recent
جديدنا

منعطفات الحياة (المنعطف الثامن )

 منعطفات الحياة

(المنعطف الثامن )

بقلم الكاتبة سجى أمام 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ



لم يكن الحصول على ملكته سهل فهو أختبر الكثير للحصول عليها ،

 فهو يتذكر دائما كم عانى ليحصل عليها و يفوز بقلبها  و ها هو فاز بقلبها و تملكه ، أغمض عيناه و هو يتذكر ما الذي حدث قبل ست أشهر ..


(سقط زين ارضاً على إثر لكمة جواد القوية صرخ به جواد " لا تذكر اسم زوجتي هيا قم و اغرب من هنا " امسكه من قميصه و سحبه و لكن زين تحدث " بسببها خسرت كل شي خطيبتي و عملي و احترام اهلي كل شي خسرته بسببها " 

كان الكل موجه نظره نحوها اما هي فغارقه بدموعها تكلمت بقوة " انا لست السبب و انما أفعالك  انت دائما كنت ظالم مخادع تحب خداع الناس و لكن لكل ظالم معاد و انت اخدت ما تستحق " 

هم ليتحدث و لكن جواد لم يعطيه الفرصه ليرميه خارج المنزل ، تقدم نحو ياسمين و مسح دموعها بحنيه و حاول تهدئتها  ، بينما  والدته تنظر بحيرة ، حاول جواد شرح الامر ل والدته و لكنه فشل ، تحدثت والدته بغضب " الشاب يقول انه حبيبها بماذا تفسر هذا ها ؟! " نظرت لها و هي تشدد على كلمة حبيبها .


غضب من اتهامات والدته  ، تحدث بغضب " انا لا اسمح لاحد ان يتهم زوجتي يكفي " تقدم لجانبها و امسك يدها و هو يعطيها نظرة طمئنتها ليكمل " انا واثق بياسمين و لن اسمح لاحد ان يشكك بها لهذا ارجوك لنغلق الموضوع هنا " شد على يدها لتحس بالأمان .

امتلئت عيناها  بالدمع حزنا و قهرا و لكنها ما اخرجتها .

وقف جواد امامها بقوة و هو يدافع عنها لازالت والدته غاضبه  لتقرر الذهاب و ترك الموضوع الى ان يهدئ و الوقت خير كفيل بذلك. 


و ما ان خرجت  حتى تقدم جواد و بدون اي مقدمات اخدها بحضنه و هنا في حضنه اطلقت العنان لدموعها لتنذرف ، كان يحنوا عليها و هي لا تزال تبكي ابعدها و مسح لها عبراتها و هو يطلب منها عدم البكاء ، تحدثت بصوتها الباكي " لماذا حدث هذا لماذا الان ؟ 

لماذا امامهم؟  "

  

" الذي تريه الان شر ممكن يكون فيه خير ، عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم ،  نحن لا نعلم الحكمة و لكن علينا المواجهة بصبر " 

و بعد حين هدأت ياسمين كانت لا تزال بحضن جواد و لكن لم تكن خائفه قط بوجوده فهو اثبت لها انه سندها و جبلها في هذه  الحياة و كأن جواد اصبح درعها الحامي ، نام هو و هي لا تزال تنظر له تتخيله امامها و هو يدافع عنها تذكرت كلماته فهدأت و سكنت فتلاشى الخوف الى البعيد ...) 


نظر الى ساعته بعدم رضاء و هو بتسأل لماذا تأخرت هم للخروج و لكنها اتت ، لاحظت استياءه لتبتسم و تقول بهمس " اسفة " 

تنهد بضيق و تحدث " ياسمين لماذا انتِ مصرة امامنا وقت و ايضا نحن متزوجان فقط من ست اشهر " تغيرت ملامحها للحزن " جواد هذه المرة اشعر انها ستصيب هيا لنذهب لدكتور سنتاخر " 

" هذه المرة الثالثة  ياسمين  خلال شهرين و في كل مرة النتيجة نفسها لنتركها للوقت " 

ترجته ياسمين و هو لم يشاء  كسرها ليذهبوا للطبيب ، و لكن مع الاسف كانت النتيجه سلبيه مثل كل مرة ، فرغم ان كلاهما سليم و ليس بهما شئ الا انهما لم يرزقا بطفل اخبرهما الطبيب ان من الممكن تاخر الحمل و ان الوقت لازال مبكر لتدخل و مع ذلك وصف لها بعض الادوية لتساعدها على الحمل .


 خيبة أمل اخرى تعرضت لها ياسمن لاحظ حزنها و ضعفها ، ليقرر اخدها لساحل لعلها تنسى ولو قليلا .

جلسوا هناك كانت تنظر للبحر و كأنها تصارحه بما تشعر امسكت بذراع جواد لتحتضنها تنهد جواد و اردف " لا داعي للحزن نحن الحمد لله بصحة جيدة و الدكتور قال لنتركها للوقت و ان لم يحدث سنتدخل " ابعد ذراعه عنها و امسك كلتا يديها ليقول و هو ينظر لعيناها " سيرزقنا الله بتأكيد إيماني كبير بربي و لكن لكل تاخير فيه خير ياسمين  نحن لا نعلم فمن الممكن ان يكون هذا اختبار لصبرنا و رضانا بقدرنا لنصبر فيكافئنا  الله ،  فالله اذا اعطى أدهش " 


كم كان كلامه له اثر على نفسها هدأ داخلها لتقول " و نعم بالله ربنا كريم و سيعطينا ان شاء الله"

 

(ارادت ياسمين طفل و بشدة ،  أرادت من يضيف بهجة لحياتهم و يكون سند لهما  ،  حاولت و دعت لربها و عملت بكل الأسباب و لكن لم يكن لها نصيب .

و هاهي  الان وكلت امرها لرب الكون فالله اذا اعطى أدهش...)



انتهى دوام العمل و عادت  ريهام لبيتها و بيدها اغراض اشترتها للبيت و لأنس استقبلتها والدتها و بيدها أنس الصغير ابتسم وجهها عندما راته و هو يمد يداه الصغيرتين لها وضعت الاغراض ارضا و اخدته من والدتها كانت تقبله و تدغدغه و هو يضحك  .


 فسبحان من جعل في ضحكته شفاء لقلب هذه الام المتعب فكلما ضحك ابتهج وجهها .

 ادخلتهما لتحضر ريهام طاولة الطعام بينما والدتها وضعت أنس في سريره لينام .


جلست ريهام و بداءت تاكل ، اتت زينب لتجلس ايضا مر القليل من الوقت لتتحدث زينب 

" لقد اتصل  أدهم من جديد و طلب يدك مني فقلت له احضر عائلتك و تعال " 


سعلت ريهام بقوة لتعطيها والدتها  الماء بسرعه ، نظرت لها باستغراب لتقول لها " ماذا ؟! ادهم طلب يدي واا" قاطعتها زينب " ما بك كأنها اول مرة يطلبك هذه المرة التانية و هو شاب محترم و الاهم من هذا انه يحبك يا ابنتي اعطيه فرصه " 

اعترضت ريهام و بشدة فقد كان سبب رفض ريهام لاي عريس هو أنس فهو امانة اخوها و هي تعتبره مثل ابنها فلا يمكنها تركه .

 و لكن ايضا من جانب اخر تريد ان تكون مع أدهم و أن تكون زوجته لتقرر اخبار أدهم بشرطها اولا ..


و بعد ان نظفت المطبخ ذهبت لغرفتها قبلت أنس بحب لتذهب لفراشها حاولت النوم و لكنها لم تستطع جانب منها سعيد نعم سعيد لانها تكن له مشاعر و لكن جانب منها يشعر بقلق و  بضيق و حائر  فهي لا تعلم هل سيوافق ادهم على شرطها ام لا ؟ ...


في اليوم التالي و في الشركة ...


كالعادة كان أدهم ينتظر قدومها التفت عدت مرات لساعته ليرى انها تاخرت ذهب لمكتبه ليشغل نفسه بالاوراق ، اتت ريهام و بداءت عملها. 

 اتى وقت استراحة الغذاء تقدم نحوها أدهم و هو يطلب منها ان يتحدثا وافقت و ذهبوا الى الكافتيريا القريبة من الشركة...  


حالة من التوتر و الصمت كانت تغلف المكان حمحم أدهم ليبعد عنها الحرج و تحدث هو اولا "  سادخل في الموضوع بسرعه فانا لا احب اللف و الدوران لقد اتصلت  في الامس و حددت موعد مع والدتك  لكي نتحدث بأمر طلبك و لكن اريد ان اعلم رايك قبل أن أخبر والدتي " 

قال كلمته الاخيرة و هو ينظر لعيناها و لكن سرعان ما اخفض بصره .


 سكتت مدة لتقول بعدها " أدهم هناك امر مهم يتوقف عليه كل شي " اعتدل بجلسته و هو يستمع لها باهتمام لتكمل هي " انت تعلم ان اخي توفي هو و زوجته و انا و امي من نتكفل ب أنس لهذا انا لا يمكنني تركه فاذا أردت ان ترتبط بي اعلم أنني لن اتخلى عن أنس و اا" قاطعها ادهم قائلا " ريهام انا اعلم و لا يوجد عندي مانع في الاساس كوني مطمئنة " 

ابتسمت بخجل لمعرفتها أنه لن يتخلى عنها ابدا ، مرت دقائق من الصمت الجميل لهما ، انتبهت ريهام لشرودهم  لتقف تهم للذهاب ، ليسرع هو و يقول " سناتي يوم الجمعة " 

اعتلت وجهها حمرة خفيفه لتهز راسها و تذهب بينما هو ظل مكانه يبتسم لحالتها ...

(سَتأتي أيَامٌ ترُضيّنا لنّ يُدوم ما بِنَا للأبد)



 _وكل ما أتمنى أن أجد الطريق إلى قلبك

فماذا أفعل بكل تلك السبل وكلها لا تؤدي إليك!!!_ 


--------------------------------

مر يومين حاول بهما  

عبد الرحمن ان يكون بجانبها و يعلم سبب حزنها و لكنها كلما تحدث او اقترب تتراجع و تتهرب ، كان مستاء لحالتها و لم يعلم سبب تلك الحالة ، ظن انها اشتاقت لاهلها ليقرر ان يحدثها في موعد العشاء في ذلك .


وضعت الطعام امامه و هي تحدثه بوجها الباسم الحزين  انها حضرت له وجبته المفضله ، قدمت له صحنه ليبدوا الاكل تحدث هو عن يومه و هي تستمع كان يحاول ان يختلق اي حديث فقط ليحظى باكبر قدر من الوقت معها ، سألته هل احضر ما طلبت منه ؟ و هنا سكت و حك شعره و هو يتهرب من الإجابة ، قالت بصوت يكتم ضحكه " هل نسيت مرة أخرى ؟!" 

التفت اليها لتتجول عيناه في ملامحها الضاحكة ، راى بعيناها الحزينة دائما، فرحة صغيرة ليفرح قلبه و يُسر ...


 (و ان سئلوني لماذا هي من سكنت القلب ؟                فأجيب بأنها كتومة، تمزجُ الحزن والفرح في آنٍ واحد، من الطيبات  تؤنِسك إن حضرت ، وتفتقدها إن غابت        -منقول-)


تحدثت بصوتها الذي يحاول أن يكتم ضحكته و هي تخبره انها لن تستطيع تحضير الاكلة  التي اخبرها انه يريدها من دون مكوناتها ، حدثها و لا زالت تلك البسمه بوجهه و اخبرها ان اول عمل سيكون في الغد هو إحضار ما طلبت و ضحك بعدها لتبتسم هي  ...


اراد ان يزيد من فرحتها ليخبرها انه اتصل بأمها و هي دعتهم في يوم الجمعه  و هو وافق ،  و لكن و ما ان تحدث حتى تلاشت تلك الفرحة الصغيرة و ذهبت و كأنها غاصت بحزنها عندما  تذكرت خيبة املها ب اهلها الذين لم يصدقوها و لم يثقوا بها فهذا جرح لم يندمل بعد ..


استغرب حالتها " مابك يا مريم هل انت بخير " 


هزت راسها ب نعم  ، حدث نفسه و هو يتسأل"  لماذا تغيرت حالتها "  لاحظت نظراته لتقول " حسنا لنذهب سانتظر عودتك و نذهب معنا " 


اجابها انه سيوصلها في الصباح لبيت اهلها لتقضي اكبر قدر من الوقت معهم ، لم تستطيع الرفض او الاعتراض هزت راسها فقط بالموافقه ، لتكمل طعامها صامته، بينما هو كان مستغرب تغير حالتها...


اكملوا طعامها ، و بعد ان نظفت المطبخ تقدمت نحوه بينما هو ينظر للرسائل على هاتفه و قالت " عبد الرحمن هل صليت العشاء " 

التفت لها كان يحب سماع اسمه منها و كأن اسمه بصوتها اجمل أغنية و اجمل لحن .

اجابها بانه لم يصليها بعد  لتقول له " اذا سادخل اتوضى و نصلي معنا " 

و ذهبت ، تأملها و  هو يحمد ربه و يشكره  بأنه رزقه بالزوجة الصالحة ، ليختموا يومهم بالصلاة  ...


اشرقت شمس يوم الجمعه  على الافق و هاهي مريم تتجهز لذهاب لبيت والدها الذي لم يتحدث معهم سوى يوم عرسها بتلك الكلمات فقط رغم كل شي الا نها اشتاقت لهم ، كانت امها تتصل بها بين الفترة و الفترة تطمئن عليها مكالمه لا تتعدى دقائق و تغلق ! و هذا ما كان يسكر مريم كل مره و كأنهم نسوها لم يكن بجانبها الا عبد الرحمن التي رائت به خير الزوج و السند و لكن كان خوف ما دائما يأسرها و هو خوف الفقد!  فهي عندما تعلقت بهارون فقدته و هي الان تعتقد أنها  اذا تعلقت

 ب عبد الرحمن ستفقده فكانت تحاول ان تكتم مشاعرها و الا تصارح نفسها حتى بها ...



اوصلها عبد الرحمن و اخبرها انه سيحاول القدوم مبكرا ، نظرت له بنظرات احتار ما معناها و كأنها كانت تقول له"  ابقى لا تذهب " و هذا تماما كان لسان حالها و لكنها ما استطاعت النطق بها ، و انما اكتفت  بابتسامه صغيرة و قولها  " سانتظرك استودعك الله " و نزلت و صعدت لبيت اهلها ، راقبها الى ان صعدت ليذهب بعدها ، كانت نظراتها دائما تحيره و لكن شي ما يخبره انها سقطت ببئر عميق و لم تستطيع الخروج منه كان يحاول ان يخرجها و يمد له يده و لكن هي من لا تريد اخد يده لإخراجها من ظلمات بئرها  ...



وقفت بجانب باب بيتها تذكرت ذلك المشهد لتخرج تنهيدة حملت كل الألم و الحزن  التي عاشتها ، قرعت جرس الباب و ما ان فتحت الباب حتى اتعست اعين هالة لتقول بتفاجاء

" مريم ما الذي اتى بك ؟"  و كأن من تحدث كان قلبها الاسود ..


عقدت مريم حاجبيها لتقول " ماذا تقولين هاله انه بيت ابي " 


ابعدتها و دخلت بينما هالة لا تزال مستغربه من مجيئها ، أتت امها فور سماع صوتها لتاخدها بحضنها تحتضنها بقوة لتبادلها الحضن كانت دمعاتها على وشك الخروج و لكنها منعتهم و ابدلتهم بإبتسامه تحدث فاطمه  " مريم تعالي لنفطر حضرت لكِ كل ما تحبي " 


كانت اعين مريم تجول في البيت ،  ادركت فاطمه انها تبحث عن أبيها لتخبرها انه ذهب ليحضر من الخبز المفضل لها ، ابتسم وجهها و فرح قلبها لذلك ..

 و بينما هم يحضرون الطعام بفرح كانت هالة تنظر بغيرة و حقد رن الجرس لتقول هالة"  انا سافتح " 

تحدث مريم بصوت منخفض " ماذا تفعل  هالة هنا الى الان" 


اخبرتها امها انها ستظل عندهم لفترة فهناك تصليحات بمنزلهم ، قطع حديثهم دخول والدها و هو يصبح عليهم ، كم سر داخله عندما راى حبيبة قلبه لا تزال جميلة رغم غيمة الحزن التي لم تفارقها لم يتحمل قلبه و خاصه عندما راى لهفتها لحضنه و لكنها خائفه و مترددة اقترب و اخدها بحضنها اخرجت تنهيدة ألمته ،ابعدها عن حضنها ليكون من نصيبه ان يرى دمعاتها و لكنها سرعان ما مسحتها و ابتسمت  ، تقدمت فاطمه نحوهم لتقول "  هيا لنفطر ، هالة تعالي لنفطر " 


كان فطور عائلي جميل افتقدوه مند ذهابها كانت الفرحة سيدة المشهد اما هالة كانت تغلي من غيرتها كلما رات ابتسامت او ضحكت او اهتمامهم بمريم ..


مر الوقت بشكل جميل حضرت مريم لهم الشاي بعد ذهاب والدها لعمله ليجلسوا في الصالون ، كانت الام تحدث ابنتها بحب ، و بكل مرة كانت هالة تقاطعهم و تتدخل سائلتها مريم عن امتحانتها لتجيبها بانها اكملتها كانت تتحدث و هي تتعمد اظهار خاتم خطبتها من هارون  !  لاحظت مريم فعلتها و لكنها ما تضايقت و ما حزنت فهارون اصبح ماضي ...


و بينما هم يحضرون طعام الغذاء رن جرس الباب 

 مريم " سافتح يبدو ان عبد الرحمن عاد " نادتها امها و هي تخبرها ان تلبس حجابها و بعدها تفتح . 

فتحت الباب و هي تتحدث بسرعه " لم اكن اتوقع قدومك بهذه السرعه " و لكن لم يكن عبد الرحمن  .

 هو صدم و هي صدمت 

ابتعدت للوراء و ابعدت بصرها عنه بينما هو تفاجأ برؤيته لها امامه لوهلة احس انه يتخيل فكل مرة عندما يشتاق لها يتخيلها امامه ، انسحبت للمطبخ لتتركه على حاله ينظر للفراغ حيثما كانت ....


________



 اكملت ريهام تنظيف و ترتيب البيت مر الوقت و حان موعد قدومهم .


كانت تحوم بالبيت بتوتر و هي تفرك يدها و تتفقد النافدة تارة و أنس النائم تارة ، تحدثت زينب " ريهام يكفي تعالي و اجلسي مابك كنحلة " و ضحكت على حالتها ...


جلست ريهام بجانب والدتها  ، مر القليل من الوقت ليرن جرس الباب ، اسرعت ريهام لفتح الباب و لكنها توقفت و اخدت نفس و اخرجته و ابتسمت لتفتح لهم و ترحب بهم و ادخلتهم .


اعطى أدهم الورد و الشوكولاته لريهام  اخدتهم و على وجهها ابتسامه خجلة ، تحدثت والدة  أدهم إيمان  و زينب عن امور عدة بينما ذهبت ريهام  لإحضار القهوة، و بعد ان انتهوا من القهوة ، تقدمت إيمان  للحديث و لكن قاطع حديثها بكاء أنس ، استأذنت منهم لتذهب بسرعه و ترى أنس اخدته بحضنها و اتت لتجلس مرة اخرى قائلة " لقد استيقظ أميري "  التفت إيمان  لها لتقول بضيق و عدم رضاء "  و لكن علينا ان نوضح شي مهم انا لست موافقه على اخد أنس معك لا اريد لابني ان يتحمل عباء الغير " 


اعتلت ملامح الدهشه عليهما ، اقترب أدهم من امه محدثها بصوت منخفض غاضب " امي لقد تحدثنا بهذا ارجوكي لا تفتعلي مشهد الان "  


تحدث إيمان  بتعالي " انظروا انا ليس لدي اي اعتراض عليك و لكن شرطك لا يمكنني ان اقبله ، بماذا ساخبر الناس انني اخدت زوجة لابني و معها طفل ايضا لا يمكن ان اتحمل عباء مثل هذا " 


وقفت ريهام و بين يديها لايزال أنس لتقول بعدها " اولا هذا ابني انا ، هذا  ابن اخي  و ليس عباء او ما شابه تانيا " و التفتت ل أدهم " انا اخبرتك و انت وافقت على شرطي و الان  ما هذا  ! " 


حاول ان يتحدث و لكنها تحدثت " و لكن يبدو ان امك لها راي اخر انا لن اتخلى عن أنس مهما حدث " و ذهبت ، تحدثت زينب ل ادهم " الم تخبرك بشرطها و انت وافقت ما هذا الان يا ابني " 

لم تترك امه له الفرصه لتقول " على العموم نحن اتينا لامر خير و لكن يبدو انه لا نصيب لهما "لتخرج بعدها ،اما أدهم ظل في الوسط ينظر للفراغ حائرا لم يتوقع أن في اليوم الذي كان سيرتبط بها انقطع و تدمر كل شي  ، تحدث لامها قائلا " حقا اعتذر لقد اخبرتها بكل شي و هي وافقت و ارادت القدوم معي و لكن لا اعرف ما الذي حصل ساحاول ان اصلح كل شي ، ولكن اعلملوا انني طالب ابنتكم و لن أتراجع اخبريها بهذا " ليذهب خلف امه ...


دخلت زينب على ابنتها لتمسح ريهام دموعها بسرعه، احست الام بحزن ابنتها ، لتجلس بجانبها و اخبرتها ما قال أدهم ، التفتت ريهام لأنس الصغير الذي كان يلعب و هو يضحك لهما و قالت " لا يمكنني تركه انه امانة الغالي و حتى ان كانت سعادتي ساتركها فقط لأجله " دعت زينب لها و قالت " يا ابنتي اذا كان من نصيبك و مقدر لك سيكون حتى و لو بعد حين و انا رايت فيه انه يريدك و سيحارب لاجلك "


كان يوم ثقيل عليها لتذهب لغرفتها علها تنام ، حزنت و لكن ما باليد حيله، خافت من فكرة بعده عنها ، لتنام و هي تفكر بهما و بعلاقتهم التي لم تبداء بعد و لكنها كسرت قبل بداءها ....


اما أدهم فقد كان غاضب يحدث امه انه هو من قبل شرطها و سيقف معها و الاهم من هذا انه يحبها ، لم تتنازل الام عن قرارها "تتحجج بماذا سيقول الناس ؟ هل سنأخد عباء الغرباء و نهتم به ؟ لقد مات ابواه انه نذير شؤم ..."


وقف أدهم امامها و هو لا يصدق ما يسمعه قائلا " انه طفل صغير ليس له ذنب بشي ما بك يا امي " 

صرخت به امه " هي كلمة واحدة انا لست راضية عن هذا الزواج نقطة " لتذهب لغرفتها بينما هو لا يصدق ما سمع ....


________


اما في منزل احمد والد مريم 

لازال هو واقفا مصدوما ، تحركت مريم للصالون ، سائلتها هالة من أتى ، نظرت لها مريم لتجيب

 " هارون " تركت ما بيدها لتذهب و تستقبل هارون ، استغربت حالته فقد كان واقفا و كأنما غيب عن الوعي ، تحدثت بصوتها الضاحك " مابك تقف في الخارج تفضل  " استفاق من شروده و دخل ، اعطى اكياس الاغراض لهالة لتذهب و تحضر له كاس ماء كانت تطير فرحا بقدومه ، ارادت ان تجلس معه و لكن رات خالتها و هي تشير لها بان تذهب، رحبت به خالته ، تحدث مع خالته ، ليرن جرس الباب تقدمت مريم و فتحت و اذا به عبد الرحمن ، ابتسمت له و رحبت به ،  دلف البيت و هو يسلم مخفض العين ، رأى هارون فسلم عليه و جلسوا بينما مريم ذهبت و أحضرت له الماء ، شكرها و هو يبتسم نظراته تفضحه و لكن هي لا ترى او تتعمد ان لا ترى !


لاحظ هارون ذلك فضاق صدره  فحبها لازال داخله ،  فأستاء عندما رأها مع زوجها  ، فهو خطب هالة فقط ليقنع نفسه بانه نساها و اقتلع حبها من قلبه و لكنه فقط عندما لمحها عادت ذكرى حبه تنتعش ، ذهبت مريم للمطبخ بينما هو ينظر لها ، لاحظ عبد الرحمن نظرات هارون  ليحمحم  بقوة ، ليخجل هارون بشدة و يقف و هو يستأذن للذهاب ، غار داخل عبد الرحمن بمجرد انه لمح احد ينظر لحبيبته ، غضب و ثار و لكنه هدء لاجلها لأن لا  تحزن .


احضرت هالة العصير لترى ان هارون ذهب قدمت العصير لتذهب لغرفتها و هي تتساءل لماذا ذهب ؟ ليس من عاداته ان يذهب بسرعه ؟! صمتت قليلا لتغضب "  انها مريم اكيد لعبت بعقله و سحرته"


لتذهب بعدها للمطبخ غاضبة امسكت بذراع مريم و ادارتها بقوة ، ابعدت مريم يدها و هي تقول " مابك أجننتي " 

اجابتها هالة بغضب " نعم جننت و كله بسببك انا اعلم انك تغاري مني لان هارون خطبني انا!  انا من ستيصبح زوجته لا اعلم ماذا قلتي له ليذهب هكذا و لكن احذرك ابعدي عن خطيبي .."

 صمتت و لم تكمل الكلمة تحكمت في غضبها  ، لا زالت مريم مصدومه و دهشه  من كلماتها فهي لم تعلم ان هالة تكن كل هذا الحقد لها و هذا كان واضح جدا من نبرة صوتها و عيونها التي تشع حقدا تحدثت مريم  بقوة " يكفي انا لن اسمح لك ان تتهمينني و انا اساسا  لا يهمني هارون او  ما شابه " 


همت لتخرج لتقول هالة " ابتعدي عن خطيبي و الا أخبرت عبد الرحمن بمغامراتك مع الشباب "

 استدارت مريم و نظرت لها بقوة لم تتحمل  ما ترمى به صفعتها بقوة و هي تقول " لقد تعديتي حدودك لن اسمح لاحد ان يرفع إصبعه على شرفي أو  يهينني ابدا  " و رغم انها مثلت القوة الا ان داخلها ينزف تحارب دموعها كي لا تنزل و تبدي ضعفها ، تحركت بسرعه نحو الصالون لتقول بصوت مختنق " عبد الرحمن لنذهب " و ما ان راى حالها وقف و اقترب منها و هو يسألها بقلق " مريم هل انتي بخير " نظرت له  بانكسار و حزن و اخفضت راسها و هي تحرك راسها ب لا . 

بينما فاطمه تحدثت " لماذا يا ابنتي لازال الوقت مبكرا" 


لم يشاء ان يرى احد انكسارها وقف امامها ليقول " خيرها في غيرها سناتي ان شاء الله و في المرة المقبلة سنظل اكثر استودعتكم الله " 


استدار ليتحضن كفها و يسير بها ، اركبها السيارة و هو قلق من حالتها يرى يداها المرتجفتان و شحوب وجهها ، وصلوا لمنزلهم كانت تسير بتثاقل و حزن ، كلما تذكرت نظرات الشك و كلام هالة تشعر ب الاختناق لم يكن مقدورها ان تبعد هذه التهمة فلا حول لها و لا قوة تحدثت و  صرخت و لكنهم اسكتوها و كسروها .. 


و ما ان دخلت غرفتها خلعت حجابها اتى من خلفها عبد الرحمن و بحركة غير متوقعه منه  ادارها اليه و اخدها بحضنه و هو يقول " هنا فقط اطلقي العنان لدموعك ابكي يا مريم لترتاحي "

 

كم كانت تريد حضن ينسيها كل ما مرت به او من يواسيها ، بكت و بكت و هي تتمسك به تهتز داخله و هو يحتويها و يواسيها ، كانت تهتز بحضنه ليهتز قلبه معها ، شعر بأن قوتها بداءت تخور اجلسها على فراشها و لكنها أبت ان تبتعد عن حضنه ، تمدد بحانبها دفنت راسها بحضنه و هو لا يزال يحنوا عليها ، لم ينطق  هو و لا هي...


فالكلمات هنا لا معنى لها و انما هنا من تحدث و تفنن بحديثه هو الصمت ، ليس صمت تقيل و انما صمت اراح قلبهما .


لاول مرة شعور الدفء و الامان و الطمائنينة وجدته فنامت بحضنه و بين يدي زوجها غفت و نامت ..

author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق
  • غير معرف27 سبتمبر 2024 في 11:25 م

    روووووووعه

    حذف التعليق
    • غير معرف27 سبتمبر 2024 في 11:44 م

      عنجد بدا ضغطي يطلع من تصرفات هاله المتعجرفه

      حذف التعليق
      • غير معرف3 أكتوبر 2024 في 4:53 ص

        تسلم يدك حبيبتي والله البنت هالة ربنا ينتقم منها

        حذف التعليق
        google-playkhamsatmostaqltradent