف إليها بدعوة قضائية سهلة المنال متأملة عودته من جديد.


 أصبحت على علاقة جميلة مع طاقم الأطباء وخاصة عليّ ونظلي الذين يحملون قلوب ملائكية داخلهم.


وكعادتها التي لم تنقطع نهائيًا ذهبت أوزجي بعد خروجها من الشركة للمشفى كي تجلس بجانبه تحاوره وتتحدث له عن ما عايشته خلال يومها.


تتحدث بأدق التفاصيل دون أي استجابة او أي تطورات بحالته متمنية ان لا  تحرم منه نهائيا فلقد رضيت ببقائها هكذا على ان يرحل عن عالمها  


مرت الأيام بصعوبتها لتعود نعمة الله لطرابزون وهي تعدها بجلب ياسمين معها بالمرة المقبلة..


 بالأصل لم يتعدى عودة ياسمين لمدينتها اكثر من أسبوع  فالجميع ظل بجانب أوزجي كي يساعدوها و لا يتركوها لحزنها وحيدة خاصة بوضع حملها.


ازداد ألب تقربًا لاوزجي حتى أصبحت لا تتحمل وجوده فهو يضغط عليها بشكل زائد عن الحد متماديًا بتقربه ليلمس يدها بمرة مدعيا أنه حدث عن طريق الخطأ ومرة أخرى تجد نفسها بين أحضان يديه وهو يعتذر منها أنه كان يعتقد انها فقدت توازنها. 



ولكن الأسوأ هو اعترافه بمشاعره وتعلق بها  بكل وقاحة:

" اعطيني فرصة لأساعدك على تخطى حزنك" 


فاجأها بطلبه الارتباط بها بحفل خطوبة ومن بعدها زواج فور ولادتها لطفلها، الجمتها الصدمة عن الرد لتكن نظراتها القوية الحادة خير دليل عن ما يدور بصدرها. 


لم يكتفي ألب بأن يأخذ اجابته من نظرات عيونها فهو لا ينتظر ردة فعل عكس ما رأه، ضمها وقبلها كي تشعر به وتترك من تتوهم أنها حزينة من أجله والجميع كان على علم بقرب طلاقهم.


حاولت أوزجي التصدي له والابتعاد عنه ليزيد هذا من سوء الوضع، اقترب أكثر محاولا تملكها بين يديه.


 احتضنت طفلها خائفة من فقدانه وهي تتخبط بين يديه يمينًا ويسارًا، حاولت الصراخ باسمه مستنجدة به ولكن أين هو الان.

 


استجمعت أوزجي شجاعتها وقوتها كي تلكمه 

لكمة قوية بركبتها في أصعب مكان يستطيع تحمله رجل. 


لقد تذكرت حديث سفر معهم أثناء تدريبهم الدفاع عن النفس، استجمعت قوتها وبكل ما لديها من قوة وحزن وألم لتضربه بركبتها بمنتصف أرجله. 


صرخ متألمًا تاركها من يده وهو لا يستطيع التنفس، هربت أوزجي مستدعية الأمن للتحفظ عليه حتى تأتي الشرطة لتفتح محضر بالتعدي عليها. 



اقتصت منه وأخرجت تسجيلات الكاميرات لتأخذ حقها كاملا منه دون تفكير في الفضيحة.



تبخرت هذه القوة وذهبت بمجرد صعودها على فراشه لتلقي بنفسها داخل أحضانه باكية شاكية له حزنها وضعفها وعدم تحملها العيش بدونه.



يظهر من بعيد انها تبكي ولكنها بالحقيقة كانت تحترق بنار حزنها وبعده عنها وهو بجانبها بل وهي بحضنه دون ان يشعر بها، أو يحن عليها، لم يضمها بداخله لينسيها حياتها، لم يعد موجودا كي يظلل عليها، ويدور حولها ليملأها بالفرح والسعادة. 


ذهبت روحه وضحكته وظل جسده فقط تتعذب به كلما لامسته وتذكرت حياتهم الجميلة. 


لم تكن هذه المرة الأولى التي تنام أوزجي بحضنه هاربة من دنياها، ولم تكن المرة الأولى التي تتركها الطبيبة نظلي بعد اكتشاف أمرها ليلا وهي  نائمة بحضن زوجها.


 ولكنها المرة الأولى التي ظلت أوزجي تبكي وتبكي وتتجرع حزنها والمها وجمال ذكرياتهم بحضنه، لدرجه ان عليّ ونظلي ظلوا يتناوبون امام غرفة عارف خشية معرفة أحد بأمرها واخراجها .


فحالتها هذه المرة تستحيل أن يجبرها أحد على التحرك من جانبه فما بالك الخروج من غرفته.


كانت أصوات حديثها الباكي ومناداتها لزوجها وهي بحضنه تهتز لها القلوب.


بكي عليّ خلف باب الغرفة صامتاً من شدة حزنها، انتظروا ودعوا كي  تنام او تهدئ على الأقل أو حتى تكف عن مناداتها له، ولكنها استمرت باحتضانه مشددة بقبضة يدها تعتصره داخلها بقوة حزنها تترجاه ان لا يستغنى عنها.


اغمضت عينيها داعية ربها أن لا يحرمها هذه اللحظة كانت تدعو ربها بقوة و هي لا تعلم انه استجاب إليها وتقبل منها دعائها حين حرك عارف أجفان  عينيه وهو ما زال منقطع عن العالم. 



 نظرت نظلي لعلي بكل أسف قائلة:

 " لا يمكنها الاستمرار بهذا الشكل سنتضرر نحن وهي ايضا لن تستطيع زيارته كالسابق" 


هز دكتور عليّ رأسه قائلا:

 " انتِ محقة علينا ان نخرجها سريعا قبل ازدياد الامر سوء او انها تهدئ من صوتها". 


دخلت نظلي تحاول إخراجها في حين ظل عليّ يراقب الوضع بالخارج بقلق.


سمع علي صوت صراخ نظلي بالداخل ذعر مسرعًا بدخوله  ليتفاجأ الجميع بعارف قد فتح عيونه و هو ينظر للأعلى صامتًا.


انتظرونا الفصل الأخير من الرواية 


رابط مجمع الرواية


author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

23 تعليقًا
إرسال تعليق
  • غير معرف10 نوفمبر 2024 في 4:33 م

    يانهار ابيض

    حذف التعليق
    • غير معرف10 نوفمبر 2024 في 5:29 م

      لا لا لا لا ما هذا الذي قرأته الآن بجد هل حقيقة ام خيال و كأني أخدت صفعااات على دماغي كل واحدة أقوى من الأخرى بالله عليك يا لولو حبيبتي بلاش العذاااب كله

      حذف التعليق
      • غير معرف10 نوفمبر 2024 في 5:32 م

        💔💔💔💔💔

        حذف التعليق
        • منال محمد10 نوفمبر 2024 في 10:18 م

          حبس انفاسنا من شدة الاحداث وصعوبتها وما هون علينا سوي قفله الحلقه واستيقاظ عارف من غيبوبته وننتظر علي جمر معرفه احداث الروايه

          حذف التعليق
          • غير معرف10 نوفمبر 2024 في 10:30 م

            روعه تسلم ايدك حبيبتي ابدعتي

            حذف التعليق
            • غير معرف10 نوفمبر 2024 في 10:43 م

              روووووووعه

              حذف التعليق
              • غير معرف10 نوفمبر 2024 في 10:48 م

                ليه كده الراجل ماشى فى حاله خير تعمل ولا ايه وفى الأخر مش امه ولا ليها اى صله بيه بجد حراااااام
                منال 😥😥

                حذف التعليق
                • غير معرف10 نوفمبر 2024 في 11:25 م

                  قلبي وجعني على اوزجي والله وكويس ان غافر رجع لعقله وحب يصلح كل حاجة وفاتح معروف انه شخص وصولي َ

                  حذف التعليق
                  • غير معرف10 نوفمبر 2024 في 11:37 م

                    الله الله على الجمال رغم إنى كنت خايفة أدخل اقرأ الحلقة من المشهد اللى اتنشر فى الإعلان بس الحلقة روعة

                    حذف التعليق
                    • غير معرف10 نوفمبر 2024 في 11:44 م

                      لا أستطيع قول اي شيء يعجز اللسان عن الوصف حبيبتي لولو شااااابووه ❤️❤️❤️👌👌👌👍👍👍👍👏👏👏👏

                      حذف التعليق
                      • غير معرف11 نوفمبر 2024 في 12:08 ص

                        ايه وجع القلب ده
                        هناء رحال

                        حذف التعليق
                        • غير معرف11 نوفمبر 2024 في 12:13 ص

                          الفصل تحفه سلمتى ياقمر

                          حذف التعليق
                          • غير معرف11 نوفمبر 2024 في 12:57 ص

                            يا ربى على الجمال والإبداع
                            حلقه صحيح مؤلمه ولكن فوق الخيال
                            ابدعتى كالعاده

                            حذف التعليق
                            • Rim kalfaoui photo
                              Rim kalfaoui11 نوفمبر 2024 في 1:03 ص

                              حلقة مؤلمة ومؤثرة من كل النواحي وما اصاب العائلة من وجع ودمار وخاصة عارف عيشه في كذبة كبيرة جعلت منه انسان موجوع ومحطم الفؤاد
                              واحببت اعتناء اوزجي رغم حملها والصعوبات التي حلت بها واخرهم المعفن الب ايه ده
                              واخرا رجع الباشا عارف هنشوف ردة فعله عندما يسمع الحقيقة

                              حذف التعليق
                              • غير معرف11 نوفمبر 2024 في 1:45 ص

                                انتى مبدعه يالولو تسلم ايدك

                                حذف التعليق
                                • غير معرف11 نوفمبر 2024 في 3:35 ص

                                  وااااااااااااو الحلقة رائعة حبيبتي لولو تسلم ايدك 👏👏👏👏❤️❤️❤️❤️❤️

                                  حذف التعليق
                                  • فاطمه السعيد12 نوفمبر 2024 في 1:04 ص

                                    الحلقه كلها الم وخزن زعلت قوي على اوزجي وعلى حزنها والله عيطت وانا بقرأ

                                    حذف التعليق
                                    • غير معرف13 نوفمبر 2024 في 11:57 ص

                                      الحلقة تحفة يالولو وعيطت وانا بقراء ابدعتى حبيبتي

                                      حذف التعليق
                                      • Basma Fakhri photo
                                        Basma Fakhri13 نوفمبر 2024 في 11:57 م

                                        فصل جميل وحزين

                                        حذف التعليق
                                        • Saga Emam✨ photo
                                          Saga Emam✨14 نوفمبر 2024 في 4:46 م

                                          فصل حزين و مؤلم 🥺💔💔💔

                                          حذف التعليق
                                          • Saga Emam✨ photo
                                            Saga Emam✨14 نوفمبر 2024 في 4:47 م

                                            حسيت بكل كلمة و كل حركة و كل شي و كاني معهم😭😭😭 قطعوا قلبي عارف و اوزجي 🥺💔

                                            حذف التعليق
                                            • Saga Emam✨ photo
                                              Saga Emam✨14 نوفمبر 2024 في 4:48 م

                                              تسلم ايدك يا لولو 🤭

                                              حذف التعليق
                                              • Saga Emam✨ photo
                                                Saga Emam✨14 نوفمبر 2024 في 4:49 م

                                                منتظرين الفصول الجديد😍😍🩷

                                                حذف التعليق
                                                google-playkhamsatmostaqltradent