منعطفات الحياة
(المنعطف السادس )
بقلم الكاتبة سجى أمام
الحياة ابدا لم تكن منصفه مع احد فهي تعطيك كل ما تُحب على طبق من ذهب و تتركك تتنعم به و لكن تأتي بلحظة و تتركك وسط صحراء لترى انك بلا احد و أن الحياة أخذت منك ما اعطتك اضعاف مضاعفه ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت ريهام الى ياسمين بعد عملها لتدردش الصديقتان مع بعض, أرادوا ان يلتقوا بمريم و لكن والدتها اخبرتهم انها مريضة و اغلقت الخط و لم تقل شي اخرى ، استغربت ريهام لتقول " لقد كانت بخير في اخر مرة رايتها غريبة " حاولت ياسمين الاتصال و لكن لا جدوى اقترحت ان يذهبوا الى بيتها و لكن ريهام رفضت لتقول " لنتركها على راحتها لقد فسخت خطوبتها و اكيد الان هي حزينة و تريد البقاء لوحدها "
"و لكن لماذا فسخت خطوبتها ، لقد حدثني أنها سعيدة بهذه العلاقة "
صمتت لينظر كل منهما بحزن فهم يعلمون أن مريم حساسة للغاية و انها كانت تخاف الحب فقط لكي لا تتألم به ...
رأت ريهام دموع ياسمين لتسرع بمسحها و هي تضربها على كتفها برقة " ما بك لماذا الدموع الان غذا عرسك لأمير الاحلام " و غمزت لها لتبتسم الاخرى بخجل...
اغلقت أم مريم الهاتف بحزن لتذهب بعدها لترى حال صغيرتها النائمة التي ذبلت من ألمها غص قلبها لتنزل دمعه من عيناها حارقة، لم تتحمل اغلقت الباب و ذهبت الى زوجها تخبره حال ابنتهم و هي تبكي حالهم ، لم يكن احمد يختلف عنها فهي مدللته و قرة عينه و لكن ما زعم انها فعلته ! شي لم يكن يغتفر بالنسبة له ، دعس على كل مشاعره ليقول بصوت قوي " لقد قررت مريم ستتزوج من عبد الرحمن ابن الشيخ محمود "
مسحت الأم دموعها و قالت بدهشه " أبهذه السرعه انها لاتزال ... " لم تستطيع اكمال كلامها لتبكي على قدر ابنتها، شرح لها احمد ان إبن الشيخ محمود مند فترة تقدم ل مريم و صادف ان يتقدم هارون لها في نفس الوقت فهو اختار هارون لعلاقة القرابة و اعتذر ل للشيخ محمود و لكنه تحدث بالامس معه و فتح الموضوع مرة اخرى و اخبره انه منتظر الرد ..
"لا يمكنها انظر لحالتها مابك الا ترى؟ " صرخ بها و امرها بأن لا تتدخل ليخرج بعدها من البيت غاضباً ، اسرعت هالة لترى ماذا جرى ابتسمت و لكنها سرعان ما لبست قناعها و ذهبت بجانب خالتها تواسيها في حزنها ، شكرتها خالتها لمساندتها لهم بوقتهم الصعب و دعت لها ، لتذهب بعدها لابنتها جلست بجانبها دموعهم تتحدث لا شي اخر صمت و دموع لم تتحمل مريم لتنفجر باكية اخدتها امها بحضنها حاولت تهدئتها و لكنها فشلت لتتركها تخرج كل ما بداخلها من ألم و حزن الى ان جفت دموعها فسكنت و ابتعدت عن امها تنظر بإنكسار و حزن تحدث فاطمه من بين دموعها " لماذا؟ اذا كنتِ لا تريدين هارون لماذا وافقتي ها؟ "
نظرات و كلام امها تقتلها حتى امها التي حملتها تسعه اشهر لا تصدقها فكيف ب الغريب ..
تحدثت بصوتها المرهق الحزين " انا بريئة مما تقولون " و صمتت، دمعاتها تتسابق على وجنتيها
"إذا المحادثة من كتبها ها ؟ و من اعطاه عنوان البيت و من اخبره عن هارون ها " رمتها بسهام مسمومة فسقطت بعدها جريحة لا تقوى على الحراك ، التفتت لامها و تحدثت بصوتها المختنق بدموعها " سيأتي يوم و تخرج الحقيقة للوسط و من افتراء علي سيأتي عقاب الله له و أتبراء من هذا الافتراء "
خرجت امها مسرعة تحارب مشاعرها اما من تركتها هناك فكانت تصارع ألمها فلم تتوقع ان امها لن تصدقها و لن تثق بها...و آه من ألم اعتصر قلبها لاحد يثق بها او حتى يسمعها اقاموا المحكمة و أعلنوا الحكم من دون سماعها بكت بحرقة لتقوم بعدها تتوضأ و تصلي فلا دواء لها غير قربها من ربها و كلامه الذي هو حل كل داء ، رددت داخلها " صبرا جميل و الله المستعان " لتصبر على مصيبتها فكل امر المؤمن خير...
أتى اليوم الذي حلم به جواد طول هذه الفترة و اخيرا أميرته ستكون له كانت عائلته مشغولة ب اللمسات الاخيرة و تفقد كل شي و عائلتها ايضا فرغم ان ياسمين لم تلمس فرحتهم و لكنها لم تهتم فقد وجدت بجواد خير الرفيق و شريك الحياة .
كانت جميلة رغم بساطتها لم تطلب الكثير و لكنها اكتفت بحبه لها كانت فرحة كثيرا ، لاول مرة بعد سنوات وجهه و روحها تبتسم ..
تزامن يوم زفاف ياسمين مع يوم سفر حمزة .
في المطار احتضنت اخاها بقوة و اوصته ان ينتبه لنفسه و زوجته ، اخبرها بأن لا تقلق بشأنهم و انهم سيعودون سريعا ان شاء الله، ذهب ليودع امه التي كانت تبكي احتضنها و اخبرها انها مجرد ايام و سيعود ، مسحت ريهام دموعها لتتوجه لزوجة أخيها التي كانت محتضنها طفلها و تبكي تشمه و تقبله و هي تذرف دموعها و توصي ريهام به " انني اترك قطعة مني لا أدري كيف سأتحمل و لكنني واثقة فيكِ ريهام اهتمي به جيدا ارجوكي " لتبكي بعدها اخدتها ريهام بحضنها و هي تأكد لها انها ستهتم به جيدا و اخبرتها ان لا تقلق عليه ...
حان وقت الذهاب ليفترقوا كانت اعينهم تنظر لأنس و كأنهم يودعوه و ما اصعب لاحظات الوداع ظلت الام و أبنتها ينظرون لهم الى ان اختفوا بين الحشود.
بكئ أنس بشدة اخدته ريهام بحضنها و هدأته و بعد مدة وصلوا للبيت ، أنامت الطفل لتتوجه بجانب امها امسكت يدها و قبلتها ابتسمت امها بحزن لتخبرها ان تذهب لعرس ياسمين رفضت ريهام و لكن والدتها اصرت واخبرتها انها صديقتها و عليها الذهاب و لكنها رفضت مرة اخرى متحججة بالطفل زفرت الام بضيق لتقول كلمتها الاخيرة "ستذهبِين يعني ستذهبِين هيا اذهبي و تجهزي " رضخت لامها لتذهب بعدها الى عرس صديقتها و لكن في قلبها خوف استقر لا تعلم سببه قلق يعكر صفوها استعاذة بالله و ابعدت هذه الأفكار لتذهب بعدها لمكان الفرح.
كانت تدور في غرفتها بنصر و تفاخر فها هي تنتصر مرة اخرى على مريم اخدت المشط لتمشط شعرها و هي تبتسم بشر " لقد وجدتي ما تستحقي " و ضحكت و لكن سرعان ما اخفت قناع الفرح و النصر و استبدلته ب الحزن و الأسى لتذهب لعند خالتها و تخبرها انها ستذهب لبيتها فيكفي ما يمروا به وافقتها خالتها لتذهب هالة متفاخرة بنصرها ...
طول هذه الأربع الايام لم يتحدث احمد معها و لم تخرج هي من غرفتها تبدلت احوال بيتهم من تلك السعادة الى هذا الحزن و الصمت المميت ، اتى اتصال قطع صمتهم اغلق أباها الهاتف و نظر لامها و قال " لقد وافق عبد الرحمن " و سكت ، نظرت له الام مشاعرها تلخبطت لم تعد تعلم بماذا تشعر او تفكر فهي قلقة عليها ليخبرها ان عبد الرحمن شاب ملتزم و انه سأل عليه و تفحص ففي النهاية هي ابنتهم رغم كل أخطأها و عليهم اختيار الزوج الصالح لها .
فرغم عدم تحدثه معها و حزنه منها الا انها مريم هي التي احبها اكثر من نفسه لم و لن يرضى بحزنها او ظلمها فسلمها لمن يرضاه دينا و اخلاقا...
كان جواد يدور و يحوم كالنحلة متوتر كل ثانية ينظر لساعته لماذا لا تتحرك عقاربها جلس و هو يزفر ليقول " لقد صبرت كل هذا الوقت ألا تستطيع الصبر ساعه ما بك أثقل " ليضحك ...
مرت الساعه عليهما و كانها شهر و لكن و اخيرا رأى ياسمينته ب الابيض و هل يليق الابيض بغير الياسمين الرقيق. ..
كانت مثل وردة الياسمين بجمالها و رقتها اقترب منها و قبلها من جبينها لاول مرة، قبلة تحمل الكثير و الكثير فخجلت اما هو تفحص كل ملامحها و حفظها بقلبه ، مرت ساعات العرس بشكل جميل اخذوا الكثير من الصور و كان القسم الاكبر لريهام التي حجزت العروس لتتصور معها فقط كانت صور عفوية و لكنها جميلة ...
(ها هي كل واحدة تخطو في منعطف اخر من منعطفات الحياة لتدخل في بداية جديدة و منعطف جديد لا تعلم ما يخبأه لها و ما هي عقباته و ما هي محاسنه ...)
[8:24 م، 2024/9/24] سوجيEmam🌸: و بعد ان انتهى العرس ذهب العروسين الى بيتهما ، اقفل جواد باب غرفته ليقف بعدها و هو متكأ عليه و هو يبتسم ، ينظر لها و هي جالسة خجلة منه تهرب بنظراتها أغمض عيناه ليتذكر كل ما عاناه ليصل لهذه اللحظة لحظة حصوله على ملكة عرش قلبه ، اقترب منها بخطواته لتتسارع دقات قلبها أمسكها من يدها و قبلها بحب كبير ليقول " انني اذا حمدت الله طول عمري لن يكون كافيا فقد اكرمني بك بعد مشقة " صمت ينظر لجمالها ليكمل " لنبداء حياتنا من جديد حياة بها فقط الحب و الحنان و الود و انتِ "
كانت كلماته تجعل من قلبها يرفرف دقات قلبها تعلن عن كل شي فلا داعي للكلام امام لغة العيون ، تحدث بعدها و هو يبتسم " لنبداء حياتنا الجديدة بالصلاة " و ذهب بعدها ليتؤضاء ، ظلت تنظر له لتشكر ربها انه اكرمها بجواد .
صلى بها و دعوا ربهما ان يكرمهما بالحياة السعيدة الهنيئة..
(ثم يعوضك الله بما يليق بك و بما يريح قلبك و يسعدك)
و هكذا مر اسبوع على ابطالنا تم فيه الاتفاق على زواج مريم و عبد الرحمن و عقد قرانهما ، لم تعترض مريم فقد وافقت بقلب صابر و مؤمن بقضاء الله عله يكون خير لها ...
اما ريهام فكانت سعيدة و هي تتحدث مع امها و تخبرها بعودة اخاها و زوجته من السفر فرحت زينب لتقول " لنذهب الى المطار لنستقبلهم "
" لقد اخبرني حمزة انهم سيأتون في الصباح الباكر لذلك لا داعي لنستقبلهم هم سيأتون الى هنا مباشرة و ايضا من أجل أنس فالجو بارد عليه "
تفهمت الام لتردف داخلها " اطمئني مجرد سويعات و سيعود ابنك الى حضنك "
اطمأنت ريهام على أنس لتتوجه بعدها الى عملها ..
في بيت جواد حضرت ياسمين فطورهما كانت تدندن و هي تتحرك في المطبخ سمع صوتها فأبتسم و سُر داخله فتقدم ليحتضنها داخله ليقول خ
هامساً " صباح الياسيمن " ضحكت بخفة و أعطته قبله و قالت و هي ممسكة بيده " هيا لنفطر لديك عمل ستتاخر " قال غامزاً قالها " يا ترى بسبب من سأتاخر "
خجلت فما زادها خجلها الا جمالاً ، صمت و هو لا يزال مبتسماً على حالتها الخجلة ، لتبداء بتقديم الطعام له و هي تتحدث و هو يستمع لكل حروفها بحب..
كانت فاطمه تتفقد التجهيزات الاخيرة بجهاز ابنتها كل شي تم على اكمل وجه نظرت لابنتها لتقول بداخلها " انني اموت كلما أراكِ هكذا حزينة منكسرة ما الذي حل علينا ليقلب فرحتنا اخ يا ابنتي لم يكن القدر منصف معكِ و لكن سادعوا الله دائما ان يعطيك السعادة و ان يعفو عن خطئك " اقتربت من ابنتها تحنو على راسها إعتلى وجهها شبح ابتسامة و هي تنظر لامها جلست امها بجانبها لتتحدث معها و تشرح لها " مريم يا غاليتي ، انسي ما احدث انه ماضي ، غذا ستفتحي صفحه بيضاء جديدة و حياة جديدة عليك ان تحافظي على بيتك و رجلك و سعادة بيتك "
قاطعتها مريم بحزن " و لكن الماضي لا يُنسى "
غضبت فاطمه لتقول " الم اخبرك ان تتركي الماضي ورائك هل يوجد داعي من اخباره بالفضيحة التي قمتي بها ها "
نظرت لوالدتها بكسرة و حزن ، كم ستجرح و كم ستتألم ؟! كلماتهم تغرز بقلبها و تترك جروح لا تشفى ابدا..
تحدث بصوتها المختنق " انا لم افعلها و لكن بما ان الكل مصدق و مقتنع انني فعلتها، اذا علينا اخباره ايضا و هو يرى ما يناسبه، الماضي لا يترك احد امي "
امسكتها امها من يدها و حاولت ان تقنعها ان لا داعي لاخباره بأي شي فأذا اخبرته سينتهي كل شي و هذه المرة والدها لن يسامحها ابدا ..
دخلت الى غرفتها و هي تفكر بكلام امها كان جانب منها يعطيها الحق و جانب لا ، لتقرر بعدها سماع كلام امها ، ظلت تفكر و تفكر افكار كثيرة تدور بعقلها تذكرت ياسمين لتبتسم و هي تدعوا من أجلها ارادت ان تتصل و تطمئن على ريهام و ياسمين و لكن امها منعتها و اخدت هاتفها ...
كان أنس نائم بهدوء بحضن عمته قبلته عدة قبلات و ذهبت لترى امها فوجدتها قد نامت اطمأنت عليها لتذهب و تنام فغذا سيأتي حمزة و زوجته بعد سفر دام اسبوع كانت تنظر لأنس و هي سعيدة بعودة اخاها....
أتى جواد من عمله فتح الباب برفق حتى لا تسمعه تقدم بهدوء نحوها ، كانت هي واقفة امام النافدة تنظر للمارة و لساعتها فقد تأخر الوقت و هو لم يعد ، بداء يقترب منها بهدوء و كأنه يتسلل، احتضنها من الخلف لتشقهق هي بخوف ابعدته عنها و هي تتنفس بسرعة لتقول بصوت متقطع " كنت سأموت اخفتتي "
ابتسم واقترب منها ليسحبها له و يقول بصوت ضاحك " لو انك رأيتِ وجههك فقط "
و انفجر ضاحكا ضربته و هي غاضبه عليه " و ايضا تسخر مني ها سأحاسبك على هذا تعال الى هنا "
اخدت وسادة الاريكة و رمته بها ولكنها لم تاتي به فقد ركض و هرب لتجري هي بعده و لكنه توقف فجأة و سحبها له هي تبتعد ضاحكة و هو يقترب و يقترب ....
(وتبقى أفضل الأمنيات هي أَن يجد كل منا من نبدأ معه وننتهي معه..)