recent
جديدنا

#عروس_بغداد الفصل السادس والعشرون

عروس بغداد

بقلم الكاتبة أمل محمد الكاشف



 هل الدعاء يغير القدر؟

#دعاء

هرع الأطباء لمساعدتهما واصطحابهما على مقاعد متحركة لقسم تصوير العظام ، ليتبين بعد الفحص إصابة ركبة سلمى اليمنى بكدمات يجب سرعة معالجتها كي لا يتحول الى إلتهاب ، بجانب تمزق بسيط في مفصل كاحل القدم اليمنى توجب على أثره استخدام قدم طبية بديلة لخيار التجبير نظرًا لظروف عملها ورفضها للتجبير .


لم يختلف الأمر لدى دكتور تيّم الذي شُخصت حالته بالتهاب عارض في أوتار الكتف ليشير الطبيب بحسن قدره فلولا لطف الله وممارسته للرياضة بشكل عام ورياضة التسلق والقفز من المرتفعات بشكل خاص ما كان استطاع الخروج من هذه الحادثة بهذا القدر البسيط


رد تيّم متعجبًا

" اتعجب مما أصابني ، كما اخبرتك انا معتاد على القفز من المرتفعات والتمسك ببروز الجبال وانا اتسلقها فلما كل هذا الألم ؟"


سأله دكتور سامر

"متى اخر مرة مارست هوايتك الرياضية "


صمت تيّم لثواني أجاب بعدهم 

"قبل أربع سنوات تقريبا كنت برحلة مع صديقي التركي دكتور زبير بقسم الاجهزة الطبية لو سمعت عنه ، سقطت يومها وانا اتسلق جبل ثلجي كبير لم اصاب بأي كسور أو كدمات كان هناك بعض الألم بسبب البرد القارص حينذاك وذهب بعد عدة أيام"


رد دكتور سامر

 " سمعت عن دكتور زبير وعن حديثه باللغة الفصحى "


وجهت سلمى حديثها لتيّم

" وانا ايضا حدثتني هند عن حديثه الذي يخالط التركي بالفصحى ببعض الاوقات ، بالأصل أنتما جدد في مشفانا تعملان معنا منذ شهرين على الأكثر لذلك لم يحدث أي تواصل من قبل "


ابتسم تيّم بوجهه البشوش 

"نعم  تم قبولنا بآخر مسابقات التوظيف للأمير سلطان. رشحت ملف صديقي وانا لم أتوقع قبوله وقد حدث وبدأنا بالعمل في المشفى منذ هذا الوقت"


رد دكتور سامر 

" أتعجب كيف لم تفكر في الفحص الطبي بعد سقوطك ، أم أنك ذهبت ولم يخبروك بشيء"


_" كان في المكان طبيب مختص بالفحص السريع لأصحاب الحوادث الطارئة ولكنه لم يخبرني بشيء "


 ردت سلمى 

"هؤلاء ليسوا مختصين كما أنهم يخشون الإساءة لسمعة المكان لذلك يشخصون الجميع على أنهم جيدون"


تدخل سامر بالحديث

"اعتقد ان وضعك الصحي يتعلق بآثار سابقة ظهرت بشكل أكبر بعد الحادث ، أو من الممكن ان يكون وضعك المائل وتحملك وزن كبير على يد واحدة بشكل مفاجئ عرضك لذلك ،فحتى وان كان جسمك رياضي وتمارس أكثر من نشاط رياضي فإن عنصر المفاجئة جدير بان يلحق بك اكثر مما انت به "


رد تيّم برضا 

"الحمدلله الذي اكرمنا بإنقاذها، ونحن راضون بما سيأتي بعد ذلك"


ابتسم سامر لسلمى قائلا

" نعم الحمدلله من الجميل رؤيتنا لكِ مجددًا ، لا احد يعلم ما كان سيصيبنا لو لم يتدخل دكتور تيّم"


ساد الرضا والراحة النفسية تعابير وجوههم الحامدة الشاكرة لله على لطفه في أقداره.


صرف  الطبيب لتيّم حزام مطاطي خاص بالأكتاف وهو يشدد على ارتدائه بشكل مستمر ما لا يقل عن ثلاث شهور، كما تم صرف علاج موضعي وآخر عن طريق الفم لكلاهما.


طلب منهما أن يلزما الفراش لمدة ثلاث أيام دون حركة ابتسمت سلمى مجيبه 

"وهل سيتركني مديرك ثلاث ايام كاملين؟"


ضحك الطبيب سامر

 "لا هروب من الراحة سأكتب لكم إذنً بذلك. رغم أنني أعلم سهولة حصولكم عليه بعد ما شاهدناه بالأمس "


تحدث تيّم بمزاح باطنه قلق

 "لم تستطع اراحة نفسها دون الاطمئنان على مرضاها"


نظرت سلمى نحوه باستغراب ليبدأ هو تبريره 

"هكذا هم ملائكة الرحمة يحرمون أنفسهم من الراحة لأجل تقديمها لغيرهم، هذا ما تعلمناه واقسمنا عليه"


حدثهم الطبيب سامر بجدية 

"ان اردتم التعافي بأقرب وقت عليكم أن تعطوا أنفسكم قسط من الراحة" 


ونظر لسلمى مكملًا 

"نعتبرها استراحة *المحارب *كي يستجمع قواه ويعود لأرض الميدان *ليحارب *من أجل شفاء وراحة المرضى بكل قوة "


……….


دخلت رشيدة غرفة الصالون على خليل لتجده يتحدث بصوت قوي

 "بشرك الله بكل خير سمعنا من الأخبار واردنا ان نتأكد منكم، اعان الله مجاهدينا و غفر لشهدائنا والله لأني أرى الخير يعم على بلدنا من الان ، فلينسحبوا ويغربوا عن سمانا"


جلست على المقعد وهي تنظر للأخبار على شاشة القناة الإخبارية قائلة داخلها

"سترك يارب اللهم انصرهم وثبت أقدامهم"


انهى خليل اتصاله وهو يتعمد عدم النظر لزوجته ، تحرك ليخرج لتناديه متحدثة

"إلى أين ستذهب أتيت لأجلس معك"


لم يجيبها مكملًا طريقه نحو غرفة امه ليُفرح قلبها بقرب انتصار وتحرير تراب الوطن من *العدو *الغاشم ، أخفض صوته وهو يخبرها عن رغبته بالعودة والعيش وسط الأهل والعشيرة من جديد.


 …..


دخل دكتور طارق المشفى بمنتصف اليوم وهو يسرع بخطواته كي يلحق بالمصعد قبل ان تغلق أبوابه، صعد للطابق الثالث متجه لغرفة مكتب سلمى بخوف كبير. 


لم يجدها اتصل بها مجددًا متسمعًا لصوت هاتفها بالداخل وحده، تحدث طبيب متربص قائلًا

"رأيتها اخر مرة وهي بطريقها لقسم العناية المركزة " 


غضب طارق قائلا "العناية المركزة! وهل هذا وقته!"


ترك الطبيب وتوجه لقسم العناية بنفس السرعة والقلق محدثها بنفسه

"كيف تلقي بنفسك في  الخطر وكأنك.. وكأنك اردتي  الموت. استغفر الله العظيم ".


وجدها على المقعد المتحرك وبجانبها زميلتهم هند أسرع نحوها مقتربًا *بخوف*وقلق

"واخيرا وجدناكِ اين انتِ؟ كيف حالك الان؟"


 تفقدها بعينيه وهو يكمل 

"كيف أصبحتي هل تتألمين؟"


 أجابت دكتورة هند

"أمرها دكتور سامر بالتزام الفراش لمدة ثلاث أيام على الأقل وها هي تفعل ما أُمرت به حرفيًا"


ابتسمت سلمى 

"يا مرحبًا بالعريس الف مبروك يا طارق" 


ضحكت هند موجهة حديثها له

"كان الحفل جميل جدا اسعد الله ايامكم"


أبدى طارق اسفه لعدم معرفته خبر سقوطها إلا قبل وقت قصير عبر صفحة أحد الأصدقاء المشتركين.


علقت عيون سلمى على تيّم وهو يخرج من غرفة أمه حاملًا الحزن والهم على كتفيه اقترب منهم جالسًا بالجوار وهو صامت .


نظر طارق نحو ما تنظر إليه سلمى بآخر الممر ثم عاد لينظر لها متحدثًا 

"هو من يتحدثون عنه أليس كذلك ؟"


خفضت هند صوتها "نعم هو"


تحدثت سلمى بصوت يشفق على حالة تيّم

"ما بك ستجعلني اندم على السماح لك برؤيتها، لا تحزن انهم بخير ثق بي"


وقف تيّم وهو يحمل حزنه على كاهله المريض قائلا 

" وهل لنا ألا نثق بحضرتك يا دكتورة "


مد طارق يده ليصافح تيّم 

"شكرا لك على انقاذها سيظل هذا دين برقبتي إلى يوم الدين. ان اردت أي شيء يكفي ان تأتي لطلبه وانا انفذه دون جدال انت لا تعلم ما فعلته بنا لقد أعدت لنا الحياة"


أومأ تيّم برأسه

 "انا لم افعل شيء جعلني الله سببًا في تنفيذ قدره ومشيئته بإنقاذها"


تنهد بحزن ليمكل حديثه

 "استأذن منكم عليّ ان أباشر عملي"


صمت الجميع وهم يراقبون سيره البطيء بحمل روحه الثقيلة ، تحدث طارق وهو ينظر لدخوله المصعد 

"هو أيضا من انقذك بحادثة فقدانك لوعيك أليس كذلك؟"


 أجابت هند على الفور 

"نعم هو بعينه كما تبين أنه من أنقذها بحادثة الدرج. هل تصدق ذلك! "


ضحكت هند بقولها

 "وكأنه أصبح الحارس الخاص بها،  ما رايكم بان نسميه الملاك الحارس"


سأل طارق عن تخصصه الطبي دون أن يعطي اهتمام لحديث هند، لتجيب سلمى 

"دكتور صيدلي يعمل بالمخازن الطبية ، كما فهمت انه المسؤول عن استلام المستلزمات الطبية والأدوية واكتمال توزيعها على الأقسام بما يلزم كل منهم "


 تحرك طارق بمكانه خطوتين قائلا بعدهم

 "هيا لأوصلك للمنزل كي ترتاحي به"


رفضت سلمى العودة لمنزلها متحججة بأنها ستجد من يساعدها بالمشفى عن بقائها هناك وحدها، دار بينهما نقاش قوي حول ضرورة عودتها لمنزلها او الذهاب معه لمنزله كي ترعاها زوجته.


رفضت رفض تام مُصرة على عودته لعروسته في الحال 

"لا تترك رانيا وحدها، وأيضا سيكون عيبًا بحقي ان قبلت ما تقوله هيا اذهب بسرعة لها وأبلغها مني أسمى التبريكات والتهاني حتى اراها"


 لم يعارضها باخر مرة وتحرك ليذهب لمنزله رغم رغبته الكبيرة بالبقاء بجانبها ورعايتها ولكنه أقسم على الولاء لزوجته وبناء وسط عائلي لنفسه مليء بالدفء المودة والرحمة.


تركها على مضض عائدا من حيث أتى ، تحدثت هند وهي تنظر لابتعاده 

"سبحان الله لولا الحرام كنت اخبرته امس بما حدث لكِ قبل ان يعقد قرانه"


ردت سلمى بوجهها المبتسم 

"انسيتِ أمر تأخري على موعد عقد القران ، كنت اتجهز للحفل وبعدها حدث ما حدث"


_"اعلم ان الحادث وقع بعد زواجه ولكني قصدت أمر طلاقك من خليل، أصبحت حره الان الرجل انتظرك لسنوات وسنوات على أمل أن يحظى بكِ وعندما قرر بناء حياة جديدة له تحقق حلمه "


حذرتها سلمى بقوة وحزم

"إياكِ يا هند، إياك ان يعلم احد بأمر طلاقي"


قاطعتها هند بضيق

 "حسنا لم أتحدث مع أحد بالأصل أنت كتاب مغلق امام الجميع لا يعلم بأمر عائلتك او زواجك إلا القليلون، كما أن عروسته صديقتنا وحبيبتنا ولا احد منا يتمنى لها السوء، ليسعدا بحياتهم الجديدة"


امسكت هند المقعد وبدأت تحركه جهة غرفة سلمى وهي توصيها بضرورة الراحة، كانت تريد  ان تذهب الى باقي المرضى المسؤولين منها ولكن التعب كان الغالب هذه المرة فقلبها يحترق حزنًا دون صوت أو اعتراض منها.


ساعدتها هند بالنوم على الأريكة وذهبت لترى مهامها. وهي تقول لها

"لا اريد توصيتك… يكفي ان أرى رقمك على هاتفي لاتي مسرعة لكِ"


شكرتها سلمى مغمضة عينيها بحزن كبير هاربة لذكرياتها الجميلة مع والدتها الحنونة التي كانت تخاف عليها من نسمات الهواء العابر أمامها.


فرغ الوسط حولها ليؤكد حقيقة وحدتها بهذه الحياة ، عاد تيّم لغرفة مكتبها بعد ساعتين على الأكثر، طرق الباب عدة مرات دون أن يجيبه أحد، فتح الباب بحذر ليجدها نائمة كما توقع، دخل بهدوء مغلق الباب خلفه في محاولة منه أن يوقظها على صوته، كرر فتح وغلق الباب عدة مرات توقف بعدها حين أشفق على حالتها المتعبة.


قرر أن ينتظر استيقاظها دار بعينيه حوله بفضول في اكتشاف هذه الشخصية المختلطة، اقترب من مكتبها باحثا عن صور عائلية فلم يجد، نظر للحائط بانبهار كبير من كم الشهادات الحاصلة عليها.


استدار برأسه كي ينظر لوجهها متعجب من ملامح البكاء والحزن المرسوم عليه، تنهد بضيق حين تذكر بكائها أثناء نومها ومناداتها لأبيها كي لا يتركها، تأثر أكثر عندما تذكر قولها "تركني أبي وعشيرتي دون الدفاع عني"


تحرك ليجلس على المقعد المجاور لها ولكنه لا زال متعب يتألم من ضلوعه وظهره بشكل كبير، غير مساره ليصعد على الفراش الطبي كي ينام عليه مجددا بعد أن احكم وضع الساتر الطبي حتى أخفى تواجده وراءه وهو يقول لنفسه

"هكذا هي الحياة لا تعطي لأحد أكثر مما تأخذه منه"


مرت ثلاث ساعات استيقظ تيّم على صوت سلمى وهي تحدث مساعدتها تحرك ليجلس على الفراش واضعًا يده على  فمه كي يصدر صوت يعلمهم به عن وجوده بالغرفة.


اقتربت المساعدة وفتحت الساتر الطبي ، ليعتذر هو فور رؤيته لهم.


تحدثت سلمى 

"هذا يعني انه توجب علينا توفير غرفة أخرى خاصة بك"


تحرك ليجلس على المقعد المجاور للأريكة وهو يعيد تكرار الاعتذار

"حقا لا اعرف ما عليّ قوله ولكني متعب بشكل لم أصادفه من قبل ، أردت أن انتظرك حتى اطمئن على امي واختي عند استيقاظك لأجد نفسي أنساق للاسترخاء على الفراش رغم عني لا اكذب عليكِ الألم لا يحتمل ، افكر ان اذهب لطبيب اخر كي يعيد فحصي''


نفت حاجته لذلك 

"لقد رأيت الأشعة بنفسي ثق بي انت بخير تحتاج للراحة وتناول الدواء بشكل منتظم"


اخذت شطيرة الجبن من جانبها لتمدها نحوه وهي تقول

"هيا تناولها كي تأخذ دواءك بعده"


اجابها بعيون مغلقة

"لم اشتريه بعد. سأنزل للأسفل كي اشرب الشاي واحضر الدواء ولكن قبل كل ذلك اريد عن اطمئن على عائلتي ان كانوا بخير حقا فلماذا لم ينتقلوا لغرف أخرى أستطيع رؤيتهم بها كلما أردت وأيضا تسنيم انا لم ارها منذ الأمس"


نظرت سلمى إلى نجاة قائلة

"من بعد اذنك هل يمكنك طلب الشاي لنا"


ابتسمت نجاة

 "على الرحب والسعة حتى أني سأذهب بنفسي كي احضره و اتي به إليكم "


وقبل خروجها نظرت نجاة لدكتور تيّم قائلة

"شكرا لك على إنقاذ دكتورة سلمى انت لا تعرف مدى محبتنا لها. جميعنا مُدانين لك بسلامتها فلتطلب ما شئت حتى يمكنني ادخالك لغرفة اختك تسنيم "


ضحكت سلمى وهي ترد عليها 

"افعليها لتري ردة فعلي الغير متوقعة"


تحركت نجاة لتخرج بسرعة وهي تقول

 "كنت اقولها من باب رد المعروف لا أكثر. من الواضح أنني تحمست"


اومات سلمى برأسها

 "نعم أرى ذلك بوضوح"


هربت نجاة من الغرفة ليبتسم وجه تيّم وهو ينظر لوجهها المبتسم

"هل خافت منكِ وانتِ تضحكين؟"


ازداد وجهها ضحكا ليزداد هو تأملا بجمالها الرباني مكمل حديثه بنبرة تعمقه بها 

"يعجز الإنسان عن تفسير شخصيتك. هل عصبية جادة قوية. أم مرحة هادئة بقلب رحيم!"


ردت عليه بوجه خالي من كل ذلك

"هل تريد التحدث مع أختك و أمك ؟"


_"هل استردت أمي وعيها"


نظرت سلمى للساعة مبتلعة الطعام بفمها 

"أمامنا ساعة  حتى يحدث ما قلته. بهذا الوقت تكون قد تناولت شطيرة الجبن الخاصة بك" وأشارت نحو كيس بلاستكي مكملة 

"ثم تأخذ من الدواء الخاص بك"


سألها بتعجب 

"هل اشتريتي دوائي ايضا"


_"من الواضح انك تحب الكلام الكثير"


ابتسم وهو ينظر للشطيرة 

"لا بل من الواضح إنك لا تحبينها إلا بطعم الجبن ما هذا وكأننا مرضى "


رفعت حاجبها الأيسر بوجهها المبتسم

"هل لديك اعتراض! ام انك لا تريد رؤية…"


اسرع بتناول الشطيرة قبل أن تكمل حديثها 

"حسنًا سيدي الضابط سأفعل ما تأمر "


نجح تيّم بأضحاك قلبها المتألم بوحدته دون أن يجتهد بذلك فكانت تعابير وجهه البشوش وصوت مزاحه يكفي بهذا. 


سألته عن أمر الحادث وما دار بينه وبين الشرطة ليحكي لها ما جرى دون تحفظ وكأنه يعرفها منذ زمن حتى وصل لقوله 

" لم تقبل الشرطة معاقبته أو مسايرتي فيما خططت له "


سألته سلمى 

"اعتذر منك ولكني لا افهم سبب تفاقم الوضع بينها وبين زوجها حتى وصل لهذا السوء ، ان كان غير جيد فمن المؤكد أنها رأت هذا به منذ الشهور الأولى ، مهما يمثل الإنسان لابد ان يسقط في شر اعماله ويفضح نفسه بنفسه خمس سنوات ليست بمدة قصيرة تمكنك من معرفة أصل الطبع والخصال الحقيقية بهم "


رد عليها 

"كان معسول الكلام كلما سقط قناعه بلحظة •غضب •عاد ليعتذر ويتودد ويدلل "


_" هل اصبح دلاله واهتمامه غير كافي لها؟"


رد عليها بحزن كبير

 "لا أعرف . من الممكن ان يكون الامر كما قلتي او انه زاد من ضغطه وسوئه، بالأصل اخبرتني انها تريد أن تعيدني للمنزل على أن تتخلص منه بأقرب وقت دون مشاكل أو فضائح، لم أتردد بالعودة والبقاء بالمنزل للضغط عليه كي نتخلص منه و كان شرطي الأول قبل عودتي هو إلغاء امي التوكيل الخاص بزوجها"


قاطعته "هل كانت عمياء البصيرة لهذه الدرجة!"


تنهد بحزنه العميق

 "امي شخصية هوائية تنساق بسرعة وتصدق ما يقال لها دون تفكير او تصديق أي رأي معارض لها ، لم تصدقني امي ولم تستمع لي معتقدة أنني اتبع رأي عمي الذي يرفض زواجها ،  قامت بعمل التوكيل الخاص كي ينهي زوجها بعض الإجراءات القانونية والقضائية حين اقنعها برفع قضية تتهم عمي باستيلائه على أملاك ابي من بعده ، ولكن نحمد الله قبلت أمي شرطي  ذهبت امي دون إبلاغ أحد وألغت التوكيل كي تنال رضاي وعودتي التي انتظرتها منذ زواجها. علم زوجها •النذل •بذلك لتقوم القيامة بينهما وساء  الوضع. مرت سنه تقريبا على هذا الوضع المضطرب الذي أثر سلبيًا على حالة أختي، حتى ظهر لأمي إرث كبير من جهة أبيها قطعة أرض لا يستهان بقيمتها وقدرها. حاول زوجها أن يحسن من وضعهما على أثرها كي يأخذها منها كما أخذ منزل ابي ولكنه لم ينجح. بالأخير ذهب وتزوج كي يأتي لها بضرة تعكر صفوها وتضغط عليها أكثر حلمًا منه أنها ستخضع وتتنازل عن الأرض مقابل طلاقه من الجديدة. رجل مريض لا عقل به وكأن الدنيا تدور حوله، لم تتحمل امي سقطت فور رؤيتها له وهو ينفذ تهديده "


ردت سلمى 

"كان الله بعونك الأمر معقد جدا  ، ولكني أتساءل عن أقرباء امك خالك او خالتك لن أسألك عن الاعمام فمن الواضح وضعهم مما قلته"


نظر لها نظرات عميقة تحدث بعدها ليخرج همه الضاغط على صدره

"اهل امي يعيشون بإمارة أخرى ، لم ابلغ احد بحالتها و وضعها يعلمون انها بخير هذا كل شيء حتى أخبرت سمراء ان تجيب على اتصالاتهم وتخبرهم انها ذهبت مع تسنيم برحلة ليومين ونسيت هاتفها بالمنزل ، لا داعي لكثرة الاحاديث والقاء اللوم علينا فانا بوضع لا يسمح لي بتحمل النصح والعتاب"


صمت ناظرا للإمام متحدث بعده 

" عمي ليس •بسيء •، هو شديد بطبعه حازم بقراراته ولكنه حنون بقلبه الكبير، أراد ان يخرج مني رجل يعتمد عليه ، كان أبي يشارك أخاه الأكبر بكل شيء دون أي مستندات تبث حقه. وعند وفاته •رفض •عمي اعطائنا حقنا الشرعي. اكتفى بالمنزل الذي اشتراه أبي لأمي أثناء حياته و مرتب شهري يزيد كلما زدت ونجحت أنا بدراستي  وعملي معه"


قاطعته متسائلة "في ماذا يعمل عمك ؟"


_"تجارة الاقمشة بكل أنواعها  والمنسوجات القطنية والصوفية ، لدينا معمل كبير ومصنع صغير لتفصيل الملابس  لكل الاعمار بجانب قسم استيراد لعب الأطفال والزينة ، وباخر سنتين افتتح عمي مصنع للمفروشات المنزلية، لم يترك عمي باب رزق إلا وفتحه وهو يجند أولا اخواته للعمل معه بأموالهم "


انبهرت سلمى بما تسمعه ليكمل تيّم 

"رغم انه صارم بامر العمل معه إلا أنه لم يعارض تقديم اوراقي للعمل بالمستشفى ، نسيت ان اخبرك كان شرطه ان افتح شركة ادوية باسم العائلة واديرها بجانب عملي بالمشفى والعمل معه"


_"وكيف ستدير كل ذلك معًا"


ابتسم قائلا "بخاصية سوبر مان خاصتي "


ابتسمت لوجهه البشوش مستمعه لتكملة حديثه

"حقا عمي ليس •بسيء •، بل يحبني اكثر من ابناء عمومتي لم يرفض لي طلب ولم •يغضب •علي كما يفعل مع الباقي ،يميزني لحبه لأبي وحزنه الكبير على فقدانه بهذا العمر المبكر أراد ان يصنع مني رجل قوي يعتمد عليه. جعلني اعمل وادرس وانجح في الجهتين ، عندما انظر لحالة امي اشعر برضا كبير وانا اقول لنفسي ماذا ان أعطانا كل ما نملك و أهدرته امي برغباتها قصيرة المدى ، ماذا ان كبرت بكنفها هل كنت سأصل لما انا به"


نفت سلمى بهز راسها

"انت محق الشدة تصنع الرجال ، ولكني لم ارى عمك بجانبك"


_" لا يمكنني اخباره بذلك حبه لي لا يعني عدم معاقبته لي ، وايضا سيكون الوضع سيء ان علم ما حدث مع تسنيم أخشى أن ينفذ قسمه وياخذها لحضانته كما كان يهدد امي دومًا"


جاءها اتصال من أحد الأطباء اجابت عليه وهي تنظر  لتيٌم قائلة بعد إغلاقها الهاتف

"حان الوقت لترى الوالدة وتتحدث معها"


 فرح تيّم لتكمل سلمى 

" لا داعي لمعرفتها ما حدث مع تسنيم على الأقل حتى تتعافى وتصبح قادرة على تحمل هذه الأخبار"


ارتدت القدم الطبية وامسكت بالعكاز لتقف بحذر كبير، اشفق عليها قائلا 

"ابقي أنتِ يمكنني الذهاب وحدي "


رفضت بحجة ضرورة مرورها على مرضى آخرين. مكملة حديثها عن عائلته

"أمرت بجمع شملكم بما ان الحالات مستقرة سيتم وضع تسنيم والوالدة في غرفة واحدة مع استمرار متابعة تسنيم من قبل الطبيب النفسي، كما انني تحدثت مع الادارة يعني من باب الصلة القوية التي بيني وبينهم طلبت منهم عدم مُسائلتك قانونيًا في أمر وجود اختك بالمستشفى ".


وقف تيّم بوجهه الفرح البشوش مجيبًا عليها

"الف شكر يا دكتورة بكل الاحوال تم فصلي من العمل هكذا ابلغوني قبل مجيئي إليكِ، خير ما فعلوه حتى أركز في عملي الخاص  لقد أهملته كثيرا"


حزنت سلمى قائلة 

"لم أستطع اعادتهم عن قرار الفصل ولكن يمكنني ان اساعدك بإيجاد فرص عمل في شركات الأدوية الخاصة أو بالمصانع المنتجة سيناسبك العمل هناك أكثر حتى العائد المادي اعلى بكثير كونها وظيفة في صلب دراستك"


تحرك نحو الباب وهو يرد عليها بعد تفكير استغرق دقائق

"ليس الان ليطمئن قلبي على امي ومن ثم انهي علاقتها بزوجها ، وايضا عليّ ان اذهب لعمي كي امهد له خبر طلاقهما واطلب منه انتقالهم معي في منزلي اقصد منزله الذي أعطاه لي، لا أعرف من أين سآتي بطاقة لكل ذلك ولكننا مجبرين على خوض معاركنا وانتصارنا بها ، حتى انني فكرت ان اذهب واشكرهم على قرار الفصل"


خرجت من بعده مغلقه الباب ورائها ناظرة للممرضين الجالسين بقسم الاستعلامات متحدثة إليهم  

"سأذهب للطابق الثاني كي اتابع عدة حالات ، يمكنكم الاتصال بي ان جد جديد"


لم تنتظر جوابهم تحركت لتكمل سيرها بجانب تيّم وهي تحدثه بحزن 

" وماذا إن رفض عمك انتقالهم بجانبك؟"


_" لا تقلقي يمكنني حل الامر"


ردت عليه

"اريد ان اساعدك ، أشعر •بالذنب •حيال ما حدث لك ، استطيع مساعدتك ماديًا ان أردت حتى يمكـنني…"


قاطعها بسرعها 

"ليس لهذه الدرجة. حسنًا اخبرتك بوضع عمي ولكن هذا لا يعني انني ليس قادر على إعانة عائلتي "


_"العفو منك انا لم اقصد ما فهمته "


بادر بحديثه

 "انا لا اعتب عليكِ بل اشكرك على مبادرتك بالخير اردت فقط ان اطمئنك علينا ، رغم شدة وصعوبة عمي إلا إنه لا يقبل علينا •اذى•او •سوء •، كما انه عندما ننجح بعملنا يعطي و يغدق علينا بالأموال وهذا ما جعل لدي رصيد كافي اعتمد عليه"


سألته بفضول 

" بقولك استأذن من عمي وخوضك •للمعارك •معه شعرت …. يعني "


_" نعم الامر معقد قليلًا ، ساشرح لكِ هو •قوي •وشديد حتى انه يضغط علينا بالعمل من باب  الشدة تصنع الرجال، وبنفس الوقت تجديه يحسن إلينا يخشى علينا من المستقبل والناس •السيئة •يعاملنا جميعا سواسية حتى أولاده يفعل بهم كما يفعل بنا ، الجميع يعمل ليأخذ مقابل عمله حتى نشعر بقيمة المال كما يقول "


ردت بدون رضا او اقتناع  

"كل ذلك لا يعطيه الحق بان يأخذ مالكم ويتحكم به ، تاخذون فتات النعم وانتم أصحابها"


وقفت بجانب الغرفة ليقف هو ايضا بجانبها 

"ألم اخبرك بان الامر معقد ، بكل الأحوال ارتضيت بوضعي وادرت الوضع بأقل •الخسائر•"


ردت عليه 

" جيد ما فعلت والآن سأتركك لترى عائلتك  وسأذهب انا لمتابعة المرضى"


شكرها على استماعها له ، لتجيبه وهي تبتعد عنه

 "فعلتها لاجل شعوري بالامتنان لك ولكن لا تعتاد على ذلك بكل مرة"


ظل يراقبها من الخلف وهو يتعجب من أحوالها المختلفة وردها القاصف لجبهته  فهي من كانت تحاوره وتسايره بالحديث باهتمام كبير وهي ايضا التي اشعرته بتحملها حديثه بصعوبة .

………


مرت عدة أيام على هذا المنوال قل فيهم لقائهما واحاديثهما ، انشغل تيّم بترتيب أمور عائلته والوقوف أمام عمه ليخبره برفع والدته قضية طلاق على زوجها وضرورة انتقالهم معه في المنزل ، رفض عمه ان يستقروا بالمنزل القديم الصغير قائلا

 " لن أقبل بانتقالها هناك، ما دامت عادت لعقلها سأعطيك مفاتيح المنزل الجديد ذلك الذي اشتريناه منذ عدة شهور كبير ومكون من  طابقين تجلس هي واختك بطابق ونزوجك انت بالطابق الآخر يكفيك عزوبية بهذا القدر"


فرح تيّم واحتضن عمه مقبل راسه ويده 

" كنت اعلم انك لن تخيب ظني بك"


_" سندس ابنة الشيخ محمد عارف تنتظر إشارة منك كي تقدم موافقتها السريعة عليك، اظن انك لن تجد افضل منها أخلاق وعلم ومال وعائلة "


تهرب تيم من حديث عمه عكس السابق حين كان يعده باتخاذ الخطوة المناسبة في الوقت المناسب.


………


وبصباح جديد دخلت سلمى لغرفة خاصة بمريضة في حالة غيوبية سريرية منذ ما يقارب على السنتين كي تبدأ الفحوصات الشهرية هي وعدة أطباء آخرين يتولون رعايتها والإشراف عليها فهي ليست كأي مريضة على صلة قرابة بأحد  أمراء المملكة.


بدأ الفحص ككل مرة قياس النسب العامة كالسكر وضغط الدم. كما تم أخذ عينات جديدة من الدم والبول لفحصها.


اقتربت سلمى وفتحت عيون الفتاة لتنظر لقاع العين ثم بدأت تعاين البطن من الخارج ومن ثم قربت جهاز جهاز الموجات فوق الصوتية لتبدأ بفحص الاجهزة بالداخل، اطمأنت على الكلى والطحال والكبد ولكن هناك ما لفت انتباها تجاه حالة الرحم.


اعتقدت انها تتوهم اكملت فحصها وعينيها عالقة على وضع تغير شكل رحم الفتاة ، طلبت من الطبيبة النسائية ان تأتي لغرفة المريضة كي تفحص الرحم لربما يكون هناك مشكلة بداخله لم تظهر لها. احضروا جهاز متخصص بالفحص النسائي بدأت الطبيبة بالفحص لتتغير ملامح وجهها هي الاخرى.


 اقتربت سلمى ونظرت نحو شاشة الجهاز لتتسع عينيها مسرعة بالخروج من الغرفة وهي تستدعي ادارة المستشفى والمسؤول عن الأمن بها.


كان الجميع بحالة دهشة وصدمة كيف لفتاة بهذه الحالة ان تصبح حامل بالشهر الثاني، تم استدعاء الأهل وإبلاغ الأمير بالحادثة لتنقلب المشفى رأسًا على عقب إثر هذه الحادثة التي اقتربت ان تودي بإدارة المشفى للمسائلة القانونية.


لم يصدق احد ما قاله الأب في شهادته المخزية واعترافه بجريمته في حق ابنته بحجة حبه واشتياقه لها . كانت الصدمة الأكبر هي موافقة الأم على ذلك رغبة في ان تنجب لهم ابنتهم طفل يخلد ذكراها بعد موتها، وتحمل كلاهما المسؤولية الكاملة عن •الحادثة •كونهما يعلمان ويترقبان اكتشاف أمرهم أن نجحت خطتهم واصبحت ابنتهم حامل ، ولكن الشرطة لم تصغي لهم وقامت  باعتقال الاب والأم كما تم اصدار امر ضبط واحضار المناوبين على أمن الغرفة في هذا الوقت لاعتراف الوالدين بتورطهم معهم ومساعدتهم مقابل مبلغ كبير .


انشغلت سلمى بالاهتمام بالقضية ومعاقبة جميع المسؤولين عنها . لتتفاجئ بطلب غريب يفرض عليها عدم التحدث في القضية مجددًا .


رفضت طالبه  بحق المريضة لتدخل في مشاجرات وحوارات قوية أجبرتها على الصمت بصعوبة كبيرة ، وكان هذا ثاني اصطدام حقيقي بينها وبين الإدارة بعد اقحام نفسها بعملية انقاذ الفتاة دون انتظار فرق الامن بالتدخل والقيام بعملهم .


تم نقل المريضة لمستشفى اخرى دون إخبار أحد عن اسمها.


……….



عادت لمزاولة عملها والاهتمام بالمرضى وهي غير راضيه عن نفسها ، خرجت من غرفة مريض بعد الاطمئنان عليه وهي تنظر للهاتف ، رفعت عينيها اثناء سيرها لتجد تيّم يقف بجانب غرفة والدته وهو مغمض العينين .


 بطئت سيرها لتحدثه " هل انت بخير !"


فتح عينيه ليستقيم بوقوفه 

" اهلا يا دكتورة ، بخير الحمدلله "


_" هل تناولت فطورك بالصباح"


أجاب بسرعة 

"نعم… فلا يمكن أن تضيع الهيبة لهذه الدرجة"


رفعت نظرها عن شاشة هاتفها لتنظر له قائلة

"عفوا لم اسمع كنت اكتب رسالة مهمة لقسم الطوارئ "


_"لا عليكِ سأتدبر الأمر "


نظرت للمقاعد الجانبية قائلة 

 " ما بك هل لا زلت مريض؟ اجلس قليلا حتى اطمئن على النبض، حالة وجهك لا تعجبني "


سألها بعيونه قبل كلماته 

"كيف ستطمئنين؟"


ابتسمت من تعجبه 

"ألست طبيبة! سأطمئن على النبض من وريد معصم اليد، ولكن ان كنت تشعر بسوء لتأتي معي كي أكشف عليك واطمئن على نبض قلبك"


اهتز قلبه من سرعة نبضه ليهز رأسه نافيًا 

"لا يمكن حدوث ذلك"


صمت مكمل داخله 

"حفظنا الله من الفضائح"


ابتسم وجهها اكثر وهي تقترب

 "هل تمازحني؟ ينتظروني بقسم الطوارئ اعطني يدك لاطمئن بشكل سريع قبل ذهابي لعملي"


مد يده نحوها قليلا ثم عاد ليسحبها بجانبه وهو يبتعد عنها بخطواته الهاربة

 "نعم امازحك فأنا بخير بل اكثر من خير، سافعلها بنفسي ان لزم الامر اتركك لعملك ، يوم موفق يا دكتورة"


اسرع هاربًا نحو المصعد ليدخل به فور فتح ابوابه امامه رافعًا يده ليودعها قبل دخوله إليه .


تعجبت ضاحكة على حالته مكملة سيرها نحو مكتب  الطبيبة هند قبل ذهابها للطوارئ كي تشرف على عدة حالات ليسوا بوضع خطر.


خرج تيّم من المصعد الكهربائي وهو لا زال يضع يده على قلبه

 "ما بي ! هل ما اشعر به حقيقي! وكأني أشبهت مجنون ليلي" 


صدم يده على قلبه متحدث له بغضب

"وما دخلك انت. كدت ان تفضحنا أمامها. اتركنا لنكمل حديثنا ونفترق بعده ومن ثم افعل ما شئت، بم بم بم وكأنك ستنفجر"


تذكر وجهها المبتسم وهي تمد يدها نحوه ، إصابته القشعريرة قائلا

"لا حول ولا قوة الا بالله. ما بي اليوم حفظنا الله من الهوى وطرق المحرمات والمعاصي"


نظر لمسؤول النظافة بالمشفى وهو يمر بجانبه متسائلا وهو أكثر من يعلم الإجابة

"من فضلك يا عم احمد اريد ان اسأل عن المسجد"


رفع الرجل يده قائلا

"هل نسيت يا دكتور ستجده بالطابق الثالث على الطرف الأيمن"


رد تيّم بسره 

"ان كنت تسأل عن مكانها ما كنت ستجيبني بهذه الدقة "


شكره تيّم قائلا 

" اعلم مكانه ولكني سمعت عن افتتاح واحد جديد بالاسفل لأجل ذلك سألت "


_" نعم ولكن لم يتم الانتهاء من العمل عليه حتى الان"


شكره مره أخرى وتحرك لينظر للأعلى محدثًا نفسه

"هي بالأعلى وبعد قليل ستكون بجانبنا. من الأفضل ان اهرب باحثًا عن مسجد في طريقي بالخارج"


خرج تيّم مستقل سيارته باحثًا بعيونه عن اقرب مسجد توقف عنده ليتوضأ ويصلي فرضه متفاجئ بنفسه وهو يدعو بالسجود الأخير

"اللهم ألف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا، اللهم ان كانت تلك الفتاة خير لي في ديني ودنياي فاكرمني بها زوجة صالحة تنير حياتي وتعوضني بالخير بها وان كانت شر لي ابعدها عني وابعدني عنها يارب العالمين"


انهى السجود ومن بعده التشهد الأخير ثم التسليم وهو بحالة ذهول 

"ما هذا! بماذا دعوت أنا! هل حقا اصبحت افكر بها لهذه الدرجة!".


وضع يده على قلبه ليسمي الله

 "اللهم احفظنا من شر الهوى والذنوب".


شرد ليتذكر وجهها المضيء بابتسامتها داعي ربه في سره "اجعلها عوض وخيرا لي يا الله" 


…….


استنى يا بابا خير وعوض ايه! و فتاة إزاي ! 

الواضح كده ان في أمور طايره بينا لجهة غير معلومة🙈🏃🏾‍♂️🏃🏾‍♂️🏃🏾‍♂️ 


(القصة التي ذكرت بالاعلى حقيقية ….😔 كان الأب يفعلها من باب محبة اعوذ بالله بجانب رغبة بتخليد ذكرى ابنته ربنا يحفظ عقولنا حقا اننا في اخر الزمان)

مجمع الفصول

يتبع ..


إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا. 




منها "رواية حياتي" 



رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف ..

google-playkhamsatmostaqltradent