recent
جديدنا

صرخة أنثى الفصل الخامس والاخيرة

رواية صرخة أنثى 

من روائع احكى يا شهرزاد

بقلم أمل الكاشف 




الفصل الاخير 

طلب شهريار استدعاء الفتاة التي تدعى شهرزاد إلى غرفته الملكية على الفور ، خفق قلب زهير وهو ينظر لوجه السلطان قائلا 

" ما الذنب الذي اقترفته هذه الشرذمة لتصل بحضراتكم لهذا الحد ، إن أخطأت يمكن محاسبتها أشد الحساب وأن لا أبقي بعمرها…"

رد شهريار بغضب " لا دخل لك فيما فعلته ، أذهب واحضرها كما هي بسرعة لا أريد تأخير بحجج تجهيزها وما شابه "

اسرع زهير بخفض قامته تلبيتا لأوامر السلطان مهرولا جهة الحرملك قائلا للمسؤولين عن المكان بصوت يرتجف من خوفه

 " السلطان يريدها باسرع وقت ايقظوها بسرعة"

سألوه بخوف عن من يتحدث ليخبرهم بحالة السلطان وهيجانه كالبحر الثائر الغاضب مجددا 

تقدمت سيدة كبيرة في العمر منه قائلة بصوت منخفض " لا يمكننا إرسالها له وهو بهذه الحالة أم أنك ستضحي بها "

اخفض صوته وهو يجيبها بعيون تراقب من حولهم " لا يمكن معارضته وهو بهذه الحالة طلبت منه ترك محاسبتها لس ولكنه رفض بقوة لم اراها على وجهه من بعد الحادثة المشؤومة "

حزنت السيدة قائلة للنساء " اذهبن لايقاظها "

اسرع زهير في سيره قبلهم وهو يقول 

" لا وقت لدينا جميعنا مهددون بالمعاقبة ان لم تذهب للغرفة الملكية باسرع وقت "

انتفضت شهرزاد حين رأت كل هذا العدد حولها فور فتحها لعينيها ، خفق قلبها خوفا حين ابلغوها بحالة السلطان وضرورة ذهابها دون تبديل ملابسها .

كادت أرجلها أن تتقاعس عن حملها لولا مساندة النساء لها حتى اوصلوها لهناك.

فتحت الابواب بسرعة وأصبح عليها الاعتماد على نفسها والسير وحدها بخطواتها المرتجفة تخفض قامتها ملبية فروض الاحترام والتقدير .

اقترب منها متحدثا بقوة وغضب

 " كيف تذهبين للحرملك دون أن أاذن لكِ "

ارتجف صوتها وهي تجيبه " لقد نمت فجأة.. أراد الحراس أن ينفذوا .. ينفذوا "

ارتجف جسدها دون ان تستطع استكمال حديثها الذي اكمله سلطانها 

" هل كانوا سينهون حياتك قبل أن أسمح أنا بذلك"

سقطت دموعها منها لأول مرة أمامه قائلة 

" تدخل زهير باشا رافضا تطبيق أي حكم عليّ قبل استيقاظك "

اغمضت عينيها مكملة " ان كان كل هذا الغضب لعدم تنفيذ الحكم …"

سحبها ليضمها داخله مغلق عليها بقوة تعلقه بها قائلا " ما بكِ ؟ لماذا تبكين ؟ وأيضا هل تخافين مني لهذه الدرجة "

ردت بجسدها المرتجف "ألست السلطان "

أخرجها من حضنها ناظرا لوجهها 

" السلطان ! وأين ذهب سلطاني ! "

بكت أكثر خارجه عن صمتها في رفض الظلم الذي تتعرض له جميع فتيات المملكة ، شارحة له كم الضغط العصبي والنفسي والقهر الوجداني مما يحدث كل يوم من فقد وبكاء وحسرة ، حتى تملكتها جراءة من لم يبق لديه ما يخاف عليه لتحدثه عن البركان والغضب الثائر الذي يزداد كل يوم حتى اقترب من الانقلاب على الاسرة الملكية رفضا للظلم .

حزن منها قائلا " جميعهم كانوا يستحقون مصيرهم .. جميعهم خائنون"

وضعت يدها على جرحه قبل يده قائلة بصوت لامس قلبه " لا تظلم جميع بنات حواء لأجل امرأة واحدة ، من المؤكد سوء قلبها واخلاقها التي جرفتها للسقوط في الرذيلة ، الجميع ليسوا سواء ، لا يمكن لمن يحب ان يخون ، إن أحبتك حب صادق خالي من المكر والخطط والمؤامرات ما كانت فعلتها وإن عرضوا عليها جنان الأرض كلها "

تحرك بخطوات تظهر كسره وجرحه جالسا على الأريكة الملكية ، اسرعت لتجلس أمامه أرضا واضعه يديها على ركبتيها " هي من خسرت ، هي من دفعت عمرها وخسرت اخرتها ثمنا لذنبها الكبير ، ليس من العدل تطبيق حكم .الإعدام. على نسل حواء لأجل امرأة كهذه ، هي لا تستحق حزنك لا تستحق العيش على ذكراها "

رد عليها باستنكار " من قال أنني أعيش على ذكراها "

" لم انتظر من أحد قولها يكفي ان أنظر لغضبك وعزمك على إنهاء نسل حواء اقتصاصا منها وكأنك تحدثها وتشهدها كل ليلة على نجاحها في كسرك واظلام حياتك بل واظلام حياة كل من في المملكة ، انظر لنفسك خسرت سلامك النفسي و راحتك ومتعتك لأجل السعي وراء معاقبتها في كل النساء حولك "

صدمها بقوله " جميعهم خونة .. حتى ليونة خائنة  .. ملكها قلبه و استأمنها على سره وهي ماذا فعلت "

أسرعت شهرزاد بقولها " لا تظلمها أستمع باقي الحكاية وأحكم بعدها كما تشاء "

تحركت أمام صمته جالسة بجانبه قائلة 

" بلغني أيها الملك السعيد ذو القلب الرحيم والعقل الحكيم انتشار النيران وعلو صوت الصراخ والاستغاثات في كل مكان بالمملكة ، صرخ الأمير توران صرخة رج لها عرش القصر حزنا على خسارة السلطان ، هرول   الأطباء  بطرقات القصر محاولين مداواة المرضى المتسممين بسم الخيانة  و الغدر ، وبنفس الفزع و الخوف و ألم قدمها وصلت ليونة إلى منزل عمها الذي ضحك وجهه بمجرد رؤيته لها قائلا " جئتي بموعدك " ،  اقترب الرجل المخيف منها متسائلا بسرعة 

 " هل نجحتي باخذهم  "  ، بكت عينيها وهي تتذكر ضغطه عليها على مدار الاسبوع المحزن المؤلم كي يرغمها على خيانة الأمير ، اقترب عمها منها ليسألها 

 " ابنتي هل نجحتي بأخذ المخطوطات ؟  ، ما بكِ تحدثي بسرعة ليس لدينا وقت كافي علينا أن نهرب قبل أن ينتبه أحدهم علينا " 

أومأت برأسها حزنا و قهرا و بكاءا مخرجة المخطوطات من داخل ملابسها وأذنها تُذكرها بآخر كلام أميرها لها .

 اغمضت عينيها الممتلئة بالدموع الغزيرة كي لا تُذكرها بصورته و قربه منها ، و بهذه اللحظة اقترب عمها منها ليكمم أنفها بمادة منومة سقطت أرضا بعدها دون أن تعي بما يحدث حولها كي لا تجلب المشاكل لهم أثناء هروبهم  .

 فتح الرجل المخطوطات لينظر لهم بأعين متسعة قائلا  

" كيف هذا ، من أين لهم هذه القوة " 

أغلق واحدة و فتح الأخرى لينصدم أكثر بالسرداب السحري و خطط الجيش البديلة في الأوقات العصيبة  ليقول 

" هل كانوا يمثلون علينا ضعفهم ، هل وظفناهم ليلعبوا بنا و يعطونا معلومات خاطئة " 

و بسرعة و خوف فتح باقي المخطوطات واحدة تلو الاخرى ليزداد خوفه قائلا 

 " هذا يعني أن نقطة ضعفهم تكمن بمحاصرة السرداب السحري ، تحرك عمها ليضع ليونة بشوال قماش  من الخيش القديم  و من ثم حملها ليضعها أعلى العربة الخشبية واضعا أعلاها أكياس من البطاطس و الخضروات و الملابس وأغراض أخرى توحي بالانتقال  .


أسرع الرجل المخيف  بالاقتراب من الباب وهو يقول لعمها  

"علينا أن نسرع بالخروج قبل أن يُكشف أمرنا ، يجب أن تصل المخطوطات لهم بأسرع   وقت  ومن بعدها لن يصبح هناك داعي للهروب سنعيش ملوك بهذه البلد "  

لمعت عيون عم ليونة متسائلا بفضول 

" هل تم الأمر؟ " 

 و برضا رد عليه الرجل الشرير

" نعم و على أتم وجه سيفرحون بانتصارنا بل و سيتم مجازاتنا بأكثر مما حلمنا هذه المرة يا شريك " 

دخلت امرأة مسنة عليهم وهي تلهث قائلة

"  وصلت الأوامر الجديدة علينا أن  نلجأ لضفاف البحر الأبيض  بسرعة و من هناك سنجد مركبا كبيرا ينقلنا بأمان " 


تحركوا ليخرجوا من المنزل  وهم يستمعون لحديث الرجل القوي المخيف  

 " علي أن أتواصل معهم  ، معي مخطوطات يجب أن تصل لهم بأقصى سرعة  "   نظرت المرأة للمنزل و هي تجيبه 

"  حسنا سأتصرف ونحن في الطريق و لكن  أين مفضلة الأمير أين المعلمة هل تركتوها للامير ، اقسم إنه سينهي حياتها دون أن يرمش له جفن " 


وصل إليهم رجل آخر يحدثهم بذعر ما يحدث في المملكة    " مات السلطان ، القصر يضج بحالة استنفار كبرى ، الجنود بكل مكان علينا أن نسرع بالهروب قبل شروق الشمس " 


خرجوا مسرعين مهرولين  و هم يخشون أن يُكشف أمرهم  ، لا زالت النيران و ألسنة لهيبها تعلو بالأطراف و لا زالت السحب معبئة بادخنتها السوداء  ، و كجسارتها المعروفة عنها لم تختبئ ضي القمر و لم تبكي و تخف على نفسها بل كانت تركض بكل مكان لمساعدة الجرحى والمتضررين من الحرائق  .


دخل غرفته الملكية و هو يهرول بوجه غاضب متجها نحو اللوح الخشبي كي يزيحه و يخرج منه المخططات ليكتشف و ينصدم الامير توران بحالة المخطوطات و تخالطها و وجود نقص كبير بها ، تفاجئ بالحركة الغريبة التي بداخل الخزانة نظر بأعين صادمة لا تصدق ما أمامها صارخا بأعلى صوووت 

" خيانة… ليووووونه  … خيانة "

استمع كل من في القصر لصوت زئير الأسد الغاضب بعرينه .


 أتى جندي لغرفة الأمير توران يركض قائلا بصوت يعلوه الأنفاس المتسارعة 

 " استعاد سالار باشا وعيه  وطلب رؤيتك حضراتكم بشكل عاجل " 

لم ينتظر توران ليسمع باقي ما قاله فبمجرد سماعه استعادة سالار وعيه ركض للخارج    بسرعة وصلا للمكان في وقت قياسي  ، دخل  مقتربا من قائد الجيش وعيونه تدور على الأطباء و عدد المصابين الكثر بالغرفة . 


عاتب على قائد الجيش قائلا

"  كيف تمكنوا من البلدة بهذا الشكل  ؟ ، أين كنت أنت وهم يتوغلون ويتشعبون وسطنا لهذا الحد المخيف؟ " 

و بصوت متقطع خرج بصعوبة من داخله 

 " الأميرة  ، الأميرة  في خطر "

 أغشي عليه من جديد ليسرع الأطباء بالتدخل كي يعيدوه لوعيه ، أكمل سالا حديثه على الفور 

 " محمود باشا هو الخائن هو من تعاون مع سوفالي  ، المخطوطة الرابعة والثانية  ، عليك تطبيق العملية صفر بسرعة ، هي نجاتكم  لا علم لأحد بهم سوانا  ، أسرع لإنقاذ البلدة ، الأميرة المفقودة  " 

صمت سالار بصوته المتقطع الضعيف الذي كان يخرج بصعوبة منه  ليسأله توران بوجهه الأحمر المتوهج 

 " من هي الأميرة ، سالار قل هل عرفت مكانها ، قل لي من هي  " 


رد سالار

" كثر الخونة ، احترس ، هم حولك احترس  " 

تذكر السلطان ليونة ليزداد غضبا حتى برزت عروق جبهته و عنقه  ليستمع لهمسات سالار  التي خرجت منه بصعوبة 

 "  ضي القمر ، الأميرة  ،  ض ،  ضضضض"

 اقترب منه كي يسعفوه لولا أنه شهق شهقة قوية جحظت لها اعينه صمت بعدها عن الحركة والتنفس .


لم يصدق توران فقدانهم لصديقه لقد أصبح وحيدا لا سلطان و لا قائد جيش حتى عائلته تصارع الموت بحربها مع المادة السامة .


خرج من الغرفة و هو يأمر بإيجاد ضي القمر و احضارها للقصر على الفور كإجراء احترازي ومن بعدها عاد للغرفة الملكية ، خرج الجنود ليبحثوا عن ضي القمر كي يحضروها للقصر  ، نظر توران للسماء من شرفة غرفته الملكية رافعا يديه و هو يصرخ

" يااااارب ، يااااارب انصرنا على أعدائنا"

  نزل ساجدا لربه داعيا أن يعطيه القوة و ينصره على اعدائه  . 


تذكر ما قاله سالار فتح الخزانة السرية من جديد ليتفاجأ ناظرا لأعلى ليكتشف ان السرقة تمت من المخطوطات القديمة وخاصة ما كان يقص عليها حكايتهم ، و بسرعة و بعين ثاقبة بحث توران ليعرف أي من المخطوطات سقطت بيد أعداءه ، و من هنا جاءت النجاة ابتسم وجهه بالرضا  وأسرع ليقود جيشه نحو السرداب الكبير كي يحاوط مدخله ومخرجه  مشعلا به النار بشكل كامل  .


خرجت أصوات صراخ من داخله لم يكترث لها، ترك نصف الجيش بجانب السرداب متجها لباقي النقاط المحددة في المخطوطات المسروقة  كي يهاجم من اعتقدوا إنهم يهاجمون الدولة  ويهزمونها من خلالها  ، ليقضي على من بها، اتحد الشعب بحماية مخارج و مداخل البلدة و حماية الضعفاء  ومساعدة الجنود بإطفاء الحرائق، تم تطبيق الخطة التي حمت مخزون القمح السري و وضعت الأسرة الملكية بالمخابئ السرية كما أنها كشفت عن الجيش السري الذي كان قد أعده واخفاه سالار عن الجميع حتى الأمير لم يكن لديه علم به إلا بعد ان فكك الرموز و الشيفرات بالمخطوطات كما جاء بالمخطوطة اربعة اتبع الرموز اسفل المخطوطة خمسة .


نزل المطر الكثيف مع بداية بزوغ الشمس وهي تفصح عن أولى اشعتها الذهبية لتضيء البلدة رويدا رويدا بعد ليلة طويلة عصيبة، عاد توران  للقصر بعد أن ترأس الجيش للمرة الثانية بنفس الليلة  ،  و بقوة و صلابة تساءل عن حالة الأمراء و الجرحى ، تقدم  أكبر جنود الجيش و الذي عين خليفة سالا للجيش مجيبا عن سؤال  الأمير توران  بخصوص ضي القمر .

تدخل صلاح القائد الاعلى 

"  مع الأسف لم نجدها حتى الآن  ، ساءت حالة والديها المسنين خوفا عليها ، آخر علمنا بها هو ما رددوه أهل البلدة عن رؤيتهم لها  وهي تطفئ النيران  " 

غضب الأمير قائلا

 "  من المؤكد إنهم علموا بمعرفتنا بها " 


فكر بعينه القوية الحادة محاولا تذكر من كان قريب منه و هو يستمع لأخر كلمات سالار له  ، بهذا الوقت جاء أحد الجنود لكبيرهم صلاح

 قائلا له 

 " تم إيجاد ضي القمر مصابة بجروح بالغة  " 

اتسعت عيون الأمير مقتربا من الجندي أمرهُ أن يعيد ما قاله  ليرتبك الجندي وهو يقول 

 " لقد وجدناها بإحدى المخازن و قد تم طعنها و إلقائها بجانب الحريق  " 


نظروا جميعهم نحو الرجال القادمين نحوهم و هم يحملون ضي القمر المصابة على الحامل الخشبي  ، أمر توران أن يأخذوها بجانب الأسرة  الملكية ليتم  علاجها هناك وبدأ يتحرك بجانبهم  وهو ينظر نحو حالتها المنتهية .


و بعد مرور ما يقرب من اثنى عشر ساعة كانت الأوضاع قد هدأت وسكنت و استطاع الامير توران أن يسيطر على الوضع و إنقاذ البلدة و الأسرة الملكية  ، خرج من غرفة أمه السلطانة أوسيم التي لا زالت متأثرة بأثر السم  ،  متوجها لجناحه الملكي  توقفت اقدامه للحظات أمام باب غرفة المعلمة تلك التي ملكت قلبه دون الإلتفات لها ، عُصر قلبه حزنا و ألما مكملا طريقه و هو يتذكر وجهها الضحوك و دروسهم و قربهم من بعضهم ، تذكر لقاءهم الأول و قوتها و ضعفها  ، دخل الغرفة وهو ينظر لارجاءها حالما بذكرياتهم. هنا جلسا .و هنا درسا . و هنا سقطت بين يدي لأول مرة  ،  أدار رأسه لتقع عينه على فراشه متذكرها و هي نائمة عليه تتألم من قدمها و يداها كنا تذكر قربه و خوفه عليها .


 خرج للشرفة الكبيرة مسرعا لعله يلقى بهوائها ما يشرح  به ضيق صدره  لتسقط عيناه على شرفتها الصغيرة متذكرها و هي تجاهد غيرتها من الجواري  ، رفع رأسه للسماء ليخرج شهيق اللهب المشتعل من صدره داعيا الله أن يهون عليه ما هو به  ، و بعيون حزينة تذكر بكاءها بمنزل عمها و تفاجئها به وحمله لها على ظهره و من ثم على حصانه الملكي كي يعود بها لقصره معلنا للبلدة كلها أنها من ملكت قلبه و هواه   .


 اقتربت منه حمامة بيضاء مرفرفة بجناحيها لتسكن جانبه اعلى سور الشرفة  ، ابتسم وجهه لها مقتربا منها بحذر كي لا يفلتها  و لكنها طارت من جديد لتسلب فرحته و ابتسامته الوقتية.


ليس هو فقط من سلبت فرحته  فهي أيضا لم تكف عن بكائها و حزنها و رجائها لعمها كي لا يسمح بزواجها من ذلك الرجل المخيف الذي يكبرها أقل شيء بعشرون عاما و يزيد  .

 رجل غدار و مخادع و جبان يتبع  الغدر لينتصر على أعدائه  و بقوتها وقفت أمام عمها لتواجهه بخيانته لها و تعاونه مع هذا الرجل لاسقاطها  بمشاركتهم خيانتهم  رافضة انه يتحكم في مصيرها فهي ليست سلعة تباع وتشترى بأرخص الأثمان .


أبى عمها أن يتراجع عن إتمام هذا الزواج و خاصة انه تقاضى مقابله ما يجعله يعيش ملكا بهذه البلدة الجديدة  يهددها بأخبار هذا الرجل بخداعها لهم وإعطائهم مخطوطات ساعدت الأمير توران على النجاة والانتصار ، اتسعت اعينها و هي تنفي ما يقوله  ليحدثها بنبرة تهديدية أما أن تتزوج و ترضى بقدرها  و أما أن تُقتل على يد من لا ترضى به زوجا لها ، بكت قهرا و ظلما  من جديد فلقد عادت أيامها المظلمة القاسية  لتعصف بحياتها بقوة فليس هناك ظلم اكبر من انهائها لحياتها و شبابها بهذا الشكل، ندمت ليونة على عدم مصارحتها للامير بوقت لا ينفع به الندم  .


أما هو فكان متأذيا عاطفيا بشكل كبير ، يتذكر حديثه معها عن الخزانة و كيف كان يرتبها من حيث الأقدم فالأحدث فالاقدم  فالاحدث و هكذا ، اغمض عينه ليتذكر امتناعها عن العودة للقصر و محاولتها الابتعاد عنه بل و تذكر دموعها و بكاءها بمنزل عمها  و هو يقول لنفسه 

" لماذا لم تخبريني ؟  ، لماذا تحملتي كل هذا العبء وحدك "

…….

و بصباح يوم جديد زاد  ضيق الامير و همه  ، طُرق باب الغرفة الملكية ليدخل المسؤول الجديد عن قيادة الجيش الملكي  بهذه الحقبة الهامة التي تمر بها البلاد  مؤديً فروض الطاعة والولاء ليتحدث بعد ان سمح له الأمير قائلا 

 " لقد توصلنا لمكان المعلمة  ، أخبرني احد الرجال أنه تم العثور عليها ببلدة قريبة منا على عكس ما كنا نبحث به  " 


وقف الأمير قائلا بغضب : " قريبة منا ؟ ،  كيف هل يتحدوني  ؟ " 

اخفض صلاح رأسه و هو يرد قائلا  

 " مولاي و من يستطيع تحديك  ، بقولي  قريبة لا أعني انها مجاورة لنا و لكني كنت اعتقد بأنهم سيرحلون لضفاف مختلفة عن ضفافنا وما 

 لا نستطيع الوصول إليه بوقت قريب ، و لكن وجودهم بهذه البلدى لا يعني إنهم مقيمين  بها " 

و بغضب رد الأمير 

" هل يخططون للرحيل منها " 


رد قائد الجيش قائلا  

" نعم سيرحل اسكوفس بعد ان يتزوج من المعلمة غدا  ، أما عمها فمنهم من يقول غير إسمه و استوطن البلدة استنادا لشرائه عدة أراضي بشخصيته المزورة الجديدة  . فمن الواضح أنه خطط لهذا من قبل حتى أنه استغل وضع ابنة أخيه بالقصر كي يضغط على الناس و يجمع الأموال ليذهب إلى هناك كي يؤسس له حياة افتراضية  يهرب لها عند حدوث ما كانوا يخططون لأجله " 


تحرك الأمير بعيون حادة ووجه غاضب  متسائلا " زواج من ؟ ، هل ستتزوج المعلمة غدا ؟ ، كيف بهذه السرعة  ؟ " 


رد قائد الجيش قائلًا

 " مولاي ليس لدينا معلومات كثيرة  لقد تعرف أحد رجالنا على عمها صدفة سمع صوته و حين ألتفت وجد شخص آخر كان سيكمل سيره لولا دخول الشك لقلبه تحرك و تقصى أمره حتى علم انه هو بمظهر جديد  ، أما عن المعلمة فالجميع علم بحفل الزواج دون أي تفاصيل الغريب بالأمر أنه يكبرها بسنوات كثيرة كما أنه لديه زوجة و أولاد  يعني لا اعرف ما صحة خبر زواجهم و لكن إن كان صحيح فسيكون لأجل المصالح المشتركة  " 


صمت الأمير توران و هو يتذكر لافتتها الصغيرة التي وجدها داخل كتابه الذي كان آخر ما مسكته يداها 

" تذكرني بالخير  ، المخلصة لك دائما  ليونة "


خرج عن صمته قائلا 

" حضر لي الجيش سنذهب لهناك كي نعطي من خاننا درسا لم يأخذه من قبل " 


حذره  قائد الجيش  من خطورة  تعديهم على خصوصية و حدود بلدة أخرى  مما يسقطهم بمشاكل هم بغنى عنه في هذا الوقت العصيب الذي تمر به البلاد .

رد توران بأعين قوية حادة 

 " إذا لنحضرهم  لأرضنا كي نقتص براحتنا "  ضحك وجه صلاح قائلا 

  " أمرك مولاي  ، لنحضرهم  أحياء كانوا أو أموات " 

و بحزم و قوة تحدث الأمير توران 

 " لست وحدك من سيحضرهم أنا أيضا سآتي معك " 


و بنبرة قلق وتحذير قال إصلاح 

   " مولاي أخشى …" 

 قاطعة توران  

" سنضع خطة محكمة لندخل و نخرج من البلدة بدون أن يتعرف أحد علينا  " 

تساءل صلاح قائد الجيش عن موعد وضع الخطة وتنفيذها ليتفاجأ ببدأ الأمير على الفور ورغبته بسرعة تجهيز الجنود للخروج على الفور  .

…….

 و وسط لفيف من الأطباء ينتظرون عودة ضي القمر لوعيها وجدوها  تبكي بعيون مغلقة  تتذكر باحلامها الرجل الذي طعنها حين خرج أمامها مشهرا سيفه القصير قائلا 

 " انتهت اللعبة ايتها الاميرة ستذهبين حيث ذهب قائدك سالار  ، لتجتمعوا بدنيا أخرى خلاف هذه الدنيا " 

 ازداد بكائها و هي تتذكر صوته  

 " ستموتين كما مات هو، سنتخلص منك ومن نسل عائلتك الملكية " 

اقترب منها الأطباء متحدثين لها 

 " مولاتي  هل تسمعيننا ، مولاتي " 


خرج منها صوت ضعيف 

" سالار  ، انقذوا قائد الجيش  "  

تحرك سالار بحالته المتعبة مقتربا من رأس الفراش منحنيا قليلا عليه وهو جالسا على المقعد الذي اسرعوا الاطباء بوضعه له محدثها بجانب أذنها  " هو بخير مولاتي لا تقلقي ، حتى أنه أصبح الآن بخير أكثر " 


ازدادت ضربات قلبها حين سمعت صوته ، فتحت عينيها ناظره باستغراب نحو الأطباء المحيطين بها وهم ينعتونها بمولاتي ، ادارت رأسها لتجد شعاعها المضيء جالسا بجانبها مبتسما لوجهها رغم إصابته الكبيرة ،  تحدثت بخوف لتسأله 

 " لماذا انت هنا، لا يمكنك الحركة بهذه الحالة"

تحدث أحد الأطباء مجيب عليها

 " اخبرناه بهذا و لكنه لا يستمع لنا يا مولاتي " 


استغربت مجددا من تكرار نعتها بمولاتي  ، تحركت لتجلس على فراشها  لتجد الجميع يهم نحوها و يحذرها أن تبقى كما هي كي لا يُفتح جرحها و يعود نزفها الذي توقف بصعوبة .


اقتربت سيدة كبيرة من سالار قائلة

" لقد أعطيتنا وعدا بأن تذهب لغرفتك لترتاح و تكمل العلاج فور اطمئنانك على مولاتي الأميرة"

 ثم نظرت السيدة نحو ضي القمر مكملة

 " و ها هي اميرتنا تحسنت و استعادت وعيها ، سيدي ما تفعله خطأ كبير بحق جرحك و صحتك" 


ردت ضي القمر سائله الجميع 

 "  لماذا تنعتوني بأميرة  ، حتى أني أتذكر ذلك الرجل الذي طعنني نعتني بالأميرة أنا لا أفهم ما يحدث " 

تذكر سالار حديث المرأة التي عادت إليه مرة اخرى كي تساعده وتكون سببا كبيرا في انقاذه حين تدخلت باغلاق جرحه بشكل محكم كي لا يموت من شدة نزفه مفصحة عن شخص الاميرة بشكل واضح طالبة منه أن يؤمنها ويضمن سلامتها .


تحدث سالار  لضي القمر 

" أنتِ محقة لا يحق لنا أن نناديكِ بهذا دون تفسير واضح  ، سأشرح لكِ بمختصر الآن على أن يتم الشرح لك باستفاضة بوقت اخر  " 


ردت قائلة  " ماذا ستشرح، هل أعطاني الأمير لقب الأميرة لحب ابنته لي " 


ابتسم سالار مجيبا على سؤالها بسؤال آخر 

 " وهل هذا لقب يهب لغير من يربطه صلة دم بالأسرة الملكية يا مولاتي "


و بنفس استغرابها سألته 

" صلة دم ؟  "

 نظرت لوجهه وعيونه المبتسمة لتخجل منه قائلة بعين هاربة منه 

 " رجاء لا تنعتوني بمولاتي " 


أجابها موضحًا 

" قبل عدة سنوات طويلة وضعت السلطانة كمارو طفلة جميلة شاع خبر وفاتها بعد يوم كامل من ولادتها بسلام  ، في ذلك الوقت انتهت الحكاية بهذا القدر ، لتفتح من جديد بعد كل هذه السنوات على يد أعداء القصر كاشفين عن وجود أميرة من صلب الأسرة الملكية  لا يعلم بوجودها سواهم ، لم يصدقهم أحد بأول الأمر وبعد التقصي و البحث تأكدنا من صحيح ما قالوه و أصبحت الأميرة ورقة قوية يضغطون بها على الأمير توران كي لا يشن  عليهم الحرب، توالت الأحداث و البحث لنكتشف أن ما نبحث عنه بجانبنا و بين أيدينا فلقد اتضح أن الأميرة هي أنتِ يا مولاتي " 


هزت رأسها لترد عليه  " أنا لا أفهم ما تقوليه "، و بأبتسامة متعبة رد سالار عليها

 " بل فهمتي و لكن قلبك لا يريد تقبل أو استيعاب ما ذُكر ، من الطبيعي حدوث هذا ستعتادين على الوضع الجديد لا تضغطي على نفسك " 

وصلت الأميرة سيدا لغرفة ضي القمر مقتربة من فراشها بحب ورضا قائلة  

" وأخيرا استيقظتي كم قلقت وخفت عليكِ كثيرا، كنت محقة بحبي لكِ  ،  وكأني شعرت بالصلة التي بيننا دون أن أعرف  " 


نظرت ضي القمر للاميرة سيدا ثم نظرت لسالار رافضة ما يقولون 

 " لا أنا لست الأميرة التي تبحثون عنها ، والدي  ، نعم أين والدي  ، أين أمي لتقص عليكم حقيقة ما أقوله " 


و بصوت ضعيف أتاها من جهة الباب 

" نعم يا مولاتي  ، هم محقين ، انا عاقر  أكرمني الله بك كي يعوضني حرماني  ، لم أفكر قط أنني أشارك بخطة كبيرة ضد الأمراء  ، أردت فقط أن اسطنعكِ لنفسي  ، أردت أن تكوني لنا سندا و متكأً بالكبر  ، لم أفكر قط أن أظلمك معنا و أحرمك من حياتك الملكية "


تساقطت دموع ضي القمر و هي تنظر لامها 

 " أنتِ أمي  ، أنتِ من ولدني  واتى بي لهذه الحياة " 


تألم سالار لأجل جرحه الذي ضغط عليه كثيرا بجلسته الطويلة بجانب فراشها ليطمئن عليها  ، حزن  على حالتها و حزنها وبكاءها و عدم تقبلها الحقيقة الجديدة التي تأكدوا منها بأكثر من جهة أهمهم الختم الملكي السري الذي يختم به الأمراء أسفل كتفهم الأيمن دون علم أحد به .


…….


استسلمت ليونة بعيونها الدامعة الحزينة للنساء  وهم يغلقون فستانها الأبيض و يضعون على رأسها الوردة البيضاء ، ابتسموا لها فرحين بجمالها وإطلالتها متهافتين على خروجهم لأخذ مال وفير مقابل جمال اطلالتها  .


جلست ليونة وحدها تتذكر اميرها بوجهه الضحوك و عيونه  التي كانت دوما تحدثها و تحكي لها عن صدق مشاعره ، تذكرت أول مرة لمست يده يدها وهما يدرسان سويا  ، أذرفت عينها دمعة حارقة حزينة و هي تتذكر آخر كلماته لها.

 سمعت صوت حركة بجانبها فتحت عينيها ووقفت فزعة مترقبة دخول عريسها ليزفها لنهايتها المأساوية .


تفاجأت بوجود رجل ملثم قفز من النافذة مسرعا نحوها تراجعت بخوف وذعر ، همت لتصرخ مستنجدة بمنقذ  لولا تكميم الرجل لفمها و هو يقول لها باذنها 

" هذا أنا لا تخافي "

  انهمرت شلالات الدموع من عيونها بسرعة لم ينتظرها منها ، نظر نحو باب غرفتها قائلا

  " ليس لدينا وقت هيا لنذهب " 


رفضت قائلة له " أنا لا استحق ما تفعله لأجلي، اتركني لاواجه اقداري وحدي"

  اقترب  منها و هو يجيبها بصوته المنخفض 

"  ليس لدينا وقت علينا أن نخرج قبل كشف أمرنا، و ايضا كيف تطلبين مني ان اتركك لغيري " 


تراجعت للخلف و هي تصر عليه أن يذهب و يتركها  ، سمع صوت يقترب من باب الغرفة حملها على كتفه و وضعها على حافة النافذة قافزا بسرعة  ليجلس بجانبها و من ثم قفز للخارج قبلها فاتحا ذراعيه لها مشيرا برأسه أن تسرع بقفزها بينهم .


ترددت للحظات و أرادت أن تعود لسجنها و قدرها  ، حدثها بصوت مسموع لا يخشى به أحد  

 " ان اردتي تركي لأجله فلا تترددي بدخولك وإغلاق نافذتك  " 

لم يكمل كلامه حتى تفاجأ بسقوطها القوي بين يديه البسها عباءة سوداء وضعا وشاحا بنفس اللون على رأسها مصطحبها على حصانه  منطلقا  بابتعاده و اتجاهه نحو مخرج البلدة قاصدا أرضه و قصره الكبير معلنا فور وصوله زواجه ممن حمت المملكة بدهائها و حكمتها .


 رفضت ليونه زواجها من أميرها قائلة

" أعتذر منك لا اقبل أن أكون زوجة لك ، و لكن إن سمحت و عفوت سأعود لأصبح معلمة القصر من جديد "

 و تحركت بحزنها لتذهب لغرفتها قبل أن تسمع رده . وعند خروجها استوقفها رؤية السلطانة الأم وهي تدخل الجناح الملكي انحنت لتلبي فروض الطاعة والولاء  ، نظرت السلطانة لليونه نظرة غضب وضيق  مكملة بعدها دخولها برأسها المرفوعة و قوة حضورها .

انتظرت ليونة ابتعاد السلطانة عنها لتتحرك مكملة طريقها و هي أكثر ضيقا و حزنا .

اقترب الامير من أمه وهو يقول 

 " كان يكفي ان تطلبين مجيئي لأتي إليكِ " و امسك بيدها ليساندها عوضا عن من كانت تساعدها بالسير مقترب بها من مقعد كبير ليجلسها عليه .

تحدثت أمه فور جلوسها و التقاطها أنفاسها المتعبة قائلة 

 " أردت أن أرى بعيني حين رفض عقلي تصديق ما سمعته " 

أشار الامير للمساعدة أن تخرج و تتركهم ، انحنت احتراما لهم و تحركت لتخرج من الغرفة  ليبدأ هو الحديث قائلا 

" و ما الذي اردتي تصديقه " 

قالت أوسيم 

" انا لن اسمح ان تتزوج من خائنة ؟  ، هل اعمت اعينك لهذه الدرجة ، ، حتى اني لا اسمح أن تكون معلمة للاسرة الملكية فكيف تريد مني انا اجعلها سلطانة من بعدي ، و ايضا هل فقدت عقلك عن أي جواري ستستغني هل يعقل أمير بدون جواري ، هل ستغير اعرافنا " 

أجابها توران قائلا 

 " أمي السلطانة انا لا اريد أحزانك اهدئي و استمعي لي أولا و من ثم احكمي ، بدأتي بالخيانة لهذا سأشرح لك من هذه النقطة فليونه ليست خائنة بل اتبعت خطة المهاجمة السرية للحفاظ على المملكة ، أعلم أن الأمر غريب و لكني شرحت لها من قبل عن الألواح والمخطوطات و الخرائط نعم لم اشرح بشكل وافي تحفظت على أكثرهم سرية و لكنها لم تخن هي اعانتني على النصر حين اختارت المخطوطات التي ذكرت ضرورة استخدامها والقاها بوجه عدوي ليقتدوا بها و يسقطو بفخنا  هذا ما فعلته بالضبط" 

ردت أمه بقوة 

 " كان عليها ان تتفق معك ، كان عليها ان تترك الخيار لك ، كان عليها ان تخبرنا بأعدائنا قبل أن يحل علينا السوء " 

و بحزن كبير تحدث توران 

 " نعم هي ضعيفة ، لا تستطيع أن تضحي بروح مقابل روح أخرى ،  حاولت بعقلها الصغير أن تحميني و تحمي عمها الماكر الخائن، الله عليم كم بكت و تعذبت و كم ضغطوا عليها لأجل ان تقوم بما قامت به " 

و بغضب ردت أمه السلطانة عليه

" لا تبرر لها  ، كيف تريد لها أن تصبح سلطانة مسؤولة عن القصر و هي بهذا الضعف كيف ستتخلى عن جواريك لأجلها " 

رد عليها بصوت استعطف قلبها 

" ألم تريدي لاميرك أن يعيش السعادة التي حلم بها ، و ايضا انا لستُ قلق من جهة خوفها وضعفها  وخلفي سلطانتي القوية الشجاعة الحكيمة  ستكونين أنتِ من يعلمها القوة و الحكمة و الشجاعة والمثابرة ستتعلم منك ما لم يتسنى لوالديها أن يعلموه لها  " 

……….

تحركت ضي القمر لتجلس على فراشها  كي تحتسي شوربة الشفاء كما نعتتها الطاهية و أعدتها خصيصا لأجلها  ، رفضت بأول الأمر احتساءها و هي حزينة فلا زالت لا تصدق حقيقة وضعها الجديد ..

 دخل سالار غرفتها من جديد و هو يخطو خطواته بصعوبة كبيرة من شدة ألمه و كثرة نزفه الذي أنهكه جلس بجانبها بوجهه المبتسم قائلا  " سمعت ان هناك من يتدلل و بتذمر رافضا ما لم احظى به " 

تحدثت الطاهية

  " كنت سأحضر لحضراتكم نصيبكم منه بعدما  انهي عملي مع الأميرة " 

ابتسم لها سالار و قال

 " و لكني لا استطيع ان انتظر حتى ترضى عنا اميرتنا ، فرغ داخلي و انا انتظر من يعتني بي " 

خجلت ضي القمر أكثر لدرجة الجمت لسانها و مد بصرها  ، تحدثت الطاهية من جديد

 " سأذهب لأتي لك بنصيبك  " 

ثم نظرت للاميرة ومن بعدها للمكان حولها مكملة  

 " هل أتي بها هنا أم … " 

قاطعها سالار برده عليها 

" سأتناولها بغرفة الأميرة كي اتمتع بالقليل من الاهتمام الذي تحظى هي به  " 

 خجلت الطاهية حين قرأت بعيون سالار فرحته وتغزله بأميرته  تحركت لتخرج و هي تعده بسرعة العودة  .


أغلقت الباب و وقفت خلفه وهي فرحة ،  اقترب منها احد الحراس و قال 

 " ما بكِ تقفين هكذا ، و ما هذا الوجه " 

تنهدت براحة كبيرة و استمرت بشرودها حدثها بنبرة أقوى

 " ما بك  ، لماذا تقفين هكذا " 

فزعت من صوته لتنظر له بغضب

 " لا دخل لك بي سأذهب لاجلب دواء العاشقين و أعود من جديد لا تسمح لاحد بدخول الغرفة حتى أعود على مهل"

 و ضحكت بادئة سيرها بتمايل و شرود 

رد الحراس من خلفها 

" اللهم يا ربي  ماذا حدث لعقلها " 

امسك سالار بطبق الشوربة مقربا ملعقة الطعام لفمها وهو يقول بصوت ملئ بالحب و الهيام  

" هل تسمح مولاتي أن أطعمها بنفسي  " 

هزت رأسها رافضة أن تأكل من يده ، ليقرب الملعقة أكثر من فمها قائلا 

" إن لم تحتسي مولاتي من يدي سأقطع الطعام شهري كله " 

و بصوت منخفض من خجله ردت عليه 

" لا يمكنك فعلها أنت بحاجة للطعام لتسترد صحتك وعملك " 

ابتسم مقربًا الملعقة أكثر قائلا 

" أفهم من هذا أن اميرتنا اختارت أن اطعمها بيدي بدلا عن إضرابي " 

فتحت فمها حين أوحى لها بسقوط الحساء من الملعقة ، تناولت من يده  وهي فاقدة القدرة على الابتلاع ليس الابتلاع وحسب بل فاق وضعها قدرتها على التنفس وهو بجانبها يطعمها ويحدثها بوجهه الضاحك السعيد وصوته العاشق الحنون .


وضعت السلطانة الأم قوانين و قواعد حاسمة لتقنن سلطات ليونة بعد زواجها من السلطان كي تحافظ على مملكتهم حتى تتأكد من ولائها و قوتها و شجاعتها و وفائها للمملكة  ، وافق الأمير توران على كل شروط أمه الاحترازية ليذهب بعدها لمن أسرت قلبه وملكت فؤاده زافا لها رضا السلطانة الأم عنها .

جاءت لترفض من جديد مبتعدة عنه خطوات ليست بكبيرة ارجعها بهم ليضمها لحضنه ويقبلها بقوة حبه لها .

كان يعتقد انه سيحظى بهذه القبلة القوية بسهولة كما كان يحظى بغيرها بكل وقت أراد وحلم مع جواريه ، و لكنها أرجعت رأسها رافضة بقوة اكبر أن تكون حلما سهل المنال .

لقد ذاق توران معها المعنى الحقيقي للشوق حين كانت حبيبته بجانبه و بين يديه دون أن يشبع قلبه بها .

……

 ليس ليونة فقط من تدللت فكانت هناك من تتدلل وتخجل و تهرب من قلب حبيبها الذي أقسم على اسعادها و وهبها ما تبقى من حياته لإرضائها وجعلها ملكة على عرش قلبه  .


توالت الأيام و تعافى الجميع بالحب و السعادة و حالات الفر والكر بين العشاق حتى أتى اليوم الموعود  يوم تولي الأمير توران زمام الحكم و المملكة ليتم تتويجه سلطان للدولة السلجوقية خلفا عن ابيه بحفل كبير مهيب ضجت به كل ارجاء المملكة لسبعة ايام كاملة .

تم اختتامها بحفل زفاف السلطان توران و سلطانة قلبه ليونة  و المفاجأة الكبرى انه تم بنفس الحفل الكبير زفاف ضي القمر على من ملكت حياته و أسرته من أول لقاء ، انيرت البلدة كلها بالأفراح  والسعادة التي ظهرت على وجه الجميع و هم يصفقون و يسعدون لرقصة السلطان مع سلطانته، تقرب قائد الجيش الملكي ليستأذن من اميرته أن تسمح له بعيش هذه اللحظات السعيدة ، و بخجلها المعتاد رفضت ضي القمر أن تشاركه رقصته فهي حتى الآن لم تستطع وضع يدها بيده و لا حتى اقترابها منه فكيف ستشاركه أمام كل هذا الجمع رقصتهم الأولى  .

 رفع نظره ليدور بها حوله قائلا 

" أعلم أنهم كثر و لكني أعتذر منك لا أستطيع منع نفسي من عيش هذه السعادة " 

و بحركة سريعة امسك يدها لأول مرة وهو يسحبها نحوه ليضمها بعدها كي يبدأ برقصته الساحرة قائلا بصوته الذهبي 

" أرأيتي لم أكلك ، ارتاحي و اخرجي انفاسك فلن اسمح لك بالهروب و الابتعاد ، من بعد الآن   سيكون حضني موطنك الجديد  " 

ازدادت خجلا و اخفاضا لرأسها التي دفنت بصدره بعد أن أصبح حقا ملجئها و موطنها و سعادتها الأبدية .

‬‏

و بعد هذا الحفل عاشت الدولة السلجوقية أجمل أيام بهذه الحقبة التي ملئت بالحب و العدل و المساواة كان كل يوم يمر عليها يضيف الامل و السعادة و النجاح و النهضة بكل المجالات المتاحة بوقتها  ، فهذا ما يفعله الحب حين يمتلك القلوب و الأنفس و يعلو و يسمو الخلق و الإيثار و المساواة و الترابط بالمجتمع ، استطاعت كل من ليونة و ضي القمر بأسر قلوب أزواجهم بطيبتهم و صفائهم و جمال روحهم و خلقهم ، وبشهامة و قوة و حكمة و قلب توران و سالار استطاعوا قراءة تلك الذبذبات الترددية التي اوصلت قلوبهم بقلوب احبتهم  ليصبحوا حمى ولا نجاة لهم  .

 انتهت الحكاية نهاية خيالية ليس لها علاقه بالواقع المرير ، فهناك الكثير من أمثال ليونة يتلقون ألوان الاهانة و التعذيب الروحي قبل الجسدي دون أن يجدوا أمير يظهر لهم بجوف الليل ليخرجهم من جعبة البئر المظلم  ، و ليس كل أمير يغفر ما غفره  بطلنا السلطان و لا يفعل ما فعله من تضحيات وتنازلات لأجل حبيبته فالسلاطين لا يغفرون الهفوات بهذه السهولة فما بالكم بمن لم تصارحه وقت الأزمات.

و ليست كل فتاة بسيطة هادئة خجولة تحب و تحلم و تنال مرادها بل و تصبح أميرة في نهاية المطاف ، دعنا لا نظلم الواقع فأن لم يحالفنا حظنا هذا لا يعد آخر المطاف  ، فلنعمل و نجتهد و نرتقي بأخلاقنا و تعليمنا و قبل كل هذا ديننا لنخلق و ننحت بأيدينا محيط  نستحق أن نعيش به بسعادة و امان و حب .

نعم جميعنا لديه أحلام يتمنى تحقيقها . من يخلد بنومه ليبحر بتحقيق أحلامه سيحيا ويموت وهو يرى أحلام فقط ، فالامنيات لا تتحقق للإنسان بمجرد تمنيها ، لا بد أن يسعى إليها ، و أن ينزعها من الصخر ليفوز بها ، و من يحلم ويسعى لتحقيق حلمه بجهد ومثابرة فسيرى براعم حلمه تنبت وتكبر معه شيء فشيء فمن جد وجد و من زرع حصد ، علينا أن نضع هذا نصب اعيننا و نجتهد لتحقيق احلامنا واهدافنا و أن اضطررنا لشق الصخر بأيدينا.

رد شهريار بصوت هادئ " وأنتِ هل لكِ أحلام مثل أحلام ضي القمر وليونة "

وقفت بعيونها الدامعة وصوتها المخنوق بضيقها

" العفو منك يا مولاي ، الموضوع مختلف تماما فنحن لا يحق لنا ان نحلم بالمستقبل والحاضر ظلام حالك ، ننتظر لحظة وقوع الاختيار علينا كي يتم تحديد موعد رحيلنا من الدنيا ، نرى في عيون عائلتنا نظرات وداع وقهر وحزن وتمزق كل ساعة وكل يوم ، مأساة حقيقية ، دموع وتضرع لله في كل الصلاة كي يخلصنا من السلطان الظلم، حالة من الغليان نعيشها كل لحظة تمر علينا ونحن أحياء فكيف لنا ان نحلم ونفكر في مستقبل غير موجود بمخططنا " 

حزن السلطان مغمض عينيه 

" هل يشكوني لله في كل صلاة "

ردت شهرزاد 

" وهل تنتظر منهم عكس ذلك بعد ان قطفت فلذات أكبادهم في كل صباح "

رفع نظره لوجهها متسائلا بندم 

" ماذا افعل لاكسب رضاهم مجددا "

ردت عليه باختناق " من الصعب اكتساب رضاهم مثلما صعب نسيانهم لابنائهم ، ولكن ان توقفت عن حصد أرواح. نسل حواء ستحد من غليانهم والتآمر على اسقاطك "

اجابها " انا لا اخشى تأمرهم ولكني حزنت عليهم ، الان فقط شعرت بما حدثتني به أمي والمقربين مني "

نظر اليها مطولا متحدثا بعدها 

" حان الوقت ليعيش كل من في الممكلة براحة وأمان "

ابتسم وجهها قائلة

" هل أنت صادق بحديثك هذا ، اعتذر اعتذر يا مولاي لم اقصد تكذيبك ولكني من الفرحة . من الفرحة فقط . عقلي لم يستوعب ما سمع "

 وقف وهو يمسك يدها ليوقفها بجانبه قائلا لها

" صوتك كان شفاء لغليل صدري وجرحي الكبير ، اثرتيني بقوتك وشجاعتك ومحبتك لي من اول يوم "


ردت شهرزاد" الحمدلله الذي جعلني منقذا لفتيات المملكة "

ابتسم وهو يجيبها 

" منقذا لقلبي هذا ما اردتي قوله أليس كذلك "

أومأت براسها وهي تستند رأسها داخل حضنه بحنان وهيام مجيبة بصوتها الأنثوي 

" من خطف قلب من يا سلطاني الوسيم "

فرح بحديثها قائلا " هل نكمل نومنا ، استيقظت باكرا بغضب كبير حين لم أراكِ بجانبي "

اجابته بحب " لن تستيقظ وحدك من بعد اليوم "

طرق باب الغرفة لتبتعد هي عن حضن السلطان مستمعة له وهو يأمر بإحضار زهير للغرفة الملكية .

لم يلبث الامر الملكي دقائق محدودة دخل بعدهم زهير الغرفة وهو بحالة قلق وترقب.

ابتسمت شهرزاد وهي تستمع لفرمان السلطان بإنهاء حقبة حكم الإعدام على كل فتيات المملكة مكتفيا بها لتؤنس ليالية .

رد زهير قائلا " بما أنك أصدرت فرمانا بهذا يا مولاي فهل تسمح لي ان اطلب إعفائي من منصبي واحالتي للتقاعد "

تحدث السلطان باستغراب 

" هل ستترك وظيفتك ! تتعطش روحك للموت والدماء لهذه الدرجة "

اخفض زهير رأسه قائلا 

" لا ولكني بهذا الفرمان ساكون قد اديت واجبي ومهمتي امام الله قبل اي احد اخر . بالأصل حين تعلم حضراتكم ما فعلت سيكون حلم تقاعدي دون معاقبة صعب المنال "

تغيرت نظرات السلطان متسائلا عن ما فعله مترقبا سماع خيانته للأسرة الملكية ، صدمه زهير وهو يعترف بعدم تنفيذه حكم الاعدام على الفتيات بصباح كل ليلة كانوا يقضوها معه.

تحرك شهريار  خطوات مقتربا بهم من زهير متسائلا " كيف انا لا افهم عليك "

رد زهير " كنا نهربهم من المملكة دون ان يعلم احد بهذا .. لم نستطيع معارضتك وبنفس الوقت لم نستطيع تحمل هذا الذنب الكبير .. دفعنا انفسنا بالمخاطر عازمين على انقاذ المساكين وان كلفنا هذا حياتنا نحن .. سنذهب لله برضا عن ما فعلناه "

ابتسم وجه شهريار حامدا الله على ما سمعه ورفع هذا الإثم الكبير من عليه ، مصدرا فرمانا اخر باعادة كل الفتيات لاحضان عوائلهم .

فرح الجميع بهذه الأخبار السعيدة والمفرحة ، خرجت شهرزاد من الغرفة كي تتجهز لليلتها الكبيرة الخالية من القلق والتوتر.

سألها زهير بوجه مبتسم " بأي لون تريده الليلة"

ردت بحب ورضا " بألوان الطيف "

ضحك قائلا " الطيف! "

هزت رأسها مجيبة " فليكن من اختيارك الليلة وكل ليلة يا زهير باشا "

تحرك ملبيا أوامرها ولكنها أوقفته قائلة 

" هل تعلم  انك بطل حكايتي الجديدة "

جاء ليسالها عن مقصدها ولكنها لم تعطيه الفرصة ليستمع للإجابة حين اسرعت بابتعادها وهي تتراقص فرحه .

وهو يمسك يدها يوقفها بجانبه قائلا لها

" فصوتك كان شفاء لغليل صدري وجرحي الكبير ، اثرتيني بقوتك وشجاعتك ومحبتك لي من اول يوم "


ردت شهرزاد" الحمدلله الذي جعلني منقذا لفتيات المملكة "

ابتسم وهو يجيبها 

" منقذا لقلبي هذا ما اردتي قوله أليس كذلك "

أومأت براسها وهي تستند رأسها داخل حضنه بحنان وهيام مجيبة بصوتها الأنثوي 

" من خطف قلب من يا سلطاني الوسيم "

فرح بحديثها قائلا " هل نكمل نومنا ، استيقظت باكرا بغضب كبير حين لم أراكِ بجانبي "

اجابته بحب " لن تستيقظ وحدك من بعد اليوم "

طرق باب الغرفة لتبتعد هي عن حضن السلطان مستمعة له وهو يأمر بإحضار زهير للغرفة الملكية .

لم يلبث الامر الملكي دقائق محدودة دخل بعدهم زهير الغرفة وهو بحالة قلق وترقب.

ابتسمت شهرزاد وهي تستمع لفرمان السلطان بإنهاء حقبة حكم الإعدام على كل فتيات المملكة مكتفيا بها لتؤنس ليالية .

رد زهير قائلا " بما أنك أصدرت فرمانا بهذا يا مولاي فهل تسمح لي ان اطلب إعفائي عن منصبي واحالتي للتقاعد "

تحدث السلطان باستغراب 

" هل ستترك وظيفتك ! تتعطش روحك للموت والدماء لهذه الدرجة "

اخفض زهير رأسه قائلا 

" لا ولكني بهذا الفرمان ساكون قد اديت واجبي ومهمتي امام الله قبل اي احد اخر . بالأصل حين تعلم حضراتكم ما فعلت سيكون حلم تقاعدي دون معاقبة صعب المنال "

تغيرت نظرات السلطان متسائلا عن ما فعله مترقبا سماع خيانته للأسرة الملكية ، صدمه زهير وهو يعترف بعدم تنفيذه حكم الاعدام على الفتيات بصباح كل ليلة كانوا يقضوها معه.

تحرك شهريار  خطوات مقتربا بهم من زهير متسائلا " كيف انا لا افهم عليك "

رد زهير " كنا نهربهم من المملكة دون ان يعلم احد بهذا .. لم نستطيع معارضتك وبنفس الوقت لم نستطيع تحمل هذا الذنب الكبير .. دفعنا انفسنا بالمخاطر عازمين على انقاذ المساكين وان كلفنا هذا حياتنا نحن .. سنذهب لله برضا عن ما فعلناه "

ابتسم وجه شهريار حامدا الله على ما سمعه ورفع هذا الإثم الكبير من عليه ، مصدرا فرمانا اخر باعادة كل الفتيات لاحضان عوائلهم .

فرح الجميع بهذه الأخبار السعيدة والمفرحة ، خرجت شهرزاد من الغرفة كي تتجهز لليلتها الكبيرة الخالية من القلق والتوتر.

سألها زهير بوجه مبتسم " بأي لون تريده الليلة"

ردت بحب ورضا " بألوان الطيف "

ضحك قائلا " الطيف! "

هزت رأسها مجيبة " فليكن من اختيارك الليلة وكل ليلة يا زهير باشا "

تحرك ملبيا أوامرها ولكنها أوقفته قائلة 

" هل تعلم  انك بطل حكايتي الجديدة "

جاء ليسالها عن مقصدها ولكنها لم تعطيه الفرصة ليستمع للإجابة حين اسرعت بابتعادها وهي تتراقص فرحه .

.................

انتهت القصة تمت بحمد الله  اتمنى تكون اعجبتكم 


يتبع ..
إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا. 

منها "رواية حياتي" 
رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف ..
google-playkhamsatmostaqltradent