_منعطفات الحياة_
(المنعطف التاني )
بقلم الكاتبة : سجى أمام
الحب الحرام أعمى يعميك عن عيوب من تحب و أولها أنه أقحمك فيما لا يرضاه الله ، و يعميك عن التجاوزات التي ترتكبها في حق خالقك و عن المهانات التي تهين بها نفسك .. فاحذر و أفق ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و بعد سقوط تلك الكلمات عليها و كأنها رصاص يمطر عليها ذهبت مسرعه الى بيتها و هي بحاله من الحزن و الانكسار و الضياع ، فقد فقدت ما كان يجمل حياتها و يبعدها عن واقعها التي تعيشه ، ظلت تبكي و تبكي و هي تتذكر كلامه المعسل و وعوده ، لتستقيم و تمسح دموعها و تتحدث بقوة مزيفة " علي ان اسمعها منه اولا "
و في اليوم التالي استجمعت شتات نفسها و ذهبت للكلية عينيها تبحث عنه فقط ، فقد كانت مقتنعة ان تلك الفتاة تكذب و أن زين يحبها هي فقط! فقد أعمى حبه بصيرتها..
رأته يتحدث مع بعض الاصدقاء اقتربت منه لتقول بتوتر " زين ممكن نتحدث قليلا "
أشار لها ليذهبوا الى طاولة فارغه .
لاحظ زين تقلب ملامح وجهه و القلق و التوتر عليها ليسأل " ما بك لماذا انت قلقة و متوترة هل حدث شيء "
كانت لا تعلم كيف ستخبره أو كيف تبدأ بكلامها ، تنهدت و قالت " زين هل تحبني " اجابها من دون تفكير و بكل برود " نعم و كثيرا " ابتسمت بسخرية " لماذا لا نتزوج اذا " ضحك " هل جننتي نتزوج و نحن بهذا العمر ! لدينا وقت لهذه الأمور اما الان لنستمتع " و غمز لها !
غضبت منه و من تهربه و من مراوغته بالكلام لتقول بغضب " اذا اخبرني من هي خطيبتك "
استقام بجلسته و ظهرت على وجهه علامات الاستغراب والتوتر ليسالها عن أي خطيبة تتحدث ، علا صوتها " انا اعلم كل شي لماذا كذبت علي ها لماذا اعطيتني أمل كاذب و ... " لم تستطيع الكلام من شدة القهر و خيبة الامل التي تعرضت لها ، صمت لتنظر له منتظرة اجابه.
اما هو فكان ينظر لها بعدم فهم فقط لا يفهم لماذا ردة فعلها كبيرة لهذه الدرجة..
قاطع حديثهما صوت احد الطلاب قائلا " مريم ريهام الحقوا ياسمين انها تصرخ و تبكي و حالتها منهارة " لتسرع الفتاتان ليروا ما يحدث...
ابعدت ريهام الكل من هناك و طلبت منهم المغادرة ..
" ماذا يحدث هنا لماذا كل هذه المهزلة " تحدث مريم بعصبية
ضحك زين بسخرية قائلا " انا سأحب فتاة مثلك لا و ايضا سأتزوج منها " صمت قليلا و اقترب منها و قال بنبرة تشبه السم " فتاة مثلك الله اعلم مع كم شاب قد تكلمت و ما ادراني انك لم تفعلي شي غـ " قاطعته و هي تصرخ بوجه " ما الذي تقوله انت! فقط لانني أحببتك و تحدثت معك وفتحت قلبي لك تظن أنني فتاة سيئة " تغيرت نبرة صوتها ليعلوها الحزن و القهر" انا لم اتحدث مع غيرك و لم افعل شي غلط و لكن يبدو انني اخطأتُ بثقتي و بحبي و تعلقي بك انت شخص حقير " قالت كلماتها و ذهبت بعدها و هي تبكي بحرقه ..
إلتفتت ريهام له و قالت بتوعد " ستندم على هذا " اما مريم كانت تنظر له و كانها ستقتله .
أيخرج سيجارته و نظر لهما بقلة اهتمام ذهب و كأن شي لم يكن .
اسرعت الفتاتان خلف ياسمين ليروها تدخل احد الصفوف الفارغة ليدخلوا بعده ..
و ما ان دخلت حتى انفجرت باكية ، تبكي بألم كبير على خطئها بتعلقها بالشخص الغلط .
لم يجدوا شي ليهدئ ألمها سوى الوقوف بحانبها بصمت و مواساتها ...
تحدثت بصوتها الباكي " لماذا... لماذا حدث هذا؟
انا كنت احبه و لا ارى غيره ! لماذا كسر قلبي بهذه الطريقة " صمتت ليعلا صوت بكائها احتضنتها مريم و ظلت تحنو عليها بعطف .
اما ريهام فكانت تنظر لها بشفقه فهي تعلم ان هذه اللحظه كانت ستأتي لا محاله . فرغم ان ريهام فتاة لا تختلط بأحد و لا تتحدث كثير الا انها تقراء كثيرا و خاصة في كتب علم النفس فحالة ياسمين هنا ما هي إلا هروب من واقعها فكانت تشغل نفسها بأي شي او اي قشة لتخرجها مما تمر به.
اما زين فهو وجد من يتحدث له و يخرج له ضغط هذه الحياة فهذا ليس حب و انما لنقول تعلق او مجرد اعتياد او مجرد قضاء وقت !...
هدأت ياسمين قليلا لقتربت منها ريهام و تمسك يداها تحاول أن تشد انتباه لما ستقول .
بدأت حديثها بقوة و هي تنظر لياسمين المنهارة أمامها " انظري الي يجب عليك ان تكوني اقوى من هذا انظري لنفسك لقد تدمرتي و اهملتي دراستك من أجل سراب "
قاطعتها بصوت ضعيف منكسر " ليس سراب انا احببته و ا.."
لم تدعها تكمل تحدثت ريهام مكملة " عن اي حب تتحدثين الحب مثل اي شي في هذه الحياة يمر بمراحل، بحالتك لم يمر على تعرفك به اقل من ثلاث أشهر و تقولين احبه احبه ، الحب يبناء على المواقف المواقف يا صديقتي هل يوجد موقف واحد وقف زين بجانبك اخبريني " اقتربت مريم من ريهام محاولة ايقافها
و لكنها لم تستمع لها و اكملت " لقد بنيتي عالم من الخيال و صدقتيه ، و لكن في الواقع زين شخص سيئ و جميعنا اخبرناك هذا الأمر و لكن تعلقتي به و خفتي ان يتركك و تصبحي وحيدة من جديد "
كانت كلمات ريهام قوية و ذات تاثير كبير على ياسمين التي كانت تستمع لها و هي تبكي بصمت فكل كلمة من ريهام تخبرها بغلطها فهي لا تستطيع ان تنكر ذلك ...
التفتت مريم ل ريهام لتطلب منها السكوت و هي تشير لحالة ياسمين ، صمتت ريهام و ظلت تنظر لياسمين بحزن و شفقة .
تحدثت مريم محاولة التخفيف عنها " سيمر و تنسين كل هذا فقط كوني قوية " ابتسمت مريم برقه و هي تمسح دمعات ياسمين و تحتضنها ...
تنهدت ياسمين و مسحت دموعها لتبتسم لهما ابتسامة حزينه ، اخذت اشيائها و ذهبت من دون اي كلام ...
اختارت الهروب و عدم المواجهة.
حاولت مريم منعها و لكن ريهام اوقفتها لتقول لها " اتركيها انها تحتاح لتبقى لوحدها لتعيد حساباتها و تدرك خطأها "
(في حكاية زين و ياسمين لدينا زين الشخص الأناني الذي يريد مصلحته فقط فكان يأخد من ياسمين ما يريده منها، فهو يتحدث معها عن مشاكله و يفرغ الكبت الذي بداخله و هي أيضا ، و لكن الاهم انه كان يشعر نفسه ذاك الشاب المرغوب به من الكل فكان لديه اكثر من صديقة و لكن هذا الشي في الاصل لا يدل الا على عدم تقبله لنفسه و بحثه لما ينقصه من عند الغير ..
اما ياسمين شخصية حساسة و عاطفية احساسها ب الوحدة و عدم الامان و بيئتها الخالية من مشاعر الحب و الدفء العائلي جعلها تبحث عنه في الخارج فهي تبحث عمن تتحدث معه و تقضي الوقت معه و تشعر ب الامان معه.....)
(لم يستلزم الأمر بالأصل النظر عن قُرب، ولا عن كثب، وانما استلزم منكَ صبرًا قد نفذ لكي تكشف الستار عن حقيقة الامور )