عروس بغداد
بقلم الكاتبة: أمل محمد الكاشف
تراجعت نساء العشيرة امام قوة وجه خليل المكتظ بغضبه ململمين عباءتهم وهم يعودون للصالون الخارجي كي تتحدث احداهم مع زوجها.
وبمجرد خروجهم من الساتر الذي يفصل الصالون الخارجي عن المنزل وجدوا رجالهم أمامهم يشيروا لهم بأيديهم كي يخرجوا أمامهم دون صوت.
فلا يوجد ما يتحدثون به بعد أن سمعوا صراخ الفتاة وصوت غضـ.ـب خليل الذي أكدت حالته إتمام الإتفاق.
ذهب خليل لغرفة زوجته بعد ان تأكد من ذهاب رجال ونساء عمومته ليجد رشيدة مستلقيه بوجهها على فراشها تبكي حرقة قلبها، ندم على مجيئه حتى انه هم بالخروج لولا قيامها و احتضانها له من الخلف واضعه رأسها على كتفه.
استدار ليدخلها بحضنه مقبل رأسها بضيق وحزن تحدث بهم
"لم يهنأ لهم قلب حتى جردونا من انسانيتنا. أقسم أن *صـ.ـراخها*سيظل وصمة عار بجبين عشيرتنا"
وبلحظة صدق نزلت الدموع من عينيها وهي تجيبه
"خاف قلبي من *صـ.ـراخها *شعرت للحظة ان الله سينزل علينا غضبه جراء *ظلمها هذا"
اختنق بمشاعره التي تخالطت بألوان الظـ.ـلم * والحزن والأسى * لتدمع عينيه وهو يتذكر عيونها المغلقة واهتزاز جسدها بين يديه *من شدة خـ.ـوفها *منه، حاول ان يهرب مما يتذكره ولكن أذنيه لم تسمح له حين أصبحت تدوي بصدي *صراخـ.ـها المكلوم.
…………
حزنت أمه على ما سمعته و شهدت عليه بقلبها، اقتربت وداد من سناء قائلة بصوت منخفض
"هيا لننام تأخرنا بالسهر الليلة"
ردت سناء بتخفي
"أرأيت ما حدث. ترك عروسته تبكي *بقهـ.ـرها *وذهب للساحرة البغيـ.ـضة"
اسرعت وداد بوضع اصبع السبابة على فمها
"اششش اخفضي صوتك كي لا يسمعك احد *ويغضب علينا هيا لننام قبل أن يستيقظوا"
تحركوا نحو الغرفة الخاصة بهم ولسان حال وداد يقول داخلها
"ماذا إن رأيتي ما حدث بغيابك، نشكر الله على إغلاق الطرق وتأخر عودتك"
وفي منتصف هذه الليلة الحزينة الكبيسة تحركت رشيدة التي لم تهنئ بنومها من شدة التفكير لتقترب من زوجها عازمة على تلبيته لنداء جمالها الفاتن.
فتح خليل عينيه فور تقبيلها له، ابتسمت بوجهه
"كنت اعلم انك لا زلت مستيقظًا"
اجابها بضيق
"اتركيني الليلة أنا لا طاقة لي…"
عادت لتقبله *رافضة * امتناعه عنها حتى جعلته يتجاوب معها متمنيًا نسيان معها ما مر به.
ولكن مع الأسف لم ينجح في ذلك فهو على حالته لا يرى ولا يسمع إلا صورتها وصوتها.
توقعت رشيدة انها انتصرت بتجاوب زوجها مع جمالها الفاتن دون أن تعلم حقيقة أنه ليس معها سوى بجسده الهامد فقط.
انتهت الليلة بانتهاء طاقة المسكينة من كثرة بكائها القهري لتنام بمكانها خلف الباب.
وقرب شروق الشمس فتح خليل عينيه ناظرًا لسقف الغرفة *بحزن *وأسف على عشيرته *الظالـ.ـمة.
اقتضب وجهه حين أتى وجهها المذعور امام عينيه من جديد، ابتلع ريقه وهو يستمع لصوت *بكائها *ورجائها ودفاعها عن نفسها بقامتها القصيرة التي لم تتعدى مستوى صدره.
رفع يده وحك جانب عنقه وهو يحدث ضميره
"كان عليّ ان انهي الامر دون التطرق للمشاعر وانتظار الموافقة التي من المستحيل أن تأتي بهذه المواقف. بكل الأحوال بيدي افضل من يد من لا رحمه بقلوبهم"
اغمض عينيه وكأنه يعتب على نفسه فض عذريتها بيده ليعود مبرر ما فعله
"أهون عليها من إتمام الأمر على الوجه الأكمل. كيف افعلها وانا بالكاد استطعت.."
تنهد بحزنه وهو يتحرك لينزل قدميه على الأرض جلسًا على فراشه بعقل يفكر كيف سيصلح ما فعله.
نظر خلفه نحو السابحة بنومها براحة واطمئنان قائلا لنفسه
"كيف سأنجح بإدارة الاثنان معا"
تحرك نحو الحمام وهو حامل همه وغضبه من نفسه على كاهليه.
وبعد عدة دقائق أنهى اغتساله و خرج ليصلي فريضة الفجر بالمسجد القريب. ثم عاد وقرارة نفسه تعزم على إصلاح ما افسده بالأمس بجانب كسب رضا تلك المسكينة قائلا لنفسه
"كان الله بعوننا عليهم"
فتح باب غرفتها بهدوء ليتفاجئ بها وهي تفزع وتنتفض لتقف بجانب الباب ناظرة نحوه بوجهها الذي حفر بمجاري دموع الحزن والقهر.
نظر لفستانها الابيض ثم عاد لينظر لوجهها ومكان جلوسها خلف الباب الذي أغلقه بهدوء وصمت كبير.
تحركت هي للوراء حتى اصبح ظهرها بظهر الحائط المجاور للباب دخل بخطواته البطيئة الحذرة متحدث بصوت حزين
"اعتذر لما حدث مني بالأمس، توجب علينا إتمام المسألة كي نغلق الأفواه المفتوحة، تحدثت معك قبل عقد القرآن وبعده لقد اخبرتك بضرورة إتمام الزواج ومن ينتظروننا بالخارج، ولكن عندما رفضتي حدوث ذلك بالطريقة الطبيعية اضطررت…."
تنهد بحزنه
" سلمى اقسم انني فعلتها لأجل الحفاظ عليكِ تعلمين الوضع. إن لم افعلها انا سيفعلونها هم"
اخفض عينيه ناظرا نحو الفراش المبعثر اغطتيه أرضا مكملا
"نساء العشيرة كرجالها لم يشفق عليكِ احد بل سيتفننوا بكيفية تعذيبك، و ايضا ان رفضت طلبهم كانوا سيأخذونك دون رحمة. بكل الأحوال ما فعلته أقل الخيارات سوءًا"
لم تصغي لحديثه فهي بحال يرثى له، عيون سوداء من كثرة البكاء و*الحزن *والهم *، بقلب *مكسور *منهك *من شدة ألمه.
تحركت بصعوبة كبيرة محاولة بكل جهدها ان تخطو باقدامها ولو عدة خطوات قليلة تبعدها عنه.
تجمعت الدموع بعينها من شدة تألم فؤادها وقهرها واستصعاب تحكمها في أرجلها المرتجفة .
انحنت بقامتها العلوية لتمسك الخزانة كي تتسند عليها بسيرها وكأنها عجوز *خانها *سنها عن التحكم بحركتها.
أكمل حديثه وهو يراقب وضعها
"كان علينا أن ننهي حمام *الدم *الذي ذُرف بين العشيرتين. ان لم أثبت لهم إتمام الزواج بالأمس كنا سمعنا عن *قـ.ـتلى *ومصابين جدد. تعلمين لم نعد نتحمل المزيد من *الدمـ.ـاء *يكفينا ما تحصده *الحرب من اخواتنا في البصرة"
لم تجب عليه ظلت صامته تحاول السيطرة على ارتجاف جسدها الخارج عن إرادتها، حتى اقترب منها ليحنو على شعرها المبعثر وهو يقول بصوت حنون
"اعتذر منكِ أنا لستُ كما تظنين. سأثبت لكِ أنني لست سيءً كما تعتقدين"
رفعت يدها الهزيلة لتدفع يده بعيدًا عن شعرها. حزن مشفق على حالتها سحبها بحضنه ليهدئ من ارتجافها وصعوبة تحكمها في وقوفها محدثها في اذنها وهو ينظر لعيونها المغلقة بقوة *رفضها لمسه لها
"انا لستُ سيء. عليكِ ان تقبلي اعتذاري حتى تستطيعين رؤية وجهي الحقيقي"
تأذت مشاعرها وهي بحضنه لم تتحمل بقائها بين يديه أكثر من ذلك دفعته لتبتعد عنه ولكنه لم يتركها. بل وصدمها برفعها و وضعها على فراشها رأفة وشفقة منه لعجزها الشديد في التحرك.
أدارت وجهها عنه ليخفض هو رأسه تاركها على راحتها بالغرفة *مغلق الباب خلفه.
وجد وداد أمامه تحدثه على استحياء
"هل هناك ما استطيع مساعدتها به"
نظر خليل خلفه قائلا لها
"يمكنك الدخول وسؤالها هي "
تركها مبتعد عنها لتدخل هي الغرفة منصدمة بحالتها وبكائها اقتربت منها لتضع يدها اوسط ذراعها "هيا يا بنتي تعالي معي لأساعدك بالاغتسال، وتبديل الملابس"
لم تجيبها ولم تفتح عينيها الغارقة بدموع القهر والحزن، تحركت وداد لتخرج ملابس نظيفه من الخزانة اختارت عباءة بهيئة وتفصيلة قديمة الطراز بجانب ملابس داخلية قطنية تشبه ما سبقها بهيئتها التي يأبي أن يرتديها أحد بهذا الزمان.
وضعتهم بداخل بعضهم لتخفض عليهم ذراعها مقتربة من الفراش كي تأخذ بيدها لتأخذها للحمام.
اعتصر قلب وداد على سلمى وخاصة عندما فقدت اتزانها وخانتها ارجلها من جديد بعد خروجها من باب الغرفة لتنادي وداد على سناء طالبة منها المساعدة.
اسرعت سناء مهرولة نحوهم ممسكة بذراع الدكتورة من الجهة الاخرى مكملين سيرهم نحو الحمام بصعوبة كبيرة، فمن يرى خطواتها الثقيلة البطيئة يعتقد أنها طفلة تتعلم المشي لا تعرف كيف ترفع قدمها وتمدها للامام.
كان من المفترض تقدم خليل ومساعدته لعروسته بحملها او مساندتها ولكنه ظل مكانه يراقب بتخفي دون ان يتجرأ على الاقتراب بعد ان اصبح جزء كبير من ألمها النفسي والروحي.
وضعت سناء كرسي بلاستيك شفاف أسفل صنبور الماء المعلق بالاعلى، اجلستها وداد عليه قائلة لسناء
"اذهبي انتِ لتحضير الفطور كي لا يغضب احد علينا وانا سأحممها بسرعه وأتي لمساعدتك"
خرجت سناء لتهم بعدها وداد بلف منشفة بيضاء على منتصف جسد سلمى كي تبدأ بسكب الماء على رأسها وجسدها دون ان تنكشف عورتها أمامها.
مر اليوم بصمت وحزن واحساس بالذنب مغلف بالشفقة التي شعر بها جميع من بالمنزل تجاه سلمى تلك المسكينة التي لم تفتح عينيها الباكية طوال النهار.
وبهذه الأجواء الحزينة داخل المنزل و المقلقة والمخيفة خارج المنزل أثر اصوات المدافع وطلقات الرصاص الحي تجمع خليل مع عائلته على مائدة الطعام منتظر إنتهاء وداد وسناء من وضع الاطباق أمامهم قائلا
"هل قدمتوا الطعام للطبيبة"
نظرت رشيدة نحوه بغيظ وضيق كما نظرت امه لزوجته ثم نظرت له وهي تستمع لرد سناء
"وضعت لها الفطور ولم تفطر ووضعت لها وداد الطعام قبل قليل ولم تتناول منه شيء"
اجابهم بحزن
"حسنًا لتكن على راحتها"
جلست وداد بجانب الحاجة فاطمة لتطعمها بيدها بينما اقتربت سناء لتضع العصير بكأس رشيدة.
بدأ هو بتناول طعامه بصمت وعقل شارد، علا صوت رشيدة وهي تخرج *غضبها *على سناء
"لماذا وضعتي لي منه ألم أخبرك سابقًا انني لا احب"
اسرعت سناء بالاعتذار متعجبه من عدم حب سيدتها لمشروبها المفضل.
تركت رشيدة معلقة الطعام و وقفت بضيقها
"وبماذا ينفع الأسف بعد أن اغلقتي شهيتي"
وتحركت نحو غرفتها وهي تتأفف من ضيقها.
نظرت سناء لدكتور خليل الذي أمرها ان تذهب للمطبخ كي تتناول طعامها.
بهذا الوقت كان طارق نصار جالسا على المقعد مغلق عينيه يتذكر ما دار بينه وبين العم حسين بالامس، سقطت دمعه من عينه مسحها بسرعة وهو ينظر لمن حوله كي يتأكد من عدم ملاحظة أحد لدموعه التي امتلأت داخله وأصبح لا يستطيع إيقافها.
وقف وتوجه للمقاعد الخلفية كي لا يرى دموعه احد من زملائه وهم في طريق عودتهم لمكان عمله على الحدود.
لم يتحمل تذكر رد العم حسين
"ألم أخبرك بأن لا تتدخل. نعلم ما قلته شكرا لاهتمامك والان اتركنا لنعيش *حزننا *وألمنا وحدنا"
لم يصدق طارق ما قاله والد سلمى راجعه وترجاه ان ينقذها قائلا له "ان رأيت عيونها الحمراء المنتفخة وانتهائها لحد الموت …"
قاطعة حسين بغضب
"كيف تركك دون قتلك، ألم أقل لك لا تتدخل نعلم نجاتها بورقة أصولها السورية ولكنك لا تعلم الضريبة الأكبر التي كانت تنتظر العشيرة كلها حين يعطون ذات الاحدى عشر للزواج ستكون وصمة عار في جبيننا"
زفر طارق *بغضبه *مجيبًا على أبيها
"العار ان تترك ابنتك بهذه السهولة، العار ان تتخلى عنها دون أن تجاهد في انقاذها، أن دافع الجميع عن ذات الاحدى عشر عامًا ما كانوا استطاعوا أخذها ومن الممكن ان يعودوا عن اختيارها ولكنك وضعت ابنتك في حسبة انت الخاسر بها. لقد خسرت ابوتك وانسانيتك بزواجها بهذا الشكل المهين. لقد تنازلت عنها بالرخيص والقيت بها في النار دون رحمة، حسبنا الله في امثالك لا سامحك الله…."
انحنى طارق بنصف قامته للأمام كي يخبئ وجهه وهو يبكي كالطفل الصغير مكرر
"حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل "
مرت الأيام الأولى من الزواج على سلمى بصعوبة وصمت كبير، تُحرك رأسها للقبول والرفض دون روح او صوت حاول خليل إخراجها من حالتها بالاعتذار عدة مرات مخاطبًا عقلها الرشيد تارة و بالوعود الجميلة تارة أخرى ولكنها لم تستجب له بل ولم تنظر نحوه كانت فقط تنظر للأمام بجلوسها على فراشها حتى يغلبها النوم.
استرقت رشيدة النظر داخل الغرفة لعدة أيام مندهشة من وضعها فكلما نظرت نحوها وجدتها تجلس على فراشها مرتدية عباءتها بنفس حالتها التي أشبهت المومياء .
عاندت برفضها الإشفاق عليها مصرة على حقها في ان تعيش مع زوجها حياة مستقلة بها دون شركاء، رأت الحاجة فاطمة عروسة ابنها الجديدة وهي تتسند على كل ما يقابلها أثناء ذهابها للحمام ونفس الشيء عند عودتها، حزنت الأم على حالة وجهها وعيونها وضعف بنيان جسدها.
كانت الحاجة فاطمة تتقدم بالعلاج بشكل ملحوظ حتى اصبح الجميع ينتظر شفاءها وبدأ تحدثها الذي أصبح ملموسًا في الأصوات الخافتة التي تخرج منها اثناء رفضها واستجابتها او طلبها لما حولها.
وبعد مرور ثلاث أسابيع على هذا اليوم المشؤوم عاد خليل للمنزل بعد ان جمع الملفات المهمة ونقل اجهزة التحاليل الباهظة الثمن داخل كراج السيارة، كان قد اضطر لهذا بعد ان زاد الوضع سوءًا واصبح المعمل الطبي معرض للقصف او السرقة حاله حال جميع المنشأت والشركات.
وفور دخوله من الباب وجد عروسته وهي تعود لغرفتها، نظرت أمه نحوه بحزن مغلف بعتاب ولوم وشفقة على هذه المسكينة، اقترب بخطواته المتثاقلة جالسًا بالمقعد القريب منها ليحدثها
"كيف حالك يا أمي الان"
وجدها لا تسقط عينيها من على باب غرفة سلمى
أكمل حديثه المكلوم
"لا تحزني يا أمي الله قادر على تعديل الحال ، مسألة وقت فقط وسيتحسن وضعها أعدك بذلك، سأفعل ما بوسعي لأجل أن تخرج مما هي به"
اخفض رأسه "لقد انهيت أمر نقل كل شيء ، عوضنا الله بالخير وحفظنا من شرهم"
بهذا الوقت أتت إليهم سناء و بيدها صندوق كرتوني قائلة
"خليل بيه وجدت هذا أمام الباب الخلفي، طُرق الباب وعند فتحي له لم أرى سوى هذا الصندوق"
ذُعر خليل وهو ينظر نحوه قائلا
"*أخرجيه *بسرعه ضعيه بعيد عن المنزل"
ومن خوفها الذي تملكها من ردة فعل سيدها ألقت سناء الصندوق أرضا فهي لم ترى وجه سيدها بهذا الذعـ.ـر من قبل حتى أنها شعرت وكأنه رأى بداخله وحـ.ـش كبير سيهاجمهم من خلاله.
_"ماذا فعلتي لماذا ألقيتهِ من يدك "
أجابت على صياح سيدها بجسد مرتجف "سقط دون قصد"
رفض *خليل مصيحًا بندائه على زوجتيه رشيدة وسلمى، لم يفهم أحد عليه حتى تحدث *بخوف وقلق
"أتى لمنزل السيد عثمان كيس مجهول الهوية وبعد دقائق من اداخله للمنزل وفتحه تبين أنها قنابل يدوية الصنع يخرج منها اشعاعات سامة تقتل كل من يستنشقها"
اسرعت رشيدة بالخروج من المنزل وهي تدعو الله ان ينقذهم، تبعتها وداد وسناء فكل منهم كان يريد إنقاذ نفسه قبل الانفجار.
امسك خليل بالمقعد المتحرك الخاص بامه وأسرع بخروجه به وهو ينادي على سلمى كي تلحق بهم.
المحزن المؤسف أنها بقيت بمكانها رغم كل ما سمعته بوضوح مستسلمة لقدر الله فجميع ما يأتي أمامها بطعم *المـ.ـوت *فلتكن موتة سريعه تريح قلبها مما هي به.
لم تكتفي بذلك بل عزمت على الخروج وفتح الصندوق بيديها، عمى الظلم عينيها واصبح العقل عاجز عن التفكير ليسلم امره امام قرارها التعسفي.
ترك خليل امه بجانب زوجته والخادمات بمكان يبعد عن المنزل بعدة أمتار وعاد ليأتي بسلمى عازمًا على حملها وإخراجها رغما عنها.
*رفضت *رشيدة أن يعود *خوفًا *عليه ولكنه لم يستمع لها ظل يكبر ويناجي الله بأن يحفظهم حتى دخل المنزل و وجد سلمى جالسة بجانب الصندوق.
حذرها من فتحه ولكنها لم تستمع له امسكته وفتحه بقوة
"اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله "
........
{مهما وصل بك اليأس و الإحباط لا تسمح له بإن يهزم قوتك الداخلية كن مع الله دائما، تأمل رحمته وانت تدعو له، طمئن قلبك بعدل الله ولطفه ومحبته لعباده، تمسك بالأمل ولو لم تراه فرُبَ ضالة نافعة}
يتبع ..
إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا.
منها "رواية حياتي"
رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف ..