منعطفات الحياة
(المنعطف التاسع )
بقلم الكاتبة سجى أمام
استيقظت ريهام من نومها بتثاقل ، لاول مرة ليس لها رغبه بالذهاب للشركة و لكنها ذهبت ، فراته هناك حاولت ان لا تنظر له و تسير لمكتبها بسرعه ، تقدم هو مسرع الخطى ليتحدث " ريهام اريد ان نتحدث " اوماءت براسها لتدخل مكتبها و يدخل هو بعدها بعد ان ترك الباب مفتوح .
تحدث هو قائلا " انا اعتذر منك لم اتوقع من امي ان ترفض بعد ان وافقت " و صمت فقد متوتر و خائف من ردها .
تحدثت ريهام بنبرة جدية " انظر لقد حصل ما حصل لنغلق الموضوع هنا "
استقام بجلسته و هو رافض الفكرة " لا يمكنني التخلي عنك اريدك بحياتي بالحلال لقد اخبرت والدتك انني ساحارب من اجلك "
فرحت بكلماته و لكنها لم تبين له لتقول " لا خير لامر ليس به رضاء الوالدين انا لا يمكنني ان اصبح سبب خلاف بين الابن و امه لا اريد ان تغضب او تحزن امك منك "
(قالت كلماتها و هي تتذكر أخوها حمزة الذي بسبب خلاف ترك امه التي حزنت بسببه و غضبت تذكرت ما قال لها عندما عاد في احد الايام " لم اشعر براحه مثل هذه من قبل لقد كنت دائما اشعر بالضياع عدم الراحه بشي يغص فرحتي و كله بسبب عدم رضاء امي عني و لكن الان انظري كل شي جميل فرضاء الوالدين سبب من اسباب السعادة يا ريهام " )
تنهد وقال " فقط اريد ان اعرف هل ما زلتي موافقة على طلبي "
رفعت نظرها نحوه عيناها تحمل الاجابة ، ابتسم فقد فهم ما باحت به العينان و ما لم تبح به الشفاه ، ليقول " اذا الامر لذي ساحاول و ستصبحين حلالي باذن الله " و تركها و ذهب. .
استيقظ عبد الرحمن بينما هي لا تزال نائمة حزن لحالتها ، ذهب و توضاء و صلى، قرر ان يبقى معها و ان لا يذهب لعمله ، ذهب ليحضر الرغيف الساخن الذي تحبه ذهب بسرعه و رجع ، دخل المطبخ و ترك الرغيف ليراها تبكي في صلاتها و تناجي ربها لم يريد ان يقطعها تركها ، و بعد ان اكملت ذهبت للمطبخ و حضرت الفطور لهما ساعدها هو ايضا و لكن حزنها كان طاغي عليها ، اجلسها بجانبه و طلب منها ان تاكل و لكنها رفضت ، أصر عليها لتوافق لكي لا تحزنه .
حل المساء ..
انتظرت ياسمين عودة جواد كانت على غير عادتها متحمسه و هي تتحدث معه على الهاتف اخبرها انه بالكثير عشر دقائق و سياتي ، ظلت امام النافذة الى ان لمحته ، راها هو ايضا ليبتسم لحالتها ، صعد بسرعه ، فقد اشتاق لحالتها هذه ، فتحت له الباب ، راى فرحتها ليسألها عن سببها إجابته " و اخيرا قبلت يا جواد و اخيرا بعد شهور قبلوني كمعلمة للاطفال "
( كان يعلم كم حاولت لتحصل على هذه الوظيفة بالذات و لكن في كل مرة هو يتدخل بغير علمها و يطلب من المدير ان لا يقبلها فهو يعلم حبها للاطفال و تعلقها بهم فلا يريدها ان تخزن كلما راتهم و لكن عندما راى حزنها في اخر معاينة قرر ان يجعلها تعمل هناك لعل هذه الوظيفة و الأطفال يسرون قلبها قليلا " )
سعد جواد لسعادتها ، كانت تحدثه بحماس و سعادة و تلك الابتسامة لا تفارق محياها و هي تقدم له الطعام ، اما هو اكتفى بالنظر لها ، لسان حاله يقول
( انها حبيبتي ياسمينتي ، عفوية للحد الذي لا حد له، لدرجة أن العفوية العالقة بين جدران روحها ترفض وبشدة للطفل البريئ الساكن داخلها أن يكبر لحظةٌ واحدة. ) منقول
مر يومين لازالت مريم على حزنها ، كان يسمعها و هي تبكي يرى دموعها الصامته لم يتحمل حزنها و ألمها ، فقرر ان يواجهها ، اخدها و اجلسها امامه تحدث قائلا " مريم ما سبب هذا الحزن؟
الى متى ستظلي تخفي عني؟ اخبريني لعلكِ تجدين عندي حل او على الاقل اساعدك أو اقف بجانبك و اساندك .
مريم تحدثي لترتاحي " كان ممسك بيدها و هو يتحدث يعطيها الامان و الدفء .
بينما هي رفعت عيناها و هي مملوئة بدمع و قالت بصوت بالكاد اخرجته " لقد رموني بسهم و لم تستطع قوتي ان تخرجه " صمتت و تركت دمعها لينذرف .
تحدث قائلا " انت أخبريني فقط مكان جرحك و انا ساخرجه و اداوي مكانه النازف فقط اجعليني اساعدك يا مريم " كانت نبرة صوته مليئة بالحنان و العطف و هو يحاول أن يخرجها من عالم أحزانها الذي حبست نفسها فيه
،احست به و بحبه و اهتمامه و لكنها ما استطاعت اخباره خافت ان يتركها و يعتبرها هي المخطئة كالجميع ، فصمتت و اخبرته انها لا تستطيع اخباره في الوقت الحاضر...
في بيت اهل مريم كانت الاجواء مشحونة ، فهارون احس بالذنب الذي اقترفه بحق هالة و لا يريد ان يظلمها اكثر فهو لا يحبها و لا يكثرت بها ، ذهب و فسخ خطوبة بها ، و وسط دهشة الكل ، تحدثت هالة بغضبها و حزنها " هل من اجل من مريم ستتركني من اجل هذه الرخيصة "
صرخ هارون بها و تقدم احمد و صرخ بها " يكفي لا تتعدي حدودك اذهبي لغرفتك "
" انا اعرف كله بسبب مريم هي من لعبت بعقلك ، ما بك نحن مخطوبين انظر " و اشارات لخاتمها .
تحدث هارون بغضب و صوت عالي " لا يوجد شي اسمه نحن و لسنا مخطوبين من بعد الان و لا تذكري اسمها بسوء مرة اخرى مفهوم "
همت لتتحدث و لكن والد مريم صرخ بهما ، لتذهب هي لغرفتها و هو خارج البيت ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم تتحسن حالة مريم لازالت على حزنها و عزلتها حتى انها قاطعت الطعام ، لولا اصرار عبد الرحمن ما اكلت، ازاد ضعفها و شحوب وجهها ، قلق عليها عبد الرحمن ليقرر اخذها لطبيب عند عودته من العمل ..
ذهب الى عمله و هو قلق عليها و لكنها طمئنته و ودعته و ذهبت لتقم باعمال المنزل ..
مر الوقت ذهبت لتستريح رأت الساعه فقد اقترب موعد عودته ، كانت تحب وجوده و تنتظر قدومه حتى ان لم تقلها و لكنها اقتنعت ان هناك مشاعر له...
رن الجرس لتذهب و تفتح و على وجهها ابتسامة و لكن فور ان فتحت محيت ابتسامتها ، كانت هالة امامها تنظر لها بحقد و غضب .
استغربت مريم من قدوم هالة لتقول " ما الذي اتى بك "
ابعدتها هالة و دخلت ، غضبت مريم و طلبت منها الخروج فورا و لكن هالة تحدثت بغضبها الممزوج بحزنها " لقد حدث ما كنتي تريده يا مريم افرحي لقد فسخ الخطوبة و كله بسببك ، لا اعلم ما الذي يراه بك " كانت تنظر لها باحتقار و هي تتحدث ،
تجمعت الدموع بعين مريم فقلبها لم يعد يقوى " هالة اخرجي من بيتي سياتي الان عبد الرحمن هيا "
صرخت هالة بهسترية و هي تبكي " لقد خسرت هارون للمرة الثانية ! تعلمي ماذا يعني ؟ قلبي يحترق و كله بسبب من ؟ بسببك يا مريم ! "
صمتت تنظر لها و لدموعها لتقول " وفري دموعك ساخبر عبد الرحمن بكل شي و بأمر ذلك الشاب الذي كنتي معه و اا"
بكت مريم و هي تطلب منها بصوتها الباكي ان تتوقف عن كلامها السام " ارجوكي هالة يكفي كلانا يعلم انني بريئة مما قال يكفي اذهبي " وضعت يدها أسفل بطنها متألمه و هي تبكي بضعف و قلة حيلة .
اكملت هالة كلامها " عندما يعلم عبد الرحمن ان زوجته كانت تصاحب رجا.." و هنا صرخ بها عبد الرحمن " يكفي " ليدب الرعب بقلبها ، صمتت هالة متراجعه للخلف و هي تنظر لغضبه بخوف..
بينما مريم ازاد بكاءها و ألمها هي تقترب منه و تقول له " انها تكذب انها تكذب " التفت لها و اعطاها ظهره ، لتخاف مريم و تعتقد انه لم يصدقها هو ايضا ، تقدم نحو هالة لتتراجع هالة بخوف ، قال غاضبا " اذهبي من هنا حالا "
حاولت فتح فمها لكي تتحدث لكنه صرخ عليها لتخرج هي بسرعه ، اما مريم عندما سمعت صراخه تراجعت للوراء و هي خائفه..
ذهب و اغلق الباب تنهد و حاول ان يسيطر على غضبه ، استدار لينظر لها لتبداء هي الحديث و تبرير ما سمع كانت تتحدث بصوت باكي مختنق " عبد الرحمن انها تكذب لا تصدقها انا "
حزن على حالتها حاول ان يطمئنها و يخبرها أن تهدأ و لكنها كانت في حالة لا تسمح لها أن تسمع اي كلمة ، انهارت باكية لم تعد تتحمل كانت تبكي و هي تقول " انها تكذب انها تكذب "
ازداد ألم أسفل بطنها و بداءت الرؤية تظلم و نفسها يقطع لتسقط ارضا مغشيا عليها، و لكنه لم يدعها تسقط امسكها قبل سقوطها حدثها بخوف " مريم مريم استفيقي " ظل يحاول و لكنها لم تستيقظ ، اتسعت عيناه بذهول عندما راها تنزف من بين ارجلها ليسرع و ياخدها للمستشفى .....
في المستشفى كان عبد الرحمن واقف امام باب غرفة العمليات متوتر خائف ضائع شعور فقط انها تأذت ألمه فما بالك بانها الان في غرفة العمليات ، الوقت لا يمر و كأن كل شي توقف ظل ينظر ليده و لملابسه التي عليها دمها لتفر دمعه من عيناه حملت الكثير ، تقدم الدكتور نحوه ليساله عبد الرحمن بسرعه و لهفه " هل هي بخير طمني عليها " تحدث الدكتورة " وضعها الان مستقر و لكن "
عبد الرحمن بخوف " و لكن ماذا "
" و لكن بسبب ضعف جسدها و تعرصها لضغط نفسي قوي أذى ذلك لفقدها جنينها "
وضع عبد الرحمن يداه على راسه و هو لا يصدق ما يسمع تراجع للخلف و كأن الدنيا دارت به تقدم الدكتورة و ساله " هل انت بخير "
اكتفاء فقط بهز راسه " نعم "
ليكمل الدكتور حديثه " لقد كانت في الاسبوع الاول من الحمل لا تقلق هي الآن تخطت مرحلة الخطر و لكن عليك ان تبعدها عن الضغط النفسي و ان لا تحزن و الاهم ان تهتم بتغديتها " أكملت الدكتورة و قالت " و ايضا شتشعر بألم و تقلصات في منطقة البطن و هذا شي طبيعي بعد الاجهاض ، لقد كتبت لها مسكن ألم و بعض الفيتامينات " أعطته الوصفه الطبية ليشكرها عبد الرحمن بعد ان سمحت له ان يراها ..
دخل وجلس بجانبها نظر لها بحزن عميق كم كانت وردته ذابلة و كانها لم تزهر من قبل ، امسك يدها و قبلها و هو يحمد ربه لحفظها له و على اقداره ..
في اليوم التالي استيقظت مريم كانت متعبه و راسها يؤلمها ؛ و ما ان رأها فتحت عيناها تقدم لها و هو يسأل عن حالها بلهفه، اخفضت راسها و لم تجيب ، تحدث بصوته الحنون كعادته " مريم هل انتي بخير "
هزت راسها فقط و هي لا تزال مخفضه عيناها، رفع راسها لتلتقي عيناها الدامعه بعيناه المحبه ، هو يعلم سبب حزنها ليقول " مريم لا تخافي انا لم اصدق الكلام الذي قالته هالة و اعلم انها تكذب اطمئني انا بجانبك "
" انا بجانبك " كلمتين و لكن كانت لهما اثر في قلبها ، وضعت كفا يدها على وجهها و بكت ، اخدها بحضنه و هو يحاول ان يهداها ، و بعد ان هداءت ابعدها و تحدث " مريم لماذا اخفيتي علي سبب حزنك رغم انني سألتك اكثر من مرة "
لتقرر في الاخير اخباره بكل شي كانت تخبره و هي تبكي ختمت كلماتها " لقد صدق اقرب الناس لي ما اتهمت به و ما تركوا لي الفرصة لأبرئ او ان ادافع عن نفسي حتى ابي ابي صدق "
غضب عبد الرحمن على اهلها فكيف استطاعوا ان يكذبوا و يتهموا ابنتهم بهذا الاتهام و هي من ربت على يديهم .
مسح لها دموعها و قال " من بعد الان لا دموع يا مريم اذا الكون كله لم يصدقك انا صدقتك و اعلم انك لم و لن تفعليها قط لا تحزني بعد الان و اهتمي بصحتك فقط "
ارتاحت مريم لسماعها كلامها و كأنه الدواء ل دائها و قلبها ، سكنت و نامت ، بينما هو ظل يسترجع الاحداث التي روتها له و الذي حدث في الامس ، أدرك ان هالة هي السبب ..
"لا يسيء الظن بك من عرفك بقلبه لا بعينه."
مر يومين ..
بداءت ياسمين عملها في الروضة كانت سعيدة و فرحة باختلاطها مع الاطفال ، نفسيتها اصبحت افضل بكثير و هذا ما افرح جواد ، لم تعد تحزن نفسها بالتفكير بموضوع الحمل و انما تشغل وقتها بالاهتمام بأطفال الروضه و به ...
لازال أدهم يحاول اقناع امه و لكنها لازالت رافضه و بشدة احتد النقاش بينهما ليخرج أدهم من البيت غاضبا .
شعرت والدة أدهم بتغير حالة ابنها و انه اصبح غاضب و متوتر دائما مند رفضها ل ريهام، و هي تعلم ان ابنها عنيد و لن يتخلى عنها ...
وقف امام الشركة و اخرج تنهيدة تحمل كل غضبه ليدخل لشركة و يتوجه لمكتبها .
اراد ان ياخد لمحة من طيفها يسكن بها غضبه و لكنها لم تكن موجودة، سأل احد الموظفين ليجيبه انها لم تأتي اليوم !...
في المشفى ...
جلبت ريهام و والدتها و أنس للطبيب فقد ظهرت له حمى مفاجئة و خافوا عليه ، طمئنهم الدكتور انه بخير و انه مجرد برد خفيف و اعطاه الطبيب بعض الادوية .
و بينما هي تسير وقفت ريهام عند احد الغرف التي كان بابها مفتوح دققت النظر لترى مريم ، خرجت الممرضة و اغلقت الباب لتسرع ريهام بخطاها نحو غرفة مريم ، نادتها والدتها " الى اين ذاهبه " و لكنها لم ترد لتسرع خلفها، دقت الباب و دخلت اتاها صوت مريم و هي تقول " تفضل " لتدخل و ما ان دخلت حتى رات حالتها فحزنت تقدمت لها و لا يزال أنس بيدها قائله بقلق " مريم هل انتي بخير " تنقلت ببصرها حول ملامحها التعبه و الحزينة و هي حزينة لحالتها ..
" ريهام لا تقلقي انا بخير "
تقدمت والدة ريهام و اخدت أنس منها و هي تقول " سلامتك يا ابنتي " ابتسمت لها مريم و شكرتها .
جلست زينب بينما ريهام لازالت بجانب مريم تطمئن عليها ، دخل عبد الرحمن ليتفاجأ بهم ، اعتذر منهم لدخوله بدون استئذان و خرج ....
التفت ريهام لها " انه زوجك عبد الرحمن ؟ "
خجلت مريم و هزت راسها ب "نعم "
لم تقتنع ريهام بحديث مريم انها بخير و انه مجرد تعب لا غير ، فملامح وجهها و شحوبها لا يقول انها بخير ، لتقرر ان تسأل عبد الرحمن عن حالتها ...
خرجت لتراه جالس مهموم حمحمت و تقدمت ليقف و يقول " هل تحتاج مريم شي "
تحدثت ريهام " لا و لكن اخبرني ماذا الذي حدث مع مريم ؟ هي لم تكن هكذا كانت مرحة و سعيدة اما الآن و كأنها ذابت و ذُبلت"
صمت فطال صمته لتقول له " اسفه نسيت ان اخبرك انا ريهام صديقتها يمكنك الثقة بي "
لم يخبرها كل شي و لكنه اخبرها ان حالتها النفسية ليست جيدة و انها فقدت طفلها و هي لا تعلم بهذا الى الان .
صدمت ريهام مما سمعت و حزنت على صديقتها ، لتفكر بطريقه لإخراجها من حزنها ، تحدثت قائلة
" امممم يمكنني ان أخرجها من حزنها " و ابتسمت قائلة " ساتصل بياسمين " و ذهبت و تركته ، أما هو لم يفهم ما قالت ليجلس على مقعده مهموم و محتار كيف سيخبرها أنها خسرت طفلها ...
و بعد مدة اتت ياسمين و معها جواد كانت قلقة و خائفه على مريم .
سأل جواد عن رقم غرفتها ليذهبوا الى هناك ، جلس جواد بجانب عبد الرحمن بعد ان سلموا و دخلت ياسمين الى غرفة مريم امتلأت عينا ياسمين بالدمع و احتضنت مريم و هي تقول " سلامتك يا مريم من كل شر "
تألمت مريم من حضنها لتأتي ريهام و تبعدها و هي تقول " ابتعدي عنها يا ابنتي يكفيك دراما " ابتعدت ياسمين و هي تنظر ربهام بغيظ مصطنع ، ضحكت مريم على حالتهم ، و هنا دخل جواد و عبد الرحمن و ما ان رأى ابتسامتها و ضحكتها حتى زال عنه كل همه ...
كانت اجواء الغرفة جميلة مريحه تذكروا ايام الجامعه ليضحكوا كانوا يضحكوا ليضحك معهم أنس و هم يضحكوا لضحكه ، طلبت مريم منهم ان يبقوا معها نظرت ياسمين لجواد اؤماء لها ب "نعم " بينما ريهام التفت لامها لتقول امها " ابقي انتي و نحن سنذهب "
تحدث ياسمين " خالتي سيوصلك جواد " و التفت لجواد
" طبعا طبعا و بعدها سأعود في المساء لاخدك " قالها و ينظر لياسمين.
و بعد حين ذهب جواد و والدة ريهام، لتبقى الصديقات الثلاث معا من فرقتهم منعطفات الحياة الكثيرة و الملتوية هاهي جمعتهم في منعطف مرة اخرى...
اطمئن عبد الرحمن عندما راى تغير حالها قال في نفسه " لقد اتوا في اكثر وقت كانت تحتاجهم " و ابتسم ليقول " ونعم الصحبه "
تذكر عندما سألته ريهام " اين اهلها لماذا لا أراهم " ليخبرها انه لم يعلمهم بالأمر ،و مريم ايضا سالته و لكنه اجابها " لم اخبرهم حتى لا يقلقوا "
ذهب و احضر لهم بعض الطعام ، و بعد ان استئذان دخل و وضع الطعام ليقول موجها حديته ل ياسمين و ريهام بانه طرأ له عمل و عليه الذهاب " هلا تبقون معها الى ان آتي "
تحدثت ريهام " طبعا انها بعيني "
ردت عليه ياسمين " لا تخف امانتك بايدي امينة اذهب و انجز عملك و نحن سنهتم بها "
شكرهما و هم بالخروج و لكنها تحدثت " عبد الرحمن " و ما ان سمع اسمه منها حتى سر و رفرف قلبه ، التفت لها لتكمل هي " لا تتاخر " ابتسم لها و ذهب ..
اما ريهام و ياسمين تبادلوا النظرات و الضحكات بخفه ....
في بيت عائلة مريم
رن الجرس بشكل قوي و مستمر ، غضب احمد و تقدم ليفتح بينما هالة و فاطمه ينظرون بترقب ، فتح احمد بغضب كاد ان يصرخ و لكن رأى عبد الرحمن ، استغرب من قدومه هم ليتحدث و لكن تحدث عبد الرحمن بحدة و جدية " اريد ان اتحدث معكم هل يمكنني الدخول "
حاول احمد امتصاص غضبه ليقول " طبعا تفضل " و ما ان رأى هالة حتى غضب و فارت الدماء في عروقه ، خافت من نظراته لتنسحب و لكنه اوقفها " الى اين انتظري لا تهربي "
تحدث احمد بضيق " مابك يا عبد الرحمن ما هذا الاسلوب "
تحدث عبد الرحمن بكل قوة " اريد ان اعرف كيف استطعتوا ان تفعلوا بها هذا السوء؟ كيف ؟
الا تعرفوها ألستم اهلها من رباها ؟ كيف تصدقون الغريب و لا تصدقوا ابنتكم ها ؟ لا احد يعلم كم عانت طول هذه الاشهر و كتمت داخلها "
صمت قليلا ينظر لوالدتها " كنت ارى الحزن و الانكسار و الخذلان دائما بعينها و إذ به كله بسببكم !"
صمت و وجه كلامه ل هالة " و كأنها لا يكفيها ما فيها أتيتي و اخرجتي كل سمك عليها و ايضا هددتيها باخباري ها ؟! باخباري ماذا هذه الكذبة "
كانت هالة متوترة و خائفة ، تقدم احمد و وقف امامها لتحتمي به ليقول
" تحدث بوضوح يا عبد الرحمن"
ضحك عبد الرحمن بسخرية و هو يقول " اتحمي من كانت سبب في خسارة ابنتك لطفلها "
شهقت فاطمه " ماذا " علئ صوت احمد و هو يقول " بماذا تهدي انت يا عبد الرحمن تحدث بوضوح "
اما هالة وضعت يدها على فمها تكتم خوفها و بكائها..
" بسببها خسرت طفلي و كنت على وشك خسارة زوجتي بسببها و بسببكم انتم ! لقد تعرضت لضغط نفسي كبير لم تتحمله فأنهارت "
تقدمت فاطمه نحوه و هي تبكي " هل هي بخير الان طمني عنها يا ابني "
تنهد قائلا " لا تخافي انها بخير "
صمت قليلا ليكمل بنبرة قوية " و لكن لا اريد لاحد منكم ان يقترب منها على الاقل لفترة انتم سبب حزنها و ألمها و انا لا اريدها ان تحزن اكثر "
هم ليخرج و لكنه توقف " انا لم اخبرها بأمر خسارتها لطفلها بعد فأرجوكم لا اريد أن يخبرها احد سانتظر الوقت المناسب و اخبرها " و خرج ليتركهم في دوامه عصفت بجوارحهم....
بكت فاطمه بحرقه على ابنتها اما احمد لا يزال مصدوم مما حدث مع ابنته ، التفتت فاطمه نحو هاله بغضب لتقف و تذهب نحوها لتصفعها و تهزها بقوة قائلة " ماذا قلتي لها حتى ساءت حالتها ها؟ لماذا يا هالة؟ لماذا تكرهي مريم ها؟ ما لما كل هذا الحقد هااا "
لم تتحمل كل ما سمعته بكت هالة لتذهب لغرفتها و تقفل عليها ...
لم تتوقع ان الامر سيكبر لهذا الحد و بسببها طفل صغير لا ذنب له راح ضحية مؤامراتها ، بكت و بكت ، لقد ندمت و لكن ما نفع الندم الان ....