recent
جديدنا

منعطفات الحياة (المنعطف الحادي عشر )

 منعطفات الحياة

بقلم الكاتبة سجى أمام



حضرت إيمان  الفطور على أمل ان يفطر معها أبنها و لكنه كعادته الجديدة اصبح يشرب القليل من القهوة و يذهب و لا يعود الا في الليل لينام و يتصل بين الحين و الاخر ليطمئن عليها و بعدها يغيب ، جلست على طاولة الفطور وحدها تحدث نفسها " ما الذي غير أدهم لهذه الدرجة؟ اشعر و كأن جبل من الهم على كتفه يارب ارح قلب ابني يارب "


صمتت قليلا لتأتي ريهام لعقلها لتقول " هل من الممكن تكون هي السبب " فكرت قليلا " نعم و من غيرها هي من غيرت ابني فمنذ ذهبنا لبيتهم و ابني تغير " 

تذكرت فرحة أدهم في  و سعادته ذلك اليوم ، و توتره و خجله عندما اتى و اخبرها بموضوع الارتباط .

لتحزن على حالة أدهم الان فكأنه شخص اخر ، مثقل مهموم حزين يجهد نفسه بعمله لياتي لينام مباشرة.  


فكرت قليلا لتتصل بالشركة و تطلب من الاستعلامات ان يحولها الى ريهام  ، استفسر منها موظف الاستعلامات عن هويتها ، فكرت قليلا لتقول خالتها ، ليحولها لها ، استغربت ريهام  عن اي خالة يتحدثون و لكنها ردت ، لتخبرها والدة أدهم انها تريد ان تراها ، لم تعلم لماذا و بماذا تريد التحدث  بعد أن انتهى كل شيء  ، خرجت من افكارها و هي تجيبها " طبعا اخبريني المكان و سأتي فورا " 


لتخبرها ان يلتقوا في الحديقة القريبة من منزلهم  .

و بعد نصف ساعه وصل كل منهما الى هناك ، سلمت ريهام عليها لترد إيمان  السلام بتعالي .


استغربت ريهام  حالتها  لتجلس بعدها ،  حالة من الصمت طغت صمت ثقيل ، حمحمت ريهام  لكي تهم هي بالتحدث ، و لكن والدة أدهم سبقتها "  ريهام  انت فتاة جيدة و كنت اريدك زوجه لابني و لكن سبب رفضي معلوم  لذلك سأقولها مرة و اتمنى ان تفهمي ابتعدي عن ابني و "

 قاطعتها ريهام و هي تتحدث " لقد انتهى كل شي و لا اعلم ان كان اخبرك او لا و لكن كل منا ذهب في طريقه و ها انا لم اره منذ ان تم نقله قبل شهر "  استقامت  و ذهبت بعدها لتترك والدة أدهم في حيرتها هل كل ما يمر أبنها به بسب بعده عنها! 


اسرعت ريهام بخطاها نحو الشركة فلم تكن بعيدة ، رأها أدهم و لم تكن حالتها جيدة اراد بشدة ان يذهب خلفها لكنه تراجع  امسك بهاتفه ليتصل بأمه يطمئن عليها لتقول له انها في الحديقة القريبة من المنزل ، ليقرر الذهاب  لها ، راها فاشار لها و تقدم و جلس معها حدثه قليلا عن امور عادية و هو ايضا تفاعل معها لكن ليس كأدهم القديم و هذا ما كان يحزنها ، لمحت زوجين لتقول " أدهم سأحبث لك عن عروس يكفيك عزوبية " 


زفر بغضب قائلا " انا لا اريد ان اتزوج الان لا اريد " 


" هل من أجلها " 


التفتت اليه و اكملت " لماذا لم تخبرني انك انهيت كل شي و تركتها " 

اعتدل بجلسته ليواجه امه ليقول " كيف علمتي بذلك هل حدثيها بشي "


ليتذكر حالتها و يقول " ام انك قابلتي ريهام اليوم " 

هزت راسها بنعم، ليقول " و بماذا تكلمتم " 


تحدثت بقوة " طلبت منها ان تبتعد عنك انظر لحالتك اين أدهم القديم  انني لا اراه ، الذي كان مرحا محبا للحياة الذي كان يقضي الوقت معي من دون ملل اين هو ها؟ لقد تبدل كل شي  و كل هذا بسببها "

 صمتت عندما رأت نظرات ابنها الغاضبة و  المُستائه

تحدث و هو يحاول ان يمسك غضبه 

" هل اخبرتيها ان تبتعد ها " زفر و اغمض عيناه ليكمل  

" كما أخبرتك هي لقد انتهى و انا من انهيته بيدي  لاجلك يا امي لا اريد احزانك هل تعلمي ماذا قالت لي ريهام لا يمكننا بناء اي شي بدون رضاء الوالدين لذلك هي من ابتعدت و لكن انا من قلت لها ساقنع امي و اجعلها تفهم و ترأ حبي ، كنت واثق بهذا و وعدتها و لكنني خدلتها " 


تنهد بضيق ليمسك يد امه قائلا " اخبرتك من قبل انت أغلى ما املك و لا اريد ان اخسرك فانتي امي و تذكرتي الى الجنة " 


قبل يداها و طلب منها الدعاء له ليريح الله قلبه و يهديه .

نظرت له بحزن ليصمتوا قليلا ، قطع الصمت صوته و هو يسألها اتريد الذهاب للمنزل او البقاء؟  لتقرر البقاء بينما هو رجع لعمله.


ظلت والدته هناك كلامهما يدور في عقلها و خاصه كلمات ابنها 

" هل تعلمي ماذا قالت لي ريهام لا يمكننا بنا اي شي بدون رضاء الوالدين لذلك هي من ابتعدت " 


أتاها احساس انها غلطت و اخطأت عندما قررت رفض هذه العلاقة و لكنها سرعان ما تذكرت كلام الناس و ما سيقولون ، و كأن الناس هم من سيعيشوا حياة ابنها و ليس هو ..


خرجت ريهام  من الشركة ، لتراه  على احد المقاعد جالس حزين مهموم مثقل ، نظر هو ايضا لتتلاقي العيون و كانها تبوح بكل شي ، اخفضت عيناها بأساء و سارت ، ليخفض هو ايضا عيناه ، بقى قليلا ليذهب بعده لمنزله ...

 

وصلت ريهام بيتها كان الحزن جلي و واضح على وجهها ، ناظرتها امها قليلا و سحبتها لتجلسها بجانبها و تسألها " ابنتي هل انتي بخير حالتك لم تعجبني " 

 و هنا لم تتحمل و انهار قناع القوة لتذرف الدموع و هي تهز راسها " لا " حضنتها امها لتبكي ريهام بحضن امها تخرج ما بداخلها من ألم  ، دمعت أعين أمها لتحن و  تمسح على شعرها برفق. 


مرت الايام و تقبلت مريم حقيقة إسقاطها للجنين بقلب مؤمن صابر بقضاء الله ، حزنت و تألمت لكنها لم تدع حزنها يتمكن منها كالمرة السابقه لا بل قامت و قاومت ، لتكون أيامهم جميلة بجمال قلوبهم ، سعد و سر عبد الرحمن بها ب عفويتها و طيبتها و ضحكاتها لقد ظهرت الطمأنينة على وجهها و ايضا السعادة و هذا ما سعى له ..



اما جواد و ياسمين فرغم انشغالهم بعملهم الا ان كل واحد فيهم يهتم بالاخر بطريقته هي بسماعه ، بتفهمه ، بحبها له ، بخدمتها له بكل حب .

 

و هو يكفي ان تنظر لعيناه لتعلم مكانتها ، و لكن رغم حب جواد الكبير لها هناك غصه تغص لها فرحتها الا وهي طفل يضيف سعادة لهما ، كانت تذهب للروضه و تلعب و تُدرس و تشغل نفسها و لكن في لحظة شرود منها تبتسم بغصه و هي تنظر لمنظر الاطفال و تدمع عيناها و تدعوا الله ان يرزقها .

و اكثر ما يزعجها حديث والدة جواد الذي لا يخرج من عقلها 


"ابن عم جواد تزوج بعدكما و هاهي زوجته حامل بشهرها الثالث الواضح ان هناك عيب فيكِ "  ظلت والدة جواد  ترشقها بكلمات قاسية و هي لا تعي حجم الأذى التي الحقته بها ، فسببت  لها ضغط نفسي قوي .


(فمن اسباب تأخر الحمل التوتر و الضغط النفسي فهما يرفعا هرموني الكورتيزول و الأدرينالين و بالتالي تقل فرصه الحمل بنسبة 12% ) 


اما ريهام فقد وضعت قناع القوة و مضت لكن داخلها حزين و لكن ما عساها تفعل كل منهما ذهب في طريقة فهي لا يمكن ان تقبل ان تتخلى عن أنس او انها تتزوج من أدهم رغم عدم رضاء امه ، لهذا وكلت امرها لله و قائلة " يا الله انت وضعت حبه في قلبي  فاذا كان لي نصيب فقربه بالحلال و ان لم يكن فابعدنا عن الحرام يارب " 


و الحال لم يختلف عن أدهم كان يجهد نفسه في عمله ليرجع الى منزله تعب فينام فقط ، لازالت الام على موقفها لكنها كلما رات حال ابنها قهرت حاولت اكثر من مرة فتح موضوع زواجه لكنه يرفض بغضب ، ظلت تفكر بريهام و كم انها فتاة ذات اخلاق و جمال الكل اشاد بها ، جزء منها ندم لفعلته  و عدم موافقتها لزواجهم ، و لكن جزء ايضا يهتم بكلام الناس و ماذا سيقولون ...


 و هل للناس منفعه غير الكلام الذي لا طائل منه!


 و في صباح يوم جديد


و بينما هما يفطرا لاحظ جواد حالة  ياسمين الغريبة فهي تفرك يدها بتوتر و تنظر لصحنها بتفكير ، ليدرك انها  تريد قول شي و لكنها مترددة  ، بلع لقمته ليقول " ياسمين اخرجي الفولة يلي بفمك هيا   "  ابتسم و ارتشف شايه .


نظرت له كانت مترددة فهي تعلم رده قبل طرح سؤالها ، اطالت صمتها ، اشار لها بيده لتعود له استجمعت قوتها لتقول دفعه واحده  " جواد لنجرب مرة اخرى انظر هذه المرة اشعر  سينجح ان شاء الله و ايضا " قاطعها زفراً و تحدث بهدوء فهو يعلم حساسيتها لهذا الموضوع " ياسمين حبيبتي لقد ذهبنا لاكثر من طيب و الكل قال شي واحد انتما سليمان ليس بكما شي فقط مسالة وقت و " قاطعته ياسمين و بداءت دمعاتها تنزل على خدها ليهم هو بمسحها .

لتقول  بصوتها الباكي " احد عشر شهراً مر يا جواد لم يحدث " 


اقترب اكثر و مسح دمعاتها بعد ان زاد بكاءها  لتكمل " اريد طفل يا جواد يضيف سعاده الى بيتنا و الى قلوبنا اريد ان اعطيك هذه السعاده و لكن " ليقطع بكائها كلامها ..

رفع راسها له و مسح دمعاتها و قال " ياسمين انا ثقتي بالله كبيرة و مهما تاخر الا لخير لنا ارجوكي لا تفكري كثير و ان شاء الله سرزقنا الله " 

ظل يحدثها و يحدثها الى هدأت، و بعد ان أطمئن عليها ذهب الى عمله ودعته و دعت له ليوفقه الله ، لتذهب بعدها لتنظيف البيت و طبخ الطعام فهي اخدت اسبوع اجازة لكي ترتاح  ...


مر الصباح بسرعه بين تنظيف و طبخ كانت مريم تحضر لعبد الرحمن اكلته  الذي يحبها.


 اخيرا أكملت و أطفأت تحتها النار لتذهب لتغتسل و تصلي الظهر و بعد ان انتهت صلاتها رن هاتفها  كانت امها تدعوها في الغد للغذاء لتجيب مريم انها ستسأل عبد الرحمن اولا و بعدها  تحدث الام و ابنتها عن امور المنزل و الطبخ رن جرس الباب اغلقت الهاتف و ذهبت لتفتح ابتسمت و هي تفتح له الباب قائلة " اهلا بك " ابتسم لها و لابتسامتها الجميلة ادخل الاكياس التي بيده للمطبخ و ذهب ليغتسل بينما هي افرغت الاكياس و بعدها حضرت المائدة.  


وقف على باب المطبخ ينظر لها و يستمع لدندنتها الخافته و هي تحضر السلطة شابك يداه و ارتكز على الباب ينظر لها فقط ، استدارت لتراه واقف مبتسم خجلت لتقول " الغذاء جاهز تفضل " و استدارت ليفرح هو بخجلها .


جلسا و تبادلا الحديث الى وصل الحديث لدعوة امها لهما هنا سكت عبد الرحمن و فكر قليلا فهو لا يريد ان تحزن او ان تفكر انه يمنعها عنهم ليقرر الموافقة على مضض ...



انتهت استراحة الغذاء صعدت ريهام  لمكتبها اكملت كل عملها بسرعه فاليوم لديها معاينة لأنس،  خرجت من الشركة و ذهبت الى منزلها الذي يبعد شارعين  فقط 

كانت تسير بسرعه و هي تتحدث " اتيت امي اتيت "  صعدت و اخدت أنس من امها و كعادتها قبلته بحب و هو يضحك لها و ذهبوا و في طريق ذهابهم ،  لمحتهم إيمان رأت ريهام و هي تحمل أنس و كم كانت تنظر له بحب و تهتم به و كأنه عالمها ، زفرت بضيق و هي تقنع نفسها انها عملت الصح ، لم يكن بيت أدهم يبعد عن بيت ريهام سواء شارع فقط ، جرت الام رجلها الى ان وصلت الى البيت اتى ادهم ليرى امه بحالة غير جيدة فكان يبدو عليها التعب و الهم اقترب منها بسرعه و هو يطمئن على حاله و يخبرها أنه سيأخدها للمشفى و لكنها إجابته " انني بخير أدهم لا تبالغ " 

جلس امامها و قال " انتي لست بخير يبدو عليك التعب سنذهب

الى الطبيب فورا " عارضت و هي تصر انها بخير و اذ نامت ستكون بخير  ، لم يقتنع بكلامها و لكنه لم يشاء ان يصر فهي حقا متعبه ، لتذهب لغرفتها و تفكر بأنها ظلمت ابنها و ريهام و ذلك الطفل البرئ..



 و ها هو صباح اخر جديد يطل على ابطالنا 


اسيقظت مريم باكرا لتحضر لأبها من الكعك الذي لا يحبه الا من يدها ، استفاق عبد الرحمن و التفت الى مكانها و لكنها غير موجودة و صلت له رائحة شهية جعلته يقوم و يذهب بسرعه لمصدرها ، كانت هي تزين الكعك و تضع اللمسات الاخيرة اقترب بهدوء و اخد قبلة منها قائلا  " صباح الخير "  


ردت عليه " صباح النور " و هي تتهرب من عيناه خجلا .


التفت للكعك و قال " مممم شهي كالعادة " و تقدم لياخد قطعه و لكنها ابعدت صحن الكعك عنه قائلة " انه ليس لك" 

رفع حاحبه و قال " اذا هكذا " 

هزت براسها بنعم و هي تشير له ان يخرج من المطبخ و هي تضحك عليه  ، رفع يداه مستسلما و خرج من المطبخ .


ليمر الصباح عليهما  ليتجهزا و يذهبوا للغذاء في بيت اهل  مريم .



في الشركة و في قسم المحاسبة تم تكليفهم بالنزول للفرع الذي في المنطقة الاخرى و ذلك لتبادل الخبرات و الاستفادة ، لم يرد أدهم الذهاب و لكن بسبب اصرار مدير قسمه ذهب على عجل بعد ان استعجله الكل بسبب تاخره و بسبب هذه الجلبة و العجلة نسي هاتفه !


 اما ريهام كانت لتوها خارجه  من الاجتماع جلست على كرسيها و هي تفرك راسها متألمة ، اخدت هاتفها لتتصل على والدتها  و تطمئن على أنس ، طمئنتها امها انهما بخير حمدت الله فأنس و امها بصحه جيدة و هذا ما قال لها الطبيب في الامس .


جلست إيمان  على الكرسي و هي تتألم من راسها بشدة اخدت هاتفها و اتصلت بابنها و لكن لا رد حاولت و حاولت لكن لا رد ..


ذهبت ريهام لقسم المحاسبة لتتفقد سير تنفيد احد العمليات ، لا تعلم كيف قادتها أرجلها لمكتبه وقفت هناك ثواني تأملت المكان شردت قليلا و لكنها سرعان ما فاقت  همت للذهاب و لكن صوت  رنين هاتف ما اوقفها ، ترددت بالدخول لتقرر عدم الدخول فور ما ان انطفاء صوت الهاتف 

   استدارت لتبتعد ليرن الهاتف مرة اخرى ، فكرت قليلا لتلتفت يمنة و يسرة ، لتدخل و هي تبحث عن الهاتف رات المتصل " امي " ترددت بفتح الاتصال و لكن امام اصرار المتصل فتحت لتتحدث الام بألم و تعب " أدهم ابني تعال بسرعه " كانت تتحدث بصوت متقطع و تعب قالت كلمتها الاخيرة و سقطت على الارض مغشي عليها  ..


قالت كلمتيها و هي تحارب لكي تأخد نفس ، سقط الهاتف من يدها، لتسقط هي ايضا فاقده لوعيها .


حاولت ريهام محادثتها لكن لا رد خافت ان يصيبها مكروه لتذهب بسرعه باتجاه منزل أدهم بعد ان طلبت الإسعاف، صعدت لتطرق الباب و هي تصرخ بخوف .

خرج جارهم عندما سمع صوتها طلبت من المساعده ليقرروا كسر الباب ، كسروا الباب لتدخل ريهام فورا .

 لتراها على الارض غص قلبها عندها فهي تعلم كم مؤلم فقد احد الابوين .

وضعت راسها على فخدها و هي تحاول ايقاظها و لكن بلا فائدة ، صرخت بهم ليتصلوا الإسعاف و بعد دقائق أتى الإسعاف و اخدوها الى المشفى.

كانت ريهام  في الخارج تفرك يداها بقلق توتر  و تذهب يمنة و يسرة قلقة عليها ، اخيرا خرج الدكتور ليطمئنها. 


اجابها الدكتور انه ارتفاع في الضغط أدى لذلك و لكنها الان بخير و وضعها مستقر و انه يجب عليهم الاهتمام بها اكثر ، شكرته ريهام ليذهب بعدها ، وقفت امام باب غرفتها ترددت في الدخول و لكنها دخلت لتطمئن على والدة أدهم  ، طرقت الباب بهدوء و دخلت ، كانت ايمان قد استيقظت و ما ان رأت ريهام حتى استغربت تقدمت ريهام لجانبها و قالت " الحمد لله على سلامتك "


ردت عليها " تسلمي يا ابنتي و لكن اين أدهم انني لا اراه " 

تحدثت ريهام و اخبرتها بما حدث من اتصالها الى نقلها للمشفى .


" انت ارتاحي و انا ساحاول أن اتواصل معه الحمد لله على سلامتك  مرة اخرى " امسكت يدها و ابتسمت و ذهبت بعدها . 


 خرجت ريهام و عينا والدة ادهم تتبعانها لتقول في نفسها " لقد أذنبت بحقها و بحق الطفل الذي لا ذنب له و بحق ابني انها فتاة قيمة و لا تعوض " ظلت هكذا تفكر بحجم غلطتها و ما حدث مع ابنها و مع تلك الفتاة المسكينة بسبب غلطتها ..



حاولت ريهام الوصول لصديق أدهم و لكنه لا يرد اغلقت الهاتف لتجلس على المقعد مسحت على وجهها و هي تتذكر تفاصيل ما حدث لازالت يدها ترتجف من خوفها و انفاسها غير منتظمة  ، نعم خافت ان يصيبها شي فيحزن هو ، اتصلت والدتها  بها لتتحدث " ريهام  اين انتي انظري الى الساعه لقد تاخرتي"

 

زفرت ريهام لتحكي لامها كل ما حدث ، سالتها عن حالة والدة ادهم و طمئنتها ريهام ، 

" سأتي فور ان ياتي ادهم لا يمكنني تركها لوحدها " 


" لا يمكن انتظري نصف ساعه و ساتي لاظل معك لا يمكن وحدك  " حاولت ريهام الرفض لكن الام اصرت و بالفعل اقل من نصف ساعه و كانت امها بجانبها هي و أنس .


دخلت امها لتطمئن على والدة أدهم و بجانبها ريهام و بحضنها أنس، رن هاتف ريهام  استأذنت منهما و خرجت لترد و كان صديق أدهم لتقول له بعد ان سلمت " اذا كان ادهم قريب منك أعطه الموبيل لوسمحت" اعطاه صديقه الموبيل ،  اندهش من اتصالها و رد " هل كل شي على ما يرام ريهام " 

و امام صوته توترت و لم تعلم كيفية اخباره تحدثت اخيرا " كل شي على ما يرام لكن " و صمتت


" ولكن ماذا " قالها و قد اعتلته مشاعر القلق 


" و لكن والدتك نقلت للمشفى لا تخف هي بخير الان و نحن بجانبها " 


ذعر و خاف على والدتها ليتحدث بسرعه و يسألها عن حالتها لتطمئنه الاخرى انها بخير و اعطته عنوان المشفى ، اقفل الخط و اسرع بذهاب الى المشفى .



مر اليوم بشكل جميل و دافئ كانت لمة عائلية رائعه، سعدت بها مريم و سر عبد الرحمن لسعادتها مر الوقت سريعا لياتي الليل ، ودعت مريم عائلتها ليذهبوا بعدها بعد ان اتفقوا على ان يعيدوها في يوم الجمعه القادم . 



وصل أدهم للمشفى اخيرا كانت دقات قلبه تتسارع فهو خائف على والدته، سال موظفة الاستعلامات عن غرفتها و توجه بعدها اليها ، و قف امام الباب يحاول ان يهداء من نفسه اخرج شهيقا و زفيرا ليطرق الباب و دخل ، و ما ان دخل حتى تفاجأ بمنظرهم كانت امه تتحدث مع والدة ريهام  التي بيدها أنس و ريهام جالسة على جانب السرير  يتحدثون و لكن ما ان دخل حتى صمتوا كلهم ، وقفت ريهام و ذهبت بجانب امها ليتقدم هو و يمسك يد امه و يقبلها متحدثا " هل انت بخير " اؤمأت برأسها لتتحدث بعدها و هي تنظر ريهام " انا بخير لولا ابنتي ريهام الله اعلم ما كان سيحدث " 

اسرعت ريهام متحدثه " استغفر الله ليعطيك الله العمر المديد " 


بينما أدهم نظر لها نظرة حملت الكثير امتنان و تقدير و احترام و حب، لتخفض الاخرى عيناها ، لاحظت والدة ريهام نظرات أدهم لتحمحم و تتحدث " الحمد لله مرت على خير و ها قد أتى ادهم لنذهب نحن الحمدلله على سلامتك مرة اخرى "  اخدت ريهام أنس من امها و وقفت زينب بعد ان ودعت إيمان ، شكرهم ادهم  ، اراد ان يحدثها و لكنه تردد ليقرر اخيرا  ناداها و اسرع ليلحق بها .


توقفت هي و التفت له ، بينما والدتها ابتعدت قليلا ، نظرت اليه مستفهمه ، ليتحدث "  شكرا ريهام  " شكرها و صمت و كأن كل ما  كان سيقوله مُحي ..


اخرجت هاتفه من حقيبتها و أعطته اياه لتقول " الحمد لله على سلامتها لا تتركها لوحدها " 

نظر لهاتفه بعدم فهم ما الذي أتى به إليها  و هم ليسالها و لكنها تحركت و ذهبت ، ظل ينظر لها الى ان اختفت و توجه بعدها لغرفة امه ، ليسالها عن سبب تواجد ريهام  لتخبره كل شي ... 



مر يومان اخد بهما أدهم اجازة ليهتم بأمه و يرعاها ، كان يهتم بكل تفصيلة من دواءها و اكلها الى مواعيد نومها سعدت هي باهتمام ابنها و انها و اخيرا رات تلك البسمة بوجهه التي غابت شهور ....



و في هذه اليومين اتت والدة جواد لتبيت في منزلهم ، فرحا بها كل من جواد و ياسمين كانت ياسمين تخدمها بكل حب فهي ام جواد حبيبها و تحضر لها كل ما طاب و اشتهت ، رغم انها كانت ترمي بعض الكلمات  التي كانت تحزن ياسمين و لكنها تتغاضى و لا تهتم ، عاد جواد من عمله و اجتمعوا على طاولة العشاء  ، انبهر جواد بما حضرت ياسمين ليقول " تسلم يدك حبيبتي من منظره يبدو شهي " لتبادله الاخرى ابتسامة و هي تقول " بالعافية " 

و بداؤ بالاكل ، أعجبت والدته بياسمين و بمهارتها و لكنها لم تبدي رايها ، كان جواد يتحدث عن العمل و هي تستمع .


 لتقاطعهم امه بحديثها الذي صدمهما موجهه حديثها لجواد " جواد  مرت سنة على زواجكم و لم ارى احفادي ، انظر لابن عمك زوجته ستلد خلال شهر ، لا تخفي عني  أهناك عيب بزوجتك و انت تخفي عنا و لكن على كل حال  لقد قررت ان الافضل ان تتزوج مرة تانية " قالت كلماتها و لم تعي عظيم شانها على قلبها ، اسقطت ما بيدها فور سماعها و تجمعت الدموع بعيناها و رسمت طريقها في خدها ، لم تتحمل ما سمعت لتقف و تذهب لغرفتها لتبكي بألم و حرقة .


بينما جواد اندهش و صدم مما قالت  التفت لامه و تحدث بغضب لكن بصوت لم يعلو " امي ما الذي قلته اولا هي ليس بها اي عيب هي بخير و انا ايضا،  تانيا انا لن و الف لن اتزوج مرة اخرى. ياسمين هي زوجتي و حبيبتي و ستظل للابد و حتى ان لم نرزق بالولد هذا قدرنا و علينا الرضاء به " 


قاطعته امه " ما الذي تقوله هل ستظل بلا خلفه ! الاطفال سند و قوة للكبر ، تزوج مرة اخرى   لتحصل على الولد و ايضا اريد حفيد يحمل اسم ابني " 

 

قاطعها جواد بغضب اكثر و هو يقف " لا اريد ان يفتح هذا الموضوع مرة اخرى ساعتبر انني لم اسمعه اتفقنا " 


لازالت امه تنظر له بقوة كعادتها 

ليتحدث مرة اخرى " اتفقنا ؟!" 


أؤمات الام و قالت " حاليا فقط ساصمت  و لكن هذا الموضوع لم ينتهي هنا "  كان سيتحدث و لكنه سمع صوت بكاء ياسمين و شهقاتها ،  ليذهب مباشرة للغرفتهما ،  ليراها جالسه على الارض تبكي و تبكي عيناها حمرواتين من البكاء اقترب منها و من دون كلام سحبها و احتضنها و هو يربت على ظهرها و يحنو عليها " هشش لا تبكي لا تبكي " 


ظلت في حضنه الى ان هدأت فصلت حضنه و ناظرته قليلا لتقول بصوتها المبحوح من البكاء " معها حق انت تستحق ان يكون لك ولد يحمل اسمك لذلك تزو.. " 

قاطعها بغضب " ياسمين كيف يمكنك قولها لا اصدق انا فقط لكي و اذا ساكون ابا سيكون طفلي منكِ من حبيبتي فقط " 


و رغم حزن قلبها لكن كلماته تلك بعثت الطمأنينة بقلبها، لتبتسم بحزنها امسك يدها ، و قبلها ليقول لها " لا تحزني اكثر اذهبي اغسلي وجهك و نامي " 

اجابته ان الاكل لازال على الطاولة ليخبرها انه من سيقوم بجمعه ، ساعدها لتقف لتذهب هي للحمام و هو توجه للصالة ليجمع الاكل من الطاولة...


و بعد ان أنهى ، دخل غرفته بهدوء ظننا منه انها نائمة و لكنها كانت على سجادتها تقراء قرانا يريح قلبها ، احست به لتلفت له و تقول " كنت انتظرك لنصلي صلاة العشاء جماعة و ندعي الله ان يريح قلوبنا  "  ذهب و توضاء و صلى بها و دعاء كل منهما بما في نفسه ، هي دعت و الحت بأن يرزقها ربها بطفل ، و هو دعا لها بأن يتحقق ما تتمنى و ان يريح الله قلبها المهموم .


 و بعد ان اكملا ذهبا لفراشهما ليناما اقتربت ياسمين منه لتضع راسها على صدره و تنام بينما الاخر احتضنها ايضا و هو يناظرها لسان حاله يقول :‏


 (فما رأيتُ أعزَّ منك في قلبي وما رَغبتُ فِي أحدٍ سواك)

----------------------

انتظرونا غذا أن شاء الله مع المنعطف الأخيرة من رواية منعطفات الحياة 🍃🥀

author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  • غير معرف29 سبتمبر 2024 في 11:11 م

    ايه الرقه دى
    وبنات ناس متربيه ٣ مرات
    تسلم الأيادي

    حذف التعليق
    • غير معرف30 سبتمبر 2024 في 11:19 م

      جميل جدا تسلم ايدك حبيبتي

      حذف التعليق
      google-playkhamsatmostaqltradent