*منعطفات الحياة*
*(المنعطف الخامس )*
بقلم الكاتبة : سجى امام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر أسبوعان على ابطالنا كانت عائلة ياسمين و مريم منشغلين بتحضيرات العرس . اما ريهام بعد أن أقنعت أمها ،كانت في عملها تعمل بجد واجتهاد أثنى عليها مديرها و شكرها على جهدها...
و في احد زوايا الكافتيريا كان زين يحاول ان يرى اخر تحديثات ياسمين ليتفاجاء انها حدفت كل حساباتها، اغلق هاتفه بغضب و ذهب بجانب اصدقائه و هو غاضب و متذمر .
هي انتهت بنسبه له و لكنه يريدها ان تكون متوفرة له ليشعر فقط انها تحتاجه و انه مهم بحياتها تماما مثل الأخريات فهن من يبادروا دائما و لكن هي لم تبادر و هذا ما اغضبه اخد سيجارته ليرى رسالة محتواها " اشتقت لك " ابتسم بمكر لينسى امر ياسمين و يفكر بصيده الجديد ....
و في طريق عودتها أتاها اتصال نظرت للمتصل باستغراب فهو لم يتصل بها منذ مدة و لكنها ردت بسعادة " السلام عليكم اخي حمزة كيف حالك " ليرد عليها و فجأة اكتست ملامحها فرحة كبيرة و دمعت عيناها " مبارك يا اخي لقد فرحت لك كثيرا و اخيرا بعد سنوات ربنا اكرمك بمولود " مسحت دموع فرحها لتقول بسعاده
" ماذا اسميتموه "
دمعت أعين أخاها ايضا ليرد بصوت فرح " لقد أسميته أنس ليكون أنس لنا " فرحت ريهام لأخاها حمزة فهو الاخ الاقرب لها و الذي تحبه فرغم انفصالهُ عنهم الا انه دائما بجانبها ، و برغم ان والدته لا تتحدث معه بسبب ذهابه للعمل في الخارج و تركهم، إلا أنه لم يقطعوا علاقته بأخته و أمه ، عكس أخوهم الاكبر خالد الذي قطع علاقته تماما و سافر الى امريكا.
زفت ريهام الخبر لوالدتها التي فور سماعها لان قلبها و دمعت عيناها ليكون هذا الطفل الصغير سبب بتجمع العائلة مرة اخرى ...
غيرة و حقد و انانية اجتمعت في هالة التي لم تستطع رؤية ابنة خالها سعيدة ، فهي دائما تغار منها و تحقد عليها و تقول " انا الاجمل انا الاذكى فلماذا هي دائما من تاخد ما اريد "
اعتلت وجهها ابتسامة صفراء و امسكت هاتفها لتفتح حساب مريم و تنفذ خطتها الشيطانية....
مرت الايام ليأتي يوم عقد قران ياسمين .
كان قلبها يرفرف فقد تأكدت من مشاعر جواد و ايضا أيقنت انها بدأت تكن له مشاعر ، أحبت صوته ، حركاته ، حديته ، و اكثر ما احبت هو قلبه الذي احبها فيه و سكنت غُرفه و عشقت شعور الأمان التي تشعر به و هي معه ...
تم عقد القران لتأتي ريهام و تبارك لها و هي تحتضنها بشدة و هي تقول بصوت اشبه الاطفال " ياسمين يا وردتي مبارك مبارك " رددت الكلمات اكثر من مرة لتاتي مريم و تقول بتذمر " اووف ريهام هيا لكِ ساعه اتركي لي القليل اريد ان احتضن صديقتي لا تكوني بخيلة ابتعدي هيا "
ابتعدت ريهام عن ياسمين و عيناها على مريم تنظر لها لتقول بعدها بصوت درامي " تفضلي حضرة الاميرة مريم و باركي للأميرة ياسمين تفضلي " و اشارت بيدها ، توقفت مريم و ياسمين فقط ينظرون لها لينفجرا ضحكا بعدها ...
و بعد ان خف عدد المدعوين اقترب جواد منها ، ليجلس بجانبها لتنزل عيناها خجلا منه توردت وجنتاها ليبتسم و يقول " و اخيرا اصبحتي حلالي و زوجتي و الان أستطيع ان امتع بصري بملامحك الجميلة و " سكت قليلا ليرفع وجهه و يقول " اشفقي علي و دعيني اسبح بعيناكي "
ابتسمت لتخجل اكثر و اكثر اما هو فضحك من قلبه صمت قليلا و اقترب قليلا ليقول لها " سأقول لكي شي كان محبوس هنا طول هذه السنوات " و اشار لقلبه...
رفعت عيناها لتنظر له بفضول ابتسم و قال " احبك يا ياسمين عمري " خجلت منه و تسارعت دقات قلبها لتهرب منه و تذهب الى غرفتها ...
اما جواد حدث نفسه قائلا " لقد كتمت هذه المشاعر في قلبي و استعففت بمن احب و ها انا الان بالحلال اعلنت عن مشاعر قد كتمت " ليحمد ربه و يشكره على فضله عليه .
حدث نفسه و هو ينظر لمكانها الفارغ " انها مجرد ايام فقط و بعدها ستكونين لي " و ابتسم ...
كانت هذه الأيام اجمل الايام ل ابطالنا...
عائلة ريهام اجتمعت مرة اخرى بفضل " أنس الصغير " طلب حمزة السماح من امه لتسامحه امه ليقرر أن يظل مع أمه و أخته هو و زوجته ..
عادت الفرحة لبيت ريهام بعد سنوات من هجرها لهم انشغلت امها ب الطفل الصغير و مداعبته لتعم الفرحة بفرحها فهي روح البيت و عائلتهم رغم كل شي ...
اقترب موعد عقد قران مريم لم يكن سوى يومين متبقيان الكل مشغول بالتحضيرات بفرح و سعادة . اما مريم التي كانت خائفه و مترددة في البداية أصبحت الان سعيدة و مطمئنة بحياتها الجديدة .
كانت هالة تراقب حالة مريم و سعادتها بحقد
لتقول بداخلها " الان دقائق و ستنتهي هذه المهزلة "
طرق جرس الباب لتبتسم هالة و تقول " بداءنا "
تقدم والدها احمد ليفتح الباب ليرى امامه شاب و بيده باقة ورد ، استغرب أحمد و لكنه سأله ماذا تريد ، اجابه الشاب " اليس هذا بيت أحمد منصور " رد " بلى يا ابني من تريد "
أجابه الشاب " ااا انا هنا من أجل خطبة مريم " صعق احمد مما سمع و وقف ينظر بصدمه و دهشه ..
تخطاه الشاب ليدخل و هو يقول " مريم اين انتي لا داعي للخوف انا هنا " امسكه احمد من يده بقوة ليوقع الزهور و تبثه على الجدار و هو يصرخ به بغضب " كيف تجرؤ على نطق اسم ابنتي من انت "
ابعد الشاب قبضه احمد " انظروا انا و ابنتك نحب بعض و نريد ان نتزوج هي لا تحب المدعو هارون و نحن .."
لم يدعه يكمل ليلكمه لكمه اسقطته ، انتفضت هالة و خافت ، اقتربت والدة مريم و حاولت ان تهدى منه لكنه صرخ بها لتبتعد ، اتت مريم على اثر الأصوات نظر لها أحمد بنظرات اخافتها لتتراجع للخلف ...
تحدث الشاب " هي تخاف منكم لقد تحدثنا و قلت لها ارفضي هارون و لكنها قالت انكم اجبرتوها " و هنا اتى هارون و كان من نصيبه سماع هذه الكلمات .
تحدث هارون " ماذا يحدث و من انت "
تحدث الشاب هو يشير لمريم " انا حبيب مريم " ثلاث كلمات سقطت على رؤوسهم بقوة التفت لها و هو متفاجاء بما سمع ، اما مريم ثبتت نظرها على أبيها و هارون و عيناها متسعه منصدمه مما سمعت .
التف هارون و امسك بياقته ليهزه بين يديه و هو يصرخ " بماذا تهدي انت ها " غضب الشاب و لكم هارون ، انتفضت مريم بخوف حاولت الاقتراب لكنه اخافها بنظراته، بينما هالة رغم خوفها الا انها ايقنت انها ستكون نهاية علاقتهم و الى الابد ...
" ان لم تصدقوا خدوا دليل " واخرج هاتفه ليريهم المحادثات التفت الكل لها كل واحد منهم يرشقها باتهام و ياله من اتهام اتهام بشرفها شعرت و كأن نظراتهم تقتلها تحدثت و هي تبكي بألم " انه يكذب انا لا اعرفه لا اعرفه " اقتربت من أبيها و جلست بجانبه " ابي ارجوك تحدث قل أي شيء، انا لا اعرفه احلف لكم " ابعد يدها عنه و نظر لها بخيبة أمل و خزي و هو يهز رأسه.
اما هارون فغضب و ذهب الى غرفتها و فتح هاتفها ليرى المحادثات فتح الهاتف ليرى ان كل المحادثات قد مسحت ما عدا محادثات الامس اخد هاتف الشاب ليرى الرسائل اذا كانت متشابه .
تحدث بين دموعها " هارون قل شي ارجوك قل انك تصدقني "
التفت نحو الشاب و رماه خارج البيت و اغلق الباب بقوة
ابتسمت من بين دموعها لتقول " انظروا انه كاذب انا لا اعرفه احلف لكم امي ابي ارجوكم " و هنا رمى هارون الهاتف على الارض .
خافت مريم و تراجعت للخلف تحدث بصوت عالي و بغضب " مادام لا تريدين هذا الارتباط لماذا وافقتي ها لماذا ؟ "
اقتربت فاطمه لتهدئ هارون و لكنها فشلت فقد استولت عليه نيران غضبه ...
اقترب منها و هو يقبض يده و يكورها " اجيبي عن سؤالي لماذا وافقتي و انتي لا تريدين هل كان من الضروري إهانتي بهذه الطريقة ها " تراجعت للخلف و هي خائفه منه ، قالت باكية " اقسم لكم انا لا اعرفه حتى و لم اتحدث مع احد " لتبكي بعدها
اقترب منها اكثر لياتي أبيها امامه ، لتقف هي خلفه خائفه تبكي ، تحدث بحزن عميق " هارون ابني حاول ان تهدى "
" كيف اهداء ها ؟! كيف اهداء بعدما سمعته عن خطيبتي " و بغضبه تحدث " انا لا اريد هذه الخطبه و لا هذا الزواج "
تحدث احمد و هو حزين على ابنته و ما حصل " فكر جيدا يا ابني في هذه المواضيع العجلة غير محمودة ، اذهب الان و سنتحدث لاحقا "
اخرجت صوتها المختنق بدموعها لتقول " هارون انا لا أعــ " صرخ بها " لا اريد ان اسمع شي " و ذهب و هو غاضب .
حاولت الحاق به و لكن والدها امسكها و منعها .
نظرت له و هي تبكي و تخبره انها لا تعرفه و لكنها تفاجاءت به يقول " لو كنت مت و لا شاهدت هذه الفضيحة " و تركها و ذهب !
كانت فاطمه تبكي على ابنتها بحرقة و هي واضعه يدها على رأسها.
اما مريم بقيت في الوسط ترى امامها سعادتها تبخرت و ذهبت سقطت على الارض و الدمع يسيل على وجنتيها ...
الكل تخلى عنها و لم يسمعها أحد !
عائلتها لم تسمعها !
الجميع اعتبرها هي من أخطأت لا و بل حكموا عليها من دون ان يسمعوا لها..!
و كأن عجلت الحياة توقفت عن الدوران ، بكت و بكت ...
و ياله من حقد و يالها من غيرة عمياء تدمر بها حيوات الناس كانت هالة تنظر لها و هي تضحك بانتصار لتقول " الان هارون لي "
لعبت بشعرها و دخلت غرفتها بسعادة كبرى.....
مر يومان و كم كانا مريران و قاسيان على قلبهما فهو احبها حباً صادقا و ارادها بقربه و لكن خيانتها -كما كان يظن- هذه لا يمكنه ان يغفرها لها ، دنياه اسودت بعدما كانت بمريم بيضاء جميلة و لكنها الان سوداء كاحلة تنهد بحزن و ألم قلبه و هو ينظر لخاتمه و تذكر كلام والدته ليقرر بعدها الذهاب لبيت مريم ليخبرهم بقراره ...
لم تكن مريم بحالة افصل فقد كُسرت و دُمرت و رُميت باتهام كبير و ضخم لم تستطيع القيام من تحت أنقاضه ، فلم يمد لها احد يد او يسمعها الجميع ولاء الادبار لها ...
اتت عاصفه عصفت ايامها و اخدت كل اوراقها و تركتها بأرض الاحزان ...
اتى هارون و هو يجر رجليه جراً التفت لباب منزلها ليعتصر قلبه ألما و هو يتذكر ذلك الشاب و حديثه و كل شي يمر امامه مسح على وجهه و تنهد ليدخل بعدها و يتحدث مع أبيها معلنا "فسخ الخطبة و إنهاء العلاقة "
كان من سوء حظها سماعها لكلاماته تلك و ها هو من قالت انه سيكون حاميها و سندها تركها في اول عقبه لهم و لم يقف معها و لم يحميها .
تحجرت الدموع في عيناها لتدخل غرفتها و ترتمي على سريرها تخبره بكل شي ...
اطرق الأب رأسه بقلة حيلة ليقول " الذي تراه مناسب يا ابني " نظر له هارون بحزن و تحرك تاركا قلبه ينزف ...
اكتست ملامحها فرحة كبيرة عندما سمعت كلمات هارون و أقامت الافراح بخراب بيت ابنة خالها و هي تحلم بهارون زوجاً لها ، لتذهب لغرفتها و هي تحلم بإنشاء حياة سعيدة مع هارون على أنقاض ابنة خالها ...
____________________
اكتملت كل تحضيرات عرسهما لم يتبقى سوى يومين لفرحتهم الكبرى كل منهما ينتظر يوم اللقاء.
أستيقظت على صوت رسالة أتتها منه ابتسمت لتقوم بعدها و تكمل تحضيراتها ..
كان حمزة سعيد و هو يرى عائلته حوله بعد سنوات الفراق و الشتات التي أحدثتها مشاكل تافهة فلمة الاهل لا يضاهيها لمة و فرحة . فالسعيد من تكون عائلته بجانبه و الشقي من هجر عائلته و هذا ما أدركه متاخراً و لكنه تلافى خطئه و عاد ، التفت الى والدته ، التي كانت تحمل حفيدها و تدلله احس براحة كبرى فاخيرا نال رضاء امه و حلت البركة على عائلته..
حمحم ليلتفت الكل له و يقول " انا سعيد للغاية لقد اشتقت ل لمتنا هذه " امسكت اخته يده بحب ليبادلها ذلك ، تحدثت زينب بحنان " لننسى ما مضى و نستمتع بهذه الاوقات الجميلة يا بني "
تنهد و هو حائر بكيفية أخبارهم بأمر سفرهم العاجل تحدث اخيرا " اعلم لم يمر الكثير على قدومنا و لكن علينا الذهاب ، هناك سفرة ضرورية لا يمكن تاجيلها " سكت ينظر لملاحمها كيف تغيرت و تبدلت إلى حزن و قلق ، تحدثت ريهام بسرعه " عن اي سفرة تتحدث؟ نحن لم نصدق متى عدت و الان تريد تركنا " لم تستطع ان تكمل فقد إمتلئت عيناها دمعا ، تحدثت زينب " ابني الى اين ستسافر ؟
لقد حصلت عليك بعد سنوات و ها انت تريد الذهاب مرة اخرى " بكى أنس لتاخده امه من حضن جدته و تذهب به لتطعمه .
تحدث حمزة و هو يشرح لهما ان هذه السفرة ضرورية و ان مدتها فقط اسبوع و سيعودوا بعدها و انهم سيتركوا أنس هنا لانه لايزال صغيرا ...
صمتوا و هم ينظرون لبعض ، الام لديها شعور غريب ينخر قلبها ، الاخت خائفة ، و الاخ و الابن و الاب مشتاق لهم من الان فهو من حصل على الراحة بعد سنوات و لو لم تكن هذه السفرة ضرورية لهما و لتقدمهما ب العمل لما ذهبا ابدا .....