رواية عروس بغداد
بقلم الكاتبة أمل محمد الكشف
شاء الله أن يحيل بينها وبين زوجها من جديد ، كم مرة استسلمت وسلمت امرها لله ويحدث ما لا يخطر على خاطر احد.
هل كُتب بقدرها ان تكون زوجة على الورق فقط، ألم يحق لها أن تحقق ما يمكن لأي فتاة تحقيقه دون تفكير أو ترتيب وجهد .
تم إنقاذ حياة خليل مرة اخرى فلا زال بالعمر بقية يحسن *ويسيء *يصيب *ويخطئ *يعدل *ويظلم *حاله حال البشرية أجمع فالكمال لرب الكون وحده.
ازداد اضطراب خليل *وخوفه *بعد إلغاء الاتفاقية بين العشيرتين بشكل كامل، ندم على عدم اتمام زواجه بأول أيام وشهور بل وبأول ليلة، فإن كان فعلها ما كان خائف وقلق الان حتى كان من الممكن ان يكون لديه طفل صغير يحمل عمر هذه الليلة.
حبه لها وعدم تحمله فكرة عودتها لأهلها والابتعاد عنه جعله أكثر غضبًا وتحكمًا و اغلاقًا على أهل بيته ، يتعجب الجميع من حالته المختلطة ملتمسين له الأعذار فهو حقًا يستحق الشفقة فأين كان وأين أصبح حاله حال مشتتين مشردين كثر ارغمتهم *الحرب *على عيش حياة مختلفة تمامًا عن الحياة التي اعتادوا عليها.
لم تتعجب محاسن من موقف حسين حين تحدث لاخوته وأولاد عمومته قائلا
"من الجيد انها نجحت بالهروب مع زوجها من هذا الوضع ، لا يمكنني استردادها من زوجها لأجل اعادتها *للرعب *والخوف *وعدم الاستقرار، وأيضا ما يدرينا لعلها سعيدة معه"
ردت جميلة بضيق
"لتسألها عن هذا؟ لتشعرها أننا لا زلنا نحبها ونريدها ، استمع لما تريد وترغب ، انصحها بالافضل ، يكفيها وحدة *وعزلة *عنا، فلنتواصل معها ونحنضنها من جديد وان ارادت البقاء معه فلتبقى"
تدخلت محاسن بحديث اختها
"نعم ان ارادت ان تكمل مع زوجها فلها ذلك ، حتى لنقيم لها عرس كبير لم يقام لاحد من فتيات العائلة حتى بناتي ، لنجبر خاطرها ونثقلها بالذهب والنفيس لتعلى بعيون اهل زوجها، لنكفر عن صمتنا وخذلاننا لها لعلها تغفر لنا ما حدث"
رد حسين *بحزن *كبير
"نعم سأفعل لها كل ذلك، تعلمون كتبت باسمها الارض الكبيرة كي لا يستطيع الزمان كسرها، كنت اعلم ان الله سيعيدها لحضني مرة اخرى لذلك *رفضت *أي محاولة من البشر منتظر كرم الله لنا، ولكني الان أفكر بوضع الحرب وما وصلنا له من حال انظروا حولكم هل نحن بوضع يقيم الافراح ويثقل أحد بالذهب"
تدخل حسن الأكرم بالحديث
" انت محق يا اخي لنصمت ونراقب الحال حتى تتحسن الأوضاع بالبلد ويعود خليل لبلده مرة اخرى وهنا يمكننا الوقوف أمام بابه لطلب وفعل ما نريد"
_"ماذا إن طالت *الحرب *"
قالتها جميلة بخوف
ليجيب حسين عليها
"بكل الأحوال لا يمكننا التواصل معها الان، أم نسيتم الرسالة التهديدية التي وصلتنا من زوجها بعدم الاقتراب منها بعد الذي فعلته اختك من وراء ظهورنا، ان ظهر تواصلنا معها قبل ان تنتهك الاتفاقية سنخرج *خاسرين*ومن الممكن ان ندفع مقابل خرق الاتفاقية ، بالكاد استطاعت عشيرتنا إثبات *جرمهم *وإخراجهم *مخطئين *مذنبين بحقنا ليصبحوا مدانين لنا ، لا يمكننا قلب الموازين بكل الاحوال هو بوضع القوة لا نريد الضغط عليه كي لا يؤثر ذلك على ابنتي ، لنجلس ونتريث ونفكر بهدوء لعلها تتصل بنا مجددًا انا اعرف ابنتي جيدا لا يمكنها الابتعاد عني من المؤكد ستطلب التواصل معي وستضغط على زوجها بذكائها المعتادين عليه كي تتصل وتتواصل معنا جميعا"
ابتسم وجه الجميع مؤكدين على ما قاله حسين، إلا محاسن التي ظلت تنظر نحوهم بوجه مقطب يستنكر احاديثهم *ومخاوفهم، *فان كان الأمر بيدها لذهبت واعادتها لحضنها من جديد ولكن تركها البلاد وعدم استطاعتها الوصول لعايدة جعلها مقيدة ليس بيدها ما تفعله.
……….
يعلم خليل جيدًا عدم تجرأ احد من عشيرته ان يطلب منه الانفصال عن زوجته وإعادتها لعشيرتها، كما لم يستطع أهل سلمى الوقوف امامه مطالبين بحق عودتها لهم فبكل الاحوال هي زوجته بعقد شرعي أمام الناس ومن قبلهم الله، ولكنه يخشى من وقوفها أمامه تطلب الطلاق منه ، فكر ان يسمح لها بالبحث عن عمل في احدى المستشفيات التركية كي تنشغل بحياتها العملية ولكنه قلق ان تبدأ حياتها بجانبه فكيف تستيقظ لتذهب لحياة مليئة بالعطاء والحماس والجهد والطاقة والنشاط تختلط بالاطباء المقاربين لعمرها الشبابي ثم تعود للمنزل لتجد زوجها مغلق عليه عاجز عن مواكبته لحماسها وتطلعاتها ، وضع خليل عجزه حاجز *خوف*كبير امامه ليقرر ان يدير المشهد بذكاء كبير هو المستفيد الرابح الاكبر به فليسمح لها بالسفر للخارج كي تعمل هناك وتحقق حلمها وهي على ذمته القانونية الشرعية حتى يسعى هو بالحصول على الجنسية ومن ثم جواز السفر ليهاجر إليها مستقر بدبي ليحقق بها أحلامه.
وبهذا الوضع يكون قد افشل أي احتمالية للانفصال والطلاق.
ورغم انه اتخذ القرار وعمل عليه إلا ان الوضع ليس بهين عليه.
تردد بالتحدث معها ولكنه اضطر بالاخير لفعلها ، دخل خليل غرفة سلمى ليجدها جالسة على الفراش ومن حولها الكتب الطبية، نظر لساعة يده ثم نظر لها قائلا بحزن
" الجميع تغير إلا أنتِ "
أغلقت الكتاب مجيبة عليه
"من تغير؟ لم يتغير احد من حولك جميعنا كما كنا انت فقط من يريد رؤية عكس ذلك، توهم نفسك لتبرر لها *غضبك *وعصبيتك بل *سوء *وضعك النفسي "
ابتسم وجهه وهو يجلس على طرف الفراش واضعا العكاز بجانبه
"ألم يحق لي ذلك!"
تحركت لتقترب منه قليلًا
"لا يحق ، انت اقوى من ان تضعف وتستسلم لهذا الحد، اذا فكرت بكرم الله ونعمه عليك ستظل ساجدًا شاكرًا له ما دمت حيًا، لقد أنقذك من *الموت *في حين *مات*عدد كبير من الحي ، تلقيت العلاج بسرعة أنقذت تعرضك لشلل تام أبدي في حين غيرك من بتر أطرافهم وفقدوا أعينهم بسبب عدم وصولهم للمشفى بالوقت المطلوب ، سخر لك الله شاب يتكفل عبء حملك وتنقلك والحفاظ علينا بوقت كان الجميع يتلفت للحفاظ على عائلته، أخرجنا بسلام من بلدنا و وفر لنا معيشة هادئة مستقرة يعمها الأمن والأمان"
اخفضت صوتها لتكمل
"بالإضافة لأموالك التي لا زلت تستقوى بها في حين الجميع يخرج دون مال ولا أبناء نراهم يبحثون عن لقمة العيش بعد ان كانوا بحال يحسدون عليه"
أومأ خليل برأسه
"الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه"
_"عليك ان تشعر بالحمد كي يغتسل قلبك بالرضا وتسلم روحك امرها لخالقها"
أخذ نفسا طويلا تحدث بعده
"اعلم انني *مخطئ *، نعم *أخطأت *بحقك وحق رشيدة وحق نفسي أيضا، أعطيت لنفسي الحق بإفراغ *غضبي*عليكم منتظر السمع والطاعة العمياء منكم، اعتذر عن ذلك"
وضعت يدها على كتفه متأثرة بحديثه وحزن
" انت اخر شخص ننتظر منه الاعتذار ، لقد سامحتك و سأسامحك عن كل شيء وأي شيء ما دمت حية ارزق"
ابتسم وجهه متسائلا
"ماذا ان خُيرتي بين بقائك بجانبي والعودة لأبيك"
زفرت بأنفاسها الساخرة
"اعلم انه لا يحق لي الاختيار ومع ذلك سأحلم معك لأجيبك 'لن اعود لهذا الباب وان كان اخر باب لي بهذه الحياة' انتهى ابي بالنسبة لي منذ اللحظة التي *رفض*مقابلتي بها، نسيت كل شيء وذهبت إليه بقلب ممزق خاوي الوفاض كل املي واحلامي بهذه اللحظة ان يحتضنني ويقبلني بهذا القدر فقط ، كنت اريد ان اشعر بقلبه وحبه استمد منه القوة كان يكفيني سماع كلمة واحدة منه تداوي جروحي، ولكنه بخل واستصعب عليه فعل ذلك"
استجمع خليل نفسه وقوته وهو يعيد ما كان يمليه عليه ضميره في الأيام الأخيرة قائلا بصوت أجش خرج من حلق صخري يأبى التحدث لولا *الخوف *من الله في *ظلم*عباده
"علمت من طارق عن حاجة المستشفى لأطباء ذو خبرة بكافة التخصصات، طلبت منه ان يبحث لكِ عن عقد عمل، تحمس للفكرة بشكل كبير اختفى ثلاث أيام ثم عاد بالخبر الكبير"
رفع وجهه ليستدير به جهتها ناظرا لعينيها
"طلبت المشفى حضورك لهم بأقرب وقت كي تمضي عقد استلامك لعملك هناك، ولانك مميزة اتاكِ العقد على قدر تميزك، بالأصل حدثني طارق عن اندهاش الإدارة من ملفك الطبي بعد ان اطلعوا عليه حتى أصبحوا حريصين على سرعة قدومك لهم كي لا تأخذك مشفى أخرى قبلهم مقدمين لكِ هذا العرض المغري"
رفع يده ملوحا لها بظرف ورقي مده نحوها
"تفضلي انظري بنفسك"
لم تصدق ما تسمعه حتى لم تمد يدها لأخذ الظرف ظلت تراقب تعابير وجه خليل محاولة فهم حالته وصدق ما يقوله.
فتحه هو أمام عينيها مكملًا
"حدث ذلك لعدة أسباب أولها *رفضي *لظلمك معي وأنا بهذه الحالة ، تعلمين ما شدد عليه الطبيب يعني لا اعرف ماذا أقول ولكنك أكثر من يتفهم وضعي، وبناء عليه قررت ان اكتفي ببقاء رشيدة بجانبي في هذه الفترة الحرجة ليس لشيء إلا *لخوفي *من *ظلمي *لكِ بكل الأحوال لن استطيع اعطائك حقك ولم استطع ان افي بتحقيق أحلامك هنا، اما عن رشيدة فلقد تحدثت معها واخبرتني انها تتقبل اي وضع يكفي ان تكون بجانبي لا اخفي عليكِ سرًا لقد فاجأتني من جديد حتى جعلتني اشك انها نفس الشخص الذي عاشرته لسنوات بالماضي"
ردت عليه بصوتها المحتقن
"لا يوجد شك هي كما هي انت فقط من رآها بنظره ناقصة حتى اصبح عقلك يأبى ان يراها بشكل اخر"
ابتسم لها ابتسامه ناقصة
_"أصبحت لا اتعجب من رؤيتك ورهانك على قوتها وحبها لي منذ البداية بعد ان اصبح كل شيء واضح أمامي، كان المال والعزوة والمكانة الاجتماعية تعمي اعيننا وعقولنا بل وما سمعناه من كبار العشيرة هو من جعلنا ننظر لكل من يقترب منا ويتودد إلينا طامع بحياتنا التي لا مثيل لها على حد اعيننا ، ولكني تعلمت الدرس جيدا ورأيت بنفسي الحبيب من *المنافق *كانت *الحرب *بمثابة درس كبير قوي ايقظتنا من أحلامنا والعسل الذي ابحرنا به لسنوات "
تنهد خليل *بحزن *كبير مكمل به
"لا داعي لنبش الذكريات *الحزينة *، لقد قررت ان انظر بعينك واستكمل مع رشيدة ما تبقى من أيامي الصعبة، مطلقًا سراحك كي تستكملِي حلمك و استعيد انا عافيتي ومن ثم نعود لنلتقي من جديد دون ضغط من أحد"
استغربت وتفاجأت من قراره ابتلعت ريقها متسائلة
"هل سنتطلق؟"
تحدث بصعوبة الثقل المنطبق على صدره
_"لا لن ننفصل عن بعضنا البعض فقط تذهبين للعمل بدبي بجانب دكتور طارق لفترة غير معلومة تحققي احلامك وتستعيدي صفاء روحك وقلبك "
رفعت نظرها نحوه
"ومن ثم!"
_" اتركِ المستقبل يجيب هو عن هذا السؤال"
وقف ليخرج من الغرفة وهو متردد *متخوف *من قول ما جاء للتحدث معها به. وصل للباب بخطوات مثقلة مستديرًا برأسه ليجدها تسير خلفه تخشى تعثر خطواته .
وقف بمكانه قائلا
"هناك ما أريد إخبارك عنه "
كان وضعه غريب عليها عيونه المنكسرة وصوته المختنق بكلماته تثير تساؤلات كثيرة بداخلها توقعت الكثير دون ان تفكر بأمر ما حدث بالعراق حين سمعته يقول
" حمدلله على سلامتك لقد زال البأس و تحررتي من *الظلم *الذي سقط على رأسك بحكم الأعراف الواهية"
لم تفهم عليه ليسترسل بحديثه عن عودة *الحروب*الأهلية والطائفية في بلدهم بشدة تمرد الشباب على شيوخ القبائل والعشائر رافضين ان يقبلوا *الذل *والخضوع *للعدوان، *شهر الجميع *أسلحته*بوجه *العدو *تحت راية النصر أم الشهادة جاء هذا بعد حملة توعية أطلقها مجموعة من الشيوخ حثوا الشباب على *القتال *في سبيل الله موضحين لهم الثواب الكبير الذي ينتظرهم عند الشهادة والنصر…
تجمعت الدموع بعينيها
"كيف أصبحت حرة هل تراجعوا عن الحكم"
نظر نحوها نظرات مطولة
_"ألهذه الدرجة كنتِ تشعرين إنكِ مسجونه معنا…"
صمت مخفض نظره لتتحدث هي
"ماذا تقول بالعكس تمامًا لقد أصبحت أشكر الله على قدري الذي أسقطني بطريقك، لقد انقذني الله من جفاء وجحود قلب أبي ، لا احد يعلم ما الذي كان ينتظرني ان بقيت تحت رعايته، خرجت انت بطريقي لتصبح سندي ومأواي بلحظة قدرية لا يد لنا بها "
تأثر خليل بحديثها ومع ذلك استمر بحديثه الجدي
"جهزي نفسك للسفر خلال يومين، كما اتفقنا لا يوجد انفصال ستبقين برعايتي وحمايتي مع عدم تواصلك مع عائلتك بأي طريقة كانت يكفي ما وصلنا إليه "
تحرك نحو الغرفة المقابلة بعد ان عجز عن الوقوف لوقت أكبر دخل الغرفة جالسًا على احدى المقاعد وهو يحدثها
"طلبت من طارق أن يحجز لكِ الطائرة في موعد قريب كي لا تتأخري على عملك"
_" ولكنك لم تسألني ان كنت اريد السفر والابتعاد ام لا"
نظر لها مرة أخرى مجيبًا بحزن
_" لأقرر انا عوضك عنكِ هذه المرة، اذهبي وابتعدي قليلا عن العيون والضغوط استعيدي روحك وحققي احلامك حتى اعود لاسترداد قواي ومن ثم نفكر بأن تعودي لتركيا ام نذهب نحن لنستقر بجانبك، تعلمين ما افكر به ان تمكنا من الحصول على الجنسية التركية سنتمكن من السفر والتنقل لا اريد ان افتح معملي الخاصة هنا اتردد لفرق اللغة وبصراحة أشعر ما تشعرين انتِ به من ثقل، لا ارغب بتعلم لغتهم ولهذا ارغب بالسفر او العودة لبلادنا الغالية بعد ان ينتصر شبابنا بوجه *العدو *او ارحل لاي دولة عربية "
دخلت رشيدة عليهم واضعه يدها على راسها
"نصرنا الله على كل من يتربص بنا، لم اعد اتحمل البرد في هذه البلد رأسي وعظامي يؤلماني جف قلبي من شدة البرودة"
تحدث خليل
"لقد أخبرت سلمى عن قرب موعد سفرها، ساعديها بجمع أغراضها واحتياجاتها من الأسواق قبل السفر"
نظرت رشيدة نحو سلمى بحزن
"سنشتاق إليكِ"
أومأت سلمى برأسها دون جواب تنظر لهم وهي تستمع لاحاديثهم عن الطعام وما يريدون شرائه من سوق الخضار وهي تحت تأثر صدمتها بما سمعته.
وجهت رشيدة حديثها لسلمى
"سأخذ خليل وأنزل معه للسوق نشتري الخضار والفاكهة وبعدها نجلس بالحديقة العامة لعلنا نتدفأ بالحركة وضوء الشمس التي لولا رؤيتنا لها بالخارج لظننت أنها تغيبت عن سماء البلد"
وافقت على حديثها دون اجابه مكتفيه بحركة الرأس والعينين.
أراد خليل ان يتركها وحدها كي تستوعب فكرة سفرها القريب، وقف قائلا لرشيدة
"لارتدي ملابس تعيننا على الطقس الخارجي"
تحركت زوجته خلفه قائلة
"ضع عليك الجاكيت من الأعلى وسأضع غطاء حراري على قدميك بكل الأحوال لن يظهر ما ترتديه وانت جالس"
*رفض *خليل واصر على تبديل ملابسه وخروجه بشكل يليق بشأنه و وضعه حتى وان تغير حاله.
انتظرت سلمى خروجهم من المنزل لتتحرك بعدها مغلقة باب الغرفة ذاهبه للام فاطمة كي تجلس بجانبها قائلة بصوت حزين
" تم اختيارها من جديد، هي أولا ومن ثم يأتي الباقي ، هنا تكمن *المشكلة *، لا حجة لعجز او *ظلم *او اتفاقية اخرقت"
نظرت للأمام بصمت كبير تسترجع به لحظة معرفتهم خبر اختيارها عروس عشيرة العوايلة، كم *صرخت *وبكت وتوسلت، كيف كان والدها يتهرب من النظر لوجهها ، صوت *صراخ محاسن *بوجه اخواتها كي ينقذوا قرة عين أمها ، دمعت عيونها وهي تستمع إلى صوت عماتها يرن بأذنها
"تحققت رؤية فوزية *ستحترق *ابنتها امام عيوننا دون ان نحميها وننقذها"
رفعت سلمى يدها لتمسح دموعها قبل ان تتساقط على وجهها متذكره دخول خليل عليها الغرفة المحتجزه بها متفاجئ بما اصابها من *ظلم *وقهر *، ظلت تتذكر كلماته وما فعله طارق لانقاذها وصولا *لرفضها *لإتمام الزواج بأول ليلة بعد عقد القرآن.
تحدثت من جديد قائلة بصوت منخفض
"هل كان ذنبي؟"
مسحت عينيها مكملة
"ماذا كانوا ينتظرون مني بعد *الذل *والخذلان *والظلم *الذي تعرضت له، منذ البداية كانت هي ومن ثم أي أحد آخر، حتى حين توجب الاستغناء عن واحدة منا كنت انا "
نظرت للام فاطمة متحدثه بقهر هز جدران بنيانها الهزيل
"اين سأذهب وحدي دون أحد، كيف سأخبره برغبتي في البقاء بجانبه"
خجلت من ثبات نظرات الأم فاطمة عليها لتخفض عينيها
"حسنا لم اشعر به كونه زوج وحبيب ولكني …. ولكنه ذو قيمة كبيرة لدي، لقد أصبح مأمني وعائلتي بعد ان تخلت عني عشيرتي، سند ومأوى … كيف سأترك كل ذلك وابدا حياتي وحدي من جديد… بل كيف لم يتواصلوا معي حتى الان… كيف لابي ان يتركني دون سؤال….. أصبح يحق لهم التواصل دون *خوف *او قلق ومع ذلك اختاروا البعد والخذلان… هل كنت ثقيلة على قلوبهم لهذه الدرجة…. هل انا عالة وعبء ثقيل على كل من يتحمل امري"
ظلت سلمى تتحدث بجانب الأم فاطمة حتى عاد خليل ورشيدة من الخارج، تحركت لتأخذ منهم الاكياس كي تضع الخضار بمكانها في المطبخ، تحركت رشيدة خلفها وهي تضع كيس السمك في الثلاجة قائلة
" فليبقى هنا حتى أعود لتقشيره و تتبيله ، سنبدل ملابسنا وننام لبعض الوقت ، ارهق خليل وطلب العودة لأجل الراحة وانا ايضا احتاج إليها جسمي ورأسي يؤلمني"
_" ألم نتفق على طبخ البامية باللحمة البلدي"
وضعت رشيدة يدها على راسها
"اردت تنظيفه لأجل سهولة طبخه عند خروجه من البراد وايضا تعلمين احب ان اضع اللحوم والأسماك في البراد وهي نظيفة جاهزة للطبخ"
_" حسنا وانا ايضا مثلك ولكني تسائلت كي أتأكد فقط، اذهبي ونامي انا انظفه ومن ثم أبدأ بالطبخ بعده"
ردت رشيدة عليها بصوتها المتعب
" تمام انتِ اطبخي وانا سأقوم بتنظيف المطبخ بعد ذلك"
تحركت رشيدة لتذهب الى غرفتها وبعقلها كلام كثير تود أن تتحدث به مع سلمى ولكنها كانت متعبه.
اكملت سلمى وضع الفاكهة والخضار في مكانها ثم تحركت لتخرج من المطبخ كي تبدل سترتها الجميلة الجديدة قبل تنظيف السمك .
سمعت صوت رشيدة وهي تضحك على حديث خليل المفعم بالقهقهة ولكنها لم تفهم عليهما وكأنهما يتحدثان عن كلب كبير الحجم ، أكملت سيرها نحو غرفتها هاربة من وسوسة الشيطان لها، ارتدت سترة اخرى وعادت للمطبخ ملقيه بروحها داخله كي لا تفكر بأي شيء.
راقب خليل شرودها وصمتها طوال تناولها الطعام تحدثت رشيدة
"سلمت يداكِ كنت بحاجة للشوربة كي تدفئ قلبي"
_" طهور ان شاء الله، ساحضر لك مشروب دافئ كي تتحسني اكثر واكثر"
شكرتها رشيدة مكملة تناولها للطعام ، لم يضغط خليل على سلمى بهذا اليوم تركها دون التحدث معها في أمر السفر منتظر قدومها إليه لتسأله عن تفاصيل العقد و تناقشه بها ولكنها لم تفعل.
فهو لا يعلم *الحرب *التي *اشعلها *بقلبها منذ اخبرها بانتهاء اتفاقية السلام وسعيه لسفرها .
نامت رشيدة بجانب خليل حتى تأكدت من نومه التام ، تحركت ببطء متوجهه للخارج نحو غرفة سلمى ، طرقت الباب بلطف ثم دخلت قائلة
"هل يمكنني التحدث معك'؟"
استقامت سلمى بجلستها على الفراش وهي تقول لها
"تفضلي ، كنت ظننتك نمتي"
جلست رشيدة على طرف الفراش ماسحه انفها بمنديل ورقي متحدثة
" اردت ان اتحدث معك بشكل خاص"
_"تفضلي اسمعك"
بدات رشيدة حديثها
"لا اريد ان تفهميني بشكل خاطئ و ايضا لا اريد احزانك"
ترددت باستكمال حديثها لتصر سلمى عليها بالتحدث عن ما يدور بعقلها لتكمل رشيدة "تعلمين مدى حبي لكِ لقد اصبحنا اخوة حقيقين… أليس كذلك؟"
أومأت سلمى رأسها
"نعم من جهة الأخوة فأنتِ لا تقصرين بالاهتمام والمحبة والدفاع عني ولكنك…"
تحدثت رشيدة
"اعلم ذلك.. ولكني لا استطيع مشاركته معكِ حتى الان، رغم انني حاولت كما انني استسلمت وتركت الساحة فارغة لكِ ولكن القدر لم يشأ، اعلم أنكِ لم تسعي للزواج منه ولم تسعي للتفريق بيننا او اخذ مكاني بل اؤمن بذلك ولاجل ذلك استسلمت المرة الماضية ولكن بعد الذي علمناه عن أمر الاتفاقية أصبح يحق لكِ اختيار طريقك والسعي به لتحقيق ما تريدين"
قاطعتها سلمى بحيرة وحزن
"كيف سأذهب وحدي وايضا انا…"
_"أنتِ قوية لا يقف أمام حلمك *الخوف *، ستعتادي على ذلك"
*حزنت *سلمى
"هل وجودي يضغط عليكِ لهذه الدرجة"
_" لقد اتاكِ ما كنتِ تتمنيه ، كنتِ ستفعلينها سابقًا لولا حادثة زواجك، والان عاد لكِ حلمك كيف ستتركيه لتجلسي بيننا من اجل حياة بسيطة وزوج مريض "
تعجبت سلمى مما سمعته قائلة بنبرة تعجب
"كما تجلسين أنتِ، أليس لديكِ أحلام بالأمومة والاستقرار والأمان وحياة مرفهة في المغرب"
_" ولما الكذب نعم لدي أحلام ولكني سأنتظر لأحققها مع خليل ولكنك.. يعني وضعك معه.. أنتِ حتى الان ما زلتِ…."
صمتت سلمى لدقائق تحدثت بعدها
" أتيتِ كي تقنعيني بالسفر حتى أحقق أحلامي في استكمال مشواري العملي واحلامك بعودة زوجك لكِ وحدك"
أومأت رشيدة برأسها وهي تراقب ملامح وجه سلمى التي أكملت حديثها
"ألم يخبرك خليل *برفضه *للانفصال حتى بحالة سفري"
اتسعت عينيها
"هل طلبتي الانفصال *ورفض *هو"
هزت سلمى راسها
"لا لم اطلبه ولكنه اشترط ذلك حتى يكتمل امر سفري"
_" فلتسافري اولا ومن ثم نتواصل انا وانتِ لنرى كيف سننجح بالثانية، ألم نتفق من قبل ونجحنا سويا بتحقيق ذلك"
ردت سلمى
"لم ننجح بتحقيقه ولكنه القدر فقط من فرق بيني وبينه "
_" الله غير راضي على *ظلمك *لاجل ذلك يحدث ما لا يخطر على البال بكل مرة، حتى اقول لكم ساهرب منكما ان قررتمت إعادتها مجددًا "
ابتسمت سلمى لتقول رشيدة
"هل اتفقنا؟"
خفضت سلمى عينيها
"اعتذر منكِ"
_" ولماذا ؟"
قالتها رشيدة بخيبة أمل كبيرة
صدمتها سلمى
"لم اعد تلك الفتاة الغاضبة على كل شيء حولها *رافضة*لما أجبرت عليه، حسنا لا زلت حزينة ضائعة لا مرسى واضح امامي لإرسي به"
_" هل قررتي استكمال حياتك مع خليل"
سألتها سلمى بتعجب
"وما المفاجئ بذلك هل وعدتك بالانفصال عنه "
هزت رشيدة رأسها بالنفي
"ولكنك لم ترغبي بإتمام زواجك به اتفقنا على ذلك منذ البداية"
_" نعم كان ذلك ببداية *الفاجعة *وقبل وطأة وشدة *الحرب *وتنقلنا من مكان لمكان حتى وصلنا لهذه النقطة، لا اريد ان احزنك مني انا لستُ بصدد اخذه منكِ او اضرار حياتك انا فقط اريد ان اشعر بحياة مستقرة كاملة يعني إن لم احقق حلمي بالعمل فعلى الأقل احققه بحياة عائلية مستقرة"
عادت رشيدة لتهز رأسها بالرفض
"انا لا اصدق ما اسمعه توقعت فرحتك بسفرك واستعدادك له، وايضا كيف تحققي حياة مستقرة سعيدة بدون أطفال"
_" الاطفال نعمة يعطيها الله لمن يشاء، من رزقك قبل سنوات يستطيع ان يرزقنا به مرة اخرى وإن لم يشأ فهذا قدرنا فهناك الكثيرون ممن حرموا نعمة الاطفال ويعيشون بسعادة واستقرار أكثر من غيرهم"
جمعت رشيدة ملابسها وسط قدميها
"افهم من ذلك أنك رفضتي السفر "
_" انا لم اقل انني *رفضت *السفر، وايضا سفري ليس بعقبة فانتم ايضا ستنتقلون لدبي هكذا أخبرني خليل "
اومات رشيدة براسها
"نعم سنخرج من تركيا بعد حصولنا على جواز السفر ولكني لا اريد العيش بدبي "
_" لنترك قدر الله يقول كلمته الاخيرة"
وقفت رشيدة وهي تقول بغضب
"هل تتحديني"
تحركت سلمى لتقف بجانبها
"هل أصبح دفاعي عن حقي في زوجي وحياتي معه تحدي لكِ"
_" ستندمين ، وستخسرين عملك وحلمك العائلي"
اختنقت سلمى من حديثها
"سأكون فرحة بهذه الخسارة التي اتتني بعد خوض التجربة بدلا من جلوسي في الزاوية متقبلة الخسارة بضعف "
تحركت رشيدة لتعود لغرفة زوجها وهي تتأجج *بنيران*الغيرة ، دخلت بحضنه بعيون لا تنبأ بخير.
نامت سلمى على فراشها وهي تفكر بما خرج منها لقد كشرت عن انيابها *رافضة *ان تتقبل ما يملى عليها .
استيقظت مبكرا باحثة عن خليل لتجده يقرأ القرآن بجانب امه دخلت الغرفة لتجلس بجانبه دون صوت.
انتهى من قراءة الورد القرآني ناظرا لها
"صباح الخير"
_"صباح النور تقبل الله منك"
ابتسم لها
"منا ومنكم صالح الأعمال ، خيرًا ما الذي أيقظك بهذا الوقت"
أجابته بقوة
"لقد فكرت جيدًا واتخذت قراري بأمر السفر"
توقع ان تخبره بموافقتها ليتفاجأ بقولها
"لن اذهب لأي مكان ، لا داعي للتنقل وإهدار المزيد من الوقت لنحقق احلامنا على أرض تركيا، اسعى أنا بالبحث عن عمل في إحدى المستشفيات وانت تبدأ بفتح معملك الخاص ، لم أقتنع بفكرة دفعك لكل هذا المبلغ كي تحصل على جنسية عقارية وفر مالك لفتح معملك الطبي لتصبح قبلة للعرب هنا ، هناك الكثيرون من العرب حولنا لا يتقنون اللغة وجود معمل تحاليل يسهل عليهم اللغة وإجراء الفحوصات بسهولة حلم كبير لهم وميزة لك، حتى انا يمكنني مساعدتهم بالمشفى التي ساعمل بها، بهذا الوضع لا داعي للافتراق الوقتي وتغير المكان"
_" اتظنين انني لم افكر بهذه الحلول ، لقد فكرت وقررت بناء على ذلك انا لا اريد الاستمرار بتركيا سانتقل لدبي او السعودية لنستقر جميعا بها، لذلك اذهبي واغتنمي الفرصة حتى نأتي بعدك ، فانا أخشى أن تضيع عليك الفرصة"
سألته بدهاء
"ماذا إن لم نجتمع هناك"
_" اتركيها على الله اذهبي وابدئي حياتك واتركِ كل شيء جميل يأتي بعدها"
نظرت سلمى للأم فاطمة ثم نظرت لخليل بصمت وعقل يفكر بقوة .
ظلت على حالتها عدة أيام حتى جاء موعد سفرها لتزداد اضطرابـًا وتخبطًا ، لا تريد السفر بموقف استغربه كل من حولها ، بينما أصر خليل على سفرها بشكل اغرب مردد
" لا اريد ان تفوتي الفرصة عليكِ"
لم يترك لها بابا من أبواب الاعتراض إلا واغلقه أمامها، أرادت اقناعه بأفكارها البديلة إلا واغلقه أمامها كي تنجبر على السفر بقلب انشق إلى نصفين متضادين واحد يريد ان يحلق خلف أحلامه والاخر خائف من البعد والتجربة وترك الحياة التي اعتادت عليها رغم الصعوبات التي واجهتها بها.
ليأتي يوم الوداع المفعم بالدموع والاحضان الحارة من قبل رشيدة وعايدة و نسرين حتى الام فاطمة التي بكت عينيها حزنًا على رفيقة غربتها.
وصلا للمطار احتضنها خليل بقوة واضعًا يديه واحدة على رأسها والأخرى منتصف ظهرها ليضمها داخله بحنان كبير .
اغمضت عينيها وكأنها وجدت ضالتها داخله.
حدثها بصوته الحنون ليمازحها
"سنشتاق إليكِ يا طويلة الأطباء"
ابتسمت بحضنه ماسحة عينيها التي امتلأت بالدموع دون ان تخرج من حضنه، اغمض عينه هو ايضا قائلا
"أياكِ ان تنسينا. والاكثر من ذلك أياكِ ان تتأخري بالرد على اتصالاتي"
تحركت من حضنه وهي في أشد الحاجة لهذا الاحتواء والانتساب لحضن دافئ يهون عليها وحدتها.
لم يتركها بسهولة ضمها اكثر ويده معلقة على اكتافها ناظرا بعيونها
"ها قد وفيت بوعدي وفتحت الساحة امام طموحك وأحلامك التي أؤمن بوصولك لها"
لم تتحمل قربه وحنانه دمعت عيونها مجددًا ليكمل هو
"لا تضغطي عليّ بهذه الدموع وإلا أعدتك معي. من يراكِ يعتقد إنكِ تراجعتي عن حلمك الكبير "
حزنت مبتعدة عن يديه قائلة بصوت حزين
"استودعتكم الله. أمي فاطمة أمانة لديك لا *تحزنها *ولا تترك أحد يحزنها"
تراجعت خطوات وهي تكمل
"بلغهم مني السلام "
عادت لتصمت لوهلة مكملة بصعوبة وعيون مليئة بالدموع
" اهتم بها هي تحبك وجميع ما تقوله وتفعله بسبب حبها الكبير وغيرتها عليك. لا *تحزن *منها حاول ان تعوضها ما رأته بفترة اقتحامي لحياتها"
نظر لعيونها قائلا بحب
"كان اجمل اقتحام حدث بحياتي هيا اذهبي وانتظري قدومنا لكِ"
اقتربت هي مدت يدها لتصافحه قبل ابتعادها متأملة ان يضمها لحضنه من جديد لتشعر بما شعرت به قبل قليل ولكنه لم يحتضنها ولم تفعلها هي حين ابتعدت ملوحة له
"اتركك في امان الله "
ليجيب عليها
"لا إله إلا الله. أأمل ان نرى وجهك على خير قريبًا"
وقفت في طابور دخول المطار الدولي وهي متذبذبة جزء منها يريد ان يحلق بسماء الحرية والطموح بالنجاح العملي. وجزء منها خالي الوفاض يبحث عن قلب حنون يضلل عليه ويمحي شعور الوحدة التي نغزت قلبها.
اغمضت عينيها متذكرة حضنه لها وضحكه معها وقراءتهم لكتب الطب سويًا بحزن، نزلت دمعه من عينيها وهي تتذكر مواقفه الداعمة لها.
تملكها حنينها للذكريات *وخوفها *من المجهول تمالكت نفسها وقررت ان تنظر خلفها وهي تخشى ان لا تستطيع منع نفسها بالركض نحوه والقاء روحها بين يديه ان فتح جناحيه امامها كطفلة صغيرة رأت بهذا الحضن جميع ما لها، ولكنها وجدته يتحدث بالهاتف مغلق أذنه كي يستطيع سماع المتصل دون النظر لجهتها.
*حزنت *حزن كبير وخاصة حين راودها شعور انه يحدث رشيدة ويطمئنها على رحيلها.
اكملت سيرها واضعه الحقائب على سير التفتيش عابره من البوابة الأمنية مكملة سيرها نحو جهة تسليم الحقائب دون النظر لمن أغلق هاتفه بسرعة متأملا بنظرة أخيرة في الوداع الأخير.
لم اود ان يفرقهم سوء الفهم ولكنه أصبح رفيق دربهم كلا منهما يؤمن بما يراه فقط دون ان يعطي الاخر عذره .
وتكتب لنا ساعات الرحيل وكأننا قد حجزنا مقاعدها بشكل مسبق 😭تسير بنا المحطات وكأنها بانتظار خطواتنا 💔وتتنقل بنا الأمكنة وكأننا نحن من رسمها لتألفها بعد مدة ...
اقدارنا هي حروف مكتوبة قبل خلقنا …
اللقاء قدر ...والوداع قدر ..💔💔
ومابين هذا وذاك نسير نحن بخطوات ثابتة لا يد لنا بها…..
يتبع ..
إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا.
منها "رواية حياتي"
رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف ..