recent
جديدنا

_منعطفات الحياة_ (المنعطف الاول )

 _منعطفات الحياة_ 

(المنعطف الاول )

بقلم الكاتبة : سجى أمام


كم هي جميلة الحياة،  بها كل ما يفرح النفس و يبهجها . تخدعك  لتسير خلف ملداتها لتاخدك الى عدة منعطفات كل منعطف به صعوبات و تحديات و ما ان تجتاز الاول حتى يأتيك الاخر محملاً بضعف ما مررت به فهذه هي منعطفات الحياة 

----------------------------


أغلقت بأبها بخوف و حزن لتاخد سماعة أذنها و تشغل أغانيها بأعلى صوت لكيلا تسمع صراخهما الذي اعتادت عليه من صغرها ، أغمصت عيناها لتسيل دمعه من عيناها سطرت كل ما تشعر به من ألم و حزن و غصه في قلبها  ...


في الصباح استيقظت ياسمين و جلست على طاولة الطعام او كما تقول هي طاولة المحكمة .


 بداءت أمها (ندى)  بكلامها  الذي كان  دائما محتواه   تقليل من ياسمين أمام أخوها و مدح أخيها امامها . 


فهي دائما تعطي الأولوية لابنها أميرها كما تقول و تهمش ابنتها و هذا مثال ليس بقليل بمجتمعنا فهناك الكثير من الامهات الذكوريات اللاتي يهتمون لأبنائهم اكثر من بناتهم .. 


 لم تهتم ياسمين كثيرا بكلامها فقدت تعودت على كلامها و قسوتها و لكن بالتاكيد كان لكلامها أثر في نفسها فقدت تركت كلماتها جرح في قلبها  ينزف باستمرار  ...



اما والدها (حسين) فكان شخص عصبي غير متفاهم ابدا يصرخ لأتفه الأسباب و من يعصيه يعاقب ..


اما أخاها (ياسين)فكان شخص نرجسي لا يرى من هو افضل منه ينظر للكل نظرة عالية حتى انه لا يرى اخته أمامه و لا يعيرها اهتمام .. 


اخدت حقيبتها و خرجت من سجنها و ما ان خرجت حتى زفرت بكل ما تحمله داخلها من هموم و ضيق ،  لتذهب بعدها للمكان الوحيد الذي توجد فيه الراحة و الهدوء بالنسبة لها   و هو جامعتها التي تنسيها عبئ ما هي به و لو قليلا و لو لساعات .


 كانت في سنتها الرابعه ليس لديها اصدقاء كثر فقط اثنتين هما صديقاتها  المقربتين و طبعا كتبها...


فتحت هاتفها لتعتلي وجهها ابتسامة جميلة أسرعت و اتصلت بمن كان سبب في تلك الابتسامة  ليرد متذمراً قائلا  " اين انتي أنني ابحث عليك منذ مدة " سكت قليلا ليقول بصوت محب " اشتقت لكِ " 


اجابته بأنها ستذهب للمحاضرة اولا و بعدها سيلتقوا  ، تذمر اكثر و

 اخبرها بأنها اهملته كثيرا هذه الفترة ، اغلق الخط ليبتسم بمكر بينما هو ينظر للمتصل الاخر و إذا بها  حبيبته الأخرى ! ..


أحست ياسمين انها مذنبة بحق زين فقررت الذهاب له لتفاجئه ؛ اوقفتها صديقتها ريهام و تحدثها قائلة  " الى أين لدينا محاضرة مهمة  "

 أجابتها ياسمين بأنها ستذهب ل زين و تقابله .


ردت ريهام بغضب  "ألم اخبرك ان هذا الفتى ليس جيد و انه سيئ السمعه و انتي الان ذاهبه له  افهمي انه يستغلك لا غير " 


تنهدت بقوة و ضيق قائلة" عدنا  لنفس الدائرة قلت لكم انه فتى جيد و يحبني انه يهتم بي و يسأل عني دائما حتى انه يتواصل معي على مواقع التواصل و هو الشخص الوحيد الذي يسمع لي أرجوكم لا تتحدثوا عنه هكذا او ستندمون" 


غضبت ريهام منها و همت لترد عليها و لكن تدخلت مريم واقفتها لتتحدث " اتركيها فهي الان بحالة لن تسمعنا بها  " صمتت لتوجه حديثها لياسمين 


" و لكن اعلمي ياسمين نحن صديقاتك و نتمنى لكي الخير دائما لهذا نصحناكي لاكثر من مرة و لكن لا جدوى " سكتت لتنظر لها بحزن وخيبة امل قائلة   " أأمل ان نكون مخطئين و تكوني على صوب " 


تركوها و ذهبوا لمحاضرتهم اما هي فكانت تحاول أن تقنع نفسها أنهم مخطئين و أنهم يغارون منها لان لديها حبيب و هم لا ....



أسرعت بخطواتها الى الكافتيريا على أمل ان تراه و لكنه لم يكن موجود هناك ،  سألت اصدقائه ليقولوا لها  بأنه ذهب لمحاضرته ، تنهدت بحزن ، فتحت هاتفها لتفتح تطبيق الانستجرام و تقلب بصوره فهي أحبت شكله و اعتادت على اهتمامه بها و هو وسيلتها ليخرجها من الضغط الذي هي فيه تفضفض له و هو يسمع لها و يتفاعل معها . 


و بينما هي  تنظر لهاتفها كان في الجهة المقابله لها تماما من يراقبها بصمت و حزن على حالتها فهو يعرف زين حق المعرفة و يعلم انه مخادع و ماكر ...



اتت ريهام من الخلف " ألم تذهبي له " قالتها بسخرية 


نظرت لها ياسمين لتنزل راسها و تنظر لهاتفها بحزن ،  جلست بجانبها و تحدث " ياسمين  ارجوكِ فكري جيدا هذا الشيء غلط و انا و مريم نصحناكي  اكثر من مرة حتى ان جواد اخبرنا بهذا الشيء " 


غضبت ياسمين و تحدث " لا اعلم ما سبب هذه الغيرة و الحقد اتركوني لافعل   ما اريده ، انا من ستدفع الثمن لذلك لا دخل لأحد و ايضا جواد جواد ما دخله من الاساس " 


اتت مريم و هي تستمع لصراخ ياسمين  لتسألهم  "ماذا حدث"

 نظرت لها ياسمين بحزن و تركتهم...


"ماذا حدث لماذا غضبت لهذه  الدرجة اخبرني " 


تحدتث ريهام  " انها متعبه و حالتها النفسية   سيئة ،  تحاول ان تقنع نفسها بانها تحب زين و لكنها فقط تهرب من واقعها بالتفكير به هي لا تواجه واقعها  و إنما تسير نحو دمارها " 


مر يومين تغيبت بهم ياسمين عن كليتها كانت تتحدث مع زين مطولا على احد برامج المراسلة عن امور حياتها و عن عائلتها و في كل مرة كان يحرضها  و يقول لها اشياء سيئة عن عائلتها .


لازالت  مريم تفكر بقرار عائلتها بأنهم سيجعلوها تتزوج من ابن خالتها تذكرت  كلام أمها (فاطمة) " انه قريبنا و مننا و سيسعدك و سيحافظ عليك " 


ظلت تفكر بحيرة فهي من كانت تحلم بذلك الامير الذي  سيأتي على حصانه و يأخذها لمملكته و لم تحلم ابدا ان يكون زواج عن طريق الاهل فهي ارادت ان تحب و تجرب طعم الحب ..


اتت ريهام و هي تتذمر من كثرت الاختبارات و الواجبات  لترى الاخرى بحالة من الضياع  هزتها  لتسالها بنبرة درامية "  ما بك انتي الأخرى"  ، تنهدت مريم و أخبرتها كل ما حدث معها  ..


استمعت ريهام لها لتصمت قليلا لتفكر لتتحدث قائلة 

" انظري يا مريم اتركي  امر قصص الحب الوردية هذه للأفلام و الروايات ، في الحياة الواقعية كل شي  مختلف تمام لا انكر ان هناك من احب و عاش قصة حب كاملة و لكنهم قليلين ارجوكِ فكري جيدا يمكن أن يكون  هذا هو نصيبك الذي سيسعدك و تكملي حياتك معه لا تضيعي الفرصة بسبب أوهام" 


تحدث بحيرة " و لكن لا اعرف انا لا اعرف هارون جيدا و ايضا لا ادري لما انا  خائفة و مرتبكة " 


 

" مع الوقت ستعرفينه  بتاكيد انتم لن تعقدوا عقد القران غدا لذلك لديكم وقت لتعرفوا و تفهموا بعضكما " 


اقتنعت مريم بكلام ريهام لتقول "صحيح سافكر و اصلي الاستخارة و ارى " 


مر يومين آخرين كان جواد كعادته مند اربع سنوات يمر  من امام صفها لكي يراها و لكنه لم يجدها ، ذهب للكافتريا  لعلها تكون هناك ، و اذا بها هناك رائها 

 ليرتاح  و يبتسم وجهه ، لم يقترب فقط اكتفى بتلك النظرة السريعه لها  لم يطل النظر لها ، رائها و  اطمئن قلبه استدار و ذهب بعدها بهدوء  فهو يعلم ان قلبها لدا شخص اخر و حبه حب مستحيل أن يظفر به ...


اما هي فكانت تحاول الوصول لزين و لكن لا رد منه ، أنهت محاضراتها لتخرج بعدها الى كافية قريب من كليتها ..


طلبت قهوة و اخرجت هاتفها لتتسلى به بينما ياتي طلبها  ..


 اتت عينها لطاولة التي امامها لترى هناك فتاة جميلة و بجانبها هنا اتسعت عيناها ، لتقول بدهشه "زين ! " 


 استقام زين و ذهب للمغاسل ..

ابتلعت ريقها و امسكت هاتفها لتتصل به ليرن هاتفه الذي تركه سهوا على الطاولة ،  اخدت الفتاة الهاتف  .

 لتسألها ياسمين بتلعتم " زين " اجابت الفتاة " لقد نسي هاتفه اخبره من المتصل  "

تحدث ياسمين " انا صديقته و لكن من انتِ " 

اجابت الفتاة بسخرية " و ما دخلك انتِ و لكن لترتاحي انا خطيبة زين "  و ما ان سمعت هذه الكلمات أغلقت هاتفها 

   فقد وقعت الكلمات عليها واحدة تلو الاخرى و تدمرت فمن كانت تظنه يحبها كان فقط يستغلها تماما كما قال جواد و ريهام و مريم..


لم تتحمل ياسمين ما سمعت  خرجت  مسرعة لتذهب لبيتها و فور وصولها دخلت غرفتها و القت بنفسها في سريرها تبكي بحرقة و ألم  ،  تتذكر كلام صديقاتها بأنهم أخبروها بحقيقة زين  و لكنها كانت مخدوعه به .....





(ستكتشف يومًا أن الحقيقة كانت دومًا أمام عينيك ، وأّن عدم رؤيتك لها كان بسبب أنكَ اخترت بألا ترى..)

author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

16 تعليقًا
إرسال تعليق
  • غير معرف19 سبتمبر 2024 في 7:12 م

    تسلم ايديكى ياسوجى حلقة جميلة وبداية قوية

    حذف التعليق
  • غير معرف19 سبتمبر 2024 في 7:35 م

    ما شاء الله تسلم يدك مبدعه 🤍🤍🤍استمري و الى الامام دوما

    حذف التعليق
    • غير معرف19 سبتمبر 2024 في 8:28 م

      جميله

      حذف التعليق
      • غير معرف19 سبتمبر 2024 في 8:40 م

        انا اماني أحمد
        الصراحة مش مصدقة 😮 ماشاءالله جميلة قوي
        كنت مخبية ده فين انا متفاجئة جدا جدا
        استمري حبيبتي ربنا يبارك لك يارب

        حذف التعليق
        • غير معرف19 سبتمبر 2024 في 8:44 م

          اتكلمت حبيبتي يا سوجي عن مشكلة موجودة متكررة واصبحت بالنسبة لي مملة للأسف البنات لا تتعلم
          ربنا يهدينا جميعا يارب يارب يارب

          حذف التعليق
          • غير معرف19 سبتمبر 2024 في 9:37 م

            روعه تسلم ايدك حبيبتي ابدعتي هذه الحالة موجودة في مجتمعنا مع الأسف خداع البنات بكلام الحب وجرهم لطريق لارجعة منه

            حذف التعليق
            • غير معرف19 سبتمبر 2024 في 10:09 م

              روووووعه سلمت اناملك الذهبيه

              حذف التعليق
              • غير معرف20 سبتمبر 2024 في 2:14 ص

                بداية موفقة وكانت حلقة جميلة بالرغم صغيرة بس المحتوي وموضوع الحلقة رائع ومن وحي الواقع فعلا هناك العديد من الأهل يخيروني طفل ذكر عن الانثي بالرغم تكون الانثي أنجح وأفضل من الولد ولكن للأسف عقلية فقيرة
                تسلم اناملك يا سوجي متشوقة للأحداث القادمه حبيبتي كل التوفيق 💜💝💜👏👌👏🌺🌹

                حذف التعليق
                • غير معرف20 سبتمبر 2024 في 3:39 م

                  أحلى كاتبه

                  حذف التعليق
                  • غير معرف20 سبتمبر 2024 في 8:33 م

                    الحلقه رائعه 😍😍 تسلم ايدك

                    حذف التعليق
                    • غير معرف21 سبتمبر 2024 في 9:34 ص

                      بداية رائعة جدا

                      حذف التعليق
                      • غير معرف22 سبتمبر 2024 في 7:50 م

                        ماشاء لله ابداع ي سجو 😍❤️

                        حذف التعليق
                        • غير معرف22 سبتمبر 2024 في 8:48 م

                          روعة يا سجى

                          حذف التعليق
                          • غير معرف2 أكتوبر 2024 في 4:50 م

                            بداية موفقه 🤗

                            حذف التعليق
                            google-playkhamsatmostaqltradent