recent
جديدنا

منعطفات الحياة (المنعطف الاخير )

منعطفات الحياة

(المنعطف الاخير )

بقلم الكاتبة سجى أمام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ



ها هو يوم جديد اخر أتى عاد أدهم به للعمل بعد اجازة دامت يومين ، كان يريد ان يلتقي بها و لكنه لم يفعل كالعادة ، مرت فترة دوامه بين الاوراق و العمل و هي ايضا ، صادف خروجه خروجها من العمل ، كانت تسير متوجه لبيتها و هي تتحدث بهاتفها مع امها " هل تحتاجين شي احضره معي " اجابتها امها ب لا .

أما هو كان يسير خلفها ، اطمئن انها صعدت منزلها ؛ ليسير الى منزله ، كان يشعر بسعادة لا يعرف سببها ، فتح باب منزله و هو يقول بصوت عالي " سلطانتي لقد اتيت " اتاه صوت امه من المطبخ ليذهب مباشرة لهناك و هو يشتم رائحه الطعام ، كان يحاول ان ياخد قطعة خيار من  السلطة و لكن امه انتبهت لتصرخ به " انتظر دقائق و ستجهز السفرة يلا اذهب و اغتسل هيا أدهم " تذمر منها كالأطفال و ذهب لتضحك هي على فعلته ..


مر قليل من الوقت و على طاولة الغذاء كان أدهم يأكل و هو يتحدث و  يضحك امه و يسر قلبها ، ادركت انه يريد ان يسعدها انه غاليها تعرفه اكثر من نفسه لتقرر اخيرا إسعاده تحدثت قائلة  " أدهم علينا أن نبدل ديكور غرفتك "  قالتها بابتسامه مخفيه 

عقد حاجبيه و قال " و لماذا هذا ديكورها جديد و عصري و شبابي " 


" لذلك علينا تغيره لانه شبابي و ذلك الديكور لا يناسب غرفة عروس " 


ترك طعامه و قال بتذمر " امي لا تعودي لهذا الموضوع انا لا اريد الزواج الان و ايضا " 


تحدث إيمان  بغضب مصطنع "  و ايضا ماذا ها انا اريد كنتي ان تأتي باسرع وقت و ايضا انا اتصلت بوالدة ريهام و سنذهب في الغد " صمتت قليلا لتقول 

"  لقد تصرفت بتصرف راقي و لم ترفض زيارتنا لتسلم  " 


اتسعت اعين أدهم و اندهش  تحدث و هو يعيد كلام امه " اتصلتي بمن ؟! " 

تحدثت إيمان  و هي تحاول كثم ضحكتها " ما بك ؟ اتصلت بوالدة ريهام و سنذهب في الغد " 


و امام حيرته و اندهاشه تحدث امه قائلة " ابني انا غلطت بحقكم و فرقت بينكم خوفا من كلام الناس و لاسباب تافهه لا اعلم كيف فكرت بها و ظلمت طفل صغير ليس له دخل لذلك و بعد ما رايته و سمعته عن ريهام ادركت انها هي من ستكون  كنتي و زوجتك و انا بالفعل اريد ان اتلافي عن خطئي سامحني يا ابني لقد ظلمتك و احزنتك " 


لازالت دهشته باقية و لكنه تقدم منها و قبل يداها و زفر ، " كل البشر خطاء و خير الخطائين التوابين انا لم اخد بخاطري منك لكن  اسامحك يا امي فأنتي امي قبل و بعد كل شي " 


ابتسمت و مسحت على وجهه بحب  لتقول " اذا سنذهب غد و نطلب ريهام " 


سر و فرح لكنه تحدث 

"  امي بخصوص أنس هل " 

لم تدعه يكمل لتتحدث " لا تخف يا ابني لن اعيد الخطاء مرة اخرى و أنس ايضا سيأتي مع كنتي و ساعتبره حفيدي " 


كم كانت كلمات امه تحمل الكثير من السعادة لقلبه فرح و سر و طار من فرحته، من فرحته احتضن امه بقوة و هو يهزها و يشكرها ضحكت إيمان  على حاله ، و هي تدعي ان تظل السعادة دائما  حوله ....



 في بيت عائلة مريم 


كانت والدة هالة تتحدث بحزن مع فاطمة و هي تقول " لا اعلم ما بها لقد ضعفت و شحب لونها و كأن جبل من الهم فوقها تظل تنظر لفراغ و هي تبكي بحرقة لقد مرت أشهر و هي هكذا " بكت الام بحرقة فقد كانت حالة هالة صعبه اكلها الندم و جلدت ذاتها بقسوة فقد أذت مريم و فقدت هارون  و لكن القاضية كانت عندما علمت بأمر الجنين لم تتحمل فوقعت في حفرة الندم و في قاعها ، اخدوها لاكثر من طبيب نفسي لكنها أبت ان تتحدث مع احد ظلت صامته فقط  ..


حزنت فاطمه عليها و لم تعلم بماذا تساعدها و لكنها اخبرتها ان تُحدث هالة و تخبرها ان تواجه كل ما يحزنها و هذا ايضا ما اخبرها الاطباء و لكنها تهربت و لم تواجه...



عادت  والدة جواد  لمنزلها و لكنها تركت غيمة من الحزن تطفوء في سماء ياسمين ، حاول جواد جاهدا أن يمحي هذا  الحزن و يواسيها ، فكانت تبتسم و تظهر انها بخير لكنه يعلم بما في داخلها و يشعر بها ...



كانت ريهام في منزلها متوترة و لكنه توتر جميل ، تذكرت المرة السابقة فحزنت لكنها سرعان ما مسحتها من ذكراها لتتفق مع نفسها " لنبدأ من البداية " 


قطعها من حديثها مع نفسها صوت أنس و هو يبكي اسرعت للغرفة لتراه ، تحدث ريهام " لماذا يبكي أميري "   لتدغضغه و يضحك 


قالت زينب  بتذمر " انظري لقد باعني عندما رأكِ  " لتضحك بعدها. 


اخدت من امها المشط و سرحت شعره لتقول لها و هي تضحك " الا تعلمي انه يكره ان يُسرح له شعره و لكن انا لدي طريقتي " و ضحكت ليضحك أنس ايضا ، حملته و ذهبت للصالون بينما امها تستعد ..


مر قليل من الوقت 


وصل أدهم و والدته ، طرقت إيمان  الباب بينما الاخر يصارع ضربات قلبه و يخبرها بأن تهداء ، دخلوا و تبادلوا الحديث كانت الجلسة جميلة ، و خاصه بوجود أنس الذي كان يتفاعل معهم بصوته و حركاته و كأنه يفهم ما يقال له ، ضحكوا على حركاته ليضحك هو أيضا.. 


و بعد عن قدمت ريهام القهوة 

التفت إيمان  ل أدهم و بعدها حمحمت و تحدثت " اولا اردت ان اعتذر على تصرفي في المرة السابقة لقد اخطاءت و " قاطعتها زينب مبتسمه بطيبة و فرح  " اا ماذا قلنا ما كان في الماضي يبقى في الماضي لننسى و نبداء من جديد " 


أؤمأت إيمان  بامتنان لتكمل و هي تنظر ل ريهام التي كانت تلعب بحرف فستانها  بخجل زادها جمالا " سبب زيارتنا  معرف  ، اتينا لنطلب يد ابنتنا ريهام لابني أدهم على سنة الله و رسوله " صمتت و هي تلتفت لزينب  التي كانت الفرحة بوجهها كبيرة ، و التفت لادهم و ريهام بسعاده .


توتر أدهم من صمتها ليبداء بفرك يداه ، و اخرج منديله و مسح عرقه ، ضحكت زينب لتقول " و نحن موافقين لقد اعطيتكم ابنتي " 


قاطعتها ايمان " ابنتك فقط و صغيرنا  ؟! "


أؤمات زينب راسها و تجمعت الدموع بعيناها  لتقول " يعني تقولين سأخد روحك و قلبك "


اقتربت إيمان  منها و طمئأنتها "  سيكونان قلبنا و روحنا ايضا لا تخافي و لا تحزني " 


ليقترب أدهم و يقبل يد والدة  ريهام   لتدعي له ، و ايضا ريهام قبلت يد أم ادهم . 

لتنتهي هذه الليلة بخطبتهم ...


 في يوم الجمعه 


و رغم تعب عبد الرحمن الا انه اصر على تلبية الدعوة ، تحدثت مريم معه و قالت " تبدو متعب لنأجلها ليوم اخر انا ساتحدث مع امي و اخبرها " اجابها " لا يمكن لقد وعدناهم و لا يصح ان لا نذهب " ليتجهزوا و يذهبوا ..

اوصلها عبد الرحمن و صعد سلم على والديها ليخرج بعدها مع والدها للمسجد لصلاة الجمعه، بينما مريم و امها تحدثوا و تبادلوا الحديث..


مر الوقت و اتى عبد الرحمن و والد مريم ، ليجتمع الكل على سفرة الطعام ، كان والدها يتحدث عن تجاربه السابقة عندما سافر لسوريا و لبنان و مصر ظل يتحدث و هم يستمعون و يتفاعلون معه ... 


مر الوقت كان الكل جالس في الصالون يشربون الشاي ، اتى اتصال لعبد الرحمن أستأذن و ذهب ليرد ، كان احمد  سعيد جدا فهو رأى بمريم الرضاء و السعادة و الراحة بعد مدة ، رأها كيف تتبع خطواته بعيناها ليبتسم ، اخرجه من فقاعة تفكيره صوت جرس الباب ، وقفت مريم لتفتح ، و ما ان فتحت حتى رات هالة ، تقابلت عينا هالة بعينا مريم لتنزل الاخرى راسها قائلة بصوت مهزوز " هل يمكنني الدخول " 


استغربت مريم حالتها و حزنت عليها نعم حزنت فكانت حالتها يرثى لها هزيلة ضعيفة عينان متورمتان و تحتهما سواد و وجه شاحب ، ابتعدت عن الباب لتدخل هالة ، و ما ان رأها والد مريم حتى غضب و لكن امسكت به والدة مريم و هي تهمس له " لا يصح امام عبد الرحمن اهدأ " 


وقفت هالة ثواني امامهم صامته ، بينما مريم تقف تنظر لها باستفهام ، نزلت دمعه من عينا هالة لتتحدث اخيرا دفعه واحدة بصوتها الباكي المختنق و هي مخفضه راسها و دون اي مقدمات  " مريم انا السبب في كل شي انا من دمرت كل شي جميل كان لك ، انا من ألقيت عليك تلك التهمة انا من صنعت تلك التمثيلية فقط لاحصل على هارون ، نعم انا من فرق بينك و بين هارون و جعلتك تعيشين المر بسبب ذنب لم تفعليه ابدا، و بسببي بسببي  مات طفلك ايضا كل شي حدث بسببي ؛ بسبب انانيتي و غيرتي و حبي الغبي  لهارون " 


و هاهي الحقيقة كشفت امامهم كلهم ، و تبرأت مريم مما اتهموها منه .

و هاهي الحقيقة تنجلي امامهم ، كشفت الحقيقة وكان صانع الخدعه هو من كشفها ، فدارت الاقدار لتجعل هالة من حفرت لمريم تسقط في قاع ما عملت .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لازالت الدهشة سيدة الموقف ،  الكل مصدوم من حديث هالة فلم يتوقع احد ان هالة ستتجراء و تفعل كل هذا  ، بكت هالة و هي تقول " سامحيني يا مريم انا لم اعد اتحمل هذا العبء سامحيني  " لتبكي بعدها و تنهار ..


تجمعت الدموع بعينا مريم فهي لم تتوقع ان هالة ابنة عمتها ستفعل كل هذا بسبب غيرتها منها و حقدها و انانيتها ، تحدثت بغضب " لماذا يا هالة لماذا ؟ اجيبي لماذا " 


سمع عبد الرحمن صوت صراخ مريم ليغلق الخط و يذهب مسرعا ، ليرى هالة ليصرخ بها " انتي ماذا تفعلين هنا " و نظر لمريم ليرى حالتها ، تحدثت مريم " هالة اجيبي لماذا " 


صرخت هالة من بين دموعها " لاجل هارون لاجل هارون لقد احببت هارون و لكن انتي كالعادة  تاخدي كل ما احب " 


ابتسمت مريم بسخرية  لتقول " انا لا اخد ما تحبي و لكن انتي من تضعي عينك على اشياء الغير دائما و لا ترضي بما لديك  " 


تدخلت فاطمه لتقول بغضب ممزوج بحزنها " هل كان من أجل  هارون الذي تركك و ذهب حتى من دون ان يسال عنك "


بكت هالة اكثر بانكسار  ، بينما مريم مسحت دموعها و قالت " ماذا تريدين الان هالة ؟"


رفعت بصرها لتقول " لقد أدركت خطئي يا مريم انا اسفة انا نادمة  لقد فعلت فعلة مشينة و شوهت سمعتك و اعلم ان فعلتي عظيمة و لكنني تبت يا مريم فارجوكي سامحيني و اعفو عني " 


لم يتحمل احمد ما يسمع ليجلس على الاريكة و هو يضع يداه على راسه ؛ بينما فاطمه  تنظر لهالة بغضب و خيبة أمل عليها ، و حسرة و حزن على ابنتها  ، راى عبد الرحمن يدي مريم و هي ترتجف، ليقترب منها و يهمس لها بأن تهدأ

و لكنها تحدثت بقوة " تطلبي العفو بعد كل ما أدقتينني ياه ها  ؟ اتعلمي ما كنت امر به لقد فقدت طفلي طفلي فقدته بسبب حزني و ألمي لقد اصبح الحزن رفيق لي و الغم أنيس لي اتعلمين ها ، وكل هذا بسببك ،  لقد كُذبت من قبل عائلتي و شوهت سمعتي و تركني الجميع و كل بسببك   "


 صمتت و التفتت لعبد الرحمن الذي كان ينظر لها خائفا من ان يحدث لها شي  لتقول  " لم يكن بجانبي غيره هو الوحيد الذي وقف بجاني و كان خير سند لي "

  

و هنا التفت  أبيها لها بغصه كبيره و حزن  ، فهو أقرب الناس لها لم يصدقها و لم يسمعها و لم  يقف بحانبها . 


مسحت دموعها لتتحدث بقوتها المصطنعه " و لكن تعلمين بسبب فعلتك حصلت على عبد الرحمن خير رفيق و حبيب و هذا يعود لفعلتك و لهذا  " صمتت قليلا تنهدت لتقول " انا سامحتك بحقي يا هالة سامحتك و عفوت عنك ليعفوا الله عنك ايضا " 



بكت هالة اكثر و ابتسمت براحه قليلة " هل سامحتيني !؟ " 

اؤمأت مريم ، لتمسك بيد عبد الرحمن و تطلب منه الرحيل، و لكنها استدارات و نظرت لامها ، أشارت لها امها بان تذهب، لتذهب، بينما هالة بقيت تبكي الى ان سقطت مغشي عليها .

اسرعت فاطمه و اتصلت بالاسعاف و والدتها  ، نقلوها للمشفى ، و بعد مدة اتى الطبيب و اخبرهم انها بخير و لكنها تحتاج علاج نفسي فحالتها ليست جيدة .. 


(و هكذا كانت نهاية قصة هالة تلك الفتاة التي بسبب غيرتها من مريم و حقدها دمرت حياتها و حياة مريم و لكن اذا راينا فكان عوض الله لمريم بعبد الرحمن اما هالة لم تحصل على مرادها و جنت ما عملت ، و لم تحصل على هارون فهو تركها و ذهب ليشق طريقه ، لتنتهي هالة و تنفرد مع ندمها و عذاب ضميرها  ، هذه نهاية من يظلم حياة الاخرين ...)



و صلا الى منزلهما ، كان عبد الرحمن ينتظر لحظة انفجارها باكية و لكنها كابرت و ما بكت ،  دخلت غرفتها لتجلس على طرف السرير تنظر للفراغ بحزن ، ظل واقفا ليقرر بعدها ان يذهب اليها امسك بيدها و جعلها تقف ، لم تنظر له فهي تعلم اذا رفعت عيناها ستضعف و تبكي ، و لكنه احتضنها فقط من دون اي كلمات .

بكت  و هي تقول "  لم استوعب ان هالة كانت سبب في تعاستي " 

ظلت  تبكي و تتحدث و هو يواسيها و يخبرها ان كل الذي حدث كان ماضي و ايضا ان له جوانب خير فكل امر المؤمن خير  ، مسح لها دموعها و احضر لها كأس من الماء ، شربت و هدأت ، ابتسم لها يبعث الطمئأنينة لقلبها ، اقتربت منه و وضعت راسها على كتفه و شابكت يدها بيدها لتقول "  لقد كنت عوض من الله لي و هبه منه  ، اشكر الله و احمده  لوجودك بحياتي " لتقبل يداه بحب ، ابتسم و سر داخله لسماعه كلامتها فهي لاول مرة تعبر له بما تشعر ، التفت لها بنظرة حملت كل معاني الحب و الود ...

فكان عبد الرحمن من  بقربه يزيد حياة الى حياتها ، يمسح لها دمعاً يداوي جراحاً ينير لها طريقاً، يبهج روحها ، و من كان قلبها له ...



مر اسبوع اجازة ياسمين 

كانت كلمات والدة جواد  تدوي في راسها ، ليرسم الحزن طريقه لوجهها ، حاول جواد معها جاهدا  ان ينسيها هذه الحادثة و لكن لا فائدة ، فهو قلق عليها فهي لم تعد تاكل جيدا ، و التعب يبدوا على وجهها، اوصلها للروضه و هو غير راضي عن نزولها للعمل و هي بهذه الحالة و لكنها أخبرته انها ترتاح مع الاطفال ليقرر تركها و لكنه تحدث " اذا  شعرتي بأي تعب اتصلي بي و سأتي اتفقنا " لتبتسم له ، و تذهب لعملها ، راقبها الى ان دخلت الروضة ليذهب بعدها  ..


ليمر يومها بين تدريس الاطفال و تلوين الكتب و العب هنا و هنا ، كانت تضحك معهم و تفرح بهم ، و هكذا  الى ان سلمت كل طفل الى والديه ، أرسل جواد رساله " انني في الخارج انتظرك " 

لتخرج و يذهبوا بعدها لاحد المطاعم ، و في طريق عودتهم تحدث ياسمين  " جواد لنشتري ايس كريم " التفت لها باسماً ليقول " لنشتري " اوقف السيارة و ذهب ليشتري لها ما طلبت،  اعطاها خاصتها لتبداء اكلها بتلدد ، ضحك عليها و على حالتها ، ضيقت عيناها لتقول " ما بك جواد "  


زادت ضحكته و هو يقول " من ينظر لكِ و انت تلتهمي الايس كريم يقول انك تاكله لاول مرة " 

نظرت له بغضب مصطنع " جوادددد اصمت و الا " ورفعت المعلقة بتهديد

ضحك اكثر على حالتها و اكل خاصته ، ليتوجهوا بعدها لمنزلهم . 


كانت هي في المطبخ تقطع بعض من التفاح ، بينما هو مستلقي على سريره يقراء كتابه ، اتت لتجلس بحانبه لكنها وضعت يدها على أنفها لتقول " ما هذه الرائحة " التفت جواد لها مستغرباً " اي رائحه " 


تغاضت عن الرائحة التي ازعجتها  لتجلس على السرير وضعت طبق الفواكه بجانب السرير ، لتلتفت لجواد و تقول " جواد ان الرائحة منك ما هذا اي عطر هذا " 

وضعت يدها على فمها و انفها ؛ بينما جواد ينظر لها فقط  مستغربا حالتها ،  تحدت اخيرا " انه عطري المعتاد  " 

 

اقترب منها لياخد طبق الفواكه و لكنها لم تتحمل الرائحة لتذهب الى الحمام مسرعه ، لتستفرغ كل ما اكلته ، قلق جواد عليها طرق باب الحمام و هو يقول " ياسمين هل انتي بخير " 

خرجت و هي تشير له " بنعم " 

و لكنها التفت له " رائحة العطر مزعجه جداااا " 


ليقرر الاستحمام مرة اخرى ليزيل رائحة العطر ...


و في الجانب الاخر عرف هارون كل شي و قرر الرجوع ليعتذر من مريم على عدم تصديقه لها ، ذهب و وقف امام بيتها و ظل دقائق و هو واقف يتذكر ما حدث و كيف أدار ظهره لها من دون ان يسمعها حتى فكيف لها أن تسمعه الان ..

خاف من المواجهة كعادته ليقرر الذهاب مرة اخرى و هو يحمل ذنب عدم تصديقها و عذاب ضميره ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(و هاهي الايام تمر و تسير و تأخذ بطلاتنا في مساراتها و منعطفاتها ، كل منهن ذهبت في منعطفها الذي كان به العديد من المفترقات و لكنها مرت به لتواجه الان اخر منعطف في منعطفات الحياة...)



مر أسبوع كامل على خطوبة أدهم و ريهام كانت التحضيرات تسير على أكمل وجه فأيمان  طلبت ان يكون العرس في بداية الشهر اي بعد عشرين يوم ، فرح زملاء أدهم و ريهام ب الخبر و باركوا لهم ، و كمفاجأة نظموا لهما حفل صغير في نهاية الدوام ، سعدت ريهام و فرحت و ايضا أدهم الذي كان لا يصدق انه اخيرا اجتمع بمن يحب .



اما ياسمين فمر أسبوعها بين الأطفال و الروضه لقد تقبلت و رضت بقدرها و ان الله كريم و سيرزقها هداءت نفسيتها و ابعدت عنها القلق و التوتر . 


اخرجت هاتفها لتتفقد الرسائل 

" حبيبتي تبقى يوم و اعود لا تحزني " و ما ان قراتها حتى سرت و اعتلت وجهها ابتسامه ، فاخيرا بعد ثلاث ايام غياب عنها جواد عائد ؛ فقد ذهب للخارج المنطقة لعمل لديه ، اتت المعلمة اروى و جلست بجانبها و هي تقول " لمن نحن مدينين بهذه الابتسامة " 


التفت لها ياسمين و اغلقت الهاتف لترد " سيعود جواد غدا لهذا يعني " خجلت و لم تكمل 

ضحكت الاخرة  و لكنها صمتت عندما رأت علبه غدائها 

"ياسمين مابك لم تفطري و الان لم تاكلي غدائك و انظري الى وجهك كم يبدو شاحب " 


" لا اعلم ما بي مندو اسبوع كلما اقترب من الطعام اشعر بغثيان  و ايضا عندما أشم رائحة العطر اووف " 


ضيقت اروى عيناها و اقتربت من ياسمين لتقول " ياسمين هل من الممكن تكوني حامل ؟ " 


تراجعت ياسمين للخلف و هي دهشه مما تسمع جزء منها فرح و جزء خاف من تكرار خيبه الامل  ، ابتلعت ريقها و قالت  بدهشه ممزوجه بفرحه " هل من الممكن ؟! " 


احابتها اروى " هيا لنذهب للمشفى و نفحص لنعلم  و ايضا الدوام انتهى هيا " 


و بفرحتها و خوفها و حماسها قامت و ذهبت لتفحص ، كانت تنتظر نتيجتها بحماس و توتر ، خوف و فرح ، أتت الممرضه و اعطتها نتيجتها، أغمصت عيناها و دعت و دعت لتفتحها ....




 في منزل عبد الرحمن 


حزنت مريم لما آل به حال هالة رغم كل ما فعلته معها الا انها عفت عنها و سامحتها و دعت لها بشفاء و المغفرة ، و هذا ما جعل قدرها و مكانتها امام عبد الرحمن تزداد في قلبه  .


كان عبد الرحمن يقراء جريدة الصباح، اتت اليه و بوجهها ابتسامة مشرقة و بيدها كوبين شاي ؛ وضع الجريدة جانبا و اخد منها كوباية الشاي يبادلها نفس الابتسامة ؛  جلست امامه و هي تنظر يمنة و يسرة تفرك يدها و تبتلع ريقها تريد ان تتحدث و لكن خجلها منعها ، وضع كوباية الشاي و اعتدل ناحيتها ، و ابتسم و  تحدث قائلا " انا اعرف هذا الوجه تريدين قول شي ، قولي  لا داعي للخجل و التردد "   


التفت له و بوجهها ابتسامة و بعيناها لمعه فرح " عبد الرحمن " 


و عندما راى لمعة عيناها ضاع فيها و سبح فيها ،و عندما سمع اسمه منها ابتسم و ضحك قلبه ، التفت بتركيز اكبر لما ستقوله ، لتكمل هي بصوتها الفرح المهتز بدون اي مقدمات " ستصبح اباً يا عبد الرحمن انا حامل  " 


امتلئت عيناها دمعا و لكن هذه المرة ليس حزنا و غما و انما فرحا و سعادة ..


و من فرحته تسمر مكانه و لكن ما لبث ثواني حتى قال بصوته كله و الفرحة تعلو ملامحه و هو يضع يداه على فمه " أساصبح اباً الان " 

هزت راسها  " نعم "  ، ليقف و هو ينظر لها عيناه تخبرها قدر فرحته ، احتضنها و هو يقول " انها افضل نعمة انعمها الله علينا ، لقد منحتيني فرحة لا توصف " 

فصل الحضن لينظر لداخل عيناها بحب ليقبل جبينها ، أغمضت مريم عيناها تشعر بكل المشاعر التي حملتها تلك القبلة الصغيرة من حب و احترام و طمئانينة و دفء و سكون ...

و هاهي الفرحة تطرق ابواب مريم اخيرا لتفتح لها الباب مبتسمة لتكون لديها ضيف دائم ..



عادت ياسمين الى بيتها و بيدها نتيجة الفحص  ، تسير في بيتها و تنظر الى كل مكان فيه بفرح ، جلست في الصالون لتخرج نتيجة الفحص مرة اخرى  و عيناها تضحك فرحا و ضحكتها على وجهها لتتحدث بصوت مسموع " انا حامل ،حامل ، الحمد لله اشكرك و احمدك يارب " لتبكي فرحا لتذهب بعدها  لتصلي شكرا و حمدا لله على نعمته ، و هاهي ادركت انها حصدت نتيجة صبرها، سجدت لخالقها و هي تبكي و تحمده .. 



و هكذا مر هذا اليوم السعيد عليهن ليأتي الغد و يحمل الكثير من المشاعر الجميلة..


ذهب عبد الرحمن و مريم للمشفى ليقوموا بالفحوصات و المعاينة الازمة ، و من ثم الى منزل والدها ليزفوا لهم الخبر ، فرح الكل بالخبر و هم يباركوا لهما و يدعوا لهما....


في روضتها كانت جالسة و هي تنظر للساعه بلا صبر تفتقدها كل ثانية و تتسال لماذا لا تتحرك عقاربها ، انتهى دوامها اخيرا مرت ساعاتها الثمان كانها ثمان اشهر ، لتذهب بعدها لبيتها و تجهز سفرة الطعام و تستعد لاستقبال جواد ، و ما هي الا ساعه حتى نزل جواد من سيارته مشيرا لها بيده من امام العمارة ، اهتزت من فرحتها به لتذهب سريعا و تفتح له بإبتسامه مشرقه " الحمد لله على سلامة جواد اهلا بك " 


ابتسم لها و اخدها بحضنه قائلا " حبيبتي اشتقت لكِ كثير " 


لاحظ فرحتها الكبيرة لتزيد ابتسامته ، ذهب هو ليستحم بينما هي اكملت اللمسات الاخيرة و انتظرته ، مرت دقائق و ها هو أتى، و ما ان اتى حتى وقفت بحماس تنظر له بفرح ، ارجع شعره للوراء و هو يهز راسه ضاحكا على حالتها ليجلس بعدها ، جلست هي ايضا امامه تكتم ضحكتها ، استغرب من حالتها ليقول " هل بي شي ؟ لماذا تنظري و تضحكين " و ضيق عيناه عليها . 


اجابت نافية لتطلب منه ان يبداء في الاكل ، تجاهل نظراتها ، لتقع عيناه على صحنه و كان مغطاء ، التفت لها ليرفع حاحبه قائلا " أأخاف من فتحه ؟ هل تجربين بي طبخات الانترنت " قالها بنبرة درامية مما زاد ضحكتها لتقول لها بحماس " افتحها و سترى " 

زفر و قال " امرنا لله " وضحك ليفتحها و اذا به حذاء ابيض اللون للاطفال ، اندهش و استغرب ليلتفت لها و يقول " هل انتي حا ..." لم يكمل الكلمة فملامحها اخبرته كل شي ، دموعها و هزت راسها ، وقف بسرعه و تقدم نحوها و هو يعيد ما لم يستطع نطقه من صدمته " أأنتي حامل ياسمين ؟ " 


هزت راسها ب " نعم " ليصرخ " الله الله " و يحملها و يدور بها و هي تضحك ممسكة برقبته ..


‏مهما استيأست روحك وشاختّ، وجلدتها الحياة بكلّ سياط الفقد والخسارة، وخُذلت وكُسرت، لا تستسلمّ، ربما النجاة بعد ألف مرة من المرارة ، بعد الف مرة من المرارة ها هي نهاية صبرهما تتوج بثمرة صبرهما بجبر من الله و عوض ...


و بعد مرور ايام كانت السعادة عنوانها ، اتى يوم الحناء للعروس لتجتمع كل من ريهام ، مريم ؛  و ياسمين،  كل واحدة منهم سعيدة بالاخرى و باخبارها و باستقرارها بحياتها ، لتمر مراسم الحناء و يتبقى يومين فقط على عرس ريهام ....


و رغم تعب مريم و ياسمين بسبب حملهم الا انهم كانا مع ريهام  و لم يتركوها وحيدة في افضل ايام حياتها .


كانت ريهام تتقلب بفراشها من حماسها و فرحتها لم يطرق النوم بابها ، كانت تبتسم كلما تذكرته ، قطع حبل افكارها صوت رسالة اتية فتحتها

 "  وتبقى أفضل الأمنيات هي أَن يجد كل منا من نبدأ معه وننتهي معه ، و انا وجدتك اخيرا يا نصفي الاخر " 


استقامت بجلستها و هي تتأمل كلمات الرسالة و تبتسم ، كانت على وشك الرد و لكن اتت امها و معها أنس  قائلة " انظروا من أتى " 

لتجيب ضاحكه " حبيب قلبي اتى " و مدت يداها لأنس ليلقي نفسه عليها و هو يضحك  .

جلست امها بجانبها تنظر بفرح ممزوج بحزن فابنتها غذا ستذهب لبيت عريسها و تفترق عنها و هي من لم تفارقها مندو صغرها ، علمت ريهام بما يدور في نفس امها لتذكرها بحديثها هي و أدهم و انها ستسكن معهم في نفس العمارة و في نفس الطابق  ، تداركت دمعاتها و مسحت على شعرها و هي تدعي لهما ، و ظلت الام تنصح الابنة و تتحدثا حتى ناما ..

بينما أدهم نام و هو ينتظر منها الرد .


أتى أخيرا اليوم الذي حلم به أدهم و ستزف عروسته له اليوم ..

بداء الحفل و بداءت المراسم كانت ياسمين و مريم يتفقدون التجهيزات و يتأكدون من ان كل شي على أكمل وجه و لكن من دون ان يرهقا انفسهم .


ذهب أدهم لعروسته ليراها بثوبها الابيض ليبتسم بينما هي تنظر بخجل ، اقترب منها و قبل جبينها ، ليمسك بعدها ذراعها و يشابك ذراعه بذراعها و يخرجا لتبداء مراسم الزفاف ، كان أنس يبدو وسيما بطقمه اهتمت به ياسمين و هي تلعب معه تارة او تطعمه تارة اخرة ، بينما مريم كانت مع والدة ريهام التي و ما ان رات ريهام حتى دمعت عيناها فرحا . 


مر حفل الزفاف بفرح و سعادة من الجميع ، تقدم أدهم و قبل يد والدته لتحضنه الاخرى و تدعي له و تبارك لهم ، و بعدها توجه لأم ريهام قبل يدها لتدعي له و تضيف قائلة " لقد اعطيتك ابنتي غاليتي روحي انها أمانه لديك فحافظ على امانتك يا ابني و لا تحزنها و لا تكسرها " 


تحدث مطمئنها " انها في عيني و في قلبي  هي و أنس"

أطمأنت بكلماته فسعدت به و دعت لهما في سرها ان يديم الله السعادة لهما و يبعد عنهم كل الحزن.


(بعض اللحظات من فرط جمالها و خصوصيتها تطبع في الذاكرة فكلما تذكرتها او  مرت من ذاكرتك تجعلك تقع في أودية السعادة و بساتين الفرح ، تماما هكذا كان يومهم يوم يطبع في الذاكرة لا ينسى ) 


 (بعد مرور خمس سنوات) 




و في يوم العطلة ذهبت عائلة مريم و عائلة عبد الرحمن ليقضوا يومهم على شاطئ البحر ، كانت مريم جالسة مقابل البحر الازرق تنظر لعبد الرحمن و صغيرها يوسف ذو الاربع سنوات و هو يلعب مع والده و جداه ، ابتسمت و هي تنظر لهما ، شردت قليلا تتذكر كل ما مر بها قبل خمس سنوات من حزن و كسر خاطر و ألم لتنزل دمعه حارقه  على وجهها و لكنها مسحتها بسرعه وهي تنظر لعبد الرحمن و صغيرها يوسف فهما كل حياتها و محور حياتها ، التفت نحو أباها و تذكرت يومها عندما اعتذر منها على عدم تصديقه لها ، تنهدت و اخرجت معها كل تلك الذكريات المؤلمة ،  اقترب منها عبد الرحمن و جلس بجانبها ليدع يوسف يلعب مع جداه ، التفت لها عبد الرحمن بتلك النظرات التي لم و لن تتغير ، حاوطت ذراعه و اسندت راسها على كتفه و هي تبتسم لأبنها و تشير له ...



بينما ياسمين التي نشر خبر حملها سعاده الى حياتهما حتى ان والدة جواد  لانت معها و تحسنت معاملتها، و رغم حزن ياسمين لعدم مشاركة اهلها بأي شي يخصها و سفرهم و استقرارهم في بلد أجنبي لكنها لم تهتم و لم تقهر نفسها ،  تركت عملها في الروضة لتتفرغ لبيتها و زوجها و اطفالها نعم اطفالها فهي رزقت بتؤام " نجلاء و نجوى "   

جمعت ألعابهم و نظفت غرفتهم بينما هما نيام ، و لكن ما ان استدارت حتى سمعت صوت نجلاء و هي تبكي ذهبت لها لتراها تحك عيناها بنوم ،حملتها و هزتها    قبلتها لتاخدها و تجلسها بجانبها و اطعمتها و بعد ان شبعت ضحكت و لعبت ، بينما نجوى نائمة ، تعبت ياسمين من الشغل في البيت و مجارات البنات لتقرر احتساء كوب من الشاي و لكن حتى قبل ان تاخد الرشفة الاولى بكت نجوى لتضحك ياسمين على حالها و تذهب لها لترى حالتها مثل اختها لتطعمها و تجلسها بجانب اختها ، اخدت كوب الشاي لتراه برد وضعته في المطبخ و همت لتحضر كوب اخر و لكن جرس الباب رن ، تركت ما بيدها لتذهب مسرعه و تفتح لجواد 

دخل جواد و بيده كيس مملوء الحلويات  ، اخد قبلته من ياسمين ليتوجه بعدها لحبيباته قبلهم بينما هما يصرخا بسعادة،

وقفت ياسمين تتأمل منظرهم اغمضت عيناها و زفرت براحة ، فهي ياسمين الفتاة التي حرمت من دفء العائلة و لم تشعر به من قبل ، كانت تدعي ان يرزقها الله زوجا صالحا و ذرية صالحة و عائلة دافئه، و تحقق حلمها بأن يكون لها بيت دافئ مملوء بالسعادة  و ها هم بناتها في بيئة دافئة مليئة بالحب  ، اغلقت بابها بابتسامة و كأنها تغلق فصول ماضيها و تكتفي فقط بحاضرها مع عائلتها الصغيرة ...



و أمام باب المدرسة كانت ريهام و أدهم واقفين و وسطهم أنس ، نعم انه اول يوم له في المدرسه كان خائف و لكن أدهم حمله و ردد " أنس البطل لا يخاف صحيح " ليرد أنس بحماس و قوة " صحيح انا سوبر مان " 

ضحكت ريهام عليهم و قبلت أنس و رتبت له شعره بيدها  ، نظر أنس لها و قال بقوة  " سأذهب لوحدي  " 


أشارت له ليذهب، اسرع أنس و وقف في الطابور بينما أدهم و ريهام ينظرون اليه ، ادمعت عينا ريهام  كانت سعيدة به جدا  فلقد كبر صغيرها و دخل للمدرسة ، راها أدهم ليمسك بيدها بحنان ، لتقول " انه يذكرني بأخي حمزة بكل حركة و بكل ضحكة و كأنه حمزة امامي لقد اشتقت له كثيرا " نزلت دمعاتها اشتياقا لاخيها ، مسح لها دمعاتها و قال " الله يرحمه برحمته لا تبكي و الا صغيرنا سيبكي ايضا " و وضع يداه على بطنها المنتفخه لتضحك و تمسح دموعها ، استندت على أدهم و ظلا يراقبا أنس حتى دخل صفه  و هما فرحين ...



و في حديقة منزل ياسمين اجتمعت الصديقات  ياسمين و ريهام و مريم ، جلسوا يشربون الشاي بعد ان جعلوا أنس يراقب الاطفال و يلعب معهم ، كانت كل واحدة عينها على طفلها و تبتسم له ، قطع تاملهم صوت صرخه من ريهام ، فزعت مريم واقتربت منها سريعا ، بينما ياسمين تحدثت  بخوف " ريهام هل انتي بخير " 

التفتت لهما ريهام و قالت بدهشه " لقد ركلني " 

لتضحك ياسمين و مريم لتخبرها مريم ان هذا الشي طبيعي. 

تحدث ياسمين عن تجربتها مع التؤام و انها رغم تعبها الا انها جميلة ، ضحكت و هي تخبرهم معانتها معهما فواحدة تنام لتستيقظ الاخرى ، اشبع بطن واحدة ، تجوع الاخرى ، ضحكت اكثر و هي تقول " لقد حولوا بيتي الى ساحه حرب اذهب دقيقه لأرى كل الاغراض على الارض اغضب و لكن عندما ارى ابتسامتهم انسى كل شي " 

 كانت جلستهم جميلة جمال ذكرياتهم و بجمال صداقتهم التي استمرت و اصبحت اقوى  رغم المنعطفات التي مرت بها الا انها لا تزال متماسكة و ثابتة .


(و هنا كان اخر منعطف مروا به بطلاتنا لتنتهي معه المنعطفات القاسية و المؤلمة ، فبعد كل ضيق فرج و بعد كل عسر يسر و بعد كل حزن فرح  ، هناك دائما أملًا بغدٍ أجمل، أمَلًا بأيّامٍ مُزهِرَةٍ مُشرِقَة، لا تَعبَ فيها ولا أثقَالَ تَهُدّه، صَحيحٌ أنّ الحياةَ دَارُ عُبورٍ وكَدَرٍ، وأنّها لا تَخلو من الآلامِ والأحزَان، ولكِن حَتمًا لا بُدّ من أيّامٍ نعيشُ فيها بسَكِينَةٍ وهُدوءٍ وسَلام.....)


النهاية 🩷🌸.....


(أتمنى أنها أعجبتكم و أحببتوها 🤭 

ياريت تشاركوني رايكم في تجربتي الاولى 🤭 )


استودعكم الله 🥹🩷

author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

7 تعليقات
إرسال تعليق
  • غير معرف30 سبتمبر 2024 في 7:12 م

    ❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    حذف التعليق
    • Sameha Ragab photo
      Sameha Ragab30 سبتمبر 2024 في 7:14 م

      بالتوفيق يا سوجي ❤️❤️❤️

      حذف التعليق
      • غير معرف30 سبتمبر 2024 في 8:57 م

        *-*شاطره

        حذف التعليق
        • غير معرف30 سبتمبر 2024 في 11:29 م

          جميله جدا وهاديه ومريحه تسلم الأيادي

          حذف التعليق
          • غير معرف1 أكتوبر 2024 في 1:07 ص

            جميل جدا تسلم ايدك حبيبتي

            حذف التعليق
            • غير معرف1 أكتوبر 2024 في 11:54 ص

              ما أجمل النهاية كانت جدا رائعة ومبهجة للقلب بعد المنعطفات التي واجهوها بكل ما فيها من قسوة الحياة والظلم اللي تعرضن اليه
              وبعد هذا الكل عاشوا بسعاده لان رب العالمين كريم واعطي خير لمن اتظلم
              فعلا قصة جميلة وراقية اتمني انك تواصلي مع الكتابة وكل الشكر والتقدير والاحترام لك يا سوجي المبدعة

              حذف التعليق
              • غير معرف3 أكتوبر 2024 في 6:46 ص

                نعم انها الحياة تاخد كل منا في منعطف وتجعل كل واحد منا يعيشها بحلوها ومرها ولا نعلم اين توصلنا اقدارنا

                حذف التعليق
                google-playkhamsatmostaqltradent