recent
جديدنا

#عروس_بغداد الفصل الثاني

 اسم الرواية عروس بغداد 

دراما اجتماعية واقعية     

بقلم أمل محمد الكاشف




فز حسن أكرم الفارسي من مكانه وهو ينظر للصور في هاتفه، سأله ابن عمه عادل الفارسي 

-"ما بك يا أخي"

انتبه حسن لنظرات العائلة له تحدث بصوته المحتقن 

-"تتوالى *المشاكل *والمخاسر *فليحفظ الله علينا رزقنا، اعتذر منكم سأذهب لانهي عدة أعمال هامة"

تحرك مناديًا على زوجته كي تأتي خلفه لتساعده بتبديل ملابسه قبل خروجه، رأى حسين الفارسي مقبل عليه من الجهة المقابلة له وهو رافع هاتفه متحدث بصوت منخفض أعلمت ما حدث مع أبو بكر، رد عليه وهو يكمل سيره بسرعة وقوة 

-"حضر نفسك لتأتي معي انتظرني بالسيارة الخاصة بي سابدل ملابسي والتحق بك"

اسرعت محاسن خلف زوجها وهي تسأل ما الخطب ما به ابنها ليصدمها 

-"لنخرج من مأزقنا الجديد وبعدها سأريه ما سأفعله معه أقسم أنني سأجعله يندم على ما فعله بنا"

دافعت أمه عنه -''لا زال شاب…"

نظر حسن لزوجته نظره قوية جعلتها تقطع صوتها، خرج مسرعًا لينقذ ابنه الذي *سقط *بيد أكبر *أعدائهم.

كان أبو بكر يعتقد أنه تم الإمساك به من قبل الشرطة ولكنه *صدم*بتركهم له بعد تصويره تاركين له ورقة صغيرة داخلها 

"فؤاد بيه يرسل لك السلام"

ألقى الورقة بالأرض *صارخًا *بغضبه، بكت الفتاة *خوفا*من *الفضيحة *ولكنه لم يهتم بها صعد سيارته من جديد مسرعًا بقيادتها دون معرفة لأي قبلة يتوجه.

تردد بالرد على والدة ، ظل *يصدم *يده بالمقود عدة مرات *صارخا *بغضبه *الكبير على نفسه.

وصلت رسالة لهاتفه 

-"ننتظرك بالمكتب إياك أن تتأخر"

تحدث حسين لابن عمه

-"ان تم نشر الصور…"

قاطعه حسن بقوله 

-"لا يمكنهم نشرها *وخسارة *صفقة كبيرة كصفقة الفرات"

*صُدم *حسين
 -"هل سنترك لهم صفقة كبيرة هذه"

أجاب حسن عليه بغضب

-"هل أمامك حل آخر. لنخسر هذه الصفقة مقابل ربح مناقصة الحديد التابعة للدولة وايضا مقابل سمعتنا بالعشيرة وسوق العمل، ستكسر رأسنا ان نشرت الصور والفيديوهات وينتهي مجدنا وقوة كلمتنا بالعشيرة والسوق، علينا أن نجاهد للسيطرة على الوضع حتى تمر الأزمة ونرى ما سنفعله"

رد حسين بضيق 

-"إلى متى سيورطنا ابو بكر في مثل هذه المصائب"

ابتسم ابن عمه مخفي غضبه داخله

-"حتى يتزوج ويجد من تعقله وتجعله يقلع عن ما هو عليه، اريدها ان تسحره كي لا يرى غيرها بالكون، ستكون هي علاجة وتوبته التي لا رجعه عنها"

جاء حسين ليعترض ولكن والد ابو بكر لم يترك له المجال حين اكمل حديثه بسرعة قائلا -"لا تقلق سلمى ابنتنا قبل ان تكون ابنتك، سأكتب باسمها المصنع والمعمل والأصول والاسهم لتقوى قبضة يدها وتستطيع السيطرة عليه حينها يمكننا الاطمئنان على مستقبلهم ومستقبل العمل معهم"

لم يصدق حسين ما سمع، أخفى فرحته وطبول الفرح التي قرعت بدنياه قائلا

-"لنحل المشكلة الجارية ومن ثم نتحدث عن هذه المسألة تعلم لا زال الوقت مبكر على زواجهم"

تم تسوية أمر الصور والفيديوهات بالتنازل عن صفقة المواد المخدرة بمقابل حفظ اسم العائلة و سمعة العمل. 

تفاجئ الاهل بقرار كلا من حسن وحسين الفارسي إنهاء اجازتهم والعودة للبصرة لأجل *المشاكل *التي تمر بها الأعمال بالشركة.

لينتهي بهذا القدر التجمع السنوي بمنزل الجد الأكبر ليعود الجميع لمنازلهم التي تقع بعضها بنفس المدينة في بغداد والبعض الآخر في مدن مختلفة كالقادسية وبابل وكركوك.

اما عائلة حسين وأخته محاسن لمنزلهم فكان منزلهم بالقرب من بعضهما في مدينة البصرة حيث تواجد عملهم المشترك ودراسة ابنائهم.

فرح طارق لسماعه صوت سيارة العم حسين وهي تقف أمام منزلهم، ترك القلم من يده مغلق الكتاب عليه صاعدًا أعلى فراشه كي يسترق النظر من خلف ثنايا نافذة الغرفة المزين باخشاب الارابيسك.

سمع صوت نداء أمه عايدة  قبل أن يرى وجه فتاة احلامه، نزل سريعًا من اعلى الفراش ناظرا لأمه وهي تفتح باب غرفته قائلة 

''عاد عمك حسين من بغداد. هيا اسرع بمساعدته ولا تترك ابنته سلمى تحمل كل هذه الأوزان وحدها"

تحدثت صفاء من خلف أختها

"نعم اذهب وساعده المسكين ليس له ولد يعينه ويسند ظهره"

نظرت عايدة لأختها  متحدثة بضيق

"لم يكتب الله له البنين هل سنتعترض على مشيئة الله "

ردت صفاء بغرور

"ولكنه لم يسعى ويأخذ بالأسباب ارتضى بالأمر الذي فرض عليه"

حزنت عايدة مدافعة عن صديقتها

"زوجته المسكينة لم تترك بابًا إلا وطرقته، كما أن الله لم يشأ ان يرزقهم بغير أبنتها"

ردت صفاء بغيره كبيره

 "من الجيد انه لم يتم حتى لا يصبح اب البنات فمن الواضح أن جميع ذريتها شبه بعضهما، على كل هو حر بقراره لا فائدة الآن بحديثنا"

تحرك طارق ليخرج من الغرفة بعد ان بدل سترته ومشط شعره بعناية.

نظرت عايدة خلف ابنها منتظره خروجه من المنزل لتبدأ حديثها مع اختها

"اتركِ الرجل وشأنه لا داعي لتكرار نفس الكلام بكل مرة، أنتِ من *رفض *الزواج منه على أمل الارتباط بخيري، ليس ذنب الرجل انهُ وفي لزوجته وابنته *رافضًا *لفكرة الزواج من اخرى كي يأتي بالولد"

ألقى طارق السلام على عمه حسين اخذًا منه الحقيبة الكبيرة حاملها على ظهره ليدخلها منزلهم الكبير ذو الدرج العالي، كما امسكت سلمى بشوال من الخيش ممتلأ بالأرز ذات الحبة الطويلة وهمت بحمله لولا أن سمعت صوت طارق من خلفها وهو يقول لها

 "انتظري أنا سأحمله"

استدارت لتنظر لوجهه الخجول وعينيه المخفضة قائلة 

"شكرًا استطيع حمله بمفردي"

رفع نظره عليها بخجل رافضًا لما تقوله 

"لا يمكنك حمله وحدك يكفيكِ حمل مجموعك الذهبي الذي رفع رأس حينا كله، بالمناسبة مبروك تفوقك العاقبة لمرتبة الشرف بأعلى جامعات الطب في بلدنا"

صدمته بقولها 

"سأترك هذا الشرف لحضرتك يا دكتور. أنا لا أنوي الالتحاق بالطب"

تحدث والدها من الخلف 

"لا تستمع لحديثها تقول لا اريد وتفاجئنا جميعا بتفوقها. انتظر عدة سنوات وستجدها زميلة منافسة لك بنفس المجال"

وبوجهها المبتسم تنحت سلمى للوراء استجابة لوالدها الذي اقترب وأخذ حقيبة كبيرة من داخل السيارة ليضعها على ظهر طارق قائلا

"سامحنا يا بني سنحملك فوق طاقتك"

اسرع طارق بإجابته

"العفو منك يا عمي أنا لم أفعل سوى واجبي" 

وتحرك ليدخله المنزل، مال حسين على ابنته ليحدثها بصوته المنخفض 

"اتركي ما بيدك وادخلي بحقيبة ظهرك فقط"

ردت على ابيها بنفس نبرة صوته المخفضة

"سيكون عيب علينا ساساعده بالقليل…"

نظر لها بقوة مكرر كلامه بنبرة لا تبشر بالخير، تنحت عن حمل الحقائب الكبيرة مكتفية بحقيبة ظهرها لتدخل المنزل وهي مشفقة على من كان ينزل الدرج عائدًا لحمل المزيد من الحقائب الممتلئة من خيرات أراضي العشيرة ببغداد.

وفور دخولها المنزل رأت والدتها تتأوه من ألم رأسها، عرضت عليها أن تأتيها بمسكن الآلام ولكنها *رفضت*مناديه على طارق ملقية عليه السلام *شاكية*له ألم رأسها الذي أصبح مصاحبًا لها.

ضحك العم حسين واضعًا يده على كتف طارق متحرك به جهة الصالون ليجلسه على الاريكة بجانبه وهو يحدث زوجته

"لا تقلقي اخبرتك قبل ذلك عن السبب وأنتِ تعانديني بعدم تصديق لما أقول"

ضحكت فوزية واضعه طرف حجابها على فمها وهي تغلق عبائتها التي كانت تكسيها من على رأسها حتى قدميها

 "هذا يعني أنني مضطره على تحمل الألم طوال حياتي"

حاول دكتور طارق ان يستمع لحديثهم باهتمام كبير كي يخرج منه السبب وراء تألم رأسها، ولكنه لم ينجح حتى  تحدثت سلمى كي توضح له ما وراء ضحكهم قائلة

"يرى والدي أن مشكلة أمي بأحاديثها الكثيرة"

تحدث حسين بصوت ضحكه العالي

"علاجها الحقيقي باراحة لسانها "

شاركهم طارق ضحكهم على استحياء قائلا 

"بالعكس انا أرى انه أجمل وأطيب ما تتميز به الخالة فوزية حتى اننا اشتقنا لسماع صوتها ودعائها لنا كل صباح، ولكني اعتقد انه يتوجب عليها زيارة الطبيب وإجراء بعض الفحوصات، بجانب التأكد من نسب الضغط والسكر بالدم"

وقفت فوزية وهي تجيب عليه باستهتار

"طبيب وسكر وضغط! أكُل هذا لأجل حفنة صداع بالرأس"

تحدثت طارق

"لأجل الاطمئنان على صحتك. بالأصل ينصح الأطباء بوجوب عمل تحليل دوري للجسم من بعد عمر الأربعين كل عدة أشهر للاطمئنان على الحالة الصحية"

رفعت رأسها للاعلى تعبيرًا عن عدم اقتناعها لما سمعته 

"لا تقلق علينا هذه النصائح يجب على الشباب اتباعها فالواحد منكم بأول عمره ويشكو تألمه من كل مفصل بجسده أما نحن فما زلنا ببركة الايام الخوالي لا نمرض بسهولة. حتى الغدة ومشاكلها نجونا منها دون آثار جانبية الحمدلله، والان سأقوم بتحضير الشاي لنشرب جميعًا لعله يخفف من تعب وارهاق الطريق" 

وقف طارق معتذرًا عن عدم استطاعته مشاركتهم شرب الشاي لأجل عودته للمذاكرة فغدا يوم كبير بالجامعة حيث سيتم امتحانهم بثلاث مواد دفعة واحدة.

دعت فوزية له بالنجاح والفلاح متمنيه من الله ان تراه بأحسن المراتب. شكرها بحب وفرح طالبًا منها ان تزيد من دعواتها الجميلة اليوم وغدا فهو بحاجة كبيرة لهم.

تحدثت سلمى بصوتها الجميل

"القلق أول خطوات الفشل في الوصول للهدف، عليك ان تجتهد بالمذاكرة وكن على يقين وثقة بالنجاح"

شكرها دون النظر لوجهها رغم رغبته الكبيره في ذلك، ثم خرج من منزلهم ليغلق العم حسين الباب خلفه وهو يستمع لدعاء زوجته بجانبه

"جزاه الله كل خير على رجولته وشهامته ابن الأصول والأخلاق. جعله الله من حظ ابنتي ونصيبها. اللهم ألف بين قلوبهم واجعلهم خير عون لبعضهم البعض يارب العالمين"

ابتسم حسين لزوجته متحدثًا بصوت منخفض كي لا تسمعه ابنته التي ذهبت لغرفتها

"أصبحت ابنتنا رهن عصمة رجل اخر لا يصح أن تدعي بهذه الأدعية من بعد الان"

*حزنت*فوزية وتحركت خلف زوجها لتدخل غرفتها من بعده وهي تقول بنفس نبرة حديثهم المنخفض 

"لا إله إلا الله من أين أتى هذا الكلام الان، انا لم اعطي وعدا لأحد اخبرتهم انها صغيرة ولا زال أمامها وقت طويل لانهاء دراستها، ام انك اعطيتهم وعد؟"

بدأ بتبديل ملابسها دون أن يجيبها لتكمل هي

"إياك يا حسين لا يمكننا *ظلمها، لا زالت صغيرة كما انها متفوقه ما شاء الله وأمامها مستقبل كبير، علينا أن نفكر من الآن وصاعد وفق ذلك"

رد عليها بضيق

"تفوقها لنفسها اما الزواج فإنه لي… انا من سيقرر أي رجل يستحقها، انتِ تنظرين للشهادات والتفوق العلمي ولكني انظر للاصل والمركز الاجتماعي ، بذمتك يا امرأة هل هناك وجه مقارنة بين وريث الحاج حسن أكرم الفارسي وهذا اليتيم الذي لا ميزة به إلا تفوقه بالطب"

ردت عليه فوزية بضيق ملأ صدرها

"الأخلاق والدين يا حسين أليسوا كافيين!. وما به يتمه لقد عملت امه المسكينة واجتهدت كي تكبره هو واخوته على الدين والأخلاق والتفوق العلمي لتصبح ابنتها الكبرى مهندسة والشاب طبيب والبنت الاخيرة علوم سياسية"

رمقها بنظرات استهزائية 

"اقول لكِ ستتزوج وريث حسن الفارسي ابن كبير عشيرتنا وأنتِ تعددين لي شهاداتهم. هل سيأكلون ويشربون بشهادتهم هذه. انظري لمنزل اختي وكم السيارات بالكراج الخاص بهم ولمنزل جارتك وعربة التسوق القديمة الخاصة بفقرهم"

نظر جهة باب الغرفة وهو يقترب من زوجته مكملًا

"ألم تري الذهب المكدس في يدي وصدر محاسن. تخيلي ابنتك في كل هذا النعيم وفوق ذلك أبو بكر متعلم وليس أمي"

لم يستهويها الحديث لذلك أرادت أن تغيره وتهرب بحجة تحضير الشاي، فذهبت للمطبخ وهي تحدث نفسها 

"السعادة ليست بالمال، المال يملأ البطون فقط، لا اريد لابنتي حياة كل هدفها بها ملأ بطنها "

دخلت سلمى بهذه اللحظة على امها المطبخ متسائلة 

"أمي أين وضعتي علبة اللحم بالعجين، فرغت معدتي و اريد ان أأكل منها قبل ان انام"

ردت أمها بضيق وتعب

"لا يوجد طعام لكِ ستدرسين وتأكلين الكتب فقط حتى تصبحين في أعلى المراتب. أريدك طبيبة.ليس هذا وحسب بل استاذه دكتورة. بل وأنجح دكتورة على مستوى الشرق الأوسط. ستصبحين من الممتازين لتحصلي على أعلى المراتب ويتصدر اسمك شاشات التلفاز بعناوين الأخبار والبرامج المهمة كالعلماء والنابغة من أهل العلم"

فتحت فمها من *الصدمة *مجيبة على أمها 

"كيف ومتى سأفعل كل ذلك!"

ردت الأم بنفس القوة الغاضبة

"ستفعليها انت تستطيعين فعلها، انا اكثر من يعلم قدراتك الفائقة والمختلفة عن من في عمرك، كنت اخبئ ضيّك والنور المشع من عيناكِ عن الجميع باحاديثي المضللة لهم. لم أصرح لأحد عن سرعة حفظك وبديهتك وقوة الملاحظة الكبيرة لديكِ. لم أصرح عن كونك سابقة لمن هم في عمرك بمميزات لم يصلوا لها، اُخبرهم دوما عن كثرة مكوثك على الكتب الدراسية كي لا ينتبه أحد للنعمة التي ميزك الله بها"

أشارت سلمى لمنتصف صدرها بتعجب متسائلة -   "هل انا!"

ثم نظرت خلفها و عادت تمازح أمها 

"هل تتحدثين عني أنا يا أمي! أم إنكِ اعجبتي بمشهد في فيلم كيف تصنع عالم واردتي تجربته علي"

امسكتها فوزية من كتفها بقوة رجتها بها بين يديها

"ألا تثقين بنفسك، ألا تصدقين علاماتك ومجموع تفوقك. اخبريني كيف حصلتي على مجموعك وانتِ لم تعطي لدراستك سوى القليل من السويعات. خرجتي الأولى، دون أن تطمعي او تهتمي أو تجتهدي فما بالك إن فعلتي كل ذلك"

اجابت على أمها بعدم اهتمام

"ولكني لا اريد ان اصبح كل ذلك"

اختنقت فوزية مما تسمعه مجيبه والدموع في عينيها 

"ليس لدي من يحقق احلامي سواكِ. لا زالوا ينظرون إلي بنفس النظرات. لا زال حديثهم يُصب على قلبي كالسم لا زال ذنب عدم انجابي للذكور محمل على عاتقي. لم اخلص منهم حتى بحديثهم عن ولدهم ابو بكر وأنه سيصبح سند وعوض لعمه حسين. كبرتي واصبحتي تسمعين بأذنك ما اسمعه. أخبرتك من قبل كم عانيت وتحملت لأجل أن ارزق بالولد ولكن الله لم يشأ هل اعترضت على حكمه لا لم اعترض، ولكني سأعترض على غبائك وعلى تزويجكِ بهذه المعايير، ستجتهدي وتتفوقي و تعتلي أعلى المراتب أولًا حتى اطمئن على مستقبلك وعدم تحكم أحد بكِ وايضا كي ارفع أنا واباكِ رأسنا بكِ في الشرق الأوسط كله ومن ثم اذهبي وتزوجي بمن تريدينه أنا لا مشكلة لدي مع اشخاص"

مدت سلمى يدها وربتت على كتف أمها لتهون عليها احتقان قلبها الملموس بعيونها الغارقة بدموعها قائلة 

"حسنا لا تحزني لن أكل من اللحم بالعجين"

ألقت نفسها بحضن امها بعد أن رأت ابتسامتها  زينت وجهها *الحزين *قائلة

"واخيرا ضحكتي. لا *تحزني *من أحد. انتِ افضل واطيب وانجح ام بالدنيا كلها. وايضا ألم تفرحي بحفل نجاحي وتفوقي ومباركة الجميع لكِ. فعلت ابنتك ما لم يفعله أي شاب بعشيرتنا. أنسيتي أنني الأولى على محافظتي والثانية مكرر على دولتنا "

قبلت الأم رأس قُرة عينها وهي تقول بحب كبير

"انا افتخر بكِ دومًا. انتِ بعيني أفضل من مئة ولد. أعلم انكِ سترفعين رأسي واسم والدك بأعلى المراتب. لذلك لا تفكري بأي شيء مما سمعتيه في حضرة العشيرة ضعي عقلك وتركيزك بدراستك. سأقول لكِ نصيحة أمي لي. وهي حديث عن رسولنا عليه افضل الصلاة والسلام"

صلت سلمى على سيد المرسلين

"عليه افضل الصلاة والسلام "

لتكمل  فوزية

"كنت *ابكي *لعدم انجاب الولد. حملت عدة مرات ولم يكتمل الحمل وعند اكتمال الحمل يتبين انها بنت تكرر الأمر ثلاث مرات حتى رًزقت بالولد الذي توفى بعد ساعات من ولادته وهنا فقدت الأمل وازداد ضغط عائلة والدك كي يزوجونه بمن تأتيه بالولد. امتلكني *حزن*شديد حتى مرضت و اصبحت لا استطيع تحمل مسؤوليتك أنتِ والمنزل و والدك. وهنا أتت أمي وجلست بجانبي لتحدثني وتنصحني بأن الحزن لا يصل بي إلا للأسوأ وهو حدوث ما أخشاه. حثتني يومها على القوة والمجاهدة في سبيل عائلتي وزوجي و أتت بأخر الحديث واشارت نحوك وانتِ جالسه تلعبين بالعرائس. قائلة لي ستخرجين من هذه الفتاة عشرات الذكور. تعجبت مما قالته لم أفهم عليها لتكمل. ستضعين همك وكل ما تمتلكيه لأجل أن ترفع ابنتك رأس أبيها بين عشيرته كما لم يرفعها اي ذكر بها. الجميع يتمنى أن يكون لديه ابنة باخلاقها ونجاحها. عليكِ ان تجعلي منها الأولى على صفها ومدرستها. لتصبح رسامة و مغنية وعازفة ورياضية. تحصل على الأوسمة الذهبية بالفنون وشهادات التقدير بالصفوف الدراسية. حينها لن يستطيع أحد أن يطول رأس زوجك وسيرتفع شأنك ويزول همك"
ردت سلمى بحب كبير 
"وها أنتِ حققتي ما تريدين"
أكملت الأم 
"اوصتني ان أقوي صلتي و ايماني بأن العشيرة والكون كله لو اجتمع على أن يضروكِ او يرغموا زوجك على شيء لن يستطيعوا ان لم يشاء الله بذلك،  ولو ان اجتمعوا على أن ينفعوكِ بشيء لن يستطيعوا نفعك لو لم يشاء الله، ساوصيكِ يا ابنتي بوصية رسولنا قبل أمي تذكريها دومًا حين تنزلق او تتعثر احد قدامكِ بإحدى محطات عمرك  وتجدين نفسك وحيدة بلا سند ولا عون ولا ناصح ولا حتى مشفق الجئي لله وادعي له وتوكلي عليه ليكون هو قبلتك ونجاتك، سلمي أمرك له ورب الخير لا يأتي لنا إلا بالخير"

رفعت سلمى رأسها *بخوف*لتنظر لدموع أمها قائلة

"ستكونين أنتِ بجانبي دومًا. أنتِ سندي وملجئي لن ابقى وحيدة وانتِ معي"

اخرجت فوزية ابنتها من حضنها لتمسح دموعها وهي تقترب من ابريق الشاي كي تغلق أسفله قائلة 

"علبة اللحم بالعجين في الحقيبة الحمراء ستجدين بجانبها علبة البسكويت اخرجيها ايضا لنضع لابيكِ منها"

خرجت سلمى من المطبخ بوجهها الحزين كي تأتي بالعلب. اقتربت الأم من صنبور الماء وفتحته لتبدأ بغسل وجهها لتزيل أثر دموعها التي لا زالت تتساقط منها كلما تذكرت حلمها المخيف.

سكبت الشاي بالاكواب وخرجت بسرعة هاربة من وساوس الشيطان بعقلها.

أعطت زوجها الشاي ليشربه وهو ممدد على فراشه، دخلت سلمى الغرفه عليهم حامله بيدها طبق البسكويت وآخر به لحم بعجين وجلست أعلى الفراش بوسط والديها لتشرب وتأكل مستمتعة بدفء حبهم لها.

انقبض قلب أمها واغلقت عينيها بسرعة حين راودها ما شهدته بحلمها، تحركت لتغلق نافذة الغرفة، حدثها حسين باستغراب

"ما بكِ لماذا تغلقينه ، اتركيه ليهون عنا حر الطقس"

صدمته بقولها 

"زادت برودة الهواء. أشعر بقشعريرة  منه"

نظرت سلمى لامها باستغراب 

"برد وقشعريرة! كيف ونحن نتصبب عرق بجوارك"

ابتلعت فوزية ريقها المحتقن بضيقها 

"لا اعرف هذا ما حدث هل أصبت بالبرد يا ترى!، ولما لا من الممكن ايضا ان يكون ألم الرأس منه. حسنا سأدخل لأستحم بالماء الدافئ ليحسن مني وأعود لاتدفئ وانام"

حضرت ملابسها ودخلت للحمام مغلقة الباب عليها.

طال بقائها في الداخل حتى وجدتهم نائمين عند عودتها للغرفة.  مشطت شعرها ثم ارتدت سيدال الصلاة لتصلي ركعتين صعدت بعدهم على الفراش لتنام بجوارهم.

كان عليها أن توقظ أبنتها كي تذهب لغرفتها لتكمل نومها ولكنها لم تفعلها. ضمتها بحضنها مقبلة رأسها لتنام بعدها بسرعة إرهاق يومهم.

مرت عدة ساعات الليل الأولى بهدوء وسلام تنعمت سلمى بحضن والديها كعادتها، وقُرب أذان الفجر راود فوزية كابوسها من جديد لترى ابنتها *ساقطة *أرضا في منزل الجد الاكبر *والنيران *المشتعلة تحيطها كطوق كبير لا مفر منه، الجميع ينظر نحوها *بحزن *دون أن يُقدم على انقاذها، انقبض قلب أمها وهمت لتساعد قُرة عينيها دون أن تستطيع فقدميها ثابتة لا تتحرك، *صرخت *بزوجها البعيد عنها كي ينقذ وحيدتهم بدلا من وقوفه موقف المشاهد دون ان يسمعها. 

*صرخت*باسم ابنتها محاولة اخراج صوتها دون فائدة فلا صوت لها. زاد *لهيب *النيران *وأصبح يأكل بجدران المنزل حتى اقترب من ابنتها التي بح صوتها من شدة *صراخها *واستنجادها بعشيرتها دون عون أو نجده من أحد. 

اقتربت النار من سلمى *لتصرخ *الأم بكل قوتها 

"ما بكم! لماذا تقفون! أنقذوا ابنتي! انقذوا ابنتكم!" 

انتزع قلب الأم من رؤيتها لملابس ابنتها وهي تشتعل. *صرخت *بكل ما أوتيت من قوة محاولة اخراج صوتها منها.

انتفضت سلمى و حسين من نومهما ناطرين نحوها وهي تلهث بانفاسها.

امسك حسين بيده

 "بسم الله الرحمن الرحيم ما بكِ لماذا *تصرخين"

لا زالت تلهث وتشهق بانفاسها متأثرة بحلمها *المخيف.

احتضنت ابنتها وهي تقبل رأسها وتقرا عليها آيات قرآنية لحفظها.

قضت فوزية يومين من *الخوف *والقلق *ازداد ألم رأسها وراء كابوسها المخيف لتضطر لسماع نصيحة طارق نصار الشاب المجتهد بالصف الثالث طب بشري.

 وحينها اتضح انها تعاني من ضغط عالي أثر على القلب لعدم اكتشافه وعلاجه بوقت مبكر.

مضت الأيام بانشغالهم بمرض فوزية ومحاولة الاهتمام بصحتها وراحتها حتى انهت سلمى صفها الأول من دراستها بالثانوية التوجيهية.

ليأتيها ما كانت تنتظره طوال السنة حين تم الاتفاق بين أولاد العم على موعد خطبتها على ابو بكر، تورد وجه سلمى من سعادتها واخيرا سيتوج هذا الحب الذي كبر و ملأ قلبها الصغير بالاحلام السعيدة بخطوة رسمية، كان قد حدث ذلك لوجوب واهمية سفر أبو بكر لإدارة أعمال والده خارج البلاد كونه الأكبر لدى عائلته والاذكى في وسطهم كما لديه مهارة وحنكة كبيرة في إدارة الأعمال والخروج بجهة الرابح دومًا.

 اتفق الأهل على قراءة الفاتحة وعقد قرانهم قبل السفر ومن ثم يعود ليتزوج بها بعد ان تنهي صفها الثاني من التوجيهية.

*رفضت *فوزية ان تزوجها قبل ان تنهي التوجيهية ليصمت الأب أمام قوة وعناد وإصرار زوجته التي ساومته على قبول تأجيل الزفاف حتى تنتهي دراستها بالتوجيهية أو انها تنفصل عنه وتأخذها لتعود بها لسوريا بلدها الأم. 

صُدم*حسين مما قالته فوزية فهي ولأول مرة تقف امامة *وترفض*كلامه بهذه القوة كما انها اول مرة تطلب الانفصال عنه والعودة لبلدها منذ ان أعجب بجمالها الشامي.

فقبل ثمانية عشر عام رأى حسين فتاة جميلة الملامح شديدة البياض حمراء الشفاه حسناء الأنف عيونها واسعة خضراء يكسوها رموش شقراء طويلة يعلوها حاجبين سبحان من خلق وتفنن بخلقه، لم يستطع إخراج صورتها من عقله وكأنها سحرت له كما قالت عائلته، وقف امام الجميع ليتزوجها *رافضا *كل فتيات العشيرة ومن حولهم، ليحدث ما يريد بالاخير وأتت فوزية العروس الجميلة للعراق كي تعيش قصة حب و وفاء ولا بالاحلام.

كان دوما يدافع عن مشاعرها ومواقفها امام العشيرة وكانت هي تفعل ما يحلم به كي ترضيه باهله ونفسه، نجحت بخلق وسط سعيد هادئ في منزلها تمنى الجميع أن يصل له، حتى انها اتصفت بالساحرة من شدة غيرة النساء من حب زوجها وارضائه لها. ولكن ليس كل ما يُرى بالعين يُصدق فلا أحد يعلم كم تحملت وضحت وصمتت فوزية عن زيغ عيون زوجها بجانب ضغط اهل العشيرة لتزويجه من اخرى، كانت تجاهد للمحافظة على وسط عائلي هادئ لابنتها، تقنع نفسها ان جميع نزوات زوجها وقتية وأنه سيعود لفراشه بآخر اليوم لتفوز هي به. كان حسين تتقطع شباكه مع الفتيات الجميلات أثناء عمله باخد نوافذ بيع منتجات شركة والده للأقمشة والجلود يستمتع بالمحادثات الليلية واللقاءات المتكررة بمكان العمل حتى ينتهي بريق العلاقة السطحية بظهور نجم لامع جديد يفعل معه كما يفعل ما سبقه ليسلي قلبه وروحه. وبرغم امساك فوزية له أكثر من مرة إلا أنها لم تطلب الانفصال ولم تتخلى عن منزلها لأجل ابنتها وكلامه الجميل الذي من الغريب انه خارج من القلب فهو يحب زوجته حب كبير ولا يقبل لأحد ان يحزنها او يضغط عليها ولكنه يضعف امام الجنس الناعم الجميل يزيغ قلبه وعينه ثم يعود بسرعة لاحضان زوجته متمسك بها، لذلك كان قرار انفصالها عنه بهذه القوة صعب عليه تغافله وعدم أخذه بجدية كبيرة.

حزنت سلمى بموقف أمها وعدم السماح لها بالزواج ممن تحب كي تنتقل للعيش معه يستيقظون صباحا على اشعار الحب والرومانسية تحضر لها الفطور وتودعه بمحبة وتعود لتستقبله في المساء وهم يتسامرون ويضحكون وينامون على سمفونية انت حياتي فهذا فقط ما تعلمه عن الزواج بسنها الصغير.

لم تتعاطف فوزية مع ضيق ابنتها وحزنها من اعتراضها على الزواج السريع بعد عدة أشهر وجعل خطيبها يبتعد عنها، فما كان يكفيها عدم رؤيتها له إلا بالمناسبات وتجمعات العشيرة التي أصبحت بأزمنة متباعدة ليأتي سفره ويزيد بعده عنها..

اعترضت على الزواج ولكنها لم تستطع تأجيل موعد عقد القران قبل سفر أبو بكر لتطل قرة عين أمها بفستان أحمر وحجاب ابيض تزينت بهم في حفل خطبتها.

 اطرا عليها النساء وفتيات العائلة باعذب الكلمات معلقين على جمالها، كان قلبها يخفق بقوة تحمسها وقرب رؤيته لها وهي بهذه الحالة، ولكن لم يحدث ذلك تبعا لاعراف العشيرة.

تحدثت محاسن لفوزية

 "لقد زودوها على الاخير، ما كان سيحدث ان دخل ورأها بهذا الجمال والله اقسم انه سيطير عقله بها، عليه ان يرى عروسته انتهى عهد تخبئة العروس ليوم الزفاف بأي عصر نحن ألم يروا ويسمعوا ما يحدث بالجامعات، ألم تخرج وتتحدث مع المعلمين بالمدارس، كما أنه تم عقد قرانهم ماذا يريدون بعد الان ان سحبها بيده لمنزله لم يقف في وجهه احد"

تحدثت فوزية وهي لا زالت غير راضية على ما يحدث دون ان توضح بشكل صريح  قائلة

 "نعم معكِ حق ولكن علينا ان نخضع لاحكام العشيرة وعاداتها أليس كذلك يا محاسن"

فهمت محاسن ما يحمله حديث فوزية بباطنه لتجيب عليها بمكر 

"نعم ولكن لأقول لكِ من الجيد اننا لم ننفذ هذه الأحكام بالسابق لتبق عروستنا مدللة والديها وكي ينعم ابني برقتها ونعومتها انا حقا اهنئك على إخراجها بهذا النحو واعدك ان يكون أبو بكر سند وعون لعائلتك "

تركتها محاسن وذهبت لترحب بالأهل والأحباب، نظرت فوزية نحو فرحة ابنتها وجمالها المبهج بعيون تملأها الحزن والحسرة *والخوف *من المستقبل المجهول.

تمنت سلمى أن يخلو المكان من كل الضيوف إلا هو حتى تتمكن من التحدث معه و وداعه بشكل خاص يليق بما يحويه قلبها الصغير من مشاعر فياضة.

وقد حدث ذلك حين رتبت محاسن وبناتها الأمر وادخلوا أبو بكر الغرفة من جهة النافذة.

ضحك بفرحة حماسه قائلا لأمه "كيف سأرى ما لم اراه من قبل هل للقمر ان يصبح أجمل من يوم اكتماله"

ضحكت أمه من فرحتها قائلة ''نعم هي مكتملة الجمال ولكن عليك ان تنتظر لترى ما يفوق الكمال"

 تركته بقمة حماسه لتعود هي وبدور ليصطحبوا سلمى كي يدخلها الغرفة بحجة تعديل الحجاب واحمر الشفاة.

 تسارعت ضربات قلبها حين رأته يقف أمامها بعيون مزبهله من جمالها.

اخفضت عينيها خجلا منه، تحدثت عمتها لها "يكفيكِ خجلًا ارفعي عيناكِ لقد أصبح زوجك على كتاب الله وسنة رسوله"

اقترب ابو بكر بوجهه المبتسم "مبروك يا عروسة"

ضحكت بدور عليهما لتقترب محاسن ممسكة بأيديهم لتشبكها ببعضها ودموع الفرح تذرف من عينيها "فليكتب الله لكم سعادة الدارين، ليكن دربكم مفتوحا بالمسرات"

ارتجف قلب سلمى بخجلها من لمس يده وعيونه التي علقت على جمالها، من يرى ابو بكر يومها يقسم انه لم يخذل هذا الوجه الجميل مهما طال الزمن وتغير الحال.

تحدثت محاسن لابنتها بصوت مسموع

"وكأني أرى اخي حسين بيوم زفافه، كنا نقول سحر له حتى أصبح لا يرى سواها، وها أنا أعيدها اليوم وقلبي يدعو بهذا واكثر"

فرحت سلمى بحديث عمتها وفرحتها بها واحتضانها لها بشكل متتالي بهذه الليلة حتى زاد هذا من ضيق واختناق فوزية التي كانت ترى في تعلق ابنتها وفرحتها بعمتها قرب تحقيق كابوسها.

سافر أبو بكر بعد الخطبة بيومين متحمسًا لبدأ حياته الجديدة وسط تطلعات واحلام وامال كبيرة رسمها وعزم على تحقيقها دون أن يضع ابنة خاله بإحدى تلك الأحلام. 

لتبقى الذكريات والنظرات والهمس بالكلمات الساحرة ذكرى تراودها هي فقط باحلامها.

ورغم حزنه على ذهاب حلمه مبكرًا إلا أن طارق اهتم بالخالة فوزية بعد أن زادت حالة قلبها سوءًا ذهب معها للفحص وتابع تناولها للأدوية باهتمام كبير.

في هذه الاوانه كانت سلمى قد أهملت في دراستها كي تعتني وتهتم بأمها، حزن طارق وقرر ان يتحدث معها بأمر تراجع بمستواها التعليمي قائلا لها 

"عليكِ أن تتفوقي بأصعب أوقات حياتك لتثبتي لنفسك قوتك وثبات خطواتك على سلم النجاح"

جلست بضعفها على المقعد المجاور لباب المنزل وهي *تبكي *خوفًا *على امها، تأثر *ببكائها *وحزنها *فلا زال قلبه مفعم بحبها، حرك رأسه ناظرًا للمارة في الخارج ثم عاد لينظر لها وهو لا يستطيع مساعدتها فحقًا كان وضع الخالة فوزية لا ينبأ بالخير.

 اراد ان يعود لمنزله كي يُحد من نظرات المارة لهم وبنفس الوقت لم يستطع تركها وهي بهذه الحالة.

كرر حديثه لها عن الثقه في الله واهمية صبرها وإظهار التماسك والقوة امام والدتها كي لا تؤثر على نفسيتها، و وعدها أن يبحث عن طبيب اخر مختص بأمراض القلب كي يذهبوا إليه لعله يستطيع مساعدتها فالعلم تطور ولا يمكنهم الوقوف دون السماع لأكثر من طبيب.

وفي ظل هذه الأجواء المضاربة عاد أبو بكر للعراق متباهي بنجاح اعمالهم في الخارج، جاء إليهم ليرى زوجة خاله وعروسته التي لم يحالفه الحظ بالانفراد بها، اخبرها انه على عجلة من أمره لذلك سيعود لاوكرانيا يوم غد،حاولت فوزية أن تهون على ابنتها حزنها الذي خيم على وجهها وعيونها حتى وان جاهدت لتخبئته.

اهتمت بدراستها ومراجعة الدروس معها كما عاهدت طوال السنوات الماضية، تهربت سلمى من أمها كي لا تجهدها ولكن حب فوزية لابنتها *وخوفها *عليها كان قد امتلكها بشكل مرضي، تبكي وتدعو الله ان يحفظ ابنتها وان لا يضيع تعبها ومستقبلها، دعت لها ان تكمل دراستها كي تكون صاحبة قرارها وان تكون مثال و قدوة لأبنائها بالمستقبل. 

مر عدة شهور تفوقت سلمى من جديد ليس لشيء إلا لعزمها وإصرارها على اسعاد والدتها بدرجاتها المرتفعة ولذلك ولأول مرة كانت تجتهد وحدها ليلا والكل نيام تراجع دروسها وتحفظ ما عليها حفظه حتى فاجأت الجميع من جديد بخروجها الأولى على مدينة البصرة ودولة العراق بمجموع مئة بالمئة.

آثار مجموعها الرأي العام حتى تم فتح أوراقها داخل لجنة خاصة تابعة لوزارة التعليم بحضور كاميرات الصحافة لتوثيق كيفية حصولها على الدرجة وهل تستحقها حقا ام تهاون مصححين.

انبهر الجميع بالاجابات النموذجية المطابقة لكتاب الوزراة  ليتم توافد البرامج التلفزيونية للاتفاق معها على خروجها معهم بث مباشر لتحكي للناس اجمع تجربتها في المذاكرة والحفظ وكيفية التحضير للامتحانات.

فرحت فوزية وتحسنت حالة قلبها نسبيا وهذا ما اسعد سلمى وجعلها تنتوي على دخول جامعة الطب كي تفرح أمها وتستمر بمعالجتها نفسيا كي تصح بدنيًا

عاد أبو بكر من سفره لتاخذه أمه وتذهب لمنزل أخيها حسين كي تبارك لعروستها وهي تحمل بيدها الهداية الكثيرة.

جلست فوزية جانبًا تراقب فرحة محاسن وبناتها بنجاح ابنتها. تباهت بدور بعروسة أخيها قائلة "انتما لائقان  على بعضكما البعض هو نجح وتفوق باخر صفقة أجراها قبل عودته، وانتِ تفوقتي بدراستك يا ترى كيف سيكون الابناء"

فرحت محاسن وتحدثت بقلبها "سيكونون الأوائل على الجمهورية ''

حزنت أمها حين رأت فرحة ابنتها بخطيبها تذكرت حلمها الذي لا زال يراودها وكأن زواجها من أبو بكر هو *النار *التي ستدخل وتلقى بها دون منقذ وهذا ما جعلها تتألم دون ان تصدر صوت يعكر صفاء ابنتها ويذهب الفرحه من عيونها.

فكرت محاسن بكيفية افراغ المجلس من الجميع لأجل أن تتيح الفرصة لابنها وعروسته بالتحدث أملا في تقربهم وانسجامهم وتألفهم مع بعضهم.

وقفت قائلة لزوجة أخيها

 "تعالي معي كي اريكِ المفروشات التي اشتريتها للعروس"

تحدثت فوزية قائلة 

"حسنا لندخل غرفة سلمى ونرى ما غلبتي نفسك بشراءه"

تحركت بدور ونادين ليحملوا الحقائب ويدخلوها الغرفة، همت سلمى كي تساعدهم لولا أن غمزتها عمتها وحثتها على البقاء بمكانها.

تحدث أبو بكر قائلا لها

"الم أقل لكِ من قبل ان عروستي كالاميرات لا تقوم بعمل غيرها من الفتيات"

جلست فوزية على فراش ابنتها بعد ان ساندتها محاسن بسيرها.

نظرت حولها باحثة عن ابنتها فلم تجدها تحدثت لبدور "ابنتي نادي على سلمى كي تأتي هي ايضا معنا"

اسرعت محاسن بردها

"اتركيها لتتحدث مع عريسها ولو دقائق قليلة"

وافقت فوزية على ترك ابنتها لتسعد مع خطيبها . لتبدأ محاسن بفتح الهدايا قائلة بفرح "هذه لأجل ليلة الدخلة، وهذا المفرش لأجل سفرة الطعام، انظري لهؤلاء اعجبوني واردت تزيين حوائط المطبخ بها.

تحدثت سلمى مجيبة على خطيبها 

"وماذا عن أمي والباقية"

اجابها ليصدمها بقوله 

"هل كان علي أن نهتم بأمرهم وانا افكر بزوجتي"

جاءت لتنفي ما فهمه لولا استكماله لحديثه 

قائلا 

"دعكِ منهم واخبريني كيف تسير أمورك يا أميرة عشيرتنا بالعلم"

تحدثت بحماس وعفوية برائتها وطفولتها

"جيدة أنوي أن التحق بمعهد الفنون الجميلة او معهد الهندسة الفني"

تفاجئ بحلمها مبتسمًا بسخريته  

"أبهذا القدر فقط!، لقد توقعت ان يكون طموحك اكثر من ذلك وخاصة اننا احتفلنا بتخرجك من المرحلة المتوسطة بنتيجة عظيمة شهد عليها جميع من بالبلد، كما انكِ عدتي وابهرتي الجميع هذا العام ألم تخرجي الأولى على محافظتنا و دولتنا بنجاح ساحق؟"

صمتت بخجل وهي لا تستطيع ان تبوح له انه السبب الرئيسي خلف حلمها الصغير ورغبتها ان يتوافقا علميًا كما هم متوافقون اجتماعيًا لتحقق المعادلة العادلة التي تحدث عنها استاذها على هامش دروس الفلسفة وعلم الإجتماع.

صمتت أمام أحاديثه عن اهمية التعليم والطموح بالنجاح حتى وصل لمغامرات عمله بأوكرانيا. كل ذلك وهو يستمتع بالنظر لوجهها الجميل وصوتها الخجول وضحكتها الرقيقة، استأذن منها لدقائق خرج خلالهم من المنزل متوجه لسيارته ثم عاد بعدها ليعطيها تِذكار فضي مكتوب عليه لا إله إلا الله كان يصلح أن تضعه بسلسلة تزين به رقبتها او مديلة تعلق بها المفاتيح الخاصة بها.


خجلت منه *رافضه *اخذها بأول الامر، تلفت حوله كي يتأكد من عدم رؤية أحد لهما مقتربًا منها قليلًا ليقول بعين غامزه

"لتبقى معك كي تحميكِ بغيابي"


 أخرج من جيب البنطلون القسم الثاني للتذكار الفضي مكتوب عليه محمد رسول الله متحدث لها
"انظري وانا ايضا معي القسم الثاني ليحميني"

اخذتها منه دون ان ترفع نظرها بعينيه الثابته عليها، تجرأ وطلب رقم هاتفها حين وجدها هينه لينة ممتعة تُأنس وحدته بسفره، صدمته *برفض*امها لتواصلهم بالهاتف

أومأ برأسه قائلا
"اعلم جيدا انه لا يصح فعل ذلك. كنت أمازحك فقط من يسمع عن عاداتنا يعتقد اننا رجعيين متخلفين عن الحداثة ولكننا نحافظ على كنزنا الثمين، لقد رأيت بغربتي الكثير من الفتيات الجميلات جميعهم لا يمكن أن نأتمنهم على أولادنا واسمنا لذلك سيظلوا فتيات العشيرة المميزون دائما".

خجلت سلمى امام مدحه ونظراته وصوته المعسول ليذهب عقلها وقلبها، وصل حسين بجانب شريكه حسن تجمعوا بالصالون وهم سعيدون بالمقابلة التلفزيونية التي من المقرر عقدها غدا بإحدى أكبر البرامج التلفزيونية على الساحة. 

تحدث والد سلمى 
"رغم ان *عصبية *وغضب *المذيعة يزعجني إلا أنها مميزة بعملها واثارتها للقضايا الحساسة ببلدنا"

رد حسن على شريكه
"والأكثر من ذلك أنني سمعت عن فوزها بأعلى نسبة مشاهدات ومتابعات بالعراق"

فكر حسن قليلا متحدث بعدها
"جاءتني فكرة رائعة " 

نظر لابنة
"ما رأيك في الذهاب مع عروستك وحضور المقابلة كداعم قوي لها، ظهور اسمك على الشاشات كونك مدير عام لشركات الحسن والحسين للتجارة مكسب كبير لعملنا "

رد حسين معقب على ما سمعه 
"نعم ويمكنك التحدث عن أعمالنا بشكل غير مباشر ليكون ترويج كبير غير مدفوع الثمن"
أعجبوا بالفكرة وذهب أبو بكر بالفعل مع عروسته وهم بكامل أناقتهم.

جلس حسين وزوجته بالسيارة في الأسفل ينتظرون نزولهم، بينما جلست محاسن وبناتها أمام التلفزيون ينتظرون ظهورهم هم وجميع من اتصلوا بهم من احبابهم وعائلاتهم ليتابعوا المقابلة.

بدأت المذيعة الحديث مرحبة بفخر العراق، ثم نظرت لأبو بكر بوجه مبتسم قائلة 
"من المؤكد أنكم سعداء بالمفاجأة"

تحدث بفرح "نعم جميعنا فرحون بتفوقها وتميزها ولكننا لم نتفاجئ فهذا ما عهدناه عليها"

نظرت المذيعة لسلمى متسائلة
"كيف فعلتيها بحجمك الصغير هذا"

ضحكا بشكل جميل لتتحدث المذيعة بجدية "لم أقل لكِ كيف حصلتي على مجموعك، ولكني سأسألك كيف حفظتي الكتب بهذه الدقة التي أذهلتنا جميعا"

ابتسمت سلمى قائلة بصوتها الصغير
"كنت أكرر قراءة الدروس مرتين او ثلاث مرات على الأكثر كما كنت اكتبها بدفتري كي لا أنساها"

ردت المذيعة باستغراب
"وهل قراءة الدروس مرتين ثلاثه تمكن الشخص من حفظ المناهج بهذه الدقه"

اجابها ابو بكر بضحك
"من المؤكد أن الخالة فوزية تكبر وتقرء المعوذات بل والقرآن كله الان"

ضحكت المذيعة قائلة
"ماشاء الله فليزيدها الله من كرمه "

تحدثت سلمى
 "أمي من ساعدتني واوصلتني لهذا النجاح هي من كانت تحثني دوما على الاجتهاد والتفوق بالدراسة"

أكد ابو بكر على حديث عروسته
"نعم ان كان هناك من يستحق التكريم فسيكون الخالة فوزية"

اعتذرت منهم متسائلة عن صلة قرابتهم 
"الستم أخوه ؟".

ردت سلمى:
"لا أنا وحيدة والدي"

شاركها الإجابة بقوله 
"ليست اختي بل عروستي"

انصدمت المذيعة وتغيرت ملامح وجهها وهي تنظر للأوراق أمامها 
"سبع عشر عاما أليس كذلك"

ابتسمت سلمى بتلقائية
 "لا بل ستة عشر عامًا أمامي ثلاث شهور على انهائهم كوني دخلت المدرسة مبكرا "

أشارت نحو ابو بكر بصدمتها التي ملأت وجهها
 "هل انتما مرتبطان؟"

رد ابو بكر بفخر
 "عقدنا القرآن وسنتزوج بالصيف القادم"

لم يتوقع حديث المذيعة مع سلمى
"كيف تسمحين لهم بتقييد مستقبلك بارتباطك بهذا العمر الصغير"

تدخل ابو بكر ليجيب قبل عروسته
"لم يقيد أحد مستقبلها بدليل انها تفوقت ونجحت بظل ارتباطنا، لقد عقدنا القرآن بالسنة الماضية وها نحن نحصد ثمار نجاح دعمنا لبعضنا البعض"

تحدثت المذيعة للكاميرا 
"مؤسف على وصولنا لهذه النقطة ولكن سامحوني لا يمكنني ان اكون شاهدة على تحطيم مستقبل فتياتنا دون صوت، متى ستتخلص العراق الحبيبة من هذه العادات والأعراف الرجعية متى سيتخلون عن زواج القاصرات بحجج واهية لا اصل لها"

تقدم ابو بكر على مقعدة قائلا
"اعتقد ان الحديث اتخذ مسار مختلف عن ما اتينا لأجله لذلك أنا مضطر لأنهاء المقابلة"

نظرت المذيعة لسلمى 
"وانتِ أين موقعك وموقفك من قرارك في حين وجوب تكريمك والاشادة بكِ يتوقف ذلك الرجل ويمنعك عن حقك بهذا"

تحدثت بقوة 
"انتِ المخطئة انظري كيف تتحدثين معنا وكأننا مذنبين"

ردت المذيعة 
"أنتِ لا تفهمين شيء تسعدين بحياة جديدة كبيرة عليكِ، يعطون لنفسهم الحق برسم حياة ابنائهم لسنوات ولربما طوال حياتهم فقط لأنهم أكبر منهم عمرا"
اسرع ابو بكر بامساك يد سلمى كي يخرجا من الاستديو ممتنعين عن الإجابة.

نظرت المذيعة للكاميرات قائلة
"قد يخبرني البعض بأنني أبالغ بردة فعلي وأن الأمر عادة قديمة ولم تعد شائعة لكن الإحصائيات للأسف تخبرنا عكس ذلك انظروا لصغر حجمها أليس مؤسف عليها"

خرج ابو بكر عن صمته وبدأ يسب ويركل ديكورات الاستديو بقدمه حتى انه اقترب من احدى الكاميرات لكسرها.

تحدثت المذيعة لتشهد عروسته قبل الجميع عليه "انظروا لأسلوب حله للمشاكل. ماذا تنتظرون من فتاة بهذا العمر بعد زواجها منه، هل ستقف وتعارضة او تطلب منه تكملة تعليمها، كيف ستستطيع اقناعه بما تتمناه وترضاه، نحن أمام *كارثة *بكل المقاييس *قتل *وقهر*الفتيات وهم بعمر الزهور "

تحدثت سلمى بقوة "لا دخل لك بي نحن من قررنا الارتباط"

نظرت المذيعة مرة أخرى 
"وكيف تقول عكس ذلك وهي غارقة بفرحة البدايات والأحلام الوردية ولكنها صغيرة بالقدر الذي يحتم على عقلاء بلدنا بوضع قوانين حازمة للحد من ظاهرة زواج القاصرات لأجل نهضة بلدنا "

تنحت بسرعة كي تتفادى المزهرية التي القها ابو بكر بها، *صارخة*من جديدة مطالبة الجهات المختصة بالتدخل والحد من *ظلم *الفتيات القاصرات مشيرة لإمكانية تعرض هذه الفتاة الصغيرة ذات المستقبل المشرق *للضرب *والإهانة *والحرمان *من إكمال دراستها بحجة ورقة مكتوب اعلاها عقد تملك اقصد زواج"

وهنا فقد ابو بكر سيطرته على نفسه وبدأ *بضرب *رجال الأمن والقائمين على اعداد البرنامج، انقطع البث بكسر أبو بكر الكاميرات.

تم منع الأهل من دخول مبنى الإذاعة والتلفزيون كما تم استدعاء الشرطة للتحقيق في الواقعة، ليخرج أبو بكر بكفالة كبيرة بجانب توقف المذيعة عن العمل لمدة شهر.
اشتهرت الحادثة و تداولت على صفحات التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزيون بين مؤيد ومعارض.

تم فتح قضية *محاربة *زواج القاصرات من قبل عدة محامين وحقوقيين.
*حزنت *فوزية مما حدث لابنتها، أعطت المذيعة الحق دون أن تبوح بذلك، بكت طوال ليلتها *حزنا *على ابنتها ومصيرها مع رجل استخدم لغة *الضرب *والعنف*لإيصال وجهة نظره للغير. 

سافر أبو بكر بعد الحادثة بيوم واحد دون الرد على سلمى التي كانت تتصل به لأول مرة وكأنها هي من *أذنب *بحقه.

استيقظت فوزية من نومها منتظرة خروج زوجها من الحمام كي تطلب منه ان يتدخل ويرى حل بأمر ابنتها.

تحدث حسين على مضدد:
 "لا اريد التحدث بهذا الامر. لنغلق افواهنا حتى تمر عدة أيام نستطيع تدارك ما حدث والتعليق عليه".

ردت عليه بدموعها
"أنا لا أريد هذه الزيجة لم اعطي ابنتي لهم لن اظلمها معه، لا زالت صغيرة لا زال امامها المستقبل كبير، حسين انت تعلم انها مختلفة عن بنات عائلتك هي ذات قلب ابيض لا يعرف *السوء *ولا يحمل *الضغينة*لاحد هادئة وخجولة لا تكثر بالأحاديث ولا تعرف كيفية الرد عليها يلعبون بها الكرة وأنا في منتصفهم ماذا إن أصبحت وحدها بينهم ".

*رفض حسين قائلا لزوجته:
"ارفعي هذه الأوهام من عقلك حتى بحلمك لن ينفصلا أصبحت زوجته ان طرق الباب غدا ليأخذها لم امانعه"
وتحرك ليرتدي ملابسه ويخرج من المنزل بغضب كبير.

انتفضت فوزية من صوت إغلاقه للباب خلفه، وضعت يدها على قلبها تحاول أخذ أنفاسها بصعوبة كبيرة.

تسندت على الجدران حتى وصلت لباب غرفة ابنتها فتحته لتنادي عليها دون أن تستمع لها.

اقتربت أكثر بصعوبة كبيرة حتى جلست بجانبها على الفراش ممسكة بقلبها محاولة التقاط أنفاسها بصعوبة كبيرة
احمر وجهها وزاد قلبها *سوءا *لتسقط *فوزية ارضًا.

*سقط *كوب الماء من أعلى منظم الإدراج ليصدر صوت قوي متزامن مع *ارتطام *فوزية بالأرض.

فزت سلمى من نومها منصدمة بحالة أمها أرضا، لم يمر ساعات على احتجاز فوزية بغرفة العناية المركزة حتى وصل للعشيرة خبر وفاة أبو بكر بحادث سير لم يستطع الأطباء إسعافه وإنقاذه بعده. 





google-playkhamsatmostaqltradent