recent
جديدنا

عروس بغداد الفصل الواحد والعشرون

رواية عروس بغداد 

بقلم أمل محمد الكاشف




 حدثها "هيا لنتعرف على ضواحي دبي"

وقف خليل من المقعد وهو يستند على عكازه قائلا

"من يراكِ يعتقد إنكِ لم تتعرفي عليها حتى الان، ظننت ان أبوابها ستفتح أمامنا بمجرد وصولك إليهم"

 

نفت ما قاله بحركة بسيطة من رأسها

"لا من قال ذلك، انا لم اتناول طعامي خارج مطعم المشفى "


 ابتسم بفرحة

"إذا لنتعرف عليها سويًا ، هل ضبطتي امور عملك"


أومأت رأسها بالإيجاب

"نعم تبقى فقط أن أبدل حذائي"


أخرجت من خزانة صغيرة علبة داخلها حذاء ذو كعب ليس بعالي ولكنه رفيع  ارتدته ومن ثم  اخذت حقيبتها وبعض الملفات التي أخرجتها  من درج مكتبها مغلقة إياه بالمفتاح بعدها قائلة 

"الآن يمكننا الخروج"


تحركت لتخرج من غرفتها أولا منتظره خروجه مغلقه  الباب من خلفهم.


………..


انهت رشيدة فطورها بفرح ونشاط وسعادة اتصلت بصديقتها لأكثر من مرة كي تزف لها خبر قرب انفصال زوجها عن الدكتورة سلمى دون أن تنجح في الوصول لها.


تحركت لتذهب للحمام مسقطة الروب الحريري عن اكتافها مغلقة الباب عليها فتحت ال ماء لتملأ حوض الاستحمام ومن ثم بدأت بخلع الثوب الرمادي من عليها مقتربة به من المرآة لتعلقه بجانبها وهي تحدث نفسها

"واخيرا سينتهي هذا الكابوس وبدون تدخل مني او حدوث مشاكل"


رفعت كتفيها بفرح متوجهه للحوض ثم جلست بداخله وهي بقمة الفرح

"واخيرا سينفصلا وستنتهي اسطورة سلمى من حياتي" 


وضعت يدها على بطنها مكملة

 "لا يمكنني ان اخطأ بحقك. عليه ان يهتم بكِ ويحبك لأجلك فقط وليس لأجل اسمك. لا تخافي لينفصلا أولا ومن ثم نرى أمر الاسم. فمن الممكن ان يكون سامر أو ساجد أو سامي"


جاءها اتصال من صديقتها رفعت يدها بقامتها العلوية للأعلى قليلا كي تتناوله وتعود لتستلقي باسترخاء مجيبه

"لدي لكِ خبر قنبلة. ولكني لن اخبرك به لتتعلمي *عقاب *من يتأخر بالرد على اتصالاتي"


اجابتها صديقتها

"على من تتشطرين اذهبي وتشطري على زوجك أولا ومن ثم تعالي واسقطي علينا *عقابك"


 ردت عليها بانتصار 

"سأعلمك درس حياتك الان"


سخرت صديقتها منها

"تفضلي يا جميلتي علميني"


تحدثت رشيدة بفرح

 "إياك أن تستغني عن ذكائك ودهائك وحكمتك في إدارة حياتك. ليرى الجميع على وجهك ضعف حيلتك وانكسارك أمام الاقدار وطيبة قلبك الذي لا يتحمل اذية احد"


ضحكت صديقتها بصوت عالي

"ماذا تقولين انتِ .ضعف وانكسار! هل انا هزيلة الفكر كي اتصنع الضعف والانكسار لأحظى بقلب زوجي"


غضبت رشيدة قائلة

"لم اعد بحاجة *للمحاربة. *بالأصل عاد لي زوجي وحدي دون شريك "


اتسعت عيون صديقتها عبير وهي تسألها

"هل انفصل دكتور خليل عن الدكتورة سلمى"


بدى على وجه رشيدة الفرح والبهجة 

"نعم ابلغني قبل قليل بانهما اتفقا على ذلك. يعني تنفيذ ما أقوله أصبح مسألة وقت فقط"


اختفى صوت عبير من غيرتها لتناديها رشيدة 

"أين انتِ هل أغلقتي دون سلام أو كلام"


أجابت عبير

 "لا لم أغلق لكني مجبرة على ذلك، جاء عميل مهم و علي استقباله لنتحدث لاحقا ونحتفل بهذا الخبر الكبير"


أغلقت عبير المكالمة وهي شاردة بأفكارها التي طرأت بعقلها هامسة لنفسها

"فرحت لأجلك يا جميلتي ولكني أشفق عليكِ كيف ستتحملين زوج كدكتور خليل وحدك.  من الجيد أنني جئت الى جانبك لأساعدك بتحمله وتحمل ضعفك وانكسارك في مواجهتك للمشاكل"

..........


أوقفت سلمى سيارتها الحديثة امام مطعم كبير ناظرة بجانبها وهي تستمع لإطرائه عليها

"متى أصبحتِ ماهرة بالقيادة لهذه الدرجة"


ابتسمت بعيونها 

"اعتقد انه مدح لذلك سأشكرك عليه"


اجابها بوجهه المبتسم "هل ننزل!"


أومأت برأسها وهي تفتح حزام الأمان لتنزل من سيارتها مغلقة الأمان من بعد نزوله.


تقدمت بخطواتها لتقترب منه بسيرها. وقف ينتظرها وهو يراقب كثرة انشغالها بالنظر للحذاء وتذمرها عليه واضعه يدها على ذراعه كي تنحني لتغلق حبال الحذاء الجميل وهي تقول

"من الواضح انني تسرعت بشرائه"


لم يلبث ان نظر ليدها التي دغدغت قلبه حتى وجدها تشبكها بذراعه 

"عليك ان تتحملني كي لا اسبب لك الاحراج امام الجميع، لا تقلق لن اضغط عليك"


اجابها وهو ينظر ليدها المعلقة على ذراعه

"يعجبني وضعها لتبقى هكذا طول العمر"


سحبت يدها خجلا منه ولكنه لم يسمح لها امسك يدها رافضا إخراجها من ذراعه متحدثا بفرح أثناء سيره بجانبها 

"سيعجبك المطعم انا واثق بذلك، كما يمكنك طلب الاكلات الشعبية الخاصة بنا جميعها موجودة لديه"


 دار بنظره بين الطاولات كي يختار الاطلالة المناسبة لهما حتى جاء النادل وقدم إليهما المساعدة، أشار خليل نحو طاولة ذات إطلالة و  خصوصية عالية

"فلنجلس هناك"


تقدم النادل أمامهم كي يفسح لهما الطريق.


سحب خليل المقعد ليجلسها أولا ومن ثم تحرك بعكازة ليجلس على المقعد المقابل لها .

نظرت له بوجه فرح 

"ماشاء الله لقد تحسنت حركتك وخطواتك بشكل كبير"


أومأ برأسه وهو يفتح قائمة الأطعمة

"نعم حتى اقترب استغنائي عن العكاز استخدمه بالسير الطويل فقط"


فتحت سلمى قائمة اختيار الأطعمة وهي تجيبه 

"نعم يحق لك فعل ذلك، لتتخلى عنه حين تجد نفسك قادر على ذلك"


تغير مجرى حديثها وهي تقول

" متوفر لديهم جميع ما اشتاق إليه. المسكوف والتشريب والكص. كما يوجد بالحلو البقلاوة والزلابية والمكاوية وشكرلمه وحلاوة الشعيريّة"


تبسم بقوله 

"هيا امتعيني باختياراتك لكن اسرعي قبل ان *أسقط *من شدة جوعي"


خجلت متحدثه بصوت خافت 

"من يسمع قولك امتعيني يعتقد انني من سيقوم بطبخها"


رفعت نظرها نحو النادل وقالت 

"اريد المسكوف ومن بعده حلوى المكاوية وشكرلمه وحلاوة الشعيريّة. جميعهم بكميات صغيرة"


فكرت لوهلة مكملة

"لتأتي بحلوى المكاوية هنا وتحضر لي باقي الحلوى معبأة لأخذها معي عند ذهابي"


ثم نظرت لمن يتأملها متسائلة

 "وأنت هل اطلب لك مثلما طلبت ام تريد شيء اخر"


نظر خليل للنادل وقال

"وانا أيضا مثلما طلبت دون الحلوى المعبئة، ولكن اريدهم على وجهة السرعة ان تفضلت علينا"


وعده النادل ان لا يتأخر عليهم وتركهم مسرعًا بتلبية طلباتهم.


تحدث خليل لها 

"من يرى وجهك وأنتِ تطلبين الطعام لا يراكِ عند استيقاظك ولم يسمع صوتك بالامس، لقد جعلتيني اقطع طعامي وشرابي حتى عملي *خوفًا*عليكِ"


امتلأت عيونها بالدموع مجددًا 

" ألهذه الدرجة تخاف عليّ؟"


لم يستطع الإجابة على سؤالها لأنه يعلم اهداره لحقه في الرد عليه فما يشعر به تجاهها أكبر بكثير من كلمات تتجمع لسرده.


تحدثت بحزن أمام صمته

 "متى موعد عودتك هل ستبقى  بدبي عدة أيام؟"


ظل ينظر لملامح وجهها باستغراب  فمنذ متى وهي تجلس معه بكل هذا التحرر والاكثار من الأحاديث.


أعادت سؤالها أمام صمته ليجيبها وهو يمازحها 

"أتناول طعامي أولا و اعيد بعده إدراج عقلي لمكانه ومن ثم أجيبك "


أتى النادل بالأطباق الفارغة ليبدأ برصها امامهم وبجانبهم كؤوس الماء والمعالق والسكاكين الخاصة بالطعام.


ثم جاء من خلفه نادل اخر بعربة الطعام ليبدأ بوضعه أمامهم برقي وجمال يشبع العين ويفتح الشهية على التهام وإنهاء كل ما يأتي مقابلها.


غرقا بجمال طعم سمك المسكوف ليسود الصمت طاولتهم لعدة دقائق. مدت يدها بشوكة الطعام لتتناول من طبق الملوحة الذي بالقرب منه بعد أن أنهت خاصتها ولكنه صدها بوضع معلقته امام شوكة طعامها قائلا

"يكفيكِ القدر الذي تناولتيه. هل أنتِ معتادة على تناول الملوحة بهذا الكم "


حدثته بعد أن عاندت واخدت واحده من طبقة

 "لا ليس بهذه الكثرة ولكن المسكوف هو من أراد ذلك"


ذكرها بالآثار الجانبية للموالح على الكلى واحتباس الماء بالجسم، لتضحك قائلة 

"لا تقلق اعلم دكتورة ماهره تداويني كلما ألمتني كليتي"


ابتسم لها وقال

 "إذا لنأكل نحن أيضا  كما نشاء ولتعطي لي رقم طبيبتك لتعالجني ان مرضت"


مر طعامهما بسعادة لم تطأ قلبيهما من قبل انهيا اطباقهم الرئيسية بجانب الحلوى حتى وصلا لشرب الشاي.


حدثها بسعادة

"لا استطيع ان اجزم متى آخر مرة تناولت بها الطعام بهذا الكم والاستمتاع. اتمنى ان اطلب المزيد لولا خوفي من نظرة النادل لنا"


اخذت رشفة من كأس الشاي الخاص بها مجيبه بعدها 

"نعم لا تطلب كي نستطيع ان نخرج بكرامتنا. أخشى أن يلتقطوا لنا الصور ويعلقونها بالمطعم على أننا اكثر الزائرين شراهة بتناول الأكل"


اجابها بعد أن نظر حوله

 "دعينا نفعل كالاتي نخرج من هنا ونذهب لمركز تسوق كي اشتري لابنتي عدة هدايا ومن ثم نذهب لنكمل طعامنا بمكان اخر"


ضحكت على ما قاله "اتفقنا"


أصبح في ذهول وتعجب أكثر كان ينظر لضحكها مطولا محاولا التعرف على وجهها الجديد. يتساءل داخله هل تغيرت مع الجميع وأصبحت هذه شخصيتها المتعارف عليها ام انها فرحه بمجيئه لا زال يكذب نفسه كلما شعر انه  السبب وراء فرحتها.


صعدا السيارة لتطلب منه أن يذهبا لمركز تسوق بأطراف المدينة سمعت عنه كثيرًا ولكن انشغالها بالمشفى جعلها تؤجل الذهاب إليه. 


أخبرته بحاجتها لشراء بعض الملابس من هناك كما يمكنه شراء ما يريد من هناك.


وافقها على طلبها متسائل عن موعد وجوب عودتها للمستشفى. 


ضحكت بإجابتها

 "اخذت اجازة لمدة ثلاث أيام وهي أول وأطول اجازة أخذها بحياتي العملية في دبي"


ابتسم وجهه أمام وجهها الضاحك. لم يكن يعلم انها تريد تبديل نظام ملابسها بشكل تام. وهذا ما طال وقت تسوقهم وكثرة سؤالها له عن المناسب لها والألوان المفضلة لوضعها كطبيبة بمشفى.



تعجبت لرفضه ان تشتري الملابس بالمقاس المضبوط عليها متحجج بتقيدها في الحركة وأداء العمل. كما كان يرفض ان تشتري كل ما اعجبه وسحر عينه بجماله عليها متحجج انه زائد وغير لائق بالمشفى والمرضى.


ضغط على قلبه كثيرًا كي يتحمل رؤيتها وهي تشبه الفراشات الملونة بدورانها امامه وحوله تتنقل بين الألوان والملابس وكأنها لم تخرج للتسوق من قبل.


اختارت عدة موديلات لم تعجب بهم كثيرًا كما كانت تحلم ولكنها ارتضت كونهم ليسوا سيئين.


اقترب خليل من قسم ملابس النوم وامسك ببيجامة حرير باللون الأزرق الداكن قائلا "سأشتريها لرشيدة هي تحب هذا اللون"


دقق النظر بالبيجامة ليتركها بعدها وهو يقول  

"ولكنها لا تحب ذات الأكمام"


وهنا تغيرت ملامح سلمى وسقطت على أرض الواقع. وكأنها علمت بأمر زوجته للتو. اصبح حالها كالتي جاءها خبر خيانة زوجها لها. هذا ما بدى من تعابير على وجهها الذي انطفئ فجأة .


(طب والله اسقطني انا من الاحلام على ارض قاحلة يابسة👊 هل استكثر عليها وعلينا الفرحة🥺 ام انه ساذج للدرجة التي لا تجعله  يميز الوقت المناسب لطلبه👊 لا يا ابو خليل كده هتفرح و تشمت فينا الأعداء🏃🏃وانا تعبت من دفاعي عنك اتلم شويه🙈🙈)


 تحركت سلمى لتدخل أعتاب قسم ملابس النوم بقوة وثبات حاربت بهم غيرتها محاولة إثبات ذلك لنفسها قبل زوجها انها لم تتأثر .


بدأت في اختيار كل ما هو جميل وزاهي وجديد ومفتوح وشفاف لرشيدة مؤكدة أن جميعهما سيناسبوها ، ندم خليل على طلبه وخاصة حين  وصل بها الحديث لقول

"احييك على اختيارك فهي تشبه الممثلين و ذوات عروض الأزياء بجمالها وقامتها الممشوقة. اعتقد ان اشتركت بمسابقة الجمال الدولية ستحظى بها دون منافس"


ابتسم خليل على حذر من حالة وجهها واضطرابها بالحديث مجيبًا 

"نعم هي كذلك"


(فالح يا زينة شباب رواياتي 🤦يا زين ما خلفتي يا فاطمة🙆🤦 حد يقول لعروسته عن زوجته هي كذلك 🤕)


شعر بحجم خطئه وأراد أن يصلحه بقوله

 "ساشتري لكِ ايضا ، ولكن علينا ان نختار ما يناسبك من قسم الأطفال"


نظرت له بضيق بدى  على وجهها

"هل تسخر من طولي وحجمي، وايصا انا لستُ بحاجة لهم لدي الكثير شكرا لك "


انتبه لسرعة اجابتها وخروجها من قسم ملابس النوم تحرك خلفها وهو يمدح بجمالها المختلف ولكنها لم تتجاوب معه حتى وصل لتجاهلها له وكأنها لم تستمع لحديثه.


 أنهت التسوق على عجل وخرجا من المركز التجاري واضعين الحقائب بمقعد السيارة الخلفي جالسين بعدها في أماكنهم .


وضعت حزام الأمان على صدرها وهي تسأله بفضول كبير

"كيف بدأت قصتكم. يعني كيف تعارفتم على بعضكم وأين رأيتها أول مرة. و كيف عرضت عليها الزواج؟"


سألها باستغراب

 "من أين أتت كل هذه الأسئلة الان؟"


( ولا بيسأل كمان🤦 هو محتاج سعيد صالح يجي يجاوب عليه لان لياقتي واخلاقي انا وبناتي لا تسمح بهذا الرد🏃🏃)


رفعت سلمى كتفها وهي تمد جانبي فمها للأسفل

"لا شيء فضول وتسلية بدل ان نبقى صامتين طوال الطريق لا أكثر . ولكن ان لم تكن تريد الإجابة فلنتحدث بشيء اخر. مثلا عن عملك كيف تسير الأمور معك في مركز التحاليل الخاص بك "


رد برضا كبير 

"الحمدلله كله يسير في مداره الصحيح أدام الله علينا العافية وراحة البال"


بدأت تقود سيارتها وهي تؤمن على دعائه مستمعة إلى المواقف الغريبة التي يتعرضون لها بمركز التحاليل من قبل المرضى، لتحكي هي أيضا له عن اغرب حادثة شهدتها حين توقف قلب الأم جراء اصابتها *في *الحرب وإنقاذ طفلها بعملية قيصرية سريعة، ليس هنا الغرابة ولكن عودة قلب الام للنبض من جديد فور وضعهم الطفل على صدرها هو الاغرب شيء أشبه بالمعجزة 

"لقد بكينا جميعا فرحا لأجلها هي وطفلها".


تحدث خليل متأثر بالقصة

 "سبحان من له ملكوت السموات والأرض ومن فيهن سبحان رب العزة عما يصفون"


صمتا قليلا ليبدا خليل حديثه

"هل ترتاحين في منزلك الأخير، اعلم أنه صغير لكنه مناسب كما أخبرني طارق"


_" نعم أصغر من الذي سبقه بكثير ولكنه افضل من حيث الخدمات والحراسة الليلية والأكثر قربه من المشفى يمكنني السير دون الاضطرار للسيارة لولا شدة حرارة الطقس"


تحدث خليل 

"أصبحت أخشى من صغر حجمه "


ضحكت بقولها الساخر

"لا تقلق اشتريت أريكة جديدة انصحك بتجربتها فهي مريحة بشكل كبير ، يغشى عليّ وانا مستلقيه عليها اشاهد التلفاز بالعطل الرسمية"


رد عليها بضيق

"الاريكة! هل ساهون عليكِ لهذه الدرجة"


ابتسمت *هاربة *مما يقصده 

"يمكنني النوم على الأريكة وترك فراشي لك هذه الليلة لا تقلق "


وصلا للمنزل وهو لا زال معترض على ذلك، من الواضح انه حلم كثيرا اثناء مجيئه إليها.


خلعت نعليها ودخلت لغرفتها وهي تقول له

"دقائق وستكون جاهزة لك"


رفض وهو ينظر للأريكة

"حسنًا ساكتفي بهذا القدر من الواضح انها مريحة فعلًا . سأتدبر أمري بها"


أومأت برأسها مكملة دخولها غرفتها وهي تحدث نفسها

"هذا جيد من أجل الجميع ليعود لزوجته وحياته كما جاء لا اريد ان اكون سبب في *ظلم *أحد"


تذكرت اهتمامه بشراء ما يناسب ذوق رشيدة وجسدها الطويل الممشوق، تجمعت الدموع بعينيها قائلة

"لن اسمح لاحد ان يضغط علي اكثر من ذلك، فليذهب كلا منا لطريقه"


 اخذت غطاء إضافي من الخزانة وخرجت لتعطيه له، استأذن منها ان يدخل الحمام ليتوضأ أجابته بوجه يتصنع الابتسامة 

"تفضل من هذه الجهة كن على راحتك وكأنه منزلك تمامًا "


سألها "هل ستنامين على الفور؟"


_"نعم اشعر بالحاجة للنوم فلقد كان يوم متعب رغم انني استمتعت بالمطعم والتسوق"


أعطاها الحق فهي أيضا أتت من سفر طويل بصباح اليوم . 


كان يريد أن يذهب لأخذ حقه في مشاركتها الفراش ولكنه نام فور استلقائه على الاريكة.. عكس ما حدث مع سلمى التي انتظرت دخوله الغرفة مدافعًا عن حقه كالسابق فكيف اقتنع وسلم للنوم بالخارج دون وجود رشيدة او اي عازل يرده عنها، نامت وهي تقنع نفسها بقرار الانفصال واحترام كلا منهما حياة الآخر.


وقبل أن تنتهي الليلة الغريبة جاء لهاتف سلمى اتصال من رقم يبدأ برمز العراق الدولي، خفق قلبها من التوتر والمفاجأة ورغم اعتزامها عدم الإجابة عليه إلا أن فضولها جعلها تفتح لترد 

"تفضل بماذا يمكنني مساعدتك"


ردت عمتها "اشتقت لصوتك يا روحي"


بكت محاسن لتدمع عين سلمى ، أكملت عمتها أمام صمتها 

"كيف حالك وكيف أصبحت فرحت من اجل عملك، لم أتوقف يومًا عن الدعاء لكِ لقد اقسمتي فؤادنا ببعدك عنا يا بنتي "


_" وهل تنتظرين مني تصديقك بما تقولين" 


بكت محاسن بشدة

 "ماذا كنتِ تنتظرين مني، لم استطع افشاء سره ، كنا سنخسر مالنا واسمنا وهيبتنا وسط العشيرة، ارغموني على تحمل غياب وحيدي  عني حُرمت من الحديث عنه والفرح بالعيش جانب احفادي كي احافظ على الجميع وليس هو فقط"


قاطعتها سلمى لترد عليها بصوت مختنق 

"وتتصلين بعد كل هذه السنين كي اشارككم الإثم بالتستر على *مجرم *خطير"


لم تنهي حديثها حتى سمعت صوت والدها من الجوار 

"اخبريها انها *مجبرة *على الصمت *واخفاء *السر *كي لا *تُقتل *على أيديهم، هي لا تعرف عن من نتحدث؟ الأمر أكبر منا جميعا"


ذرفت الدموع من عينيها وهي تجيب 

"هل اتصلتم كي تهددوني بحياتي، هل تعتقدون انها ذو قيمة لدي"


ردت محاسن مدافعة عن نفسها

 "لقد *خفنا *عليكِ اتصلنا لأجل تنبيهك والحفاظ عليكِ، ابنتي وكأنك لم تريه، استمري بحياتك وكأنه لا زال  متوفى"


_"استمر بحياتي! عن أي حياة تتحدثون وتخافون! لقد اخذتم روحي وحياتي وعمري وكل ما أملك بذلك اليوم الذي تخليتم عني به"


فتح خليل الباب ودخل على صوت حديثها القوي *الغاضب *، سألها مع من تتحدث ولكنها لم تجيبه أكملت حديثها لعمتها 

"بالسابق كنت أبكي كلما تذكرت خذلانكم وجفاء قلب أبي عليّ، ولكن من الان وصاعد سأشكر الله على أنه خلصني من عائلة جاحدة لا تعرف الرحمة طريق لقلوبهم سأشكره كل ساعه وكل ليلة على  أنه خلصني من …."


رفعت نظرها على زوجها دون ان تكمل كلمتها الأخيرة مغلقة الهاتف وهي تجهش ببكائها وقولها بداخلها

 "من *عصابة *متخصصة بقهر قلوب الأبرياء"


اقترب صاعدًا على الفراش ليأخذها بحضنه وهو يهدأ منها 

"ألم أحذرك من التواصل معهم، لماذا لم تستمعي لي "


ساءت حالتها بشكل كبير حتى أصبحت تهتز بحضنه من شدة البكاء ، ظل بجانبها يحنو على ظهرها حتى ناما على حالتهم.


 ليبدأ يوم جديد استيقظ خليل على صوت كسر زجاج بالمطبخ اسرع *بخوف *ليطمئن عليها متفاجئ بوجودها أعلى مقعد بلاستيكي تنظر للأطباق قائلة بوجه مبتسم

"ليس ذنبي هم من سقطوا وحدهم. اردت ان اخذ وعاء البيض الأكبر حجمًا من خلفهم لأجدهم يسقطون أرضًا"


حك عينيه محاولًا استيعاب ما تفعله وتقوله.  


نظر للأطباق على الأرض ثم رفع نظره على ملابسها شيء فشيء حتى وصل لوجهها بدون حجاب، تأمل حالة شعرها المرفوع على جانبي وجهها بالمشابك الجميلة وهو لا زال صامتًا


عاد لينظر لسترتها البيضاء والبنطلون الجينز خاصتها ثم وجه نظره للأطباق خارجًا عن صمته

"لعله خير لا تحزني لنقل نصيب حملوا الشر وذهبوا به بعيدًا عنا، هيا انزلي بحذر كي لا تتأذى قدمك"


_"اردت ان احضر لك الفطور بنفسي، ولكن من الواضح أننا سنخرج لنتناوله بالخارج"


نزلت مقتربة من الباب وهي تكمل

 "سأتصل بخدمة تنظيف السكن ليتدبروا أمرهم، هيا تجهز لنخرج"


عاد لينظر لشعرها القريب منه ولملابسها باعجاب كبير. وافق على طلبها كي تنسى ما حدث ليلة أمس معتقد انها حاولت التقرب من والدها لتصطدم *برفضه *لها مجددا.


 قضت رشيدة يومها  بالاحتفال مع اصدقائها الجدد بخبر انفصال زوجها عن من تحتمي بعصمته ناسيه أمر الاتصال به ومتابعة اخباره، أما هو فكان في اسعد اوقاته وهو يتجول مع عروسته بضواحي دبي يشاهد جمال المدينة و الصرح المعماري الجاذب للسياح، انسجم واستمتع بحالتها الجديدة وكأنه يتعرف عليها لأول مرة  من كثرة أحاديثها وحبها كبير لتناول الطعام والحلوى.


 أرهق مع نهاية اليوم فطلب منها العودة للمنزل ليستريح، عادا للمنزل بفرحة كبيرة ذهبت فور رنين هاتفها واجابتها عليه 

"اهلا بك. انا بخير لا تقلق كل ما في الأمر أخذت إجازة لمدة ثلاث أيام" 


أجاب دكتور سالم عليها  

"نحن غير معتادين على عدم رؤيتك كل هذه المدة لأجل ذلك انهي اجازتك بسرعة وعودي إلينا لتعود الحياة للمشفى"


ابتسمت سلمى وهي تنظر لنظرات خليل لها

"شكرا لاهتمامك اعلم انكم ستوفون واكثر بغيابي ومع ذلك لا تقلق سأعود باقرب وقت ان شاء الله "


انهى دكتور سالم أحد مدراء مجلس إدارة المستشفى حديثه قائلا

"لنعيش على امل وفاءك بهذا العهد إذًا ، دمتي بخير ليلة سعيدة لكِ ولضيوفك"


اجابته بامتنان

 "ولك أيضا ليلة سعيدة"


انهت الاتصال مغلقة الهاتف وهي تحدث خليل بوجهها الفرح 

"انه دكتور سالم مهران اخصائي طب الجهاز الهضمي والكبد بالمشفى كما أنه أصغر مدراء مجلس الإدارة، لاحظ غيابي واتصل ليطمئن علي جزاه الله الخير على اهتمامه بي، كلما اختفيت يتصل ويطمئن على الفور، بالصباح يأتي ليلقي السلام واحيانا يشاركنا الفطور الجماعي وهو يقول لهم لأجل دكتورة سلمى ومجهودها الكبير بالمشفى ، طبعا لا يفعلها مع الجميع فلقد اقترب من لقب بروفيسور وله وضعه الكبير وسط  المستشفى"


تحركت لتدخل غرفتها مكملة 

" سأبدل ملابسي واعود إليك"


أومأ راسه بضيق تحرك بهم للحمام وهو يحدث نفسه 

" سالم زهران إذا. كنت اشعر ان هناك شخص خلف هذا التغير"


 تذكر ضحكها وكثرة كلامها، ليحدث نفسه مرة أخرى 

"هل كان هو خلف هذه البهجة"


( مش لازم تكون ذكي عشان تصبح طبيب فمن الممكن ان يكون لديك ذاكرة كبيرة قد الباب تحفظ وتسترجع ما حفظته بسهولة🤦 ما هو مفيش حل تاني وراء كل  الذكاء الخارق بتاع ابو خليل🙈)


توضأ وخرج ليصلي  جالسًا بعدها على الأريكة بوجهه المتذمر.


سألته باستغراب 

"ما بك تبدو أنك مستاء من شيء"


نفى ما تقوله ناظرا للأريكة الجالس عليها قائلا 

"لا اعرف من اين خرج انها مريحة قسمت ظهري وذهبت راحتي بالنوم عليها"


خجلت مما قاله لتسرع بإجابتها

"ما رايك بان نبدل الأماكن يمكنك الاستمتاع بفراشي الليلة"


اجابها بوجهه المقتطب دون النظر لها

"لا يصح قيامنا بذلك، سأتحملها عوضا عن تغيير مكانك، وأيضا انها اخر ليلة لي بمنزلك لتمضي بسلام واعود لأنام براحتي"


تغيرت ملامح وجهها وهي تجيبه 

"حسنا فهمت عليك اشتقت لزوجتك لذلك كل المحاولات ستبدي بالفشل يعني اقصد ان اي مكان ستنام به سيكون غير مريح، اعتذر منك عليك ان تتحملنا الليلة ومن بعدها اذهب وارتاح كما تريد"


وقفت من على الاريكة وهي تكمل 

"تصبح على خير"


امسك يدها قبل ابتعادها وأجلسها بجانبه


من جديد متحدث بغضبه

" من أين خرج هذا انا لم اقول شيء مما افتريته عليّ، كل ما في الامر ان الاريكة غير مريحة ولا يمكنني تركك تنامين عليها مهما كانت مبرراتك"


فكرت قليلا لتجيبه بعدها 

"لنتشارك الفراش، لا شيء جديد علينا كما نتشارك الحياة كالاخوة سنتشارك الفراش بنفس المبدأ "


رفض وهو يتمنى العكس

"لا يمكنني الضغط عليكِ"


أجابته بنبرة غريبة عليه كادت ان تذهب كل قوانينه

 "هل تضغط علي ؟ حسنا كما تريد فإن أعطيت رشيدة وعد بذلك فأنا ايضا لن اضغط عليك"


تركته لتدخل لغرفتها وهي تتأجج بغيرتها تحاول أن تبرر لنفسها

"اقسم انه الأفضل لكِ "


صدمت جبهتها بيدها 

"ما بكِ هل فقدتي عقلك تطلبين الطلاق ونومه بجانبك في نفس الوقت ، استغفر الله العظيم وكأني اريد الشيء وعكسه بنفس الوقت"


وجدته يدخل غرفتها بوجه غريب كان متخبط جزء منه يريد الهروب والجزء الاخر فرح بهذه اللحظة والخطوة التي تمناها منذ سنوات، فهو من كان يكتفي بسماع صوتها او رؤية وجهها من بعيد ويطمئن قلبه فكيف ان كانت بهذا القرب منه.


نام على فراشها ناظرا للأعلى بثبات وصمت  لتتحرك هي على خجل كي تجلس بجانبه رافعة الغطاء على ارجلها ناظره له.


مرت دقيقتين على الأكثر اغمض خليل عينيه محاول النوم وعدم التفكير بأي خطب يفقده متعة النوم بجانبها، راوده حلمه ورغبته في ان تصبح زوجته وما الذي يمنعه عن ذلك ان كان قلبه رافض ما تطلبه هي وزوجته منه.


نزلت بهدوء حتى استلقت على ظهرها بشكل مستقيم مغمضة عينيها دون ان تسبح بنومها.

 

للحظة وجدت نفسها بعالم الذكريات مستمعه لصوته الذي لم ينقطع ولو ليوم واحد فكان دوما في ظل الأزمات والظروف والمرض يحدثها عن ثقته في الله ومساعدته لها في تحقيق أحلامها،  تذكرت صدمتها بابن عمها ولقائهم الأخير وما علمته من حقائق افترت قلبها وجعلتها تائهه وحزينة مضطربة. تستيقظ فجأة على حقيقة وحدتها بهذا العالم المقنع.


فتحت عينيها وهي تستدير لتنظر له بمشاعرها وقلبها واحساسيها المختلفة المضطربة وكأنها أصبحت مريضة نفسية دون بوصلة حكيمة او *محظورات *او *خوف *من *السقوط *بالخطأ *.


حدثته داخلها دون صوت 

"كنت أنت بالماضي  وبالحاضر. لم تتخلي او تبيع، تمسكت حين ترك الجميع . صدقت وآمنت بنجاحي وساعدتني، لا تبتعد عني حتى وإن انفصلنا لا تتركني وحيدة بهذا العالم المخيف بعد الطلاق"


لم يستطع خليل الثبات أكثر من ذلك. استدار ليسحبها ويدخلها بحضنه وكأنه استمع لكلماتها بقلبه ، اغمضت عينيها وهي تحدثه بحزن كبير

"كن بجانبي دومًا. لا تتركني وحدي رجاءً. ستكون هي الزوجة الوحيدة بحياتك وساكون انا الاخت او الابنة او اي مسمى تريده ولكن …"


لم تكمل كلماتها حين غلبها البكاء حرك يديه على ظهرها وكتفيها وهو يطمئنها انه بجانبها ولن يتركها ابدا.


تحول حضنه  من احتواء *وخوف *لحميمية وشوق رفع وجهها نحوه ليقبلها ملبي رغبة دفينة بقلبه راودته لسنوات وسنوات.


تراجعت سلمى وابتعدت عنه بعد عدة دقائق 

" اعتذر منك لم يعد بإمكاننا اتخاذ هذه الخطوة"


تحرك ليقترب منها وهو يتساءل 

"ولماذا ؟ انظري حولنا لا يوجد ما يعيقنا "


ردت بضيقها 

"وهنا تكمن *المشكلة *وتتبلور وتبرز بقوة "


_"اي مشكلة انا لم افهم عليكِ "


نزلت من فوق الفراش وهي تبتعد بقلب وجسد يرتجف من برودته 

" انا لا اريد عيش هذه الحياة، لن تنتظر مني تقبلها من بعد الان"


نزل هو ايضا مقترب منها قائلا

"وحدي الله يا سلمى ، ماذا تقولين كيف لا تتقبلين حياتك معي ،أم ان وضعك الجديد جعلك تفكرين نحوي بنظرة مختلفة"


_" لا أنا لم أقصد ما فهمت"


غضب عليها ليخرج صوته مرتفعًا

"اخبريني إذًا ماذا تقصدين، ام وجدتي حياة افضل بجانب من يهتم أكثر .."


حركت راسها مدافعه بالنفي عن نفسها

"لا يوجد احد بحياتي كي انفصل عنك لأجله، ولكني لم اعد اتقبل ان أكون زوجة ثانية أو بمعنى اخر ان أكون على دكة الاحتياط، اعتذر منك"


تغيرت ملامح وجهه لترى شخص غريب عليها يتحدث بنبرة كبراء العشائر 

" دكة الاحتياط!وايضا ومن ينتظر قبولك من عدمه ، أنتِ زوجتي حلالي يمكنني ان افعل ما يحلو لي سمحتي او لم تسمحي"


تمالكت نفسها قائلة بقوة خرقاء

"ماذا ستفعل هل ستجبرني عليك"


مسح وجهه مستعيذ بالله من الشيطان الرجيم

"نحن لم نتفق على ذلك ، تعلمين سبب تركي لكِ ، انا لم اعدك بالانفصال كما انني رسمت أحلام كبيره معك، ألم نتفق على العمل سويًا"


_" نعم اتفقنا وجئت إلى هنا على امل مجيئك للاستقرار بجانبي، لكنك ماذا فعلت انتظرت عدة أشهر لتفاجئني بعدها ببناء حياتك وعملك ومستقبلك بجانب زوجتك الأولى"


 رد عليها بقوة أشبهت بقرار حازم

"فلتعودي بجانبي لتعملي معي وتكملي حياتك من حيث وقفنا ليلة تعرضي لذبحة صدرية"


هزت راسها بقوة عدة مرات 

"حسنا لأعود معك ليس لدي *مشكلة *ولنبدأ من حيث توقفت انت بسبب مرضك"


_" هذا ما حاولت فعله ولكنك *رفضتي *قبل قليل"


وأشار على الفراش لتجيب هي

"لنكمل ان اردت ولكن على شرط ان تتصل بزوجتك وتخبرها بنيتك وعزمك على اعادتي لتركيا كي أعيش واعمل بجانبك "


رد عليها بضيق 

"هل تعتقدين انني *أخاف *من رشيدة "


_" هذا شرطي اتصل بها وتحدث معها ، اخبرها بعودتي للعيش والعمل في تركيا كوني زوجة لها ما لها وعليها ما عليها من واجبات"


نظر لساعة يده وهو يجيبها

"حسنا سأفعل ما تريدين ولكن الوقت تأخر وأيضا لنتركها للصباح كي نخبرها انكِ أصبحتي زوجتي حتى لنخبرها انكِ تركتي عملك و ستأتين معي على نفس الطائرة "


عادت *لترفض *مجددا

"لن يحدث شيء مما تقوله، لا يمكنني ترك العمل بهذا الشكل المهين لاسمي، سأذهب للإدارة كي اقدم على طلب الاستقالة وتسوية اموري بشكل يليق باسمي ومن ثم اجمع اغراضي واذهب إليك بعد شهر على الأكثر" 


اقترب ليضع يديه على كتفيها منحني براسه ليقبل وجنتها 

"كما تريدين سأفعل لكِ كل ما تحلمين به واكثر"


_" اريد منزل منفصل عن زوجتك "


-"كما تريدين"


_" لن اقبل بتمييزك لزوجتك على حساب نفسي"


-" لكِ كل ما تحلمين به واكثر حتى اخشى ان تطلب حقها بي دون ان تفلح بالحصول عليه"


-" طالبت بالعدل ،العدل بيننا فقط"


حاوطت يديه ظهرها محاول تقبيلها ولكنها رفضت مبتعدة عنه

 "هيا اتصل بها"


غضب من ابتعادها وعدم تحمله دلالها عليه

_" حسنا اخبرتك انني سأفعل ما تريدين لا داعي لما تفعليه ، لم نعد صغار كي نركض خلف بعضنا بالوعود *الكاذبة"


دخل *الخوف *لقبلها ليزيد من ارتجافها وهي *ترفض*اقترابه منها 

" اصدقك كما يمكننا استكمال ما تريد أن اتصلت برشيدة و واجهتها بما تريد…"


*رفض *خليل مقتربًا منها ليتم ما ندم و تأخر في إتمامه قبل سنوات


.......

انتهى الفصل ببداية جديدة نتمنى جميعًا ان تكون عوض وجبر لمن تحملت الكثير والكثير من الكسر والظلم والخذلان....

رابط جميع فصول الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent