_منعطفات الحياة_
(المنعطف الرابع )
بقلم الكاتبة سجى أمام
من أحبك؛
غير رحلته واستبدل القطار والوجهة لأجلك.
من أحبك؛
دفع ثمن الرحلة ولو فاته القطار، و استمات ليلحق بك.
من أحبك؛
سار في كل طريق ظنك نهايته.
ـ لصاحبته.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
و بينما هما يتحدثان كانت تقف وسطهما و داخلها مشاعر كثيرة من راحة و غضب و حزن و إطمئنان! نعم إطمئنان فخوفها ذهب عندما سمعت من والدها ،
أعاد حسين كلامه " جواد رجل جيد و ايضا هو تقدم لك مرتين و انتي من كانت ترفض دائما بحجة انني أدرس و ما شابه لكن الان انها سنتك الاخيرة فلا يوجد سبب لرفضك "
كانت على وشك الحديث لتمسك امها ندى يدها بقوة و تجذبها لها " ام انك تحبي احدا و تخفي علينا ها اجيبي " نظر لها أبها حسين لكي تجيب و كان صبره بداء ينفذ ، ابعدت يدها من قبضة امها لتقول " لا يوجد احد اطمئنا و " لم يدعها تكمل ليقول " اذا لا يوجد سبب يجعلك ترفضي جواد انه شاب لديه اخلاق و متمسك بدينه و لديه عمل جيد " صمت ليرأى ملامح وجهها لينظر لها بحنان و أمسك بيدها " ياسمين انتي ابنتي و انا لا يمكن ان اظلمك لقد سألت عنه و بحثت عنه ، انه مناسب لك و سيصونك " قال كلماته تلك و تركها و ذهب ...
" سياتوا اهله غذا الينا سأذهب الى السوق ل احضر بعض الاغراض " تحدث ندى و هي تسير نحو غرفتها ، ليتركوها تقف وحدها غير مهتمين بحالة إبنتهم ، زفرت بضيق و ذهبت لغرفتها ، جلست على سريرها و هناك شعور غريب تشعر به ليست خائفه و حزينة و لكن كلما تتذكر جواد تشعر براحه غريبة ، ذهبت فتوضأت فصلت فدعت ربها
"ان يكتب لها الخير و السعادة" ...
في منزل هارون كانت السعادة و الفرح سيد المشهد اقتربت والدته نور منه وهي تشدد عليه بأن يلبس الطقم الازرق الغامق ابتسم هارون و قبل يداها و اخبرها ان كل شي سيكون مثل ما تريد ، ربتت على يده و دعت له بالسعادة و ذهبت اما هو فكان سعيد بشكل لا يوصف فهو غذا سيرتبط اسمه باسمها و ستبداء مرحله جديده لهم ، ابتسم و هو يتذكر فرحتها عند نجاحها في الثانوية العامه بنسبة ثمانية و تسعون كم كانت جميلة ابتسامتها تلك كانت اخر مرة يلتقي بها، خمس سنوات مرت لكن تلك اللحظة لم تمحى من قلبه ...
مر الوقت ليحل المساء و ريهام الى الان لم تتلقى اي رساله بخصوص العمل استائت و حزنت و لكنها لم تفقد ثقتها بالله ابدا ذهبت و حضرت العشاء و بعدها صلت فرضها و استلقت على فراشها، ليرن هاتفها يخبرها بقدوم رساله لها فتحته و اذا بها "قُبلت كسكرتيرة" اعتلت وجهها ابتسامة و حمدت ربها تذكرت قول ابيها " احسني الظن بالله يا ابنتي و ثقي به فأن الله عند حسن ظن عباده " حمدت ربها و ترحمت على ابيها لتنام بعدها و هي بقمة سعادتها .
و بالنسبة لجواد كانت هذه الليلة اسعد ليلة له لم يدخل النوم بعينه ابدا ، فقط يفكر ان في الغد سيطلبها رسميا سيكون بينهم رابط فهو يريد ان يتوج حبه بالحلال طول هذه الاربع السنوات كتم حبها في قلبه وحافظ عليه من كل شائبة و في الغد ستبداء مرحله جديده ...
اشرقت شمس يوم جديد لتعلن عن بداية جديدة بحياة كل من ابطالنا ...
كانت مريم قد اتصلت ب ريهام و اخبرتها عن خطبتها و اخبرت ايضا ياسمين و لكن ياسمين اخبرتها بأن هناك من سياتي ليراها و اعتذرت منها ، و ايضا ريهام اعتذرت بحزن قائلة " انه يومها الاول و لا يمكنها القدوم "
حزنت مريم لعدم قدومهم اغلقت هاتفها لتأتي من خلفها ابنة خالها الاكبر هالة و تاخد هاتفها لتقول " اتركي الموبيل و اخبريني كيف طبقتيه " قالتها و تشد على اخر كلمه بغيض ..
لم تفهم مريم عليها لتقول " اتركي هذه الاساليب و اخبريني هيا اقول هارون " نطقت اسم هارون بنبرة مهزوزة و لكنها سرعان ما تمالكت نفسها ..
ردت مريم " ماذا تقولين يا هالة انا لم ارى هارون من اكثر من خمس سنوات و ايضا هو من تقدم لي و ابي و امي رأوه مناسب فقبلنا لا يوجد شي مما تقوليه " و اخدت ملابسها و ذهبت و هي لا تعير انتباه لكلام هالة ..
بينما ظلت هالة تنظر لها و الغضب بعيناها ، كورت يداها قائلة " لقد اخدت كل شي مني و الان حان دور هارون و لكن لن اسمح لكي بذلك و سترين " التفتت بجانبها لترى هاتف مريم لمعت عيناها لتراودها فكرة ابتسمت بخباثة و لؤم ...
لم تتردد هالة و لو لثانية ، أخدت هاتفها و فتحت احد تطبيقات التواصل الإجتماعي لتقوم ب اخد حساب مريم سمعت صوت آتي لتترك الهاتف و تذهب بسرعه ...
اجتمع الجميع لتطل عليهم مريم بجمالها رغم بساطتها الا انها جميلة لمحها بعينه ليبتسم و يبعد عيناه عنها بسرعه ، إقتربت نور والدة هارون منها لتلبسها خاتم الخطبة و بعدها البسته لتعم الفرحة البيت و قلوب كل من كان موجود الا هالة التي كان قلبها يغلي من الغيرة تنظر لسعادة مريم بغيظ و حسد تارة و لهارون بحسرة و حزن ، توعدت لها انها لن تدع فرحتها تكتمل...
في منزل ياسمين اتى جواد و عائلته استقبلهم حسين و ندى ، ليجلسوا و يتبادلون الحديث
مر قليل من الوقت ، ذهبت ندى لتخبرها ان تاتي ب القهوة و تقدمها لهم اتت ياسمين و تقدمت نحوهم بتوتر ممدة القهوة و ما أن وصلت لجواد اعتلتها رعشة خفيفة بقلبها أبتسم و شكرها لتذهب و تجلس بجانب امها على استحياء ...
كان جواد يختلس بعض النظرات لها و هو يتحدث مع والدها حسين ، صمت الكل ليعتدل بجلسته و يقول بصوت متوتر " عمي هل يمكنني ان اتحدث مع ياسمين ااا " صمت أباها قليلا ليزيد توتره و لكنه وافق ليذهبوا الى الشرفه القريبة من الصالون دخلت هي و من ثم هو و ترك الباب مفتوح جلس امامها ينظر لها تحدثت قائلة " جواد انظر انا اا انت " قاطعها و لكنها تحدث بسرعه " ارجوك دعني اتحدث " اؤماء لها لتبداء حديثها " انت تعلم بأمر زين و لكن سأخبرك به انا الان لكي لا تحدث مشاكل في ما بعد " و سردت له كل ما حدث و ما كانت تشعر به و هو كان مستمع جيد فهم كل كلمة و صدقها
" أعلم انهم يتحدثون عني و عن زين " سكتت برهة لتكمل " و لكن زين كان درس لي أي عمل يبداء بغضب الله لا يدوم و انا اخطأتُ و أتمنى من الله ان يغفر لي ، و ها انا ..
انا اخبرتك بكل شي هل لازلت تريد ان ترتبط بواحدة مثلي ؟ " قالتها بحزن و هي تخفض رأسها بندم ...
بينما هو فكان يستمع لها بقلبه كم كانت كلماتها صادقة و نبرة صوتها تدل على ندمها فعلا، اعتلت ابتسامه خفيفة وجهه تحدث قائلا " اسمعيني جيدا انا لا يهمني شي من الماضي ما يهمني فقط مستقبلنا و الماضي ذهب و انتهاء ما اخدته الرياح لا يمكن ان يعود كل البشر يخطئ و لكن القليل من يتعلم من غلطه و يتوب ، و انا لن اذكرك بالماضي ابدا و انتِ ايضا انسيه و فكري بمستقبلنا "
صمت ينظر للاطفال اللذين يلعبون و اما هي احست بشي غريب راحة لم تشعر بها توقعت ان يقول لها انتِ المذنبة ، انتِ من تساهلتي معه ، انتِ من جعل من نفسك بهذا الموقف و ما الى ذلك ...
و لكنه تفهم و صدق كلاماتها ...
صحيح انه لا توجد كلمات تسبح بينهما فقط الصمت سيد الموقف و لكنه صمت مريح لكليهما.
قطع صمتهما دخول ندى والدتها و بيدها الكيك و العصير ابتسمت لهما و خرجت ..
و بعد قليل من الوقت تمت الإجراءات و تم قبول ريهام لتعمل في شركة ل الإعمار و العقارات كسكرتيرة للمدير العام. تعرفت على جميع زملائها و شرحت لها السكرتير السابقه العمل و تمنت لها التوفيق .
بداءت عملها فور جلوسها فهي فتاة مثابرة تحب ما تعمل..
في بيت ياسمين
أشار والد جواد له بعينه ليفهم جواد و يؤماء له ليبداء والد جواد حديثه و يطلب يد ياسمين لابنه ، حمحم أبيها ليقول بعدها " على بركة الله الفاتحة " ارتسمت على ملامحهم الفرحة ليقول والد جواد " بسم الله الرحمن الرحيم "
البستها ريم والدة جواد الخاتم لتقبل ياسمين يداها بإحترام و بعدها ألبست ابنها و دموع الفرح تنهمر من عيناها فهي تعرف ان ابنها كان يريد ياسمين و من كثر فرحته احتضن امه بقوة و هو سعيد للغاية ...
مر اليوم الجميل على ابطالنا ، كل واحد منهم يسبح بذكريات هذا اليوم الرائع ...
استلقى جواد وهو يتذكر حوارهم و هو يبتسم " ياسمين فقط اريد ان اعلم رايك هل تريدين هذا الارتباط ام .." صمت لينظر لها و لكنها لم ترفع عيناها اكمل كلامه و قد تخلل الى قلبه الخوف من رفضها " اذا كنتي لا تريدين انا اتفهم و لن اعترض " و هنا صمت منتظرا اجابتها ، اطالة بردها ليدخل الشك قلبه حدث نفسه " سترفض" لا بل تيقن ...
انزل راسه بخيبة امل ، تحدثت قائلة تكسر ذلك الصمت المميت بنسبه له " الجواب ستأخده من ابي " و ذهبت بعدها و تركته في قمة سعادته كان يتوقع انها سترفض و لكنها قبلت ! قبلت فطار قلبه من سعادته ، قبلت فأصبحت ملكة قلبه ...
عاد الى واقعه و هو مازال يبتسم لا بل يضحك ليقول " جواد يا ابني اصبحت مجنون و تضحك كالاحمق "
جلست ياسمين على سريرها رفعت يدها و هي تنظر لخاتم خطبتها، تذكرت حديثه معها و نبرة صوته و انه كان يخاف عليها من نفسه فلم يرفع عيناه الى عيناها ، احساس جديد تستكشفه تذكرت اسمه فخفق القلب تذكرت حديته فسرت رعشة خفيفه تذكرت فرحته لتبتسم برقه ...
دعت ان تكون هذه البداية الجديدة بداية خير و سعادة لها ...
و ايضا حال هارون لم تختلف عن جواد فهو ايضا سعيد لخطبته و لكنه متعب ففور وصوله دخل غرفته و نام و هو قرير العين...
أما مريم رغم سعادتها الكبيرة الا ان هناك شي يقلقها كلما احست بالسعادة تأتي وخزة لقلبها تجعلها تفكر الف لا بل مليون مرة بقرارها . صلت و دعت ربها ان يريح قلبها .
تحدثت قائلة لنفسها " هارون شاب جيد و ايضا معجب بكِ سيسعدك " تحاول ان تريح قلبها بكلامها ابتسمت و هي تتذكر فرحته لتنام بعدها على حالتها الفرحة ....
(و ما هي منعطفات الحياة الا دروس و تجارب لنا ....)