recent
جديدنا

منعطفات الحياة (المنعطف العاشر )

منعطفات الحياة

(المنعطف العاشر )

بقلم الكاتبة سجى أمام



 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وصل عبد الرحمن الى المستشفى ،   ليشكر ياسمين و ريهام على   اهتمامهم بها و  اسعادها ، اتى جواد ليذهبوا اقترحت ياسمين ان يوصلوا ريهام في طريقهم لان الوقت تاخر لتوافق على حرج . 


دخل و اقفل باب غرفته التفت لها ليراها نائمة مرتاحه ، ابتسم وجهه و القى بنفسه على الاريكة فهو متعب و مهموم مما مر عليه .


مرت هذه الليلة بما حملته لهم من كثير .

 لياتي يوم جديد انشغل به الجميع ..

 طمئنت الطبيبة عبد الرحمن و قال ان صحة مريم جيدة و ان بأمكانهم  الخروج ، سألها عبد الرحمن أنها تشعر بألم أسفل بطنها لتكرر اخباره أنه بسبب عملية الإجهاض و أن هذا شي طبيعي ..

و بعد أن اطمئن عليها ذهب  ليباشر بإجراءات الخروج فورا ..


اما جواد فكان لديه عدة اجتماعات و اعمال عليه ان يكملها فانشغل بها و لم ينتبه لتأخره ، انتظرته ياسمين امام باب الروضه و لكنه لم ياتي ، هاتفته و لم يرد ، لتقرر بعدها  ان تاخد تاكسي و تذهب لمنزلها. 


تحسنت حالة أنس و انخفضت حرارته ، لتباشره ريهام  العمل  و ما ان دخلت و راها حتى سر و ابتسم و ذهب لمكتبه بنشاط ليكمل اعماله ، لم تعطيه اي ردة فعل لكنها راته لتبتسم و لكن سرعان ما مسحت تلك الابتسامة و جلست في مكتبها و بين اوراقها .. 



اما هالة عادت لبيت اهلها كانت حالتها لا تبشر بالخير عيناها حمراوتين من كثر البكاء و وجهها شاحب لا لون به ، قلقت امها و سالتها ما بك اكثر من مرة  و لكن هالة اخبرتها انها تعبه فقط ، ظنت امها انها حزنت بسبب فسخ خطوبتها من هارون و سفره الى دبي ، و لكنها لا تعلم ما بداخل ابنتها  من نيران ، و قعت هالة في بئر الندم بكت و بكت دماًو هي تطلب السماح من ربها على ما فعلت بمريم و ب طفلها الذي لم يلد . 



 في بيت عبد الرحمن


ساعدها عبد الرحمن على صعود الدرج كان ممسك بيدها و هي تستند عليه 

 اجلسها على الاريكة و اعطاها بعض الماء ، لتاخذه   منه لتلتفت له و قالت باسمة "شكرا" 

 و اخفضت راسها تتهرب من النظر له ، جلس بجانبها و امسك يدها و قال بصوت جعل داخلها يهتز " على ماذا يا مريم هذا واجبي ألستي زوجتي و قرة عيني و شريكة حياتي و شقيقة روحي " 


اغروقت  عيناها بالدمع لتقول " ألن تسال ان كان ما قالته هالة صدقا ام كذ ..." قاطعها و هو يشدد على يدها  ناظرا الى عيناها " لا لن اسال لانني اعرف من هي مريم ، مريم لم تفعلها قط ، انا صدقت عيناك يا مريم ارجوكي لننسى ما مر و لنبداء من جديد و الذي ظلمك و افتراء عليك سيلقى نصيبه "

 

تحدثت لتقول " لن ادعي عليه لكن سادعي له ليهديه الله و يعلم حجم ما عمله " 


ازداد حبه لها و تقديره لها و هنا علم انها ليست كباقي الناس فمن ظُلم كان سيدعي على الظالم بالعقاب و لكن هي دعت بالهداية .

مسح دمعاتها و قال " يكفي دموعا لا اريد ان ارى حزن او دموع بعد الان، لننسى و نبداء من جديد فقط سيكون لدينا مكان لسعادة و الفرح " و ابتسم لها .


و هنا ابتسمت و عندما لمست و احست بكلامه سرت و سعدت و اطمأنت فذهب الغم و الضيق عن قلبها لعلمها بأن لديها محب حقيقي احبها فأحسن حبها ، و سند حقيقي وقف امام كل صعابها كالجبل  ، سكن قلبها به و اليه فأصبح حبها سرمدي له .



(بعد شهر)


مر شهر لازال أدهم يحاول مع والدته إيمان و لكنها لا تزال عند رأيها ، حاول ان يشرح لها ان ما تفكر به غلط و ظلم لهم  ،  لكنها أبت أن ترضى ، لاحظت  ايمان ان ابنها ابتعد عنها و لا يحدثها فحزنت و خافت ان يبتعد اكثر مرت ايامها و خوفها يكبر فابنها أدهم هو وحيدها و كل شي لها ، ظهر حزنها على ملامحها كلما راته بعيد عنها .

هو ايضا حزين لما أل له الوضع بينهما و لكنه اختار البعد لكي لا يجرحها بتصرف او بكلمة .


و في يوم كانا يفطرا تكلمت إيمان لتقول  " ابني لننهي الموضوع لقد تعبت انا اريد ابني فقط ان يعود الي " كانت تتكلم بصعوبه و هي تجاهد حروفها لكي تخرج ..


التفت لها و قال " انا هنا يا امي بجانبك دائما  و لن اذهب  و لكن حاولي فهمي فقط انا... " صمت و فزع عندما رأى والدته تحارب لكي تتنفس، فأنفاسها ضاقت و رؤيتها انعدمت لتفقد الوعي امامه ، هلع و اسرع و اخدها للمشفى ، كم كان خائف على والدته فهي كل شي له في الحياة   .


أتى الطبيب و اخبره انها بخير و ان ما حدث كان بسبب ارتفاع ضغط الدم و السكر و ايضا بسبب التوتر و الحزن ، جلس على الكرسي واضعا يداه على راسه بضيق و هم  ، يقول في نفسه " كل هذا بسببي ، بسببي ، لقد اهملتها و احزنتها ، بسببي ساءت حالتها" 


و بعد القليل من الوقت 


استيقظت والدته ليقوم لها و بلهفه قبل يداها و سالها " امي هل انتي بخير يا نور ديناي " 


هزت راسها و مررت يدها على وجهه " انا بخير بني لا تخاف " 

دمعت عيناه ليقول " انا اسف لانني احزنتك امي سامحيني انا اسف اعدك انني لن احزنك انتي اغلاء ما املك " و احتضنها ، مسحت على شعره بينما هو لازال ممسك بيدها كطفل .



اتصل جواد بياسمين قائلا " حبيبتي ألا زلتي في الروضه " اجابت ب " بلى " ليقول " ممتاز انا امام باب الروضه منتظرك و عندي مفاجأة لك "

 

خرجت لتجده و اول ما ركبت السيارة قالت بحماس " ما هي المفاجأة هيا اخبرني "

 

شغل السيارة و قال بابتسامه " اريد ان  ارى ردة فعلك عندما تريها لذلك لن اقول " وضحك 

ترجته بصوت يشبه صوت الاطفال ان يقول لها و لكنه لم ينطق ، لتصمت و تنتظر بفضول و حماس . 


وصل لوجهته ألتفتت للمكان لتقول  " المطار لماذا نحن هنا " و سكت لتقول باستغراب " هل سنسافر الان " 

هز راسه مبتسما  و قال " نعم " 

صمتت تفكر و لكنه اخرجها عن تفكيرها قائلا " ألم تخبريني من قبل انك تريدين الذهاب لليونان و الان ها نحن ذاهبون " 


من دهشتها لم تنطق ببنت كلمة ظلت تنظر له ليضحك على حالتها و يذهب بها للمطار لتبداء رحلتهم في مدينة أحلامها...




شهر مر و لا زالت مريم تقع بحب عبد الرحمن في كل يوم ، فهو من انتشلها من ظلمات حزنها إلى النور حبه، من اخرج ذلك السهم و داواه ايضا ، طلبت من السعادة قطعة ليعطها كل السعادة...

 

‏"أَن تحب أَحدهم هو أَن تمرر أصابعك بِخفة خلال روحه حتى تجد الجرح الأكبر فيها، وبرفق تسكب حبك في هذا الجرح."

 و هذا ما فعله عبد الرحمن مع مريم...


ظلت تنظر له باسمة و هو نائم ، بداء بتحرك لتبتعد بسرعه هاربه للحمام ، فتح عيناه ليضحك على حالتها ، ابعد غطاء السرير عنه و ارجع شعره للوراء و هو لا يزال مبتسم ، ثبتت عيناه على الفراغ لوهلة و هو يفكر عن كيفية اخبارها بأمر إسقاطها للجنين ، فهو لم يخبرها بعد و هي لم تشك أو تفهم أنها كانت حامل و هذا الالم كان ألم ما بعد عملية الإجهاض و ليس مثل ما قال لها ألم نتج عن التوتر و الحزن ..

 وضع يداه على رقبته و هو يفركها و زفر بضيق ، و هنا فتحت الباب و خرجت فطلت عليه بجمالها فأبتعد الضيق و وَلاَّهُ ظهره  ، خجلت من نظارته لتقول " صباح الخير " و ابتسمت 

اقترب منها و قبل وجنتيها ليرد " صباح الخير يا كل خير حياتي " 

اقترب اكثر و لكنها هربت بسرعه ، ليذهب هو ليستحم بينما هي لتحضير الفطور. 


مر الوقت بشكل جميل و هما يشاهدان التلفاز فاليوم يوم عطلت عبد الرحمن، لاحظت شروده بين الحين والآخر، لتساله " عبد الرحمن هل انت بخير اني اراك مهموم " 


اطفاء التلفاز و جلس بمحاداتها تنهد و قال " اريد ان اخبرك بشي و لكنه سيحزنك " نظرت له مستفهمه  ، بينما هو ينظر هنا و هناك وضع بموقف صعب و لكن عليه بمواجهتها ، امسك يداها و أخفض نظره لتتحدثت " عبد الرحمن لا تخفني تحدث هيا " 

اخرج تنهيده ليستجمع قوته و يقول " مريم انا لم اخبرك بوقتها كي لا تحزني و اعلمي ان من رزقنا مرة سيرزقنا ثاني مرة بأذن الله " سكت قليلا ينظر لوجهها الذي اعتلت ملامحه الحيرة و عدم الفهم، اكمل كلامه " في ذاك اليوم عندما اخدتك الى المشفى علمت انك " و هنا صمت لا يعلم كيف يقولها ابتلع ريقه ليكمل " علمت انك كنتي حامل " شهقت و وضعت يدها على بطنها لتقول بصوت مرتجف " أكنت حامل " هز راسه ب" بلى " طلبت منه ان يكمل ، ليخبرها بكل شي من لحظة سقوطها بين يديه و الدماء التي غرقت بها الى اخبار الطبيبة له بأمر الجنين الذي مات ..


ابعدت يداها من يداه و هي تبكي لا تصدق ما تسمع هزت راسها ب " لا " التفت له و قالت بصوتها الباكي " لماذا لم تخبرني ها " 

اجابها و هو ينظر لعيناها الغارقه بدمعها " لكي لا تحزني و لا تتاذي اكثر كانت حالتك ستسوء أكثر اذا علمتي بأمر الطفل "

وقفت و هي تصرخ به باكية  قائله " و هل هذا شي عادي لتخفيه انه طفلنا " و ما ان نطقت "طفلنا" ازداد بكاءها تقدم لها عبد الرحمن و ضمها الى صدره لتبكي هناك و بين ذراعيه ، حزنت و تألمت فتألم و حزن هو ، فصل الحضن و لكنها بين يداه ليقول لها و هو يمسح دمعاتها " مريم علينا بالصبر انه ابتلاء من الله فالمؤمن مبتلاء " 


رفعت بصرها و قالت و هي لازالت تشهق من اثر البكاء " لكن طفلي " لتنزل راسها و تبكي .

رفع راسها قائلا " اخبرتك في البداية سيرزقنا من رزقنا اول مرة علينا فقط التسليم لاقداره ، الخير و الشر منها و التسليم لها و الصبر عليها " 


مسحت دموعها لتقول " لا يسعني الا قول صبرا جميلا و الله المستعان " لتذهب بعدها و تفرش سجادتها و الى ربها سجدت و رمت كل حملها، اطالت سجدتها و دعت و هي تبكي، تركها عبد الرحمن لتناجي ربها و تهدء .



تغيب أدهم عن الشركة لثلاث أيام، قلقت ريهام ارادت الاتصال و لكنها لم تفعل .



و في اليوم الرابع اتى أدهم و ما ان لمحته حتى أطمئنت ،   لكن رات على وجهه مزيج من الحزن و الضيق ، اقترب من مكتبها طرق الباب فأذنت له ، استغربت حالته فهو هادئ على غير عادته ، علق بصرها على وجهه و لكنها سرعان ما عادت للواقع لتقول " تفضل " 

تحدث بطريقة غريبة و صوت لم تفهم معناه ليقول " انا اسف ريهام و لكن علينا ان ننهي كل شي انا لا يمكنني ان " و صمت 

و داخله يحترق لما قال ، بينما هي صدمت مما قال ، لم تنطق بشي فقط تنظر له بعينان باحث بكل شي فقد فهمت ما يقصد. 


تنهد و قال " لم اكن اريد ان اتخلى عنك  و لكن يبد انه ليس مقدر لنا ان نكون مع بعض انا اسف " قالها بغصه كبيرة و أساء فها هي من شغفته حبا امامه و لكن بدل أن يخبرها بحبه  ها هو يخبرها بعدم إمكانية لقاءهم و لا اجتماعهم  ...


تجمعت الدموع بعيناها و لكنها ما تركتها حبستها ، حمحمت تحاول ان تكون طبيعية لتقول بصوت مهزوز فضحها " الى هنا يعني " 


و عندما سمع صوتها اهتز قلبه معها و لكنه ما أبان لها ذلك ليؤماء براسه و يقول " دمتي بخير دائما  "  و ذهب يحمل معه ألمه لفراقها و تركها تنظر لمكان وقوفه دهشه مصدومه اغمضت عيناها لتترك لدمعاتها سبيل الفرار، تألمت و حزنت ، لتردف داخلها " دمت بألف خير ادهم " 

كانت تعلم سبب قراره و انه معه حق بذلك لكنها حزنت ! 


اعطته الحق بقراره لكنها تعلقت بأمل و لكنه كان هش فأنكسر ...


سحب رجليه سحباً الى ان وصل لخارج الشركة ادرك ان ما قاله ليس سهل لا عليه و لا عليها ، و لكن ما عليه ان يفعل ، شعر و كانه ترك جزء منه و ذهب ، تنهد بكل ما يحمله لينظر لسماء و يحدث نفسه " سيحدث ما هو خير لنا و لنتركها للوقت " 


مر الوقت و مريم لا تزال على سجادتها تبكي بصمت بعد ان هدأت و فكرت بكل ما حدث ، لتعطي عبد الرحمن الحق فهو من حبه لها لم يخبرها و لم يرد ان يحزنها ، و ايضا تحمله لكل هذه الفترة هذا العبء لوحدة لاجل عدم احزانها ، رفعت سجادتها و خرجت الصالون حيثما كانا لترى عبد الرحمن جالس هناك راسه بين يداه كم كان يبد مهموم تقدمت نحوه و جلست بجانبه نظر لها ، و كأنه يقول  " أنت بخير " لتجيب عيناها  بالإيجاب .

تحدث مريم " انا اسفه "

عبد الرحمن " على ماذا ؟ انا من عليه ان يعتذر لانني اخفيت عنك " 

مريم " لا تعتذر فأنت عملت الصح و انا لو كنت مكانك لعملت مثلك " 


عبدالرحمن " انا فقط لم ارد ان ارى هذا الحزن مرة اخرى كنت اعلم اذا اخبرتك ستتاثرين كثيراً و ستسوء حالتك اكثر لذلك سكت عن قول الحقيقة  "


 ابتسمت مريم و احتضنته ، ضمها بقوة اليه ، هو دواء لها ، و هي النفس له ،  هو من احتواء ضعفها و حزنها ، فاحتوت هي روحه ، و سكن الود بينهما ..



‏"أن تشعر بأن شخصًا يحتويك -بكل طرق المحبة- في كل الظروف، يحتضنك مثلما تحتضن الأرض العشب والمطر، أن تشعر في حضرته بالرحابة المطلقة، ألا تمتنع عن الكلام أو تتردد فيه لأنك تثق تماما بأنه سيتفهم، وأن ما لا تقوله يلمحه في ملامحك ونبرة صوتك. هذا هو المكسب الحقيقي."



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تاخر أدهم بعودته كانت والدته قلقة عليه تتصل و لكنه لا يجيب ، ازداد قلقها عندما هاتفته اكثر من مرة و لكنه لم يجب ، بداءت تحوم في الغرفة و هي تتحدث " يا الله اين هذا الولد يالله احفظه ياربي "


مرت نصف ساعه لياتي بعدها ، فتح الباب بتثاقل و دخل و كأن جبال من الهم فوقه ، استقبلته امه فور دخوله و هي تتحدث بلهفه " أدهم اين كنت لماذا تاخرت " لاحظت حالة ابنها 

لتساله " ابني مابك هل انت بخير " 


ابتسم لها و قبل يداها و هو يقول " انني تعب فقط لا تخافي سانام و ساكون غدا بافضل حال و انت ايضا  نامي " و ذهب و لكنه توقف و قال " هل اخدتي أدويتك " هزت راسها ب " نعم "  

ليذهب بعدها الى غرفته رمى أغراضه و جلس على سريره بضيق و تخبط ، تمدد و نظر للحائط يتذكر ملامحها عندما اخبرها و تلك الدمعات ، غص قلبه عندها ، حاول ان ينام و الا يفكر  بها ، لينام على حالته تلك ..


اما إيمان  فأدركت انه حدثها لتقول داخلها " مجرد ايام و سينسى و نغلق فصلها و ساجد له افضل عروسه " و ذهبت لتنام ..



و بينما ريهام فمنذ وصولها و هي لم تتحدث فقط دخلت غرفتها و اغلقتها لتبكي كانت تظن نفسها قوية و لكنها هُزمت ، و ضعفت امام حبها ل أدهم  لتبكي و تبكي بحرقه و ألم ، لتنام على حالتها تلك .



و ها هو صباح يوم اخر ياتي  استيقظت به ريهام  لتنظر لنفسها بحزن  بالمرآة قائلة " ما هذا الحالة يا ريهام  ؟ ضعيفه ، منكسرة باكية "

 

صمتت قليلا لتفتح صنبور المياه و تغسل وجهها به لتقول بعزم و قوة " لن اضعف و لن انكسر  ، لن تنتهي الحياة ساستمر  و ساحارب هذه الحياة لأجلي و لامي و أنس،  كوني قوية ريهام  "  


و ذهبت بعدها لتستعد للذهاب الى الشركة بكل قوتها كالمعتاد ، فتحت هاتفها لتبتسم عندما رأت رساله ياسمين فتحتها لتنظر للصور ياسمين الجميلة من عطلتها ، قرأت رد مريم على الصور لترسل هي أيضا لياسمين رد جميل لها .

نادتها امها لتفطر لترد قائلة " اتية حالا " و اتت مسرعه ، كان أنس بحضن والدتها اخدته و قبلته و هي تقول " لا يبداء الصباح إلا عندما ارى ضحكته " و بداءت باضحاكه و ملعبته ، ارتسمت على وجهها ابتسامه منقوصه ، جلست لتفطر ، احست امها بتغيرها فهي من تعلم بابنتها و طريقة هروبها من حزنها بارتداء قناع القوة ، 

سالتها " ريهام  هل كل شي على ما يرام "

 

ابتلعت ريهام ما بفهمها و اجابت " نعم  لذي اجتماع مهم ، لذلك  ساذهب بسرعه " و قامت بسرعه قبلت امها و أنس و ذهبت ...


وصلت للشركة و صعدت مكتبها و لكنها لمحت مكتبه فحزنت فكادت أن تضعف و لكن سرعان ما اسرعت بخطواتها الى مكتبها لتغرق بين اوراقها و شغلها . 


وبين اتصال و توقيع و اجتماع كانت تختلس النظر لمكتبه على أمل ان تراه و لكنه لم ياتي ، ذهبت للمديرة لتعطيها الاوراق الخاصة باجتماع الغد و تاخرت هناك  ، ذهبت لمكتبها و هي تعبه من هذا اليوم وضعت راسها بين يداها و زفرت ، طرق باب مكتبها و هنا رفعت راسها انه هو! 

 أذنت له فدخل و من دون اي كلمات مد لها اوراق نقله من قسمه الحالي الى قسم المحاسبة، نظرت للاوراق بدهشه  ، ليتحدث بسرعة  قائلا " لقد وافق قسم التوظيف على الطلب و لكن يتوجب توقيعك و توقيع المديرة دعينا نسرع من فضلك " 


كانت تنظر له بحيرة و حسرة تنهدت لتقف بعدها و ذهبت للمديرة لتوقع  ، اتت و جلست على مكتبها و هو لايزال امامها ينظر للورقة التي بيدها اخرجت قلم من درجها و لكن قبل ان توقع التفتت له بحزن ، و لكنها وقعت .. 


كم أشبه اليوم ب الامس ، تذكر اول يوم عندما راها هناك وقعت على اوراق قربه و هنا على اوراق بعده ، مدت الاوراق له ليأخذها بعد ان شكرها و ذهب .


لم تتوقع ريهام كل هذا فآخر ما كانت تتوقعه قراره هذا  ، و لكنها لا تعلم انه اختار البعد فقط كي لا يزعجها قربه و كي لا يتشوش فكره اكثر ....



(اما في اليونان )

فكانا يستمتعان بجمال طبيعتها و مناظرها و اماكنها يتجولون بسعادة و فرح ، نسيا العالم و كأن  ليس هناك احد غيرهما . 


تسير بجانبه فرحة و هو لفرحها عاشق و لضحكتها مغرم، و لكلامها متيم ، فهي محبوبة الروح . 

التقطوا العديد من الصور و ذهبوا لكل الاماكن التي ارادتها ياسمين . 


كانت تنظر لجواد و هي تشكر ربها لانه اعطاها جواد سندها و كل شي ، من انساها كل ما مرت به بسبب عائلتها ، من كانت ضعيفه اصبحت قوية به ، من كانت الوحدة رفيقتها .

 اصبح لديها رفيق يؤنسها ، من كانت عيناها تبكي دائما اصبحت الضحكات لا تفارقها ، من كانت خائفه لا سبيل للخوف بوجوده ، بطلها و أميرها و حلالها ...

مرت ايامهم الجميلة بسرعه و ها قد حان موعد العودة ليباشروا أعمالهم ...


author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

4 تعليقات
إرسال تعليق
  • غير معرف28 سبتمبر 2024 في 9:04 م

    روعه تسلم ايدك حبيبتي

    حذف التعليق
    • غير معرف28 سبتمبر 2024 في 11:28 م

      فعلا منعطفات الحياة كل واحد وظروفه كل واحد وكيف ينظر للحياة وكل واحد سوف يحسد ما زرع

      حذف التعليق
      • غير معرف29 سبتمبر 2024 في 2:53 م

        جميل قوى الحب الحلال يا رب يرزق كل بنوته اللى يفرحها

        حذف التعليق
        • غير معرف3 أكتوبر 2024 في 5:46 ص

          👍👍👍👍❤️❤️❤️❤️👏👏👏👏

          حذف التعليق
          google-playkhamsatmostaqltradent