recent
جديدنا

منعطفات الحياة (المنعطف التاسع )

 منعطفات الحياة

(المنعطف التاسع )



بقلم الكاتبة سجى أمام

استيقظت ريهام من نومها بتثاقل ،  لاول مرة  ليس لها رغبه بالذهاب للشركة و لكنها ذهبت ، فراته هناك حاولت ان لا تنظر له و تسير لمكتبها بسرعه ، تقدم هو مسرع الخطى ليتحدث  " ريهام اريد ان نتحدث " اوماءت براسها لتدخل مكتبها و يدخل هو بعدها بعد ان ترك الباب مفتوح .


تحدث هو قائلا " انا اعتذر منك لم اتوقع من امي ان ترفض بعد ان وافقت " و صمت فقد متوتر و خائف من ردها .


تحدثت ريهام  بنبرة جدية " انظر لقد حصل ما حصل لنغلق الموضوع هنا " 

استقام بجلسته و هو رافض الفكرة " لا يمكنني التخلي عنك اريدك بحياتي بالحلال لقد اخبرت والدتك انني ساحارب من اجلك " 

فرحت بكلماته و لكنها لم تبين له لتقول " لا خير لامر ليس به رضاء الوالدين انا لا يمكنني ان اصبح سبب خلاف بين الابن و امه لا اريد ان تغضب او تحزن امك منك  " 


(قالت كلماتها و هي تتذكر أخوها حمزة الذي بسبب خلاف ترك امه التي حزنت بسببه و غضبت تذكرت ما قال لها عندما عاد في احد الايام " لم اشعر براحه مثل هذه من قبل لقد كنت دائما اشعر بالضياع عدم الراحه  بشي يغص فرحتي و كله بسبب عدم رضاء امي عني و لكن الان انظري كل شي جميل فرضاء الوالدين سبب من اسباب السعادة يا ريهام  " ) 

 

تنهد وقال " فقط اريد ان اعرف هل ما زلتي موافقة على طلبي " 

رفعت نظرها نحوه عيناها تحمل الاجابة ، ابتسم فقد فهم ما باحت به العينان و ما لم  تبح به الشفاه ، ليقول " اذا الامر لذي ساحاول و ستصبحين حلالي باذن الله " و تركها و ذهب. . 



استيقظ عبد الرحمن بينما هي لا تزال نائمة حزن لحالتها ، ذهب و توضاء و صلى، قرر ان يبقى معها و ان لا يذهب لعمله ، ذهب ليحضر الرغيف الساخن الذي تحبه ذهب بسرعه و رجع ، دخل المطبخ و ترك الرغيف ليراها تبكي في صلاتها و تناجي ربها لم يريد ان يقطعها تركها ، و بعد ان اكملت ذهبت للمطبخ و حضرت الفطور لهما ساعدها هو ايضا و لكن حزنها كان طاغي عليها ، اجلسها بجانبه و طلب منها ان تاكل و لكنها رفضت ، أصر عليها لتوافق لكي لا تحزنه .


حل المساء ..


انتظرت ياسمين عودة جواد كانت على غير عادتها متحمسه و هي تتحدث معه على الهاتف اخبرها انه بالكثير عشر دقائق و سياتي ، ظلت امام النافذة الى ان لمحته ، راها هو ايضا ليبتسم لحالتها ، صعد بسرعه ، فقد  اشتاق لحالتها هذه ، فتحت له الباب  ، راى فرحتها ليسألها عن سببها إجابته " و اخيرا قبلت يا جواد و اخيرا بعد شهور قبلوني كمعلمة للاطفال "  


( كان يعلم كم حاولت لتحصل على هذه الوظيفة بالذات و لكن في كل مرة هو يتدخل بغير علمها و يطلب من المدير ان لا يقبلها فهو يعلم حبها للاطفال و تعلقها بهم فلا يريدها ان تخزن كلما راتهم و لكن عندما راى حزنها في اخر معاينة قرر ان يجعلها تعمل هناك لعل هذه الوظيفة و الأطفال يسرون قلبها قليلا " )


سعد جواد لسعادتها ، كانت تحدثه بحماس و سعادة و تلك الابتسامة لا تفارق محياها  و هي تقدم له الطعام ، اما هو اكتفى بالنظر لها ، لسان حاله يقول 

( انها حبيبتي ياسمينتي ، عفوية للحد الذي لا حد له، لدرجة أن العفوية العالقة بين جدران روحها ترفض وبشدة للطفل البريئ الساكن داخلها أن يكبر لحظةٌ واحدة. ) منقول



 مر يومين لازالت مريم على حزنها ، كان يسمعها و هي تبكي يرى دموعها الصامته لم يتحمل حزنها و ألمها ، فقرر ان يواجهها ، اخدها و اجلسها امامه تحدث قائلا " مريم ما سبب هذا الحزن؟

 الى متى ستظلي تخفي عني؟ اخبريني لعلكِ تجدين عندي حل او على الاقل اساعدك  أو اقف بجانبك و اساندك .

 مريم تحدثي لترتاحي  " كان ممسك بيدها و هو يتحدث يعطيها الامان و الدفء .

بينما هي رفعت عيناها و هي مملوئة بدمع و قالت بصوت بالكاد اخرجته " لقد رموني بسهم و لم تستطع قوتي ان تخرجه " صمتت و تركت دمعها لينذرف .


تحدث قائلا " انت أخبريني فقط مكان جرحك و انا ساخرجه و اداوي مكانه النازف فقط اجعليني اساعدك يا مريم " كانت نبرة صوته مليئة بالحنان و العطف و هو يحاول أن يخرجها من عالم أحزانها الذي حبست نفسها فيه 

،احست به و بحبه و اهتمامه و لكنها ما استطاعت اخباره خافت ان يتركها و يعتبرها هي المخطئة كالجميع ، فصمتت و اخبرته انها لا تستطيع اخباره في الوقت الحاضر...



في بيت اهل مريم كانت الاجواء مشحونة ، فهارون احس بالذنب الذي اقترفه بحق هالة و لا يريد ان يظلمها اكثر فهو لا يحبها و لا يكثرت بها ، ذهب و فسخ خطوبة  بها ، و وسط دهشة الكل ، تحدثت هالة بغضبها و حزنها " هل من اجل من مريم ستتركني من اجل هذه الرخيصة " 

صرخ هارون بها و تقدم احمد  و صرخ بها " يكفي لا تتعدي حدودك   اذهبي لغرفتك " 


" انا اعرف كله بسبب مريم هي من لعبت بعقلك ،  ما بك نحن  مخطوبين انظر " و اشارات لخاتمها . 

تحدث هارون بغضب و صوت عالي  " لا يوجد شي اسمه نحن و لسنا مخطوبين من بعد الان و لا تذكري اسمها بسوء مرة اخرى مفهوم " 


همت لتتحدث و لكن والد مريم صرخ بهما ، لتذهب هي لغرفتها و هو خارج البيت ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لم تتحسن حالة مريم لازالت على حزنها و عزلتها حتى انها قاطعت الطعام ،  لولا اصرار عبد الرحمن ما اكلت، ازاد ضعفها و شحوب وجهها ، قلق عليها عبد الرحمن ليقرر اخذها لطبيب عند عودته من العمل  ..


ذهب الى عمله و هو قلق عليها و لكنها طمئنته و ودعته و ذهبت لتقم باعمال المنزل ..

   مر الوقت ذهبت لتستريح رأت الساعه فقد اقترب موعد عودته ، كانت تحب وجوده و تنتظر قدومه حتى ان لم تقلها و لكنها اقتنعت ان هناك مشاعر له...

رن الجرس لتذهب و تفتح و على وجهها ابتسامة و لكن فور ان فتحت محيت ابتسامتها  ، كانت هالة امامها تنظر لها بحقد و غضب .


استغربت مريم من قدوم هالة لتقول  " ما الذي اتى بك " 

ابعدتها هالة و دخلت ، غضبت مريم و طلبت منها الخروج فورا و لكن هالة تحدثت بغضبها الممزوج بحزنها " لقد حدث ما كنتي تريده يا مريم افرحي لقد فسخ الخطوبة و كله بسببك ، لا اعلم ما الذي يراه بك " كانت تنظر لها باحتقار و هي تتحدث ، 

تجمعت الدموع بعين مريم فقلبها لم يعد يقوى " هالة اخرجي من بيتي سياتي الان عبد الرحمن هيا " 

صرخت هالة بهسترية و هي تبكي " لقد خسرت هارون للمرة الثانية ! تعلمي ماذا يعني ؟ قلبي يحترق و كله بسبب من ؟ بسببك يا مريم ! " 


صمتت تنظر لها و لدموعها لتقول " وفري دموعك ساخبر عبد الرحمن بكل شي و بأمر ذلك الشاب الذي كنتي معه و اا" 


بكت مريم و هي تطلب منها بصوتها الباكي ان تتوقف عن كلامها السام  " ارجوكي هالة يكفي كلانا يعلم انني بريئة مما قال يكفي اذهبي " وضعت يدها أسفل بطنها متألمه و هي تبكي بضعف و قلة حيلة .


اكملت هالة كلامها " عندما يعلم عبد الرحمن ان زوجته كانت تصاحب رجا.." و هنا صرخ بها عبد الرحمن " يكفي " ليدب الرعب بقلبها ، صمتت هالة متراجعه للخلف و هي تنظر لغضبه بخوف..


بينما مريم ازاد بكاءها و ألمها  هي تقترب منه و تقول له " انها تكذب انها تكذب " التفت لها و اعطاها ظهره ، لتخاف مريم و تعتقد انه لم يصدقها هو ايضا  ، تقدم نحو هالة لتتراجع هالة بخوف ، قال غاضبا " اذهبي من هنا حالا  "

حاولت فتح فمها لكي تتحدث لكنه صرخ عليها  لتخرج هي بسرعه ، اما مريم عندما سمعت صراخه تراجعت للوراء و هي خائفه..


 ذهب و اغلق الباب تنهد و حاول ان يسيطر على غضبه ، استدار لينظر لها   لتبداء هي الحديث و تبرير ما سمع كانت تتحدث بصوت باكي مختنق " عبد الرحمن انها تكذب لا تصدقها انا " 


حزن على حالتها حاول ان يطمئنها و يخبرها أن تهدأ  و لكنها كانت في حالة لا تسمح لها أن تسمع اي كلمة  ، انهارت باكية لم تعد تتحمل كانت تبكي و هي تقول " انها تكذب انها تكذب " 

ازداد ألم أسفل بطنها و بداءت الرؤية تظلم و نفسها يقطع لتسقط ارضا مغشيا عليها، و لكنه لم يدعها تسقط امسكها قبل سقوطها حدثها بخوف " مريم مريم استفيقي " ظل يحاول و لكنها لم تستيقظ ، اتسعت عيناه بذهول عندما راها تنزف من بين ارجلها ليسرع و ياخدها للمستشفى .....


في المستشفى كان عبد الرحمن واقف امام باب غرفة العمليات متوتر خائف ضائع شعور فقط انها تأذت ألمه فما بالك بانها الان في غرفة العمليات ، الوقت لا يمر و كأن كل شي توقف ظل ينظر ليده و لملابسه التي عليها دمها لتفر دمعه من عيناه حملت الكثير  ، تقدم الدكتور نحوه ليساله عبد الرحمن بسرعه و لهفه " هل هي بخير طمني عليها " تحدث الدكتورة " وضعها الان مستقر و لكن " 

عبد الرحمن بخوف " و لكن ماذا " 

" و لكن بسبب  ضعف جسدها و  تعرصها لضغط نفسي قوي أذى ذلك لفقدها جنينها  " 


وضع عبد الرحمن يداه على راسه و هو لا يصدق ما يسمع تراجع للخلف و كأن الدنيا دارت به تقدم الدكتورة و ساله " هل انت بخير " 

اكتفاء فقط بهز راسه " نعم " 

ليكمل الدكتور حديثه " لقد كانت في الاسبوع الاول من الحمل لا تقلق هي الآن  تخطت مرحلة الخطر و لكن عليك ان تبعدها عن الضغط النفسي و ان لا تحزن و الاهم ان تهتم بتغديتها " أكملت الدكتورة و قالت " و ايضا شتشعر بألم و تقلصات في منطقة البطن و هذا شي طبيعي بعد الاجهاض ، لقد كتبت لها مسكن ألم و بعض الفيتامينات " أعطته الوصفه الطبية ليشكرها عبد الرحمن بعد ان سمحت له ان يراها ..


دخل وجلس بجانبها نظر لها بحزن عميق كم كانت وردته ذابلة و كانها لم تزهر من قبل ، امسك يدها و قبلها و هو يحمد ربه لحفظها له و على اقداره ..



في اليوم التالي استيقظت مريم كانت متعبه و راسها يؤلمها ؛ و ما ان رأها فتحت عيناها  تقدم لها و هو يسأل عن حالها بلهفه، اخفضت راسها و لم تجيب ، تحدث بصوته الحنون كعادته " مريم هل انتي بخير " 

هزت راسها فقط و هي لا تزال مخفضه عيناها، رفع راسها لتلتقي عيناها الدامعه بعيناه المحبه ،  هو يعلم سبب حزنها ليقول " مريم لا تخافي انا لم اصدق الكلام الذي قالته هالة و اعلم انها تكذب اطمئني انا بجانبك   " 


" انا بجانبك " كلمتين و لكن كانت لهما اثر في قلبها ، وضعت كفا يدها على وجهها و بكت ، اخدها بحضنه و هو يحاول ان يهداها ، و بعد ان هداءت ابعدها و تحدث " مريم لماذا اخفيتي علي سبب حزنك رغم انني سألتك اكثر من مرة  "

 

لتقرر في الاخير اخباره بكل شي كانت تخبره و هي تبكي  ختمت كلماتها " لقد صدق اقرب الناس لي ما اتهمت به و ما تركوا لي الفرصة لأبرئ  او ان ادافع عن نفسي حتى ابي ابي صدق " 


غضب عبد الرحمن على اهلها فكيف استطاعوا ان يكذبوا و يتهموا  ابنتهم بهذا الاتهام و  هي من ربت  على يديهم . 

 

مسح لها دموعها و قال " من بعد الان لا دموع يا مريم اذا الكون كله لم يصدقك انا صدقتك و اعلم انك لم و لن تفعليها قط لا تحزني بعد الان و اهتمي بصحتك فقط " 


ارتاحت مريم لسماعها كلامها و كأنه الدواء ل دائها و قلبها  ، سكنت و نامت ، بينما هو ظل يسترجع الاحداث التي روتها له و  الذي حدث في الامس ، أدرك ان هالة هي السبب  ..


"لا يسيء الظن بك من عرفك بقلبه لا بعينه."


مر يومين ..


بداءت ياسمين عملها في الروضة كانت سعيدة و فرحة باختلاطها مع الاطفال ، نفسيتها اصبحت افضل بكثير و هذا  ما افرح جواد ، لم تعد تحزن نفسها بالتفكير بموضوع الحمل و انما تشغل وقتها بالاهتمام بأطفال الروضه و به ...


لازال أدهم يحاول اقناع امه و لكنها لازالت رافضه و بشدة احتد النقاش بينهما ليخرج أدهم من البيت غاضبا .

  شعرت والدة أدهم بتغير حالة ابنها و انه اصبح غاضب و متوتر دائما مند رفضها ل ريهام، و هي   تعلم ان ابنها عنيد و لن يتخلى عنها ...


وقف امام الشركة و اخرج تنهيدة تحمل كل  غضبه ليدخل لشركة و يتوجه لمكتبها .

 اراد ان ياخد لمحة من طيفها يسكن بها غضبه و لكنها لم تكن موجودة، سأل احد الموظفين ليجيبه انها لم تأتي اليوم !...



في المشفى ... 


جلبت ريهام  و والدتها و أنس للطبيب فقد ظهرت له حمى مفاجئة و خافوا عليه ، طمئنهم الدكتور انه بخير و انه مجرد برد خفيف و اعطاه الطبيب  بعض الادوية .


و بينما هي تسير وقفت ريهام عند احد الغرف التي كان بابها مفتوح دققت النظر  لترى  مريم ، خرجت الممرضة و اغلقت الباب لتسرع ريهام  بخطاها نحو غرفة مريم ، نادتها والدتها " الى اين ذاهبه " و لكنها لم ترد لتسرع خلفها، دقت الباب و دخلت اتاها صوت مريم و هي تقول " تفضل " لتدخل و ما ان دخلت حتى رات حالتها فحزنت تقدمت لها و لا يزال أنس بيدها قائله بقلق  " مريم هل انتي بخير "  تنقلت ببصرها حول ملامحها التعبه و الحزينة و هي حزينة لحالتها ..


" ريهام لا تقلقي انا بخير " 

تقدمت والدة ريهام و اخدت أنس منها و هي تقول " سلامتك يا ابنتي " ابتسمت لها مريم و شكرتها .

 جلست زينب بينما ريهام  لازالت بجانب مريم تطمئن عليها ، دخل عبد الرحمن ليتفاجأ بهم ، اعتذر منهم لدخوله بدون استئذان و خرج ....


التفت ريهام لها " انه زوجك عبد الرحمن ؟   " 

خجلت مريم و هزت راسها ب "نعم " 


لم تقتنع ريهام بحديث مريم انها بخير و انه  مجرد تعب لا غير ، فملامح وجهها و شحوبها لا يقول انها بخير ، لتقرر ان تسأل عبد الرحمن عن حالتها ...


خرجت لتراه جالس مهموم حمحمت و تقدمت ليقف و يقول " هل تحتاج مريم شي " 


تحدثت ريهام  " لا و لكن اخبرني  ماذا الذي حدث مع مريم ؟ هي لم تكن هكذا كانت مرحة و سعيدة اما الآن و كأنها ذابت و ذُبلت" 


صمت فطال صمته لتقول له " اسفه نسيت ان اخبرك انا ريهام  صديقتها يمكنك الثقة بي " 


لم يخبرها كل شي و لكنه اخبرها ان حالتها النفسية ليست جيدة و انها فقدت طفلها و هي لا تعلم بهذا الى الان .


صدمت ريهام  مما سمعت و حزنت على صديقتها ، لتفكر بطريقه لإخراجها من حزنها ،  تحدثت قائلة

 "  امممم يمكنني ان أخرجها من حزنها " و ابتسمت قائلة " ساتصل بياسمين " و ذهبت و تركته ، أما هو لم يفهم ما قالت ليجلس على مقعده مهموم و محتار كيف سيخبرها أنها خسرت طفلها ...


و بعد مدة اتت ياسمين و معها جواد كانت قلقة و خائفه على مريم . 


سأل جواد عن رقم غرفتها ليذهبوا الى هناك ، جلس جواد بجانب عبد الرحمن بعد ان سلموا و دخلت ياسمين الى غرفة مريم امتلأت عينا ياسمين بالدمع و احتضنت مريم و هي تقول " سلامتك يا مريم من كل شر  " 


تألمت مريم من حضنها لتأتي ريهام و تبعدها و هي تقول " ابتعدي عنها يا ابنتي يكفيك دراما " ابتعدت ياسمين و هي تنظر ربهام بغيظ مصطنع ، ضحكت مريم على حالتهم ، و هنا دخل جواد و عبد الرحمن و ما ان رأى ابتسامتها و ضحكتها حتى زال عنه كل همه ...

كانت اجواء الغرفة جميلة مريحه تذكروا ايام الجامعه ليضحكوا كانوا يضحكوا ليضحك معهم أنس و هم يضحكوا لضحكه ، طلبت مريم منهم ان يبقوا معها نظرت ياسمين لجواد اؤماء لها ب "نعم " بينما ريهام التفت لامها لتقول امها  " ابقي انتي و نحن سنذهب " 


تحدث ياسمين " خالتي سيوصلك جواد " و التفت لجواد 

" طبعا طبعا و بعدها سأعود في المساء لاخدك " قالها و ينظر لياسمين. 


و بعد حين ذهب جواد و والدة ريهام، لتبقى الصديقات الثلاث معا من فرقتهم منعطفات الحياة الكثيرة و الملتوية هاهي جمعتهم في منعطف مرة اخرى...


اطمئن عبد الرحمن عندما راى تغير حالها قال في نفسه " لقد اتوا في اكثر وقت كانت تحتاجهم " و ابتسم ليقول " ونعم الصحبه "

 

تذكر عندما سألته  ريهام " اين اهلها لماذا لا أراهم " ليخبرها انه لم يعلمهم بالأمر ،و  مريم ايضا سالته و لكنه اجابها " لم اخبرهم حتى لا يقلقوا " 


ذهب و احضر لهم بعض الطعام ، و بعد ان استئذان دخل و وضع الطعام ليقول موجها حديته ل ياسمين و ريهام  بانه طرأ له عمل و عليه الذهاب " هلا تبقون  معها الى ان آتي " 


تحدثت ريهام " طبعا انها بعيني " 

ردت عليه ياسمين " لا تخف امانتك بايدي امينة اذهب و انجز عملك و نحن سنهتم بها "


شكرهما و هم بالخروج و لكنها تحدثت " عبد الرحمن " و ما ان سمع اسمه منها حتى سر و رفرف قلبه ، التفت لها لتكمل هي " لا تتاخر " ابتسم لها و ذهب ..


اما ريهام و ياسمين  تبادلوا النظرات و الضحكات بخفه  ....



 في بيت عائلة مريم 


رن الجرس بشكل قوي و مستمر ، غضب احمد و تقدم ليفتح بينما هالة و فاطمه ينظرون بترقب ، فتح احمد بغضب كاد ان يصرخ و لكن رأى عبد الرحمن ، استغرب من قدومه هم ليتحدث و لكن تحدث عبد الرحمن بحدة و جدية  " اريد ان اتحدث معكم هل يمكنني الدخول " 


حاول احمد امتصاص غضبه ليقول " طبعا تفضل " و ما ان رأى هالة حتى غضب و فارت  الدماء في عروقه ، خافت من نظراته لتنسحب و لكنه اوقفها " الى اين انتظري لا تهربي " 


تحدث احمد بضيق " مابك يا عبد الرحمن ما هذا الاسلوب  " 


تحدث عبد الرحمن بكل قوة " اريد ان اعرف كيف  استطعتوا ان تفعلوا بها هذا السوء؟  كيف ؟ 

الا تعرفوها ألستم اهلها من رباها ؟ كيف تصدقون الغريب و لا تصدقوا ابنتكم ها ؟ لا احد يعلم كم عانت طول هذه الاشهر و كتمت داخلها " 

صمت قليلا ينظر لوالدتها  "  كنت ارى الحزن و الانكسار و  الخذلان دائما بعينها و إذ به كله بسببكم !" 


صمت و وجه كلامه ل هالة " و كأنها لا يكفيها ما فيها أتيتي و اخرجتي كل سمك عليها  و ايضا هددتيها باخباري ها ؟! باخباري ماذا هذه الكذبة " 


كانت هالة متوترة و  خائفة ، تقدم احمد و وقف امامها لتحتمي به ليقول 

" تحدث بوضوح  يا عبد الرحمن" 


ضحك عبد الرحمن بسخرية و هو يقول " اتحمي من كانت سبب في خسارة ابنتك لطفلها " 


شهقت فاطمه  " ماذا "  علئ صوت احمد و هو يقول " بماذا تهدي انت يا عبد الرحمن تحدث بوضوح " 

اما هالة وضعت يدها على فمها تكتم خوفها و بكائها..


" بسببها خسرت طفلي و كنت على وشك خسارة زوجتي بسببها و بسببكم انتم !  لقد تعرضت لضغط نفسي كبير لم تتحمله فأنهارت  " 

تقدمت فاطمه  نحوه و هي تبكي " هل هي بخير الان طمني عنها يا ابني "


تنهد قائلا " لا تخافي انها بخير " 

صمت قليلا ليكمل بنبرة قوية " و لكن لا اريد لاحد منكم ان يقترب منها على الاقل لفترة  انتم سبب حزنها و ألمها و انا لا اريدها ان تحزن اكثر "


هم ليخرج و لكنه توقف " انا لم اخبرها بأمر خسارتها لطفلها بعد فأرجوكم لا اريد  أن  يخبرها احد سانتظر الوقت المناسب و اخبرها " و خرج ليتركهم في دوامه عصفت بجوارحهم....


بكت فاطمه بحرقه على ابنتها اما احمد لا يزال مصدوم مما حدث مع ابنته ، التفتت فاطمه نحو هاله بغضب لتقف و تذهب نحوها لتصفعها  و تهزها بقوة قائلة " ماذا قلتي لها حتى ساءت حالتها ها؟  لماذا يا هالة؟ لماذا تكرهي مريم ها؟ ما لما كل هذا  الحقد هااا  "

لم تتحمل كل ما سمعته  بكت هالة لتذهب لغرفتها و تقفل عليها ...


لم تتوقع ان الامر سيكبر لهذا الحد و بسببها طفل صغير لا ذنب له  راح ضحية مؤامراتها  ، بكت و بكت  ، لقد ندمت  و لكن ما نفع الندم الان ....

author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

5 تعليقات
إرسال تعليق
  • غير معرف27 سبتمبر 2024 في 9:00 م

    روعه تسلم ايدك حبيبتي ابدعتي أن شاء الله تنكشف هالة

    حذف التعليق
    • غير معرف27 سبتمبر 2024 في 9:58 م

      حلوه قوي قوي

      حذف التعليق
      • غير معرف27 سبتمبر 2024 في 11:04 م

        روعة وجميلة جدا

        حذف التعليق
        • غير معرف28 سبتمبر 2024 في 12:05 ص

          مش كفاية عليها كلام هالة نزلتي الجنين بس ايه أحببت لقاء البنات وكمان جواد وعبدالرحمن كثير أكابر ومحترمين

          حذف التعليق
          • غير معرف3 أكتوبر 2024 في 5:25 ص

            دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب كيف تدين تدان انظروا الى اي مدى يصل الحقد والحسد في تحطيم الإنسان اللهم أبعد عنا شر النفوس المريضة يارب العالمين

            حذف التعليق
            google-playkhamsatmostaqltradent